في قبضة الأقدار (سلسلة الأقدا...

By noryelshry22122019

5.4M 157K 32.6K

في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب... More

المقدمه
اقتباس ♥️
تواقيع الأبطال ♥️
🍓 الأول في قبضة الأقدار 🍓
🍓الثاني في قبضة الأقدار 🍓
🍓الثالث في قبضة الأقدار 🍓
🍓الرابع في قبضة الأقدار 🍓
اقتباس ♥️
🍓 الخامس في قبضة الأقدار 🍓
🍓السادس في قبضة الأقدار 🍓
🍓السابع في قبضة الأقدار 🍓
🍓الثامن في قبضة الأقدار 🍓
🍓التاسع في قبضة الأقدار 🍓
🍓العاشر في قبضة الأقدار 🍓
تنويه
🍓الحادي عشر في قبضة الأقدار 🍓
🍓الثاني عشر في قبضة الأقدار 🍓
🍓 الثالث عشر في قبضة الأقدار 🍓
أقتباس
🍓الرابع عشر في قبضة الأقدار 🍓
تنويه
🍓الخامس عشر في قبضة الأقدار 🍓
اعتذار
🍓السادس عشر في قبضة الأقدار 🍓
🍓السابع عشر في قبضة الأقدار 🍓
تنويه
🍓الثامن عشر في قبضة الأقدار 🍓
🍓التاسع عشر في قبضة الأقدار 🍓
إعلان الفصل الجديد
🍓العشرون في قبضة الأقدار 🍓
مفاجأة 🤭
🍓الحادي والعشرون في قبضة الأقدار 🍓
مفاجأة ♥️
اقتباس هديه ♥️
🍓الفصل الثاني و العشرون في قبضة الأقدار 🍓
🍓الفصل الثالث و العشرون نهاية الجزء الأول🍓
🍓الاول بين غياهب الأقدار 🍓
اعتذار
🍓الفصل الثاني بين غياهب الأقدار 🍓
اعلان
🍓الثالث بين غياهب الأقدار 🍓
اقتباس
💔💔💔
🍓الرابع "بين غياهب الأقدار "🍓
اقتباس
🍓الخامس بين غياهب الأقدار 🍓
🍓السادس بين غياهب الأقدار 🍓
🍓السابع بين غياهب الأقدار 🍓
🍓الثامن بين غياهب الأقدار 🍓
مقدمة الفصل الجديد ♥️
🍓التاسع بين غياهب الأقدار 🍓
اعتذار
مقدمة الفصل الجديد ♥️
🍓العاشر بين غياهب الأقدار 🍓
مقدمة الفصل الجديد ♥️
🍓الفصل الثاني عشر بين غياهب الأقدار 🍓
💔💔💔
مقدمة الفصل الجديد
🍓 الثالث عشر بين غياهب الأقدار 🍓
💔💔💔
اقتباس عشان محدش يزعل
اعتذار
🍓الرابع عشر بين غياهب الأقدار 🍓
اقتباس عشان الحلوين ♥️
🍓الخامس عشر بين غياهب الأقدار 🍓
🍓السادس عشر بين غياهب الأقدار 🍓
🍓 السابع عشر بين غياهب الأقدار 🍓
🍓الثامن عشر "بين غياهب الأقدار"🍓
اقتباس للحلوين ♥️
🍓التاسع عشر "بين غياهب الأقدار"🍓
🍓العشرون بين غياهب الأقدار 🍓
🍓الواحد و العشرون بين غياهب الأقدار 🍓
🍓الثاني والعشرون بين غياهب الأقدار 🍓
Note
🍓الثالث و العشرون بين غياهب الأقدار ❤️‍🩹 🍓
تنويه
🍓الرابع و العشرون بين غياهب الأقدار ❤️‍🩹 ج١🍓
🍓 الرابع و العشرون بين غياهب الأقدار ❤️‍🩹 ج٢ 🍓
اقتباس
🍓الخامس و العشرون بين غياهب الأقدار ❤️‍🩹 🍓
🍓 السادس و العشرون بين غياهب الأقدار ❤️‍🩹 🍓
عزاء
🍓السابع و العشرون و الأخير بين غياهب الأقدار ❤️‍🩹 🍓
توضيح
مفاجأة ♥️
اقتباس هدية ♥️
تنويه
فرحه كبيرة ♥️
الأنشودة الأولي 1 💗
اقتباس مفاجأة ♥️
الأنشودة الثانيه 💗
💔💔
الأنشودة الثالثة 💗
اعلان
الأنشودة الرابعة 💗
الأنشودة الخامسة 💗
استفتاء 🥺🥺
الأنشودة السادسة 💗🎼
توضيح
عودة بإذن الله ♥️
الأنشودة السابعة 💗🎼
الأنشودة الثامنة 🎼💗
الأنشودة التاسعة 💗🎼
الأنشودة العاشرة 💗🎼

🍓الحادي عشر بين غياهب الأقدار 🍓

60.6K 2.1K 615
By noryelshry22122019

حملت الشوق بقلبي لـ ليالٍ طوال.
أتألم بعشقً جائر لمن اكتد على بالوصال.
جُن عقلى و تاه فكري. هل أمِن قلبي فلم يعد يُبال!
أم أن قلبك العليل هو الآخر ما زال مُقيدًا بـ الأكبال؟
أعلم أنها معاناةِ مع قدرٍ مُظلِم ما أنفك علي يحتال.
ولكن بالله عليكِ اشفقِ على روح ذبحها الشوق و أجهزت عليها كثرة الأحمال.
واعلمي أن حياتي كانت عبارة عن حفنة من الحروب الضارية فلتكونِ لى خير الأنفال.
يا من شُح لقائه وكثر غلائه و عظمت محبته. أهلكني التمني و أضناني السؤال!
أم آن الأوان لنلتقي حتى تنتصر خيوط الفجر على دُجى الظلام الذي حاوط قلبي كـ الأدقال؟

نورهان العشري ✍️

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

انقضت ثلاث أيام من أصعب الأيام التي مر بها في حياته. فقد كان يحاول بشتى الطرق الوصول إليها ولكن دون جدوى فقد كان هاتفها مغلق ولا يعرف أي طريقة أخرى للتواصل معها. غابت عنه وتركته فريسة للغضب و الألم و الأفكار السوداء و لم تشفق عليه. يقسم بأنه رأي عشقه بعينيها واضحًا وهذا ما دفعه للإعتراف لها بمكنونات صدره لما تفعل به هذا الآن؟؟ فقد كان هذا أكثر شيئ يخشاه. الرفض أو الإهانة لمشاعر عميقة لم تخلق سوى لها وحدها. حتي إن كانت ترفضها لمَ لم تملك الجرأة لإخباره لم يكن ليجبرها فله كبرياء عظيم يأبى إجبارها على البقاء معه حتى و لو كان عشقها موشوم على قلبه.
لما تفعل به هذا ؟ يود الصراخ بهذا الاستفهام الذي كان يؤرق لياليه المنصرمة حتى أنه في لحظة يأس قاد سيارته و توجه إلي حيث مزرعة عمها و ظل واقفًا طوال الليل عله يلمح طيفها يراوده شعور قوي بالشوق المضني و الغضب الجارف تجاهها فما تفعله به ليس عدلًا أبدًا.

قاطع أفكاره صوت «مروان» الذي أخذ يدق علي الباب كثيرًا ولكنه لم ينتبه له ففتح الباب و توجه إليه قائلًا بمزاح
" ايه يا كبير بقالي ساعه بهبد عالباب و انت منفضلي"

رفع أنظاره إليه و قال بفظاظة
" ولما هبدت عالباب وملقتش رد ايه الي دخلك؟"
تحمحم «مروان» قائلا بخفوت
" ايه الاحراج دا؟ "

ثم علت نبرته حين قال بمزاح و هو يتقدم ليجلس علي المقعد أمام المكتب
" لا ماهو انا جايلك في ست مواضيع مهمة شبه بعض"

زفر أنفاسه الملتهبه قائلًا بفظاظه
" هات الي عندك.."
كان مظهره مرعبًا فلعن «مروان» بداخله قبل أن يقول بتوتر
" اصل انا… بصراحه يعني كنت عايز اسألك هنعمل ايه مع المطاريد الي ناسبناهم دول ؟ يعني البت حلا البسكوتايه دي هتعيش معاهم ازاي ؟"

«سالم» مغلولًا
" و مسألتهاش ليه؟ ما الهانم موافقة "
«مروان» بغباء
" معلش بقي مراية الحب عاميه.. مع انهم ميتحبوش جوز البغال دول أن كان ياسين و لا عمار معرفش فرح رخره عجبها في ايه؟"

تحفزت جميع حواسه لدي سماعه جملة «مروان» الأخيرة التي اخترقت أذنه مرورًا بقلبه الذي انتفض قائلًا بهسيس مرعب
" انت قولت ايه؟ فرح ايه علاقتها بعمار ؟"

«مروان» بغباء
" ايه دا هو انا مقولتلكش. مش فرح اتخطبت للبغل الي اسمه عمار دا .. "

«سالم» بصدمه
" ايه ؟؟؟"
" اه حصل البت جنة لسه قيلالي لما كانت هنا. بس اقولك انا قلبي حاسس ان البت فرح دي مغصوبه اه والله .. جنة بتقولي مقطعه نفسها عياط طول الليل والنهار يا قلب امها…"

لم يكد ينهي جملته حتي خرجت صرخة غاضبة من فم «سالم» مما جعل «مروان» ينتفض من مقعده واقفًا وهو يقول بذعر
" ايه في ايه؟؟"
لم يكد ينهي استفهامه حتي تفاجئ من قبضة «سالم» الحديدية التي أمسكت بمقدمة قميصه لتجذبه متسطحًا فوق المكتب بعنف تجلي من عينين «سالم» التي تقطران غضبًا يوازي لهجته حين صرخ به
" يا حيوان بقي انت عارف كل دا ولسه فاكر تقولي دلوقتي؟؟"

«مروان» بذعر
"حقك عليا يا كبير. عيل و غلط . "
«سالم» بصراخ
" دانا هطلع عين اهلك.."

«مروان» في محاولة للإبقاء علي حياته
" حقك .. بس علي ما تطلع عين امي هيكون البغل دا خطف المزة. اقصد فرح.. نلحقها و ابقي ادبحني عالفرح. أنا معنديش مانع.."

تركته قبضة «سالم» فجأة و قد ارتسم الجنون بنظراته حين صرخ بقوة اهتزت لها جدران القصر
" علي جثتي الكلام دا يحصل.."

ابتلع مروان ريقه بصعوبه فقد تم ما أراده و قد أيقظ وحوش سالم الكامنة بداخله فهو يعلم جيدًا مقدار عشقه لها الذي يوازي كبرياءه اللعين و لتجاوز هذا الكبرياء فلابد من أن تحرقه نيران الشوق أولًا وها هي خطته تسير بشكل جيد.
" اتصلي علي جنة دلوقتي حالًا."
هذا كان صوت سالم القاسي الذي أطاعه مروان في الحال دون جدال فأخذ يهاتف جنة التي ما أن أجابته حتى انفجرت في وجهه غاضبة
" انت يا زفت معملتش اللي قولتلك عليه ليه. فرح كانت هتضيع مننا النهاردة. "

لم يتحمل قلبه الذي انتفض بداخله بقوة لدى سماعه اسمها فقام بخطف الهاتف من مروان قائلًا بخشونة
" فرح مالها يا جنة ؟"

ارتعبت جنة لدى سماعها صوته و خرج صوتها متلعثمًا
" ايه .. هو . هو مين . معايا "
على صراخه و تعاظم غضبه و خوفه عليها فصرخ مغلولًا
" معاكِ سالم الوزان. انجزى فرح مالها؟"

تحلت بشجاعتها و تركت خوفها جانبًا وقالت بلهجه أكثر ثباتًا
" فرح أغمي عليها النهاردة و جبنالها الدكتور بقالها تلت ايام مكلتش ولا شربت فجالها هبوط حاد في الدورة الدموية . بس الحمد لله بقت احسن شويه.."

سقط قلبه بين قدميه رعبًا عليها و أغمض عينيه لثوان يحاول تهدئه نفسه الثائرة و أنفاسه المتهدجة قبل أن يقول باختصار
" عايز أشوفها.."

صمتت جنة لثوان قبل أن تقول بأسف
" مش هينفع أكيد حضرتك عارف أن جدي و ياسين هنا وحتي هي مش هينفع تخرج وهي تعبانه كده.."

سالم بهسيس غاضب
" اتصرفي يا جنة. بدل ما اجى اهد المزرعة دي علي دماغهم.."
طرأت على عقلها فكرة مجنونة فقالت بلهفة
" هو انا ممكن اوريهالك فيديو كول دلوقتي لحد ما نشوف هنعمل اي؟"

أوشك علي الصراخ بها فجاءه صوت مروان الذي قال بلهفة و صوت خافت
" وافق.وافق دلوقتي وانا مجهزلك خطه في دماغي عشان تقابلها.."

لأول مرة لم يسعفه عقله في العمل فأجاب مستسلمًا
" طيب.."

اغلق الهاتف علي وعد منها بأنها ستذهب إلى غرفتها وتقوم بالإتصال به مكالمة فيديو لتقر عينه برؤيتها فقد تصدع قلبه بفعل ذلك الشوق الضاري لها..
دقيقتان ورن هاتف مروان بمكالمه فيديو ارتج لها قلبه و خاصةً حين قام بالإجابه و ظهرت صورتها على الهاتف فتقاذفت دقات قلبه بعنف و جف ريقه حين رآى ملامحها الباهتة و عينيها المغلقة باستسلام قلما رآه منها فقد بدا أنها منهزمه متألمة غير مرتاحه بنومتها تلك فأخذت عينيه تطوف بحب و شوق علي ملامحها الجميلة و وجهها الصافي الذي يود لو يقبل كل انش به اعتذارًا عن كل لحظة ألم عاصرتها بغيابه ولكن فجأة توقفت عينيه علي آثار زرقاء مطبوعه على وجنتها اليسرى فغلت الدماء بعروقه و صاح بغضب
"ايه الي على وشها دا ؟"

ارتعبت جنة من صوته الغاضب وقامت بإدارة الهاتف على وجه فرح المتألم و قالت بتلعثم
" ااااا. أصلها اتخبطت . فيه.."

تجعدت ملامحه بفعل الغضب و صاح من بين أسنانه
" جنة. مش هكرر سؤالي تاني.."

صاح مروان من خلفه
" قولي الحقيقة يا بت يا جنة. متخافيش سالم دا ييجي يبلع التيران الي عندك  كلهم لو حد ضايقكوا.."

اسكتته نظرة مرعبة من عيني سالم قبل أن يعيد أنظاره إلى جنة التي خرجت الكلمات من فمها دفعة واحدة
" بصراحة عمار ابن عمي ضربها معرفش مين بعتله صورتكوا سوي عالموبايل و لما شافها اتجنن و ضربها و جدي قال إنه هيجوزها له و فرح من وقتها وهي منهارة و رافضه تاكل او تشرب أو تتكلم مع حد"

ارتسم الجنون بعينيه لدى سماعه كلماتها التي تراشقت بصدره فذلك الوعد قام بضرب حبيبته.. و فجأة سقط الهاتف من يده بينما اكفهرت ملامحه فبدت مريعه و كذلك نظراته التي توحي لمن يراه أنه عازم على إرتكاب جريمة قتل بأبشع الطرق..
" هقتله.. وديني لهقتل الكلب دا.."

هكذا صاح بصوت جهوري ارتجت له جدران القصر و قد كان عازمًا بالفعل علي تنفيذ مخططه وذلك حين قام بإخراج سلاحه من أحد الأدراج ليرتعب مروان من مظهره و أخذ يحاول تهدئته قائلًا
" اهدي يا سالم دا أنت العاقل اللي فينا. هينفع تحل مشاكلك بالطريقه دي ؟"
سالم بغضب
" اوعي من وشى.."

لم يمتثل مروان لأوامره بل قام بالالتصاق به كالعلقة وهو يحاول ثنيه عن جنونه الذي أول مرة يراه بحياته 
" الأول نعرف مين ابن المؤذيه الي صوركوا و وراه الصور دي "

لم تتغير ملامحه بل ازدادت قتامة و كذلك نبرته حين قال
" مفيش مؤذي غيرها هي والي من نسلها.."
انكمشت ملامح مروان بحيرة تجلت في نبرته حين قال
" تقصد مين ؟ معقول تكون…"
قاطعه صوت سالم الذي قال بصرامة
" اجمع لي العيلة كلها دلوقتي .."

مروان بغباء
" ايه هتخلص عليهم ولا اي؟"
اخرسته نظرة غاضبة من سالم الذي قال بغموض
" هلاعبهم نفس لعبتهم لحد ما أعرف اللي عايز اعرفه.."

مروان بتهليل
" قشطه عليه.. هو دا الشغل.. "
" روح اعمل اللي قلتلك عليه على ما اعمل تليفون مهم.."

اطاعه مروان وما أن أوشك على مغادرة الغرفة حتى استوقفته كلمات سالم الذي قال بخشونة
" كلم جنة و اعرف منها هيتحركوا عالصعيد امتا؟ "
أجابه مروان بسلاسة
" بكرة الصبح .."
سالم باستفهام
" عرفت منين ؟"
مروان بغرور
" باشا دانا مروان . مفيش حاجه تخفي عليا. دانا اعرف القرد مخبي ابنه فين ."

سالم بغل
" طب غور من وشي . واعرف ان حسابنا لسه مخلصش. "
مروان بذعر
" ليه يا كبير هو انا عملت اي؟ "
سالم بقسوة
"  خبيت عليا موضوع الخطوبة."
مروان بمزاح
" مانا قولت اتقل ع الرز لما يستوى طعمه بيبقي احلي.."

اكفهرت ملامح سالم و ارتسم الإجرام بهما مما جعل مروان يهرول للخارج قبل أن تطاله براثن ذلك الوحش الهائج و ما أن خطى إلى الخارج حتي تفاجئ بسليم الذي كان يطالعه بحنق يود لو يحطم أسنان ذلك الوغد ولكنه مجبر على معاملته بالحسنى حتى يأخذ ما يريد. و لدهشته فقد ناظره مروان شذرًا قبل أن يغير وجهته قاصدًا غرفة الجلوس ولكن جاء صوت سليم الخشن ليوقفه في مكانه
" مروان.. استني عايزك.."
" نعم ."

قالها مروان بضيق قبل أن يتوقف علي مضض فازداد غضب سليم منه و لكنه تجاهل غضبه واقترب منه قائلًا بود مفتعل
" انت لسه زعلان مني عشان خزقتلك عينك . دانت قلبك بقى اسود اوي ..'
مروان بحنق
" شبه قلبك ياخويا.. و بعدين انا كان ممكن اخزقلك عينك بردو بس انا قولت اقصر الشر يا واد يا مروان دا بردو اخوك الكبير ."

ابتسم سليم ابتسامه صفراء اتبعها قائلًا بامتعاض
" لا اصيل.. المهم كنت عايز اسألك عن حاجه.."
فطن مروان إلى ما يريد فارتسم المكر بعينيه حين قال
" عيني.."

تضاعف الحنق بداخله فابتلع غضبه الحارق وقال من بين أسنانه
" انت بتكلم جنة؟"
ليجيب الآخر بسلاسة
" طبعًا.."
غزا الجحيم عينيه فحولها إلى بركة من الدماء مما جعل مروان يتراجع للخلف خطوتين وهو يقول بتهديد
" بقولك اي هتتعامل زي البني آدمين هنتعامل مش هتتعامل و هتتغابي يبقي انت اللي جبته لنفسك.."

اقترب منه سليم خطوتين وهو يعض على شفتيه السفلى بوعيد تجلى في نبرته حين قال
" امممم لا سمعني بقي هتعمل ايه ؟ "

كان أذكي من أن يدخل في شجار مع هذا الضخم لذا آثر اللعب علي أكثر النقاط حساسية لديه فقال بتخابث
" مش هقولك ايه الي جنة قالتهولي عنك.."

ارتخت تعابيره و تحول غضبه الي لهفه تجلت في صوته حين قال
" قالتلك اي؟"
مروان بسماجه
" مش قايلك غير لما تعتذرلي الأول.."
سليم بغضب
" انجز احسن ما المرادي هطرملك سنانك..'

مروان بحنق
" واحد مفترى .. تستاهل الي ناويه تعمله فيك جنة.."
بلغ الغضب و الترقب مبلغه منه فزمجر غاضبًا
" اخلص ياله.."
مروان بنفاذ صبر
" قالت إنها هتفض الجوازة دي !"

انكمشت ملامحه بصدمة تجلت في نبرته حين قال
" ايه ؟؟"
فتابع مروان باستمتاع
" اه. قالت كمان أنها مش مجبرة تكمل مع واحد خاين و غشاش و كداب و واطي و زباله زيك.."

برقت عينيه و اسودت ملامحه أكثر فبدا وجهه كلوحة مرعبة و خاصةً حين قال بهسيس
" انت بتقول ايه؟؟"

مروان برعب
" هي إلي قالت وربنا.."
فصاح سليم مغلولًا
" هو بمزاجها.. جوازة ايه الي تفركشها. دانا اطربق الدنيا على دماغها.."

اندهش مروان من حديثه وقال بصدمة
" ايه دا هو دا كل اللي زعلك وكل الشتيمه دي مفرقتش معاك. ياريتني كنت شتمتك اكتر من كدا.. "

امتدت يد سليم تقبض على مقدمة قميصه وهو يقول بوعيد
" وله لو عرفت انك بتكلمها تاني هدفنك حي سامع؟؟"
مروان برعب
" سامع يا باشا.. انا اساسًا كنت ناوي اقطع معاها دي بت معقدة اصلا.."

تركه سليم بغتة وقد اكفهرت ملامحه بغضب جحيمي كان يحاول تحجيمه كل هذه الفترة حتى لا يُخيفها منه ولكنه الآن لم يعد يحتمل كل ما يحدث فقام باقتحام غرفة المكتب ليجد سالم الذي كان ينهي مكالمته فإذا به يقول بصرامة
" انا عايز اتجوز جنة في اقرب وقت معدش عندي استعداد استني لحظه واحده بعد كده.."

فاجأه سالم الذي قال باختصار
" أقرب مما تتخيل متقلقش."
تفاجئ سليم من حديث أخاه فقال باستفهام
" حصل حاجه ؟"

تجاهل سالم استفهام أخاه وقال مغيرًا الموضوع
" وراك حاجه بالليل ؟"
سليم بنفي
" لا .. ليه؟"
سالم بغموض
" هتعرف كل حاجه في وقتها.. تعالي ورايا.."

كان الجميع جالسًا بغرفة الجلوس في انتظار سالم الذي كان يريدهم بأمر هام بناء على حديث مروان الذي اقترب من همت قائلًا بسخرية
" عامله ايه يا عمتي؟"
همت بسلاسة
"كويسه الحمد لله .."

مروان بتهكم
" خدتِ دوا الضغط بتاعك النهاردة ولا لسه؟"
" لا والله تصدق نسيت كويس انك فكرتني أما اقوم اخده احسن بقاله يومين واطي.."

تابع سخريته قائلًا
" لا استني هو هيرفع لوحده دلوقتي . احتمال يضرب من نافوخك كمان شويه.."
اندهشت من حديثه فقالت بعدم فهم
" ايه يا واد انت الهبل اللي بتقوله دا ؟"
مروان بتسلية وهو ينظر إلي سالم الذي دخل الغرفة للتو
" هتعرفي كل حاجه دلوقتي .."

كانت الأنظار كلها مصوبة علي سالم الذي كانت ملامحه مكفهرة و عينيه قاتمة تشبه نبرته حين قال بنبرة فظه
" بعد جواز سليم من جنة هوزع التركة زي ما الشرع قال. و كل واحد هياخد نصيبه."

قفز الرعب على ملامح همت و شيرين التي قالت باستفهام
" يعني ايه الكلام دا؟ "
سالم بفظاظة
" كلامي واضح. الي له حق هياخده. و كل واحد يتصرف في حقه زي ما هو عايز.."

تدخلت همت قائلة بسخرية
" وياترى الكلام دا هينطبق عالأرض بردو يا ابن اخويا ولا هتراضونا بشويه ملاليم عشان أرض العيلة متطلعش للغريب؟"

سالم بسخرية خشنة
" أنتِ سألتي و جاوبتي على نفسك . مش محتاجه إجابتي. "
هبت من مقعدها قائلة بغضب
" بس دا ظلم وميرضيش ربنا ذنب راجي ايه أنه خلف بنات.."

تدخلت أمينة التي كانت غاضبة من الوضع برمته
" الخاين مالوش ورث عندنا يا همت ."
برقت الأعين من حولهم فصاحت شيرين باستهزاء
" وياتري بقي هتطبقي القاعدة دي علي حازم الله يرحمه. و هتحرمي ابنه من أرضه برضو ماهو يعتبر خاين و حط راسنا في الطين ؟"

اوقفتها كلمات سالم القاسية حين قال
" محمود وامه مش اغراب و أرضهم مسيرها راجعالنا ما هي جنة مرات سليم. لكن أنتِ وأختك مسيركوا طالعين برا العيلة يبقى تاخدوا أرض تعملوا بيها ايه!"

تراشقت كلماته كالخناجر بصدرها فقد كانت تحمل رساله صريحه شديدة اللهجة بأنها لن تنتمي إلى هذه العائلة أي لن تتقابل طرقهم مرة ثانية و قد أغضبها ذلك بقدر ما آلمها فجاءت كلمات همت الهادئة نسبيًا حين قالت
" و أنا موافقة يا سالم مدام مش هتظلمني انا و بناتي.."

هبت امينه من مقعدها قائلة بغضب
" و وصية أبوك يا سالم؟"
سالم بغموض
" متشغليش بالك يا حاجة. كله معمول حسابه ."
فجأة صدح صوت خلفهم كان ممزقًا بقدر غضبه
" أبيه سالم. انا متنازلة عن حقي في كل حاجه.و مش عايزه منكوا ولا مليم.."

اتجهت الأعين إلى سما التي كانت تحمل حقيبة ملابسها وكان مظهرها مبعثرًا يحكي مقدار ما تمر به من لحظات عصيبة فكان أول من توجه إليها هي همت التي قالت بغضب
"أنتِ اتجننتي يا بت أنتِ بتقولي ايه ؟ "

سما بانفعال
" بقول الي سمعتيه مش عايزة ولا مليم مش هاخد حاجه مش من حقي.."
تدخلت أمينة التي رق قلبها لتلك الفتاة اليتيمة
" سما يا حبيبتي اهدي و متدخليش في كلام الكبار و بعدين راحه فين بالشنطة دي؟"

سما من بين انهيارها
" انا هادية يا مرات خالي. وعارفه بقول ايه و سيبالكوا البيت دا وهمشي اروح اقعد في بيت ابويا كفايه عليا كده هنا.."

تقدمت شيرين منها تمسكهم من عضدها بعنف قائله بصياح غاضب
" بت أنتِ اتعدلي و غوري اطلعي فوق.. مش ناقصين دلع بنات ماسخ.."

نفضت سما يد شيرين عنها قائله بانفعال
" ملكيش دعوة بيا و مش هطلع فوق و مبقتش عيلة صغيرة انا كبيرة بما فيه الكفايه عشان احدد الي انا عايزاه وانا عايزة اروح في أي مكان يبعدني عنكم"
اغتاظت شيرين من وقاحتها و قالت بغضب وهي ترفع يدها لتصفعها بقوة
" تصدقي انك عايزة تتربي من أول و جديد."

وما أن همت صفعتها أن تسقط على وجه سما حتي تفاجأت بيد قوية تمسك بمعصمها تكاد تفتك بعظامها وصوت غاضب ينهرها
" اياكِ تمدي ايدك عليها و إلا هكسرهالك.."

للحظة برقت ملامح شيرين من شدة الصدمة حين وجدت مروان الذي قام بالوقوف بينها و بين شقيقتها التي كانت عينيها تبرق من هول ما حدث. وسرعان ما تحولت صدمتها إلى غضب كبير جعلها تقول ساخرة

" و دا مين اللي بيتكلم و بيزعقلي كمان مروان.. دلوعه ماما! "
لم تكد تنهي كلماتها حتى تفاجأت من صوت مرعب جمدها بمكانها.
"كلمة تاني زيادة و انا الي هعيد تربيتك من اول وجديد.."

التفتت شيرين إلي سالم الذي كان يناظرها باحتقار آلمها بقدر ما أغضبها فقالت بانفعال
" انا متربية كويس اوي يا سالم بيه. بس للأسف ماليش اخ يقفلكوا ولا اب يوقفكوا عند حدكوا. عشان كدا بتمارسوا القهر علينا ما احنا مالناش حد "

اقترب منها خطوتين ويديه بجيوب بنطاله و بنظرات تقيميمه شملتها و من ثم استقرت علي وجهها بهدوء يوازي لهجته حين قال
" دي حقيقة. احنا مفتريين و جايين عليكوا عشان ملكوش حد. وبلاش تضايقيني اكتر عشان موركيش القهر اللي بجد عامل ازاى.."

تدخلت همت تمسك شيرين من رسغها تجرها خلفها قائلة بغضب
" كلمني انا يا سالم.. وخلى بالك انا مابخفش منك ولا من حد.."

سالم بفظاظة
" لا خافي.. عشان أنا مش هسمى علي حد بعد كدا.. والغلطة هتبقي بحساب. و أنتِ غلطي كتير.."

تراجعت خطوة إلي الخلف و تزاحمت أنفاسها داخل صدرها من نظراته و كلماته المتوعدة و انتقلت عينيها الي سليم الذي ناظرها بخبث فأيقنت بأنه قد أخبر سالم بأفعالها فآثرت استخدام الحيلة حين ذرفت عبراتها المزيفة وهي تقول
" ياه يا ابن اخويا للدرجادي هونت عليك .. هانت عليك عمتك الغلبانه هي و بناتها. بتستقوى علينا يا سالم.. لو كان منصور الله يرحمه عايش كان عرف يوفقك عند حدك.و يجيب حق أخته.."

لم يتأثر بحديثها ولا عبراتها المزيفة فتشابهت عينيه مع نبرته الجامدة حين قال
" منصور الوزان لو كان عايش مكنتيش اتجرأتِ و فتحتي بقك اصلًا. بس صدقيني أنا أسوء منه بمراحل لو صبري نفد.."

تدخل سليم لإنهاء ذلك الصراع قائلًا بقسوة
" الموضوع انتهى و سالم قال كلمته ياريت تأقلموا نفسكوا من دلوقتي وبعد كده اللي هيغلط هيتحاسب و مالوش لازمه الكلام الكتير."

نظرت شيرين إلى شقيقتها قائلة بسخرية
" شايفه يا ست سما دول اللي عايزة تسبيلهم كل حاجه وتمشي.."
اجابتها سما التي كانت ترتجف بين أحضان حلا قائلة بغضب
" الموضوع بالنسبالي مش فلوس علي قد ما هو كرامة يا شيرين.."

تدخل مروان مضيفًا علي حديثها
" معلش يا شيري مش ذنبها بقي انك معدومة الكرامة .."

كانت علي وشك الرد عليه حين جاءها صوته الآمر
" ولا كلمة زيادة كل واحد على اوضته.."

انصرف الجميع على مضض فما حدث لم يكن يرضي أحد منهم و خاصةً شيرين التي ما أن دلفت الى غرفتها حتى أغلقت الباب خلفها بعنف ملتقطة هاتفها تجري مكالمة هاتفيه وما أن أجاب الطرف الآخر حتى صاحت بغضب
" الوضع خرج عن السيطرة ولازم نتصرف ولو حكمت انا هقول علي كل حاجه و اهد المعبد على دماغ الكل…"

*****************

كانت تجلس في الحديقة بملامح واجمة و قلب محترق طالته أسهم الخذلان من كل اتجاه فكان الألم مروعًا وذلك لأن الطعنات كانت من أقرب المقربين لها.
" الأرملة السوداء قاعدة لوحدها ليه؟"

لم تلتفت سما الي مروان الذي كانت قلبه يشعر بأضعاف ألمها و يقدر معاناتها كثيرًا ولكنه لا يملك من أمره شيئًا فها هو ينكث بوعده لنفسه بألا يقترب منها ولكن حزنها يفتت قلبه و يأتي به جرًا إليها لمواساتها..
" بتعيطي.. توقعت انك بتعيطي ."

لم تنظر إليه إنما اخفضت بصرها قائلة بخيبة أمل
" مش في ايدي حاجه غير العياط."
نظر إليها بشفقة و ألم ثم أردف بتعقل
" لا فيه.. و في كتير كمان.."

انكمشت ملامحها بحيرة و ناظرته قائلة باستفهام
" تقصد ايه؟"
مروان بصياح
" تفردي بوزك .. تعدلي سحنتك دي.  بالك أنتِ لو بطلتي عياط و نع طول النهار و ضحكتي كدا و فرفشتي اللعنة الي في البيت دي هتتفك.. اه والله هتتفك.. "

فاجأتها كلماته التي شقت ابتسامة كبيرة على ملامحها التي لونها الحزن و سرعان ما تحولت ابتسامتها الي قهقهات عالية جعلت نبضاته تتعثر بقوة داخل قلبه لدي رؤيته ضحكتها فقال بإعجاب
" مانتِ بتعرفي تضحكي اهوة.. اومال ايه وش البومه الي مصدراهولنا على طول دا؟"

أجابته قائله باندهاش من بين ضحكاتها
" انت فظيع اقسم بالله .. ازاي بتقدر تضحك في وسط كل الهم و النكد الي احنا فيه دي؟"

امتعض وجهه و كذلك نبرته حين قال
" يا بنتِ هم أيه و نكد ايه بس. اضحك للدنيا تضحكلك. كشرلها هتنفخ أهلك. و أنتِ كشرتي كتير جلد وشك كرمش ياماما.. و بعدين حرام عليكِ معاكِ أرواح في البيت لو فضلتي تنعي كدا طول الليل و النهار هنموت مشاليل كلنا.."

امتدت يداها تضربه بعنف في كتفه وهي تقول بغضب
" تصدق انك جزمه بقي انا بنع و جلد وشى كرمش طب انا هوريك..'

كانت ضرباتها له اكثر من محببة علي قلبه الذي تقبلها برحابة صدر وابتسامة حب كبيرة مرتسمه علي ملامحه و من ثم قام بامساكها من رسغيها بغتة يقربها منه ونظراته العاشقة تحصرانها بينه وبينه جسده فتسمرت هي الأخرى تناظره مشدوهة أمام عينيه العاشقة و مشاعرها الغريبة التي غزت قلبها فظلت على حالها لثوان قبل أن تخترق كلماته أعماق فؤادها حين قال بصوت أجش
" من هنا ورايح اوعي تخافِ من اي حد . طول مانا موجودة محدش هيقدر يزعلك ولا يضايقك تاني أبدًا.."

كان وعدًا بالأمان لم تتوقعه أبدًا فقد كان يشبه المأوى لمن اعتاد التشرد طوال حياته. غيثًا علي تربه قاحلة تصدعت بفعل الجفاف والإهمال فأخذت عينيها تتعمق أكثر بحثًا عن أي لمحة خداع بملامحه ولكن كانت تقاسيمه هادئة و عينيه صافية تؤكدان كلماته التي زلزلت كيانها وحين أوشكت علي الحديث جاء ذلك الصوت الجاف من خلفها
" بتعملوا ايه عندكوا؟"

لعن مروان بداخله حين أتاه صوت همت التي غضبت حين رأت قربهم الذي جعل سما تتراجع إلي الخلف كمن أمسكت متلبسه بجرم كبير بينما التفت مروان يناظر عمته شذرًا قبل أن يقول بسخرية
" عينها كانت مطروفة وكنت بنفخهالها .."

اغتاظت همت من سخريته فصاحت غاضبة
" متعملش كده تاني يا عين عمتك ولو حتي عينها اتفختت. متقربش منها تاني يا ابن دولت.."

نجحت في إثارة غضبه فهب من مكانه وهو يتوجه إليها بخطوات تشبه نبرته المتوعدة حين قال
" بمناسبة دولت هي بعتالك السلام و بتقولك اتكي ع الأصل شويه يا عمتى. "

غضبت من كلماته ولم تسعفها كلماتها في رد إهانته بينما التفت هو يناظر تلك التي مازالت ترتجف جراء ما حدث وقام بإرسال غمزة عابثة من عينيه العاشقة تلقفتها هي بذهول جعل فكها يتدلي إلى الأسفل من فرط الصدمة

*****************

جاء الليل الذي كان حزينًا للغاية يشبه ملامحها التي لأول مرة تنهزم أمام ضربات القدر فقد ظنت بأنها اعتادت عليها ولكنها وجدت نفسها تهزم أمام ما يحدث معها و كأنها عجوز مسنة لا تستطيع سوى ذرف العبرات التي انبثقت من عينيها مطلقه العنان لحزنها أن يعبر علي هيئة أنهار غزيرة أحرقت جلدها الطري و حفرت وديان من الألم فوق خديها.
كان الجو بديعًا و السماء صافيه علي عكس سماءها الملبدة بالغيوم التي مهما امطرت لا تنضب أبدًا وكأنها تعاند وهنها الذي تمكن منها ف أعياها و جعلها لأول مرة تستسلم لدوامات سوداء ابتلعتها وكانت هي أكثر من مرحبة بها.
اختارت أن تبقى جالسة مع حزنها علي أن تذهب مع شقيقتها حتى تستنشق الهواء النقي و اختارت أن تبقى حبيسة غرفتها التي شهدت على أكثر لحظاتها ألمًا و حين كانت غارقه بلحظات حزنها سمعت أصوات هلع في الخارج فتحاملت على نفسها وهبت من مخدعها وقامت بفتح باب الغرفة لمعرفة ما حدث فوجدت الخدم يهرولون هنا و هناك و كان ياسين هو الآخر يهبط الدرج فلحقته قائلة بلهفة
" في ايه يا ياسين ؟"

لم يتوقف إنما قال بعجالة
" بيقولوا في حريقه في الاسطبل الي ورا و الخيل كلها هربت بره المزرعة.."

شهقت بعنف وقد هالها ما سمعت و لكن ياسين كان يهرول إلي الخارج فأتاها صوت قاس من خلفها يأمرها قائلًا
" ادخلي اوضتك و أجفلي بابك عليكِ و متخرجيش واصل غير لما نعرفو ايه الي حوصول.."

التفتت لتجد عمار الذي كان يطالعها بنظرات تحمل الندم الذي لم يتجاوز حدود شفتيه فلم تجبه بل توجهت الى غرفتها تغلق الباب خلفها و ما أن التفتت حتى تسمرت بمكانها لدى رؤيتها لذلك الظل الضخم الذي يقف أمام باب الشرفة فخرجت منها شهقة قويه حين سمعته يقول بصوت يملؤه الشوق
" وحشتيني يا فرح.."

في البداية تلبسها الخوف حين رأته ولكن بعد ذلك حل محله شعور من الصدمة حين سمعت صوته و علمت هوية هذا الضخم الذي أضاء نور القمر جانب وجهه الذي اشتاقته بقوة حتى ظنت أنها تتوهم وجوده فهمست باسمه في رجاء أن يكون وجوده حقيقي
" سالم.."

اقترب منها بخطوات سلحفية تنافي لهفته في رؤيتها و بنبرة معاتبة خاطبها وعينيه تلتهم تقاسيمها الرائعه
" كده بردو تغيبي عني كل دا؟ متفقناش على كده.."

كان همسه و عتابه الخافت أكثر ما يمكن أن تتحمله في تلك اللحظة فاندفعت العبرات من مقلتيها بغزارة و خارت قوتها ف أوشكت على الوقوع أرضًا ولكن ذراعيه القويتين التي احتضنتها بقوة حالت دون ذلك فقامت بدفن رأسها في كتفه تبكي قهرًا و وجعًا و شوقًا كان اضعافه بقلبه الذي للمرة الثانيه يحتوي ألمها و يمسد بحنانه جراحها فقد كان وجوده الآن بمثابة معجزة لم تجروء على تمنيها من فرط استحالتها ولكن من تقع بعشق رجل حقيقي يجب أن تعلم بأن المعجزات تتحقق والمستحيل يخر خاضعًا أمام طغيان عشقه الجارف..

هدأت ثورة انهيارها أخيرًا بعد لحظات بفعل حنانه الذي اغدقها به لتقوم أخيرًا بالتراجع خطوة إلى الخلف و رفعت رأسها تناظره من خلال ذلك الضوء البسيط الذي ألقاه ضوء القمر على الغرفة فبدا الأمر رومانسيًا اي ابعد درجة و خاصةً حين قال بنبرة خافته
" حاسة بإيه دلوقتي ؟"

أجابت دون أن تعي ما تقول
" حاسه اني مرتاحه.. و أنت"
أجابها بخشونة و نظرات تحمل التمني واللهفة
" حاسس اني عايز اقفل عليكِ هنا و مخرجكيش أبدًا."

كان يشير إلى داخل صدره فدغدغت إجابته حواسها و سرت حزمة من المشاعر القوية في أوردتها فاخفضت رأسها تخفي عينيها التي تفضح عشقًا فاض به القلب فإذا بيده تمتد أسفل ذقنها ترفع رأسها إليه وهو يقول بخشونة
" بلاش تداري عيونك عني دانا مولع في الدنيا وجاي مخصوص عشانهم.."

هنا تنبهت لما يحدث و تحول ثباتها الي ذعر تجلي في نبرتها حين قالت
" اه صحيح. انت دخلت هنا ازاي؟ و ايه اللي جابك اصلا.  يعني اقصد جيت ليه . اقصد.."

قاطعها نبرته العاشقة حين قال بصوت قوى
" جيت عشانك.. عشان اقولك متخلقش الي يبكيِ وانا عايش على وش الدنيا..'

اخترقت كلماته جميع حواسها حتى خدرتها فقالت بهمس
" انت عرفت اللي حصل؟"
سالم بغضب نجح في إخماده حتي لا يخيفها
" عرفت. و حق القلم اللي خدتيه هيرجع عشرة.."

ارتعبت من حديثه فقالت بلهفة
" سالم ارجوك اوعي تأذي حد. عمار معذور أي حد في مكانه كان هيعمل كدا. يعني يشوف بنت عمه واقفه مع واحد.. "
قاطعها غاضبًا
" ليه مقولتيلوش أننا مخطوبين. ليه مقولتيش لجدك لما قال اللي قاله؟"

رفعت رأسها تناظره بصدمة فقد كانت تريد اخبارهم بذلك ولكنها كانت خائفة من مكروه قد يصيبه علي يد احدهم و ايضا تخشى من نوبة عناد قد تجعلها تخسره للأبد ولكنها لم تريد أن تخبره بكل هذا حتي لا تثير حنقه أكثر من ذلك فقالت مخادعة
" ماهو انت مكررتش طلبك تاني من وقت اللي حصل. فقلت مينفعش افرض عليك وضع ممكن تكون غيرت رأيك فيه.."

لوهلة امتلأ صدره بالغضب تجاهها ولكنه لاحظ اهتزاز حدقتيها و يدها التي كانت تتحرك بعشوائية وطبقا للغة الجسد الذي يجيدها فقد أيقن كذبها لذا تجاهل منحني الغضب وقال بجمود
" ممكن اعديلك اي حاجه الا كذبك عليا. بس حظك المرادي انك تعبانه لكن أي كذب تاني مش هتهاون فيه يا فرح.."

كرمشت ملامحها بشكل طفولي عرى روحها التي تفتقد إلى الدلال والحنان وقالت بشفاه مزمومة
" انا كذابه يا سالم.."

غزت ابتسامة جميلة ملامحه ولكنه حاول قمعها ليبدو مازال غاضبًا منها وقال بخشونة
" أنتِ ادرى... و ياريت تبطلى شغل العيال الصغيرة دا لما تقطعي الأكل والشرب محدش هيتعب غيرك.."

اغتاظت من فظاظته فقالت باندفاع
" اتعب ولا اموت بقى انا حرة..'
قاطعها بلهفة غاضبة
" لا مش حرة و متقوليش كدا تاني.. "

عاندته غاضبة مشتاقه لأي بادرة حنان و حب من جهته فهي مثله ابتليت بكبرياء لعين يمنعها من استجداء عشقه
" براحتي علي فكرة مش هتعرفني اقول ايه و مقولش ايه . بطل شغل الديكتاتورية دا"
"قولتلك قبل كدا انا ديكتاتور. عجبك أو لا فدا أمر واقع مش هتعرفي تغيريه.."

أشعلت إجابته فتيل غضبها الذي جعلها تقول من بين أسنانها
" وانا بقي مش مضطرة اقبل بالوضع دا. "
كانت أمامه ككتاب مفتوح يحفظه عن ظهر قلب فاقترب منها حتي أصبحوا يتشاركان الأنفاس سويًا و قال بنبرة رغم خشونتها ولكنها اخترقت أعماق فؤادها
" مش بمزاجك.. كلك علي بعضك كدة بتاعتي وانا حر فيكِ اعمل اللي اعمله و أقول اللي أقوله و أنتِ تقولي حاضر ونعم.."

كانت كلماته بامتلاكها تشعلان نيرانًا من عشق غزا سائر جسدها ليناطح بقوة كبريائها الذي أبى عليها الخضوع فثار عنفوانها وقالت بتحدي
" دا يعينك. انك تتحكم فيا و تمشيني علي مزاجك يا سالم يا وزان.. "

كان أكثر ما يجذبه إليها ذلك العنفوان القوي و تلك الروح الثائرة التي تمتلكها فقام بتطويق خصرها يقربها إليه قبل أن  يقول بلهجة تحمل من الغزل ما جعل عظامها تذوب بين يديه
" وحياة سالم الوزان الحلوة دي لههد الدنيا و ابنيها عشان خاطرك يافرح. "

بعثر كيانها بكلماته العاشقة التي جعلت دقاتها تتقاذف بعنف داخل صدرها فبللت حلقها الذي جف وقالت بأنفاس مقطوعة
" يعني مش هتتخلى عني أبدًا؟"

أجابها بقوة
" روحي قصاد روحك.."
" طب قولى هتعمل ايه؟"
أجابها بغموض لم يروي ظمأ تساؤلاتها
" الي بيعمل مابيقولش.. "

فرح بتوسل
" طب طمني وحياة اغلى حاجه عندك.."
سالم بصرامة
" وحياتك عندي هاخدك لو من بق الاسد.."

كان هذا أكثر ما يشتهيه قلبها في تلك اللحظة فارتسمت أجمل ابتسامة يمكن أن تهديه لقلب متيم بعشقها فأخذ يعبئ صدره بأكسجينها الدافئ قبل أن يقول بصوت اجش
" ضحكتك دي في الوقت دا بالذات خطر عليا اكتر من ضرب النار الي بره دا.."

شهقت متفاجئة حين اخترقت أذنيها عدة طلقات نارية ولكن جاءت يداه لتكمم فاهها وهو يقول آمرا
" من هنا لحد ما ترجعوا البلد مش عايز لسانك يخاطب اي حد و اظن أنتِ فهماني كويس.."

اغتاظت من أوامره فقالت مندفعة
" مابحبش الأوامر بتاعتك دي و لو كانت دي طريقتك في الحوار معايا فأنا بعترض.."

كانت يعطيها ظهره متوجهًا النافذة وهو يعبث بهاتفه و التفت يناظرها قائلًا بفظاظة
" أجلى اعتراضك لما اشوفك المرة الجاية.."
انكمشت ملامحها بحيرة تجلت في نبرتها حين قالت
" اشمعني المرة الجاية.."

ارتسم العبث بنظراته التي شملتها بطريقة بعثت الرجفة الي أوصالها و خاصة حين قال بوقاحة
" عشان هتكوني مراتي و وقتها هعرف اكسر دماغك الناشفة دي او ألينها.. بطريقتي.."

قال جملته الأخيرة بعد أن أرسل إليها غمزة عابثة اخترقت أعماق قلبها و أشعلت بجوفها زوبعة من المشاعر العاتية التي لا يخمدها سوى قربه..

****************

كانت النيران مشتعلة في الحظائر الفارغة بعد أن قام أحدهم ب إفراغها من الخيل الذي ما أن رآى النيران المندلعة حتى انتابه الذعر و هرول إلي الخارج معلنًا حالة من الهرج و المرج في الأرجاء و خرج الجميع لمعرفة ما يحدث بينما كانت هناك أعين تشاهد ما يحدث بإستمتاع خاصة حين رأت عمار الذي كان يحاول السيطرة على الخيل الهائج ولكن دون جدوى. و صارت النيران تشتعل أكثر فقام عمار بالصراخ في الغفر
" ابعدوا الخيل عن النار اوعاكوا لاحاچة تتصاب.."

و كان ياسين علي الجانب الآخر يحاول أن يطفئ النيران عن طريق طفايات الحريق وهو يقول صارخًا
" اتصلوا بالمطافي بسرعة…"
و لكن ألسنة اللهب كانت و كأنها تعاندهم و تزداد أكثر و أكثر في كل مكان و الجميع متأهب و مرتعب في محاولة للسيطرة عليها ولكن دون جدوى

" تحفة.. تحفة يا لولو الأيس كريم طعمه تحفة.."
كان هذا صوت مروان الذي يقف أمام عربته يأكل المثلجات وعلي يمينه حلا و علي يساره جنة و فوق كتفيه ريتال فقد كانت الفتيات تشاركه أكل المثلجات التي كان طعمها أكثر من رائع فصاحت جنة قائلة باستمتاع
" عندك حق يا مروان الايس كريم دا رهيب.."

جاء صوت حلا التي كانت مستمتعة بأكل خاصتها من المثلجات التي كانت بنكهة التوت
" خلى بالك دي كانت فكرتي. انا الي عرفته على المحل دا.."

لكزها مروان بيده قائلًا
" فكرتك اه بس انا اللي عازمكوا.. "
سقطت أحدي القطع المثلجة فوق رأسه فنظر للأعلى قائلًا بسخرية
" خدي راحتك يا ريتال. لو عايزة ترجعي عبي موجود ياختي . ماهو انا العبد الصومالي اللي جابهولك ابوكي.."

إجابته ريتال بسخرية
" متقلقش يا عمو واحدة راحتي عالآخر.."
مروان بامتعاض
" خدك ربنا يا بعيدة.."
تدخلت حلا تسأله بخبث
" ألا قولي يا ميرو اومال ايه طقم الحنية اللي شفته النهاردة العصر ده فى الجنينة .. هو الحب القديم صحي تاني ولا اي؟"

تبدلت ملامحه إلى أخرى مشدودة وقال بغضب
" ايه يا بت الكلام الاهبل دا؟ طقم حنية ايه و حب قديم ايه ؟ هتخبطي في الحلل"

تدخلت جنة قائله بصياح
"اسكت انت. ايه دا بجد يا حلا ..مروان بيحب ولا اي؟"
حلا بتخابث
" دا واقع لشوشته يا بنتي. أنتِ متعرفيش. دا بيحب .."

" اخرسي يا كلب البحر يا بتاعت الجاز أنتِ بحب مين يا عنيا.."
" سما.. بيحب سما يا جنة.."

هذا كان صوت ريتال التي كانت تلعق المثلجات باستمتاع غير منتبهه لتلك القنبلة التي ألقتها في التو فتسمر مروان مصدومًا بما سمعه فصاحت جنة معترضة
" ايه دا معقول.. سما .  ملقتش إلا سما وتحبها يا مروان.."

فاندفعت حلا غاضبة
" جنة احنا بقينا حبايب آه لكن سما خط أحمر..  سما دي وربنا ما في اطيب منها هي الظروف المنيلة اللي خلتكوا تزعلوا من بعض.."

قامت جنة بإرسال غمزة خبيثة إلي حلا فهدأت الأخرى و تابعت جنة حديثها إذ قالت بتقريع
" بقي ملقتش إلا البت المصديه الي شبه البومه دي عشان تحبها.."

هنا اهتاج مروان و قام بجذب ريتال من فوق كتفيه و القائها بعنف علي مقدمة السيارة قائلا باعتذار
" لامؤخذه يا ريتال.. "

ثم وجه حديثه الغاضب الى جنة
" لا بقي.. انا ساكتلك من الصبح. هي مين دي الي مصديه و بومه يا كلب البحر أنتِ .. اي نعم هي كئيبه و نكديه بس مسمحلكيش تغلطي فيها انا بس الي اقول عنها كدا.."

انهى كلماته و قد فطن للتو الى حقيقة اندفاعه في الدفاع عنها ولكن قد فات الأوان فانطلقت الضحكات حوله وقالت جنة بمكر
" بتصيع علينا يا ميرو. مكنش العشم يا راجل.."

و تابعت حلا تقريعها حين قالت بسخرية
" لا و قال أنا اللى زي الهبلة بحكيله على كل حاجة. اتفضلي البيه بيخبي عليا.."

تدخلت ريتال قائله ببراءة
" والله قولتله مينفعش تخبي علي حلا ولا جنة دول أصحابك. قولتلي استني لما اشوف ردها الأول.."
شهقت حلا وقالت بصدمة
" ايه دا انت فاتحتها في الموضوع من غير ما اعرف؟"

التفت مروان يناظر ريتال بغضب ثم قال بحسرة
" اروح منك فين فضحاني في كل حته. مبتستريش عليا أبدًا.. "

" تستر علي مين دا اسماعيليه كلها هتعرف النهاردة.. اتفضل جاوب "
كان هذا حديث جنة الذي جعله يطلق الهواء المكتوم بصدره دفعة واحدة قبل أن يقول باختصار
" مفيش حاجه تتحكي انا لمحتلها وخلاص.."

أوشكت حلا علي الحديث فصاح غاضبًا
" ولا كلمه وربنا ما هقول حاجه تاني. ويالا انجروا قدامي على البيت. انا ناقص عنيكوا المدورة دي ترشقلي في الموضوع تجيبه نصين. "
و بالفعل قام بإيصال جنة التي ما أن وصلت إلي مزرعتهم حتي تفاجئت من مشهد الدخان الذي يلون سماءها و ما أن همت بالذهاب لمعرفة الأمر فإذا بها تجد يد قويه تطوق خصرها و أخرى تكمم فاهها و صوتًا خافتًا يتسلل إلي أذنيها بوعيد ذو نبرة رقيقة
" راحة فين.. بينا حساب لسه مصفيناهوش.."

***************

حلت نهاية الأسبوع و قد كان الجميع يتأهب لتلك الزيارة التي ستضع النقاط فوق الحروف. و أخيرًا وصلت السيارات أمام منزل عبد الحميد الذي كان ينتظرهم علي باب القصر ولكنه تفاجئ بكل تلك السيارات التي كانت تحمل ما لذ و طاب أكثر بكثير مما كان يتوقع و قد شاع في البلد بأكملها بأن ابنه عائلة عمران سوف تتزوج بابن أخ صفوت الوزان مدير أمن المنيا لا يعرف كيف تسرب الخبر ولم يكن هو من سربه فشعر بشيء يحاك من خلف ظهره ولكنه أتقن إخفاء شكوكه و قام بالترحيب بضيوفه قائلًا بصوت جهوري
" يا مرحب. يا مرحب.. شرفتونا و نورتونا .. "
" نيرة بأهلها يا حاج عبد الحميد.."

هكذا أجابه صفوت ليقول عبد الحميد بمزاح
" تسلم يا صفوت بيه.. بس مكنش له لزوم تكلفوا نفسيكوا أكده.."

تدخل سالم قائلًا بمكر
" كل واحد بيجيب قيمته يا عمده. وبعدين احنا جبنا علي قد ما هناخد. ولا انت بخيل.."
قهقه عبد الحميد قبل أن يقول بمزاح
"  عارفين انك تجيل يا سالم بيه . وقيمتك اكبر بكتير. و انت بردك عارف كرمنا ازاي.. اتفضلوا.."

بالفعل دخل الجميع الى البيت الكبير ونُقِلت الهدايا الي داخل المنزل وسط نظرات ذهول من الفلاحين فلأول مرة يروا زيارة بمثل هذا الحجم و كأنها إحدى المعونات التي تُبعث للدول المعدومة. فقد أتقن سالم لعبته كثيرًا للحد الذي جعل عبد الحميد يشك فيما يحدث حوله و خاصةً نظرات سالم التي كانت تحمل الكثير و قد صح ظنه حين سمع صفوت الذي قال بوقار
" يا حاج عبد الحميد احنا جينا النهاردة عشان نطلب ايد بنتي فرح لابني سالم قولت ايه؟"

برقت أعين جميع الموجودين من حديث صفوت الذي كان كدلو من الماء سقط فوق رأس عبد الحميد الذي قال بذهول
" مش دا اتفاجنا جبل سابج يا صفوت بيه. احنا كان كلامنا كله علي چنة ."

صفوت بمجاملة
" ماهو احنا بصراحه يا حاج عبد الحميد ملقناش احسن من نسبكوا و قلنا ناخد الأختين. انتوا تشرفوا اي حد.."

كانت محاولة جيدة منه لإحراج عبد الحميد الذي تأكدت ظنونه الآن و قد حمد ربه كثيرًا حين جنب حفيده تلك المقابلة فهو يعلم بأنه لو كان موجودًا لاحتراق المكان بأكمله ولكنه آثر استخدام الحكمة حين قال
" تسلم يا صفوت بيه.. واني على عيني ارفض طلبكوا. بس البنته مخطوبة.. "

هنا تدخل سالم الذي قال بفظاظة
" و دا من امتى يا حاج عبد الحميد ؟ "
أجابه عبد الحميد بجفاء
" و ده يخصك في أي ؟ جولتلك البنت مخطوبة.. و ده المفيد.."

تشابهت عينيه مع نبرته الجامدة حين قال
" لا يخصني . البنات في يوم من الأيام كانوا تحت حمايتي و يهمني أمرهم. عشان كدا بسألك. ولا انت ايه رأيك؟"

علم جيدًا اين يضربه فقد كانت الغرفة تعج بالحاضرين من اقربائهم و رجال البلد فقد كان هذا طلبه أن يأتي بأهله جميعًا لطلب يد ابنتهم وقد نفذ ما أراد واستغله لصالحه فعبد الحميد لن يجازف بالخوض فيما حدث أمام كل هؤلاء الناس و لكنه ايضًا لم يرضخ لاستغلاله و ما أن أوشك علي إجابته حتي تدخل صفوت لتهدئة الموقف قائلًا بوقار

" يا حاج عبد الحميد احنا جايين و قصدنا خير. و انت طبعًا متكرهش الخير. و زي ما عملت مع بنتي حلا هعمل مع بنتي فرح ولا انت ايه رأيك ؟"

انكمشت ملامح عبد الحميد بالغضب وقال ساخطًا
" تجصد اي! "
تدخل سالم قائلًا بصرامة و عينين تملؤها الشماته
" نسألها.. "

صاح عبدالحميد معارضًا
" كلام ايه اللي عم تجوله ده ؟"
تدخل صفوت قائلًا
" هو دا الصح يا حاج عبد الحميد زي ماعملنا مع حلا نعمل مع فرح. نسألها والرأي الأول والأخير ليها.."

هنا ارتسم الغضب علي ملامح عبد الحميد الذي تجاهله وقال بوعيد
" و أني موافج.. خلونا نشوف رأيها اي. بس اوعاك تزعل لو جالت لاه اني حاولت افاديك الإحراچ.."

شعر سالم بشئ خلف حديثه ولكنه تجاهل شكوكه و قال بقوة
" لا متخافش عليا.. انا مستعد لاي حاجه.."
" وماله.. هجوم آخذ رأيها و ارچعلك.."

تحرك عبد الحميد إلى الداخل تاركًا خلفه سالم الذي أخذت تتقاذفه الظنون و صارت الدقائق تلدغه بكل ثانيه تمر بها إلي أن آتي عبد الحميد الذي كانت ملامحه غامضة لا تفسر و من ثم قام بإلقاء قنبلته الذي دوى ضجيجها في صدره ووووو

يتبع….

حرفيا اصعب فصل كتبته من أول الرواية اتحذف نصه و أنا بنسخه و رجعت كتبته تاني بكتب من الساعه ٣ الفجر لما عيني مش شايفه بيها بعتذر عن التأخير و عن أي أخطاء إملائيه و عن السرد القليل بس مقدرتش اكتب اكتر من كدا و مكنتش لا عارفه أاجله ولا عايزة اقص منه سامحوني 💔

Continue Reading

You'll Also Like

517K 31.5K 21
قصة بالهجة العراقيه فتاة تعشق احدهم ويبقى كتمان المشاعر والاذى في الحب والمها مشاعر مكتومة بقلبها فكم سيسع هذا القلب حبا وهل تعترف ام سيكون للعشق قول...
5.8K 286 33
مذكرات بحبري الاسود؟؟ كهواء ملئ بدخان يدخل رئتي .. . كفسحة ضيقة من النور اغلقتها هزة فقدك كسماء ملبدة بالغيوم اختزاتها فلم تمطر... ك كاف التشبيه هذا...
8.1M 511K 53
رجلٌ شرسٌ شُجاع مُتقلبُ المزاج غريبُ الطورِ عديَمُ المُشاعر حيَادي لا ينحاز سَديدُ الرأي رابطُِ الجأَشِ وثابِتُ القلب حتىٰ.. وقعت تلك الجميلةُ بين...
1.7K 455 14
اِغتَنِم صَفوَ اللَيالي، فَيا لَيتَّ الذي بَينيَ وَبيّنكَ بابُ يُطرَّقُ ، وَيَاليتَ أطرَافُ الارضّ تُطوَّى فَنلتَقّى هُنا حيثُ وجداني المُلتقيه بإ...