🍓الثامن بين غياهب الأقدار 🍓

53K 2K 441
                                    

لم أكُن يومًا شخصًا متقلبًا لا يعرف ماذا يُريد. لطالما كانت خطواتي دائمًا ثابتة و لكنه الخوف! منذ أن زارني هذا الشعور حتى استوطن جميع خلايا جسدي فصِرت أتخبط بكل شئ حولي لا أدري اى طريق يجب عليا أن اسلُك. أرهب الوحدة بشدة و اخاف الفقد كثيرًا؛ أخشى أن أرسو بسفينتي على شاطئ السراب فـ تبتلعني دوامات الغدر مرة أخرى فتكون النجاة أمرًا مستحيل. كل ما أرجوه أن أجِد وِجهة أمنه تُعيد لي ثباتي. تحتضن ثقوب روحي. وتُرمم ما فعلته عواصف الهوى بـ قلبى.

نورهان العشري ✍️

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

كان «عمار» يسير بخطٍ ثابته يشوبها الفخر و هو يطالع أراضيهم الشاسعة تحيط به هالة من القوة و هيبة تليق كثيرًا بملامحه التي كانت وسيمة بقدر خشونتها و كانت «فرح» تسير بجانبه تستمع إلى ما يقول بإهتمام و بـ قلب يرتجف تأثرًا حين يمر به طيف الذكريات الجميلة التي جمعتها معه و مع أرضها و عائلتها و التي تبعث بداخلها مزيج من السرور و الشجن و لسان حالها يردد ياليت الزمان يعود يوماً..

" فاكره اهنه لما جعدتي تحاولي تطلعي عالشچرة و وجعتي و يدك اتكسرت؟"

قالها «عمار» بلهجته الخشنة و ابتسامته الهادئه و هو يناظرها بعينين تلمع من وهج الشمس التي كانت لانعكاسها أثرًا كبيرًا علي غاباتها الزيتونيه فجعلتها مُتعه للناظرين و خاصةً حين اضفت عليها الابتسامه اشراقه جميلة
" مانت و ياسين مكنتوش موجودين و كان نفسي آكل توت جدا .."

افلتت من بين شفتيه ضحكة خشنه اتبعها قائلًا
" طول عمرك عنيدة يا فرح. طالعه لعمى محمود الله يرحمه."

" و بعدين بقي في الي عاملنا فيها ذئاب الجبل دا؟"
كان هذا صوت «مروان» الخفيض و هو يتحدث الي «حلا» التي كانت تنظر حولها بضياع ولكنها تنبهت حين لكزها «مروان» في كتفها وهو يقول بغضب
" أنتِ يا عملى الأسود في الدنيا سرحانه في أي ؟"
«حلا» بغضب
" بتزوقني كدا ليه انت كمان ؟ هو أنا ناقصاك؟"
«مروان» بتهكم
" ليه ياختي مالك زرعتيها فجل طلعت جرجير؟ مش كفايه مشحططانا وراكِ من اسماعيليه لحد هنا. مين قالك تتخطفي بعيد كدا ما كنتِ اتخطفتي في أي حتة قريبه فاضيلك انا.."

«حلا» بنفاذ صبر
" هو في حد بيختار يتخطف فين يا بني آدم انت؟ وبعدين مش كفاية الستريس الي انا فيه ..كمان جاي تتريق عليا."

«مروان» بتهكم
" اس ايه يا عين خالتك استريس؟؟ الله يرحم الست الوالدة كانت بتسرحلك شعرك بالجاز كنتِ تدخلي علينا كدا تجيبيلنا إغماء جماعي من الريحة.."

تلفتت «حلا» يمينًا ويسارًا خشية من أن يسمعها أحد ولكزته في كتفه قبل أن تقول بغضب
" اخرس يا حيوان. اياك تقول الكلام دا قدام حد. وبعدين دي كانت وصفات دادا نعمة المنيله قال ايه عشان شعري يبقي ناعم.."

في قبضة الأقدار (سلسلة الأقدار )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن