🍓السادس عشر بين غياهب الأقدار 🍓

48.4K 1.9K 478
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

أن تنثر بذور الأمل في طريق أحدهم ثم تجنيها صبارًا قاسيًا تنغرز أشواكه في قلبك دون رحمة فـ تنزف العين ألمًا و يحترق الخَلَد قهرًا و انت مُكبلًا بأصفاد الكبرياء الموقدة التي تسلب روحك المذبوحة حقها أن ترفرف وهي تنازع أنفاسها الأخيرة. فتبدو من الخارج صلبًا ، شامخًا لا تتأثر بينما داخليًا تحتضر بصمت. فقارب نجاتك اتضح بأنه مثقوب و بيرق العشق انكسرت رايته من موضع ثقة اندثرت أمام خذلان عظيم لم تتوقعه يومًا….

نورهان العشري ✍️

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

توجه إلى الأعلى و هو يزفر بحنق فقد سأم كل ما يحدث و كل تلك الألاعيب والمؤامرات يريد هدوء و راحة لن يجدهما سوى بقربها. فسار ينهب درجات السلم بقلب يحمل اللهفة و الشوق معًا إلي أن وصل إلي غرفته فدخل مباشرة دون أن يطرق الباب فوجدها جالسة على مخدعهما بعينين شاردة ناظرة إلى البعيد فاقترب منها بلهفة وامتدت يديه تقبض على خاصتها جاذبًا إياها لتسكن بين ذراعيه ولكنه تجمد بمكانه حين شعر بها تدفعه و عينيها ترسلان سهامًا حادة تشبه حدة كلماتها حين قالت
"  ابعد عني.. "

صدمة قوية خيمت عليه حين تفاجئ برد فعلها فهمس باسمها بنبرة لأول مرة تبدو ضائعة
"فرح .."
نفضت توسله و قالت بلهجة قاسيه و ملامح جامدة
" اوعى تقرب مني أو تفكر تلمسني …"

تنبه لحديثها الغريب و ملامحها الأشد غرابة بينما جذبته تلك الشعيرات الحمراء التي تسللت إلى حدقتيها لتمتزج مع حدائقها الزيتونية فجعلتهم مشتعلتان بصورة صدمته ولكنه سرعان ما تغلب على صدمته و قال بنبرة خطرة
" أنتِ سامعه بتقولي ايه؟"

من بين أنفاس ملتهبه و قلب مُحترق أجابته بنبرة حادة كالسيف
" سامعه .. و ياريت انت كمان تكون سامع.."

كانت حالتها مزرية مما جعله يتجاوز بشق الأنفس عن حديثها المُهين وقال بنبرة أهدأ
" حصل ايه يا فرح .. انا لسه سايبك من شويه مكنتيش كدا.."

" بيتهيألك .. "
" يعني ايه ؟"
ابتلعت جمرة حارقة بجوفها قبل أن تجيبه بجمود
" يعني لازم نحط النقط عالحروف من اول يوم عشان كل واحد يعرف حدوده و ميتخطهاش.."

زفر الهواء المكبوت بصدره دفعه واحدة محاولًا التغلب علي شياطين الغضب التي تنهش بداخله ثم قال بقسوة
" هاتي اللي عندك .."

تلك اللحظة الفاصلة التي ستلقي بها بين فوهات الجحيم كانت اصعب لحظات حياتها ولكنها جاهدت علي أن تكون كلماتها منمقة بلهجة باردة تخفي خلفها أعظم خيبة نالتها طوال حياتها
" عارفه ان كلامي هيضايقك و يمكن متتوقعهوش. بس دي الحقيقه .. الجوازة دي بالنسبالي وسيلة هروب من جوازة تانيه مكنتش متقبلاها و اكيد انت فاهم قصدي .. عارفه انك ممكن تكون شايفنى وحشة بس انا مش هقدر أخدعك و اوهمك بمشاعر مش موجودة من الأساس.."

في قبضة الأقدار (سلسلة الأقدار )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن