🍓الاول بين غياهب الأقدار 🍓

65K 2K 491
                                    

يتحدثون دائمًا بأن الكتمان مؤلم و ضريبته موجِعه. ولكن هل اختبر أحدكم مرارة البوح ؟ أن تُخِرج ما بداخِلك وتترُك نفسك مِثلما خُلِقت أمام أحدهم و تكتشف بعد ذلك بأنك أعطيته السلاح الوحيد القادر علي قتلك!
للبوح أيضًا ضريبة و لكننا لا نملك تكلفتها ..

نورهان العشري ✍️

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

بلغ الوجع ذروته و اشتدت آلام المخاض كما أشاد نزيف القلب فعلا صراخها حتي دوى رنينه في أرجاء السيارة التي كان يقودها سالم و بجانبه سليم الذي يجلس بقلب مرتعب ممزق عاجز عن اخماد ألمها و إيقاف نزيف روحها التي لم تفلح كلمات فرح المهدئة في تضميدها
" اهدي يا حبيبتي خلاص قربنا نوصل."

كان سالم ينهش الطريق أمامه كما ينهش الغضب بعقله جراء تلك الحقائق المروعه التي انهالت علي رأسهم دفعه واحده و بجانبه سالم الذي كانت عينيه معلقه عليها بألم و قد فاض بقلبه الوجع فود لو يضمها في تلك اللحظه بقوة حتى تستشعر مقدار شعوره نحوها فصراخها يؤلمه بقدر ما يؤلمه ضميره الذي اجهز عليها بأحكام صارمه منذ أن عرفها والآن أجهزت عليه حقيقة برائتها التي كان يراها بعينيها دائما.
هدأ صراخها و انخفضت نبرتها حتي صارت خافته حين قالت
" ابني .. ابني .يا فرح.. خلى بالك . منه."

همساتها و ضعف نبرته و حديثها الموجع جعل قلبه يسقط بين ضلوعه و تلاحقت أنفاسه و احتقن الألم بحدقتيه ولونها بحمرة الدم فزمجر بقوة
" بسرعه يا سالم .."

بكل الغضب الذي يملكه ضغط علي دواسه البنزين فأصبحت السيارة كوحش طائر علي الطريق.
لم تستطيع فرح التحمل أكثر فصرخت بانفعال
" لا يا جنة متقوليش كدا. ابنك محدش هيربيه غيرك."
كانت عينيه تلاحقها من آن لآخر من مرآة السياره و في تلك اللحظه تلاقت بعينيها التي لأول مرة يرى بها التوسل الذي تجلي في نبرتها حين قالت
" ارجوك يا سالم بسرعه.."

لامس توسلها أوتار قلبه الذي يود طمأنتها باي طريقه ممكنه فتوسلها و تلك النظرات الضائعه و عبراتها المسترسله علي خديها ليست بالاشياء الزهيده فهي أثمن علي قلبه من روحه.
في وقت وجيز وصلوا الي المشفي و ترجل سليم من مقعده صارخا
" حد يلحقنا بسرعه "
هرول طاقم الطوارئ الي جنة التي كانت تحاول عدم الاستسلام لتلك الدوامة السوداء التي تجذبها بقوة وتم وضعها علي السرير المتنقل و قاموا علي الفور بنقلها الي الداخل وسط حاله من التوهان كانت تحيط بها نتيجه الدماء التي كانت تتدفق بقوة منها فأخذت تنادي بهمس علي شقيقتها
" فرح. ابني.."
" متخافيش يا حبيبتي هتقوموا انتوا الاتنين و هتبقوا زي الفل أن شاء الله"
هكذا تحدثت فرح الممسكه بأحد جوانب السرير يقابلها سليم الذي لم يستطيع تركها للحظه و بعد أن خلع عباءة الكبرياء جانبا و ترك العنان لقبله الملتاع من فكرة حدوث أي شئ لها و قد كانت نظراته المُرتعِبه شئ جديد كليًا عليها فاستقرت عينيها علي ملامحه التي تنطق بتوسل صامت لم تفهمه ولكن قلبها كان أكثر من يعرف ما يحدث فحين تغيب العقل نطقت بهمس استقر في منتصف قلبه
" سليم.."

في قبضة الأقدار (سلسلة الأقدار )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن