🍓الرابع عشر في قبضة الأقدار 🍓

49.2K 1.8K 230
                                    

كُل تِلك الدموع التي بللت وسائِدنا ليلًا و تِلك الجروح التي أغتالت براءتنا يومًا و تِلك الندبات التي شوهت قلوبنا أبدا ستُسألون عنها في يوم لا ريب فيه ..

نورهان العشري ✍️

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

" عيزاك تتجوز سما يا سليم !"

للحظة لم يستوعب جُملتها التي كان كُل شئ به يستنكِرها بداية من عقله الذي ظن للحظه بأنه يتخيل إلي جسده الذي تراجع خطوة للخلف بينما ملامح وجهه إنقبضت و تجعدت بصورة كانت كفيله بإيصال رفضه القاطع لهذا الهُراء الذي تفوهت به و لكنها لم تتقبل ردة فعله تلك فإزدادت نبرة صوتها قوة و هي تقول بغضب

" سليييم !"
تجاوز صدمته و خرج الكلام من فمه مُحملًا بأطنان من شُحنات الغضب الذي ملئ صدره حين سمع حديثها
" ماما أنتي سامعه نفسك بتقولي إيه ؟ سما مين دي إلي أتجوزها ! "

«أمينة» بحدة
" سما بنت عمتك !"
«سليم» بصرامة
" قصدك سما أختي يا ماما ! أختي إلي كُنت بشيلها علي إيدي و هي صغيرة . إلي كُنت بقولها لو جوزك زعلك هكسرلك دماغه . إلي كانت مفروض هتبقي مرات أخويا ! دا مُستحيل يحصل !"

وصلت إلي مُبتغاها فاقتربت منه خُطوة بينما لوَن المكر ملامِحها و أختلط بنبرة صوتِها الهادِئه حين قالت
" طبعًا أنا مقدرة أنت كنت بتحب حازم الله يرحمه قد إيه و إنك تتجوز مراته..! أو إلي كان مفروض تبقي مراته دا شئ مُستحيل بالنسبالك ."

وصلت بحديثها إلي منطقة ألغام أوشكت علي الإنفجار بقلبه حين وصل إلي عقله الأسباب الخفيه لحديث والدته و التي لابُد و أنها قد شعرت بشئ ما خاطئ يحدُث حولها و لهذا حاولت إرجاع الأمور إلي نصابِها الصحيح و هو أكثر من شاكر لفعلتها تِلك لذا أخذ نفسًا قويًا عله يُطفئ نيران ضارية إشتعلت بقلبه قبل أن يرتدي قناع القوة و الصرامه التي تجلت في صوته حين قال
" بالظبط . مستحيل! مستحيل أتجوز واحده كانت في يوم من الأيام ملك لحد غيري سواء بقلبها أو عقلها أو جسمها . فما بالك بقي لو الحد دا يبقي أخويا !"

«امينة» بمراوغة

" بس يا سليم .."
قاطعها بحدة
" مبسش يا ماما قفلي عالموضوع دا و متفتحيهوش تاني أنا كلمتي واحدة فيه "

لا أحد يُدرٓك حجم الألم عِندما تختار بإرادتك الإبتِعاد عن أشخاص لا تعلم كيف و متي أصبحوا الأقرب إلى قلبك ..

نورهان العشري ✍️

**************

" مُتأكِدة يا «جنة» أنك هتقدري تقعدي اليومين دول لوحدك ؟ صدقيني أنا مش مُجبرة أبدًا علي السفرية دي و ممكن أعتذر عنها لو .."

كان هذا حديث «فرح» التي كانت تشعر بالقلق من ترك شقيقتها بمُفردها وسط هؤلاء البشر الذين لا يعرفون أي شئ عن الإنسانية و اللُطف و لكن جاءت كلمات «جنة» المُطمئِنة حين قاطعتها قائلة

في قبضة الأقدار (سلسلة الأقدار )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن