قصة/ اِحْتِلاَل مُحَرَّم بقلم...

By PrincessMariem1

255K 18.2K 13.9K

البعد عن الله غُربة،ولو كنت مُحاط بجميع البشر 👌 More

#إقتبااااس
إقتبااااس٢
#أقتباااااااااااس3
المقدمه
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
،
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
أقتباس
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
اقتباس خاص
الفصل السابع عشر (مواجهة النفس)
اقتباس خاص
الفصل التاسع عشر
السلام عليكم
#اقتباس.
الفصل العشرون
الفصل الواحد و العشرون
اقتباس
الفصل الثاني و العشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع و العشرون
الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون والاخير

الفصل الثامن عشر

5.4K 468 614
By PrincessMariem1

قصة/ اِحْتِلاَل مُحَرَّم الفصل الثامن عشر

#بقلم مــــريـــــم نصـــار.

*‏وفي خاتمة العيد دعائي لكم*
*بوركت أعيادكم بقبول أعمالكم*
*وبارك الله في أعمالكم وزاد في حسناتكم*
*ورفع قدركم ومقامكم*
*طبتم وطابت أعيادكم*

*نسأل الله القبول فيما هو فات .. ونساله الثبات على الطاعات فيما هو ات*

*💫 تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
--------------------------------------------------------------

في الفندق اللى مارتن نازل فيه، دخلت أنجي وسألت بطريقتها عنه وعرفت أنه هينزل وقت الغدا، قعدت على ترابيزة جمب الشباك واتصلت على أيمن يراقب تحركات أمير، بعد شوية مارتن نزل و قعد على ترابيزه خاصه وطلب وجبة الغدا،  والويتر جه وحط قدامه إزازة شمبانيا، مارتن بصله باستغراب:- ما هذا؟ أنا لم أطلب مشروبًا بعد!
الويتر:- أعلم ذلك سيدي، ولكن أنظر لتلك السيدة الجالسة هناك على طاولة بجوار هذه النافذه، فهي من أهدتك إياها.
رفع عينيه مكان إشارة الويتر وضم حواجبه  لانه ما يعرفهاش:- من هذه السيده! انا لم أعرفها ولم أراها من قبل!
فكر بعملية وأنه ضيف وزائر في بلد عربي وهى حبت تقدمهاله كنوع من الترحاب وأبتسم وكمل:- ولكن حسناً هدية مقبولة، من فضلك أذهب إليها وقل إني ممتن لها،إذا كانت تريد الجلوس معي لنتناولها سويا ف أكون سعيداً.
الويتر راح وهمس لأنجي اللي هو قاله، وهى ابتسمت ليه لأن خطتها ماشية زي ما هى عايزه،قامت واتحركت بخطوات ثابته و وقفت قدامه ومدت أيدها وقالت بكبرياء:-هاي سيد مارتن!
مارتن بإعجاب من شخصيتها، وكمان تعرفه!!سلم عليها وباس على ايدها وقال:- مرحبا! ولكن معذرة؛ هل أبدو بهذه الشهره في تلك البلدة! أم أنتي زائرة هنا مثلي؟
بصتله بإبتسامة غامضه لأنه المفروض يكون عنده بروتوكول ومردتش عليه،مارتن فتح عينيه بدهشه واتحرك بسرعه وسحب ليها الكرسي وأتكلم بإعتذار:- أووو أنا أعتذر حقا، تفضلي بالجلوس.
ابتسمت بكبرياء وقعدت وردت عليه:- لا عليك، ولكن أعلم أني لست زائرة،انا أعيش هنا.
مارتن قعد واستغرب:- حسناً أذن من أين تعرفيني؟ أنا أتذكر جيداً بأننا لم نتقابل من قبل.
ردت بتوضيح:-اعرفك جيداً سيد مارتن روجر.
زادت حيرته:- لما الالغاز والحيره إذن؟ أرجو منك التوضيح والتعريف عن نفسك.
ردت بفخر وتفخيم:- أنا سيدة أعمال معروفة جيداً في الوطن العربي وخارج مصر، وادعى أنجي الورداني.
مارتن بترحاب:- أو أنتي سيدة أعمال إذن! أهلا بك؛ ولكن في أي مجال الأعمال تعملين؟
ردت بعمليه:- أعمل على استيراد فساتين الزفاف وما يحتويها؛ وأيضا أعمل في مساحيق التجميل في دول كثيرة،واعمل على إستيراد الذهب واقوم بتوزيعه في الاسواق المصريه وغيرها.
مارتن بتعجب:- الذهب!!! يا لها من صدفة عجيبة، أنا أيضا لدي مصنع كبير في سويسرا يقوم بتصنيع الذهب بحرفيه شديده.
أنجي بصت في عينيه بثقه:- نعم أعلم كل هذا، ولهذا السبب أتيت الى هنا ومن أجلك أيضا.
مارتن ساب الشوكه:- لم أفهم! ماذا تقصدين بأنك اتيتي لأجلي؟
ردت بتشفي:- انا على علم بما يحل بك هذه الفتره، وأنت تدعى مارتن روجر تقيم في سويسرا منذ عشرون عاماً، أعرف عنك كل شيء، وأين تسكن وماذا تحب واين تفضل قضاء عطلة الصيف، واعلم أيضا بالضائقة الماليه لديك.
مارتن كشر عينيه بعدم استيعاب، وبصلها بقوه وسألها:- من أنتي؟
ضحكت بثقه:- أنا التي تبحث عنها سيد مارتن!
مارتن بتوجس:- تبحثي عني!!هل أنتي جاسوسه تترصدي خطواتي؟ الى أين أذهب وماذا أفضل؟ معذرة أطلب منك الذهاب في الحال؛ وخذي معك هديتك.
ويقصد إزازه الشمبانيا، حطت رجل على رجل واتكلمت بهدوء:- عليا رسلك سيد مارتن؛ انا لم اتجسس عليك؛ كما قلت لك سابقاً أنا سيدة اعمال مثل  البقيه، وعلمت بعرضك لبيع الذهب خاصتك وانا اعمل في هذا المجال، ومن باب أولى أنني احصل على هذه الصفقه.
مارتن بإستفسار:- من أبلغك بقدومي؟! لأكون صريح معك لم يعلم أحد بقدومي إلى مصر سوى بضع أناس لم يتجاوز عددهم ثمانيه وجميعهم رجال، فمن منهم تواصل معك؟ وعلى هذا النحو اتيتي؟
أخدت نفس طويل واتكلمت بثبات:- أنت تعلم جيداً أن هذا المجال مليء بالأسرار ولم نستطع البوح بكل شيء، أريد أن أحتفظ بهذا السر، لأنه ليس بهذا القدر من الأهمية، وغير ذلك أريد أن أوضح لك بأنك رجل معروف وذو سمعة جيدة، أحببت هذا، وأود أن أوسع نطاق عملي لعل في المستقبل نتشارك سويا، أو نبني علاقات جيدة، والآن حدثني عن تلك الصفقه.
مارتن مط شفايفه بإقتناع:- معك كل الحق، و في الحقيقة انا هنا من أجل هذه الصفقه، فلقد اتفقت مع اشخاص غيرك ،ولكن آسف أنا حقا أعتذر منك.
أنجي بخبث:- مائة مليون جنيها، بما يعادل تقريباً ثلاثة ونصف مليون دولار وتسلم لي الصفقه اتفقنا!
مارتن فتح عينيه بزهول من السعر لأنه متفق على ٨٠ مليون بس ورد بتعجب:- ماذا!! مائة مليون!!!
وبعدها سألها بشك:- لكن! لما كل هذا؟
أنجي بوضوح:- لأكون صريحة معك، هذا الذهب يقدر ثمنه اكثر بكثير من هذا، وأنت تعلم ذلك جيداً،وهذه عملية بيع وشراء وأنت ستحصل على ثمن فائض من الزيادة، وسأحصل أنا على المزيد، وأنا اريدها لأن هذا عملي، هذا كل ما في الأمر.

مارتن بحيره رد بتراجع:- نعم أتفهم ذلك، ولكن أنا اتفقت مع شخص آخر وسيأتي غداً لنتفق.
أنجي بعدم اهتمام:-صدقني لا يهمني مع من اتفقت! فهذا بيزنس والبقاء للاقوى؛ وأريد منك أن تنظر الى مصلحتك الشخصية وسيعود إليك زيادة ربح كما قلت سابقاً، فلماذا تعترض يا رجل؟
مارتن فكر شوية بطمع، وهز راسه بموافقه:-حسنا فلنتفق إذا.
ضحكت بنصر وحطت الكارت بتاعها قدامه وردت بدهاء:- إذن تفضل هذا الكارت خاص بعملي ،ولكن قبل الاتفاقية أريد منك ان تستقبلني يوماً في سويسرا لأرى مصنعك في زيارة سريعه؛ وسيكون معي عدة خبراء ليتفحصوا جودة الذهب، فهذا من حقي.
مارتن مسك الكارت وشافه، مط شفايفه بعدم اعتراض وقال:- حسنا لكِ هذا، فإن الذهب الذي أصنعه من الذهب الخالص والخام، واعمل في هذا المجال منذ سنوات عدة، وهذا أيضاً من حقك بما إنك ستدفعين كل فلس أريده،تحققي منه كما تريدين.
ردت بلمعة من عينيها خبيثه:- حسنا اتفقنا؛ ولكن أعلم جيداً، إن علمت أنك اتفقت مع أحد غيري؟ سأبذل قصار جهدي لافسد عليك هذه الصفقه اتفقنا؟
مارتن بإعجاب:- يا لك من امرأة قويه حقا؛ ولكن اهدئي كل الذي يهمني في هذه البيعه أن اسدد ذلك القرض اللعين هذا كل ما في الأمر؛ ولا يهمني من سيأخذها سواء أنتي أو غيرك ولا أهتم لأي شيء بعدها.
أنجي بتحذير:- والآن أعطني منك كلمة شرف بأنك لن تعطيها لأحد غيري.
مارتن بابتسامة:- بما إنك ستدفعين أكثر! إذن فهي لكِ.
ردت بارتياح:-حسنا اتفقنا.
وبعدها كملت بتفكير:- ولكن عندي طلب صغير.
مارتن:- ما هو؟
ردت بحقد:- قبل أن أقول لك عن ما أريد؟، أحب أن أعرف من هذا الرجل الذي كان يريد أن يأخذ منك هذه الصفقه؟
مارتن طلع الكارت من جيبه وبص فيه وقال:- يدعى مستر أمير وليد البرهامي.
أنجي ابتسمت بشماته وقالت:- حسناً، طلبي هو عندما يأتي إلى هنا ليقابلك في الغد! تتفق معه بأنك ستعطيه الصفقه.
مارتن بعدم فهم:-انا لا افهم شيء! ولماذا تريدين هذا؟
انجي بصت في عينيه وقالت بشر:- أريد أن أفسد عليه أمره؛ وأريد أيضاً أن يكون لديه الأمل بأنه سيحصل على هذه الصفقه، وعندما يعلم بأنني حصلت عليها بدلاً منه!! ستكون ضربة قاضية له،وهذا كل ما أريده، هو النصر فقط لا غير، وتذكر أنني قمت بتعويضك في هذه البيعه؟
مارتن فهم قصدها وأنها بينها وبينه عداوة و مش مهتم بأي حاجه تانيه، مصلحتة أهم ورد بتفهم:- لكِ هذا.
أنجي ابتسمت بتوعد:- حسنا اتفقنا؛ والآن أخبرني  أي موعد سنبدأ في دراسة هذه الصفقه؟
مارتن بيفكر ويحسبها وقال:-بعد ثلاثة شهور ابتداءً من اليوم.

ليله بتبيع في المحل ومدت أيدها وقالت للطفل الصغير:- أمسك يا حبيبي علبة السجاير اهي، وده الباقي.
الولد اخد منها الحاجه ومشي، ساميه قاعده جوه المحل بتقطع في الخضار، ليله قعدت قصادها:- أساعدك في حاجه يا خالتي؟!
ساميه بلطف:- لا يا حبيبتي تساعديني في إيه؟! انا قربت اخلص خلاص؛ البت مرات ابني عملت صلصة المحشي وانا مجهزه كل حاجه على الحشو بس قلت أجي أقعد معاكي و اقطع الخضار أدينا بنتسلى، إحنا بنتغدا على المغرب لسه بدري.
  ليله اتنهدت بحزن وفقد:- بألف هنا.
ساميه بصتلها  وحست بيها وسألتها:- مالك؟
ردت بلمعة في عينيها:- مفيش أنا كويسه، كويسه قوي.
ساميه بتريقه:- لسه برده بتفكري في إسم النبي حارسه؟
هزت راسها بتعب:- بطلت أفكر من زمان، هو خلاص عايش حياته ونسيني.
ساميه بتفكير:- بت يا ليله، أنتي مش كنتي بتقولي إن المخفي طليقك ده ليه واحد صاحبه راجل مهم وكُبره عليه القيمه؟
ليله هزت راسها بوهن:- أيوه كان بيقول إن صاحبه قوي، بس ليه بتسألي عنه دلوقتي؟
ساميه رفعت حاجبها بتفكير:- ودي كانت تايهه عننا ازاي دي!
ليله بعدم فهم:- هى ايه دي؟
ساميه:- ليه مروحتيش لصاحبه ده وتفضحي طليقك عنده، وتطالبيه بكل حقوقك وحق الواد اللي في بطنك ده.
ابتسمت بسخرية من نفسها، شافت نفسها ما بين زمان وبين دلوقتي، كانت هتتجنن وتكبر عايزه تملك فلوس كتير،لكن دلوقتي بعد ما اتحطمت مابقتش عايزه حاجه ولا اي حاجه عايزاها، وعارفه أنها لو قالت كده لساميه هتسمعها كلام يقطم الباقي منها، هى مجبره تتحمل تتدخلات ساميه في حياتها لأنها معندهاش حل تاني، اخدت نفس عميق وزفرته بوهن وقالت:- أنا معرفش أمير ده ساكن فين ولا مكان شغله،وحتى لو أعرف ورحت عنده!!مين هيسمع مني ويصدقني؟وانتي مفكره إن أمير صاحبه ده هيعادي مروان علشاني؟ كلهم شبه بعض بيصطادوا الغلابه لمصالحهم الشخصية،دول عالم غيرنا ياخالتي، مش بعيد يودوني ورا الشمس لو فتحت بُقي.
شهقت ساميه وقالت:- يختي شر بره وبعيد، قد كده الناس دي معاهم فلوس ومتسيطين؟
وافقتها ليله واتكلموا شويه مع بعض في أكتر من موضوع وبعدها ساميه طلبت منها وقت الغدا تروح تتغدا معاهم وقالت:- بقولك ايه يا بت يا ليله! ما تيجي ياختي تتغدي معانا النهارده.
ليله من جواها نفسها حد يشاركها الأكل، بتتمنى انها تكسر حاجز الوحده اللي هي فيها، عايزه حد يشاركها أحلامها واحزانها وآلامها حتى لو في شوية فرحه نفسها حد يكون معاها وجمبها حطت أيدها على بطنها واتنهدت بعمق:- لا يا خالتي معلش خليها مره تانيه.
ساميه بتصميم:- اهيي! ولا مرة تانيه ولا تالته،  دي خالتك ساميه عليها شوية محشي تاكلي صوابعك وراه، تعالي وأقعدي معانا بدل ما انتي من الدكانه للسطوح، وم السطوح للدكانه.
ليله قامت بتعب تبيع لزبونه وقالت:- سيبيها على الله يا خالتي؛ لو ينفع هبقى اجيلك؛ مانفعش متزعليش مني.
ساميه حاسه انها مكسوفه وقالت بتفكير:- طيب اللي يريحك بس بقولك إيه! انا هشيل ليكي طبق على جمب، وابقى ابعتهولك المغربيه كده.
ردت بحرج:-تسلمي يا خالتي تعباكي معايا من ساعة ما جيت.
ساميه بتنهيده:- ولا تعباني ولا حاجه؛ يعني  انا بعملك إيه؟ المهم كنت هنسى، انتي قولتيلي وسط الكلام هتعملي الاشاعه اللي الدكتوره طالباها منك بعد بكره، بس يانضري هتجيبي فلوسها منين؟ انتي اللي جاي على قد اللي رايح.
ليله بحيره:- والله ما انا عارفه يا خالتي؛ انا زهقت من كتر الديون يا دوبك اسدد جزء؛ ألاقي فتح عليا باب تاني من الديون، لسه امبارح مخلصه فلوس الصيدليه، والنهارده النجار اللي جه يصلحلي الباب عايز مني 150 جنيه، وبعد يومين لازم أعمل الاشاعه،و ما بقاش فيا حيل ألف على مستشفيات الحكومه، روحي بتطلع على ما بخلص الطلب.
ساميه مصمصت شفايفها بحزن:- يا كبدي يا بنتي والله ما انا عارفه انتي مالك حظك ملطش كده ليه، اسمعي مني وبيعي حتة من الصيغه اللي عندك، انشاله الخاتم، ومتحسبيلهاش، الولاده مش هتكلفك كتير.
ليله بحسرة:- مش هتكلفني؟! آه وماله، ولو كلفت يعني هعمل إيه؟ اهو من ضمن الديون و المصايب اللي بتنزل على دماغي، نهايته ماشي هروح آخر اليوم للصايغ اللي في آخر الناصيه وابيع عنده الخاتم وامري لله.
ساميه برفض:؛ لا لا سيبك من الراجل ده؛ ده حرامي ونصاب وهيبيعلك الخاتم برخص التراب؛ أنتي تروحي كده الاماكن العليوي دي، الاسعار هناك بيبيعوها ضرب نار وهتجيبلك سعر حلو في الخاتم، وانتي أولى بأي قرش زياده، وهتدعي لخالتك ساميه.
ليله اخدت نفس عميق وقالت:- ماشي ولما نشوف هيكفي الشهر ولا لأ؛ ويا عالم بكره في ايه!

مساءً في منزل برهامي، كل الاسره متجمعه مع بعض وليد وماجده وحازم ومراته وابنه الصغير، وعلا وجوزها وأولادها وأمير، ماجده طول الوقت ساكته لأن خلاص عرفت من مشيرة آخر أخبار ندى وأنها الأكيد موافقة، وطول اليوم ساكته وزعلانه من جواها وتعبانه و وليد ملاحظ سكوتها وعارف انها زعلانه وأتكلم معاها بهمس:- إيه يا ماجده مالك! هتفضلي كتير كده؟!
ماجده بنزق:- في ايه يا وليد؟! هو انا اتكلمت؟
وليد:- لا ما تكلمتيش وده اللي انا مستغربه بصراحه؛ حتى ولادك لاحظوا سكوتك طول اليوم، ممكن اعرف ايه اللي مزعلك قوي كده؟
ماجده نفخت بخنقه وردت بحده:- انا مش زعلانه من حاجه هو آنتوا هتزعلوني بالعافيه؟
وليد بتنهيده:- لا حول ولا قوة الا بالله؛ انا بسألك علشان نطمن عليكي مش علشان تزعقي؟؟
ماجده أتنرفزت جداً وحاسه ان دماغها هتنفجر وزعقت والكل أنتبه وأمير قفل اللاب توب وبصلها:- بقولك إيه!! انا مش عايزه حد يتكلم معايا؛ لا أنت ولا حد من ولادك، وخصوصاً أمير اللي قاعد قدامي ده انتوا فاهمين ولا لأ؟ ولا اقولكم انا هسيب  المكان خالص واغور من وشكوا، دي عيشه تقرف كل واحد هنا ماشي صوته من دماغه ما بقاش في إحترام لكبير ولا صغير، كل واحد عايش على مزاجه.
خلصت كلامها وقامت والكل مستغرب رد فعلها اللي مالوش تفسير عدا أمير اللي عارف ومتأكد أنها مش طايقاه بس هيعمل إيه؟ هو لو متأكد أنه بيحبها مكانش استنى أنها حتى تقوله أخطب، ماجده داخت ومسكت في كرسي السفره، أمير قام بسرعه ولحقها وسألها بقلق:- ماما على مهلك؛ تحبي نروح للدكتور؟
زقت أيده وزعقت وهي بتاخد نفسها بالعافيه:- دكتور؟ وهيعملي ايه الدكتور؟ انت ما تتكلمش معايا من دلوقتي، و ما لكش دعوه بيا خالص، أنت السبب في كل اللي انا فيه ده.
امير بصدمه:- أنا!!!!
وبعدها أتكلم بلين خوفاً عليها:- طيب ممكن تهدي! حضرتك وشك احمر خالص؛ واضح إن ضغطك عالي؛  اخدتي علاجك؟
ماجده زعقت:- اخد علاجي ولا أموت ولا اغور في 60 داهيه، هو أنت يهمك؟ انت ماشي من دماغك يا استاذ أمير، اوعى من وشي أوعى.
حازم بقلق:- يا ماما مش كده هو أمير عمل ايه بس؟!
علا بخوف:؛ ماما ارجوكي أهدي حضرتك متنرفزه خالص كده ليه؟ ما ينفعش كده! هو أمير أتكلم ولا عمل حاجه ؟
وليد بقلق:- تعالى ياماجده اقعدي استريحي واستهدي بالله.
ماجده زعقتلهم كلهم:- خلاص!! كلكم كبرتوا عليا!! انا دلوقتي كبرت وخرفت؟ شايفيني اتجننت!!! عمالين تقولوا اهدي اهدي اهدي!! شايف عيالك يا وليد شايفهم؟
وليد بحكمه:- طيب ممكن تفهمينا ايه اللي مضايقك وانا هتصرف!! لان بصراحه اللي أنتي بتعمليه ده يا ماجده ملهوش أي مبرر.
ماجده اتضايقت منهم إن ما حدش فاهمها، ازاي يا أمير تفرط في واحده زي ندى إزاي؟ تسيبها لغيرك خلاص ندى وافقت وهيحددوا الخطوبه وكتب الكتاب، ليه كده يا أمير، ليه يابني ليه توجع قلبي عليك وعليها؟
حست إن دماغها خلاص بتغلي وعينيها زغللت مش قادره تشوف قدامها والكل بينده عليها وهي ما بتردش واغمى عليها، أمير لحقها بين ايدية وبصرخة رعب:- ماما!!!
والكل خاف وعلا صرخت وتالا الصغيره واقفه تتفرج و مش فاهمه حاجه ،وليد قلبه دق برعب وحازم قلق وبيفوقوا فيها مش عايزه تفوق، أمير من غير تفكير شالها بسرعه ونقلوها على المستشفى وضغطها عالي جداً والدكتور قرر أنها هتفضل لتاني يوم،وفضلت تحت الرعاية، والكل واقف في الطرقه هيتجننوا ولأن أمير حاسس بالذنب ناحيتها فضل أنه يستنى هو لوحده معاها والباقي خلاهم يروحوا بعد محاولات منه، وقف قدام الباب وبص من الإزاز واتنهد بعمق.

تاني يوم الضهر.
 
أنجي في المكتب والباب خبط وسمحت بالدخول، مروان فتح الباب وبصلها بترقب، كشرت عينيها واستغربت انه أخيرا خرج من  الجُحر اللي حابس نفسه فيه،اتكلمت بسخريه:- إيه ده!! مروان باشا عندنا! يا ترى مين اللي دعك الفانوس وخرجك منه؟ دي معجزه بجد.
مروان داخل منكس الراس لأنه اتخنق من كل حاجه حواليه عايش ضايع مش عارف يطول سما ولا ارض، وشاف أنه من مصلحته مؤقتاً يرضي غرورها من تاني لحد ما يوصل لحبيبته بس المرادي هياخد حذره كويس قوي، قرب من المكتب بتعب وارهاق:- ممكن نتكلم!
فى الوقت ده مودها كان حلو لأنها بتخطط لدمار غريمها أمير ومش فاضيه لمروان لأنه أضعف ما يكون، بصتله بتفحصهو رفعت حاجبها وردت  بتفكير:- ما عنديش مانع، اقعد يا مروان استريح.
وكملت بتمليح وسخريه منه:- دي مهما كانت شركة مراتك اللي أنت كنت بتدخلها بقلب جامد ورافع راسك لفوق،وكان الكل يضرب ليك تعظيم سلام بفضلي أنا.
قعد قصادها بتهالك ومسح وشه بأيديه واتكلم بضياع:- أنجي أنا بجد ضايع ومش عارف أعيش.
رجعت بضهرها على الكرسي وردت بتشفي:- يا حبيبي أنت اللي مضيع نفسك؛ وانت اللي وصلت نفسك للطريق ده.
وكملت برقة مصطنعه ومكر:-حد قالك تلعب بديلك يا مرواني؟
غمض عينيه وبيحاول يمتص خنقته منها، ورد بتبرير:- أنجي أرجوكي افهميني.
ردت بتهكم:- انا فاهمه كل حاجه، أوعى تفتكر يا مروان إني عاقبتك!! أو اللي أنت فيه ده عقابك مني؟ بالعكس أنا سايباك بمزاجي لأني مبسوطه قوي لما بشوفك بتقع،وكمان أنت تحمد ربنا إني ماخدتش موقف منك بعد عملتك السوده، بس "آني واي" الموضوع خلص خلاص وانتهى وأنت سهلت عليا الطريق بضياعك ده.
  شاف حقد جواها مش عند حد، شاف شماته وجبروت بتلذذ بدمار غيرها، وشاف كمان إن لا مفر منها ومفيش حل غير أنه يرجع زي الأول ويكمل تمثيل،واتنهد بعمق:- انا عايز ارجع الشغل تاني؛ عايز ارجع مروان الورداني زي ما كنت.
مطت شفايفها بإعجاب وردت بسخرية:- واو والفكره دي بقى حد قالك عليها؟! ولا أنت فكرت كويس!
مروان بتوسل:- لا فكرت كويس، أرجوكي انا فعلاً محتاج اني اشتغل وعايز أكبر.
أنجي بتحذير:- تكبر آه؛ معنديش مانع، لكن لحد معين؛ أوعى تفكر يا مروان انك ممكن تعديني.
مروان بسخريه من نفسه:- لا اطمني أنا عارف إن مهما كبرت عمري ما هحصلك.
أنجي ابتسمت بثقه:- أمم، بدأت تفهم وتستوعب أخيرا الفرق بين مقامك ومقامي.
هز راسه ليها، انه موافقها على كلامها ورد بترقب:- طبعاً من غير ما تقولي المقامات محفوظه.
تليفونها رن وكان جمال شاورت لمروان يسكت ما يتكلمش وردت على المكالمه بإيجاز وضحكت بشماته من الأخبار اللى سمعتها و بتخليها مبسوطه، وقفلت وقامت وقفت ومسكت شنطتها،بصت لمروان بتفكير للحظه، ابتسمت بخبث على تفكيرها وقالتله بأمر:- أنت قلت إنك عايز ترجع تشتغل مش كده يامرواني؟
مروان بموافقه ولهفه:- أيوه قلت وياريت توافقي.
أنجي بإستنكار:- اوكيه يلا بينا.
اتحركت خطوه وهو سألها بإستفسار:-طيب ممكن أفهم بينا على فين؟
وقفت وبصت قدامها بخبث:-وماله حقك تفهم، أمير برهامي.
بلع ريقه بتوتر وسألها بتوجس:- مـ، أحم،ماله؟
ردت بإبتسامة ماكره:- والدته في المستشفى.
وبصتله بمغزى:- وواجب إن احنا نزورها ونطمن عليها دي مهما كانت أم غريمي في البيزنس.
خلصت كلامها وسابته وخرجت،وهو نفخ بخنقه ومتضايق لأنه أول ما ينزل شغل؟ يقابل أمير برهامي!!!

ليله قاعده على السرير في اوضتها اللى على السطوح
ماسكه الخاتم بتبص عليه وبتودعه، قفلت قبضة أيدها عليه:- خلاص ذكرياتك يا مروان عماله تختفي واحده واحده من قدامي، لكن يا ترى ذكرياتك اللي في قلبي وعقلي وساكنه روحي هتقدر تختفي!! بجد اتمنى؛ أتمنى انساك وارميك ورا ضهري زي ما رمتني، واللي مضيعني ومخليني تايهه مش عارفه ليه أنساك؟ بس بقول لنفسي يمكن خداعك ليا وضربتك القوية! هي اللي لحد دلوقتي مخلياني ندمانه على كل حاجه حصلت ومش مخلياني قادرة مفكرش فيك بعد عملتك دي؟ امتى يجي اليوم اللي أضحك فيه من قلبي بجد، شكل الدنيا عمرها ما هتضحك في وشك تاني يابنت محمود صابر.
فتحت أيدها في نظره أخيرة واتنهدت بحزن واستسلام، حطت الخاتم في شنطتها وقامت من مكانها لبست الشنطه على دراعها ونزلت، عدت على المحل وقالت لساميه انها رايحه تبيع الخاتم، ركبت توك توك ونزلت قريب من مكان راقي شويه وركبت من هناك تاكسي وطلبت من السواق يوديها عند صايغ تكون اسعاره حلوه لو يعرف، وصلها المكان ونزلت منه وحاسبته؛ ماشيه في الشارع على مهلها علشان الحمل، وكمان هى محتاجه تشم شوية هوا، وخصوصاً في مكان حلو ومريح زي ده، مكان راقي جداً  ونفس اللي كانت بتحلم بيه زمان،بتحلم أنها تعيش في مكان يشبهه، ماشيه بتبص على الإعلانات والمحلات والمولات،وكان في إسم مستشفى كبير جداً، عينيها بتتفحص كل منظر حواليها، شافت  ست كبيره ماشيه في اتجاه المستشفى ورجليها خانتها ووقعت على الأرض، ليله بسرعه من غير تفكير ساعدتها وحاولت تقومها وقالت باطمئنان:- على مهلك؛ على مهلك قومي معايا.
الست قامت ببطء وبتنضف هدومها وليله بتنضفها معاها وشكرتها بعرفان:- شكرا يا بنتي؛ بس انا معرفش وقعت إزاي! ماشيه مش شايفه قدامي من التعب.
ليله بلطف:- عادي بتحصل المهم أنتي كويسه؟ رجلك اتجرحت ولا حاجه؟
الست ابتسمت بتعب:- أنا كويسه، والحمدلله محصلش أي حاجه.
ليله:-تحبي أساعدك في حاجه؟ لو رايحه لمكان قريب من هنا أنا ممكن اوصلك؟
الست حطت أيدها على آخر ضهرها من الألم وقالت:- لا متشكره جداً كفايه تعبتك معايا وأنتي شكلك حامل وتعبانه، ومش رايحه في أي مكان، أنا وصلت خلاص، جايه المستشفى و عندي كشف ضروري النهارده.
ليله بصت على المستشفى وشافت السلم عالي عليها ودي ست كبيره وفكرت تساعدها:- طيب تعالي انا هساعدك وادخلك المستشفى.
الست بإحراج:- بس كده انا هتعبك معايا.
ليله بعمليه:- ولا هتتعبيني ولا حاجه تعالي بس وهاتي إيدك في ايدي وسيبي الباقي عليا.
مسكت أيدها وحاولت تساعدها وطالعه بيها السلم ودخلتها المستشفى وقعدتها في الاستراحه:- تحبي اقطعلك تذكره؟
ابتسمت على بساطة ليله وعرفت أنها بنت بسيطه من لبسها وردت بلطف:- تذكرة إيه بس يا بنتي؟ انا اسمي موجود عندهم وعلى الميعاد بس عايزه  ابلغهم في الريسبشن إني وصلت.
ليله:-طيب قوليلي بس اروح فين وأنا هبلغهم بدالك واجي أقولك اللي قالوهولي.
الست ابتسمت ليها بعرفان:- قلبك كبير قوي يا بنتي وربنا يريح قلبك، بصي يا حبيبتي امسكي الفايل ده، هتمشي آخر الطرقه دي هتلاقي ريسبشن كبير وفي بنات لابسه يونيفورم شبه بعض، هتقولي لأى واحده منهم على إسم الدكتوره واسمي وكله موجود عندك في الفايل، وهى هاتهتم بالباقي.
ليله فهمت منها وخدت  الفايل وراحت الريسبشن وكلمت البنت واخدت منها الفايل وسجلته على الجهاز اللي قدامها ورجعت للست تاني وبلغتها الست شكرتها:- بجد انا مش عارفه اقولك ايه! ولا عارفه اشكرك ازاي!
ليله بإبتسامة:- ما فيش حاجه تستاهل الشكر وانا ما عملتش حاجه والف سلامه عليكي.
الست:-الله يسلمك.
ليله سابتها وماشيه وعينيها بتلف في المستشفى وقد إيه فخمه جداً وتختلف عن المستشفيات اللي بتروحها خالص، ما فيش فرق بينهم، أصلا ما فيش وجه مقارنه بينهم نهائياً،اتنهدت بقناعة وانها خلاص كل الحاجات دي ما بقاش ليها لذه جواها، ولمحت شنطتها مفتوحه وأكيد لما ساعدت الست وهي طالعه على السلم.في نفس الوقت،أنجي داخله من باب المستشفى و وراها الجارد، مروان  قفل باب العربيه وداخل وراها وباصص في الفون، ليله خارجه وبتقفل شنطتها ومش واخده بالها وخبطت في كتف مروان في نفس اللحظه الاتنين بعفوية لفوا علشان يعتذروا لبعض! لكن الكون كله وقف عن الدوران، حل الصمت حواليهم ومفيش اي حاجه مسموعه، ما فيش بس غير دقات قلوبهم هى اللي مسموعه وبتدق بخفقان وشوية بقوة ما بين لخبطة و ذهول ودهشه وصدمه، اتقابلت عينيهم في نظرة طويله جداً، نظرة فيها عتاب ولوم واشتياق وحنين، لمعة العين زادت، الدموع متحجره، قلوبهم بس اللي بتتكلم وبتعاتب في كلام كتير ولوم أكبر ،في عتاب بحجم الوجع في صرخة ألم وبركان خامد عايز ينفجر بس هل ده هيجيب نتيجه ياليله؟ غمضت عينيها وعايزه تقنع نفسها انها ما شافتهوش، أيوه هو مش موجود ياليله، هو أصلا رماكي ومبصش وراه، اما هو ما كانش مصدق معقول حبيبتي ليلتي قدامي! أيوه هى،بص عليها شاف بطنها كبرت قدامها، شاف شكلها وهي حامل أخيرا، قلبه دق بحنين ايوه اللي جوه بطنك ده أبني، أبني اللي اتحرمت منه سنين طويلة ،الدموع لمعة في عينيه هو كمان، بينهج وبيتفس بسرعه، عايز يتكلم مش عارف، لسانه متلجم حاسس بغصة حابسه النطق جواه، جاهد نفسه يتكلم حتى لو يقدر يقول حروف إسمها، ردد بصوت مبحوح وخافت، ردد وهو مش مستوعب وصوته مهزوز بإسمها:- لـ، ليله!!
هنا هي صدقت أنه قدامها فعلاً، صوته أيوه هو صوته ياليله، يـــااااه، من شهور ما سمعتش الصوت ده، ما سمعتش أسمي بالنبرة اللي كانت بتطمني زمان، شهور عايشه لوحدي،ايام كتير كنت بنام واخبي وشي في الحيط من الخوف، اوقات كتير ببقى عايزاك جمبي وعمري ما لقيتك، بس دلوقتي مش هسمح لقلبي يستغفلني ويتحكم فيا من تاني، أصل أنا عمري ما هنسى أنت بعتني إزاي؛شافت اليوم ده بيتكرر قدامها تاني كسر فرحتها قبل ما تكمل، فتحت عينيها بقوه وبصتله في نظرة أخيرة، نظرة فيها كل اللوم والعتاب أصل الرد عليه دلوقتي مش هيفيد بحاجه،سابته ومشيت كام خطوه ،مروان خاف يخسرها مرة تانيه، اتحرك بسرعه ومسك دراعها ولفها ليه وعينيه بتدور على الحب اللي كان في نظرتها ليه وأتكلم بصوت مبحوح:- ليله استني ما تمشيش، واسمعيني.
بصت لدراعها ولمسة أيده اللي بقت زي جمر النار على جلدها بعد ما كانت ألطف واحن أيد تلمسها، رفعت عينيها ليه في نظره بكل التعب اللي شافته، صكت على أسنانها بتحذير:- اوعى تنطق أسمي مرة تانيه على لسانك.
وشدت دراعها منه وسابته ونزلت على السلم بجهد منها علشان تبعد عنه ومايحصلهاش مهما تبعد،عايزه تخبي دموعها منه، عايزه تهدي ضربات قلبها، معقول مروان!! مروان يا ليله شفتيه بعد الأيام والشهور دي؟ و زي ما هو ما تغيرش، زي ما هو يا ليله ما فيش حاجه قصرت فيه من بعدك، لبسه زي ما هو وريحته! ريحته زي ما هى ياليله ماتغيرتش، بعادك ما سابش أثر فيه، أنتي بس اللي خسرتي،انتي اللي هونتي، انتي اللي عشتي وحيده، أنتي اللي اتحرمتي؛ وانتي اللي تستاهلي.
مروان واقف محتار عايز يجري وراها لكن واثق إن أنجي لو شافته المرة دي؟ممكن تقضي عليه وعلى ليله،من غير تردد بص بسرعه على أنجي، شافها واقفه بعيد بتتكلم مع مدير المستشفى ومشغوله جداً،هى أصلا مش مهتمه بيه، هي دلوقتي عايزه تشمت في أمير وبس، يبقى مروان مش على بالها ولا بتسأل عليه دلوقتي، أجري يا مروان، أجري الحق ليله، الحق اللي اتكسر وحاول تصلحه، ماترددش لحظه فإنه يلحقها و نزل على السلم جري خرج من باب المستشفى، بص يمين وشمال بلهفة شافها ماشيه بعيد، جري وراها، جري بسرعه وكان بينهج ونفسه يحصلها،هي ماشيه ببطء لكن هو حاسس إن رجليه مش قادره توصلها، جاهد لآخر نفس،خلاص قرب يوصلها لكن وقف وهي على بعد مسافة مترين منه وندة عليها بنبرة اشتياق وآسف واعتذار، نطق إسمها بترجي:- ليله استني!
وقفت مكانها وكأن قلبها اتكهرب،ما فكرتش أنه ممكن يحصلها، ممكن يجي وراها!! لكن بعد إيه؟! طيب ما هو جري ورايا قبل كده وباعني، أكيد المرادي برده جاي علشان يضحك عليا ويخدعني ومن تاني يبيعني، أمشي يا ليله، أمشي هو باعك و سابك تخبطي في الدنيا لوحدك، امشي يا ليله أنا بقولك أهو، قفلت أيديها على فستانها واخدت نفس عميق ونفخت بتوتر ولخبطه، مردتش عليه وخطت اكتر من خطوه ثابته، لسه واقف مكانه ونده عليها بتوسل واستعطاف:- ليله! انا مروان يا ليله؛ أرجوكي ما تمشيش واسمعيني، أنا مروان اللي حبك اكتر من نفسه ولولا الظروف بس،... أنا آسف.
كانت بتسمعه وهي ماشيه لكن وقفت على كلمة آسف، آسف!!!! لفت ليه وبصتله كأنه راجل غريب عنها، أول مرة تشوف حد بالشكل ده، مش عارفه ترد تقوله إيه؟ آسف!!! هزت راسها وحطت ايدها على بقها ومش عارفه تتكلم؛ مش عارفه تبدأ منين!! من يوم ما جالها وهي ليله بياعة الدره؟ ولا من يوم ما راحلها البيت؟ ولا من يوم كتب الكتاب؟ ولا من يوم موعدها؟ ولا يوم مارماها وطلقها؟ وفي الآخر آسف!!! حقيقي مش قادره تتكلم الموقف أصلا اكبر منها؛ واكبر من تحملها؛ خلاص هي اتهدت ما بقاش فيها حمل؛ كتافها قربت تنهار من الحزن المتراكم عندها، بصت ليه تاني بصدمه،حقيقي مش عارفه تتكلم كأنها بتقوله خلص معاك كل الكلام، بترت كل حاجه حلوه في حياتي معاك يامروان، فهم نظرتها واتكسف من نفسه، قرب منها كام خطوه خلاص باقي متر واحد بس ويقرب من عينيها اللي واحشاه، شاورتله بتحذير انه يقف مكانه ما يقربش خطوه تانيه، وقف مكانه وعينيه بتدور عليها فيها، شكلها متغير عن زمان، حملها مغير ملامحها وتعبانه، بلع ريقه بتوتر وحاول يجمع قوته كلها وأتكلم بتبرير:- أنا عارف إنك دلوقتي مش طايقاني، وانا استاهل كل ده منك، عارف اني خذلتك وطلعت صغير قوي في نظرك، عارف إني غلطان ومعترف بكل حاجه يا ليله، بس أنتي متعرفيش كل الحقيقه، ولا أنا عملت كده ليه، أنا كان ليا أسبابي، وعمري ما نسيتك يوم واحد، كل لحظه انتي معايا وقدامي، أوعى تكونى فاكره إني نسيتك، أنا اتصلت عليكي كتير تليفونك مقفول، وبعدها انا رُحت دورت عليكي، رحت المحل ورحت البيت ما لقيتكيش.

يا ريته ما قال كده، لانها باعت تليفونها من شهر واحد بس؛ معنى كده إن الشهور اللي فاتت ما دورش عليها ولا سأل عنها غير من شهر بس، غمضت عينيها بحسره، مروان كمل باستعطاف:- أرجوكي يا ليله اسمعيني ومش هقولك من دلوقتي نبدأ من جديد، بس هقولك بس اسمعي مني اللي حصل وقتها، بس قبلها نفسي اقولك وحشتيني نفسي اترمي في حضنك زي زمان، انا بقيت غريب من غيرك، ليله عايز اقولك كمان إني....!!!

مقتدرش تسمع منه نفس السيناريو المتكرر كل مرة، و صرخت فيه بصوت مقهور وضايع:- بـــــس كفـــايه، كفايه كدب بقى، كفايه خداع وغدر، كفايه خيانه وتأليف حجج واهية، كفايه اللي أنت عملته فيــــا و وصلتني ليه، أنت عايز مني ايه؟ انت طلعتلي منين؟ أنا لا يمكن اسامحك ومستحيل اسامحك، أنت خنتني وخدعتني، ضحكت عليا واستغليت فقري، بس كل ده بقى من الماضي خلاص،وأنا اللي لحد دلوقتي بس بدفع تمنه، تمن غبائي، لكن في سؤال واحد مخليني عامله زي المجنونه ومش لاقيه ليه اجابه لحد دلوقتي، ليـــه؟ ليـــه عملت فيا كل ده؟!! ليه ضيعتني وليه كسرتني بالطريقة دي!!!

مروان حاول يقاطعها ويتكلم، لكن ليله صرخت فيه وقالت بعصبيه:- لاااا، مش عايزه أسمع صوتك، بما إنك جيت ورايا وندهت عليا يبقى أنا اللي هتكلم، المرادي انا بس اللي ليا حق اصرخ فيك واقولك كل اللي انا كاتماه جوايا، ويمكن النصيب خلانا اتقابلنا النهارده علشان اصرخ فيك بحجم وجعي منك يا مروان، حقيقي عايزه أصرخ فيك و عايزه اعاتبك والوم عليك وبعدها هرميك زي ما رمتني، بس قبل كل ده تقولي ليه؟ ليه عملت فيا كده؟ عملت فيك ايه علشان تتضيعني وتكسرني بالشكل ده؟

مسكت راسها بإيديها وبتظبط أنفاسها وبصتله ودخلت في حالة هستيريا وبدأت تعد على صوابع أيديها و بصوت مقهور:-انا كنت ست بسيطه ببيع دره! أنت جيتلي كلمتني! عشمتني ضحكت عليا استغلتني! رسمت عليا دور إنك غني وهتعيشني في السما! قلتلي يا ليله هجيبلك السما بنجومها؛ قلتلي اطلبي وشاوري بس وكل حاجه هتبقى تحت امرك وملكك، قلتلي بحبك انتي حبيبتي وأمي ومراتي، قلتلي حاجات كتيره قوي، وانا الهبله المغفله اللي صدقتك، انا اللي خنت ابويا علشانك يامرواااان، انا اللي خنت ثقة ناسي علشانك، أنا اللي سلمتك نفسي علشان اثبتلك اني حقيقي حبيتك، سبتلك نفسي بإرادتي ودلوقتي بقيت عار على اي حد أعرفه.

سكتت للحظات وكلها بتترجف وبصتله بتعجب وقالت:- بتقولي أتصلت عليا!!دورت عليا!!! أنت تعرف إني بعت تليفوني من شهر واحد بس!! يعني أنت تكرمت وافتكرت تكلمني بعد خمس شهور!!! مش هستغرب لأن خلاص الدنيا ضربتني في مقتل و ربتني، بس تعرف بعت التليفون ليه هاااا؟ علشان مش عارفه أعيش؛ مش عارفه أجيب تمن اليوم اللي بيعدي عليا، علشان هربت وبفضل أهرب وهفضل أهرب لآخر يوم في عمري لاني خلاص بقيت وصمة عار على نفسي قبل أي حد، أنا صدقتك يامروان.
قربت منه بسرعه وشاورت على قلبه وقالت بغيظ:- صدقت ده أنه بيحبني؛ صدقت عينيك اللي كانت بتبصلي وانت بتقولي بحبك يا ليله؛ صدقتك وانت بتفتح دراعاتك ليا علشان تاخدني في حضنك؛ صدقتك وأنت بتشيلني بين ايديك علشان تحس برجولتك معايا؛ صدقت وعودك وكل اكاذيبك ،صدقتك في حاجات كتير أنت لا يمكن تتخيلها يا مروان.

رجعت خطوه لورا وكلمته بعتاب وجنون وهستيريا:- اللي هيجنني إن أنت جيت وخدت مني اللي أنت عايزه؛ ما هربتش مني ليه؟!! ما بعدتش عني ونستني ليه!!! على الاقل أبويا ما كانش هيعرف حاجه، على الاقل ابويا ما كانش هيموت بحسرته، ما كانش هيموت غضبان عليا، كنت هكتم فضيحتي جوايا ما كنتش هاهرب واتشتت كده، ماكنتش هدوق العذاب بالدرجه دي، مكنتش كل شوية افتكر شكلي وأنا بتهان وبتطلق من غير ما أعرف السبب لحد دلوقتي، مكنتش هاخد صدمتي  فيك و ف موت بابا ف يوم واحد يامـرووااااان،يوم واحد بس!! دمرت فيه ليله بكل أحلامها وكيانها، خلتني أشك في اي حد وكل اللي حواليا، ما كنتش هبص لعيشة غيري، ما كنتش هبص لأى راجل وهو بيطبطب على واحده ست واقول عليه خاين زي مروان، ليه عملت فيا كده ليييييه؟  طيب لما رجعت تاني وفضحتني قدام أبويا،وبابا طردني وانت جيت قلتلي هصلح غلطتنا يا ليله؛ هصلح الغلطه واتجوزك وجبت المحامي والشهود كل ده كان ليه؟ التمثيلية دي كلها علشان تريح ضميرك؟!!!  لا المفاجأة الكبيره بقى إنك تكون من البداية متجوز وتيجي تقولي بعد ما كسرتني، يعني ما فيش رجوع في أي قرار انا هاخده بقى، خلاص مش هينفع اقولك لأ  مش موافقه اكون زوجه تانيه، وافقت بالذل وانا ماليش حد يقف جمبي، اتجوزتني ورضيت واكتفيت بيك عن كل الناس، مع إن قلبي كان بينزف على زعل أبويا مني، وخايفه على طول من بكرة معاك علشان كده طلبت منك ما تخذلنيش، طلبت منك ما تغدرش بيا، عيشتني ست شهور في الوهم، ست شهور خروجات وفسح وهنا كأنك بتقولي اشبعي ياليله كام شهر علشان هتعيشي عمرك اللي جاي في مرار وذل وقهر وغربه.

سكتت لحظه ومسحت دموعها وبصت في عينيه بقوة وكره واضح وقالتله بغضب:-عارف يامروان؟ انا مش عارفه آخر مرة ضحكت من قلبي فيها أمتي؟ مش عارفه آخر مرة حسيت بطعم الدنيا امتى، أنت سرقتني، سرقت مني راحتي وحياتي وضحكتي، سرقت مني شبابي وعمري، ضيعت فرحتي بحملي، صعبت الدنيا كلها عليا.

قربت منه بغيظ ومسكته من قميصه بغلظه وكملت بتهديد:- إن كنت أنا خسرت؟فأنت اتدمرت وانتهيت، وجوازي منك كان فيه نقطة لصالحي وهى ابني، عايزاك تعرف إن اللي ف بطني ده إبنك من صلبك، بس هتعيش عمرك كله محروم منه وده وعد مني ليك، وده آخر إنذار ليك تنادي عليا في أي مكان، أنا لسه فاكره كويس أنت قولتلي إيه قبل ما ترميني في الشارع، قولت مش عايز أشوفك بعد انهردا حتى لو بالصدفه! انا بقى اللي بقولك أهو ، مش عايزه أشوف وشك حتى لو بالصدفه، حتى في الحلم مش عايزه افتكر ملامحك، لأني ببساطه عايزه ابني يطلع راجل.
زقته بأيديها ونزلت جابت شنطتها ومشيت خطوتين لكن وقفت وبصتله وسألته أهم سؤال:-هو إزاي أنا كنت بالغباء ده!! إزاي نسيت إن اللي يبيع أهله يبيع أي حاجه تانيه!
بس تعرف!! أصدق كدبه قولتلها!! هى بحبك يا ليله.

مروان واقف مكانه كأنه تمثال متحجر ما فيش بس غير قلب بيدق ودموع بتنزل، كلام ليله دبـ.ـحه و وجعه،نبرتها المقهوره تكوي القلب،مش عارف يرد عليها مش عارف يستسمحها ولا يخليها تغفر ليه، لسانه اتلجم بلجام الجبن وضعف الشخصيه وقلة الحيله وفقدان الأمل، غمض عينيه ونفسه يصرخ ويلوم على العالم كله إن الدنيا هي السبب في اللي بيجراله، قبض على أيديه بغيظ من كل حاجه حواليه، فتح عينيه وشاف ليله بتبعد عنه، بتبعد بعيد ومش قادر يرجعها ليه ولا لحضنه من تاني.

في المستشفى.

أمير قاعد في الطرقه بيطمن حازم:- أطمن ياحازم الحمد لله ماما دلوقتي بقت أحسن بكتير.
حازم بإرتياح:- الحمدلله كانت ليله مايعلم بيها غير ربنا.
وكمل بتساؤل:- الدكتور قال ساعه وماما تخرج بالسلامه، أنت بقى ناوي تعمل إيه؟
أمير مسح وشه بأيديه ومرهق جداً لأنه منامش من امبارح ورد السؤال بسؤال:- أعمل إيه في ايه مش فاهم؟

حازم بتفهم لحالته و أنه تعبان وحاول يفكره:- أنا عارف إنك تعبان وما نمتش كويس وشيلت الليله كلها ولوم ماما عليك في موضوع ندى، لكن ما تنساش إن النهارده مقابلتنا مع مارتن، ولا أنت غيرت رأيك؟
أمير أخد نفس عميق وزفره بقوه، حرك راسه برفض:- لا طبعا ما غيرتش رأيي؛ احنا هنروح على ميعادنا زي ما اتفقنا.
حازم مسك دراعه وسأله بلطف:- امير أنت لو تعبان ومش قادر ارتاح أنت وانا هروح واعمل المقابله وابلغك بكل جديد.
أمير طبطب على ضهر أخوه بحب:- حبيبي يا حازم ما تقلقش عليا أنا كويس؛ لكن انا لازم اروح معاك علشان نتفق على كل التفاصيل والصفقه دي لازم ترسي علينا.
أنجي جت من وراهم وسمعت كلام أمير وضحكت بتهكم:- هاي؛ مساء الخير!
حازم لف ليها واتفاجئ بيها، أمير رفع عينيه ليها وما تفاجئش وعرف من نظرتها إنها جايه علشان تشمت فيه، وحمد ربنا إن مامته نايمه بعد ما خدت العلاج وإلا لو شافتها كانت المشكله هتكبر وممكن تتعب اكتر، حازم قبض على أيديه وخايف على والدته وسألها بحقد:- نعم!! ممكن أعرف حضرتك جايه لمين هنا؟!! ويا ريت لو جايه لينا تتفضلي تخرجي من هنا لأن وجودك مش مرغوب فيه.
أنجي قربت منهم خطوتين وعينيها على أمير وقالت لحازم ببرود:- انا مقدره اللي آنتوا فيه طبعاً، وأول ما عرفت!! قلت ياخبر! مش معقول لازم اطمن على طنط بنفسي، دي مهما كان في يوم من الايام كانت هتبقى حماتي، ولا إيه يا أمير؟
امير نفخ بخنقه ورد بهدوء مصطنع:- خير يا أنجي جايه ليه؟!
أنجي بتشفي:- ما أنا قلت جايه أطمن عليها؛ بجد زعلت قوي واتأثرت،هي أحسن دلوقتي؟
أمير بشك:- وانتي عرفتي منين إن ماما تعبانه وإن إحنا هنا دلوقتي وف المستشفى دي؟
قربت منه خطوه وبصت في عينيه بقوه لأنها متوقعه سؤاله وردت بثقه:- ما تفكرش إني بدور وراك يا أمير لأن النظرة دي أنا حافظاها كويس، بس هو القدر مش أكتر، أنا كنت هنا في المستشفى بالصدفه وشفت باباك في الريسبشن بيتكلم مع اختك.
وكملت بتصنع النسيان:- وسوري لاني مش فاكره إسم أختك،اممم نسيته أنت عارف بقى مشاغل الحياه اليوميه، بس سيبك من كل ده مش مهم، المهم طمني عليها.
حازم متضايق جداً وصك على أسنانه وقبل ما يرد أمير مسك دراعه وضغط عليه أنه يهدى وحازم حاول يمتص غضبه، أمير رد عليها بهدوء:-احب اطمنك إن ماما الحمد لله كويسه جداً  والدكتور كتبلها على خروج.
وأبتسم ليها بتكليف وحب يطردها بالذوق:- تعبتي نفسك يا مدام انجي، ومفيش داعي لوجودك.

في نفس الوقت وامير بيتكلم، انجي شافت ندى جايه في آخر الطرقه واستغلت الموقف وقربت من أمير اكتر ومسكت دراعه بتمثيل البراءه والاحتواء:- ما فيش تعب ولا حاجه؛ بس بجد يا أمير لو محتاج اي حاجه قولي ماتترددش في أي مساعده مني، حتى لو عايز تسفرها بره ، أنا ليا علاقاتي.
أمير غمض عينيه بنفاذ صبر لأنه مش فايق ليها ولا طايق وجودها من الأساس لكن مش عايز يعمل شوشره في المستشفى ولا عايز مامته تحس بوجودها، ابتسم ليها أبتسامة مزيفه ورد عليها ببرود:- متشكر جداً لاحساسك يا أنجي هانم؛ وما تقلقيش على والدتي انا عارف أنا بعمل إيه وهي محتاجه لايه كويس، وبصراحه كده الزياره ممنوعه؛ لو ما كانتش ممنوعه!! كنت خليتك تشوفيها بس للاسف بقى.
ندى وقفت مكانها أول ما شافت أيد انجي على دراع أمير، لتاني مرة تشوف قدامها علاقه أمير وانجي إنها علاقه حقيقيه مش تزييف أبدا، عايزه تروح عندهم لكن مش قادره من دقات قلبها المجروح، شافت أبتسامة أمير لانجي وقلبها بقى خلاص كسر إزاز؛ سندت على الحيطه وحاولت تجمع قوتها لأنها خلاص هتتخطب قريب ما ينفعش أنها تفكر في أمير تاني، لكن الموقف اللي هي شافته غصب عنها وجع قلبها، حازم بالصدفه شاف خالو فهمي بيسلم على باباه وندى واقفه هناك، وفتح عينيه بدهشه وبص على أنجي وأمير، انجي بتبص لأمير بتمني واضح، لكن أمير بيبص لها بكره أوضح رغم ابتسامته البارده، وحمحم وقال بصوت عالي علشان أمير يسمعه:- إيه ده معقول!! ندى وخالو جم المستشفى!! طيب ما قالوش ليه يا أمير كنت رحت جبتهم بنفسي؟
أمير انتبه ورفع عينه وشاف ندى واقفه وعينيها على أيد أنجي، ونزل أيد انجي من على دراعه ببطء وقال من بين أسنانه:- الزياره انتهت يا مدام أنجي.
أنجي بصت وشافت ندى وواضح على في عينيها الغيره ابتسمت بخبث ولفت لأمير وقالت:- اوكي أنا كنت ماشيه لأني عندي ميتنج مهم، بس قبل مامشي عايزه اقولك خلي بالك من نفسك اوكيه؟
وقربت تبوسه من خده لكن أمير بسرعه رجع خطوه وهمس ليها بغضب مكبت:- تصرفاتك تصرفات مراهقين؛ وما تنسيش إنك ست متجوزه!! ويا ريت تتفضلي بهدوء علشان اللي ما عملتوش قبل كده؛ ممكن اعمله دلوقتي وكل الاطراف هتزعل مني.
أنجي ضحكة بصوت مسموع علشان تضايق ندى وقالت:- اوكيه يا أمير خلي بالك من نفسك وزي ما اتفقنا هستنى منك إتصال سي يو.
اتعمدت إنها تعلي صوتها وتخلي ندى تسمع وسابتهم وماشيه وبصت على ندى من فوق لتحت وخطت من جمبها وهي رافعه راسها لفوق بكبرياء، أمير مسح على شعره واتخنق جداً وبص على ندى اللي انتبهت على صوت حازم، وبلعت ريقها بغصه وتوتر وراحت عندهم وحاولت ما تعيطش وسلمت عليهم بصوت مهزوز:- ازيك يا حازم؟
حازم أبتسم:- ازيك يا ندى عامله إيه؟!
ندى بتنهده:- كويسه.
رفعت عينيها لأمير بعتاب ولوم:- وأنت يا أمير عامل إيه؟!
أمير حرك راسه ليها:- الحمد لله يا ندى.
غصب عنها دمعه نزلت منها ومسحتها بسرعه وسألتهم بلخبطه:- عمتو عامله إيه دلوقتي؟
أمير ما يعرفش ليه اتضايق اكتر من قبل، وقبل ما حازم يرد عليها قالهم:- انا هدخل اطمن على ماما لأنها نايمه من بدري، بعد اذنكم.
سابهم ودخل الأوضه، أما ندى قلبها وجعها من رد فعله واكتشفت من تصرفاته دي انه ما بيحبهاش حتى الحب الأخوي مش موجود، حازم مسح على شعره بإحراج وقال:- أحم، ماما كويسه الحمد لله وشوية وهنخرج كلنا.
وكمل بإعتذار:- ندى، انا مش عايزك تضايقي من تصرف أمير هو بس منامش من امبارح وطول الليل مع ماما، وانهردا متضايق شويه علشان أنچـ....
ندى قاطعته بإبتسامة مزيفه:- ما فيش حاجه يا حازم أنا مش زعلانه من أمير خالص، وأكيد انا عذراه علشان مامته، ربنا يقومها بالسلامه.
حازم أبتسم بمجامله:- الله يسلمك ياندوش طول عمرك عاقله والله.
وبص حواليه ومش عارف يتصرف إزاي وقال:- لو عايزه تدخلي تطمني على ماما وانا هروح أسلم على خاله فهمي.
ندى اتوترت:- لا انا هستنى هنا لحد ما بابا يجي روح انت لو حابب.
حازم سابها وراح عندهم، وهي قعدت على الكرسي وغصب عنها دموعها نزلت لأنها شافت أنجي وهي في حضنه في المكتب وكمان ودلوقتي مشهدين اقسي من بعض ومش عارفه تتخطى عشق أمير اللي كل دقيقه بيزيد مايقلش.

ليله فتحت عينيها وبصت في عينيه بحنين للماضي واتكلمت بعتاب:- بس انت طلقتني وما سألتش عني وكل حاجه انتهت.
مروان بدقة قلب:- مين قال انها انتهت! مش يمكن دي البدايه لينا.
كشرت عينيها وسألته:- قصدك إيه مش فاهمه!
بيرسم تفاصيلها و قلبه دق بعنف شديد وبص على شفايفها بإشتياق وحن للماضي ومقدرش يتكلم وأفعاله هى اللي اتكلمت، وبدأ في الاحتلال مرة تانيه وليله من عشقها لمروان والعذاب اللي عاشته نفسها تترمي في حضنه وتنسي وجع الماضي ،والمرة دي كانت في احتياج ليه وسلمت نفسها بكل إرادتها ونسيوا هما فين ونسيوا المكان والزمان، وتم الاحتلال لتاني مرة بدون إدارك منهم. -----------يتبع

إحتلال مُحرم
بقلم مريم نصار
غلاف زهرة ❤️

Continue Reading

You'll Also Like

5.3K 159 13
قبطان بحري يدخل بغيبوبه نتيجه حادثه انفجار سفينته ويظل أكثر من خمس سنوات داخل ذلك الظلام ولكن هو عايش يتحرك يضحك يبكي يناجي يتحدث مع تلك الفتاه في...
23.6M 1.2M 56
صغيرةٌ فاتنة تخرج من قاع و تدخل آخر تَلف بها الدُنيا تقع بغرام تاجر أسلحة برَقبته ثأر مُخيف
36.7K 1.4K 16
نوفيلا صغيره بحلقات خاصه لابطال عشق الرجال
316K 7.9K 54
حياة اعيشها يسودها البرود النظرات تحاوطني اوجهها ب صمود نظرات مترفة.... اعيظ هائمة ، عاشقة ، مستغلة ، عازفة! الناقلة: مريم حادر🤍🖤