أُحبك مُنذ الصِغر...بقلم : فا...

De FatmaMohamed183166

5.3K 151 2

وسألتُ يومًا عن الحب..قيل لى أنه الأمان..وسألتُ يومًا عن الحب من طرف واحد..قيل لى أنه العذاب بعينه..وسألتُ يو... Mais

Part 1
Part 2
Part 3
Part 4
Part 5
Part 6
Part 7
Part 8
Part 9
Part 10
Part 11
Part 12
Part 13
Part 14
Part 15
Part 16
تعريف الشخصيات
Part 17
ملحوظة❤
Part 18
Part 19
Part 20
ملحوظة❤
Part 21
Part 22
Part 23
ملحوظة❤
ملحوظة❤
Part 25
Part 26
Part 27
Part 28
ملحوظة💙
إعتذار👀
Part 29
إعتذار😫😥
Part 30..The End..
المستفاد والعبرة من الرواية👀💙😁
رواية جديدة😁
Follow me❤

Part 24

114 6 0
De FatmaMohamed183166


(قد يضعنا القدر فى مواقف مؤلمة..قد يجعلنا نختار بين شيئين نحبهم وبشدة..ولكن فى النهاية يجب أن نختار شئ واحد فقط..مهما كان الألم وقتها)

كان مراد مصدومًا وقلقًا..فكل المشكلات أصبحت فوق رأسه الآن..كان صامتًا فماذا سيفعل؟؟

كريم بقلق بعد أن لاحظ صمته: م..مراد انت معايا؟؟

مراد بقلق ولهفة على حب عمره: أه أه معاك..هى فى قسم ايه؟؟ وليه أصلًا؟؟

كريم وهو يرتدى ملابسه ويضع هاتفه بين اذنه وكتفه: فى قسم*** وليه بقا فهى متهمة فى قضية مخدرات..امى اتصلت بية بتقولى الحق البوليس جه خد اختك..وعشان انت ظابط وكدة هتعرف تطلعها..(قال بقلق) صح؟؟ اختى مش هتتسجن يا مراد صح؟؟ هى فعلًا مظلومة؟؟ ولا..

 قاطعه مراد وهو يركب سيارته وينطلق نحو القسم بقلق على حبيبته:  عيب عليك لما تشك فى اختك..دى تربيتك يا كريم ومتخافش مهما حصل مش هرجع غير وهى فى إيدى..أنا رايح دلوقتى..انت فين؟؟

كريم وهو يخرج من غرفته: أنا لسة هنزل..انت كدة هتوصل قبلى غالبًا..طمنى بالله عليك..

مراد بقلق عليها لكنه أخفاه: حاضر متقلقش سلام بقا..

أغلقوا الخط بينما تململت كارما بنعاس ونظرت بدهشة للذى سيخرج الآن..

كارما بذهول ونوم: كريم انت رايح فين دلوقتى؟؟

كريم وهو يقبل رأسها: نامى يا حبيبتى وانا ان شاء الله مش هتأخر.. نامى..سلام دلوقتى عشان عندى مشوار مهم..

خرج وتركها فى ذهولها وركب سيارته وانطلق للقسم..بينما هى لم تستطيع النوم مجددًا قلقًا على زوجها..فلماذا كان ملهوفًا هكذا؟؟ هل تزوج عليها؟؟ وطلبته زوجته الآن؟؟ ربما تكون زوجته حامل ولهذا كان فرحًا ومتلهفًا..فهى لم تأتى بهذا الطفل له..ولكن ما ذنبها؟؟ الله لم يشأ بعد..بكت بصمت..لكنها تذكرت معاملته لها..كان يعاملها بحب وحنان..فكيف له أن يخون؟؟

كارما بغضب من نفسها: بس يا بت..هو لو كان بيخونك كان معاملته ليكى هتفضل زى ما هى؟؟ ده بيفرشلك الأرض ورد..بقالك سنتيو متجوزاه وكل يوم بيخليه ليكى كأنك عروسة جديدة..استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم..اعوذ بالله من الشيطان الرجيم..كنت هشك فى جوزى وحبيبى..اكيد وراه مشوار مهم..هقوم أصلى وادعيله وأدعلنا كلنا..

بالفعل ذهبت وتوضأت وصلت وظلت تقرأ فى القرآن الكريم..وهى تدعو لها ولزوجها الحبيب وأن يرزقهم الله تعالى الذرية الصالحة..تريد أن تسعد وتُسعد زوجها..فهى لن تحتمل أن يتزوج بآخرى لتأتى له بطفل..كما تريد والدته بسمة..وعلى الناحية الآخرى كان قد وصل مراد للقسم والذى كان قريبًا من تلك المشفى..حمد الله كثيرًا على هذا فالتأخير ليس فى صالح حبيبته..دخل وظل يسأل أين تلك الفتاة التى أتت منذ قليل..وفى هذا الوقت..

الضابط بغضب وهو يضرب الطاولة: بقلك ايه انجزى وقولى المخدرات دى بتعمل ايه عندك؟؟ وجيباها منين؟؟ دلينا على الراس الكبيرة بدل ما تتحبسى هنا..

سارة ببكاء: والله مظلومة والله ما عملت حاجة ومش عارفة المخدرات دى كانت فى شنطتى ازاى؟؟؟

كاد أن يرد عليها بغضب لكنه دخل الشاويش وهو يؤدى التحية العسكرية وقال: فيه حد برا بيقول انه عاوز حضرتك وانه جاى من طرف الانسة دى..

الضابط بتعجب وغضب: دخله..

دخل مراد بهيبته..وفور أن رأته سارة وقفت وذهبت نحوه وهى تبكى..

سارة ببكاء وهى تضم يدها إلى صدرها: مراد الحقنى..والله ما عملت حاجة..

مراد بفرح لأنها نطقت اسمه و بألم لأنها تبكى: متخافيش هخرجك..(اتجه للضابط وصافحه وهو يقول بجدية وفخر) معاك المقدم مراد الجاحى..قريب الانسة دى..

الضابط وهو يؤدى التحية العسكرية بإحترام لهذا الشاب الذى يعرفه الجميع فقد كان يتولى أصعب المهام فى محافظات مصر كلها: تشرفنا يا فندم..اتفضل استريح..تشرب ايه؟؟

مراد بغموض: قهوة سادة وكيسين سكر برا..

الضابط وهو يرفع السماعة ويطلب ما طلبه مراد: تحت أمرك يا مراد باشا..

جلس مراد وأمر سارة أن تجلس أمامه..وما هى إلا لحظات حتى أتت قهوته..فقال بهدوء وجدية عكس ألمه من رؤيتها هكذا..

مراد بجدية: ممكن بقا تفهمنى هى متهمة فى قضية إيه؟؟

الضابط بهدوء وهو يرفع لفافة صغيرة من على مكتبه: مخدرات..لقينا دى فى شنطتها..

سارة ببكاء: والله ما اعرف جت ازاى فى الشنطة..مراد انت مصدقنى صح؟؟

مراد بغموض وهو يتجاهلها: طب لو سمحت ممكن تسيبنى معاها عشر دقايق..

الضابط بتأكيد وهو ينهض: طبعًا طبعًا يا باشا..عن اذنك..

خرج الضابط وأغلق الباب عليهم..كانت تبكى لأنها ظنت أن مراد يُكذبها..

سارة ببكاء: مراد انت مردتش ليه؟؟ هو..هو انت مصدق انى فع...

قاطعها مراد بحنان وحب لم تلاحظه هى: هشش..أنا مصدقك ومش انتى اللى تعملى كدة..متخافيش..وممكن بقا تسيبينى أعمل مهمتى..واشرحيلى ايه اللى حصل..

كانت سارة مذهولة لما يفعله..فهو قد فتح أكياس السكر وابتسم برضا حيث أن السكر كان مطحون..ويشبه المخدرات..أخذ تلك اللفافة وفتحها ووضع ما بها فى كوب القهوة تحت شهقتها..ثم وضع السكر فى اللفافة ولفها كما كانت ووضعها بنفس الإتجاه وفى نفس المكان التى كانت فيه..
فهكذا علمته مهنته..

سارة بذهول: ا..انت عملت ايه؟؟ انت كدة هتشرب المخد...

قاطعها مراد بإبتسامة: هششش..افضحينا بقا..افضحينا..مش عاوزة تخرجى من هنا؟؟(أومأت له بهدوء) خلاص هخرجك..ممكن تحكيلى ايه اللى حصل بقا؟؟

سارة وهى تحكى له ما حدث: كنا نايمين انا وماما وفجأة صوت قوى على الباب..ماما فتحت واتفجأت بظباط كتيرة وحد بيسأل عنى..وان فى بلاغ جالهم ان فيه مخدرات هنا..فتشوا المكان وطلعوا اوضتى والشنطة بتاعتى كانت على الكومودينو كانت فيها الزفتة دى..خدونى بس ماما اترجيت كبيرهم انى اغير لبس البيت..

مراد بغيرة وغضب من أن أحد رآها بملابس المنزل: وحضرتك كنتى لابسة ايه بقا..احمر واسود وكدة..

سارة بخجل شديد وتعجب من غضبه المفاجئ: بسسس..انت قليل الأدب..دى كانت بيجامة بكم..

ابتسم مراد برضا ثم قال بجدية: الشنطة دى اللى رحتى بيها اخر مرة الجامعة صح؟؟

سارة بتعجب: أه بس عرفت منين..؟؟

مراد بإبتسامة: منطقى..أصلها الشنطة اللى  كانت قريبة من مكانك مش فى الدولاب مثلًا..مع ان عندك شنط كتير بس دى كانت الأقرب وبالتالى هتكون اللى انتى روحتى بيها اخر مرة..عشان هتبقى لسة حاطة كتبك وحاجتك وكدة..(ثم قال بجدية) المهم..انتى سيبتى شنطتك فى مكان؟؟

سارة بتعجب واعجاب بذكائه: لا..لالا استنى..سيبتها وأنا فى مطعم مع أصحابى ورحت الحمام..

مراد بغيرة شديدة: وصحابك دول فيهم ولاد؟؟

سارة بذهول: أه..واحد كدة بس مش بطيقه..

مراد بهمس: الحمد لله انك مش بطيقيه والا كنت قتلتك وقتلته..

سارة بتعجب لهمهماته: انت بتقول حاجة..؟؟

مراد وهو يعود لطبيعته: لا أبدًا..(ثم قال بهمس سمعته هى)ويا ريت متتكلميش خالص عشان العشر دقايق خلصوا..وتسيبينى أكمل الخطة..(أمسك كوب القهوة ورماه بقوة على الأرض فتهشم..ودخل على صوته الضابط)

الضابط بقلق: فيه ايه يا باشا..حضرتك كويس؟؟

مراد بإبتسامة خفيفة: أنا تمام بس آسف بقا الفنجان اتزحلق من ايدى و السجادة باظت..

الضابط بإبتسامة: ولا يهمك يا باشا المهم انها مجتش على حضرتك عشان كانت لسة مولعة..وبعدين بيقولوا دلق القهوة خير

مراد بضحكة خفيفة: شكرًا..وأسف مرة تانية..(قال بخبث وجدية) ممكن حضرتك تورينى المخدرات دى..أتأكد بس..

الضابط وهو يعطيه اللفافة بحسن نية: اتفضل يا باشا طبعًا..

فتحها مراد بخبث وتذوق جزء منها ثم ابتسم وناولها للضابط: واضح ان مفيش داعى لوجود الآنسة..ده سكر بودرة..

الضابط وهو يأخذ اللفافة بذهول وصدمة وتذوق منها فوجدها سكر: ل..لا..ازاى..؟؟ أنا متأكد..

مراد بخبرة: اتعلم منى..المخدرات بتداق عشان السكر البودرة شبها..طبعًا جزء بسيط جدًا يعنى متسفهاش..لازم تتأكد قبل ما تقبض على حد..فاهم..؟؟

الضابط بخجل من نفسه: أنا آسف والله يا فندم..بنتعلم من حضرتك..آسف جدًا  يا آنسة..

مراد وهو يربت على كتفه بإبتسامة: ولا يهمك..الحمد لله ان الحق ظهر..

الضابط بقلق: ه..هو يعنى حضرتك هترفد..

مراد يقاطعه بإبتسامة: لا متخافش..أنا نبهتك بس..وبعدين أنا بعشق شغلى وكلنا كدة..فازاى هحرم حد من مهنته؟؟ أنا مش قطاع أرزاق متخافش..

الضابط بإبتسامة وإمتنان: شكرًا يا مراد باشا..ربنا يباركلك..ويرزقك..

شكره مراد لدعوته هذه وإستأذن وخرج ومعه سارة التى كانت معجبة بتصرفه..حيث أنها ظنت أن سيرفد هذا المسكين لأنه يمتلك سلطة كبيرة بين الضباط..لكنه لم يفعل وقدّم له نصيحة أيضًا..وفور أن خرجوا وصاروا أمام سيارته..ضحكت بجنون فنظر لها بإعجاب وحب فهى تخطف قلبه فى كل حالاتها..

مراد بإبتسامة: بتضحكى على ايه؟؟

سارة بإبتسامة وضحك: مكنتش أعرف انك ذكى كدة..الضابط يعينى كان مصدوم..(ثم انفجرت ضاحكة)

مراد بمرح وإبتسامة وهو يعدل ياقة قميصه: نحن نختلف عن الآخرين..

ضحكت مجددًا لمرحه هذا..بينما هو نظر لها بحب وعشق ويقول بداخله (ليتكِ تعلمين كم أحبك!!! ليتكِ تدركين عشقى لكى!!!ليتنا نعود صغارًا حيث كنتِ تحتمين بى)....وصل كريم أخيرًا..ونزل من سيارته وفور أن رأى سارة ومراد أمام سيارة مراد وكانت سارة تضحك اتجه لها بغضب..فكيف تضحك وهى كانت على وشك الدخول للسجن..وجعلتهم فى موقف لا يحسدون عليه بسبب قلقهم عليها..وهى الآن بكل بساطة تضحك وكأن شيئًا لم يكن..وصل لهم وكانت سارة تعطيه ظهرها فنظر مراد له وابتسم يطمئنه..لكن تفاجئ بكريم يمسك ذراع سارة ويدرها لها..كادت أن تتحدث..لكنه

كريم وهو يصفعها بغضب: وقفالى تضحكى وانتى كنتى هتتسجنى وفى القسم اللى عمرنا ما دخلناه..وقفالى تضحكى وانتى قلقانا كلنا يا هانم..

مراد بغضب لم يشهده كريم أمسك بسارة التى تنتحب وجعلها خلف ظهره: انت اتجننت يا كريم..اياك ايدك تتمد عليها تانى..

كريم بغضب لا يعرف عواقبه: وانت مالك اختى وبربيها..ملكش فيه..وبلاش تعمل الحامى بتاعها وهى مش حاسة بيك أصلًا..

نظر له مراد بصدمة..هل يعلم أنه يحب شقيقته؟؟ حسنًا حتى وإن كان يعلم..لم يكن عليه قول هذا وهى بينهم..نظر لها وجدها تبكى..
هى كانت تبكى ولم تسمع كلامهم..حيث أن هذه المرة الأولى فى حياتها يقوم أخوها بضربها..حمد مراد ربه عندما رآها لا تهتم..وبهذا هى لم تسمعهم أصلًا..تنهد بألم..

مراد بإبتسامة ألم: عندك حق..عن إذنك عشان عندى مشوار..

كريم بندم فهو لا يعلم كيف تفوه بهذا: مراد أنا آسف..والله ما كان قصدى..غضبى عمانى..سامحنى..

مراد وهو يتجه لباب سيارته: تمام يا كريم تمام..سلام..

لم يعطيه فرصة للرد وإنطلق للمشفى التى تحتجز منتصر من جديد..تنهد كريم بألم وندم وركب هو وسارة سيارته وانطلق عائدًا للمنزل..والصمت كان موقفهم..فقط هى إكتفت بالبكاء الصامت..وعلى الناحية الآخرى فى المشفى..استعاد منتصر وعيه منذ نصف ساعة تقريبًا..كان يود وبشدة رؤية مراد..لكن للأسف قال له الطبيب أن لا أحد ينتظره بالخارج..والذى أتى به إلى هنا ليس موجودًا..بكى بشدة فهو قد خسر أعز أصدقائه..وأعطى لمراد عذر فى كرهه له..فهو نفسه قد كره نفسه..وصل مراد إلى المشفى وأثناء سيره وجد الطبيب الخاص بمنتصر فهرول إليه..

مراد بخوف ولهفة: طمنى يا دكتور حالته ايه دلوقتى؟؟

الطبيب بذهول: هو انت تقربله؟؟

مراد بلهفة: أه..ده أخويا وصاحبى..

الطبيب بشك: أمال مشيت ليه؟؟

مراد بألم وتنهيدة: كان عندى مشوار مهم..حد من علتى كان فى القسم بس الحمد لله..خرج..

الطبيب بشفقة: لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم..ربنا معاك يا ابنى..هتلاحق على مين ولا مين..أسف بس اللى جوة ده مدمن..فيه كمية مخدرات فى دمه لما عملنا تحليل عشان نعرف هو اغمى عليه ليه..عشان ماكنش فيه ضرر عضوى..

مراد يتنهد بألم: طب حضرتك يعنى الحالة متأخرة ولا ايه؟؟ ولو حضرتك تعرف دكتور لحالته دلنى الله يباركلك..

الطبيب بشفقة: لا متخافش حالته مش متأخرة..وأه لية صديق..دكتور لحالته دى..ومتخافش شاطر جدًا..خد رقمه أهو*** وأنا هوصيه عليه متخافش..

مراد بإبتسامة خفيفة وإمتنان: أنا مش عارف أشكر حضرتك ازاى..

الطبيب بإبتسامة: على ايه دا انتو قد ولادى..ربنا ينجيه يا ابنى ويبعد الشباب كلهم عن الأرف ده..

مراد بصدق: آمين يا رب..(قال بقلق) بس لو سمحت يعنى يا ريت الصحافة متشمش خبر..ووصى الدكتور صاحب حضرتك ان يعنى يحرص من الناس..

الطبيب بتعجب: حاضر يا ابنى..بس تسمحلى اسألك ليه؟؟

مراد بتنهيدة: عشان اللى جوة ده اسمه منتصر الألفى..رجل الأعمال المشهور..

الطبيب بتعجب وصدمة: يا الله...عشان كدة بقول انى شفته قبل كدة..لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم..هم رجال الأعمال دايمًا كدة..

مراد بإبتسامة خفيفة: لا مش كلهم..ده غير إن منتصر مبقاش مدمن بمزاجه..قالى غصب عنه..حد كان بيحطلوا مخدرات فى أكله وشربه لغايت أما بقا مدمن..

الطبيب بتعجب: لا حول ولا قوة الا بالله..هو فيه ناس كدة؟؟ (أومأ مراد بحزن) طب اسمحلى اسألك..انت مش رجل أعمال صح..أصلى مش شفتك معاهم..كان باين هم أربعة..بشمهندس وليد وفهد وتقريبًا كريم ومنتصر ده..صح كدة؟؟

مراد بإبتسامة خفيفة: أه صح..أنا بقا صاحبهم بس مختلف عن مهنتهم..أنا ظابط..مقدم بمعنى أصح..

الطبيب بصدمة: ومش هتبلغ عن اللى جوة ده..ازاى..أو حتى خد موقف..

مراد وهو يربت على كتفه بإبتسامة: ده صاحبى وعشرة عمرى..أكيد هاخد موقف بس هساعده يقوم أقوى من الأول..مش معنى انى ظابط انى أمنع حد انه يرجع يعيش من جديد..ما بالك بقا لو كان أعز أصحابى..

الطبيب بإبتسامة: ربنا يعينك يا ابنى..بجد اعجبت بوجهة نظرك..بص خشله الأوضة..هو صاحى..كان باين عليه الهم والحزن لما قلتله ان مفيش حد مستنيه برا..

مراد بإبتسامة خفيفة وإمتنان: حاضر..شكرًا لحضرتك جدًا..

إستأذن الطبيب منه فشكره مراد مجددًا..وتوجه ناحية غرفة منتصر..دخل بعد أن طرق الباب ولم يجد رد..وجد منتصر يبكى بدون صوت وكان شاردًا..كان يجلس وهو يضم ركبيته بذراعيه..دخل مراد وأغلق الباب وذهب ليجلس على مقعد بجانب السرير وكل هذا ولم ينتبه منتصر له..

مراد بمرح ليخفف عنه: إيه يا وحش..هنفضل نعيط كدة كتير...

منتصر بصدمة: م..مراد..انت هنا ولا أنا بهلوس؟؟

مراد بضحك وهو يربت على كتفه: لا لسة موصلناش للهلاوس الحمد لله..

منتصر وهو يحتضنه بقوة وبكاء: كنت فاكرك مشيت..كنت فاكرك كرهتنى..كنت فاكرك مش هتخلينى صاحبك تانى..

مراد وهو يربت عليه بإبتسامة وألم: وأنا أقدر أتخلى عنك؟؟ عيب عليك ده احنا صحاب الروح بالروح..والفينو والبيبسى والشيبسى والكبدة والشاورما تشهد علينا(ضحك منتصر ضحكة خفيفة) أيوة كدة اضحك..(ثم أبعده عنه بمرح وضحك) وابعد عنى بقا بدل ما حد يخش ويفهمونا غلط..أنا ظابط هيجبولى بوليس الآداب يخربيتك...

انفجر منتصر ضاحكًا..وتبعه مراد..

مراد بجدية: مش عاوز أضغط عليك..بس يا ريت تقولى كل حااااجة..كل حاجة يا منتصر..من أول ما الزفتة زهرة سابتك..عشان انت دايمًا كنت بتخبى..قلت يمكن بتلملم شتات نفسك..متوقعتش انك بدمرها...

تنهد منتصر بألم وحكى له كل شئ..كل شئ بمعنى الكلمة..سهراته فى النايت كلاب..
لهفة النساء عليه عندما علموا أنه رجل الأعمال الغنى..وهو لم يكن يرفض دعوتهن..وأخيرًا تلك السموم التى كان أحد يضعها له..واكتشف بعد اسبوع أنه أصبح مدمنًا..فسأل من أين يشترى تلك السموم التى صار غير قادر على العيش بدونها..فدلوه على ابن عم مروة..وهو كرم..وحكى له عن مروة وكيف كانوا يعشقون بعضهم فى الصغر..حكى له كل شئ..

منتصر ببكاء: ده كل اللى حصل..مكنتش عاوز أقول لحد..كنتم هتستحقرونى..مع انى دلوقتى بستحقر نفسى..تفتكر ربنا هيسامحنى؟؟ تفتكر ان اللى أنا فيه ده عقاب لية عشان كنت بعصيه..وبعد أما لقيت مروة مضطر أبعد عشان مأذيهاش..وهى أصلًا كانت مرعوبة منى..

مراد وهو يربت على كتفه بإبتسامة: ده ابتلاء يا منتصر..لو كان عقاب كنت لقدر الله رحت لربنا وانت بتعصيه..دى قرصة ودن بس عشان ترجع عن طريقك وتبتدى من جديد..ومتخافش ربنا غفور رحيم أوى..إنوى انت التوبة وشوف عطايا ربنا عليك..ومش عاوزك تتغير عشان حد..اتغير عشان نفسك..اتغير عشان تبتدى حياة جديدة نظيفة مبنية على طاعة ربنا..كلنا بنغلط..بس الأهم منتماداش فى الغلط..وندوس فرامل لوساوس الشيطان..استعين بالله يا منتصر وقول يا رب..ومتخافش محدش فيهم هيعرف اى حاجة..وأنا جنبك ومش هسيبك غير لما ترجع منتصر بتاع زمان..ومروة دى باين انها بتحبك جدًا..صحيح مجاتش معاك وأنا عاذرها هتلاقيها كانت قلقانة وخايفة..بس انها تقولك انها استنيتك 13 سنة مجتش على كام شهر..يبقى البنت دى شارياك يا صاحبى..وهتبقى دافع قوى اوى انك ترجع منتصر بتاع زمان..والدكتور اللى هنا ربنا يباركلوا ادالى رقم صديق ليه..هنروح وتتعالج..وأنا معاك خطوة بخطوة..مش عاوزك تقلق يا منتصر..دى مش نهاية العالم..بالعكس دى البداية..بداية حياة بجد..

منتصر وهو يحتضنه بقوة وبكاء: أنا مش عارف أقلك ايه..شكرًا بجد..

مراد وهو يبعده ويضربه على رأسه بمزاح: أهو رجعنا للكلام الماسخ ده..شكر إيه يا واد..مش قلتلك الشاورما شاهدة علينا..لازم إنزلك بالمنيو يعنى..وبعدين ابعد بقا والله انت مش هتسكت غير لما نتحبس..(قال بصوت امرأة عجوزة) يعينى عليك يا مراد..من مقدم محترم لواحد مقبوض عليه بتهمة استغفر الله العظيم يا رب..

قهقه منتصر حتى أدمعت عيناه..وابتسم مراد لرؤيته يضحك..ولنتركهم يتحدثون ويُهاتف مراد الطبيب المعالج ويتفق معه..ونذهب لكريم الذى وصل لمنزل والدته لكى يترك سارة..

كريم وهو يفتح الباب بالمفتاح: اتفضلى خشى..

دخلت سارة وهى ما زالت تبكى ولكن بهدوء..وفور أن رأتها والدتها..فهى كانت بإنتظارهم حيث طمأنها كريم وقال لها أنهم يوشكون على الوصول..وأن سارة بخير..

بسمة والدتها بقلق: يا قلبى يا بنتى مالك حد عملك حاجة..وخدك أحمر ليه كدة؟؟

دخلت سارة فى حضنها وبكت..فتنهد كريم بألم فهو لأول مرة يضربها..

كريم بحزن: أنا ..ضربتها..

بسمة بذهول وقلق وغضب: اييييه..ليه ده انت عمرك ما عملتها؟؟

كريم بغضب بعد أن تذكر: إسألى الهانم..هنموت من الخوف عليها وهى ولا هنا..واقفة بتضحك بعلو حسها..ولا كأنها كانت هتخش السجن لولا ستر ربنا ومساعدة مراد..

بسمة بتعجب: مراد ده صاحبك الظابط صح؟؟ (أومأ لها) طب ليه قلقتوا..بس لا باين واد جدع..وشهم ومش بيسيب الناس فى محنة أبدًا..(نظرت لسارة ببعض اللوم) وانتى يا سارة..ينفع كدة يا بنتى؟؟ ايه اللى حصل خلاكى تضحكى كدة..احنا فعلًا كنا هنموت من الخوف عليكى وصاحين وش الفجر مخضوضين..وانتى تضحكى كدة بكل سهولة..؟؟

سارة وهى تخرج من حضنها وتقول ببكاء: عشان اللى حصل ضحكنى..كان غصب عنى..وعارفة ان حضرتكم قلقانين..أنا بذات نفسى كنت هموت من الخوف..

كريم بإبتسامة وسخرية: وايه اللى حصل يا اختى يخليكى تسخسخى كدة؟؟

حكت لهم سارة كل شئ فعله مراد وكيف أخرجها بسهولة..وأن هذا الضابط المسكين كان خجلًا جدًا مما فعله..قهقه كريم هو وبسمة..

كريم بضحك: يا ابن الايه يا مراد...لا ذكى ذكى يعنى..

سارة بحزن وتذمر: أديك أهو بتضحك..أنا كمان كنت كدة..الموقف يضحك مش أكتر..

كريم وهو يقبلها من خدها الذى ضربه عليها وقال بندم: اسف يا قلبى..

سارة ببكاء وهى ترتمى بين ذراعيه: كنت أول مرة تضربنى...خفت منك أوى..إوعدنى مش تعمل كدة تانى..

كريم وهو يقبل رأسها بحنان: أوعدك..خلاص يا ستى..هجبلك شوكولاتة من اللى بتحبيها..

سارة بطفولية وهى تقبله فى خده وقد نست ما حدث: هيييييه..أحلى أخ فى الدنيا..

كريم بضحك: هههه مصلحجية حقيرة وهمك على بطنك..

سارة وهى تخرج لسانها بطفولية وتتجه لغرفتها : اه وان كان عاجبك..وعن اذنكم بقا هرتاح..تصبحوا على خير..

كريم وبسمة بإبتسامة: وانتى من أهله..

جلس كريم مع والدته قليلًا..وللأسف بعد عدة محادثات..فتحت موضوع زواجه من إمرأة آخرى لينجب منها..

كريم وهو يقف بغضب: يا ماما هو حضرتك لازم تفتحى أم الموضوع ده كل شوية..أنا مش هتجوز غير كارما..ولو هجيب عيال يبقى مش من غيرها

بسمة بغضب وتحاول إقناعه: هو كل شوية كارما كارما كارما..هى عملالك ايه؟؟
انت ممكن تحب تانى عادى يعنى..والشرع محللك أربعة..(قالت بلهفة وحزن) يا ابنى أنا عاوزة ابقى جدة..عاوزة أشوف عيالك قبل ما أموت..

كريم بلهفة وهو يضمها: بعد الشر عليكى يا امى..ربنا يديكى الصحة وطولة العمر..بس والله ما هقدر..أنا بعشق كارما..وهى كمان..إستحالة أتجوز غيرها أو حتى أحب غيرها..قلبى ليها هى وبس..وإستحالة أجرحها كدة يا امى..ازاى هتتقبل واحدة تانية تبقى مكانها؟؟ حضرتك ست وهتفهمى شعورها..ازاى هتقبل واحدة تشاركنى فيها؟؟ كارما حساسة اوى يا امى اووووى فوق ما تتخيلى..ومن أقل حاجة بتعيط..وأنا راضى والله بحياتنا..عارف انك نفسك فى أحفاد..ومقدر موقفك والله..بس بجد مش هعرف..هظلم اللى هتجوزها وهتبقى بالنسبالى زوجة عشان تجيب عيل بس..مش هحبها..عشان كارما خدت حبى كله..إدعيلنا يا امى..إدعيلنا..

بسمة وهى تخرج من حضنه: ربنا يصبرك يا ابنى ويرزقك بالذرية الصالحة..

كريم بصدق وهو يقبل رأسها: يا رب يا امى..يا رب..عاوزة حاجة منى طب عشان إتأخرت على كارما..(هزت رأسها نافية..فقبلها من رأسها ويدها وقال بإبتسامة) طب سلام يا ست الكل..

خرج وركب سيارته وتوجه ناحية فيلته..بينما تنهدت والدته بحزن..هى لا تكره كارما..لكن تريد فقط رؤية أحفادها..تنهدت ثم ذهبت لغرفة سارة وإطمأنت عليها..فقد كانت سارة فى عالم الأحلام..ابتسمت وذهبت لتنام..فقد كان اليوم عصيبًا للجميع..وصل كريم لفيلته بعد نصف ساعة تقريبًا..ركن سيارته فى الجراج..وفتح الباب ودخل..كان يظنها نائمة فى الأعلى..لكن تفاجئ بها جالسة على سجادة الصلاة وهى ترتدى الإسدال..ويبدو أنها غفت..ذهب وحملها وصعد بها للأعلى..وضعها على السرير فاستيقظت..

كريم بإبتسامة ودون وعى: خليكى زى العيال الصغيرة كدة..نيجى نحطها فى السرير تفوق بعد أما كانت فى سابع نومة..

انتبه لما تفوه به فور أن رآها تنهض بحزن وتخلع عنها حجابها..اتجه لها وإحتضنها من الخلف

كريم بندم وحزن: أنا آسف والله قلت كدة تلقائى..(قال بمرح ليخفف عنها) بس ده ميمنعش انك بنتى على فكرة..

كارما وهى تنفجر فى البكاء وتستدير له لتدخل بين ذراعيه: اتجوز يا كريم..اتجوز وحقق حلمك وحلم طنط بسمة..اتجوز وهات العيل اللتى تعتمد عليه..ويشيلك فى الدنيا لما تتعب..سيبك منى أنا أرض بو..

قاطعها وهو يشدد من إحتضانها: هششش إوعى تنطقيها..وبعدين ده قضاء ربنا وأنا مش معترض والله..وبعدين لو مش منك يبقى استحالة يبقى من غيرك..ابنى أو بنتى منك انتى يا كارما..غير كدة والله مش عاوز..

كارما وهى تخرج من حضنه ببكاء: متكدبش على نفسك..انت كل ما تشوف طفل فى الشارع عينك تتعلق بيه بلهفة وحب..انت من حقك تبقى أب..(قالت بإنهيار)أنا آسفة..أنا مش قادرة أحققلك ده..طلقنى يا كريم وريح نفسك وريح مامتك..طلقنى..

كريم بغضب وهو يمسك ذراعها بقوة: قسمًا بالله لو نطقتى الكلمة دى تانى لهتشوفى وش عمرك ما شفتيه(تركها وهو يقول بصوت عالى أفزعها) قد كدة الكلمة دى سهلة عليكى..قدرتى تقوليها؟؟ قدرتى بعد كل ده تقوليها؟؟ أنا بجد مصدوم..

كارما بخوف منه وبكاء: أ..أنا عاوزاك تبقى مبسوط..وم..ومامتك كما...آآآآه

كريم بغضب وهو يمسك ذراعها بقوة ليجعله خلف ظهرها: أمى ملكيش دعوة بيها..احنا اللى عايشين مع بعض..وأنا مبسوط وبحاول أخفف عنك..بقلك إصبرى..بقلك أنا شاريكى يا بنت الناس وبحبك..وانتى مصممة انك تنكدى علينا وخلاص..بس كفاية بقا أنا تعبت(قال بصوت عالى وهو يبتعد) تعععععععبت..

أغلق باب غرفتهما بقوة ونزل للأسفل ليجلس على الأريكة..يفكر..هل يجب أن يتزوج حقًا؟؟ لا فهو يعشق كارما..ولكنها لا تصدق هذا تقريبًا..بينما فى الأعلى إنفجرت فى بكاء مرير..فلا أحد يشعر بها..هى تعشقه ولهذا تريد سعادته..يعلم الله ما بها من ألم عندما تأتى سيرة زواجه من آخرى..فكم هو صعب أن تتقبل آخرى فى حياته..كم هو صعب أن تشاركها آخرى فى سريرها ومع زوجها..كم هو صعب عندما يأتى له أطفال ربما يهملها..سترى فى عينيه لهفة لهم..وستبكى لأنها ليست سبب تلك اللهفة..وماذا إذا كانت الآخرى حقودة؟؟ بالتأكيد ستكون الحياة صعبة..أفكارها لا تهدأ..وهى تبكى بإنتحاب..بينما هو فى الأسفل لا يزال يفكر ماذا سيفعل؟؟..مضت ربع ساعة وقررت هى أن تنزل له لتعتذر..فهم إعتادوا ألا يناموا وبينهم مشكلة..تفاجئ بها تنزل ووجهها شديد الإحمرار ودموعها لا تتوقف وكأنها شلال..اتجهت له وتصنع هو الغضب..نعم تصنع فبعد أن رآها هكذا رق قلبه كالعادة..فهو يعلم أنها تعشقه..

كارما وهى تمسك يده وتجلس على ركبتيها أمامه: أ..أنا آسفة..آسفة والله مش قصدى..أ..

إحتضنها بقوة وقاطع كلامها..فإنفجرت بالبكاء..ظل يربت على ظهرها بحب وحنان ثم حملها وصعد بها للأعلى..وضعها على السرير ونام بجانبها..كادت أن تتحدث لكنه قاطعها..

كريم وهو يضمها له: نامى يا كارما..نامى يا حبيبتى..

بالفعل بعد بضعة دقائق نامت بين ذراعيه..بينما هو تنهد بألم ودعى الله تعالى بأن يرزقهم الصبر والذرية الصالحة..ضمها أكثر
ونام بهدوء وسلام..وفى صباح يوم جديد..وبعد تلك الليلة الشاقة..نجد فهد قد إستيقظ..نظر للأعلى بحزن..يريد الإطمئنان عليها لكنه خائف من ردة فعلها..ذهب وأحضر الإفطار وصعد لها..فهذه ستكون حجة جيدة ليراها حيث أنها لم تأكل منذ البارحة..وضع الطعام على صينية وصعد بتردد لأعلى..طرق الباب فلم تجيب..فدخل ووجدها نائمة على السرير بعشوائية..فقد كانت تنام بالعرض وفى منتصف السرير..كانت طفولية حتى فى نومها..تنهد بألم فور أن إقترب ولاحظ دموعها تلك كما لاحظ تلك الكدمات التى تسبب بها..وضع الصينية على الكومودينو وجلس على السرير وبهدوء وهو يربت عليها..

فهد بهدوء وهو يحاول إيقاظها: فاطمة..فاطمة قومى يلا..

تململت فاطمة وفور أن إستنشقت رائحة عطره فزعت ورجعت بجسدها إلى آخر السرير..

فاطمة برعب: ا..انت جاى ليه؟؟

فهد بألم وهو يرى خوفها منه: جايبلك أكل..انتى مكلتيش..

فاطمة ببكاء وغيرة وسخرية: ويا ترى جايبلى أنا ولا جايب لليلى؟؟

فهد وهو يأتى بالطعام بحزن: لا انتى يا فاطمة..افتحى بقك بقا يلا..

فاطمة بكذب فهى لا تحتاج شفقته تلك: مش جعانة..(وعلى الفور أصدرت بطنها صوت معلنة عن جوعها الشديد)

فهد بإبتسامة: احم..يظهر إن عصافير بطنك بتقول غير كدة..واتفضلى افتحى بقك بقا عشان أنا كمان كلاب بطنى مش قادرة..

كان ينتظرها أن تضحك كعادتها..كانت ستضحك بالفعل لكن تذكرت كل شئ..فنزلت دموعها بهدوء..وفتحت فمها فعلم أنها وافقت أن تأكل..لكن شعر بألم فى قلبه بسبب دموعها تلك..قام بإطعامها بهدوء وهو كان يأكل أيضًا..وفجأة سألته سؤال تمنى لو لم يجيب..

فاطمة بغيرة وقلق: لسة بتحبها؟؟

فهد يتصنع عدم الفهم ويقوم بإطعامها: هى مين؟؟

فاطمة بغضب وهى تدفع يده: انت عارف أقصد مين..(قالت بسخرية وألم) هههه اللى شوفتنى هى..

فهد بألم وتنهيدة: هتفرق معاكى الإجابة؟؟ أظن انك قلتى انك مستنيانى أطلقك..

فاطمة بألم حاد فها هو يتخلى عنها ببرود..قالت وهى تنظر  لأسفل بدموع: معاك حق..مش هتفرق..أنا أصلًا عارفة الإجابة..ها بقى هنسافر إمتة؟؟

فهد وهو يطعمها لكنها رفضت فتنهد وحمل الطعام: يعنى ممكن بعد إسبوع وشوية..عشان حضرتك معكيش باسبور..فعقبال ما أظبت الدنيا..ده هياخد اسبوع غالبٍا..

فاطمة بألم وهى تشد الغطاء: تمام..عن إذنك هنام..

فهد بألم لحالها: طب مش عاوزانى أعملك حاجة؟؟

فاطمة بسخرية ودموع وهى تغطى رأسها: كتر خيرك..

تنهد فهد بألم..وخرج من الغرفة وأغلق الباب..وفور أن سمعت صوت الباب وهو يُغلق إنفجرت باكية..كيف لها أن تترك حبيبها بعد أن أصبح حلمها حقيقى وتزوجته..ليته يعلم أنها هى حب طفولته..ليته يعلم أن ليلى من إختطفته منها..لكنه الآن يعشق ليلى..إنه يفتقدها..إنه يتخيلها هى..تريد أن تكرهه ولكن كيف؟؟ فحبه سجين فى قلبها..حُكم عليه بالمؤبد..فكيف تخرجه؟؟..كيف لسمكة وصقر أن يجتمعوا؟؟ فهو يكره الماء وهى لا تعيش إلا بها؟؟ ظلت تبكى حتى نامت بتعب..بينما هو فى الأسفل يتذكر حياته كلها..وكأنها فيلم سينيمائى يُعرض أمامه..ولنتركهم ونذهب لوليد الذى يجلس بحزن وصمت أمام غرفتها..وهى بالداخل تتحدث مع والدها كالعادة..فاجئته بقولها..

جميلة بإبتسامة: بابا هو اللى بتقول عليه حبيبى ده موجود هنا..؟؟

عبد السلام بتعجب: أه يا بنتى..قاعد برة...

جميلة بتعجب: وليه قاعد برة؟؟

عبد السلام بحزن عليه: عشان عاوز يطمن عليكى وفى نفس الوقت مش قادر يتقبل انك نسيتيه..انتى كنتى هتبقى مراته بعد اسبوع..انتى متخيلة؟؟

جميلة بتنهيدة: طب ممكن تندهولى..

خرج عبد السلام لينادى وليد ويقول له أن جميلة تريده..فذهب لها وليد بلهفة وإشتياق وحزن لأنها لا تتذكره..دخل وليد وقرر والدها أن يدعهم بمفردهم قليلًا..فانتظر خارج الغرفة..

وليد بلهفة وهو يجلس على مقعد قريب من السرير: انتى كويسة..حاسة بحاجة..افتكرتى حاجة؟؟

جميلة وهو تنفى كلامه فتنهد بألم..قالت له بتعجب: بابا بيقولى ان المفروض..احم..اننا كنا بنحب بعض وكدة..

وليد بحزن شديد: أه..بنحب بعض من وإحنا صغيرين أوى..من 15 سنة غالبًا..وكنا هنتجوز بعد إسبوع..

جميلة بذهول: طب انت المفروض تساعدنى انى الذاكرة ترجعلى..يعنى تودينى أماكن كنا بنروحا..كدة يعنى..لكن اللى شايفاه انك قاعد برة بتراقب وبس..وأنا كدة مش مهمة عندك..

وليد بألم وحزن لا يوصف وهو يشير لقلبه: ده تعبان أوى يا جميلة..أوى..فوق ما تتخيلى..ده اللى عشقك زمان وبيعشقك دلوقتى..صعب عليه يتقبل انك نسيتيه..(عيونه دمعت) صعب أوى..إسبوع واحد وكنا هنبقى مع بعض للأبد..بس فجأة رحتى منى..أنا مش قادر أشوفك وانتى مش فكرانى..مش قادر..آسف بجد..أنا جنبك وقت أما تحتاجى حاجة..بس صدقينى مش هقدر كل شوية أدخلك وأشوف نظرتك دى..نظرة انى واحد غريب كأنك أول مرة تشوفيه..عارف انى المفروض أفكرك..بس والله أنا بجد مش قادر..أنا هتجنن يا جميلة..أنا عايش فى عذاب..(تنهد بألم) على العموم هجبلك صحابك هنا..يمكن واحدة فيهم تفكرك بحاجة..
سارة اخت كريم وكارما مراته..وفاطمة دى انتى كنتى بتعشقيها دى مرات فهد..ومنتصر ومراد دول باقى صحابى..وآه فاطمة كفيفة(ابتسم بألم) عشان أفكرك يعنى..وكارما ربنا مرزقهاش بأطفال..فمتجبيش سيرة أى طفل خالص..عن إذنك بقا..

خرج بحزن شديد يكفى ليهدم جبل..خرج ولم يعطيها فرصة للرد..بينما هى نظرت له بشفقة..فمن الواضح أنه يعشقها لكنها لا تتذكره..بكت لحالته فقد كان شديد الحزن..دعت ربها أن يجعلها تستعيد ذاكرتها..وأن تتزوج هذا الذى يعشقها وبشدة..ذهب وليد خارج المشفى وتحدث لفهد..بينما دخل لها والدها من جديد واحتضنها بحزن بعد أن حكت له ما قاله وليد..

وليد يهاتف فهد بتعب: فهو لو سمحت هات فاطمة وتعالى مستشفى**

فهد برعب: ليه مالك انت كويس؟؟ ومال صوتك؟؟

وليد بتعب وحزن: جميلة فقدت الذاكرة بسبب حادثة عملناها بعد أما قفلت معاكوا..والدكتور قال لازم أصحابها ييجوا يمكن تفتكر..تعالى يا فهد وبلغ كريم وخليه يجيب كارما وسارة معاه..عشان أنا مش قادر أتكلم وأحكى لحد..سلام..

أغلق الخط بتعب دون أن يتلقى رد فهد..الذى كان مصدومًا..يا الله..ما الذى يحدث لهم؟؟ زوجته كفيفة والآن حبيبة صديقه لا تتذكره..يا الله..كم هو صعب أن ينساك مَن تُحب وكأنك لا أهمية له..صعد لفاطمة مجددًا..ليوقظها ويذهبوا لجميلة..يعلم أنها ستحزن كثيرًا..لكن جميلة بحاجة لها الآن..

فهد برقة وهو يربت على كتفهاوشفقة عليها فهى لم تنم كثيرًا: فاطمة..فاطمة قومى..

فاطمة بتعب وبكاء فهى استيقظت منذ قليل وبدأت بالبكاء لحالها: نعم..عاوز ايه..ويا ريت متلمسنيش..

فهد بألم وهو يبعد يده: متخافيش..وآسف..(تنهد بألم ودخل فى صلب الموضوع وقال لها ما قاله وليد)

فاطمة بإنهيار وهى تجلس بفزع: يعنى جميلة نسيتنى..نسيت كل حاجة..ليه دى هى الوحيدة اللى حبتها بجد وكانت زى اختى..ياااا رب..أنا تعبت..ليه كل اللى بحبهم بيسيبونى..؟؟

إحتضنها فهد قاومته فى البداية لكنها استسلمت له وإنهارت على كل شئ..

فهد وهو يخرجها من حضنه بعد أن هدأت قليلًا: فاطمة أنا عارف انه صعب..وصعب أوى كمان..بس هى محتجالك أكتر من أى وقت فات..هجبلك هدوم وننزل دلوقتى..تمام..

أومأت بصمت ودموع..فأخرج لها دريس باللون البنى وبه نقط بيضاء وحجاب باللون الأبيض..وشرح لها كيفية إرتدائه وأختار له بنطال باللون البنى وتيشيرت باللون الأبيض..ولا يعلم لما يحب أن يطقم معها..خرج وتركها على حريتها..وبعد دقائق نزلوا وركب سيارته واتصل بكريم وأخبره بما قاله وليد له..ولم تختلف ردة فعل كارما عن فاطمة..فجميلة كانت محبوبة من الجميع..وبعض دقائق كان كريم وكارما قد تجهزوا وركبوا سيارته وانطلق هو لبيت والدته ليحضر سارة معه..وصل وحكى لهم ما قاله فهد له..فبكت سارة وذهبت لترتدى ملابسها..

بسمة بحزن: يعينى عليكى يا حبيبتى..أجى معاكوا..

كريم بحزن ونفى لكلامها: لا يا أمى متتعبيش نفسك..

وأثناء إنتظاره لسارة وصلت له رسالة على هاتفه..صُعق بها..صعد إلى الطابق العلوى ودخل غرفته التى كانت بجانب غرفة سارة..واتصل بمراد..

كريم بقلق وخوف: مراد..انت لازم تتجوز سارة..

ولسوء الحظ كانت قد انتهت سارة من إرتداء ملابسها وعندما خرجت ومرت من أمام غرفة شقيقها سمعت جملته تلك...فدخلت له بصدمة وهى تقول له: اييييييه؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

الأحداث تتعقد وتصبح شيقة..ما الذى سيحدث لسارة؟؟ وهل ستوافق على مراد الذى يعشقها منذ الصغر وهى لا تعلم؟؟ وماذا سيحدث لجميلة؟؟ هل ستتذكر أحدًا منهم أم لا؟؟ وماذا عن فهد؟؟ هل سيُطلق فاطمة حقًا بعد أن شعر بالأمان معها؟؟ وماذا عن وليد الذى يتعذب حقًا؟؟ هل نسته جميلة للأبد؟؟ وما تلك الرسالة التى وصلت لكريم؟؟ سنعرف هذا فى الأحداث القادمة ان شاء الله...دمتم بخير🤗

                                                                              ❤يتبع❤








Continue lendo

Você também vai gostar

65.6K 3.2K 38
نبذه مختصره عن الروايه:- تحكي قصة كفاح فتاتين تواجهان مشاكل من المجتمع والأهل... الفتاه الاول تدعي..(فريدة) فتاه بسيطة تعمل ممرضة ومخطوبه عن قصه حب...
6.1K 226 16
فتاة اجبرتها الحياة أن تحيا حياة مثل سندريلا ولم يؤثر هذا في قلبها وبعد أن كبرت بدل أن تنتظر الأمير الذي سيأتي لانقاذها قررت أن تنقذ هي نفسها ليأتيها...
5.3K 217 11
ستك ون القصه في عصر كانتو حيث يتم خطف تاكيمتشي من قبل مايكي فماذا سوف يحدث . . . مايكي X تاكيمتشي
87K 1.8K 47
(يقولون الحب لقاء فنظرة تتبعها كلمة فحوار ثم عشق، لكن عشقي لها لم يكن كأي عشق... عشقتها من نظرة فلم تكن كأي نظرة... عشقته من نظرة وتمنيت أن أقف أمامه...