Part 17

99 3 0
                                    


مضت عشر دقائق وهى تنتحب بين ذراعيه وكأنها تخرج كل ما بداخلها الآن..فكانت تشعر بالأمان بين ذراعيه..بينما هو كان فى عالم آخر..شعر بشعور غريب لأول مرة يشعر به..كانت دقات قلبه كالطبول..هناك طفلة بريئة تبكى بين يديه..وفى الواقع هو لم يمانع من ضمها ولا يدرى لماذا...حسنًا مرت دقيقتين وبدأ بكائها يهدأ...

فهد وهو يبعدها عن حضنه ويمسح دموعها بيديه لا إراديًا وتفاجأ بالكحل الذى ساح على وجهها لكنه لم يبالى: هشش خلاص..أنا هنا..متخافيش..مش هسيبك..(سحقًا هل قلتُ لها توًا أنى لن أتركها..تعجب كثيرًا من نفسه!!! وكأن لسانه ينطق ما فى قلبه..مهلاً قلبه!!! وهل وصلت هى إلى قلبه أصلاً..قال فى نفسه)..وأفاق على صوت معدتها التى تعلن بالجوع الشديد..خجلت كثيرًا وزاد إحمرار وجهها فصارت كحبة الفراولة الناضجة..ونظرت للأسفل..بينما ابتسم هو على طفوليتها تلك..وللمرة المائة لا يعلم لماذا يتصرف هكذا؟؟؟

فهد بإبتسامة: أهاااا..واضح إن عصافير بطنك بتصوصو..وأنا كمان والله..بس أنا بقا كلاب بطنى بتهوهو..

حاولت(فاطمة) كبت ضحكاتها لكنها لم تستطع فقهقهت عاليًا...قامت بأسره بتلك الضحكة..كان مذهولًا من جمالها..فقد زادت ضحكتها جمالًا فوق جمالها..

فهد بعد أن تدارك نفسه: بتضحكى..طب قومى يا اختى اغسلى وشك ده يلا..

فاطمة بغباء: ليه يعنى..؟؟

فهد بإبتسامة: هيكون ليه..الكحل ساح يا اختى..وشك كله بقا إسود ولا الهنود الحمر..

فاطمة بإرتباك: هو..هو انت لون البدلة بتاعتك ايه؟؟ ..

فهد بتعجب: بيضاء ليه..؟؟

فاطمة بدون وعى وهى تمسح بيدها على قميصه: يلهوى..أسفة أوى اكيد اتبهدلت وبقا فيها بقع سوداء من الكحل..أنا مش عارفة الكحل ده بيروح بالغسيل ولا هيبهت ولا إيه..معرفش نوعه..(كارما) هى اللى حطتهولى..

حسنًا حسنًا..(فهد) لم يسمع منها أى شئ..فقط شعر بيد صغيرة تتحرك ذهابًا وإيابًا على صدره..أصبح قلبه وكأنه حقًا يصارع الموت..وتلك الغبية لا ترى شئ ولا تشعر بشئ..كان مذهولًا ينظر لها..بمشاعر شتّى..ثم فجأة جاءت على باله(ليلى) وجعلته يفيق من سرحانه..بينما(فاطمة) ظنت أنه غاضب..فخافت منه..

فاطمة بخوف: أ..أنا آسفة والله..م..مكنتش عارفة..نسيت أصلًا إنى كنت حطة كحل..لو كدة مكنتش دخلت فى حضن..(قطعت كلامها خجلًا ثم تابعت)..هو يعنى ممكن تقولى على مكان الغسالة أو ممكن أغسله على إيدى و..وانت تقف جنبى تقولى هو نظف ولا لأ...؟؟

تعجب لبرائتها..ولكن كيف ستأتى وتتحرك؟؟ حسنًا إنه يراها غير قادرة على فعل شئ..حتى لو علمت مكان الغسالة كيف ستشغلها؟؟ وكيف ستمسك الصابون وهى لا تراه..حقًا إنه يراها بلا فائدة ويشفق عليها جدًا..إبتسم عندما رأى خجلها عندما ذكرت إحتضانه لها..وسرعان ما جاءت(ليلى) حبيبته فى باله..وأنبه ضميره أنه هكذا خائن لها..كما أنه تخيل زوجته المزعومة تلك حبيبته وسرح فى تخيلات آخرى..لكنه حرك رأسه مجددًا بلا..حسنًا تلك تزوجها شفقة فقط..وسيعاملها بحدود وهى لا تعنى له شيئًا..لن يخون حبيبته..ظهرت ملامح الغضب على وجهه..لأنه إعتبر تلك الإبتسامة لغير حبيبته خيانة لها..بينما تلك المسكينة لم تجد رد..فخافت أكثر..

أُحبك مُنذ الصِغر...بقلم : فاطمة محمدWhere stories live. Discover now