Part 18

115 5 0
                                    


أحيانًا تصدمنا الحياة بمن ظننا أنهم سيقومون برعايتنا..نجد الأمان معهم وفجأة نكتشف ان هذا الأمان مزيف..مجرد سراب..

هرع(فهد) بحملها والذهاب بها إلى غرفته فى الطابق الثانى..بينما ضربات قلبه تكاد تصل إلى عنان السماء حيث دقق أكثر فى ملامحها البريئة والحزينة حيث آثار دموعها ما زالت على وجنتيها..كان خائفًا ومتوترًا حد الجنون..ما الذى فعله؟؟ يتمنى أن يكون كابوسًا ويستيقظ منه سريعًا حيث صار أكثر رعبًا..وضعها على السرير وقام بالإتصال بطبيب فجاء وأخبره أنه إنهيار عصبى كما أنها لم تأكل منذ مدة..كتب له بعض الأدوية ورحل بعدما شكره(فهد) وأعطاه أمواله..كان ينظر لها بحزن شديد..إنها مسكينة..تمنى لو لم يقابلها..تمنى عدم الذهاب إلى المقابر فى ذلك اليوم..تمنى أن تكون هى حبيبته المتوفاة..تمنى أن يعيش حياة مع من يُحب وينجب أطفال يلعب معهم..تمنى أشياء عدة ولكنها تبقى كلمة..التمنى..جلس على كرسى بجانب السرير وهو ينظر لها..هل يخبر صديقه(وليد) بما فعله؟؟ وماذا ستفعل تلك المسكينة عندما تستيقظ؟؟ هل يحضر(جميلة) من أجل الإعتناء بها الآن؟؟ لكن أصبح الوقت متأخر..ماذا يفعل؟؟..وأثناء شروده بدأت(فاطمة) تتململ فى الفراش..حتى فتحت عينها وأصدرت شهقة خفيفة نتيجة البكاء وذلك لتذكرها ما حدث..وكيف ستتصرف؟؟..فاق من شروده وهرع إليها..

فهد بلهفة وهو يمسك كتفيها: انتى كويسة؟؟

صُدم مما فعلت..حيث أزاحت يده سريعًا بخوف وإنكمشت فى وضع الجنين وهى تحمى وجهها بيدها..وكانت تبكى آلمًا وترتجف خوفًا...حسنًا كلمة صدمة لن تصف ما شعر(فهد) به الآن..أصبحت ترتعب منه..هل هذا بسبب كلماته القاتلة أم صفعه لها؟؟ لا يهم فكلاهما مؤلم..كره نفسه كثيرًا فى هذا الوقت خاصةً عندما نظر إلى خدها الذى ضربها عليه ووجده شديد الإحمرار..أهذا هو اليوم الذى تنتظره جميع الفتيات ليبدأوا حياة جديدة؟؟ أهذا هو اليوم الذى من المفترض أن يكون أسعد الأيام وليلة واحدة فى العمر..حطمه هو بكل تلك البساطة بسبب كلماته المسمومة..ولم يكتفى بهذا بل صفعها أيضًا..لكنها هى من أغضبته بقولها أن يعتبرها مثل هؤلاء القمامة المستعملة..وهو متأكد أنها ليست كذلك فكيف لكتلة البراءة تلك أن تكون مثلهنّ..ظل يفكر كثيرًا..يجب أن تأكل كما قال الطبيب ولكن هى تحتاج أحد لإطعامها فهل سترضى به هو..وبالطبع الإجابة لا فهى باتت ترتعب منه..ويجب أن تبدل فستانها هذا والذى يعيق تحركها بعض الشئ..وبالطبع تحتاج للمساعدة وليس هناك أحدًا غيره فهل سترضى به..والإجابة مجددًا لا قطعًا حيث ستخاف منه أكثر ولنقول أنه هو من كان خائف هذه المرة..فهو يريد إخماد دقات قلبه وهو بجانبها فهو لا يدرى ماذا يحدث معه وهى معه..إذا كان لمس اليدين فقط فعل به هذا وأصبحت دقاته كالطبول فما الذى سيحدث إذا نفذ كلامه الأحمق هذا..بالتأكيد هى تريد دخول الحمام وأيضًا تحتاج للمساعدة..سحقًا سحقًا سحقًا..كل هذه الأفكار تدور فى رأسه بينما هو واقف ينظر لها ويضع كفه على وجهه..ويبقى السؤال فى نفسه: ماذا أفعل أنا الآن..؟؟..بينما هى تفكر ماذا يفعل الآن؟؟ هل ما زال واقفًا بجانبها أصلًا أم ترك الغرفة ورحل؟؟ زاد بكائها عند تلك النقطة..فهى حقًا لا تعنى له شئ..بينما هو تعجب من بكائها الذى علا صوته..حسنًا سيذهب إلى(جميلة) وينتهى الأمر..وهى ستقوم بمساعدتها وتبيت معها وهو سوف يبيت عند صديقه(وليد)..نعم هذا قراره النهائى..ولكنه لا يعلم عنوان(جميلة) هو فقط يعلم عنوان مكتبها الخاص..نظر إلى ساعة يده وجدها الواحدة بعد منتصف الليل..هل ستكون هناك بالمكتب..نعم ولما لا؟؟ فقد ظلت فى تعمل ليلًا بجهد فى قضية(وليد) بالتأكيد ستكون هناك أو هكذا تمنى..

أُحبك مُنذ الصِغر...بقلم : فاطمة محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن