Part 28

134 5 0
                                    


(الصدمة!! كلمة تعبر عن ما يحدث لنا إذا جَرَحَنا أقرب الأشخاص لنا..خاننا وتركنا وذهب..نعانى ونعانى ونعافر للمُضى فى الحياة رغمًا عنّا لأنها لن تتوقف على أحد..وعندما نعتاد على غيابه ونصبح سعداء بدونه وترجع الإبتسامة إلى وجوهنا..يفاجئنا القدر بظهوره من جديد..ليقلب حياتنا رأسًا على عقب ويُذكرنا بآلام الماضى.....ما أشد صعوبة الإختيار بما يريده العقل وما يشعر به القلب)

فهد وهو يخرجها من حضنه وقد بدأت عيونه تدمع وكان قد نسى أمر فاطمة تمامًا وكأنها ليست زوجته: ل..ليلى انتى بجد هنا ولا أنا بحلم زى كل مرة؟؟..أنا مش مصدق..

ليلى وهى تُقبله دون خجل: صدق يا حبيبى صدق..أنا رجعتلك بعد عنااااااء طويل بس والله كان غصب عنى..

صُعق الجميع من وقاحة تلك الفتاة..بينما تغلى فاطمة من الغيرة وتشعر بالألم الشديد..ففهد والذى هو زوجها لم يبعدها عنه..إذًا هو أيضًا إشتاق لها..نزلت دموعها بصمت وهى لا تُصدق ما يحدث..تنتظر فقط أن يلتفت لها فهد فقد بدا وكأنه مسحور فى عالم ليلى وكأن لا أحد بالمكان غيرهم..إتجهت أنظار الجميع إلى فاطمة التى تبكى بهدوء وشهقات متقطعة..نزلت دموع الفتيات حتى مروة والتى أصبحت صديقتهن أيضًا..بينما غضب الرجال من فهد كثيرًا فكيف له فعل هذا؟؟ ولم يكتفى بهذا بل وأمام زوجته التى بدا أنه قد نسيها تمامًا..

فهد بلهفة وحب: ط..طب ايه اللى حصل..إحكى!!

كادت تتحدث وهى تبتسم بخبث بداخلها فها هو قد حنّ لها لكن قاطعها مراد بغضب واضح: أظن ده مش وقته يا فهد ولا إيه؟؟ نسيب العروسين الأول وكل واحد يروح على بيته..يلا..

تحركت ليلى بحزن مصتنع وهى تستعد للخروج فأوقفها فهد بسرعة ولهفة: انتى ساكنة فين دلوقتى؟؟

صدمة حلت على الجميع..خاصةً زوجته المسكينة تلك..فهل ينوى الذهاب لها؟؟

ليلى بخبث غلفته بسعادة لسؤاله: أنا فى أوتيل اسمه***

أومئ لها بسعادة وهو يقرر أن يذهب لها لتحكى له عن سر تزوير موتها..ليخبرها كم كان يشتاق لها..كان الجميع يستعد للرحيل ليتركوا العروسان لليتهم السعيدة..أخذ كريم كارما..بينما جميلة مع والدها..ومراد مع سارة بالطبع..مرّ مراد أمام فهد..

مراد بغضب وهو يهمس بأذنه ويشير لفاطمة التى تبكى: يا ريت تراعى وجود مراتك..ومتخربش حياتك بإيدك..

إلتفت فهد لفاطمة التى تنهار بصمت..نظر لها بذهول فقد نسيها تمامًا وهو مع ليلى..تنهد فماذا سيفعل الآن بعد عودة حبيبته؟؟ لم يكن لديه إجابة لكن الأكيد أنه لن يترك ليلى أبدًا..أمرها بهدوء أن تأتى خلفه ليركبوا سيارته إستعدادًا للرحيل..كان يظنها ستعترض وتثور به..لكن تفاجئ بصمتها التام وطول الطريق تبكى بصمت وهى تنظر للنافذة بشرود..تُفكر ماذا سيحدث بعد ظهور تلك الحرباء بحياتها؟؟ بينما هو كان يريد التكلم معها..ولكن فى أى موضوع سيتكلم؟؟ فقد أخطئ خطئًا فادحًا..ولكن ماذا سيفعل بقلبه؟؟ بينما فى سيارة كريم..سألته كارما عن تلك الفتاة الوقحة فحكى لها كل شئ حدث بالماضى وأنها كانت حبيبة فهد والتى من المفترض أنها قد ماتت..تعجبت وهو كذلك ودعوا الله أن تمر حياة فهد وفاطمة على خير..فظهور حبيبته القديمة غير مُبشر بالمرة..بينما سارة قد سألت مراد نفس السؤال وهو من تلك الفتاة؟؟ فرح كثيرًا لأنها تكلمت معه..فقد مضت شهور وهم لا يقولوا لبعضهم سوى صباح الخير وتصبح على خير..حكى لها كل شئ..فتنهدت بألم وكذلك دعوا لفهد وفاطمة أن يمر الأمر بسلام..كان مراد شاردًا فكيف لليلى أن تكون على قيد الحياة؟؟ وما الذى جعلها تُزّور موتها؟؟ ولماذا عادت الآن؟؟ سيعرف بالتأكيد وإذا كان ما بباله صحيح..لن يرحم أحد!!! بينما سارة قد بدأت فى البكاء بصمت..وهى تتخيل ما الذى يفعله منتصر ومروة الآن؟؟ صدرت منها شهقة خافتة لكن سمعها مراد..التفت نحوها ورأى الخذلان بعينها والحزن..ففهم ما الذى تفكر به..تنهد بألم وقد دمعت عيونه..فها هى زوجته تفكر بصديقه من جديد..بينما على الناحية الآخرى الخاص بالعروسين المجانين..نجد منتصر يقف أمام غرفته والباب مغلق..والذى قد أغلقته مروة عليها..

أُحبك مُنذ الصِغر...بقلم : فاطمة محمدOnde as histórias ganham vida. Descobre agora