روايات عبير / الاميرة الشريده

Por Rano2009

12.5K 403 4

لوسى آبوت مستعدة للقيام بأى شئ من أجل حماية طفلتها. فهى تعمل كل الساعات التى تقدر على العمل فيها و ما زالت غي... Más

1. ليلة المفاجآت
2. اين المفر
3. أهذا حلم؟
4. من اجل ابنتي
5. ماذا بعد؟
6. طفلة تُقظ الذكريات
7. الأميرة الضائعه
8. وحيدة في الظلام
9. غدا... يوم الانتقام
10. لقاء مصيري
12. معاهدة غريبة
13. جولة خاسرة
14. صلاة في الظلام
15-اللقاء المنتظر
16. -لن اسامحك..... أبداً
17. لن أنساك!
18. انت حياتي

11. حب ام انتقام؟

604 25 1
Por Rano2009


تنوعت التعابير التى مرت على وجه الكسندر الشاحب. اولاً تعرف عليها, ثم اصيب بصدمة, تلاها رعب حقيقى, ثم غضب صارخ. لو ان لوسي فى مزاج جيد, لأنقلبت على ظهرها من شدة الضحك.
"لوسي! ما الذى تفعلينه هنا؟"
نظر إليها مطولاًً بدهشة, محدقاً بحذائها الذى يبلغ ثمنه سبعمائة دولار, ثم إلى جوربيها الأسودين و فستانها الصوفى الأنيق. رفعت شعرها بعيداً عن وجهها, لتُظهر قرطيها الذهبيين تحت خصلات شعرها, التى انزلقت من العقدة بسبب رحلتها فى الطائرة. وضعت على عينيها عدستين لاصقتين, و زينت رموشها بالكحل و الماسكارا, أما شفتايها فقد غطتهما باحمر شفاة بلون النبيذ المعتق. حدق اليكس بها و كأنه بالكاد تعرف عليها, ثم ضاقت نظرته و هو يقول ببرودة: "ما كان عليك ابداً ان تأتى إلى هنا."
"لم يكن لدىّ خيار آخر."
امسكت بحقيبة فيرازى, و شدتها إلى صدرها. الأوراق القانونية التى ستنهى حقوقه كـ والد لـ ابنتها موجودة فى الحقيبة بالقرب منها هناك صورة كليو, التى ستجعله اخيراً يدرك انه يحب طفلته. قالت: "لدى شئ اريدك ان ترأه."
ايتعد عن الطاولة قائلاًً: لا ادرى كيف تمكنتِ من جمع ما يكفى من مال لتتمكنى من القدوم إلى روما, لكنك ستغادرين الآن, و على الفور."
إذا, كان يعلم انها فقيرة و تعيش حياة مزرية. جزء منها ظل يأمل ان لا فكرة لديه عن وضعهما, فهذا يجعل جريمته اقل قسوة. لكنه عرف ذلك طوال الوقت, و لم يرفع إصبعاً ليساعدهما. أنه حقاً انانى وغد, لكنه الفرصة الوحيدة لـ كليو كى تحتفظ بـ والد... أليس كذلك؟

"لماذا تريدنى ان اغادر اليكس؟ هل تخشى ان تكتشف خطيبتك امر ابنتنا؟"
امسك اليكس ذراعها بقسوة و خشونة, و هو يقول: "اقولها لكِ للمرة الآخيرة: "انا لست والد تلك الطفلة. هل تفهمين؟"
تنفست لوسي بهدوء, و مدت يدها لتأخذ الصورة. حيث تجلس كليو تجلس تحت شجرة صغيرة اشترتها لوسي بنصف ثمنها ليلة الميلاد منذ اسبوع مضى, و تحمل بيدها حصانها القماشي بيد, و قطعة حلوى باليد الآخرى, و ترسل ابتسامة كبيرة و سعيدة تُظهر اسنانها اللؤلؤية.
قدمت له الصورة و هى تقول: "انظر!"
"ما هذه بحق الجحيم....؟"
توقف عن الكلام فجأة, فحبست لوسي انفاسها. سوف تنجح خطتها. اخيراً سيدرك اليكس اى هدية ثمينة هى كليو.
سينظر إلى الصورة, و يقرر ان يكون رجلاً نزيهاً, و والداً حنوناً.
"اسمها كليو. البارحة كان عيد مولدها الأول. انها طفلة رائعة, اليكس! انها ذكية, لطيفة و مليئة بالمرح, لكنها بحاجة إلى اب..... بحاجة إليك."
ضاقت نظرة عينيه, و رفع نظره إليها ببطء: "يا إلهى! كم تحتاجين من الوقت حتى تفهمى؟ انا لا اريدها, و لا اريدك أنت ايضاً."
فتح يده, و ترك الصورة تقع على الأرض, و كأنه يفعل ذلك بحركة بطيئة. راقبت لوسي صورة طفلتها و هى تطير فى الهواء.
"و الآن, أذهبي من هنا بحق السماء! انا مع امرأة جديدة. انتِ و طفلتك الحقيرة لا تعنيان اى شئ لىّ."
سقطت الصورة على الأرض, و رأت لوسي صورة ابنتها الغالية تُداس من قبل مجموعة من رجال الأعمال المارين, ثم تتمزق تحت حذاء امرأة له كعب كـ المسمار. قالت المرأة المرتدية ذاك الحذاء بنبرة باردة كـ الثلج: "الكسندر! من هذه؟"
شحب وجه اليكس, و قال: "فيوليتا.... حبيبتى!"
سارت المرأة نحوهما بخطوات متعالية, فيما قفزت لوسي لتلقط صورة طفلتها. سحبتها عن الأرض, و ضمتها بين يديها, بعد ان رأت آثار وحل على وجه ابنتها المتورد, كما ان إحدى عينيها بدت ممزقة بسبب حذاء فيوليتا.
"اجبنى, الكسندر! هل تعرف هذه المرأة؟"
اقتربت مصممة الازياء اكثر, و هى تحدق بـ لوسي بغضب واضح. إنها طويلة القامة, شقراء, و تبدو ثرية جداً, جميلة و محبطة.
تلعثم اليكس, و مرر يديه فى شعره بقلق, و هو يقول: "انا لا اعرفها, التقيت بها الآن."
"استطيع ان ارى كيف تمضى وقتك عندما انشغل او اتأخر بارتداء ثيابى!"
"انها غريبة حقاً, و لا تعنى لىّ اى شئ! التقيت بها ذات مرة."
استدار نحو لوسي, و تابع: "و هى ستغادر الآن."
نظرت لوسي إلى وجه اليكس الوسيم النحيل. تذكرت كيف توسل إليها كى تتزوجه, ثم هجرها هى و طفلتها. إنه انانى جبان, ولا يفهم معنى الحب الحقيقى, و المسؤولية التى تنتج عنه. ضاقت نظرتها, و هى تفكر: انت لا تستحق طفلتى!
مدت يدها إلى داخل حقيبتها, قائلة: "اجل! ساغادر ما ان توقع على هذه الأوراق."
خطف اليكس الاوراق من يدها, بالكاد القى نظرة على الوثيقة لمدة لا تتعدى الخمس ثوانى, قبل ان تظهر بوادر الارتياح على وجهه. فرفع إصبعه و هو يرفع يده إلى موظف المقهى, قائلاً: "اعطنى قلماً."
تنهد العامل و هو يحدق به من تحت انفه, و قال: "سي, سينيور!"
اسرع اليكس بالتوقيع على الورقة, متخلياً عن حقوقه كـ والد لـ كليو. راقبته لوسي و هى تشعر بالسقم. فجأة شعرت بيد قوية خلف ظهرها تدعمها. نظرت إلى الوراء و هى تتنهد بحزن.
ابتسمت عينا ماكسيمو لها, لتمنحاها الدعم و القوة. من دون ان يزعج نفسه بالنظر إليها, دفع اليكس الأوراق نحوها, و هو يقول: "شكراً!"
قال ماكسيمو: "لا, ونثورت. الشكر لك!"
استدار اليكس بسرعة, فيما مال ماكسيمو فوق الطاولة الزجاجية, ليتحدث إلى الموظف باللغة الإيطالية. القى الرجل نظرة نحو اليكس, ثم هز رأسه, و وقع على الورقة.
قال الكسندر و هو يبدو مندهشاً: "دواكيلا! ما الذى تفعله هنا؟"
حاول اليكس ان يبتسم, و يبدو غير مكترث, و هو يتابع: "ألا يفترض بك ان تكون فى شهر العسل؟ سمعت انك تزوجت من امرأة تُدّعى انها وريثة عائلة فيرازى. ها إننى اقول لك: لن ندعها تمر امام المحكمة. لابد انك يائس فعلاً لتظن انك قادر على استعمال هذه الطريقة."
توقف عن الكلام عندما رأى يد ماكسيمو على ظهر لوسي, و رأى كيف تتكئ عليه بلا وعى منها, و كأنها تطلب حمايته و قوته.
سأل بنبرة ضعيفة: "ما الذى يجرى هنا؟"
استدار ماكسيمو نحوه, فنقلت لوسيا نظرها من اليكس إلى ماكسيمو, و تساءلت كيف ترأها انجذبت يوما إلى اليكس. إنه اشقر, نحيل, ذو بشرة باهتة, و هو ليس إلا انانياً مقارنة بـ ماكسيمو, زوجها الاسمر القوى الى يبدو كـ البرج امامه.
قال ماكسيمو: "انت على حق و لو لمرة واحدة, ونثورت! انا حقاً فى شهر العسل."
ابتسم اليكس ابتسامة ضعيفة قائلاً: "لم افهم هذا المزاح."
ابتسم ماكسيمو برضي و قال: "هذا ليس مزاحاً. انت خسرت كل شئ, و فيرازى اصبحت لىّ."
سألت فيوليتا: "عم تتحدث؟"
ثم استدارت لتنظر إلى اليكس, و هى تتابع: "قلت لىّ انه ليس هناك اى مجال كى نخسر. قلت لىّ ان لديك شخصاً داخل شركة فيرازى."
صحيح! لديه رجل داخل الشركة, سينيورا! انه هو نفسه. عقد اتفاقاً مع غوسبي فيرازى لاختلاس ملايين الدولارات من شركتك, لذا انا متأكد من انه متأسف جداً على الخسارة."
استدارت فيوليتا بغضب صارخ, و قالت بصوت كـ الرعد: "الكسندر!"
تجاهلها ألكسندر, و هو يحدق كـ المصدوم بـ لوسي و ماكسيمو.
شهق قائلاً: "اهى زوجتك؟ لا يمكن ان يحدث ذلك, فهى لست من عائلة فيرازى!"
"الفتاة الضائعة لوسيا فيرازى!"
اتسعت ابتسامة ماكسيمو, وهو يتابع: "أعتقد انكما تسرعتما بإعلانها ميتة. هذه لعبة القدر! كان بإمكانك الحصول عليها, مع كل الثروة الهائلة التى تملكها."
قفز الكسندر على قدميه بسرعة, و قال بعاطفة قوية: "لوسي! ما يجرى الآن مجرد خطأ. انا احبك, و انت تعلمين ذلك.... طفلتنا الصغيرة. لن تأخذى كالى منى."
كالى؟! آهـ! ماكسيمو على حق كما هو دائماً, حتى فى ادق التفاصيل. اغمضت لوسي عينيها. شعرت كأنها ستفقد وعيها. همست قائلة: "اخرجنى من هنا!"
امسك بها زوجها بقوة. و للحظة اتكأت لوسي عليه, و هى تشعر بامتنان لا يوصف للحماية التى يقدمها لها. صرخت فيوليتا: "ماذا تقصد بقولك إنك تحبها.... ولديك طفلة؟ قلت لىّ إنك عشت وحيداً طوال فترة انفصالنا, و اقسمت انك لا تحب احد غيرى."
اجاب الكسندر بصوت قاصف كـ الرعد: "اصمتى! فأنا لا اتحدث إليكِ!"
استدار ليحدق بـ لوسي بعينين متوسلتين, و هو يتابع: "اغفرى لىّ! من فضلك, لوسي! عودى إلىّ, فـ انا احبك!"
اخذ ماكسيمو الأوراق من الموظف, و وضعها تحت معطفه. قال و هو يحدق بزوجته: "تعالى, كارا! لدينا موعد مع المحاميين."
قال اليكس بنبرة عالية و مليئة بالغضب: "لا! لا! تباً اين هى الأوراق؟ كالى ابنتى, و انا استحق النصف. لن تصمد هذه الورقة فى المحكمة, فلم يشهد احد عليها."
انهى كلامه بضجة ما ان رمت فيوليتا كوب الشراب على وجهه.
هز ماكسيمو رأسه برضى, و قال: "استمتعى بوقتك, سينيورا!"
ضم لوسي إليه, فيما لا تزال هذه الأخيرة مخدرة من الحزن و الصدمة, و قادها بعيداً عن صراخ ألكسندر الغاضب. اخذها إلى الخارج حيث المطر المنهمر, ليذهبا إلى قلب المدينة.

بعد مرور ساعتين, و بينما كانت لوسي تغادر مكتب القاضى فى روما, و بقيت اصوات محامى ألكسندر و صراخهم تتردد فى اذنيها. شعروا فى البداية بالشك, ثم بالغضب عندما اكتشفوا ان محاولاتهم إعلانها ميتة فشلت, لا سيما فى اللحظة التى توقعوا فيها النصر و النجاح. اخيراً اُُجبروا على الموافقة و القبول بالامر الواقع. اصبح ماكسيمو يملك الآن 70% من اسهم الشركة, و لم يعد بإمكانهم شراء اسهم لوسي من غوسبي فيرازي, مما جعل اسهمهم الـ 30% من دون قيمة فى النهاية.
قال ماكسيمو و هما ينزلان الدرج باتجاه السيارة التى تنتظرهما: "انتهى الأمر, كارا! لقد انتصرنا! فقد ونثورت حبيبته و عمله. و فيرازي اصبحت لى الآن."
فكرت لوسي بحزن, صحيح! جدها يموت بمفرده فى فيلا مدمرة مظلمة, و طفلتها الغالية فقدت والدها. يا لهذا النصر! لكن يبدو ان ماكسيمو لا يشعر بذلك, فتعابير وجهه تنضح بالنصر, وابتسامته تشع بالتحدى و القسوة. إنه يستمتع بإنتقامه. جعلها هذا تشعر بعدم قدرتها على التنفس بارتياح. كيف يمكنه ان يكون بهذا الاهتمام و الحنان معها, و مليئاً بالشر نحو رجل مسكين عجوز؟ من هو الامير ماكسيمو دواكيلا؟ اتراها حقاً تعرفه كما كانت تعرف فعلاً كونى آبوت, او ألكسندر؟ لا شئ يبدو منطقياً او طبيعياً بالنسبة لها, و ها هى تتعثر. ما الذى يحدث معها؟
امسك بها ماكسيمو واضعاً يده على مرفقها, مرافقاًً إياها إلى سيارة الرولز رويس التى تنتظرهما.
"هل انتِ بخير, كارا؟"
لم تجبه لوسي.
جلس ماكسيمو قربها على المقعد الخلفى, وما ان انطلقت السيارة لتخرج من الموقف حتى قال: "لوسيا! من الأفضل ألا يمتلك نثورت اى حق بالإدعاء بالنسبة إلى ابنتك. لابد انكِ سعيدة لمعرفتك هذه الحقيقة."
تمتمت: "لم اعد اعرف اى شئ."
ضمت ذراعيها بقوة إلى صدرها, و ادارت رأسها بإتجاه النافذة محدقة بالامطار.
"عندما ينتهون من إجراء الفحوصات الجينية لكِ, لن يبقى امامهم إلا القبول بهويتك, و عندها ستصبح شركة فيرازى لنا."
"أنت تقصد لك."
قال بنبرة واثقة: "سي! ألهذا السبب انتِ غاضبة؟ ألا ترغبين فى ان استلم زماما الأمور فيها؟"
قالت بنبرة عيفة: "اتمنى ان تسامح جدى. إنه عائلتى."
ظهر الغضب على وجهه, و علق قائلاً: "كليو هى عائلتك الوحيدة."
"و هى ايضاً لم يعد لها اب."
"من الأفضل ألا يكون لها والد مثل نثورت."
تنهدت قائلة: "الآن, اصبحنا وحيدتين."
حدق بعينيها, ولم يترك لها فرصة كى تشيح بنظرها عنه: "لن تبقيا وحيدتين لفترة طويلة. يجب ان يكون لديك عائلة, و زوج محب, مخلص, و منزل ملئ بالأطفال."
دخلت تلك الصور فى مخيلتها, تماماً كما تهب الرياح فى العاصفة: المنزل السعيد.... الأطفال.... و الزوج الذى يحبها... لو ان ماكسيمو قادر على إعطائها هذا كله!
للحظة لم تستطيع لوسي ان تتنفس, اما هو فأردف قائلاًً: "بعد طلاقنا سأعرفك على اصدقاء لىّ, و هم رجال صالحون يرغبون فى الزواج و الاستقرار, و ليسو صيادى ثروات."
"على العكس منك."
نظر إليها ماكسيمو و قال: "ما بيننا هو عمل فقط, كارا! انتِ تعرفين ذلك. انا لست رجلاًً يرغب فى الاستقرار. الحب يعقد ما يجب ان يبقى بسيطاً و عادياًً. لكن معظم الرجال لا يفكرون على هذا النحو. لدى صديق فى الريو, بليونير صنع نفسه بنفسه و قد يفكر..."
"لا, شكراً لك!"
غاب صوتها و هى تستدير لتنظر إلى النافذة. بعد ان كادت ان تقنع نفسها انه قد يهتم لأمرها, ها هو يخطط كى يقدمها إلى برازيلى غريب.
"لست بحاجة إلى زوج حنون او منزل ملئ بالأطفال. فقط كليو و انا و الثلاثون مليون دولار. ذلك اكثر من مثالى."
بعد ان قالت تلك الأكاذيب, شعرت انها غير قادرة على الرؤية بسبب الدموع التى تملأ عينيها. غطت جهها و هى تقول: "لم اكن يوماً اكثر سعادة مما انا عليه الآن."
سمعت صوتاً ناعماً, و هو ينزع حزام المقعد عن صدره, ثم شعرت بيديه تنزعان حزام الأمان عنها ايضاً. بعد لحظة, ضمها ماكسيمو بين ذراعيه, و كأنه يلفها بجسمه, ليخفف عنها بدفئه. شعرت بغصة قاسية فى حلقها, كتلك التى شعرت بها حين األكسندر صورة طفلتها و كأنها نفاية. اخيراًً انهمرت دموعها, و اخذت تنتحب.....
ضمها ماكسيمو إليه بقوة, و راح يمرر يده على شعرها. تمتم بكلمات ناعمة باللغة إيطالية لم تفهمها. لسبب ما, لطفه و اهتمامه جعلاها تبكى بشدة اكثر. قالت و هى تشهق: "لماذا تعاملنى هكذا؟ انا لا افهم. كان بإمكانك ان تقدم لىّ قليلاً من الاستقرار المادى مقابل اسهمى, و بدلاً من ذلك اصريت على إعطائى ثلاثين مليون. كان بإمكانك ان تتزوج بىّ و تتركنى فى شيكاغو, و بدلاًً من ذلك احضرتنى إلى قصرك و جعلتنى اميرة... لماذا؟"
"اريد ان يموت الرجل العجوز, و هو يعلم ان كل ما يهمه اصبح لىّ."
هزت رأسها, و قالت هامسة: "بل هناك اكثر من ذلك. لو ان الأمر كذلك, لتجاهلتنى عندما نكون بمفردنا, لكنك تعاملمنى كـ اميرة عندما نكون بمفردنا, و تحاول ان تحقق لىّ كل احلامى."
ضغط ماكسيمو على اسنانه بقوة و هو ينظر إلى البعيد, ثم قال: "انت تبالغين."
"لا! انا لا افعل. نحن عملياً غريبان, لكن منذ ان التقينا, انت تتصرف و كأنك...."
كادت تقول: و كأنك تحبنى, لكنها لم تجرؤ, فه تعلم ان هذا غير صحيح. قال ماكسيمو لها مئات المرات, إنه لم يغرم بها ابداً. لكن افعاله تقول العكس تماماً....
قال و هو يداعب خدها: "ربما افعل ذلك كى ادفعك إلى الاستسلام."
اغمضت عينيها, و هى تشعر بلمسته. إنها متزوجة من امير وسيم, و هى ثرية لدرجة تفوق الخيال, و ابنتها سعيدة, و هناك من يهتم بها. كما ان لديها كل ما تطلبه. لاشك انها تعيش قصة خيالية. لماذا تشعر بالاحباط إذا؟ آهـ! لانها لم تحصل على اهم ما تريده: الحب! الأمير الوسيم لا يحبها, و سوف يفترقان فى غضون اشهر قليلة. ستكبر كليو بدون اب, و ستعيش لوسي عمرها فى فيلا فخمة, كـ اميرة تملك الماس و المجوهرات, لكنها ستبقى وحيدة.
ابتعدت عنه. همست و هى تغطى وجهها بيديها: "من فضلك! خذنى إلى ابنتى."
شعرت أنه يحدق بها, ثم تمتم فجأة: "باستا! كفى! لننهى هذا الحديث."
اينتهى الأمر بمثل هذه السهولة؟ أهو حقاً قوى جداً لدرجة انه قادر ببساطة ان يقرر عدم التأثر بأمور مثل الحب و الحزن؟
تمنت لو انها قادرة على ذلك هى ايضاً.....
مال ماكسيمو إلى الأمام ليتحدث إلى السائق باللغة الإيطالية, و عندما عاد ليجلس قربها قال: "انتِ بحاجة إلى الحرارة و اشعة الشمس كارا. إنها امور تجعلك تشعرين بالدفء من جديد. انت وطفلتك بحاجة إلى الضوء و الهواء. انتِ بحاجة إلى.... الشعور انكِ شابة من جديد, فأنتِ ما زالتِ يافعة و جميلة."
ارتجفت لوسي عندما لامس خدها بنعومة. كيف يمكنها ان تشعر انها شابة من جديد؟
قال ماكسيمو بحوم: "سأخذك فى عطلة."
"عــــطــــلة؟!"
حاولت ان تخنق ضحكة انبثقت من اعماقها, و هى تقول: "هذا امر جيد, لأننى متعبة جداً من التعامل مع كل ما يحدث."
ابتسم لها بمكر, و قال: "ستستمتعين برحلتك كثيراً."
رطبت لوسي شفتيها قبل ان تسأله: "ما الذى تفكر به؟ هل ستلتقى بأصدقائك فى إحدى الجزر الخاصة على الساحل الكاريبى, ام ستبحر إلى جزر اليونان على يختك؟"
هزت رأسها علامة الرفض, و تابعت: "لست معتادة على هذه الأمور, ماكسيمو! لا اتحمل ان يهتم بىّ الخدم, و أن اكون محاطة بـ اصدقائك الذين لا يفهمون لماذا تزوجت بىّ"
"لابد انكِ مجنونة إن اعتقدتِ اننى سأدعو اياً منهم إلى شهر العسل."
حدقت به, و قالت بنبرة صوت بدت اشبه بصرخة: "شهر العسل؟!"
نظر إليها, فرأت عينيه تشعان بالحماس و التفاخر, و هو يقول: "هل تعتقدين اننى نسيت وعدى؟ لا, كارا! ابتعدت عنك لفترة كى اعطيكِ الوقت الكافى لتتخلصى من حزنك."
لامس خدها, و هو يبتسم متابعاً: "لكن صبرى نفد الآن."
شهقت ما ان تابعت اصابعه ملامسة خدها, و استقرت على عنقها.
"الليلة كارا, سأريك ما معنى السعادة الزوجية. الليلة ستصبحين لىّ.... أخيراًً."
مال إلى الأمام, و لمعت عيناه بالتحدى و هو يهمس: "حاولى فقط ان تقاومينى!"

Seguir leyendo

También te gustarán

3.5K 122 15
الملخص: من هي ايف؟ هل هي فتاة نقية ام سيدة لعوب ؟لم يتردد ادجار بالغ الثراء في ان يتزوجها ولكن اذا كانت ايف تخشى ان يقترب منها زوجها فانها لا تشعر بن...
129K 2.5K 9
-لا هذا مستحيل ! .. صرخت شيلي عندما علمت ان باسم زبونها الجديد و قد عهد اليها مديرها بمهمة تجديد ديكور قصر أحلامها . لحساب ... زوجها السابق نيك وايت...
50.9K 1K 10
يهما ينتصر على الأخر الزواج أم العمل؟ فرضت الظروف القاسية على هذه المرأة أن تعول نفسها بعد وفاة زوجها فى حادثة مؤلمة وأن تعول أيضاً أبن زوجها الراحل...
195K 3.7K 11
عندما مات جدها مات مع السبب الذي دفع كالي الى قبول بالزواج بنيكولاس فاروس .... وقررت ان تلغي هذا الزواج في صبيحة العرس ،،،، - سيد فاروس لا يمكن ان...