رجلُ الكيس

By Hiba1sama

644 102 38

قصة توعوية عن التنمر وآثاره بشكل رواية... ما زال يضعُ كيساً على رأسه على الرغم أنَّه الآن في المصحة العقلية،... More

تشويق للأحداث!
الحادث...
ثورة ما بعد الصدمة
العودة ومزاولة الحياة!
ردةُ فعلٍ غيرُ مُتوقَعة: زيارةُ نوا!
عصابةُ المتنمرين
نهاية الطفولة...
الحياةُ في السجن
ما بعد الابتدائية
صوفي وزوجُ أمِّي؟!
النّهاية!

العودة للمدرسة!

48 8 4
By Hiba1sama

حسناً لن أطيلَ الحديثَ بما حدثَ في اليومين المنصرمين، قبيل يومِ العودةِ للمدرسة، ولكن لنقل أنَّهما لم يقلا سوءاً عما سبقهما من أيام، كنتُ أذهبُ للسوقِ مع والدتي لشراءِ بعضِ الأغراض، ولكن من يرى وجهي يصرخُ فزعاً وكأنَّهُ رأى فزاعةً ما، الأطفالُ والنساء، حتى الرجالُ وكبارُ السن، كان الوضعُ مزرياً بحق، حتى أمِّي اضطرت لوضعِ قبعةٍ كبيرة تغطي وجهي، هناك من اعتبرها لصة وهي تأخذني معها كتمويه، حسناً لن نقولَ أنَّ أمِّي سكتت عن هذا، ولكن أحبِّذ ألا أتكلم فيما فعلت، يا رجل أمِّي قويةٌ بحق، يا ليتني كنتُ مثلها.

والآن بعد هذا السردِ السريع، حان الوقتُ للعودةِ للمدرسة، التي في قرارةِ نفسي لا أريدُ العودةَ إليها، لكن لا أستطيعُ التغيب، طبعاً لقد شرحت أمِّي للمدرسين عن وضعي، وأوصتهم بأن يخبروها في حالِ ما رأوا تنمراً من الطلابِ الآخرين عليّ، حسناً ارتحتُ هكذا قليلاً، لكن في الفسحة ليس هناكَ أساتذة، لهذا طلبت والدتي مني أن أذهب إليها لغرفةِ المدرسين في ذلك الوقت، خوفاً عليَّ من التنمر، يبدو أنَّها كانت قلقةً عليَّ أكثرَ مني.

-انظر كم أنَّ ثيابكَ الجديدة مرتبة. بإعجاب.

-هل أنتِ متأكدة؟ أظنُّ أنَّ البنطالَ واسعٌ وطويل. بامتعاض.

-لا بأس سيبقى معكَ حتى تكبر في النهاية.

-ألا يمكنني ارتداءُ شيءٍ على مقاسي ولو لمرة؟

-لقد أصبحت ملابسك على مقاسك الآن، تلك التي كنت ترتديهم في الحضانة. بفخر.

-جيدٌ أنَّكِ ذكرتني بهذا، إنَّها لمعلومةٌ مهمة أن أعلم.

-كفاكَ كلاماً، سآخذك للمدرسة الآن هيَّا إلى السيارة، سآخذُ حقيبتي وأتبعك.

-حسناً.

وبالفعل خرجتُ لأذهب للسيارة، وهناك رأتني فيرا وهي خارجةٌ أيضاً، نظرت لي نظراتٍ حادّة، وأنا أنكستُ رأسي للأسفل خوفاً منها، تقدمت إليَّ تاركةً سيري خلفها، باتت سيري تنادي عليها، أمسكتني من شعري وشدته بقوة، رفعت رأسي للأعلى، وقبلَ أن تفعلَ أيَّ شيءٍ آخر، وجدتُ أمِّي واقفةً بجانبها، ممسكةً معصمها بقوَّة.

-ما الذي تفعليه؟ أفلتي يدي! صارخةً بحنق.

-لن أفلتها إلى أن تفلتي رأسَ ابني. بصوتٍ عميق، لم أعلم أنَّ أمِّي مخيفةً هكذا.

-من أنتِ لتأمريني؟ بتعالٍ، يا إلهي قد بدأت حربُ النِّسوة.

-نفسُ السؤال ينطبقُ عليكِ ألا ترينَ هذا؟ ساخرةً منها.

-سأفلتهُ هذه المرة، لكن أعدك أنني سأقتلهُ في أقربِ فرصة، وبما أنَّ زوجي يعملُ مع الشرطة فسيعملُ لوضعِ اللومِ عليك.

-أريدُ أن أراكِ تحاولينَ مسَّ شعرةٍ منهُ بغيرِ علمي فقط. بعيونٍ جاحظة وصوتٍ عميق، يا إلهي أمِّي مخيفةٌ حقاً.

-هل ستقتليني؟ ستدخلينَ السجن لعلمك!

-أدخلهُ وأنا مطمئنةٌ على ولدي، أبلغي تعازيَّ لزوجك، أهنئهُ لأنَّهُ ما زالَ متحملاً لسانكِ السليطَ هذا.

-كلامكِ إهانةٌ بحقي!

-أفلتي ابني وإلا لن تري نورَ الشمسِ بعد هذا اليوم.

-ما الذي ستفعلينه؟

-لا أنصحكِ بالمعرفة.

وبالفعل أفلتت فيرا شعري، ثمَّ أفلتت أمي معصمها، كانت فيرا تتألم بشدة وتفركُ معصمها، كلما تكلمت كانت أمِّي تشدُ على معصمها أكثرَ فأكثر، بصراحة قد أعجبتُ بأمي اكثر، إنَّها رائعةٌ بحق، في حياتي كلَّها لن أجدَ شخصاً مثلها!

ركبنا بعدها السيارة، وضعتُ حقيبتي بجانبي، وبدأتُ أفكر، إن كانت هذهِ بدايةُ اليومِ فحسب، فكيفَ سيكونُ ما تبقى منه، بصراحة بدأتُ أخافُ مما قد يأتي تالياً، لا أشعرُ بأنَّ هذا اليومَ سوفَ يمضي على خير.

-لماذا لم تخبرني بأنَّ فيرا تشدُّ شعرك، أقصد، لم لم تناديني؟

(ملاحظة الكاتبة: ما هي شي انه حطت ايدها عليه انتي جيتي مثل الصواريخ الوه!)

-كنتُ مصدوماً، لم أستطع أن أتكلم، ثمَّ أنتِ جئتي فورَ وضعِ يدها علي.

-لقد كانت تبادلكَ بنظراتٍ حادَّة كان عليكَ مناداتي من وقتها.

-آسف لم يخطر ببالي.

-لا بأس، فيرا تحسبُ نفسها قويةً بسببِ زوجها، إن ما فقدَ عمله أو تطلقت منه فلن يبقى لها قوةٌ تحميها، إنسانةٌ بارعةٌ في الكلامِ فحسب، حتى إنَّ زوجها لا يطيقها، فقط تتبجحُ دائماً، لذلك لا تخف منها، نادِني إن واجهتَها، سأريها من تكون.

-أمِّي أنا أحبُّك!

-وأنا أيضاً، والآن هاقد وصلنا، ترجل من السيارة وادخلِ المدرسة.

ابتسمتُ لأمي، ثمَّ حملتُ حقيبتي، وترجلتُ من السيارة، دخلتُ المدرسة، وبدأتُ أسيرُ لفصلي، بصراحة، لم أكن مرتاحاً، كلُّ العيونِ كانت عليّ، وكلُّهم كانوا يتحدثون عني، كمن يصبحُ مشهوراً فجأة، هكذا أنا، لكنني لستُ مشهوراً بشيءٍ جيد، بل مشهورٌ بأنني مسخٌ بشع.

-أراكَ تمشي وحيداً. صوتٌ أنثويّ، مهلاً إنَّهُ صوتُ سيري!

التفتُّ خلفي ثمَّ صرخت: سيري!

-صه! لا تصرخ نحنُ في المدرسة، آسفةٌ لما فعلتهُ أمِّي سابقاً، أيمكننا أن نبقى صديقين؟

-أجل. بحماسٍ وابتسامةٍ شقت وجهي.

-أنا جدُّ آسفةٍ لما حصل، لكنَّ أمِّي غريبةٌ بحق، أظنُّ معها مرضاً ما.

-كيفَ هذا؟ مستغرباً.

-لقد وَلدت منذُ أشهر، كانَ ولدها مشوَّهاً، لقد قتلتهُ لهذا...

-أيُّ أُمٍّ تلكَ التي تقتلُ ولدها!

-قلتُ لك، أمِّي على الأرجحِ مريضةٌ بمرضٍ نفسيٍّ أو شيءٌ كهذا، لا يوجدُ أمٌّ تفعلُ هذا بولدها، حتى الحيوانات!

-حسناً لا بأس، أمِّي تتكفلُ بها على أيَّةِ حال.

-أجل، أمُّكَ رهيبة. بإعجاب.

-لقد وصلنا للفصل.

دلفتُ الفصلَ أنا وسيري سوياً، ولاحظنا أنَّ نوا قد غيَّر مكانه، وأصبحَ المقعدُ بقربي فارغاً، لذلكَ اقترحت سيري عليَّ أن تجلس بجانبي حتى لا أكون وحيداً، أخبرتها أنّي أستطيعُ البقاء لوحدي وتستطيع هي الذهاب لرفيقتها، لكنَّها أبت أن تتركني، أحبُّ تلكَ الفتاةَ بحق، لكن أشكُ أنَّ أمَّها ستسمحُ لها بالزواجِ من مسخٍ بشعٍ مثلي، لا بأس سأحاولُ أن أجد جرَّاحاً ما يصلحني وأعودُ وسيماً وأظفر بتلك الفتاة، أشعرُ أن أحلامي كبيرة بالنسبةِ لفتًى ما زالَ في الابتدائية.

بدأتِ الحصةُ الأولى، لم تأتي المعلمةُ بعد، فجأةً فُتِحَ بابُ الفصلِ بقوَّة، ارتعبنا من صوتِ البابِ ونظرنا خلفنا، لنجدَ أنَّهُ أستاذٌ وليسَ أستاذتنا المعتادة، دلفَ إلى الصفِّ مرجعاً نظارته إلى الخلفِ على عينيه، إنَّهُ مثالٌ للأستاذِ الذي حتى وإن قلتَ لهُ الجوابَ الصحيح فسوفَ يضعُ لكَ علامةَ راسب.

-أنا الأستاذُ البديل للأستاذة إنجل، سعدتُ بلقائكم، أتيتُ اليوم لأنَّ أستاذتكمُ وَلدت منذُ يومين وقد أخذت إجازةَ أمّومة، أرجو أن نكونَ على وفاق، افتحوا كتبكم لو سمحتم.

الأستاذةُ أخذت إجازةَ أمومة! كيفَ هذا؟ أمّي قد أخبرتني أنَّها قالت لكلِّ المدرسين، مهلاً، أمِّي لا تعرفُ من يدرسني لأنَّها غيرُ مسؤولةٍ عن شعبتي، يا إلهي أنا في ورطة، سيطردني الآن، سيرميني من النافذة، سيحرقني حيَّاً، س...

-أنت لماذا تفكرُ بصوتٍ عالٍ هكذا؟ هل أبدو لكَ أستاذَ رياضياتٍ في منتصفِ العمر أضعُ نظارةً غبيّةً على وجهي؟ أم أنني أبدو صعبَ المراسِ لدرجةِ قد أجعلُ من الفصلِ كلِّهِ راسباً، هوِّن عليك أعلمُ بأمرِ تشوُّهكَ أيُّها الفتى، كفاكَ تفكيراً بصوتٍ عالٍ إنَّكَ تفقدني تركيزي! قالها وهو مديرٌ ظهرهُ إلى اللوحِ ويكتب!

-آسفٌ أستاذ، لم أقصد.

-لا بأس، اكتب ما أكتبه الآن على دفترك.

حمداً لله أنَّهُ لم يكن مثلما قالَ تواً، لقد أراحني هذا...

-يا أنت قلتُ لكَ توقف عن التفكير! صارخاً.

وبعدَ انتهاءِ الحصة، أي بعد ساعةٍ ونصف، حملتُ علبةَ غدائي متوجهاً نحو غرفةِ المدرسين، ولكن ما لم أتوقعه هو أن يستوقفني شلةٌ من الأولادِ من صفنا، بجدية!


يتبع...

Continue Reading

You'll Also Like

25.4K 1.6K 13
" حَاجة وحدة تبعدْك علِيا هي لـ مُوت ،لباقي أنا مَلك الموت تَاعهم " - يُوسف 28 - ريَان 17 لهجة جزائرية.
2.1K 80 5
قصة قصيرة عن انمي المحقق كونان
8.3K 468 12
من صديق الطفولة الى حب طفولة كيف ذلك بل من كان يظن هذا سيحدث بين شخصيتين مختلفتين احدهما ذو شخصية هادئة و خدود منمشة ظريفة و ذات اخلاق عالية و مهذب...
1.2K 55 11
القصة عن أربعة ممالك، المملكة الشمالية (مملكة النار)، و المملكة الجنوبية (مملكة الجليد)، و المملكة الشرقية (مملكة الشمس)، و المملكة الغربية (مملكة ال...