رجلُ الكيس

Door Hiba1sama

644 102 38

قصة توعوية عن التنمر وآثاره بشكل رواية... ما زال يضعُ كيساً على رأسه على الرغم أنَّه الآن في المصحة العقلية،... Meer

تشويق للأحداث!
الحادث...
ثورة ما بعد الصدمة
العودة ومزاولة الحياة!
العودة للمدرسة!
عصابةُ المتنمرين
نهاية الطفولة...
الحياةُ في السجن
ما بعد الابتدائية
صوفي وزوجُ أمِّي؟!
النّهاية!

ردةُ فعلٍ غيرُ مُتوقَعة: زيارةُ نوا!

51 10 4
Door Hiba1sama

في اليومِ التالي علمتُ أنَّ نوا وأمَّهُ آتيانِ إلى منزلنا، أظنُّ أن ماريا قد علمت من فيرا ما حلَّ بي، فقد قالت أنَّها ستأتي للاطمئنانِ عليّ، وقالت لأمِّي أيضاً أنَّها تعرفُ جرّاح تجميلٍ ما، ستعرفها عليه لعلّهُ قادراً على إصلاحِ وجهي وما حلَّ به، هذا ما سمعته من أمِّي وهي تكلمها، ربما قد تتساءل كيف سمعت؟ بصراحة أمّي تفعّلُ مكبر الصوتِ عندما تكلمُ أحدهم فلهذا أنا قادرٌ على سماعِ كلِّ المجريات، هذا كلُّ ما في الأمر.

حسناً تجهزتُ ولبست، واعتكفتُ في غرفتي منتظراً مجيئهما، غالباً نوا يأتي لغرفتي للعب عندما يزورونا، لكن هذه المرة الزيارةُ مختلفة، إنّها كعندما تزورُ مريضاً في مشفى ما ولكن الفرقُ هنا؛ أنهم يزورون المريضَ نفسه في بيته، وبالفعل رُنَّ جرسُ البيت، فتحت أمّي الباب واستقبلت نوا ووالدته، والدةُ نوا بعكسِ فيرا، إنها لطيفةٌ جداً وتحبّني، تعاملني كما أنني ابنها بالضبط، جلستِ المرأتان تتحادثان، وبدأت والدتي مقطوعةَ الصِّياحِ والنُّواح، لا تنفكُ تلك المرأة عن البكاءِ أبداً، وماريا لم يكن بيدها حيلة سوى مواساتها والتخفيفِ عنها، هذهِ سُنَّةُ الحياة.

بعد ساعةٍ كاملة من التنفيسِ عن المشاعرِ السلبية، طلبت ماريا رؤيةَ وجهي لمعاينته، فهي طبيبةُ أطفال وزوجها أيضاً؛ طبيبٌ في مجالٍ ما لا أذكره، صاحت لي والدتي، وركضتُ إليها بعكسِ المرةِ السابقة، ركضتُ لها واثقاً ولم أخبئ وجههي، نظرت ماريا لوجي بأسى، باتت تتلمسه وترى إن كان الجرّاحُ سيستطيعُ معالجتي ولو قليلاً، أبعدت بعضَ الضمادات، ولكننا جميعنا صعقنا عندما سمعنا ما قاله نوا: ما هذه السخافة، لقد قلتِ أنّكِ طبيبةُ أطفال أمِّي.

-وماذا في ذلك؟ بعدمِ فهم

-لم تقولي أنّكِ تداوينَ أكياس القمامة أو قواريرَ البلاستيك الذائبة. بامتعاض.

-نوا! هذا الكلامُ إهانةٌ بحقي وحقِ كاندل صديقك!

-لم يعد صديقي، أنا لا أصادقُ البشعين أمثاله! كنتُ أسايره فحسب بما أنّهُ وسيم.

-اعتذرِ الآن نوا! عادت لتنظرَ إليّ ، ثمَّ بدأت بالاعتذارِ بالنيابةِ عن ابنها.

لم يشغل بالي أنَّ ابنها أهانني للتو، وقفتُ مصدوماً مما قاله، كان يسايرني لأنني وسيم؟ ما معنى؟ أيقصدُ أنَّهُ استغلني فحسب ليكوِّنَ صداقاتٍ في المدرسة؟ أثرت كلماته فيّ، وبدونِ أن أشعر، استهلت دموعي على وجنتيّ، بدونِ أن أعرف سببها حتى.

-هذا يكفي!صاحت أمِّي، ثمَّ تابعت بنبرةٍ أخف: ماريا أشكرُ أنّكِ جئتِ لمواساتي والاعتناءِ بابني، ولكنني لا أقبلُ أن يُهان أمامي، لذا قبلَ أن أفقدَ أعصابي؛ اخرجي أنتِ وابنكِ من منزلي.

-هل تطرديني؟ أنا من جاءَ لمساعدتكِ رغم أشغالي!

-لم أطلب مساعدتك، أليسَ كذلك؟ ثمَّ لم تُؤدبي ابنكِ على إهاناتِه المتكررة لولدي، لقد راعيتُ أنها صديقان، لكن ما قاله في النهاية أنّهُ يستغلُ ابني هذا لن أسمح به، لذلك فلتتفضلي وتخرجي من منزلي لو سمحتِ، وخذي ابنكِ معك، إلا إن أحببتِ أن أربيه لك، هذا شيءٌ آخر.

استقامت ماريا ثمَّ صرخت: ألا ترين أنَّكِ من يهينني الآن؟

-ابنكِ أهانَ ابني أتتوقعين مني أن أصمت؟

-هذا يعني أنَّ ما قالته فيرا صحيح!

-قالت لكِ أنني ضربتها وطردتها؟ أجل صحيح، لقد حرقت وجهَ ابني بالشاي وضربته، أتتوقعين مني أن أسكت عن هذا؟

-نوا! تعالَ إلى هنا سنرحل.صارخة.

-أغلقي الباب خلفكِ لو سمحتِ.

بعد ذلك رحلت ماريا مسرعة، أظنُّ أنَّ أمّي قد أهانتها كثيراً، أقصد ابنها قد زودّها لكن ليسَ إلى هذا الحد، أعني...

-بماذا تفكر؟ قاطعتني.

-لا شيء. منكساً رأسي للأسفل.

-تظنُّ أنني أهنتها كثيراً أليسَ كذلك؟

لم أجب، أومئتُ إيجاباً فقط

-لا بأس، أنا وماريا مقربتان، سنتصالحُ فيما بعد، كلُّ الكلام كان بغرضِ تأديبِ ابنها، بأنَّهُ إن لم يصن لسانهُ في بيوتِ الغير، فسيأتي ومن يهينُ أهله لأنهم أساؤوا تربيته.

أومئتُ أيجاباً فحسب، لقد كان كلامُها مؤثراً بحق، إنَّ أمّي أمٌّ عظيمةٌ بحق، ركضتُ إليها وعانقتها، فقد سمعتُ أنيناً وشعرتُ أنّها تبكي، عانقتها بقوة ونظرتُ إليها ثمَّ قلتُ ببراءة: ماما لا بأس لقد أعجبتُ بما فعلته، إنَّ نوا لم يكن صديقاً جيداً فحسب، لا بأس سأتخطى هذا، حتى لو بقيتُ مشوَّهاً سأعيش.

بادلتني أمِّي العناق وجلست تبكي بعمق، تلكَ المرأة لا تكفُ عن البكاءِ أبداً، لكن شعرتُ أنَّ هذه الدموعَ مختلفة، لا أعلم، ولكنني شعرتُ لوهلة، أنني لن أتخطى هذا، وستسوءُ الأمورُ أكثر، لكن بطريقةٍ ما، كنتُ أشعرُ بالراحةِ بالقربِ من أمِّي، بالفعل أمِّي ملجأي الوحيد، وملاذي الآمن الذي يعوضني عن كلِّ ما في الدنيا، لن أجد في حياتي شخصاً يعوض مكانها مهما كان.

بعد ذلك دلفت أمِّي للمطبخ لتعد الغداء، حسناً قد دخلتُ المطبخ أيضاً لأساعدها، حضرنا الغداءَ سوياً، ثمَّ تناولناه، وبعده جلسنا نتابعُ رسوماً متحركة، لقد كان اليومُ لطيفاً، إلى أن نادتني أمِّي: كاندل!

-ماذا هناك؟ ملتفتاً لها.

-غداً سأذهبُ للسوق لأشتري لكَ دفاتراً للفصل الثاني، المدرسةُ اقتربت باقٍ عليها يومين، أخبرني ما الذي تحتاجه؟

-لم أرتح من الامتحانات إلا وجاءني الحادث والآن مدرسة! بامتعاض.

-لستُ وزيرَ التعليم للأسف إلا كنتُ مدّدت تلك الإجازة للأبد.

-أريدُ دفتراً للغة العربية، ودفتراً للأجنبية، وآخر للرياضيات، ودفتراً للرسم.

-هذا فقط؟ ألا تريدُ أقلاماً؟

-أحتاجُ أقلاماً، وليس لديَّ ممحاة. مقوساً شفتيّ للأسفل.

-حسناً سأشتري لك، ألا تريدُ ألواناً؟ أنتَ تهوى الرسم أيضاً أعتقدُ أنَّ ألوانك قد انتهت أو ما شابه.

-أجل أجل أريد أريد، لكن خلتُ أنَّكِ لن توافقي إن طلبت.

-لمَ لا أوافق؟ ألستَ ابني؟

-بالطبع!

-سأشتريها لك.

-مرحى! قفزتُ من على الكنبة، ورحتُ أركضُ في البيتِ كلِّه، خسرتُ صديقيّ المقربَين، لكن لم آبه لهذا، لديَّ أمِّي بجانبي وهي تكفيني!

حسناً لن أكذب وأقول أنني لستُ خائفاً، خائفٌ مما قد أواجهه في المدرسة، خائفٌ من ردةِ فعلِ الطلابِ بشأني، خائفٌ من أن لا يتقبلني أحد، ما الذي سأفعلُ حينها؟ هل سأطردُ من المدرسة لمجردِ أنني قبيح؟ هل سأطردُ من الفصل لأنَّ المعلمة خائفة مني؟ هل سيتقبلني أحد؟ أم سيتنمرون عليّ ويشوهوني أكثر كما فعلت فيرا؟ هل ستلعبُ سيري معي مجدداً؟ أم أنَّها ستتهربُ مني؟ كثيرٌ من الأسئلةِ تدورُ في بحرِ عقلي، لكنني متعبٌ لأفكرَ بما قد تكونُ إجابتها، لهذا وأنا في خضامِ تفكيري العميق، نمت...


يتبع...

Ga verder met lezen

Dit interesseert je vast

16.6K 1.1K 11
♥اصغر مني لكنك اوقعتني في حبك ♥ . . بتاريخ2018/11/22حصلت على المراكز #6 sou من بين21 #5توايس من بين11 #16لاي من بين 41
3K 163 41
You are beautiful as you are You are not ugly society is إنتي جميلة مثل ما إنتي عليه إنتي لست بشعة المجتمع كذلك رسائل الى المجتمع من قبل رواية صغي...
30.9K 1.3K 19
_. تُدور الأحداث بين عصابة آل زوي الشهيرة في مدينة روز التي تُكافح شرطتها في القضاء عليهم والتخلص من شرّهم، تثأر عائلة زوي للأب الذي قد قتلته الشرطة...
1.1K 124 16
قصة الشفق هي قصة تدور أحداثها بين عدة عوالم من بينها عالم البشر و عالم مصاصي الدماء...و الأبطال يواجهان العديد من التحديات، ولكنهم يتغلبون عليها في ا...