وعد ريان بقلم أسماء حميدة

By user92149849

376K 18.5K 3.6K

انتفضت بفزع عندما أحست بذراع تحاوط خصرها و يد تكمم فمها و أحدهم يسحبها أسفل جذع الشجرة التي كانت قد تسلقتها م... More

اقتباس
اقتباس
البارت الأول
البارت الثاني
البارت الثالث
البارت الرابع
البارت الخامس
البارت السادس
البارت السابع
البارت الثامن
البارت التاسع
البارت العاشر
البارت الحادي عشر
البارت الثاني عشر
البارت الثالث عشر
البارت الرابع عشر
البارت الخامس عشر
البارت السادس عشر
البارت السابع عشر
البارت الثامن عشر
البارت التاسع عشر
البارت العشرون
البارت الواحد والعشرون
البارت ٢٢
البارت ٢٣
البارت 24
البارت 25
البارت ٢٦
البارت ٢٧
البارت 28
البارت 29
البارت ٣٠
البارت 31
البارت ٣٢
البارت ٣٣
البارت ٣٤
الشخصيات حسب الظهور
البارت ٣٥
البارت ٣٦
البارت السابع و الثلاثون
البارت 38
البارت ٣٩
البارت ٤٠
البارت 41
البارت الثاني والأربعون
البارت 43
البارت ٤٤
البارت 45
البارت السابع والأربعون
البارت الثامن والأربعون
البارت التاسع والأربعون
البارت ٥٠
البارت 51
البارت 52
البارت 53
البارت _٥٤
البارت_55
البارت_56
البارت_57
البارت_٥٨

البارت السادس والأربعون

6.7K 338 78
By user92149849

#رواية_وعد_ريان_بقلم_الكاتبة_أسماء_حميدة
#الأسطورة_أسماء_حميدة
#البارت_السادس_والأربعون
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
اللهم صل وسلم على سيدنا وحبيبنا ونبينا و شفيعنا خير الأنام محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليمًا كثيراً إلى يوم الدين
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
عند وعد وريان.

شعر بالضيق وهو يراها لا تبالي به ولا تعره انتباهاً، فقد كان يأمل بعد قبلتهم تلك التي استحوذ فيها على كامل مشاعرها من وجهة نظره أو كما أعتقد هو، أنها من سيقوم بالتودد ومحاولة التقرب.

ولكنه لم يجد منها سوى الفتور و اللامبالاة، اهتزت ثقته بحاله وبات كبرياءه على المحك يشعر بالقهر يزحف إلى قلبه، روحه تناجيها وعقله يأبى وفصل النزاع استجابة الجسد، فالبقاء الأقوى.

وبعد أن وضعته في خانة اليك، وأشعرته بحقارة ما فعل، ماجت ثورة من الغضب مصدرها الأنا بداخله، وهجمة غير متوقعة على من كانت تدعي القوة والثبات، لتدك أسوار من قش، حواجز تبخرت مع أول نسمة هواء.

وذلك عندما زجرها بصوتٍ علت نبرته بفظاظة وهو يقبض على ذراعها، قائلاً :

-عجولك، إياكي تكوني بإكده بتهتيني، لاه فوجي يا حلوة إكده وأوعي لحالك وإعرفي أنتي بتتحدتي ويا مين!! آني ريان نصار ومش هتاچي حتة بت زيك تعرفني إيه اللي يصوح وإيه اللي ميصوحش.
-وطول ما أنتي على ذمتي خاشمك ده ما يهريش بالفارغة مع چنس راچل ولا عليه كيف ما عملتي دلوك، وشغل النظرات والاتفاجات اللي دار هناك ده لو حوصل مرة تانية أقسم بالله ما هراعي إنك مرة، سمعاني ولا أعيد حديتي من اللول.

علمت أنه يُعمِل القاعدة التي تقول أفضل طرق الدفاع هي الهجوم، ولكنه لا يعلم عن دهاء حواء شيئاً، فهناك حكمة تقول إذا رأيت أنياب الليث ظاهرة فلا تظن أن الليث يبتسم، وهي الآن منشكحة.

حسناً عليها الآن التقهقر لإعادة تنظيم صفوفها، وعلى أية حال الدعم في الطريق إليها "بالطواجن طبعاً 😂😂".

أمسكت بظهر يده القابضة على ذراعها، وضيقت عيني القطة خاصتها، وهي ترمش بأهدابها مدعية الحزن، قائلة بنبرة رقيقة يشوبها الندم الظاهري بالطبع :

-أنا آسفة يا رورو.
"رورو!! أحيه😂"

"ريان" قائلاً بنبرة أقل حدة، ولم يشعر بقبضته التي لانت على ذراعها، وهو يهز رأسه بعدم استيعاب:

-مين رورو ده؟!
" ما تنشف عاد يا واد عمي مش إكده😂".

وعد بغنج :

-رورو أنت يا حبيبي.

لمعت عينيه بجوع، وهو يرى دلالها ظنًا منه أنا طريقة سي السيد قد أجدت نفعها، ولكنها بالتأكيد صعبتها ولم تيسرها على الإطلاق فمن أين له الصمود أمام أمواج عينيها التي تجذبه إلى أعماقها، بها شيء مختلف يجعله ثائرًا رافضاً تمنعها، ذائباً خانعاً لحُسنها.

تحمحم محاولاً استعادت ثباته، قائلاً :

-لاه ، مش كل مصيبة تعمليها ترچعي تجولي آسفة ياحبيبي.

وعد متدخلة بنفي :

-لاء، أنا قولت آسفة يا رورو.

ريان باستياء من هذا اللقب، فلو زلف لسانها به أمامهم سيبقى مُعاير به للأبد، إنه الصعيد يا سادة مصنع الرجال :

-لاه جولتي حبيبي، ثم رورو دي عيندينا إهنه عيبة كابيرة لمن تتجال لراچل، حسك عينيك لسانك ده يونطجها جدام حد ولا حتى بيناتنا.

سلت ذراعها من قبضته قائلة بميوعة أجادتها :

-أنا كل ما أقول لنفسي أعمل معاك هدنة، ده كده كده مسيرنا هنفترق تقوم تزعق وتبرألي وأنا قلبي دعييييييف.

حسناً لقد دنت من مرماه فكلمة الفراق هزت الثبات، راميةً بقواعد ضبط النفس عرض الحائط.

فجلس إلى جوارها على التخت بزاوية تستهدف جهتها، يلتقط كفها بين راحتيه يحتويها بإحداها يتلمس ظهره بمثيلتها، قائلاً بلكنة قاهرية:

-يا وعد افهميني 🙃، إحنا هنا مش في إسكندرية.

وعد بمقاطعة :

-ولا في القاهرة، عشان أنا مش من إسكندرية.

ريان مستكملاً :

-وعد أنا عاوز أعرف عنك كل حاجة.

للحق لمسة يده واستكانت كفها بين يديه، ولين حديثه معها، بعث دفء استنكرته بأوردتها.
"أيون نمسك نفسنا شوية 👏😂"

فأجابته وهي تحاول إفلات يدها الخائنة من قبضته، ولكنه استمات عليها مدعياً عدم الانتباه "بيستعبط😂" ، وهو يحثها على الحديث،قائلاً :

-اتكلمي يا وعد، أنا سامعك.

وعندما لم تتمكن من تحرير يدها حاولت قدر الإمكان عدم إظهار أي استجابة تفضح بها مدى تأثيره عليها، وللآن نجحت في ذلك، وقالت بمرحها المعتاد :

-اسمع ياسيدي....

وبدأت تقص عليه حكايتها منذ وفاة والدتها، وحرمانها هي وأختها الصدر الحنون الذي بذلت أمها الثانية نجوى كل ما في وسعها لتعوضها هي وهمس عنه، وقد قامت تلك السيدة بمهمتها على أكمل وجه ليس تكليفاً فقط وإنما حباً وتعاطفاً مع هاتين اليتيمتين، وحتى ما حدث معهما وكان السبب في رحيل والدهما، وكذلك اتفاقها أو إجبارها على تنفيذ ما طلبه منها زين ابن صديق والدها.

حكت كل ما يضيق بصدرها وكأن الذي تتحدث إليه الآن ليس ريان ذلك المتعجرف الذي عاهدت نفسها أن تروضه لتقومه، يا إما تغادر وتحاول أن تتناسى بضعة الأيام التي قضتها جواره.

و للحقيقة لقد استمع لها باهتمام، وتعاطف معها، برغم قصة ذلك الحقير زين واستغلاله لحاجتها، آلمه قلبه في بعض المواقف، وانتابته مشاعر الإجلال والتقدير لتلك السيدة التي راعت الله في أمانتها.

اختصرت في القصد فوصل المعنى وطفى الألم، ومن ثم أغرورقت عيناها بالدموع، وعندما لاحظ لمعة الحزن تلك بمقلتيها، أحس بقبضة تعتصر قلبه فحرر كفها يحاوط كتفها جاذباً إياها إليه يضمها إلى صدره.

لم تقاوم فقد أنهكها الحزن ولم تجلب لها الذكريات سوى المرارة والأسى.

ريان بحنان وهو يمسد على كتفها بدعم بعدما أحس برجفة جسدها بين يديه وتعالي أنفاسها بنشيج "ماشي يا بتاع الدعم 😂" :

-وه، إيه فيه؟! بزيداكي عاد حزن على اللي كان، وواد الكلب ده اللي اسميه زين آني هوجفه عند حده، متعوليش هم واصل.

وعد محاولة استعادة ثباتها الذي تبخر بين يديه، وهي تتملص من قبضة ذراعه حولها، رافعة رأسها المستند إلى كتفه، فوجدته يشدد من حصاره حولها وهو مغمض العينين، قائلاً بأنفاس لاهثة وبلغته الإنجليزية:

-لا وعد، لا تبتعدي أرجوكي، أحتاجك بين ذراعي الآن، قلبي يريدك ها هنا فتاتي.

أما عنه فدفء جسدها بين يديه، ضعفها واستكانتها أشعلت بروحه وقلبه حماسة وتوق للمزيد.

فأفرج جفنيه، رافعا راحة يده الحرة يتحسس وجنتها برقة، و ملمس بشرتها الناعمة على باطن يده يزيد من حالة النشوى التي تملكته، وجهها القريب إليه بتلك العينين التي لما ترى عينيه جمالهما وصفاء لونهما بين ممن قابل ورافق وعاشر.

قلبه واقع في عمقهما مكبل بثقل لا يعرف خلاص ولا يريد، وعقله الذي يقاوم الغرق بات مستسلم لمصير يسعى إليه وبه عذابه.

لبه يناشده الاستفاقة من سحرها، فغيرته مدمرة وما رأته منها نقطة ببحر غيرة الريان، ما يحول بينها وبين دمارها أنه حتى دقيقتنا هذه بل لحظتنا هذه يكابر عشقا أمتلك قلبه زاحفا إلى عقله مدمرا كل المفاهيم صانعا قوانين جديدة تعترف بعشق الروح الباقي بعيدا عن عشق الجسد الفاني.

ريان بصوت أجش، يتخلله الدفء :

-وعد أنا مش عارف قربك بيعمل فيا إيه!! أنا....

وعد مقاطعة:

-بالصعيدي.

تجعدت ملامح وجهه محاولاً التركيز على ما عقبت به توا، وهو يقول :

-جصدك إيه؟!

نظرت إلى عمق عينيه وأنفاسها تلفح صفحة وجهه، تقول بهيام لم تتصنعه هي بالفعل وقعت له وما ستقوله الآن بعيدا عن أي مخطط :

-عاوزة اسمع اللي هتقولوه بالصعيدي مش بالإنجليش ولا بأي لهجة تانية تكون غيري سمعتك بتتكلم بيها أو تكون قولته لواحدة غيري، عاوزة اللي هتقولوه دلوقتي يبقى خاص ليا أنا حتى لو في طريقة النطق أو اللهجة، فاهمني؟!

تنهيدة خرجت من بين خلجاته وحديثها يضرب جوارحه في مقتل، نعم يفهم، بل هو الأعلم.

حبيبته تريد أن يميزها عن سائر النساء، غيرتها تنهش قلبها مطالبة بالتفرد والسبق لما لم تصل إليه أخرى، ما بها يشعر به ويناشده يريدها له وحده، لا تحدث أحد لا تمازح أحد لا تبتسم لأحد سواه، مخطئ مصطفى عندما ظن أنه لا يغار، غيرة الريان تفوق حمم البركان دمار وهلاك.

هو فقط لم يكن مستوعبا ما يشعره نحوها، والآن أصبحت الحقائق واضحة كبزوغ الشمس في سماء نهار الصيف، تلك الحقيقة لن يستطع إنكارها بعد الآن، فقال يروي عطشه لحبها قبل أن يجبر ما حطم داخلها، فما سيقول شفاء لروحه التي تئن ومداوة لقلب ينزف لغباء العقل :

-لاه يا وعد وكتاب الله اللي هجولوه ده ما في چنس واحدة سمعته مني، لأن اللي حسه ليكي دلوك ما حستوش جبل سابج، اللي إنتي عملتيه في ريان، عمر ريان بذاته ما تخيل إنه موچود، آني عاشجك يا جلب الريان.

تستشعر صدق حديثه الذي لاح دليله بمقلتيه فاندمل قلب، وارتوت روحان، ولكن تشفى كبرياء دهس، نعم داخلها يشمت به، لقد اقتربت من هدفها لابد وأن يشعر بما ذاقت؛ لتصفح.

وعد بعدما استمعت لخطى تعرفها جيداً فروائح خطاها تسبقها.

رفعت يدها لتتلمس وجنته كما يفعل الآن، وهي تقول بأعين تبثه عشقها، فأغمض عينيه يستمتع بلمساتها، ودقات قلبه في تعالي حانقا على عقل أضاع الوقت في أن يفهم ما يريد وما يتمناه القلب، ولسان حاله يقول وهو لازال مغمض العينين، وشفاهه حطت تطبع قبلة على باطن كفها :

-الله يلعن الكبر اللي چواي، كت هضيعها من يدي، وأبات عمري كلاته أتندم عليها.

بينما قالت بصدق :

-وأنا كمان.

ابتهج قلبه لما عقبت به، ففتح عينه ولازال يحيط كتفيها بذراعه ويده التي تداعب وجنتها، اتجهت لتثقل يدها التي تلامس خده برقة، وهو يقول بلهفة أطلت من عينه :

-وأنتي إيه يا وعد؟! جولي يا عمري، آني عايز أسمعها من شفايفك.

أسرت نظراته عيناها، فأسبلت أهدابها بخجل، ومن ثم عادت بنظرها إليه وجدته يرتكز ببصره إلى عيناها تارة وشفاهها تارة أخرى

فصوبت نظرها إلى عينيه التي تحثها على الحديث وهو يومئ برأسه إليها، وعيناه تترقب حديثها الذي ستنطق به شفاهها بجسد محموم يتوق لملامسة شفاهها بخاصته فور تصريحها بالحب.

وعد :

-أنا كمان، حاسة جوايا حاجات ليك مش فاهمة ولا عارفة إيه هي!!

ليس هذا ما كان يريد سماعه، ولكن لا بأس ربما هي الآخر لازالت تحتاج لمزيد من الوقت لتتأكد من مشاعرها نحوه.

الغريب ان ما قالت غير المتوقع ولكن تلى انطفاء الحماسة، شعاع أمل يلوح بالأفق يكفيه ما قالت مؤقتاً، مال إليها يغمض عيناه، يرغب بأن يشعر بها بين يديه، وقد علت وتيرة أنفاسه، وعقله يخيل له العديد من المشاهد الجامحة بطلتها هي.

لن يبتعد قبل أن يتم إكتمال سحر اللحظة باندماج الأرواح و الأجساد يريدها بجنون، عقله شارد في نعيم سيحظى به بعد ثوان من الآن يعلم أنها لن تصمد أمام يريد أن تشاركه به، هو على تمام الثقة بجاذبيته وكذلك خبرته كزير نساء.

هبط بكفه، يحط به على خصرها، ولم تمانع، دنى ليتذوق شهد شفتيها، فرفعت كفيها تبعده حائلة دون ذلك

قائلة بمكر بعد أن أوصلته إلى أعلى قمم الوله والشوق، فهذا ما به الآن يشتاق لما اقتنص بالسيارة، متناسيا ما تركه من جرح لأنوثتها بذكرى كان من المفترض أن تسجل في ألبوم أجمل اللحظات.

وعد :

-أنا آسفة، مش هقدر أخونه.

أحست بتشنج عضلات صدره أسفل راحتيها، والأعين الناعسة جحظت بغضب، وعبوس جبينه وتكشم ملامح وجهه أنبأتها بما يعانيه الآن، فاستكملت تزيده من الشعر بيتا :

-أنا ضعفت قبل كده، ورجعت ندمت إني خنته، مهما كان اللي حساه ناحيتك، لكن هو.........

وبترت عبارتها وهي تلمح بعينيه قهر مغلف بدماء الغضب فقد استحال بياض عينيه إلى الحمرة، ويده التي حطت على خصرها بمداعبة، تحولت إلى قبضة فولاذية، وعينيها يلمع بهما بريق الانتصار.
"خالتك، انتصار دهين تبقى خالتك يا بت ليلى هيبلعك دول صعايدة يا بت الموكوسة😂"

فتح باب الغرفة في تلك اللحظة، وقد تبخر داخل تلك المنتصرة بعض مشاعر القلق التي انتابتها جراء هيئته التي هو عليها الآن.

ولكن لم يصدر عنه رمشة عين تدل على أنها استمع لفتح باب الغرفة، ولم يلتفت حتى ليستكشف الفعل، وكأنه يعلم من هو أو ربما لا يأبه.

صابحة وهي منتبهة لما بيدها ولك تلحظ بعد وجودها ونظرها منصب على تلك الصينية:

-أما يا بت يا دودتها چبتلك وا.........

بترت عبارتها عندما استمعت إلى صوته يقول بغضب :

-برة.

صابحة بدهشة وسلاطة لسان، وهي تمط شفتيها بسخرية :

-إيه ديه؟! إيه اللي چاب الجلعة چنب البحر، هو ديه اللي هستناكي يا صبوحتي؟!

التفت لها ومعالم وجهه تنضح غضبا جحيمي، قائلاً بثورة وقد رفع يديه عن التي ترتجف الآن بخوف وما إن فعل وحررها حتى انطلقت ولم تعر ألم قدمها أي انتباه، فقد أصبحت حياتها في خطر.

وهي حتمي بصابحة التي انكمشت على حالها، والأخرى تقف خلفها، جاعلة إياها كسلاح المشاة الذي يوضع أمام صفوف الجيش اختبارا لمدى صلادة العدو.

ريان يهب واقفا، يندفع نحوهما، يأكل تلك المسافة بينه وبينهما في خطوتين، وكلتاهما يتقهقرنا إلى الخلف بهلع، وصابحة تنظر إليها من أعلى كتفها قائلة قائلة بنبرة مرتعدة هامسة :

-يخرب مطنك هببتي إيه خلتيه كيف التور الهايچ إكده؟!

وقبل أن تجب وعد توقفت خطوتهما نتيجة اصطدام ظهر المتوارية بالباب الذي أغلق خلفها، فتمتمت اثنتاهما بنفس اللفظ :

-يا وجعة مربربة!!

صابحة بأيد مرتجفة تزيح يدي الأخرى عن كتفيها، تلتف بجسدها لتقابلها، قائلة بتوبيخ :

-ما تونطجي عيملتي إيه يا به؟!

بينما الآخر امتدت يده محاولاً الوصول لتلك التي تراوغه يمينا ويسارا والحائل في أن يقبض على خصلاتها تلك التي تتوسطهما وعلى صوت الهرج والمرج، بينما الآخر تحاول الإبتعاد عن مرمى يديه منكمشة على حالها، وصابحة تشيح بيدها في وجهها، مردفة :

-يا به ما تتكلمي؟! حوصل ايه؟! الله يحرجك، ده شكله غبي ما عيهزرش!!

وما إن تمت جملتها تلك حتى التقط تلك الدخيلة التي تواليه ظهرها، يقبض على ملابسها من الخلف، يبعدها عن طريقه، ومن قوة الدفعة تعرقلت لتسقط أرضا، بينما انفتح الباب فجأة بقوة أدت إلى اندفاع المستندة إليه إلى الأمام لتسقط بين أحضانه.

فعندما كان مصطفى وهمس يعيشان أسعد لحظات حياتهما وقد اعترف كلا منهما للآخر بحبه، وبرغم فظاظة مصطفى في قولها، ولكن بالأخير الغيرة أكبر دلالات العشق، وتفهم همس تلك الحالة التي كان عليها.

واستطاعت أن تحتويه ببراءة، كم هي صافية ونقية، وهذا ما علقه بها حتى قبل أن يراها، فعشق مصطفى لهمسه، لم يأتي بين ليلة وضحاها، ولم يقع لها لجمالها، لقد سمع بها فالأذن أحبت، وقد علم عنها فالعقل تفهم وتفنن، والعين رأت فأحب الهيئة والقلب شعر فبات متيم.

لذا خرج همسه بحبه لها وهي بين أحضانه، نابعا من القلب يعرف طريقه إلى مثيله.

وفي أثناء لحظات تخليدهما لتلك الذكرى الحالمية، أخرجهما من حالة النشوى تلك صوت الجلبة الآتية من القاعة المجاورة، فانتفضت بين أحضانه لينتقل قلقها إليه وتتصلب عضلات جسده بانتباه، وقد عاد عقله إلى العمل بعد أن غيبته صغيرته بطفولتها وبرائتها.

أما هي فقد تملكها الخجل، حتى ولو كان زوجها أمام الله والجميع، فما بدر منها منذ قليل كان وليد اللحظة أحست فاندفعت فقالت، لم يكن ما فعلته يشوبه أي مكر أنثوي ولكنه حب خالص لمصطفاها.
تصبغ وجهها بحمرة قانية، وقد فصل قبلتهما مرغم فلقد بدأ الصوت يعلوا بالخارج.

فقالت وهي تتهرب بنظراتها منه، تحط بقدميها أرضا، فحرر لا مؤاخذة ساقيها:

-إيه اللي بيحصل برة؟!

مصطفى وهو يتكهن بما قد حدث، قائلاً بينما يحاول تنظيم أنفاسه المتلاحقة جراء نوبة جنونهما معا :

-مش عارف، مصيبة ليكون عملها؟! تعالي بسرعة نشوف فيه إيه!! لا تكون هبت منه.

خلل أصابعه بين خاصتها يجذبها معه إلى الخارج، فشدت على كفه القابض على راحتها، قائلة باستحياء، فالتفت إليها تزامنا مع همسها باسمه :

-مصطفى!!

مصطفى زافرا بحنق، وهو يلعن بسره من كان السبب الذي جعله يبتعد عن نعيمه، مكور قبضته الأخرى يطرق بها على صدره بخفة عدة مرات، قائلاً :

-قلبي من جوه، أؤمر يا حتة مني.

" واخد المحن لحسابك أنت 😂، بس صراحةً أنا كأسماء من فانزاتك أدرش بالتوفيق يا شقيق 🤝😂"

ابتسمت لتظهر غمازتيها، ليقول بصوت معذب :

-أموت فيكي أنا يا أحلى مزة في برة مصر تمن، قولي بسرعة أي تأخير مش في مصلحة أختك على فكرة، الباشا شكله جاب درفها برة.

انتبهت لما قال، لتسأله مستفسرة :

-مالها وعد؟! ومين ده اللي عملها وعمل إيه؟!

مصطفى قائلاً وهو يكمل سيره جاذبا إياها معه إلى الخارج:

-يله بينا الأول، وهفهمك بعدين.

عودة إلى ذلك الوحش الكاشر عن أنيابه، وقد سقطت فريسته بين أحضانه، فقد على خصلاتها، تزامنا مع دخول مصطفى وخلفه همس وتلك الساقطة أرضا تحاول النهوض، وما إن استقامت توجهت إلى همس بينما اقتحم مصطفى الغرفة وتعلقت يده بقبضة ريان، قائلاً :

-استهدى بالله كده يا باشا، وارفع ايدك عنها، ميصحش كده.

ريان وقد رفع يده الأخرى التي استماتة على قبضة مصطفى المتمسك بذراعه محاولاً تخليصها من تحت يده :

-بعد يدك يا مصطفى محدش هيعتجها من يدي.

مصطفى قائلاً ما بين شد وجذب :

-يا باشا عيب، اكبرلي طب وفهمنا إيه اللي حصل لكل ده؟!

ريان وهو يهز رأسه برفض، وليس على تركها فقط، ولكن أيضاً امتناعه عن ذكر السبب فماذا سيقول، زوجته عاشقة لغيره.

ريان وقد ترك معصمه ليبغته بلكمة أسفل القفص الصدري، أدت إلى إبعاده خطوتين إلى الخلف، باسطا راحته ينتوي صفعها، فتقدم مصطفى يقبض على معصم يده المرفوعة، ويباغته بلكمة استهدف جانب وجهه.

فزجره ريان وهو........

ظبطة بقى على سجناء الجزيرة،
👇👇
إضافة للرف، ونسجل قراءات كتييييييير هنا هون 👇👇#سجناء_الجزيرة
#قادمون_وبقوة
#روايات_أسماء_حميدة
https://www.kawkablit.com/h5/#/pages/novel/info?tid=2&nid=4168


Continue Reading

You'll Also Like

265K 6K 31
لو إلتقينا في عالم آخر لوقعت.. لغرقت وتهت في حبك ولكن ولدنا هنا في عالم انتِ القاتلة وانا السجان واه من حرقة الإنتقام ولهيبها تهنا معًا في هذا الظلام...
7.3M 357K 71
" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَــهذي به..!؟ " " هــذا مــا لَـدي... لاتَ...
407K 18.7K 44
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
556K 13.2K 54
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" الذي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...