بين نبضة قلب وأخرى

By Bellaa71

36.2K 478 70

الكاتبة: أغاني الشتاء More

.
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45

12

523 10 0
By Bellaa71

♥▄الـنـبـ«12»ــضــة▄♥

:
:
:

بـعــد أسـبـــــوع...~

تأملت جوالها للمرة الألف خلال الأيام الماضيه...تنتظر إتصاله...لكنه لم يتصل...
و لم يأتي..!!
لماذا...؟؟
حتى أنه لم يطلب منها الحضور لإجتماع خالاته في مزرعة جدته اليوم...و الذي علمت عنه بالصدفه حين اتصلت بأم فراس لتتحمد لها بسلامة الرجوع...
دعتها للحضور هي و والدتها...لكنها تحججت بإنشغالهم...لم تستطع أن تحضر من نفسها...وهو لم يطلب حضورها كم فعل سابقاً...

تذكرت حديثه معها ليلة الحفله...مشاعره التي صدتها هاربة منه...رغبة في أن يتمسك بها أكثر...
(أخاف يكون زعل..و ماراح يكلمني أو يجي يراضيني؟؟ طولتها و أنا أكثر وحده تعرف كيف مالك يعصب بسرعه و لايطيق أحد يعانده..أو يصغره...صار له أسبوع هنا..اليوم أو بكره بيوصل الخبر لأبوي و أكيد بيستغرب ليه ما جاء يشوفني؟)

طوال تلك الأيام...و هي تتذكر ما رأت في ذاك الدرج...تلك الذكريات الغابره...
تتذكر جدالهم تلك الليله...تبريراته التي بدت لها الآن مقنعه...و هي بعناد لم تصدقها...
رحيلها فجأه عنه...بدون إذنه...لا تعلم كيف قوت على ذلك و لم تخف منه...

و بعد كل هذا...عذرها...و لم يغضب كعادته...
أعطاها الحق لأول مره...بأن تسير حياتهما حسب مشاعرها هي...

حتى حين رآها كان هادئاً...مشتاقاً...متفهماً على غير طبيعته...
أحياناً تحس أنها لا تعرفه وهو بهذه الصوره الغريبه...

هل كان يجب أن تثور سابقاً لينتبه لها..؟؟

عنفت نفسها بلوم...(وش فيك يا عذاري؟ حلت لك اللعبه! انا غلطت كبرت الموضوع وهو مايستاهل..مثل ما قال...هو مو مهتم فيها..و هي كبرت و تغيرت و أكيد ناسيته..خلاص اللي بينهم انتهى)

تذكرت حياتها معه...بالرغم من صعوبتها...و جفاوتها...و قسوتها...
إلا أنها تحمل له الإمتنان و الحب...فأي رجل يصبر على زوجة لم تنجب له بعد كل تلك السنوات الخمس...و يتحمل أن ينتظر نتيجة تلك العلاجات...لتتنهد بأمل...(لو بس أقدر اجيب لك ولد يربطني فيك و يحسسني بالأمان..يمكن يلين قلبك شوي)

♥▓♥▒♥▓♥

كانت تجلس بجانب جدتها...سعيده...و هي ترى كل هذه الفرحه تسكنها بعودتهم...
حتى هي رغم قلقها...و ضيقها من هذه العوده...إلا أنها حال مادخلت منزلهم القديم...احست بالراحه...
لتزيد سعادتها الآن...و هي تجلس في مزرعة جدتها...معها و مع خالتها...
جميل أن تكون بين أهلك...بين من تحب...

احست بإهتزاز بجانبها...لتنتفض و هي تلتقط هاتف جدتها من تحتها...

دانه تضحك / يمه خوفني جوالك!_قطبت حاجبيها بإستغراب و هي ترى اسم أم منوه على شاشته_هاذي خالتي فاطمه

التقطت جدتها الهاتف من يدها...و هي تتأمل إبتسامتها الصافيه...إبتسامه اخبرتها أنها لم تعرف من تكون خطيبة ساري...

مزنه ترد على هاتفها / هلا.......هلا والله أم منوه.......الحمدلله بخير........وش أخباركم........ايه رجعوا......الله يسلمك.......لا وش دعوه حياكم الله أنا ما دقيت عليكم قلت يمكن مشغولين.......زين ننتظركم
اغلقت هاتفها / هاذي فاطمه..تقول بيمرون يسلمون عليكم يوم عرفت إنكم رجعتم
أم فراس / من متى هالذوق عندها؟ بعدين وش عرفها إننا رجعنا؟ و إننا طالعين؟ يا حب هالمره للقافه و التلزق....كان ما عزمتيها يمه والله مالي خلق عليها
مزنه / عاد قالت بأجي ما أقدر اقولها لا تجين
دانه بتسامح / يمه فيها الخير بتشوفنا..والله شكلها تغيرت..أول مره تهتم لنا..صح؟

تأملتهم بنظرات مستغربه...و جدتها و خالتها و ضي...يتبادلن النظرات بضيق...
و هن يعرفن سبب زيارة أم منوه و ابنتها...و لهفتهن لهذه الزياره...

أم مشاري بضيق / هاذي فاطمه..ما فيه شي تسويه للـه
دانه معاتبة/ خالتي لا تحطين بذمتك
أم مشاري تكمل رغماً عنها / هي جايه عشان تتميلح علينا بخطبة منوه و توصل لنا الخبر وهو واصل لنا
دانه ترفع حاجبيها دهشه / منوه انخطبت! والله؟ مين؟؟

التقت نظرات أم مشاري بوالدتها بتردد...و لم تقوى على إكمال الخبر...فالكل يعلم بالحب الذي تحمله لساري...
حين خطبها أول مره طارت من سعادتها...و حين رفضته والدتها...صمتت بألم...
و حبست داخلها ما كان يبين في نظراتها من حزن...وقهر...الجميع لاحظه و لكن أبت موضي أن تعترف فيه...
حتى حين خطبها للمره الثانيه...و جاهدت دانه في طلب وساطتها لتقنع والدتها بالقبول...كانت ترى لهفتها...و رغبتها القويه...بالموافقه...
لكن حتى موافقة موضي الجبريه...لم تستطع أن تأخذها عذراً لكي تمضي بحياةٍ تمنتها...

فكيف لها أن تكسرها بهذا الخبر..؟؟
لكنها يجب أن تعرف...أن تصدم أمامهم و تفوق من صدمتها...أفضل من صدمتها أمام من يتمنى لها الكسر...و الضيق...

لكن والدتها اكملت بدلاً عنها / ساري..اللي خطبها ساري

غام نظرها فجأه...حتى اصبحت لا ترى تلك الوجوه التي أمامها...و قلبها يلتوي ألماً...
جاهدت ملامحها كي لا تتأثر...رجت دمعاتها أن لاتهطل...
خسرته...و خسرت حبه...و حبها...و حياتها...
كل ما ترجوه الآن كرامتها...و عزة نفسها بينهم...
لا تريد أن يرى أحداً دمع الحسرة عليه...لا تريد شفقتهم...و حزنهم...

لكنها لم تستطع...جف حلقها عن أي كلمه قد تعبر عنها بلامبالاة كاذبه تدعيها...
ملامحها المتيبسه بوجع...رفضت الإسترخاء و التظاهر بعدم إهتمامها...

الكل يراقبها...و هذا ما يضايقها...و يخنقها أكثر...و أكثر...
تريد هذا الوجع حصراً لها...و بقلبها فقط...هل هذا كثير..؟؟

أم فراس / دانه روحي قولي للخدامات يسوون قهوه

ولو كانت حجه واهيه الكل يعرف سببها...لكنها تلقتها من والدتها بإمتنان كبير...
سيعرفون ببكائها...و ضيقها...و حزنها...لكن على الأقل لايرونها تهل الدمعات أمامهم...

غادرتهم سريعاً...لتلتفت أم فراس غاضبه لوالدتها...

أم فراس / و ما لقوا غير منوه يخطبونها؟؟ الطيور على أشكالها تقع..هاذي العنود دورت وحده بمستواها و.....
مزنه تقاطعها بعتب / موضي! و انتي ليه معصبه؟ الولد خطب بنتك مرتين و أنتي اللي ركبتي راسك و رفضتي..و ماراح تلقين لها واحد احسن من ساري
أم فراس بغضب / بنتي ألف من يتمناها..اللي مثله و اللي احسن منه_لتكمل لنفسها بضيق_(بس هي توافق)
مزنه / خلاص أجل وش معصبه عليه؟ الله يوفق الجميع
أم فراس بغيض / أنا بأقولك انهم خطبوا منوه عشان يقهروننا بس-لتكمل بهمس-قهروا البنت حسبي الله عليهم
أم مشاري تغير الحديث الذي ازعجهم / يمه..مالك مو جاي اليوم؟
مزنه / لا يقول عنده شغل..الله يهديه مو فاضي لشي هالأيام..حتى زوجته كل يوم اسأله هو راح لها يقول بعدين


مشت بين تلك الأشجار مبتعده عن الكل...آمله أن لا يلحق بها أحد...حتى تتلاشى تلك الغصه الخانقه...التي سكنتها...
(ليه منوه يا ساري؟ وش معنى هي بالذات! اعرفك و أدري إنها ما تناسبك و ما بينكم توافق بأي شي! فيه شيء ماعرفه..أنت تغيرت لهالدرجه؟؟..أو اخترتها عشان تقهرني..ليه تقهرني؟ و تقهرني عليك..ما تستاهلك والله ماتستاهلك)

رغم مرارة تلك الطعنه التي تلقاها قلبها بخبر خطوبته...إلا أنها رغم ضيقها تمنت الأفضل له...
ليرحل...يسعد بحياته...ينسى...فتجبر نفسها على نسيانه...
لكنه الآن قريب...مع زوجه لا تناسبه...
و هي ستبقى دائماً تسأل عن حاله معها...و عن هذا الزواج كيف سيتكافأ...

♥▓♥▒♥▓♥

منذ أيام وهو شارد عن جميع ما حوله يفكر...و يفكر...يبحث عن السبب..؟؟
لكنه يعجز أن يجد سبباً واحداً يجعل عمته تخفي ابنتها طوال تلك السنوات...أن تنفي حتى ذكرها...و يشاركها والده هذا النفي...
إن كانت عجزت هي عن الإحتفاظ بإبنتها...كيف يرضى والده الذي يخشى عليها من نسمة الهواء...أن تعيش طوال تلك السنوات مكلومة بفقدها...

يحاول جاهداً أن يتذكر الماضي السحيق...لا يتذكرها حاملاً...كل ما يذكره هو مرض كان يرقدها طوال اليوم في الفراش...
هل كان ذاك التعب بسبب حملها...وهو لصغر سنه لم يدرك ذلك..؟؟
طليقها كان...إبن عم غير شقيق لها و لوالده...يتذكر أنه سمع شيء كهذا خلال تلك السنوات...
و يذكر أكثر كره والده الشديد لهذا الإسم...لذا نفي من حياتهم و لم يذكر من جديد...
لكن أن ينفى مع هذا الذكر...طفله!!! و تحرم والدتها منها؟؟ كيف ذلك؟؟

بالكاد توصل لإسم ذلك الشخص...حتى وجده...
و سيبحث عنها...يجدها...يهدي عمته ما حرمت منه لسنوات أمام شرودهم عن أوجاعها...

كيف يحرمها والده من ابنتها أياً كان السبب..؟؟
كيف ترضى هي بذلك..؟؟
فيض الحنان الذي تغرقهم به طوال تلك السنوات لم شح على ابنتها..!!

مهما عظمت الخطايا...لا شيء يستحق حرمانها..حزنها...و أسى الآن بدأ يلمحه يستوطن قسماتها...

التقط هاتفه المحمول...ليجري إتصال يملؤه الرجاء...

تميم / مساء الخير
خالد / هلا والله..مساء النور..وش الأخبار؟
تميم / الحمدلله.._و بلهفه_ هـا خالد كلمت قريبك؟
خالد / ايه و لايهمك..يومين بالكثير و يكون عنوانه عندك
تميم يتنهد براحه / مشكور خالد ما تقصر
خالد / أفا عليك ما سوينا شي..خيرك سابق

اقفل منه على أمل...أن اسم والدها فقط.....كافٍ أن يوصله إليها...
يرجو الله أن لا تكون خارج الرياض لكي لا يصعب إيجادها...

♥▓♥▒♥▓♥

منذ دقائق و هي تجلس بجانبه في السياره...شارده...صامته...

سامي / ليه ساكته؟
كادي تلتفت إليه / سامي معليش ماأروح للمزرعه اليوم
سامي بإستغراب / عمتي مزنه عزمتنا..و جود بعد دقت تعزمك..ليه ما تبين تروحين؟
كادي / عشان سمو
سامي / هي قالت لك لا تروحين
كادي / لا بالعكس..هي قالت إنها ماراح تتضايق لو رحت لهم..و قويت علاقتي بجود..بس المهم ما أجيب طاريهم عندها
سامي يبتسم / خلاص أجل ليه متضايقه؟
كادي / سمو جالسه لحالها في البيت..حتى سلام ماراح تجي اليوم عشان ملكة بنت جيرانهم..مو هاين علي يوم جمعه و تجلس لحالها
سامي / وش دعوه! هاذي سمو يعني ما تعرفينها بتخترع لها شي يسليها
كادي بتردد / يعني أنا ما اخطيت؟
سامي / بإيش؟؟
كادي / احس إني نذله إني تركتها و رحت لجود..هاذي سمو يا سامي و أنت أكثر واحد تعرف هي وش سوت عشاني..كيف دائما معي بكل وقت..حتى لو تضايقت اطلع حرتي فيها و ما تزعل و ماتتركني
سامي / ما أحد ينكر اللي سوته..و ما فيه أحد مثلها..بس هي لها مشاعر تحركها..و أنتي المفروض تتصرفين حسب مشاعرك..مو مشاعر سمو
كادي / لا المفروض ما رحت
سامي / كادي......
كادي تقاطعه / تدري إن خالتي جواهر معزومه بعد..لكنها ماراحت عشان خاطر خالتي أم ساري مع إنها مستحيل تزعل عليها لو تروح...._تكمل كأنها تحدث نفسها_ليتني رحت لسمو
سامي / خلاص مو ضروري نجلس كل الوقت..اجلسي معهم شوي و أنا أقول إن عندي شغل ولازم ارجعك معي..أهم شي تسلمين عليهم و بعدها تروحين لسمو
كادي بفرح / واللــه! مشكووور يا قلبي

ابتسمت و هي تتأمل إبتسامته...
لتتذكر صبح...و إبتسامتها الدافئه...كم تناسبه تلك الفتاة...لتفتح حديثاً يقودها إليها...

كادي / الله يعين الأمتحانات بتبدأ
سامي / الله يوفقكم..فيه شي صعب عليك؟ تبين مدرسه؟
كادي / لا الحمدلله..الرياضيات كالعاده تراجع لنا سلام..و اللحين حتى الكيمياء تبرعت فيه صبح..بنراجع معها...كذا أحلى سوالف و مذاكره
سامي بإستغراب / مين صبح؟

و أخيراً ها هو المجال مفتوح أمامها...

كادي / أخت سلام من أبوها..أصغر منها بسنتين
سامي / وعادي بتروحين لها و أنتي توك تعرفينها؟ و إلا عشانها من طرف سمو
كادي / لا صبح غير..احس لو شفتها بأي مكان بأحس فيها نفس الإحساس..أول مره أحب بنت من قبل حتى اكلمها..أول ما شفتها دخلت قلبي..و يوم كلمتها و جلست معها عرفت إن احساسي فيها كان صح..طيبه و حبوبه مثل النسمه..و ذوق و أخلاق و دين..كامله ماشاء الله عليها

يستمع بإبتسامه حانيه لكلامها...الذي انطلقت به بعفويه...و حماس...
و يرسم لها صورةً مكبرة من تلك الطفله الصغيره التي رآها...

♥▓♥▒♥▓♥

اعتدلت بوقفتها و هي تنهي آخر لمساتها على مكياج شوق لتضع كفيها على أكتافها تلفها للمرآة التي حجبتها عنها سابقاً...

سلام بإبتسامه/ اللحين شوفي عروسنا القمر
شوق تتأمل ملامحها تحت مكياجها الأنيق الناعم / تسلم يدينك ياقلبي..عقبالك ياااارب

انهت جملتها بدخول بقية الفتيات...ليركضن جميعاً لها...يقبلنها...و يباركن لها...

شوق بخجل / عقبالكم أجمعين
رهف تتنحنح / سمعتي يا سلام اختي تبي تفرح فيني
سلام تدعي عدم الفهم / إن شاء الله نفرح فيك بعدي أنا و صبح..يعني خلينا نمشي حسب العمر
رهف / لا والله! يوقف نصيبي على حسابكم
أم يوسف تدخل مكمله حديثهن / ما يوقف نصيبك إن شاء الله سلام ألف من يتمناها..و صبح اللي يتمناها عندنا

اتسعت عيناها بصدمه...و ملامحها تبهت بتلك الخيبه التي رميت بها...
لتتعاقب أمامها تلك اللحظات الغبيه التي نزفت فيها توترها...و خجلها...و إهتمامها...بلا معنى...
أيام مرت...وهو يترأس كل فكره تخطر في خيالها...تلمحه بأحلامها...بين مشاعرها...أحبت كل شيء مر معه...و خيالها يصور لها أنه على ذات الإحساس...
لكنها نسجت الكذبه كالبلهاء...بدايه من صدفه...فكلام سمو...فلقاءات كانت تجعل رأسها يدور...وهو غافل عن كل هذا...

إذن صبح من تهمه..و إلا لن تتحدث والدته بهذه الثقه أمامهم؟؟

صبــح!! و كيف لها أن تقارن نفسها بها..؟؟

نعم فصبح هي من تليق بشخص له طيبة يوسف و إحترامه...
ليست هي...بذاك الماضي الذي تدعي أنها تخلصت منه....و هناك من يذكرها به...هناك دوماً ما سيثيره...و تخشى بكل دقيقه أن تعود إليه...

لم تكن تسمع ما تبقى من حديثهم...و نظرها يرتكز على نقطة في الأرض لا تبرحها...
صبح كانت تنظر إليها بين لحظة و أخرى...بعد أن غيرت موضوع الحديث على الفور...و حمدت الله أن ام يوسف لم تعاود الكلام فيه...
لتضيق أكثر...و هي تحس بالضيق الذي سكن أختها بسببها...
لن تفكر فيه أبداً وهو قد ملك ولو ذرة إحساس من قلب سلام...لن توافق...و لكنها تعلم أن حديثاً كهذا جرح قلباً رسم حلم عذري...تقف الآن على حطامه...
هي أيضاً كانت تتمناه لها...و تراهم لبعض منذ تلك الخطبه التي رفضتها...

بذات الضيق...كانت تراقب شوق صمت سلام...و شرودها...
و ذاك الحزن الذي يكابر ظهوره على ملامحها الأنيقه...وشى بقدر خيبتها...(الله يهديك يمه! وش اللي قلتيه؟؟)

صمتن رهف...و ضحى...بعد أن انتبهن لصمت الثلاثه المتبقيات...و عدم مشاركتهن الحديث منذ خروج أم يوسف...

رهف / هيييي سلامات..وش هالصمت الجماعي؟

رفعت سلام نظراتها لصبح...لتنبؤها النظره التي باغتتها بها...أنها تعلم ما يجول بخاطرها...
تعرف هذه النظره المهتمه بعينا صبح...

أما شوق فتداركت مشاعرها قبل أن تنتبه لها سلام...و رسمت على شفتيها إبتسامه...لكي لا تزيد ضيقها و إحراجها...

صبح تقطع الصمت لأنها تعلم أن سلام لن تفعل الآن / يله حبيبتي شوق..عماتك كانوا يسألون عنك

♥▓♥▒♥▓♥

تمرر يدها على تلك التنوره الرقيقه...و هي تهز ساقاً عاريه و ضعتها فوق الأخرى...و يدها الأخرى تلعب بخصلها المنسدله من تسريحتها المتكلفه...

تجلس بينهم رغماً عنهم...لكن تلك التربيه و الأخلاق التي يتباهون بها...تمنعهم من طردها...أو تركها لوحدها و النهوض عنها...مهما سمعوا منها من كلام لا يطيقونه...
لكنها الآن ستنتقم...ستستفزهم اكثر...
تملك اليوم سلاحاً أقوى ضدهم...تعلم بغيضهم المكبوت داخل صدورهم...بالأخص تلك التي تدعي الطيبه...و اللامبالاة...

منوه بدلع / صح بنات هذا لبسي يوم الشوفه..من بعد ذاك اليوم حبيته قلت البسه مره ثانيه اعيش نفس الشعور..وش رايكم؟؟
جود بإستحقار/ بس ما تلاحظين إنه فاضح بالحيل تطلعين فيه على واحد غريب
منوه بغرور / يمكن لأني متأكده إنه بعد ذيك اللحظه ماراح يصير غريب..-تركز نظراتها على دانه و تكمل بدلال-بعد قلبي ساري له سنين صايم صايم استخسروا فيه الهناء قلت خليه اللحين يفطر على شي يسوى

كادت ضي أن تتكلم...لكن نظرة من دانه جعلتها تتراجع...و تصمت بغيض...
و هي تتذكر تلك المحاضره الطويله...التي سردتها عليهم بعينان تحتقنان بالدمع...
لا تريد أي جدال معها...يعطيها ما تريده...إستفزازهم...و إنزالهم لمستواها...

لــذا صمتن جميعاً عنها...
و هي تبتسم بغرور و تسند نفسها على ظهر مقعدها...و نظراتها لا تغادر وجه دانه بتحدي...و إنتصار...و شماته...

فلم تستطع ضي كبت غيضها أكثر...فنفست به سخريةً منها...

ضي / إلا ما قلتي يا منوه وش شعوركم يوم خطبك ساري..أكيد مو مصدقين للحين

كانت تراها بسخريه و تحدي...بينما كادي و جود يراقبن بترقب...و دانه تستمع بصمت...

حسناً...سوف تزيد الحديث تشويقاً...و تحلي لهذه الدانه تلك الجراح التي تسكن قلبها...و تدعي نكرانها...
لكنها واضحه بتلك الدموع التي تتلألأ بعينيها و إن لم تسكبها...

منوه / اللي مثل ساري أي وحده تفرح فيه مهما تكون..اممم بس تدرون بيني و بينكم يعني..استغربت من تهور ساري!

ابتسمت بمكر و هي ترى أنظارهن الفضوليه...المترقبه...
حتى دانه رمقتها بنظرة إهتمام بالكاد تخفيه...

منوه تكمل / اللي كنت اسمعه عنه منكم إنه رزين و ثقيل..لكن يوم دق علي و طلب يكلمني حتى قبل الملكه استغربت..بس ما قدرت اكسر بخاطره و أنا اشوفه متلهف علي
كادي بإستنكار / تكلمينه؟؟
منوه / وش فيها؟ خطيبي..و مالنا في هالدنيا رجل غيره لازم يعرف بكل شي يصير لنا..هذا اللي قاله و اقنعني اكلمه..يبي يعرف وش يصير بكل شي يخصني..و عشان كذا استعجل بالملكه يبي نشوف بعض بدون حواجز مثل ما يقول

جميعهن صدمن مما يسمعن...حتى عجزن عن التعليق...
ملامحهن مشككه...بين مصدقه...و رافضه التصديق...

و استغلت صمتهن لتكمل لهن كذبتها بكذبات أخرى...
كيف انبهر بها...تغزّل بها...
لهفته عليها...وعوده لها بحبه...و رعايته...و إهتمامه...

منوه تكمل أكاذيبها / كان خاطري اعزمكم لملكتي الخميس الجاي..يعني أنتم أهلي و أنا لي حق اخليكم تحضرون ملكتي...بس مابي اضايق خالتي أم ساري..و ساري و اخرب فرحتهم بهاليوم..يعني تعرفون الوضع بينكم.........

لكنها قطعت كلامها و هي ترى دانه...وقفت لتغادر...بالتأكيد لن تقوى على سماع المزيد...لتبتسم بمكر...إذن لقد صدقتها...

منوه تتصنع البرائه / وين رايحه دانه؟_تكمل بدلع_ كأنك متضايقه؟؟
دانه تقف لتغتصب إبتسامه / لا متضايقه و لا شي بأروح اجيب العصير

و راقبتها منوه بشماته و هي تصد بعينان قد يطفح دمعهما بأي لحظه...لتغادرهن...بالتأكيد بقلب ينزف...


بعد دقـائــق...~

دخلن الغرفه جميعاً ليجدنها...تلوذ بحزنها بتلك الزاويه بجانب النافذة الواسعة...تضم رجليها بيديها...و تسند ذقنها على ركبتها...
وعيناها تشرد خارجاً...لتلك المساحات الخضراء الممتدة أمامها...
انتبهت لوجودهن...لتعدل من جلستها و تمسح آثار دمعة أخيره تهاوت على خدها...

دانه / ليه جايين كلكم و تركتوها؟ أنا كنت بأرجع لكم بس......
ضي بغضب / من زينها هي و جلستها..و الله حنا الغلطانين اللي معبرينها و حتى سلمنا عليها..ما تستاهل اللي يجاملها..أووف غثى بالله وش لاقي فيها ساري!! الله يقرفه ما عنده ذوق

صمتت بعد أن رأت نظرات عتب...من جود و كادي...

ضي تكمل/ لا تخافين ذلفت هي و امها..أصلا مادري وش جايبهم؟ يقالك بيسلمون عليكم..والله لو مو ساري خاطبها كان ما شفناهم هم بس......
دانه تقاطعها بملل / خلاص يا ضي اتركيها فحالها وش دخلك فيها

لا تريد الحديث عن هذا الموضوع أكثر...بل لا ترغب بالحديث مطلقاً...لذا تنهدت براحه...و إتصال من صديقتها ينقذها من كلامهن...

دانه / هاذي صديقتي بأكلمها و ارجع لكم

تركتهن...لتقف ضي لتغادرهن أيضاً...

ضي / نكدت علينا هالسخيفه..أنا مادري كيف ما طلعت حرتي فيها عشان ارتاح

كادي تلتفت لجود / وش فيها ضي اليوم..شكلها مو رايق
جود / صح..أنا سألتها بس تقول ما فيها شي..تعرفين ضي ما تقول أي شي خاص فيها لأحد..الحمدلله إنك جيتي و إلا كان طفشت منها..و اللحين حتى دانه مو رايقه

تذكرت كادي أنها كانت على وشك أن تتصل بسامي...ليعودا كما اتفقت معه...
لكن كلام جود و ضيقها...جعلها تؤجل إتصالها قليلاً...

كادي / تعالي نطلع نتمشى و نشوف تعديلات عمتي في المزرعه

♥▓♥▒♥▓♥

دخل لغرفتها...بعد أن رأى الباب مفتوحاً...
و رآها تجلس على الكرسي...أمام منضدة الزينه...و هي تبحث في أحد أدراجها المفتوحه...

تميم / مساء الخير
سمو تلتفت إليه / مساء العسل طمطم
تميم يحدق بوجهها برعب مصطنع / ياااكــااافي وش مسويه في وجهك؟؟
سمو تعود لمرآتها...و تتأمل عيناها التي رسمت لكل واحدة منهما كحلاً...و ظلالاً مختلفين...
سمو / اجرب وش بأسوي لملكة ساري
تميم بسخريه / وعسى هذا اللي طلع معك! لا تقولين موضتكم اللحين يالبنات كل عين شكل! الواحد يندم إنها ما تزوج قبل يخربون الحريم
سمو بتفاخر / لا يا ذكي اسوي كذا عشان أقارن أي أحلى علي_تلتفت له و هي تضع يداً على أحد عيناها_أي أحلى هذا.._تحجب عينها الثانيه_أو هذا
تميم يغايضها/ آسف..ما أعرف أقيم الصوره إلا و هي كامله

جواهر تدخل الغرفه / مساء الخير
/ مساء النور
جواهر / تميم أنت هنا؟ ما طلعت؟
التفت إليها و عيناه تمسحان وجهها بلحظه...قبل أن يهرب بنظراته إلى سمو...
يعجز أن يرى تلك العينين والحزن الذي يلونهما...يكره أن يتذكر غفلتهم عنها طوال تلك السنوات...

هو بالذات أقرب شخص إليها...كانت له أماً ثانيه أكثر من بقية إخوته...
هو من يحدثها بأموره الخاصه...بمشاكل أصحابه...يسرد عليها دائماً كل ما يمر بيومه..أياً كان...متعباً...أو مضحكاً...أو مملاً...
دوماً تستمع له...تشاركه بكل شيء...وهو يغفل عن أهم شيء تحتاجه..!!

تميم و عيناه تهرب لأي شيء سوى وجهها / اللحين بأطلع..تآمرون على شيء
جواهر / سلامتك

و تركهما بدون أن يرفع عيناه لها...فما بداخله يخصها...شيء لا يقوى على إخفائه عن اهتمامها...و معرفتها الدقيقه بما يشغله...

جواهر تتبعه بعينين قلقتين / وش فيه تميم؟
سمو بلا إكتراث / وش فيه؟ متعافي و سعيد كعادته
جواهر / اذكري الله بسم الله عليه
سمو تضحك / ههههه وش دعوه عمتي كل هالخوف من عيني!
جواهر / ولو قولي لااله الا الله
سمو / لا اله الا الله..ما شاء الله..و لا حول و لا قوة الا بالله..والله يخليه دوم فرحان و مبسوط و صحيحاً معافى..خلاص اوكي كذا
جواهر تبتسم / ايـه..و الشدو اليمين احلى عليك
سمو ترجع لمرآتها / والله؟ أنا احس كذا بعد

و جواهر تفكر بإستغراب...و هي تتذكر حاله طوال الأسبوع الماضي...(مو على بعضه تميم..أكيد فيه شي شاغل باله)

و أقرب فكرة كانت لها...أن أحد أصدقائه يمر بضائقة ما...وهو يشاركه الهم...
فحياة تميم الخاليه...و مشاعره البسيطه التي لا تتكلف الحزن...و الضيق...
جعلته يتبنى مشاكل الآخرين على عاتقه...فهو لا يقوى على أن يرى الغير في ضيق...بدون أن يمد يد المساعده له...

♥▓♥▒♥▓♥

مضى وقت على وصولهم...و حين عادت دانه و ضي لطبيعتهما...قررت كادي الإتصال بسامي لينفذ ما اتفقا عليه...فذهبت تبحث عن حقيبتها لتتصل عليه...
لتصدم و هي ترى حقيبتها مفتوحه...و جميع ما بداخلها انتثر بجانبها...
تذكرت دفترها الذي لا يغادرها بأي مكان...و ركضت بسرعه لتبحث بين اغراضها عنه...فلم تجده...

ضي تتبعها / وين رحتي؟
كادي تكاد تبكي / لقيت شنطتي مفتوحه و اغراضي متثره و نصها مالقيتها
ضي بغضب / هاذي اكيد رنا المفعوصه..تموت و تفتش بشنطنا
كادي / وينها؟ اكيد دفتري معها..ضي تكفين دوريها الدفتر فيه اشياء خاصه اخاف احد يشوفه


في مكان قريب...جلست تلك الصغيرة و ألعابها تنتشر حولها...و ما التقطته من تلك الشنطة...

فراس/ رنو وش تسوين؟
رنا/ اصحح الواجب
فراس يضحك وهو يجلس بجانبها / أي واجب؟
رنا/ شوف دبدوبي كتب كل شي صح..صحح له أنت بعد و اكتب شاطر

و مدت له دفتراً ازرق صغير...و قلم كحل تعبث به...ليقلب الدفتر بين يديه بشك...وهو يتأمل تلك الأغراض التي انتشرت بين ألعابها...

فراس / من وين جايبه هالاغراض؟
رنا بتملك / حقاتي

تأمل الدفتر بإستغراب...و رائحة العطر الانثويه الذي تفوح منه...انبأته بكذبها...
ليفتح الصفحه الأولى منه...فيتبعها بالثانيه...فالثالثه...........


ستبكي...على وشك البكاء...و هي تنتظر ضي التي ذهبت لتبحث عن أختها الصغيره...
تتخيل أن أحداً يتطفل على ذاك الدفتر...فيكشف كل احاسيسها...و مشاعرها...و أيامها...

لكنها زفرت براحه...و هي ترى ضي تعود ملوحه لها بدفترها وشنطة مكياجها الصغيرة...و رنا تمشي خلفها باكيه...و يبدو أن ضي افرغت بعضاً من عصبيتها بها...
لكن عيناها كانت تتعلق فقط بذا الدفتر الصغير ..

ضي / لقيتهن معها..اخذته مع ألعابها و تلعب فيه
كادي تلتقطه بسرعه / وين لقيتيها؟ أخاف أحد شافه
ضي / سألتها تقول ما أحد شافه..احمدي ربك هي كانت رايحه عند ابوي بس تقول شافها فراس و رجعها عندنا

قلبت كادي أوراق دفترها بعجل...لتتنهد براحه و هي لا ترى به إلا شخبطات بالكحل...

♥▓♥▒♥▓♥

تنهد بشرود و هي تحتله من جديد...لتسرقه من عالم نفاها منه...
رغم مرور السنوات...و البعد...و الجفاء...لا يصدق تغيرها...
هل يقولون تغيرت؟؟ كبرت؟؟ سكنت!!
و هل ذاك العشق من الممكن أن يردعه أياً من تلك الحواجز..؟؟
هل رجوعه لن يفتح لقلبها أبواباً يعرفها..يسلكها..لتنتهي به..؟؟
هل زال عشقه..حتى بقاياه..؟؟
عاش سبعة عشر عاماً في قلبها..هل خمس سنوات فقط..تقوى على محيه..؟؟

يتذكر بداية تحول الطريق بينهما...
ظهورها المربك أمامه ذات عيد...صبيه فاتنه تتلمس خطى الأنوثه الأولى...بفستانها العسلي الضيق...يحيط شعرها بوجهها كالغمامه المتموجه...
لتعترف بجرأه صدمته...و عذوبة اخرسته...بحبها...بعشقها...و قسمها أن تهب ذاك القلب الفتي بعمره...له...

ليتجاهل إنتفاضة قلبه الملبيه لها...يجاهد الخدر الذي يسكن أطرافه لرؤيته لها...
يبحث عن غضبه الطاغي ليصفعها به...عله يردعها...
لكنها هي...عشقها...جنونها...عذوبتها...لا تردع...و لا تصد...

يتذكر إمساكه بعضدها الرقيق...العاري...ليهزها...لعل عقلاً لم تعرفه يهتدي لتفكيرها...
نهرها...و بخها...هددها...فهددته بالأعظم...
تحبه...و إن لم يقبل...ستهب هذا الحب لغيره...إن باعها فستبيع قلباً لا يرغب به لغيره و إن كان برخص...
لتخدعه...أو هو من ارتضى خداعه لنفسه التي تاقت إليها منذ حرم منها...فيقبل...

كان يعتقد أن الأمر سيقف على مجرد مشاعر ستسكن قلبيهما خفيه...لكن كل شيء بينهما تقدم سريعاً...
إهتمامها بكل شيء يخصه...
و رسائلها التي يجدها كل صباح في سيارته...
ثم مكالماتها له في كل وقت...
حتى طمعت بأكثر...وهو مد هذا الطمع بأكثر من ما يلزم...
حتى ألغيت بينهما كل الحدود...غاب العقل...و ما تبقى سوى هوس الحب...و جنونه...

و حين عاد لعقله...و تفكيره...و إتزانه...تعاظم بها هي جنونها...
فتشبثت به أكثر عنفاً...و جرأه...و وقاحه...
اتصالاتها به...بمنزله...بزوجته...رجائاتها...و تهديداتها...اوصلته لتغيير رقمه و مقاطعة أهله لفتره...

خمس سنوات مرت وهو ينتظرها بلا وعي...
يخمن بأي وقت سيكون إتصالها...
لم يستبعد حتى ظهورها في جده أمامه...
فمن كان يعرفها حين يتعلق الأمر به لا يردعها أي شيء...

فتاة كهذه تتغير..؟؟
هل ينقطع أخيراً ذاك الوصل الروحي...الأبدي...بينهما..؟؟

لا..لا يصدق...كما لم يصدق للآن سكونها طوال تلك السنوات...
هناك شيء مجهول...لابد أن يتأكد منه...

♥▓♥▒♥▓♥

رمى هاتفه بعد أن قطع مكالمتها العاشرة خلال ساعة واحده...لتصله منها رسالة...يفتحها بملل...

[باسل حرام عليك ليه ما ترد علي..ما يسوى الموضوع تكبره لهالدرجه..خلاص باقولك مين البنت]

تنهد بإنتصار...و إنتظار...
و لم يتصل بها...حتى اتصلت به بعد بضع دقائق...

ضي / مرحبا
باسل / وش تبين تدقين؟ مو واضح لك إني مابي أرد؟

كانت تتمنى أن تسأله...إذن لما أجبت الآن...لكنها خشيت أن تستفزه فلا يرد عليها بعد ذلك...

ضي بعتب / للحين زعلان؟
باسل بتكابر / عسى بأزعل عليك يعني!
ضي بحزن..و عتب / ليه مو مهمه عندك لهالدرجه؟
باسل / تبين تصيرين مهمه..خليك مثل ما كنتي مطيعه و تسمعين كلامي لا تعيدين حركتك الأخيره مره ثانيه..و لا تعانديني
ضي بإستسلام / أوكي
باسل بأمـر / قولي مين البنت؟

غضبت أنه سأل...لما للآن تشغل أفكاره...فتاة مثلها..!!

ضي مجـبــره / من خوات سلام

صمت بصدمه...و خياله يحاول إسترجاع ملامحها النديه...
لترتسم نظراتها الخائفه...المصدومه...الغاضبه...أمامه من جديد...
حتى عطرها البسيط...كان يتذكره...
يحس برائحة الفانيليا...كأنها تنتشر في مساماته...
يحس بإرتجافها...و كأنه مازال يمسكها بيدها الضئيله...قريبةً منه...

انتفض من خيالاته الحمقاء...متجاهلاً سؤالاً يدور في داخله...

كيف لايزال عطرها منتعشاً بصدره..؟؟
كيف مازل يتذكر كل تلك التفاصيل الصغيره بها...هو من لا يتذكر وجوه بعض أصحابه..؟؟

باسل بهدؤ / مين؟
ضي تعجز عن كبت غضبها / بعد لازم تعرفها بالإسم!
باسل بتهديد / ضي!
ضي بقهر / صبـح..اسمها صبح ارتحت اللحين

(صبـح..صبـــح)

ردد الإسم بداخله...وهو يسترجع من جديد ملامحها...
لكن بمشاعره التي يعرفها...أحاسيسه المتكبره...و غروره المتجذر...
ليراها كما رآها أول مره...تلك الفتاة البسيطه...التافهه...و تعود له أسبابه لمعرفتها...

باسل / هي شافتك؟
ضي / لا
باسل / يعني ما عرفت مين كنت بأشوف هناك
ضي بتاكيد / أكيد لا

ابتسمت برضا...و غباء...هل هذا ما يهمه...أن لا تكون عرفت عنها شيء..؟؟
لهذا كان يسأل..و هي بغباء شعرت بالغيره من تلك...

Continue Reading

You'll Also Like

109K 2.3K 11
رواية ليبيه منقووووله متكونه من 11 حلقه فقط ان شاء الله تعجبكم 🌚 (مكتمله )
1M 15.9K 9
افوت بشارع اطلع مِن شارع وماعرف وين اروح المنو اروح ويضمني عنده صار بعيوني بيت خالته وساسًا ما عندي غيرها حتى الجئ اله اابجي واصرخ شفت بيتهم مِن بع...
8.4K 144 55
رواية عاديه لأشخاص عاديين محتمل جداً انكم تصادفوهم في حياتكم الـ عادية ..
5.8M 166K 108
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣