34

502 9 0
                                    


♥▄الـنـبـ«34»ــضــة▄♥

:
:
:

فــي الغــــــــد ..~

خرج من غرفته باكراً على غير عادته...فهو لا يذهب إلى عمله إلا في الساعة التاسعة...
لكن حين اتصل السائق به...ليخبره عن العطل الذي حدث بالسيارة...راح ليتأكد كيف ستذهب إلى عملها...

فتح باب غرفة كادي لتتأكد ظنونه...و يجدها نائمة في سريرها...مكلملة تحديها و عنادها...له...
وقف للحظات يائساً...يتأمل جسدها الصغير في السرير...و ملامح بالكاد تبين له...
اهملها سنتين متناسياً دوره معها كأب...و الآن كيف يجرؤ أن يقسو عليها هكذا..؟!
لكن كل ما كان يتمناه و إن أخطأ الطريق... أن تعود للحياة بعد الحزن الذي سمح لها أن تلف نفسها فيه...
ليراها تكبر بعمرها...و همهم...لسنوات...و لا تقارن بحيوية فتاة مثل سنها..!

أقفل الباب بهدؤ...و تركها ليذهب لغرفة راوية...يطرق عدة طرقات لا تلقى مجيب...
ليسمع نغمات هاتفها قادمة من الدور الأرضي...لينزل إليها ملتقطاً آخر حديثها...

راوية / خلاص ياقلبي خوذي الحصة الأولى..لأني بتأخر..و بأكلم أستاذه نجلاء اقولها.....
أبوسامي يقاطعها / ماراح تتأخرين أنا بأوصلك

التفت تنظر له بإستغراب...و هي تنهي حديثها مع زميلتها...
كانت ترتدي قميصاً فاتحاً...و هي ترفع خصلات شعرها القصيرة المتموجة عن وجهها...بشريط مزهّر...
ليقف يتأمل بسكون أناقتها الصباحية المنعشة...مظهرها يبعث في نفسه الرثى...حيوية لم يعهدها...

راوية تلتفت عليه حين اغلقت..لتقطع تأمله / كنت بأكلم صديقتي تمرني..البيت على طريق دوامها
أبوسامي / ما يحتاج تعنينها ..أنا موجود

انتظرها حتى أنهت إرتداء عبائتها...لتلتقط شنطتها...و بالتأكيد كوب قهوتها...و يخرجان معاً...


في السيارة...كعادتها حين تنزل للغداء أو العشاء معهم...انشغلت بهاتفها و كأنها بعالم آخر بعيداً عنه...
وهو كان يقود صامتاً و بين لحظة و أخرى...كانت نظراته تنجذب لا إرادياً لها...

أبوسامي بعدم رضا / كم كوب قهوة تشربين باليوم؟؟
راوية بإستغراب / مادري ما أعد..إذا حسيت محتاجة قهوة شربت!!
أبوسامي / اي بس مو على الصبح عاد! لازم تفطرين أول..أنا مادري كيف تشربينها حتى قبل النوم؟
راوية تضحك / إذا بتقارن نظام حياتي بنظامك! أكيد باطلع كلي غلط..ماشاء الله عليك ما تشرب قهوة و لا شاي..أكلك منظم بمواعيد..و محافظ على برنامج رياضي..اللحين عرفت ليه طالع كأنك اخو سامي مو أبوه

لا يعلم لما توترت أنفاسه؟؟ هل هي ضحكتها التي تعبث بقلبه..!
أم تأثره بأنها تحفظ جميع تصرفاته...و تنتبه لأدق تفاصيله...؟

بين نبضة قلب وأخرىWhere stories live. Discover now