9

493 9 0
                                    



♥▄الـنـبـ«9»ــضــة▄♥

:
:
:

يــوم الـجـمــعـــة..~

كانت تجلس بين أهلها عصراً...لأول مره تنتهي من إرتداء ملابسها لحفلة ما...
بهذا الوقت المبكر...و بتلك السرعة...
هي حتى لا تتذكر ما تلبسه الآن حتى تخفض بصرها لتراه...

كم مرت من سنوات..؟؟
آخر مرة رأته فيها كانت تودع طفولتها بآخر سنة من مرحلتها الإبتدائية...و هاهي الآن تخطو خطواتها الأولى نحو صباها...
هل سيعرفها؟؟ هل يتذكر ملامحها؟؟ هل مازال يهتم؟؟

انتفضت و هي تسمع هتاف تميم العالي ينبيء بوصوله...و وصول مالك معه..!!
ليقف الكل في الصاله...و هي وقفت متعمدة في آخرها...

رأته يدخل مع ساري...و من ورائهم باسل و تميم...
لكن نظراتها ارتكزت عليه فقط...مالك...أخاها الذي ادركت الآن أنه غاب طويلاً جداً...
تأملته بشوق و هي تزفر أنفاسها بإختناق...
مالك...بطوله الفارع...بملامحة المتيقظة...نظراته الحادة...و بنبرة صوته القوية... الواثقة...
ملامحه كما كانت بإستثناء شيبٍ مبكر بدأ يغزو صدغيه...
أيضاً أصبح أكثر نحولاً مما كان...
حضوره الطاغي...كما عهدته...لكن هناك مانطفأ في وجهه...
تشعر به كما عرفته دوماً...لكن التغير عليه كان واضحاً...

حدقت به أكثر بشوق...بعتب...بحب كبير...لتدرك كم افتقد قلبها وجوده...
تتأمله بأحضان أبيها...و جدته...و عمتها...
يصلها صوته الغائب عن سمعها سنين...ليذيب كل نسيانها...و تناسيها...لجرح غيابه...

وضعت يداً مرتجفة على قلبها...علها تهديء روع نبضاته...
لا تريد لأحدٍ أن ينتبه لتوترها الفاضح...
الكل سعيد لعودته بكل بساطة...و هي أيضاً...
لكن قلبها مع كل سعادته...يحتله الوجل منه...
تحس الآن بتلك السنوات الطوال التي فصلته عنهم بلا سبب...
غاب فجأة...ليتبعه صوته...و تلحق سلام حتى ذكره للمحضور...

كانت بالكاد تسعى لتمالك نفسها...لتنظيم أنفاسها و تلك النبضات التي تتخبط بصدرها...
حين رفع نظره إليها...و كان قريباً منها...

لتشي بما يدور داخلها...تلك الدموع التي خانتها لتنهمر على وجنتيها بلا شعور...
و عيناها تمتلأ بعتب...و حزن...كتمته لسنوات...
ليبتسم لها بإعتذار...و حنو...و شوق...و يتقدم ليحتضنها بقوة...

تشبثت به...و الإبتسامه تحارب دموعها و حزنها لتنتصر...
تلك النظره كما تذكرها...و هذا الحضن كما عهدته...
لقد عاد...عاد أخاها الذي تحب...

هو...كان يحتضنها بحنان...و حب...حتى يهدأ ارتجافها...و تتوقف تلك الشهقات التي تخنقها...
تلك الصغيرة التي علقها به...ليهجرها بلا سبب...ليأخذها بجريرة أختها...
كان يجب أن ينسى أختها...و أي إتصال بسمو...كان يجزم أنه سيقوده لسلام...
لذا ظلمها بكل جحود...و بلا ذنب...

بين نبضة قلب وأخرىWhere stories live. Discover now