41

746 8 0
                                    


♥▄الـنـبـ«41»ــضــة▄♥

:
:
:

في الـغــــد ...~

وقف مطولاً فوق رأسها...الذي ترفض أن تخرجه من تحت ذاك الغطاء الذي تشده فوقها...
تحدث معها برجاء...بكل اللين الذي يحمله إتجاها...لكنها هذه المرة لم تضعف...و لم تهتم له...
كلمة واحدة فقط هي التي ترددها عليه...بين حين و آخر...

كادي بصوت مكتوم لطول بكاءها / اتركني لحالي..تكفى اتركني لحالي

لكنه لم يكن يقوى على تركها...جلس على الكرسي بجانب سريرها...ينتظر إلى متى ستعتصم تحت هذا الغطاء..!
لكن لم يبدو عليها أنها تنوي أن تتزحزح من تحته...و منذ لحظات فقط هدأ بكاءها...و سكنت...
لا يدري إن كانت حقاً من شدة إرهاقها نامت...أم تدعي السكون ليتركها و يذهب...

لا يستطيع تركها و الذهاب إلى الجامعة و هي بهذا الحال...أيضاً لا يستطيع أن يتغيب عن موعد المحاضرة التي اخذها بالنيابة عن زميله الذي يرافق في المستشفى مع والده...
لذا لم يكن أمامه خيار سوى أن يرسل لسمو رسالة...حتى تأتي إليها بعد أن تخرج من جامعتها...
فهو يعلم أنهن اليوم ليس لديهن إلا محاضرة واحدة ينتهين مبكراً منها...

التقط هاتف كادي المرمي منذ البارحة بجانبه...ليرسل رسالة لسمو يخبرها أن تأتي كي تتحدث معها...
فتح تطبيق (الواتس أب)...لكي تتسع عيناه وهو يرى أمامه صورتهما...ما إن فتح المحادثة التي بإسمها...
شرد بتلك الملامح العذبة للحظة قبل أن يغلق هاتفها بسرعة...و يعيده إلى جانبه بإرتباك...

لم تكن ترسل لها سابقاً مثل تلك الأشياء الخاصة فيهما على (الواتس أب)...
لأنها لابد تتذكر كيف كان يرسل لها كثيراً محادثات من هاتف كادي...إذا مرت بحالة كهذه...
لكن هذا كان منذ وقت طويل...فمنذ قرار والده الإمتناع عن ذهابهما في بداية كل شهر لزيارة قبر والدتهما...
و نوبات حزنها لم تعد تحدث...

عادت تلك الملامح التي لمحها منذ لحظة...لتنرسم في خياله من جديد...عابثة بنبضات قلبه...و تفكيره...
كانت إحدى الفتاتين سمو...فهو يذكر تلك الملامح المرحة منذ طفولتها...
أما الأخرى...فملامحها تمر عليه للمرة الأولى ؟؟ فهي ليست جود أيضا..!

إذن لابد أن تكون هي..!!

تلك الفتاة التي بدأت تستوطن قلبه...و تملأ أيامه...و تعلن نفسها في حضرة خياله كل حين..!
يستمع لأحاديثها يومياً على لسان كادي...يكاد يرى كل موقف مرت به...يضحك لكل مزحة نطقت بها....
يعرف سلسة طويلة من مشاحاناتها مع سمو... تعليقاتها على جود...تشجيعها لكادي...

أصبح يعرفها جداً كأنه يعيش معها كل لحظاتها...و يختزل بذاكرته مدونات عن أطباعها و أيامها...و شخصيتها...
لا يدري إن كانت هي نفسها تعي كل تلك التفاصيل الصغيرة التي تملأ رأسه عنها...

بين نبضة قلب وأخرىWhere stories live. Discover now