المعلِم

By Tasneem_Elmorshdy_19

825K 24.8K 1.2K

هي تلك المراهقة الصغيرة التي انقلبت حياتها رأساً على عقب لفجعة وفاة أبويها، أزهر جوفها بأملاً جديد وإزداد حني... More

تنويه
مقدمة..
الفصل الأول
الفصل التاني
الفصل الثالت
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالت والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السادس والثلاثون
حلقة خاصة ( ١ )
حلقة خاصة ( ٢ )
حلقة خاصة ( ٣ )
حلقة خاصة ( ٤)
حلقة خاصة ( ٥ )

الفصل التاسع

16.5K 553 26
By Tasneem_Elmorshdy_19

رواية المعلِم
الفصل التاسع ..
_________________________________________________

ارتفع رنين هاتفه معلناً عن اتصال شخص ما، جذب هاتفه من جيب بنطاله وزفر أنفاسه بضيق، ضغط على زر الايجاب وأردف بفتور شديد:
_ في حاجة يا أمي؟

نظرت إلى زوجها الذي يجلس بجوارها حيث أماء رأسه مشجعاً إياها لتواصل ما بدأته لتوها، تنهدت ثم هتفت بحنو أمومي:
_ ياسر يا حبيبي أنت فين؟

لم تروق له تلك اللهجة التي تتحدث بها وخمن أنها تفتعل ذلك حتى ترجعه عما ينوي فعله، لكن لا سيصمد للأخير، تنهد بضجر وأجابها قائلاً بإسيتاء من تصرفها:
_ محتاجة حاجة؟

علمت أنه لا يود أن يفصح عن مكانه فتحدثت قبل أن ينهي الإتصال وتقفد الأمل في إعادة ولدها فلذة كبدها إليها مرة أخرى:
_ بصراحة أنا قولت لأبوك على جوازك ولقيته معترضش ولا رفض وقال هو حر يعمل اللي هو عايزه طلاما هيكون مبسوط بس هو زعلان أوي إنك هتتجوز من وراه يا ياسر تعالي راضيه بكلمتين يا بني ده رضا الأب جنة، هتيجي يابني صح؟

لم يقتنع كثيراً مما قالته لكن ما باليد حيله ، هو والده مهما حدث من خلافات بينهم ، تنهد بحرارة وهتف مختصراً :-
_ طيب أنا جاي حالا ..

أنهى المكالمة ونظر حيث تقف عنود وتحدث بحرج بائن:
_ أمي بتقول إن أبويا وافق على جوازنا بس لازم أراضيه لأنه زعلان مني، أنا مش هتأخر على لما المأذون يوصل هكون وصلت معاه

ابتسم بعذوبة وهو يعد الدقائق التي تمر بفروغ الصبر حتى تصبح تلك الصغيرة امرأته ملكه وحده، غادر المكان سريعاً بحماس ظاهر بينما استنشقت عنود الصعداء لأنه غادر، كم تمنت أن يحدث أمراً يعترض تلك الزيجة التي ستقع بها.

تنهدت ونظرت إلى ريان قائلة بنبرة مهمومة خافتة:
_ ممكن أطلع فوق، في حاجة ضرورية محتاجة أعملها

أماء رأسه بتفهم وهتف مرحباً:
_ آه طبعاً اتفضلي

لم تنتظر إجابته بل ركضت مهرولة إلى الداخل تحت نظراته المتعجبة من أمرها، ولجت للمصعد وضغطت على زر الإقلاع للطابق القاطن به ريان دون النظر إليه.

تعجب ريان كثيراً من تلك الفتاة ماهو الشيء الضروري التي تحدثت عنه لتوها، وما أهميته حتى تركض بهذه الطريقة البلهاء؟.

اضطر لصعود الأدراج بمفرده، لم يتفاجئ عندما فُتح باب منزل والده وظهرت منه رنا تلك الخبيثة، أوصد عيناه بضيق عارم وتابع صعوده للأعلى دون أن يعيرها إهتمام.

أعادت تكرار منادته مراراً لكنه لم يعبأ لها أيضاً، لم يكن أمامها سوى غلق السُبل وقطع طريقه بوقوفها أمامه، بل سكونها بين أحضانه، لقد تعمدت أن تلتصق بصدره حتى تنعم بدفئه لطالما تمنته وربما يتأثر بها من خلاله.

شعرت بحرارة شوقها التي اشتعلت في كل أنش في جسدها، ابتسمت له بشغف وتمني، تراجع هو خطوة للخلف واضطر أن ينظر إليها لكي ينهي ذاك الوضع السخيف الذي وقع فيه.

سحبت نفساً عميق شاعرة بسعادة غامرة لسكونه وعدم هروبه من أمامها كعادته، وعدلت من وقفتها لتزداد غروراً كأنها ملكت الأرض ومن عليها، لا تعلم أنه وقف فقط حتى ينهي ما بدأته هي.

إلتوى ثغرها للجانب وهتفت متسائلة بحنق وغيرة واضحة:
_ البت اللي كانت معاك الصبح دي قاعدة في بيتك ليه؟ ليه مش عند أهلها اشمعنا أنت يعني؟

هز رأسه باستنكار ثم صعد وأجبرها علي التنحي جانباً وتابع صعوده كأنه لم يراها من الأساس، تفاجئ بتلك الصغيرة تقف أمامه وتأكد أنها رأت ما حدث، أغمض عينيه بضجر بائن لا يريد أن يراه أحد في وضع يثير الشبهات خلفه، هو كبيراً بما يكفي في نظر نفسه والجميع ولن يسمح لأن تهتز صورته مطلقاً.

"اللي شوفتيه ده...
هتف بهم بتلعثم، هرب الحديث من لسانه أيعقل أنه لا يستطيع أن يبرر ما حدث أمامها، حمحم بحرج وهو يجوب المكان بأنظاره لكي يهرب من عينيها وقال بصوت متحشرج:
_ أنا مليش ذنب و..

قاطعته عنود بلامبالاة:
_ مش مضطر تبرر حاجة

رمقها ريان بنظراته لبرهة في محاولة منه على استيعاب أمرها تنهد وردد موضحاً:
_ أنا بس مش بحب حد ياخد عني فكرة مش كويسة، أنا مش كده

ابتسمت بتكلف وأردفت بنبرة ناعمة:
_ مممممم

ضيق عيناه عليها بضيق لعدم تصديقها وهتف بحنق مؤكداً على إظهار حُسن سلوكياته:
_ أنا بقول الحقيقة على فكرة

أماءت رأسها بهدوء وهتفت وهي تطالعه بثقة:
_ أنا عارفة إنك بتقول الحقيقة

أطال النظر عليها بعدم اقتناع لما تفوهت به فلم يسبق وأن صدقه أحدهم بتلك السهولة، بالتأكيد تسايره لكي تنهي الحوار بينهما لكن ليس قبل أن يقنعها بحُسن نواياه، زفر أنفاسه بضجر بائن وهتف باندفاع:
_ وعارفة منين بقا؟ مش يمكن أكون بكذب؟

"وانت هتكذب ليه؟
تسائلت بإهتمام بينما أجابها ريان بإندفاع أكبر:
_ يمكن أكون بكذب عشان أداري على نفسي وميطلعش شكلي وحش قدامك؟

إلتوت شفاها مُشكلة ابتسامة لاندفاعه معها في الحديث وأردفت بكل هدوء لكي تهدئ من روعه:
_ أنت قولتلي أنك بتقول الحقيقة وأنا مصدقاك لو بتكدب بقي دي حاجة ترجع ليك متخصنيش!

شعر بإضطرارات غريبة عصفت بخلاياه الساكنة، حقاً ما هذه الفتاة، من أين جاءت ولماذا ظهرت أمامه في ذلك الحين خصيصاّ، غريبة عجيبة مثيرة مُحبة حنونة والكثير من الصفات التي اكتشفها بها، لأول مرة يشُعر بالامتنان لشخص كونه لم يُحضر العديد والعديد من صفحات كاملة من التبريرات لكي يصدقوه، جاءت هي وبكل هدوء صدقته بدون بذل مجهود.

أحيانا لا نصدق عفوية الآخرين الصادقة التي قد تبدو أنها مبالغة بعض الشيء، فليس من الطبيعي أن تُقابل هجوم طيلة الوقت وتتعايش معه وكأنه روتين في حياتك ويظهر شخص دون سابق إنذار وبلا ترتيب يفاجئك بتلك السهولة الباحتة.

ابتسم ريان بعفوية ثم أقترب من الباب ليفتحه لها، اقتربت عنود قليلاً منه وأردفت بثقة:
_ بس أنا فعلاً مصدقاك!

التفت إليها ريان وقد ازدادت ابتسامته إشراقاً، كاد أن يتحدث لولا ظهور دينا المفاجئ أجبره علة الصمت حيث هتفت وهي تطالهم بغيظ وغيرة:
_ أنتوا كنتو فين؟

أسرعت عنود بالرد عليها قائلة بنبرتها الرقيقة:
_ كنت بقدم في الكلية وياسر طلب من..

تلعثمت وتوقفت عن الحديث وهي تبحث عن كنية تنادي ريان بها، لا يوجد كأن عقلها شُل تماماً، ابتعلت ريقها بحرج بائن وأخفضت رأسها عندما شعرت بأنظارهم مسلطة عليها قيد انتظار مواصلة حديثها، توردت وجنتيها بالحُمرة الصريحة وضغطت على شفاها السُفلي بإرتباك خجل.

استشعر ريان خجلها من تورد وجنتيها وواصل هو حديثها التي لم تكمله حتى يخفف ولو قليلاً من خجلها:
_ كانت بتقدم في الجامعة وياسر مش فاضي فأنا وصلتها

أماءت دينا رأسها بتفهم ثم تنحت جانباً لتسمح لهم بالمرور إلى الداخل، تحرك كليهما سوياً دون إدراك منهم حتى اتصدم كتفها في ذراعه، ارتجف جسدها ورفعت بصرها عليه بخجل قد اعتلى وجهها.

هربت ببصرها سريعاً وأخفضت رأسها لكي لا يثير ارتباكها بنظراته عليها، بينما ظل هو يطالعها بتعجب، لن ينكر أن ارتباكها الدائم يثير إعجابه.

ظهرت ابتسامة لم تتعدي شفاه وهم بالدخول، تبعته هي دون أن ترفع بصرها عن الأرضية، استأذنت منهما وولجت للغرفة التي تمكث بها بعد أن توضأت ووقفت بين يدي ربها تناجيه بما يسكُن في قلبها، أنهت صلاتها ورفعت يديها للاطأعلى مرددة بأدب والدموع تنهمر على مقلتيها:
_ يارب أنا مش معترضة بس أنا قلبي مقبوض ومش مطمنة وأنا طلبت منك حاجة تظهرلي، تبين لي لو كان ياسر خير ولا شر ليا أي حاجة يارب تطمن قلبي، أنا اتعودت إني استخيرك وبعدها اطمن للحاجة اللي مقُبلة عليها بس المرة دي مفيش راحة كل مادا بتخنق من الموضوع أكتر، يارب ساعدني.

" أنتِ بتكلمي مين يا آبلة؟"
تسائلت جنى ببراءة عندما رأتها تتحدث بمفردها، بينما شكلت عنود ابتسامة على ثغرها وأجابتها وهي تجذبها برفق من ذراعها وأجلستها على قدميها قائلة بنبرة رقيقة:
_ بكلم ربنا

عقدت الصغيرة ما بين حاجبيها فهي لم تعي ما قالته وتسائلت بفضول طفولي:
_ مين ربنا يا آبلة؟

ابتسمت عنود بسعادة قد تغلغلت إلى أعماق قلبها فـ ياحبذا لها أن تُسأل مثل هذا السؤال من تلك الصغيرة، تنهدت ونظرت للأعلى وقالت بنبرة سلسلة:
_ ربنا ده كبير أوي وجميل جداً، كل لما تكوني عايزة حاجة بصي لفوق وقوليله يارب واطلبي الحاجة اللي أنتِ عايزاها

أمسكت الصغيرة بوجه عنود لتجبرها على الإنحناء والنظر إليها ثم تسائلت ببراءة:
_ وهيجبهالي على طول؟

ازدادت ابتسامة عنود لأسئلة الصغيرة وأجابتها بسلاسة بعد أن وضعت يدها على قلب جني:
_ لو أنتِ عايزاها أوي أوي يعني ربنا مش هيزعلك وهيديكي الحاجة اللي أنتِ عايزاها

انشرح قلب الصغيرة لما أخبرتها عنه عنود، تقوس ثغرها الصغير بإبتسامة سعيدة وصاحت مهللة:
_ ربنا ده جميل اوي يا آبلة

اقتربت منها عنود وقبلتها من وجنتها بُحب ثم نهضت وجذبت من حقيبتها حلوى وأعطتها لها، أمسكت بهم جنى وركضت إلى الخارج مهرولة بسعادة عارمة.

_________________________________________________

" أحضر لك الغدا؟"
هتفت دينا متسائلة دينا بإهتمام، أجابها ريان بإقتضاب ساخراً:
_ إيه ده أنتِ مهتمة بيا!

عقدت دينا ما بين حاجبيها بغرابة من أمره فهي لم تعي ما قاله وسألته بفضول ممزوج بالضجر من أسلوبه الساخر:
_ أنت بتتريق يا ريان؟

قهقه ريان عالياً ثم أجابها بفتور شديد:
_ أنا بقالي يومين غايب عن البيت يدوب بنام وامشي وانتِ حتى مفكرتيش تسألي أنت فين وباكل إزاي؟ وجاية دلوقتي تسألي أنا بتريق ولا لأ؟

نهضت دينا ووقفت مقابله، وضعت يديها في منتصف خِصرها وصاحت بنبرة حادة:
_ هو أنت مش بتنزل شغلك؟ هسألك أنت فين ليه وأنا عارفة مكانك؟

سحق ريان أسنانه بغضب فهي لا تعبأ له ولا تكترث لأمره ناهيك عن ردها الجامد الذي أغضبه للغاية، نهض هو الأخر وفتح فمه لكي يلقي مافي جوفه لها لكن طرقات الباب منعته من التحدث، اكتفي برمقها بنظراته الثاقبة المشتعلة وهتف بنبرة صارمة:
_ هنتكلم بعدين..

توجه نحو الباب وأمسك بمقبضه ثم أداره فانفتح تلقائياً، تفاجئ بـ يحيي وبجانبه رجل لم يستطيع تخمين هويته.

" المأذون"
صاح بها يحيى ليرضي فضول ريان بينما بادله ريان ابتسامة هادئة وهتف بحفاوة:
_ آه أهلا وسهلاً

التفت ريان حيث تقف دينا وأشار بعيناه إليها أمراً إياها بالذهاب لغرفتها، هرولت إلي غرفتها وهي في قمة غضبها منه، كيف يتهمها بعدم اهتمامها به ولا اكتراثها لأمره، فخدمته وخدمة عائلته شاغلها الأساسي ألا يري ذلك؟، يا لك من راجل ناكر للمعروف.

رحب ريان بالمأذون ثم توجه نحو غرفة صغيرته وطرق الباب بخفة، وقف على الجانب تاركاً بعض المسافة بينه وبين الباب، فتحت عنود الباب فتلاحقت نبضات قلبها ما أن رأت ريان أمامها، لا تعلم سبب تلك الاضطرابات التي تشعر بها أمامه فهي لأول مرة تتعرض لتلك المشاعر المريبة، أخفضت رأسها بحياء، فلم يستطيع ريان منع ابتسامتة التي تشكلت عفوياً بسبب خجلها الدائم معه، حمحم بحرج وهتف بصوته الأجش التي حفظت نبرته جيداً:
_ المأذون برا!

_ تفاجئ ريان بنظراتها التي طالعته بها، نظرات مصدومة واضحة له تشكلت علي تقاسيمها، كأنها تستنجد به، تُطالِب بمساعدته تريد أن يمد يد العون لها، كم تمنت أن تختفي في تلك اللحظة حتى لا تخطو خطوة واحدة في تلك الزيجة، ليست على استعداد كامل لفعل هذا، بل لا تريد أن تربط حياتها على إسم رجل لا تعرفه حتى، لم تكن تلك ما خططت له ولا حتى ما تمنته.

رأى ريان الخوف والرفض مرسومان علي تقاسيمها، كم تمنى أن توليه رفض تلك الزيجة فقط لكي يمحي ذاك الخوف اللعين من على تعابيرها وتعود لمعة بؤبؤتي عينيها كما رأها في السابق.

هي بمثابة شقيقته الصغيرة ولا يتمنى لها الوقوع في أمر غير راضية عنه البتة، لا يحب أن يرى من أمامه وهو مجبور على شيء، دوماً ما يبادر بالمساعدة لأنه يرى نفسه فيهم، يرى ظلم الحياة له ولا يريد لأحدهم أن يعيش قدره، تنهد بحرارة عندما طالعته ببندقيتاها وزم شفتيه بحزن وهتف بآسى:
_ جاهزة؟

"لأ، قصدي أيوة"
هتفت عنود بتلعثم ثم زفرت أنفاسها واعتدلت في وقفتها وقالت بتأكيد:
_ جاهزة، هو ياسر جه؟

هز ريان رأسه نافياً حضوره، وأجابها وهو يطالع الباب:
_ لأ لسه، هكلمه استعجله
أماءت رأسها في حزن قد تبدد في قلبها واعتلى تقاسيم وجهها ثم سارت خلف ريان وجلست على أبعد أريكة لتكون أبعد ما يكون عن ثرثرة الجميع، بينما وجه ريان بصره إلى يحيى وتحدث بصوت خافت:
_ انزل هات الحج وتعالي

نهض يحيى لتلبية ما أمر به ريان بينما تعالت أصوات قرع الجرس نهض ريان وهم بإتجاه الباب ليعلم هوية الطارق وإذا به خالد صديقه، ابتسم له وقال مرحباً:
_ تعالى يا خالد أكيد ياسر جايبك تشهد

_ أماء خالد رأسه مؤكداً تخمين صديقه، رحب به ريان وأمره بالدخول حيث ألقى خالد التحية قائلاً:
_ السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

_ رد عليه التحية كلاً من المأذون وريان في آن واحد بينما ردت عنود في داخلها:
_ وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

جلس خالد بجوار ريان بعد أن رمق عنود بنظرة سريعة، مال برأسه ليكون أقرب إلى ريان وهمس بنبرة خافتة:
_ دي شكلها صغير أوي

إلتوى ثغر ريان بإبتسامة باهتة وأجابه بتجهم وهو يطالعها:
_ عندها ١٨ سنة عايز شكلها يكون إيه؟

شهق خالد بصدمة جلية وتمتم بلا وعي:
_ إيه؟

اتسعت حدقتي ريان على آخرهم محذراً إياه بينما أعتذر خالد وعاد لوضعه ولم يكف عن رمق عنود التي تفرك اصابعها بتوتر بائن.

طرق يحيى الباب ثم ولج للمنزل بصُحبة والده، نهض كلا من ريان وخالد ورحبوا به بحفاوة شديدة ثم جلس الجميع في أماكنهم بعد أن حضر صديق ياسر وأحد عاملي ريان لكي يكون الشاهد الثاني على زواج صديقه.

"ياسر فين يا ريان"
_تسائل ماهر باهتمام بينما نظر ريان إلى عنود عندما رأها تنظر إليه النظرة ذاتها عندما أخبرها بحضور المأذون، يشعر بالذنب حيالها لكن ليس بيده بشيء طالما لم ترفض بنفسها أو أقلها تخبره بعدم قُبولها لزيجتها من ياسر فلا يملك أحقية التدخل.

تنهد مستاءً ثم أجاب والده قائلاً بإقتضاب متمنياً أن لا يعود:
_ رجع البيت وقال مش هيتأخر هكلمه اشوفه فين؟

نهض ريان وابتعد عن الجميع ووقف في زاوية لا يراه أحد لكنه يراهم جيداً وخاصة تلك الفتاة التي يشع من عينيها الحزن الصريح مهما حاولت جاهدة أن تخفيه، هز رأسه بإنكار لما يحدث ثم هاتف ياسر ووقف قيد إنتظار إجابته.

_________________________________________________

"افتحوا الباب ده ، بقولكم افتحوا"
صاح ياسر وهو في أعلى مراتب غضبه، ثار ويثور ولا أحد يصغي له بأي حق يفعلوا ذلك؟!

"يا بابا لو سمحت افتح الباب، اللي أنت بتعمله ده غلط، أنا مش صغير عشان تحبسني زي العيال بالشكل ده، افتحوا الباب بقا"
هتف بعصبية عارمة وهو يركل الباب بكل ما أوتي من قوة ولا فائدة مما يفعله، فـ قوة بدنه ليست بتلك القوة اللازمة لكي يدفع باب خشبي ضخم كهذا، لم يكن بيده سوى الصراخ والطرق على الباب ربما يحنو عليه والدايه.

"أنا خايفة يكون اللي عملناه ده غلط يا منصور"
أردفت بهم سعاد وقلبها يعتصر ألماً على صراخ ولدها البكري، كما خفقت نبضات قلبها بشدة من فرط الخوف، رمقها منصور بنظرات مشتعلة صارمة كما برزت عروق عنقه بغضب وصاح بها:
_ إحنا لو معملناش كده حتة البت اللي راحت ولا جت دي هتاخده مننا وبعدين أنتِ جاية دلوقتي تنخي وقلبك يرء؟ مش أنتِ اللي جيتي وقولتيلي اتصرف وأنا اتصرفت اهو جاية تندمي دلوقتي، ابنك لو كنا ضامنين وجوده معانا ١٪ وهو متجوز البت دي فلو خرج دلوقتي أنسي إنه يعرفنا تاني وبكده نكون سهلنا لها أنها تاخده من غير تعب، اللي بدأناه لازم نكمله يا سعاد!

اتسعت مقلتي سعاد بصدمة وضربت على صدرها بصدمة هاتفة بذُعر وندم:
_ لا لا أنا عايزة ابني أنا معاك وهعمل كل اللي تقولي عليه

تنهد منصور براحة ثم مرر أنظاره بين الباب الذي يأتي من خلفه أصوات ياسر الغاضبة الممزوجة بالتوسل وبين زوجته، أخرج تنهيدة تحمل بين طياتها الكثير من الكره والحقد وأردف بخبث:
_ يبقي نعمل اللي اتفقنا عليه، اللي هنعمله ده هيخليها تسيب البلد وتقول ياما نفسي

هزت سعاد رأسها مراراً ثم توجهوا إلى الخارج لكي يشرعوا في تنفيد ما خططوا إليه سابقاً، زفر ريان أنفاسه بضجر وتأفف وهو يتمتم:
_ مش بيرد هيكون راح فين ده؟

_ لمح ابتسامتها التي اخفتها سريعاً قبل أن يراها أحدهم، لا تعلم أنه يتابع كل تصرفاتها المرتبكة والخجولة وأخيراً ابتسامتها التي لمست شيء ما في قلبه، لا يدري من أين أتى ذاك الشعور الذي تملكه منذ ابتسامتها لكن حتماً ليس مزعوج.

انتبه الجميع لطرقات أحدهم على الباب، ظنوا أنه قد حضر ياسر بينما انعكست تعابير وجه عنود وقد اعتلاها الخوف الشديد مما هو أتٍ، رحب ريان بإبن عم والده بحفاوة:
_ البيت نور يا عم منصور اتفضلوا

ولج منصور وزوجته حيث قابلا ترحيب من الجميع، تحرك ريان بضعة خطوات للخارج وجاب بأنظاره المكان يميناً ويساراً باحثاً عن ياسر، ثم ولج إليهم حينما لم يرا وسألهم بحنق:
_ هو ياسر مش معاكم يا عمي؟

نظر إليه منصور وإدعى الحرج ثم قال بنبرة خجولة:
_ ريان يابني لو سمحت عايزين نتكلم مع العروسة قبل كتب الكتاب

عقد ريان ما بين حاجبيه متعجباً من هذا الطلب الغريب، بينما ازدادت نبضات قلب عنود بتوجس كما ارتفعت وتيرة أنفاسها بتوتر وقلق لذاك الطلب المبهم الذي لم يروق لها لكنها مضطرة لقبوله، نهضت ونظرت إلى مكان وقوف ريان، لا تعلم لماذا تنظر إليه بشكل دائم كأنها تشكوا إليه مما يحدث، أو ربما لأنها رأت نظرات التفهم في عينيه، لا تدري السبب الحقيقي لكنها تشعر ببعض الطمأنينة عندما تطالع عيناه.

ولجت عنود لأحد الغرف وصاحبها منصور وزوجته، حمحم منصور ثم قال بنبرة جدية حادة:
_ بصي بقا يا بنتي أنا مش هقولك إني موافق على الجوازة دي، لا مش موافق خالص مهو ده ابني الوحيد برده واللي شوفناه من أمك زمان يخلينا نخاف منك إنك تاخدي ابننا مننا، وبصراحة في موضوع تاني وده السبب الأكبر إني مش موافق!

تعالت وتيرة أنفاس عنود أضعافاً شاعرة بالخوف الشديد، رمقته ببندقيتاها التي تتلألأ فيهم الدموع، بينما تابع منصور حديثه بحدة قاسية:
_ أنتِ بنت أجانب يعني لا تعرفوا دين ولا شرع وحاجة آخر قذارة ومن حقي أعرف اللي هتكون مرات ابني بنت بنوت ولا لأ

اتسعت مقلتي عنود بصدمة، وقد بدأ صدرها في الصعود والهبوط إثر أنفاسها التي ازدادت بإضطراب.

"يلا يا سعاد شوفي شغلك"
هتف منصور بنبرة آمرة وهو يرمق عنود بتشفي وخبث، اتسعت مقلتي عنود بذهول لا تصدق ما يحدث، هل حقاً هم أُناس حقيقيون يقفون أمامها وبمنتهي الوقاحة يطالبونها بشيء.. شيء أقل ما يقال عنه شنيع.

خرجت عنود من حبال شرودها عندما رأت تلك المرأة البدينة تقترب منها، تراجعت هي إلى الخلف دون أن تنبس بشيء، صدمتها كبيرة ولم يستوعبها عقلها بعد.

اقترب منها منصور ووضع يده على فم عنود لكي يكتم صراخها ولا تستطيع الصراخ عالياً ويُفضح أمرهما قبل أن يلقنها درساً لن تنساه بحياتها وربما يترك أثراً تتذكرهم من خلاله مدى حياتها.

دفعها بقوة فسقطت على الفراش ومازالت يده تكتم صرخاتها التي تحاول جاهدة أن تدفع بهم لعل أحدهم ينقذها من بين أيديهم، اقتربت منها سعاد ورفعت ثوبها للأعلى ويديها ترتجف بشدة، لم تبغي فعل ذلك لكن حُب ولدها أحق بالتفكير من إيذاء تلك الصغيرة.

بدأت في خلع ثيابها أسفل مقاومات عديدة وشرسة من قِبل عنود، نجحت في إزاحة يدي منصور من عليها وصرخت بأعلى حنجرتها:
_ الحقوووووني

ازدادت صرخاتها عالياً حتى تسللت إلي أذان جميع من بالخارج، نهض ريان بذُعر وركض نحو الغرفة التي يصدر منها الصراخ، ودفع بالباب بكل قوته.

صُدم حينما رأى ذلك المنظر الشنيع أمامه، ماذا يفعلان بها، تصلبت عروق عنقه من شدة الغضب الذي وصل لذُروته، اقترب من منصور ولم يشعر بنفسه إلا وهو يدفعه بعيداً عنها، بينما ابتعدت سعاد مسرعة يكفي تلك النظرات التي اخترقتها وكادت أن تحرقها من شدة حدتها والغضب البادي بها.

نهضت عنود سريعاً وعدلت من حالتها غير المهندمة ووقفت خلف ريان تبكي، بل أجهشت في البكاء بصوت مرتفع وصل إلى أذان جميع الحاضرين بالخارج.

"أنا عايز أعرف إيه اللي أنا شوفته ده؟"
صاح بهم ريان بنبرة اهتزت لها أرجاء الغرفة من ارتفاعها وحدتها، ارتعبت سعاد للغاية وتراجعت للخلف بضعة خطوات بتوجس من غضب ريان بينما لم تهتز خُصلة واحدة من منصور الذي كان يرمقه بنظرات جامدة وقال ببرود قاتل:
_ بطمن على اللي هتكون مرات ابني وهتشيل إسمه ولا أسيبه يتجوزها على عماه؟

كز ريان أسنانه المتلاحمة ورمقه شزراً، لا يصدق وقاحته التي تعدت حدودها وصاح به هدراً:
_ تطمن عليها إزاي يعني؟

اقترب منه منصور وجذب عنود من ذراعها بعنف ثم صفعها على وجهها بكل ما أوتي من قوة وهتف بتشفي:
_ ده جزاء اللي يفكر إنه يضحك على ابني يا تربية بلاد برا

صعق ريان مما رآه، تصاعدت الدماء في عروقة وسببت بروزها بشدة ولم يشعر بيداه التي جذبت منصور من تلابيب قميصه ورفع يده للأعلى حتى يصفعه مثلما فعل مع ابنة أخيه.

"ريان!"
هتف بها ماهر بنبرة دوت في أرجاء الغرفة، نظر إليه ريان وهو يكاد ينفجر من شدة غضبه، بينما تابع ماهر حديثه متسائلاً
_ في إيه؟ إيه اللي بيحصل؟

مرر ريان بصره بين والده وبين ذاك المختل منصور ثم دفعه بقوة قائلاً باشمئزاز من دنائته:
_ أقسم بالله هو اللي نجدك من تحت ايدي، اخس على اللي عملك راجل!

اتسعت حدقتي منصور بصدمة واقترب من ريان لكنه دفعه بعيداً خشية أن يصل إلى عنود مرة أخرى، تدخل كلاً من خالد ويحيى مُشكلين حاجز بين منصور وريان حتى لا يتعاركا ثانيةً.

وضع خالد كلتى يديه على صدر ريان مانعاً إياه من الوصول إلى منصور وردد:
_ اهدى يا ريان مينفعش اللي أنت بتعمله ده، ده مهما كان ابن عم أبوك وفي مقام وال..

قاطعه ريان بحدة ممزوجة بالاشمئزاز:
_ اوعى تكملها ده من أشباه الرجال ده، اللي يعمل كده في بنت أخوه اللي من لحمه ميبقاش له مقام من أساسه

لم يُعجب ماهر نبرة ريان فهو لا يعلم ماذا حدث ولا يريد أن يكون إبنه بقلة الحياء تلك مهما كان الأمر، تنهد مستاءً وهتف بصوت رخيم:
_ ريان أتكلم بإحترام ده عمك منصور أنت نسيت ولا إيه؟

كاد أن يجيبه ريان لكن حديث منصور اوقفه وصاح به هدراً:
_ وأنت محموق لها أوي كده ليه بنت أخويا وناقصة رباية وأنا بربيها أنت بتدخل بصفتك إيه؟

بلغ ريان ذورة تحمله من ذاك الرجل الذي ود لو يفتك به ويفرغ ما بداخله عليه، أمسك بيد عنود التي تقف خلفه تبكي في صمت، تفاجئت من فعلته و نظرت إلى يده بذهول ثم رفعت بندقيتاها عليه تلومه على جرأته معها لكنه لم يترك لها أى مجال للتحدث وجذبها خلفه وهرول إلى الخارج وهو لا يريد سوى الانتقام من ذاك المنصور ويتشفي به .

"اكتب الكتاب يا شيخنا"
صاح ريان بنبرة تريد الخلاص بينما صعق الجميع مما وقع على مسامعهم للتو، نظرت إليه عنود بصدمة كبيرة اعتلت ملامح وجهها الذي بدي برئ للغاية، ماذا يقول هذا أي قِرآن سيُعقد؟

"أنت بتقول إيه؟ كتب كتاب مين على مين؟"
هتفت عنود متسائلة بنبرة متلعثمة بينما أجابها ريان بنبرة صارمة:
_ شششش، أنتِ تقولي اللي هقولك عليه وبس أنتِ فاهمة

حاولت التملص من بين يداه لكنه تشبث بذراعها بقوة لكي لا تستطيع الفرار منه وأجبرها على الجلوس وهو مازال متشبث بها ثم جلس بجوارها مهدداً إياها:
_ لو بتخافي على نفسك قولي لأ!!

رمقته بخذي وخوف شديدان، متابعة ما يحدث بتيه، بينما رمق المأذون بنظرات مشتعلة وصاح به:-
_ أنت هتفضل تبصلي كتير، بقولك اكتب الكتاب

ازدرد المأذون خوفاً من نبرة ريان وقال بتلعثم:
_ بس أنا محتاج صور و...

قاطعه ريان بنبرة أكثر غضباً:
_ كل ده بعدين، قول الكلام اللي بيتقال، الكلام المهم!

ابتلع المأذون ريقه ثم بدأ بمراسم عقد القران تحت ضغط شديد من ريان علي عنود حتى تقبل به زوجاً لها ناهيك عن إجبار خالد صديقه والصديق الآخر لياسر لكي يكونا شاهدي عدل والجميع يمتثلون لأوامره متجنبين نوبة غضبه.

_ أنهى المأذون مراسم القِران تحت ذهول شديد بائن على وجوه الحاضرين، صدمة جلية حلت على دينا التي وقفت حديثاً مراقبة لما يحدث خلف الباب، لم تروق لها منذ النظرة الأولى لكنها لم تتوقع قط أنها في الأخير ستكون زوجة لزوجها.

ستكون امرأة له، لا والف لا لن تسمح بهذا، لكن كيف؟ كيف وهي باتت زوجته فعلياً، تلك الصغيرة بل تلك اللعينة سرقت زوجها وسلبت حياتها، دمرت عالمها التي كانت تكتفي به.

سحبت حجاباً أعلى رأسها وخرجت مهرولة، أجبرت خطواتها الجميع أن يتنحوا جانباً مفسحين لها الطريق، وقفت مقابل ريان وهي تحاول جاهدة أن تتماسك ولا تزفر دموعها أمامه لكي لا تظهر كضلع ضعيف في تلك العلاقة.

تنهدت بحرارة ولم تستطيع السيطرة على دموعها التي انسدلت كالشلال وهي تقف أمامه وتحدثت بنبرة متلعثمة مصدومة:
_ أنت ، أنت اتجوزت عليا!

بكاء شديد حل بها وبائت محاولات التماسك بالفشل الذريع، زفرت أنفاسها لكي تواصل حديثها بنبرة واضحة لكنها فشلت وهتفت بنبرة موجوعة:
_ ريان أنا حاسة إني بحلم، ريان طلقها وقول أنك بتهزر وعامل مقلب فيا، ريان مش هستحمل كتير قول إن اللي حصل دا مش حقيقي!

ابتلع ريان ريقه وهو يشعر الآن بفداحة ما فعله ، لم يفكر بأي شيء سوى الثأر لتلك الفتاة اليتيمة والقصاص من منصور المختل، لوهلة شعر وكأنه يحلم ماذا فعل؟ مرر أنظاره بين الجميع ليرى الصدمة مرسومة على وجوههم، لما لم يوقفه أحد، بل حاولوا مراراً لكنه لم يصغي لهم، لم يرى إلا ما أراد إتمامه فقط.

عاد ببصره إلى دينا التي أجهشت في البكاء بمرارة لم يسبق له وأن رآها بتلك الحالة المذرية من قبل، كيف له وأن يجرحها بهذا الشكل المؤلم والمهين، نعم لم تقوم بدورها كزوجة كاملة له كأي امرأة لكنها ليست سيئة هي من تتحمل عبئ المنزل على اكتفاها ناهيك عن رعاية والده وأشقائه وهي ليست ملزمة من الأساس، ماذا فعل لها بالأخير، أتى لها بزوجة أخرى، يالا حماقته اللامحدودة.

نظر حيث تقف عنود التي التزمت الصمت بعد أن أجبرها على عقد قِرانهم عنوة، باتت خالية من أي تعابير تدل على عدم موافقتها أو حتى حزنها، لا يظهر عليها سوى الهدوء حتماً نفسه هدوء ما قبل العاصفة، ما ذنب تلك الصغيرة فيما فعله ذاك الأبله، لقد ورطها في علاقة لم تريدها.

زفر أنفاسه بضجر بائن ووقف يستنشق الصعداء، فتح بعض أزرار قيمصه لعله ينعم ببعض الأكسجين الذي هرب من رئتيه.

Continue Reading

You'll Also Like

753K 41.4K 60
مراهقه دفعها فضولها للتعرف على الشخص الخطأ وتنقلب حياتها بسبب هذا الفضول.
1.1M 81.8K 59
تم تغير اسم الرواية من مجنوني الأنباري الى سجين الحب من بين الناس جميعاً، وفي شدة العتمه التي كانت في قلبي عندما غَدُرتُ من الحبيبه والصديق، ولم اعُد...
323K 21.3K 109
طلعت بيها ودخلت اوضتي والأوضة الوحيدة الموجودة في المكان وحطيتها علي سريري بالراحة ابتسمت لما بصيت في وشها بالقرب دة ملامحها جميلة اومال هي خطفاني لي...
2.5M 99.4K 102
عائلة صعيدية عريقة وكبيرة، تحكمها تقاليد وأعراف كل واحد منهم له قصة مختلفة سنتعرف عليها من خلال الاحداث «قل لي يا قلب متى ستشرق شمسك ويزهو ربيعك»