𝑹𝑶𝑺𝒀 || وردي

By zandy64

154K 4K 1.8K

هربًا من الأسر، ومن ماضي شرير لا هوادة فيه، تقع تلك الفتاة الضعيفة فريسة وتصبح تحت حماية توأم عنيد وخطير، ونظ... More

𝑹𝑶𝑺𝒀 - وردي
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30 THE END

20

3.2K 95 82
By zandy64

*

"لقد طاردني الماضي وآراد موتي"

إسمعوا الأغنية قبل ما تقروا وإمسكوا المناديل وعياط للصبح بقى 😭💔

*********

Rosie

مرت عدة أيام منذ آخر مرة رأيت بها رودجر، كل ركن بهذا المنزل يجعل عيناي تدمع عندما أتذكر كل تلك الذكريات التى كانت بيننا، حدسي لم يكن مخطئا أبداً، فكل ركن بهذا المنزل قد اخترته مع رودجر، لقد صنعنا هذا المنزل ليكون لنا بعد أن نتزوج ولكن تلك الليلة غيرت كل شئ.

نظرت إلى نفسي بالمرة أحاول أن أشرد بنفسي وما الذي أصبحت عليه وكيف مرت علي تلك السنوات، وكم عانيت حتى أتذكر ذلك الماضي الذي عشته مع رودجر وحتى ماضي اللعين مع والدي، لكن ذكرياتي مع رودچر كانت الأقوى بين كل هذا

تذكرت كل ما فعله لأجله وكيف قام بالتقدم لي للزواج بعدما عانينا في علاقتنا التي حاول هو بكل الطرق جعلها مثالية لي وله، تذكرت تلك اللحظات التي كنت فيها فتاته المطيعة وصغيرته التي يحتويها بكل ما يملك من قوة وإصرار،

فظهرت أمام عيناي صورتي بفستان الزفاف الأبيض الذي اخترته لأهم ليلة بحياتي ولكنها فى طرفة عين أصبحت الليلة الاكثر سواداً بحياتي بأكملها.

تذكرت كم أصر رودجر أن نسافر إلى ميامي كي نتزوج ونقضي شهر العسل وأخبرني أنه كان يريدني أن أتعرف بأهم شخص في عائلته التي لا أعلم عنها شئ، وأعتقد أن ذلك الشخص كان زين لأنه من وجدني أمام الملهى حينها، وبالرغم من تعجبي دوماً من رودجر وكونه يخفيني عن العالم لأنه يعلم أن لعائلتهم الكثير من المتربصين ويمكن لأي شخص الإنتقام منه عن طريقي وهو بالماضي لم يملك كل ما يملكه الآن كي يحميني بمفرده، ولذلك كان دائماً حريص على إخفائي عن العالم ولأنه كان يتوقع كل شئ من أبي بالفعل وإذا علم بزواجي من رودجر سيدمرنا ونحن لم نكن على إستعداد لهذا.

إنسابت دموعي دون أن أشعر، كل ما يشغل تفكيري الآن هو رودجر، كيف سأواجهه؟ كيف سأخبره أنني تذكرت كل شئ؟ وأنني لم احب أحداً سواه، وأن مكوثي مع زين كان فقط لأنني لم أتذكر ذكرياتنا سوياً، بل كان دائماً زين هو شبح رودجر الذي كان يهاجم ذكرياتي.

كان قلبي ينزف وأنا بعيدة عنه وفي نفس الوقت كان قريباً مني، ذلك الصراع بداخلي ينمو يوماً بعد يوم خاصة لأنني لا أعلم من أخون منهما؟

هل أخون رودجر الذى كنا سنصبح أزواجاً ولم أحب أي رجل غيره؟ أم أخون زين الذي من المفترض أنه حبيبي الآن وعشت معه لثلاث سنوات؟

وعلى ذكر زين، أنا لم أعد أراه هذه الايام من الأساس، عندما يعود إلى المنزل أكون نائمة وعندما أستيقظ يكون قد غادر، نحن بالكاد نلتقي حتى، بل أنا محبوسة فى هذا المنزل المعبأ بذكرياتي مع رودجر وكلما أغمضت عيناي أحلم به مجددا وبكل شئ كان بيننا.

وضعت رأسي على الوسادة وتركت دموعي تنساب من جديد، قلبي كان يتألم طوال الوقت، لقد إشتقت للمساته، إبتسامته، نظرة عيناه اللامعة نحوي وقبلته اللطيفة التى كان يعطيها لي كل صباح، إبتسمت وسط دموعي ثم لمست شفتاي وأغمضت عيناي متذكرة تلك القبلة منذ أيام، قبلته التى جعلتني أتذكر كل شئ عن الماضي، جعلتنى أتذكر حبيبي رودجر.

نزلت إلى الاسفل وتوجهت نحو المطبخ لم أجد الخدم، لقد كانوا غادروا بالفعل، لمحت تلك العلبة الوردية التي كُتِب عليها 'كيتين كاندي' جلست على الأرض وأنا أحتضن تلك العلبة تجاه قلبي بقوة وعيناي تدمع بحزن.

_ إشتقت اليك كثيراً رودجر.
رددت وأنا أبكي بغزارة وكأن العالم قد انتهي فى تلك اللحظة، لا أرغب سوى برؤيته مرة أخرى، أن أخبره أن حبيبته روز قد عادت وإنني آسفة لأنني نسيته.

بتلك اللحظة وصل زين ودخل يركض نحوي سريعاً عندما وجدني جالسة علي الارض وأبكي بإنهيار

_ روزي؟ هل أنتِ بخير؟ ما الخطب؟
سأل زين بقلق وهو يربت على كتفي وظهري، مسحت دموعي فوراً ونهضت أقف أمامه
_ وأخيراً قد رأيتك زين؟

سألت بنبرة حادة، أنا حقاً لا يهمني وجود زين أو عدمه الآن ولكني كنت أشعر برغبة عارمة بالصراخ بوجهه كي أفرغ شعوري بالألم تجاه إختفاء رودجر.

_ لما أحضرتني إلى هنا زين؟
سألت بحدة وأنا أعقد ذراعاي حول تلك الحلوى بقوة وزين كان يحدق بوجهي دون أن يفهم حتى تصرفي وغضبي المفاجئ هذا، أنا كنت غاضبة لانه يهملني طوال الوقت ومن المفترض أنه يكون حبيبي
_ لقد اخبرتكِ أنني علي الاهتمام بأعمال العائلة روزي
أجاب زين بهدوء ثم كاد يقترب مني فتراجعت عدة خطوات للخلف.

_ أنت تحبسني هنا طوال الوقت، لم تحضرني من من نيويورك إلا لكي تحاصرني هنا زين، لم يكن الامر يتعلق بحمايتي كما كنت تخبرني، أليس كذلك؟
صرخت به بصوت مرتفع ودموعي تنساب على وجهي بينما هو كان صامتا يستمع لي فقط، ربما هو يشعر بالذنب نحوي أو لا يهتم من الاساس بما أقوله
_ اشعر وكأنني على وشك الجنون وأنا جالسة بمفردي هنا، لا أعرف أحد وليس لدي أصدقاء، ليس هناك جديد فى يومي وبالكاد أراك زين، هل أحضرتني هنا لمعاقبتي؟

قلت ببكاء أصرخ به ولكن حقا لم يكن تصرفي نابع عن شئ سوى إشتياقي لرودجر الآن، أنا لم اراه منذ عدة أيام وهذا ما كان يفقدني عقلي حقاً.

_ إهدئي روزي، أنا آسف لقد أهملتكِ حقا فى الايام السابقة ولكنني لم اقصد ذلك حبيبتي لقد كنت مشغولا فقط بتلك الأعمال فوق رأسي منذ عدت
قال بنبرة هادئة واقترب يعانقني ويربت على ظهري
_ ما رأيكِ أن أخذكِ بجولة؟ لنذهب لملهي رودجر إنه رائع للغاية وسوف تستمتعين كثيراً هناك.

ردد بنبرة لطيفة فتناسيت كل شئ وإبتسمت سريعاً بعد أن سمعت إسم رودجر، مسح زين دموعي المنسابة على وجنتاي وكاد يقترب مقبلاً شفتاي بينما كنت أحبس أنفاسي، أنا لا أريد لأثر قبلة رودجر التي جعلتني أتذكر أن تمحى

إبتعد زين عن شفتاي وقبل جبهتي بالمقابل
_ تجهزي سريعا روزي، سأعوضكِ عن غيابي طوال تلك المدة، هيا حبيبتي أصعدي وإرتدي ثيابك
قال زين بابتسامة فأومأت له والابتسامة ارتسمت على شفتاي

Zayn

لا أعلم ما الذي يحدث لي بالتحديد؟ لقد كنت على وشك تقبيل روزي وفجأة ظهرت أمام عيناي صورة ليلي وهي تبتسم لي، نبض قلبي بسرعة وقتها وإبتعدت فوراً عنها، إنتظرت حتى صعدت روزي إلى الأعلى ووضعت يدي على قلبي الذي كانت الوغزات به تزداد إيلاماً.

أنا مشتت لأنني أقضي الكثير من الوقت مع ليلي هذه الايام، روزي كانت محقة أنا بالكاد أمكث معها وهي دائماً تبقي بمفردها وسط آلام رأسها والذكريات التى تنهشها، صعدت إلى غرفتنا حتى أقوم بتغيير ملابسي الرسمية إلى اخري عادية حتي تناسب الملهى الليلي خاصة رودجر.

ارتديت بنطالا اسود وتيشيرت به بعض الرسومات التى تحتوي على عدة الوان، نظرت بالمرآة اتفقد مظهري لمرة أخيرة، ولكن قفزت أمام عيناي صورة ليلي من جديد تقترب مني وتخبرني كم أنا وسيم بالملابس الغير رسمية.

إستفقت من شرودي على طرقات الباب المتتالية على الحمام، لابد أنها روزي، فتحت الباب وخرجت، كانت ترتدي فستانا طويلاً يصل إلى أسفل ركبتها بقليل باللون الاحمر القاني كان يبرز تفاصيل جسدها الصغير بشكل أنثوي صارخ بينما شعرها الأشقر الذي يصل إلى اعلى كتفها كان مناسباً تماما ليضيف مكياجها الصارخ ولون حمرتها رونقا آخر من الانوثة وأقسم أنني لأول مرة بحياتي مع روزي آراها بهذا المظهر الجرئ الذي جعلها تبدو فتاة صارخة الجمال لا ينقصها شئ كي تقوم بإغواء أي رجل، وكأنها لوحة فنية قد رسمت بدقة.

إبتسمت عندما رأيتها أمامي تبتسم أخيراً وهى تتقدم نحوي
_أنا جاهزة.

رددت روزي بهدوء فأمسكت بيدها وقبلت باطنها بلطف وأنا أتذكر تلك الأيام التي قضيناها معاً ولأول مرة هي تبدو بهذا الشكل الذي يبرز جمالها بحق، نظرت لي بحزن ثم همست بنبرتها اللطيفة الرقيقة
_ أنا آسفة زين، لم أقصد إغضابك حقا ولكنني كنت مضغوطة، وحيدة وشعرت أنك أتيت بي إلى هنا حتى تحبستي فقط لأنك لم تعد تريد رؤيتي وأصبحت تتجاهلني، وتذهب كل مكان من دوني.
رددت بنبرة مهتزة فقبلت وجنتها بلطف أهدئها.

_ أنا أعلم روزي ولست غاضبا منكِ أبداً وردتي، أنا من كنت مخطئا لأنني تركتك بمفردكِ كل هذا الوقت، وكنت أعلم أنه سيأتي وقت تشعرين به هكذا لكني كنت غبي كفاية لتركتك تعانين هنا بمفردك دوني
قلت بلطف وأنا أمسك بعنقها وشردت بجمالها بأبتسامة ثم شابكت أصابعها التي كانت ترتجف بأصابعي وخرجنا من المنزل متوجهين إلى ملهى رودجر.

أوقفت السيارة أمام الملهي بعد أن وصلنا وروزي فرغ فاهها من الدهشة، لقد كان المكان من الخارج يخطف الانفاس بالفعل،

_ مرحبا سيد رودجر.
صاح الحراس المغفلين عند دخولي برفقة روزي، جلسنا عند البار قليلاً وطلبت لـ روزي مشروباً خفيفاً حتى لا تثمل مثل المرة السابقة وتتذكر ذكريات قد تؤذيها، أخذت أتحدث معها قليلاً وأشرح لها عن الملهى وعن كل الأركان به لأنها كانت متحمسة بشأن المكان كثيراً، وبالفعل المكان كان رائع ليجعل أي شخص يريد التجول به.

أخذتها بجولة في المكان والجميع بكل غباء كان يعتقد أنني رودجر، لكني لم أهتم بإخبارهم أنني زين لأني لست متفرغ لتلك التفاهات، كنت فقط أركز مع روزي وسعادتها التي إفتقدتها منذ أتينا إلى لندن، أنهينا جولتنا في المهلى وجلسنا على البار لتناول مشروب آخر،

بينما أنا بحثت عن رودجر بنظري فى المكان ولكنني لم أجده بالأرجاء حتى أنني نظرت بالأعلى عند مكتبه ولكن أيضاً لم أراه، ربما خرج، وقبل أن أخرج هاتفي حتى أتصل وأخبره أنني هنا وجدت أبي يدخل الملهي وهو يعدل من سترته، عقدت حاجباي بإستغراب وأنا أنظر تجاهه، تقدم نحوي فور أن رآني ثم إقترب هامساً من اذني دون أي مقدمات

_ أود الحديث معك بمكان هادئ رودجر.
قال أبي فتعجبت روزي من أنه ناداني رودجر ولكنها لم تعقب عن هذا وأنا فى الحقيقة شعرت بفضول كبير حتى أعلم ما الذي يريده أبي من رودجر!

_ لنصعد بالأعلى يمكنك أن تسبقني أبي.
قلت لأبي وآشرت له على الغرفة فصعد أمامي ثم أمسكت بيد روزي وصعدنا خلفه، أدخلتها غرفة جانبية وقبلت رأسها بلطف كي لا تشعر بالقلق
_ إبقي هنا روزي، سأتحدث مع أبي قليلا بالغرفة المجاورة وأعود.

أخبرتها بإبتسامة بعد أن قدتها إلى غرفة الاجتماعات الملتصقة تماما بغرفة مكتب رودجر، اومأت روزي
_ لا تتأخر من فضلك، لا أريد البقاء بمفردي
أومأت لها ثم دخلت الغرفة وأغلقت الباب عليها.

كنت محتاراً بشدة من كون أبي يريد رودجر فى هذا الوقت بل وقد أتى هذا الطريق إلى الملهى الخاص به بنفسه أيضاً، كان الامر فضوليا كثيرا بالنسبة لي، تنهدت ثم أمسكت مقبض الباب ودخلت، كان أبي جالساً على الاريكة فجلست مقابلا له تماما وأظن أن ملابسي الغير رسمية هذه ما تؤكد له أنني رودجر
_ فيما اردتني أبي؟

سألت بنبرة هادئة ليجيب علي بهدوء
_ أريدك أن تقنع اخاك أن يظل معنا بلندن رودجر، لقد رأيت كيف أصلح كل شئ عندما عاد للمملكة، لقد أنهى أمر الصفقات التى كنت متورط بها فى غمضة عين، كما أنه استطاع إنهاء قضيتك وأخرجك من السجن من مكالمة هاتفية واحدة، تعلم أنه يستطيع مساعدتنا فى كل شئ والعائلة بدونه سيتم سحقها وسط رجال الاعمال والعصابات، أنت تعرف أنك بدون زين لن تستطيع فعل شئ رودجر.

قال أبي بنبرة مستهزأة فى نهاية جملته وتلك الكلمات البسيطة التى قالها وقعت علي كالصاعقة، هل هذا ما كان يقصده رودجر عندما اخبرني أنه منبوذ بالعائلة بحق؟ هل كان هذا ما يشعر به طوال الوقت عندما يتم ذكري أمامه؟ لقد كان يقارنه الجميع بي ويستفزونه بإنجازاتي بينما لا يمكن لأحد المقارنة بيننا من الأساس.

ألهذا كان دائما يخبرني أنني أناني ولم افكر به ولو للحظة؟ قلبي أصبح يؤلمني لأجله أكثر، أنا لا أصدق أن هكذا أصبحت الامور داخل العائلة.

لقد كان رودجر يرغب بتقمص شخصيتى طوال الوقت وأنا كنت لا أفعل شيئا سوى أن انهره بينما أنا لم افهم سوى الآن أنه كان يرغب برؤية نظرة الفخر والحب التي كانت بأعين الجميع نحوي، لقد أراد أن يشعر أن محاولاته ذات فائدة، لقد كان يشعره الجميع أنه أقل مني وهو لم يطلب شيئا أكثر من أن يكون مثلي بنظر الجميع، وأن محاولاته تكون موضع تقدير وحب مثلما يفعلون جميعا معي.

_ لما لست كافٍ لك أبداً أبي؟
سألت بنبرة حزينة بعدما وضعت نفسي للحظات مكان رودجر وقد شعرت بالألم وبالذنب فى نفس الوقت لأنه كان يشعر بتلك الطريقة طوال هذا الوقت، صمت ابي قليلا فأردفت فى حديثي
_ لما لا تراني أبداً أستطيع فعل ما يفعله زين؟
سألت بصوت أصبح أكثر حدة

فابتسم أبي بطرف فمه إبتسامة ساخرة
_ لن نكذب كذبة ونقوم بتصديقها رودجر، أنت تعرف جيداً أنه ليس بإمكانك فعل ربع ما يقوم زين بفعله حتى لو أصبحت تحاول طوال حياتك، وحتى لو إفتتحت مليون ملهى حتى تثبت أن لك امبراطورية كبيرة، لو قمت بإحاطة نفسك بألف حارس، أنت لن تستطع فعل ربع ما يفعله زين أبداً، هذا ليس أنت.
قال أبي بطريقة قاسية وهو يشير بإصبعه نحو صدري باستهزاء.

شعوري بالآسى تجاه رودجر كان يزداد مع كل كلمة يتفوه بها أبي وأكثر ما يؤلمني أنه مر بكل ذلك دون أن يكون بجانبه أحد وبنى كل هذا بفضل جهده.

نهضت من مكاني سريعاً ونظرت له بنظرات حادة
_ لقد علمت الآن فقط كم الأذى النفسي الذي كان يتعرض له رودجر في هذه العائلة طوال الوقت، بينما هو كل ما يفعله هو محاولة إرضائك وحماية العائلة، أتعرف شيئا أبي أنت والعائلة بأكملها لا تستحقون ان أكون بجانبكم، رودجر الوحيد الذي يستحق وجودي بجانبه، أنتم لا تستحقون حبه وإنتماءه لكم.

قلت بنبرة حادة بينما عيون أبي كانت متسعة بصدمة لأنه أكتشف للتو أنه يتحدث مع زين وليس رودجر الذي سوف يتألم بصمت ولن يخبره عن كم ما يؤذيه بحديثه، إنه يتحدث الآن مع زين الصريح الذي لن يصمت عن ما يراه من ظلم لـ رودجر الذي يهتم لأمر العائلة أكثر مني أنا شخصياً،

لقد كنت مستعداً منذ أربعة سنوات أن أبتعد عن العائلة بأكملها وأقوم بتأسيس حياة جديدة بعيداً عن كل هذا، وأنا الآن على استعداد تام أن أتخلى عنهم للأبد، على عكس رودجر الذي يسعي أن يكون معهم وبجانبهم دائماً ولكنه لا يحصل فى النهاية إلا على رفض صريح منهم.

_ أظن أنه من الافضل لك أن تغادر أبي، ورودجر لن يعرف شيئا عما دار بيننا منذ قليل ولكن ما أستطيع ضمانه لك حقاً أن أمر بقائى مع العائلة منتهي تماماً وأنا لن أساعد أي فرد من العائلة فى أيشئ مجدداً، إذا احتجت أي مساعدة مستقبلاً عليك أن تطلبها من رودجر، وعليك أن تكون خجلا من نفسك وأنت تطلب منه أي مساعدة كذلك.

قلت بحدة ثم تركت أبي وسط صدمته من حديثي وتوجهت إلى غرفة الاجتماعات التى كانت تنتظرني بها روزي.

_ آسف لانني تركتك طويلا هنا روزي.
قلت بابتسامة ولكنها كانت عابسة تماماً
_ لقد إستمعت إلى حديثك مع والدك بأكمله، لم أقصد سماع حديثكم لكن كان صوتك مرتفعاً بعض الشئ، أنا حقا اشعر بالحزن على رودجر، لما يعامله والدك بتلك الطريقة زين؟

سألت روزي بعيون دامعة، أعلم أنها رقيقة وأي شئ قد يؤثر بها سريعا ولكن حياة رودجر كانت مأسوية كثيراً رغم ذلك، فأخبرتها ما مر به رودجر حين لم أكن هنا معه.

_ كيف لا يستطيع أحد أن يفرق بينكما حتى ابويكم؟
سألت روزي وهى تعقد حاجبيها باستغراب
_ لقد عشنا هكذا طوال حياتنا، كنا نتبادل الأدوار فى الكثير من الأحيان عندما كنا صغاراً، عندما أكون مريضا ولدي حدث مهم فى المدرسة كان رودجر يأخذ مكاني وعندما يكون لديه إمتحان فى مادة يكرهها كنت أذهب بدلاً عنه ولم يستطع أحد التفريق بيننا أبداً، لقد كنا نحب ونكره نفس الطعام، كنا نختار كل شئ سوياً حتى وش منا كانت قاعدة أبدية بيننا أنه لا يحق لأحدنا رسم وشم إلا ويضعه الآخر، عدا طريقة ملابسنا المختلفة وتسريحة شعرنا فى بعض الاحيان لا يمكن لأحد التفريق بيننا، ولكن أصبح الامر عادة لدى رودجر ولأن أبي كان يقوم دوما بالتقليل من شأن رودجر، كان كل ما يفعله من تصرفات متهورة لأنه أراد أن يعامله أبي بنفس الطريقة التى كان يتعامل بها معي، ولكن أبي كان يلوم رودجر دائما على أفعاله، أعلم انه متهور كثيرا ولا يفكر فى معظم الأحيان قبل ان يتصرف ولكن بالنهاية هو لم يكن يفكر سوى بمصلحة العائلة.

_ ما الذي جعلكما تكرهان بعضكما الى ذلك الحد زين، هل هو بسبب والدكما أيضاً؟ لقد لاحظت الشد بينكم.
سألت روزي باستغراب فتنهدت بقلة حيلة


_ لا، بل أنا من كنت السبب لقد كنت شخص أناني للغاية وأنا من جعلت رودجر يصل إلى كل ما هو فيه الآن بسبب انانيتى، لقد فعل بي شئ شنيع بالماضي حيث قام بخيانتي مع حبيبتي القديمة ليديا التي أكتشفت أنها كانت ضمن عصابة ما وتستغلنا نحن الاثنان ووقع رودجر في فخها، ولكي يرد على ما فعله بي حين قام بخيانتي دخل السجن بدلاً عني وتلبس قضية كبيرة بمفرده كي يكفر عن ذنبه، ولكن أنا كنت أناني وتركته، ورغم كل ما فعلته هو على إستعداد أن يقوم بالتضحية لأجلي مجدداً، هو على استعداد للتضحية بأي شئ فى سبيل وجودي معه ومع العائلة.

وفى هذه اللحظة فُتح الباب دون سابق انذار، لقد كان رودجر الذي دخل بعاصفته المعتادة
_ أرى انك قد قمت بإحتلال مكتبي مثلما قمت بإحتلال منزلي تماماً.

قال رودجر بسخرية فإبتسمت له وقبل أن أتحدث من جديد رن هاتفي، نظرت إلى شاشة الهاتف فرأيت إسم ليلى يتوسط الشاشة لذا اعتذرت منهم وخرجت فورا حتى أجيب عليها، إعتلت إبتسامة واسعة فمي فور أن سمعت صوتها على الجهة المقابلة
_ مرحبا ليلى!
رددت بابتسامة
_ مرحبا زين!

أجابت و قد إزدادت إبتسامتي إتساع عندما سمعت إسمي مجرداً من الالقاب من بين شفتيها
_ لقد إتصلت حتى أخبرك أن لدي بعض المعلومات الجديدة بخصوص ماضي روزلين، ان الامر ضروري وأود أن أراك فى الحال.

قالت ليلى فعقدت حاجباي، أنا أود رؤيتها حقا وكنت أود لو تخبرني أنها ترغب برؤيتي دون أن يكون الامر متعلقاً بروزي، أنا لا اريد أن يكون كل ما بيننا مرتبط بالعمل بهذه الطريقة
_ أين انتِ الآن ليلي؟
سألتها بسرعة

_ أنتظرك بالمنزل، زين.
تحدثت ليلى بنبرة لطيفة فابتسمت باتساع مجددا
_ حسنا، لن اتأخر.

*******

كان رودجر يقف مع أحد رجاله أمام الباب وهو ينفخ بسيجارته وعينه شاردة و مصدومة بتواجد روز هنا بالملهى وهي ترتدي ذلك الفستان الأحمر الذي قامت برسمه لأجل زين كما أخبرته سابقاً، إشتعلت الغيرة داخل قلبه حين فكر أنها حقاً قامت بتفصيل لأجل زين وها هي تقف أمامه بكامل أنوثتها الصارخ التي رآها تتجسدها لأول مرة،

لقد كان الماضي بينهم وهي طفلة جملة مثل القطة البيضاء اللطيفة، وها هي الآن تكسر القاعدة التي كانت بينهم لتصبح أنثى بجمال يخطف الأنظار، هو كان يعلم أنها حين تصبح بسن الرشد ستكون أجمل مما هي عليه ،لكنه لم يتوقع أن تكون بتلك الأنوثة ومع من؟ شقيقه التؤام الذي أصبح يحقد على الشبه بينهم بسبب تواجد روز معه.

إبتلع بتوتر حين وجدها شاردة به وأشار إلى جايسون أن ينزل بعد أن أعطاه التعليمات لأجل روز لأنها وللمرة الأولى تزور الإمبراطورية التي أسسها من أجلها، أجل لقد كانت هي الحافز الوحيد الذي جعله يصل إلى هذا المكان دون مساعدة أحد أو الحاجة لأحد، وهي كانت تستحق ليلة جميلة كجمال ذلك الأحمر القاني المنحوت على جسدها.

أنهى زين محادثته مع ليلي ثم وقف مع رودجر أمام باب غرفة الاجتماعات يتحدثان سوياً فى بعض الأمور ولكن نظرات روز لم تنزاح عن رودجر أبداً.

لقد كانت هي الأخرى تتأمل بكل تفصيلة فى ملامحه، خصلات شعره التى تحب ان تعبث بها كثيراً، ملامحه الرجولية الحادة وإبتسامته التى تجعد وجنتاه تأسرها كلما إتسعت، عروق يداه البارزة ووشومه التى كانت تحبها كثيراً،

رغم أن زين كان نسخة رودجر ويملك وشوماً مطابقة له إلا أن كل شئ برودجر كان مختلفاً بالنسبة لها، كان مختلفاً بشكل محبب لأنه كان الشخص الذي اختارته بملء إرادتها وأرادت أن تتزوج به وكانت السعادة تغمرها،

أما علاقتها بزين فقد كانت بالنسبة لها مجرد إعتياد، شخص وجدته بجانبها فى كل أوقاتها الحاضرة لأنها لم تكن تتذكر أى شئ عن ماضيها كان شبح ماضيها، بينما رودجر كان ماضيها، حاضرها ومستقبلها.

كانت تنظر نحوه بنظرات شغوفة مملوئة بالحب ولم تكن تهتم إن لاحظ زين نظراتها تلك حتى، هى لم تعد تهتم بأي شئ سوى رودجر ولا يهمها سوى أن يعرف أنها قد استعادت ذكرياتها معه، وأنها قد استعادت روحها من جديد.

_ سأغادر لبعض الوقت رودجر، إعتني بـ روزي من أجلي حتى أعود، ولا تعبث معها أو تضايقها، حسناً؟
حذره زين بهدوء ليجيب رودجر بنبضات متسارعة
_ لا تقلق، سأعتني بها.

ثم إقترب زين من روزي مخبراً إياها أنه سيغادر لبعض الوقت ولن يتأخر، وهي لم تمانع بل كانت سعيدة أنها ستبقى مع رودجر بمفردهم وأخيراً.

فور مغادرة زين ساد التوتر أكثر بينها هي ورودجر فهو لم يعرف كيف يواجهها بأمر القبلة المفاجأة عندما كانوا بالمنزل، كما إنه كان شاكراً لأنها لم تخبر زين بالأمر، كان فقط عليه السيطرة على مشاعره المضطربة التي تجعله في شتات منذ أيام.

_ يجب أن أتفقد الملهى وسأعود.
قال رودجر بنبرة متوترة وإلتفت متجها نحو الباب ولكن قبل أن يخطو خطوة واحدة خارج الغرفة أوقفه صوت روز التي صاحت بإسمه
_ رودجر!

********

_ بطبطب ع دماغهم علشان العياط ده كتير_ 😭❤️‍🩹

طبعاً البارت ده بيوضح إزاي روز كانت بتعاني من غير رودجر وازاي زين وقع مع ليلي 🥺💙

زين حاسس إن هو مقصر في علاقته بروزي بس في نفس الوقت مش قادر يحدد مشاعره تجاه ليلي.

طبعاً أبوهم خد شتايم لما شبع 😅 رودجر صعب عليكم جامد صح؟

عرفتوا ليه رودجر مكنش ينفع يوشم إسم روز؟ عشان في عهد بينه هو وأخوه على كل حاجة وبما أنهم كانوا بيتقمصوا شخصية بعض كانوا لازم يوشموا نفس الوشم وأصلا رودجر مكنش معرف زين حاجة عن روز ولا هو ولا أي حد من العيلة عشان هو كان عاوز حياة خاصة معاها بعيداً عن كل حاجة ممكن تأذيها أولاً لأنها إتاذت بما يكفي زمان وثانياً لأن حياة عيلته كان خطر بالمعنى الحرفي وهو أصلا ميهموش عيلته يعرفوا إنه هيتجوز ولا لأ، وحتى زين نفسه كان مسافر وسابه وقت ما انسجن يعني رودجر لما سافر يتجوزها في ميامي أصلاً كان خرج من السجن ورتب حياته وشهر العسل مع روز وكان عاوز يعرف زين ويسيب كل الفساد ده بس الي حصل فالملهى دمر خططهم كلها.

نستعد بقى عشان في حرب هتبدأ وتخرعكم💥

أكتر حاجة متحمسين ليها؟

محدش ينسى دعمنا بكلمه حلوة 💫💙

Continue Reading

You'll Also Like

6.7M 579K 32
ماذا لو كان الدم هو لونها المفضل..؟ 𝐓𝐇𝐄𝐘 𝐒𝐀𝐘 𝐌𝐀𝐅𝐈𝐀 𝐈𝐒 𝐌𝐘 𝐌𝐈𝐃𝐃𝐋𝐄 𝐍𝐀𝐌𝐄!
720K 15.6K 39
جوانا كلايف صحفية متخفية تفضح الرئيس رجل الأعمال المشهور والذي يتضح فيما بعد أن أعماله الكبيرة هي ستار خفي للعمليات الغير مشروعة.. 𝒄𝒐𝒎𝒑𝒍𝒆𝒕𝒆𝒅...
570K 16.1K 32
في حرب اجتمع فيهما الضدان ، الأسود والأبيض ، النور و الديجور، الغضب والهدوء ، الاضطراب والسكينّة في معارك الثأر والانتقام ولهيب الحقد والكره بين الع...
253K 6.3K 28
وسمعت صوته الهامس الاشبه بالفحيح : " لا تلعبي بالنار، لأنها تحرق، وأنا ناري لا يخرج منها أحد حي" " أنا ولدت بالنار ولازلت بها، لذا لن اتأثر" ...