الشجاع و الهنوف

By havxill

1M 13.2K 3.8K

الشجاع ان غاب تبكيه الهنوف ... و الهنوف ان ودعت ضاع الشجاع للكاتبة:روز ‏✍🏻 ‬‏ . . . More

مُقَدِمه
البارت الاول
البارت الثاني
البارت الثالث
البارت الرابع
البارت الخامس
البارت السادس
البارت السابع
البارت الثامن
البارت التاسع
البارت العاشر
البارت الحادي عشر
البارت الثاني عشر
البارت الثالث عشر
البارت الرابع عَشر
البارت الخامس عّشر
البارت السادس عّشر
البارت السّابع عشر
البارت الثامّن عشر
البارت التاسعّ عشر
البارت العشرينّ
البارت الواحد و العشرينّ
البارت الثاني و العشرونّ
البارت الثالث و العشرونّ
البارت الرابع و العشرينّ
البارت الخامس و العشرينّ
البارت السابع و العشرينّ و الاخيرّ

البارت السادس و العشرينّ

28.4K 408 115
By havxill

قبال محل ابو غاده ، كانو فارشين فرشه وجالسين الجميع ويتوسطهم كل مالذ وطاب من الأكل ، والجميع كان يضحك ومبسوط بإستثناء نوران وأبوها ، مازال في قلوبهم ألم الفقد .
ظـافر : ياعلي خلصت علينا الأكل
علي : صار لي اسبوعين مو ماكل شي ، الطباخه تبعتنا تعبانه
نوران ابتسمت له بتعب : خلاص شو بدك تاكل اليوم
علي : اللي بتقدري عليه اطبخيه مابدي اغلبك
دانه كانت متجاهله عـساف ، رغم انها ملاحظه نظراته واسلوبه كيف حس انه غلطان ويحاول من اسبوعين إنه يعتذر لها ولكن دانه كانت بارده بكل المقاييس لإنها انصدمت منه.
شادن بهمس : شفيك الهنوف
الهنوف انتبهت لها : ها لا مافيني شيء
شادن : اكيد ؟
الهنوف سرحـت ثواني وهمست بضيق : شرايك باللي سويته ؟ عدل اني سافرت وخليت زوجي ؟
شادن : يوه انتي للحين تفكرين بالموضوع ، دامه راضي عنك ليه هالتوتر ؟
الهنوف : مادري شادن ، هو وافق علشان مايكسحني ويطيح كلمتي بين أهله ، احسّ انه يجازيني كثير وانا اصدّه ، بس مو بيدي ياشـادن !
شادن تأثرت من كلامها : طيب حبيبتي يمديك تعدلين الميل اللي بعلاقتكم ، الهنوف ترا قربكم لبعض فترة الحمل يشد العلاقه ، وبعدكم يرخيها ، صدق انتي معك حق تزعلين بعد ماعرفتي اللي كانوا مخبينه عنك ، لكن شجاع قبلك كان مجبور يتزوج، وبعدك كان مجبور يخبي زواجه عنك علشان مايخسرك ، يعني بكل الحالات الورقه الرابحه إنتي ، انتي سافرتي ودرستي وسويتي اللي براسك ورجعك وسامحك ، يعني الى متى بتسوين فجـوه بعلاقتكم ؟
الهنوف كانت عيونها تلمع وهي تسمع ، وكمّلت شادن وهي تربت على يدها : الهنوف معليش اذا ضايقتك بس انا صريحه
الهنوف : لا ، لا ماضايقتيني، فعلاً انا الغلطانه بالقصّه كلها ، يبين علي إني احبه ، ويبين علي اني اكابر ، لكن ماقلتها بحياتي صريحه ، أنا اللي ابكيه وانا اللي أضيع بدونـه ..
ما انتبهت إن الجو هدأ والكل شد تركيزه معاها ومستغرب من سرحانها ، لكن كلامها كان له صدمه على المستمعين كلهم من تركي الى عسـاف اللي ماتوّقع الهنوف تعترف بحبّه بغيابه وقدام الكلّ .
شادن شدّت على يدها وانتبهت الهنوف وحسّت وجهها يتآكل من الإحراج وبان عليها ، تركي حسّ بكتمه على صدره ورفع راسه سريع ولاشعورياً ضرب برجله ع الأرض وأنتبـهوا له البعض وقالت دانه وهي حاسّه بضيق : ياجماعه شنو هالهدوء ؟
ابو غاده وعينه على جيتار عسّاف : ياعساف انت جايب هالجيتار شكل وبس ؟ اطربنا
عسّاف وعينه على دانه قال بهدوء : شتحبون تسمعون ؟
دانه عـرفت انه يبيها تختـار أغنيه وتهديه او يهديها لكنّها ردت بعنـاد : انا مو جاي ع بالي أسمع شيء !

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

لحفني جفونك أنا ميت نعاسْ
نوّمني بـعينك ثلاث أربع سنين .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عسّاف كان يمشي ورا دانه ويترقّبها ، خطواتها المتردده بالرجعه والتقدم ، سرحانها ، رجفة ايدينها وربكتها الواضحه بملامحها ، تجاوز الخطوات اللي بينهم وتقدّم لها وأعدم المسافات ، حسّت فيه ولا ناظرت له ، لمح الدمع بعيونها وحسّ العذاب بـصدره وهمسّ لاشعورياً : ياليت العمر يتوقف على حالة هنا جنبك
ناظرت له بعيون مليانه دمع ورجعت صدّت عنه ، اوجعته نظرتها وهمس : وش فيك ياقلبي ؟
لا رد ولا تجاوب ، همس بضيق : لاتخليني مثل اللي طول عمره يركض ولا استراح ، وجاوبيني ، وش بلا خاطرك ؟
بلعت غصّتها واستجمعت قوتها وقالت بهمس : تحبني ؟ ولا عزومك تردّت؟
عقد حاحبينه : وش هالكلام !
دانه : جاوب ؟
صد عنّها وسرح بمكان بعـيد لحظات ، رجع ناظر لعبونها بثبات وحزم : ماني من الردايا ولاني من اللي يخلف بكلامه ووعوده ، تدرين أنّ الله ماخلقك الا لي ، ليه هالكلام ؟
دانه بغصّه : مادري القاها من شكك فيني وبعلاقتي بأخوي ، ولا من إهتمامك بنوران وخاطرها ،لا وتعرف وش تحب وش تكره بـ.
قاطعها : لحظه لحظه ، ماشككت بعلاقتك مع اخوك ، كنت بلحظة غضب وغـيره وطلع مني كلام مايصلح ، ومايصلح انك تاخذينه على محمل الجد ، اما نوران اشتغلت معي بالفرقه ثلاث شهور وشيء طبيعي بعرف مودها ، ادحري إبليس
انفكّت عقدت حاجبينها وطفت نار بصدرها وكأنها تنتظره يبرر بأي كلمه عشان ترتاح وينزاح همّ اثقل روحها ، زفرت انفاس الراحه ومالقت ردّة فعل الا انها تسند راسها على صدره ، لفت ايدينها عليه وشدت عليه بكلّ حيلها وقالت بهدوء : اسفه على تصرفاتي.. بس كنت مصدومه
لمّها بيدينه وطبع قُبله على رأسها وهمس : انا احبك ، واحبك ثاني مره لو خلص حبك !
رفعت عيونها له وتحس قلبها مو فيها من كثر إنشراحه وسعة صدرها همست بإبتسامه : ماودي عيني ترمش يوم تكون قبالي إنت .
عسّاف : حلال من باس عينك وسط هالناس ، مع انه مسموح مير حنا تمشينا عاداتنا وقيـمنا
دانه بهمس : وش بيضرّها العادات لو زوج باس زوجته ، شلون تتأثر القيم من بوسة حبيب لحبيبته ؟ ها يابو الأصول انت؟
ماقدر يردّ عساف من تأثير كـلامها ، وعجزت عيونه لاترفّ وكان ردّه ، بوسه بلا شعور على عينها ، وكل حركه منه وكل لمسه منه وكل كلمه منه تخلق الف شعور وشعور بقلبها من جد وجديد وكأنها مشاعر مؤقته تتغير كل دقيقه ولكنها مشاعر ثابته وتكبر كل دقـيقه..
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

مايُساعد المرء لتخطّي مراحل حياته التي قد تكون صعبة عليه
التّفكر في أنّ الله أراد هذا، وله الحكمة في ذلك
وأنّ الله إذا كلّفك كفِلك..
‏وأنه تعالى لايُكلف نفسًا إلا وسعها.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
سـبعة أشهر مـرت .. ايّام وليالي طويـله ، صيف وشتاء وخريف
احداث كثـيرة ، مشـاعر عاصفه بالشوق والخذلان .. رسائل مُهملة ،ملامح مُرهقـه ، أتعـاب نفسيّه واتعاب جسديّه أنتهت بإعتلاء صرخة طفل بغـرفة الولاده وإنخفاض صرخة أمـه مع ضحكة الدكـاتره واستبشارهم بقدوم طفل جمـيل .
غمضت عيونها وهي تتنفس بصعوبه ، وملامحها الباهته الذابله شاهده على تعبـها ، لفّوا طفلها وحطوه على صـدرها ومجردّ مالامس خدها خده سالت دمـعة فرح .. تسوى مليون دمعة حزن ذرفتها في مـاضي عمرها وباست خده وهمست : الحمدلله .
كمّلت بتعب " بالفرنسي " : دكتوره ارجوك ، اخبري صديقتي ان لاتخبر احداً بولادتي .. ذابت عيونها وغمضتهم وهذا اخر عهدها بنفسـها ، غابت عن الوعي وانفتح الباب واخرجوهم ، وطلعت احد الممرضات للأنتظار ووقفوا لها دانه وعسـاف وشادن وظـافر بحماس وخوف ..
وفاجئتهم بإبتسامتها : أنجبت طفلاً جميلا ًوهي بصحه جيّده
ابتسموا ظافر وعسّاف من قلبهم وصرخت شادن بحماس وحضنت ظافر كتعبير عن فرحتها وبادلها الحضن بنفس الحماس ، الا دانه كانت تبكي بصمت والفرحه غامرتها وتحسّ لو مااخذت من الدنيا الا شوفة الهنوف أم تكفيها .
عسّاف : الحمدلله على سلامتها ، ليش الدموع
دانه ابتسمت بين دموعها وهمست بغصّه : بموت من الفرحه ، اخيراً
مشت عنّه وهو مبتسم الين اختفت عن نظره ، تنهّد والتفت لظافر وشادن كانوا جالسين ويسولفون بحماس تقدم لهم جلس جنب ظافر والتفت له ظافر : وش رايك وش نسمي الولد ؟
عساف بتعجّب : ولد شجاع ؟
ظافر : ايه ، الحين الهنوف موصيتنا مانخبر شجاع ، يعني بتسميه لحالها وهذا مايصير ، انا عمه موجود وبسميه
عساف : اقول اهجد ، بكيفها هي تسميه انت لاتتدخل
ظافر سند ظهره وحط رجل على رجل : انا وشادن اخترنا الأسم خلاص
شادن تنحنحت : ترا مو معجبني حيل بس يالله موافقه عليه
عساف توسعت عيونه وضحك بصدمه : لا منتم بصاحين ، خير وش دخلكم ؟
ظافر : انا عمه وهذي زوجة عمه ، يعني ياعساف انت لاتتدخل
عساف : انا ادري انك عمه ، بس مو ابوه ولا شادن امه ، ولاتعبتوا عليه ولا بتصرفون عليه
ظافر : ماعليك الهنوف قلبها طيب ماراح ترفض الأسم
عساف : لاحول ولا قوة الا بالله ، وش بتسمونه طيب
ظافر : صالح ، الله يجعل له من اسمه نصيب
عساف : زين يتربى بعزكم والله يرزقكم بره يارب
ظافر : الله يسلمك اخوي عساف وعقبالكم ان شاءالله .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

بـعد ثمانية ساعات ، عند الهنوف
وقعت على ورقة خروجها رغم رفض المستشفى الّا انها طلبت تخرج على مسؤوليتها ورغم معارضة دانه وشادن اصرّت انها تخرج ، ورغم تردي حالتها الصحيّه ضغطت على نفسها وطـلعت .
دانه وهي تلبسها جاكيتها قالت بضيق : الهنوف حرام عليج ، شنو بيفرق لو انتظرتي لباجر ؟
شادن : يعني فوق ولادتك المبكره وتعبك تبين تخرجين ؟ اذا مو عشانك عشان صالح
الهنوف بتعب : مين صالح
شادن : ولدك ، سميناه صالح
الهنوف بصدمه : تستهبلين
شادن : لا صادقه ، بس يعني اخترنا له الأسم وانتي كيفك
الهنوف ابتسمت وقامت بصعوبه : احد عرف من اهلنا ؟
شادن : لا للحين ، مع ان ظافر ميت على مايبشرهم
الهنوف بضيق : كلهم متوقعين اني بولد الشهر الجاي ، يعني ماراح اخبرهم الا الشهر الجاي ، لين ارتاح شوي
شادن : اللي تشوفينه .
فتحت جوّالها الهنوف وهي متوقعه تلقى منه رسايل كثيره
لكن ماشافت الا رساله وحده ، تكفي عن ملـيون رساله منه
ِ " لا الشعر يُرضي طموحاتي ولا الوَتَرُ
إنّي لعَيْنَيْكِ باسمِ الشِعر أَعتذِرُ
هل تذكرينَ بباريسَ تسكُّعَنَا ؟
تمشين أنتِ فيمشي خلفك الشجرُ
كلُّ التماثيل في باريسَ تعرفُنا
وباعةُ الورد ، والأكشَاكُ ، والمَطَرُ
حتّى النوافيرُ في (الكونكُورد) تذكُرُنا
ما كنتُ أعرفُ أن الماءَ يَفْتكِرُ "
ِ
ارتفعت يدها لصدرها مكان قلبها وعيونها تلمع
وقلبها يرجف من كمّية المشاعر اللي هلت عليها بعزّ تعبها
اخذت نفس عميق وهمست : يارب ، يارب سامحني.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
شجــاع ؛ ارسل الرِسالة وترك جوّاله ، ضايقه فيه الأرض
راحت ثمان سنين من عمره بدون الهنوف ، والحين للمره الثانيه راحت ثمان شهور من عمره بدونها ، تمنّى شوفتها هاللحظه ، وبكل لحظه راحت وبكل لحظه جايه يتمنى شـوفتها لكنّها ماحصلت له ، لكن رجاه الوحيد من هالبعد انهم يرتاحون ، ويطيح الحطب اللي بينـهم ويربون ولدهم براحة بال وسعـاده .
انفتح باب الغرفه ودخلت أمه ، عدل جلسته وهو يتحاشى نظراتها له الغاضبه لدرجة انها ماستأذنت بالدخول .
جلست جنبه ، مرر أصابعه بشعـره وقال بهدوء : عارفه وش بتقولين ، نفس الموال اللي نعيده كل يوم ، الهنوف ماتستاهل تفكيرك ووقتك ياولدي ، طلقها وارتاح ، اللي مثلها ماعليها حسوفه.. لكن يمه
ناظر فيها وقال بنبره قاسيه : تحملت كل هالسنين ، بتحمل شهر !
امه بحرقة قلب : ياولدي راح عمرك وانت ترجيها ذا الهايته ، عجزت وانا اشوفك مهموم ومالك حيلة !
شجاع : أحبها يمه ، والله اني احبها وارجيها لو تروح للقمر مو بس لباريس ، الهنوف بنت عمي ومالها غيري ، وبيني وبينها طفل ، مايجوز تحرضيني عليها الحين يايمّه !
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

بعد يومين ،
طلعت نوران من العماره ولمحت تركي طالع من محل ابو غاده
وشايل بيدينه ورده لونها أحمر ، وعينه من بعيد على عمارتهم
وعارفه ان عينه على شقة الهنوف بالتحديد.
ابتسمت بخبث وراحت له ، مانتبه لها بالبدايه ، تسندت نوران على العامود وتكتفت وقالت بسخريه : شو ياتركي ، لمين هالورده
تركي انتبه لها وصد بملل : يا رب صبرك ، انتي شكو
نوران : بس حبيت استفسر
تركي : للهنوف ، عندج مانع
نوران : لو ماكنت اخو دانه كنت عرفت كيف ابعدك من هالحاره ، لك انت مابتستحي ، البنت متجوزه !
تركي خاطره يضحك وقال بعناد : وانتي شنو حارق رزج ، واضح انها مو مرتاحه وياه وانا اعرف شلون انسيها رجلها
نوران ضحكت بسخريه : عنجد ؟ لك انت مابتعرف قصة الشجاع والهنوف ؟ ولا بعمرك قريت عنها ؟
تركي : لا شنو هذي قصة اطفال ؟
نوران : لا ، قصة حب ، اجمل من روايات شكسبير
تركي : اقول خلي عنج الخرابيط ، مافي قصة حب حلوه الا قصتي مع الهنوف في قادم الأيام ان شاءالله
نوران عصّبت : انت اللي خلي عنك الخرابيط ولم حالك من هون ياقليل الأدب ، شيبان اخر زمن
مشت من جنبه وهو مصدوم : شيبان ؟
نوران بدون لاتلتفت له : شايف غير هيك ؟
تركي : انزين لحظه ، بعطيج شيء
وقفت وتكتفت ولا ناظرت فيه ، وقف قدامها ومد لها الورده وقال بإبتسامه : مشكوره بس هالورده انا جايبها لج
نوران اخذتها بقوه : انا راح اخذها بس منشان ماتعطيها للهنوف وتسبب مشاكل
تركي بضحكه : شدعوه اتغشمر ، صج كانت الهنوف شادتني لكن عقب ماعرفت انها متزوجه غضيت بصري عنها
عقدت حواجبها : طيب لشو هالورده ؟
تركي : هذا ياطويلة العمر ، اليوم ميلادي ورحت لأبو غاده قلت له بهدي نفسي ورد اليوم ميلادي ومحد معبرني ، فقال من الصدفه الجميله ان تاريخ ميلادك نفس تاريخ ميلاد نوران
ضحكت وكمل تركي : اخذت الورده جان تطلعين بوجهي ، ماخليتيني اتكلم ، كليتيني بقشوري لكن تستاهلين
ابتسمت بخجل ونزلت عيونها وكمل تركي : كل عام وانتي بخير .. سنه سـعيده لك
نوران بإمتنان : شكراً .. وانت كمان كل سنه وانت طيب .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

بعد اسبوع ، عند الهنوف ؛
كانت جالسه على سريرها وقبالها أجمل عطايا الله لهـا
كان ودها تسميّه لكنها حسّت بالتقصير تجاه شجاع
وقررت تعطيه الأولويه بتسمية ولدهم ، كانت تتأمله بعيون تلمع من قوّة الحب اللي بداخلها له ، وكيف انها من اسبوع مافكّرت بشيء غيره ، رفعت يده الصغيره وباستها بنهم وهمست : الله يخلـيك ليّ .
قطع تفكيرها صوت الرساله اللّي وصلـتها والتفتت على طول لجوّالها ، شافتها بالإشعارات من شجاع ، رجف قلبها وفتحت جوّالها بسـرعه وفتحـت الرساله ، وقرأتها بصوت وكأنها تسمعها بصوته وبعيون تلـمع :
الهنوف ، ليش ماتردين ؟
عموماً عندي لك خبر ، ماكنت أبي اخبرك فيه الا يوم أشوفك
ولكن علشان تعرفين اني ماخبي عنك الا الشيء اللي يضايقك
اما الشيء اللي يسعدك ويسّرك لا والله ماخبيه وبقوله لك
الهنوف ، ابشرك ، أمك حكموها براءه بفضل الله .
طاح من يدّها الجوال ، وغرقت عيونها بالدموع وبكت بصوت عالي ، ماحكمتها الفرحه ولا حسّت بحالها وهي تصارخ من الفرحه وماسكه راسها واللي يشوفها يقول هذي عندها مصيبه مو فرحانه ، نست حالها ، الحلم اللي كانت تشوفه مستحيل من كلام الضبّاط والقضاه في حكم والدتها صار حقيقه .
دخلت دانه وهي ترجف خوف من صراخها : يمه الهنوف
جلست جنبها وحاولت تمسكها ولا قدرت لإن الهنوف تصيح من قلب وصرخت دانه : لحظه الهنوف ، شنو فيج لاتخرعيني تكلمي
الهنوف التفتت لها وقالت بصوت باكي بإبتسامه : امي ، امي حكموها براءه يادانه ، الحمدلله
دمعت عيون دانه وخنقتها العبره من الفرحه عجزت ترد ، عجزت تعبّر وكأن امها اللي تبرأت وهمست من قلبها : الف الحمدلله يارب
الهنوف رفعت جوالها وأتصلت على شجاع بدون شعور ، ودموعها ماوقفت ، من فرحتها نست ولدها اللي كان يصيح ، وشالته دانه عنّها .
ثواني ووصلها صوته التعـبان : هـلا
الهنوف ببحه : كـيف
شجاع : اول شيء قوليلي ، ليش ماتردين ؟
الهنوف : بقول لك ، بس علمني كيف حكموها والقضيه محسومه وصعبه ؟
شجاع : ماعلى الله عسير ، حاولنا نوصل لزوجها واهله وانكشفت أشياء كثيره ساعدت ببراءتها ، وخروجها بيكون بعد شهر ان شاءالله
غمّضت عيونها وبصوت راجف همست : كان حكمهم لايرضي الله ولا رسوله
شجـاع سكت شوي وأخذ نفس عميق وهمس لها : والله حكم حبك اللي لايرضي الله ولارسوله
سكتت وابتسمت وهي حاسّه بحجم تعبه وكمّل شجاع بعد تنهيده : حكم حبك يشبه السبع الجبابر
الهنوف : هانت يابعد عيني.
شجاع : ماقلتي لي ، ليش ماتردين ؟
الهنوف : بعلمك الحقيقه بس لاتزعل، لإني ماتعمدتها
استغرب : هاتي ماعندك؟
الهنوف : شجاع ، انا ولدت قبل اسبوع ، مبروك جانا ولد بفضل ربي.

طال صمته ، وعرفت وش بعد الصمت وكملت وهي تتأمل ملامح ولدها بحب : أجمل شيء كسبته بهالدنيا، ولد منّك ، ويشبهك ، وحتى لو زادت مشاكلنا وأفترقنا زود على هالفراق ، بربّيه على اطباعك ، وبخليه يمشي ممشاك ، ماله عن دربك .
شجاع حسّ حرارته ترتفع من الصدمه والقهر ، الهنوف وعساف وشادن وظافر ، ولا احد فيهم خبّره ، جاه ولد ولا عرف الا بعد اسبوع .
قال بهدوء : ماتحسّينها إهانه يا .. الهنوف ؟
الهنوف : لا ، لإني عارفه لو خبرتك بتجي بسرعه ، وانا بكون تعبانه وماراح افرح بجيتك ، فقلت خلني ارتاح شوي وبعدها اخبره ، علشان لما يجي اقدر استقبله بحفاوه ورحابة صـدر .
لا ردّ ، انهى المكالمه بدون سلام ، وهذا الشيء كانت متوّقعته الهنوف ، تركت جوالها والفرحه غامرتها عشان امها وعشان انها خلال يومين بتشـوفه معاها بنفس المكان .. أما شجاع بحجم زعله وضيقته كان فرحان ، وفرحته لو وزعها على اهل الأرض زادت ، حماسه زاد وتمنى يعدم المسافات بثواني ويوصلهم ، اول شيء سواه حجز أول طياره لبـاريس
وثاني شيء بشّر اهله كلهم ، من جدّه الي اصغر شخص بعائلتهم ، ورغم زعل البعض من الهنوف الا ان الكل بلا استثناء فرح لهم ، ودعى لهم من القلب .
اخذ شماغه وطلع وجوّاله ماوقف من الرسايل والإتصالات ، شاف ريمـا جالسه على عتبة باب المدخل وبيدينها العابها ، رغم عجلته وحماسه الا انه ماقدر مايوقف ويتأملها .
كان الرابط الوحيد بينها وبين باقي الأطفال هو البراءه
لكن شكلياً كانت غيـر عن كل الأطفال ، اتعبها المرض
كانت نحيفه وهزيله ، فوق اليتـم كانت تعبانه
فوق التعب وحاجتها له بيسافر ويتركها
جلس جنبها وقلبه يتقطع عليها ، كانت ماسكه ألوان وتلوّن بدفترها ، ابتسم وقال بهدوء : وريني رسماتك
ابتسمت ورفعت له الدفتر وابتسم بإعجاب : ماشاءالله عليك ، علميني كيف ترسمين!
ريما رجعت تلون وقالت بهدوء : خلص اذا انت صرت فاضي تعال اعلمك
ضحك وباس راسها وقال بحب : من الحلوه اللي صار عندها اخو؟
ناظرت فيه وكأنها ماستوعبت وكررّ لها بحماس : ريوّم بابا ، صار عندك اخو ، الهنوف جابت ولد
ابتسمت ريما ووقفت بحماس : الله وناسه ، متى يجون ابي اشوفه
سكت شوي وهو يتأمل فرحتها وهمس : ودك تشوفينه؟
ريما بتوسل وهي تسحب يده : اي الحين بابا يالله تكفى خذني له
شجاع وهو يبوس يدها : من عيوني ، باخذك معي ، الحين اخليهم يجهزون شنطتك وجوازك .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

بـاريس :
بسيّارة ظـافر ، كان راكب وجنبه شجاع ، وبالخلف شادن وريمـا
ماكانت عيونه تتأمل الأجواء والناس كالعاده ، كانت عيونه تتأمل الدرب اللي يودي لها ، دقايق ويشوفها ويحس أنها المره الأولى من إندفاع مشاعره صوبها .
شادن : ها ريما وش رايك بباريس
ريما : حلوه
شادن : انتي الحلوه والله ، يارب اجيب بنيّه تشبهك
ظافر : ويارب نجيب ولد يشبه صالح ابو الصلوح
شادن : يوه على الطاري ، ترا الهنوف رفضت اسم صالح تقول مالكم شغل بولدي
شجاع ناظر بتعجّب : وش السالفه ؟
ظافر : هذا الله يسلمك ولدك ترا سميناه مبدئياً صالح
شجاع : اها ، ومن سمح لك تتدخل
ظافر : عمه انا ، اخس عليك بدال ماتقول سمّه ياعمه
شجاع : تبطي والله
ظافر : ماعلي منك اصلاً راح عليه اسم صالح
شجاع : ظالمين ولدي من البدايه ، صالح بن شجاع ، وش ذا الأسم يبوي تقول مولود بالجاهليه
ظافر : اقول اثبت على اسم صالح واخلص النيّه لله انه يطلع صالح على اسمه
شجاع : بكيف ريما ، وش تبين نسمي اخوك ؟
ريما بعد صمت قصير جاوبت : مصطفى
ضحك ظافر بقوّه وشجاع مصدوم التفت لها وشاف شادن تضحك بصمت وعرف انها هي اللي قايله لها .
ظافر : قلت لك ياولد صالح ماتلقى مثله ، دايم سبحان الله لاشفت واحد اسمه صالح تلقاه رجل ياولد وتحطه على يمناك
شجاع : اجل لاجاك ولد سمه صالح وفكنا من الهذره الزايده
ظافر : حاضر طال عمرك ، بس وش بتسميه صدق
شجاع : سليـمان .. على الوالد
ظافر : لا عز الله انت اللي ظلمت ولدك ، تخيل يوم يجون ينادونه : سليمان بن شجاع بن سليمان بن شجاع، خير يالغالي ، ترا مو كذا البر
شجاع : وش عندك اخوي ظافر متحمس اكثر مني ، احد طلب منك تتدخل وتحشر نفسك بموضوع مال امك فيه صلاح ؟
ظافر : لا
شجاع : خلاص سدّ حلقك اجل.
بعد ربع سـاعه ، وصلوا شـارع العرب ونزلوا ولاحت لشجاع كل ذكرى فيه ، دكان ابو غاده وباص علي وصوت فيـروز
حتى نوران وابوها كانوا كالعاده يفطرون بالبلكونه ولما شافوه وقفوا بحماس ، كل شيء كان بمكانه ، الا بلكونة الهنوف كانت مقفوله ، شاف الكل يتقدم له بحماس ولهفه وتمنى لو يتجاوزهم بسرعه ويروح لها ، لكنه انجبر يسلم عليهم ويسمع تبريكاتهم ومر من الوقت خمسـة دقايق وقال بهدوء : الله يبارك فيكم ويسعدكم ، عن اذنكم بشوف الهنوف
التفت لشادن وقال بهدوء : انتبهي لريما
شادن : ماعليك بالحفظ والصون
تقدم للعماره ونبضاته تسابق خطواته ، صعـد بدون شعور وبغضون ثواني حصل نفسه قبال شقّتها ، فتح الباب لاشعورياً ودخل وشاف بوجهه دانه ، كانت متجهزه بتطلع وكأنها حاسه انه بيجي ، ارتبكت لما شافته ماتوقعته يجي اليوم .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
دانه بأبتسامه : الحمدلله على السلامه ومبروك ماجاك
شجاع بهدوء : الله يبارك فيك ، ومشكوره على وقفتك مع الهنوف
دانه اختفت ابتسامتها وقالت بضيق : ترا ماانتظر شكر ، لأن انا وياها خوات وهذا واجبي
شجاع : مافي شك ، لكن من لايشكر الناس لا يشكر الله
قطع كلامهم صوت بكاء طفل ، فزتّ له مشاعر شجاع وكل مافيه ، عرفت دانه وضعه واستأذنت وطلعت.
تقدم بهدوء لمصدر الصوت ، واعتلى مع صوته صوت الهنوف : خـلاص ياماما ليل ونهار تبكي متى تخليني انام يعني؟
دخل للغرفه وكل مافيه متلّهف لها ، كأنه عطشان الشهور اللي فاتت كلّه وصار الماء قباله الحين ، كانت واقفه عند سرير ولدها ومنزله نفسها لمستواه وشعرها طايح معاها وحاجب وجهها عن عيـونه ، تأملها من فوق لتحت وحتى وهي بفترة تعب وإرهاق كانت أنيقـه وتشد العين .. كل هذا وباقي الى الان ما التفتت له ولا شاف وجـهها ..
تنـهدّ لاشعورياً ومن تنهيدته ألتفتت مفزوعه ولما شافته انزرعت بصدرها مشــاعر جديده وكأنها للمره والوهله الأولى تشـوفه ، مالاحظ ارتجافها وربكة ملامحها وتقدم لها ..
مد يمينه ورفعت يمينها ، صافحته ولا ترك يدها ، شد عليها
كانت عيونهم تسولف بقمّة صمت المكان والألسنه .
استجمع قوتّه اللي ضعفت لحظات شوفتها وقال بهدوء : الحمدلله على سلامتك، بس ليه والده بالشهر الثامن ؟
الهنوف استوعبت لما تكلم وحسّت حالها صحت من نومه طويله بعد سرحانها فيه ، ردت بربكه : قدرة ربّك ، مادري وش صار ، تعبت كثير ويوم ودتني دانه قالوا لازم تولدين
شجاع احتد صوته : كل هذا يصير لك ولا قلتي لي ، الهنوف انا وش انا بحياتك ؟
الجمها سؤاله واحرق قلبها ، بلعت غصّتها وردت بهمس : انت حـياتي ، وياجعل لساني للقص ان قال غير هالكلام ، غصبً عني سكتت تدري ليش
كان ساكت ، ورغم عصبيّته كان قلبه يدق لها وينتظر الزود من كلامها ..
قربت له وهي تشبك يدها بيده ، حطت يدها الثانيه على صدره وعيونها بعيونه وهمست : عشان كل ماتأخرت كل ماكنت قادره اوقف على رجولي و أضمك .. تراي اشتقت اذا مو مشتاق !
تلخبط وضعه وغاب من حوله كل شيء ومابقى الا وجهها ، حضن خصرها وجذبها له وقال بحده : رغم هزالة عذرك وضعفه الا انه مقبول ..
حضنهـا وصار النبض واحد بعد غيبـه طويله ومن شدّة الفرح كأن المكان اللي هم فيه يـشّع نور ، همست له : ماودك تشوف صالح مبدئياً
شجاع : إي هين ان سميته صالح ، اسمه سليمان
أتجه له ومجرد ماطاحت عينه عليه رق قلبه ، ولمعت عيونه ، وحسّ الزمن توقف هـِنا ، ابتـسم وكأن بشوفته زالت هموم جمّعها الزمن على صـدره ..
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وجهٍ يزفْ الشمس .. لا تذخرينه

‏عن واحدٍ جرح الظما يبّس شفاه

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

Continue Reading

You'll Also Like

934K 17.3K 57
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" الذي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...
376K 5.6K 9
رواية بدوية بعنوان للكاتبة .. وديمة العطا
523K 16.6K 33
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
20.8K 554 37
يتحدث عن شعرها الطويل الكثيف الاسود الناعم الذي يشبه خطوط الحرير ام عن جمالها وبياضها الشديد الذي ب عتمه الليل يبان وعيناها الواسعتان وبؤبؤ عيناها ال...