البارت الثامن

32.6K 426 79
                                    

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

شجاع كان مصـدوم منها ، ماتوصل فيها
انها تكسر كلامه بنفس اللحظه وتحرقـه بشيء من حقّه ويخصه
اول مره بحياته يحسّ انه غـبي وماله كلمه بسبب حبّه لها
اللي خـلاه يغفر لها اشياء كثيـر
دانه تقدمت وسلمت على الهنوف ووراها كانت ام غاده مبتسمه
وقالت بأحراج : انا جيت منشان اعتذر منك ، اسفه عنجد اسفه
وحياة الله ماكنت بقصد لكـن..
الهنوف قاطعتها : مسامحتك ، كيف حالكم ياجماعه
شجاع شدّ على يدها لما ناظروا فيها وجاوبوها : بخير يابنتي
تألمت الهنوف زياده على خوفها حمدت ربها الف مره
ان ابو غاده وعلي مو موجودين ، وعسـاف ما ارتاح لنظرات شجاع
وطلـع وراهم ومابقى الا ابو علي وابوه وجده وهم كبار بالسنّ
فما عطاهم شجاع نفس النظره اللي عطاها عسّاف .
ابو علي قام : المهم تطمنت عليك يابنتي الهنوف ، بستأذن
الهنوف : وين ياعم تو الوقت ومـ.
قاطعها شجاع : نشوفك على خير ياعم
ابو علي : نوران انتبهي لجدي وابوي ، ساعه وراجع انا
نوران : الله يجعل نوران بالجنه على صبرها
ابو علي : امين ، سلام عليكم
شجاع : حيّاك الله !
دانه كانت مصدومه منه ، كيف قدر يطلّع الشباب بدون ولا كلمه
حسّت بضيق وهي تشوف مكان عساف فاضي
ووقفت : عن اذنكم انا طالعه بعد !
شجاع : كملي خطتك ومداهمتك وش نوحك تراجعتي
دانه : نوحك ؟ يرحم اهلك انت سولف عربي اول
الهنوف قلبها يدق بسرعه عجيبه من الخوف
وعارفه ان شجاع يكره دانه ودانه تكره شجاع
وراح تصير مشكله لو بقوا قدام بعض.
قالت بربكه : شجاع خلاص عساف ينتظرك !
شجاع كان يخز دانه بإستحقار لين خافت وكسرت نظرها
وانحنت واخذت شنطتها : قوموا يابنات انا الغلطانه اللي جبتكم
لبيت واحد بخيل حتى ضيفه مايكرمـه !
شجاع : والله ماحد يطلع غيرك ، وريني شلون بتطلعين الباقي
دانه بقهر : نوران سنـاء !
سنا ونوران ناظروا لشجاع بربكه وابتسمت نوران : معليش اخي
بنجيكم مـ.
شجاع : دانـه ! اطلعي
دانه نقطه وتبكي من القهر : مابي اطلع عناد فيك
شجاع ترك الهنوف وتقدم لدانه بإندفاع
ومسكها من اعلى فستانها وسحـبها لين وصل للباب
وطلّعها بقوه وقفل الباب.
الهنوف خلاص ماهي قادره تحط عينها بعين البنات من الإحراج
تعداها شجاع ودخل وطلعت الخدامه شايله الضيافه ونزلتها قدامهم.
الهنوف تقدمت لهم واخذت القهوه بتقهويهم
وقالت نوران بربكه : الهنوف منشان الله لاتضايقي حالك
الهنوف بغصّه : انتوا اللي لاتتضايقون ، ترا شجاع قلبه ابيض.. لكن انا استفزيته وفقد اعصابه
ابو ضياء بحده : نوران ، طلعينا من هون
اللي بيطرد دانه كانو طاردني انا
الهنوف بضيق : ماعليكم منه
انا مالي قيمه عندكم بتطلعون وتتركوني ؟

دانه ظلّت ثواني تناظر لباب بيته والدمع بعيونها .
حاولت ماتبكي لكنها ضعفت وبكت لما شافت اول خطوات
فراق الهنوف ، انها تنطرد من بيتها ومكانها
حتى قبل لاتتكلم معاها وبدون لاتعرف احوالها
مسحت دموعها وعدلت ملابسها وجلست على الرصيف
وضمت نفسها تنتظر البنات يطلعون ، والف فكره وفكرة انتقام
جت براسها لشجاع ، حسّت بأحد يجلس جنبها ورفعت راسها بسرعه
شافت عسّاف وهو ينزل العود جنبه وعينه عليها
وانصدم لما شاف دموعها ، مسحت دموعها ووقفت وهي ترجف
وقف عسّاف ومسك كفها وقفها قدامه وقال بقوه : لحظه يــادانه
وش فيك تبكين وش صار ؟
دانه : ولد خالك النذل ، طردني من بيته ورماني مثل الكلبه برا
عساف بصدمه : معقوله شجاع يسوي كذا ؟
دانه : لا حاشاه ، انا اللي اكذب عليك
مشت خطوتين وسبقها وصار قدامها وقال بهدوء : دانه اهدي
شوي اكيد انتي قايله له شي ؟
دانه : قلت له بخيل ومايكرم ضيفه وانا صادقه عند ربي
عسـاف سكت شوي ومرر اصابعه بشعره
وقال بهدوء : دانه افهميني ، شجاع نفسيته تعبانه شوي
انا احياناً يقسى علي وأسكت ، لإني مقدر شعوره
ارجوك دانه لاتضغطين عليهم اكثر
من يهدأ راح يجيب لك الهنوف بنفسه
وراح اذكرك بهالكلام ، لاتزعلين ولا تشيلين بخاطرك !
اقتنعت من كلامه ومسحت دموعها
وجلست تنتظر البنات بعد ماراح عسّاف.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بـعد ساعه ، طلعوا البنات والهنوف لازالت بمكانها
لامه نفسها وخايفه من عصبية شجاع بعد اللي سوّته
وعارفه انه ينتظر هاللحظـه علشان ينفذّ حلفه
جلست تفكر كيف تقلب الموضوع لصالحها كالعاده
المشكله انها مقهوره منه وبتموت من قهرها لإنه طرد دانه
ولا قدرت تتدخل ، قامت وهي تدعي ان الخدامه مانامت
علشان لو عمل لها شي بتكون شاهـده .
دخلت بخطوات حذره وكان البيت مظلم ومافي حسّ
رجف قلبـها لما حست بجديّة الموضوع ، اتجهت للغرفه
وكان الباب مردود وجاي نور خفـيف ، دعت من أعماقها انه نايـم
فتحت الباب ودخلت خطوتين والتفتت لناحية السرير
وشافته فاضي وتوسعت حدقة عينها برعب
لما سمعت صوت الباب من وراها يتقفّل بكل هدوء
وحست قلبها بيوقف وهالساعه ساعة وفاتها
حسّته يقرب لها لين وقف وراها وحنى نفسه لها
لين صار وجهه على كتفها وهمس : نفذتي اللي براسك
وانا بنفّذ حلفي
الهنوف كانت بتلتفت له لكن برمشة عين انسحب شعرها
بكل قوّه وانرفع راسها فوق لآخر شي وسمعت صوت قص
وصرخت بصوت مبحوح : لا شجـاع لا لاتخرب شعري
شجاع بجمود : هذا شعرك اللي تحبينه ، صار تحت رجولي
الهنوف كانت دموعها تنزل بحرقه ولما تركها ابعدت عنه بسرعه
وانصدمت انه ماتركها ، لكن شعرها اللي كان ماسكه
صار بيدينه مو براسـها.
اظلمت الدنيا بعيونها لما شافت شـعرها بين يدينه
رفعت يدّها الراجفه لذراعها وصدرها تبحث عن شعرها
ولا مسكته كالعاده ، رفعت يدينها اكثر وسالت دمعتها
لما رفعتها اكثر ولمست اطرافـه وتوسّعت عيونها بصدمه
لما مسكت اطرافه ، كان واصل الى اكتافها بالضبط
حسّت الكون يضيق بجهاته الأربع ، وأول مره بحياتها
تحسَ انها تكره شجـاع رغم كل اللي حصـل
هذي اللحظه من اكثر لحظات حياتها ضعف
وماتوّقعت ابد انها بتقـوى لكن حصل عكس توّقعاتها
وبرمشة عين سمعت صوت داخلها يقول لها لاتضعفين
خذي حقك منـه ، لاتسامحينه
مسحت دمعتها بسـرعه وقالت بهدوء حاد : ليش
شـجاع وهو مثبّت شعرها بيدّه بكل قوته وسـرحان فيها
وبشكلها الجديد قال وهو يتصنّع البرود : مو كنتي بتقصينه ؟
انا ماخليتها بخاطرك ، هذا من غير انك كسرتي كلامي
وطلعتي بدون حجاب
بلعت غصّتها وقلبها يرجف بشكل مريب لكن ماوضحت له
وقالت بصوت قوي : من يوم ورايح ماراح اكسر كلامك وبس
راح اكسر راسك وقلبك !
شجـاع ضحك ببرود وكانت تنتظره يعصّب
ويبان بوجهه ردة فعله من كلامها وتهديدها لكن عكس كل التوّقعات
وقال ببرود : أطلعي لا اكمل عليك باللي تخبرين !
انصدمت زياده على صدمتها ورجف قلبها
لكنّها تشجعت وقالت بنفس بروده : كانك رجل مد يدك بس
وشوف وش يصير لك الليله !
شجاع : ماودي بك وماني مستعجل واللي جاك يكفيك .
ابتسمت بسخريه تعدّته وطلعت وهو لازال يناظر لمكـانها
ويتحسس شعرها بيده ، ناظر فيه وأوجعه قلبه وتنهّد
والضيقه ماكله قلبه " والله انك حديتيني على اللي ماابيه ".
الهنوف طلعت وهي تحس نفسها عايشه ببراكين
من حرارتها تاكل كل مكان بجسمها
دخلت غرفه ثانيه وقفّلت الباب وطاحت منــهاره
تبكي بكل حيلها الضعيف وعن كل يوم بعمرها
بكت لين خاب ثناها ومابقى بعيونها دمع
وغمضـت عيونها ونامت بدون ماتحـس من التعـب اللي فيـها .
شجـاع نفض غطاه ودخل سريره
وكان يحسب انه بينام من التعب
لكـن ماحسّ لو بقليل من النعاس ، جافاه النوم
وريحة عطرها من مخدتها الهبت جروحه
ولوهله حس الندم يكويه ويحرق قسـوته حرق
وفكر بلحظة ضعف يروح لها لكــن كان متأكد
انها بتسوّد عيشته ولا راح تقبل بالصلح ولاتنسى ولا تسامـح
قام وإتجه للشبّاك وفتحه كله دفعه واحده
الين وصله الهواء البارد واستنشقه بقوه وكأنه
يحاول يطفي شي من لهايب صدره ، سرحت عيونه
وقال بصوت خافت : لو اعرف اني بصير مصدر عذابك
والله مافرحت بشوفتك عيني ..
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
صباح اليوم الثاني :
عـسّاف دخل العماره وصعد لين وصل شقّة ابو علي
رن الجرس ووقف ينتظر وهو يفكرّ بكلام علي مع الهنوف
اللي مااستوعبه الا بعـدين ، صح ان علي صغير وماينشره عليه
لكن لو عرف او حسّ شجاع ان احد حاط عينه على الهنوف
ماهو خير لا للهنوف ولا للي يبيها.
انفتح له الباب وشاف نوران ، كانت ماسكه الملّاس ومالها خلق
ولما شافته انصدمت وبانت بملامحها الربكه : عساف !
رجعت بسرعه ودخلت وعساف استغرب من ردة فعلها
نوران دخلت للمطبخ ونزلت اللي بيدها وفتحت شعرها
وبعدها دخلت لغرفتها تعطرت وطلعت له بثواني قليله رجعت
ووقفت قدامه وهي مبتسمه : يااهلين ، شو هالزياره الحلوه
عساف مصدوم : الله يسلمك بس ابي علي خليه يجيني
نوران : تفضل وراح يجيك علي ، حياك فوت
عساف انحرج هو مايبي يدخل وصد عنها وهو يمرر اصابعه بشعره
وطاحت عينه على دانه اللي واقفه عند باب شقّتها
ولما ناظر فيها صدت وسكّرت الباب .
نوران : عساف ! شو مابدك تفوت ؟
دانه تقدمت بسرعه ووقفت جنبه وقالت بإبتسامه : هاي نوران
نوران : هايات دانه
دانه : ماشاءالله فاتحه شعرك ومبتسمه غريبه مو من عوايدك
بالعاده لافتحتي لي الباب عاقده النونه ومكشره
ويالله تردين السلام وريحة زفر الطبخ طالع معاك
نوران انفشلت وحدت على اسنانها : يعني مبسوطه وانتي
بتنشري الفضايح هيك ، شو عساف مابدك تفوت ؟
دانه : يبي اخوك مايبي يفوت ليه الإحراج
عساف خلاص انزل انا بناديلك علي
نوران : لا عساف فوت علي بيستناك
دانه : عساف لاتفوت ، انزل وعلي بيجيك
نوران : دانه والله عيب هيك ، مابيصح نوقف الضيف هيك
دانه : شدعوه ضيف عساف مننا وفينا، ولا ياعساف
عساف : مافي شك ، انتظر علي يانوران
الجد ابو ضياء : مين عالباب يانوارن
نوران : هذا عساف ياجدي بدو علي
عم حاول فيه يفوت بس مش راضي
ابو ضياء : منيح اللي جيت ، فوت يا ابني
دانه ارتفع ضغطها ونوران ابتسمت وناظرت فوق لما دخل عسّاف
ردت الباب وراه وحطت رجلها دانه وقالت بقهر : وانا ياملعونه
ماافوت يعني
نوران : شو بدك يعني شو خابره عنا
ماعنا شي يالله روحي
دانه عصبت صدق رغم ان نوران تمزح
وقالت بقوه : ماشي يانوران ، حركاتك السخيفه هذي بطليها
ترا الرجال مايحب اللي تستعرض عنده ، وعلى فكره
ريحة عطرك بايخه وشعرك منكوش ومو حلو
لاتفرحين واجد !
نوران عصّبت من كلامها وقالت بحده : شوفي شكلك
قبل ماتحكي ع الناس ، شو ماكنتي تقولي عن عساف سفاح ومجرم ؟
ليش هلأ مقهوره لإنه قريب منا ؟
دانه : انا مقهوره من نفاقك، معاي بوجه ومع عساف بوجه ثاني قليلة ادب صج يا خسارة تعبك و شقاك يا ابو علي!
نوران : شوفي دانه انا لازلت محترمه حالي
ومحترمتك ومقدره العشره اللي بيناتنا !
دانه : لاتحترميني انا مو محترمتك اصلاً
نوارن ارتفع ضغطها وصرخت : لانك واطيه وقليلة ادب و..
قاطع كلامهم صوت الجد وهو يسحب نوران وراه
وقال بعصبيه : خير ان شاءالله ليش اصواتكم طالعه
عساف ناظر لدانه بإستغراب : عسى ماشر ؟
دانه : ماشر بس لما جيت بدخل وراك
قالت لي نوران ماتدخلين لأنو ماعندنا ضيافه
كملت وهي تقلد لهجة نوران : مابيكفّي عساف ناشب لإلنا !
نوران حست بدوخه من الكذب اللي تشوفه
وحطت يدينها على راسها : يالطيف
عسّاف صدق دانه وضاق خلقه
وقال بهدوء : من اللي نشب لي عشان ادخل يانوران
نوران : وحياة الله ياعساف كذابه ، انا ماحكيت هيك
ابو ضياء : نوران تربايتي مابيجي منها العيب
العيب والله فيك يادانه هيك بتعاملي جيرانك وصاحبتك
دانه : حلــو ، الحين انا صرت كذابه يانوران ، يصير خير !
طلعت وعساف مايدري من الصادق ومن الكذاب
لكن اثبتت له دانه بحركاتها انها صادقه
وقال بهدوء : المعذره لازم امشي ، ماقصرتي يانوران
قولي لعلي إني أنتظره تحت .
مشى عنهم ونوران نفسها تبكي من القهر
ماكانت متوقعه ان دانه قوّية باس كذا واللي تبيه يصير.
الجد : ياحيف عليك ياقليلة الذوق هيك بتحكي عن عساف
نوران بغصه : ياجدي والله كذابه هالدانه
عملت هيك منشان عساف مايزورنا مره تانيه
ابو ضياء : شو دخلها بعسّاف ؟
نوران بقوه : بتحبه ، وغيرانه عليه مني !
ابو ضياء : يسطفلوا ، كنت بدي احكي لعساف يشوف وظيفه لعلي
لكن باينته اناني ومابيحب الخير ، فوتي يابنتي.
دخـلوا وعسّاف لازال واقف مصـدوم لما عرف ان دانه تكذب
والطامه الكبرى السبب اللي ذكرته نـوران .. معقـوله !
نزل بسرعه ووقف قبال العماره يتلفّت يمين ويسار
يدّورها وشافها عند محل ابو غاده ، حط لها كرسي برا وجلست
وبعدها دخل وجاب طاوله وحطها قدامها
وبعدها دخل وجاب ابريق الشاي ونزله قدامها
وصب لها في كوب واخذته وشربت .
عسّاف ماميّز ملامحها لكن ملزم يعـرف
اذا كلام نوران صحيح او مجرد إحساس .
تقدم لهم وقال بإبتسامه : السلام عليكم
رفعت عيونها له ونزلت كوبها وردت السلام
ابو غاده : وعليكم السلام ، تكه بجيب لك كرسي
عساف : لا مايحتاج ماودي اجلس
بس ابي اسأل دانه كم سؤال وامشي
دانه بربكه : قبل شوي كنت جدامك ليه ماسألتني
عساف : ماعطيتيني فرصه ، ليش تخانقتي مع نوران ؟
دانه : تلوع الچبد ، تخيل انها ماتعطرت الا يوم شافتك
اصلاً انا مستغربه طلع عندها عطر !
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ابو غاده : لاتحطي بذمتك ، البنت ماشاءالله عنها
عساف بدهاء : بالعكس نوران كل ماشفتها مرتبه وتشد العين
دانه شربت من الشاي بسرعه ولسعت فمها الحراره
وصرخت ونزلت الكوب على الطاوله ووقفت والدموع بعينها من الحراره .
ضحك عساف : عموماً انا جيت بتكلم مع علي ، وقلت اسلم عليكم
دانه بتعجّب : ليه بتسلم علينا امس وحنا شايفينك
عساف سكت شوي وقال بعد تنهيده : برجع للسعوديه
وماراح اجي لباريس ابد ، تشرفت بمعرفتكم
ويشهد الله انها احلى ايام رغم بساطة المعرفه وقلّة اللقاءات
ابو غاده : الله يوفقك بحياتك ، عنجد انت خفيف اثر
وماشفنا منك الا الخير
ابتسم له عسّاف والتفت لدانه
كانت تناظر بعيون ملاها الدمع
ويد راجفه وصدّت لما ناظر فيها.
عساف بضيق : ليه تبكين
دانه بصوت مهزوز : ماابكي انت تشوفني ابكي ؟
من الحراره دمعت عيوني
عسّاف : طيب توصين شي قبل اسافر
دانه ماناظرت فيه ابد خافت تنهار
واخذت نفس بترد عليه لكن خنقتها العبره ولاردت
وقفت وناظرت بعيونه وقالت بحرقه : مع السلامه
وعسى دربك تساهيل وحياتك سعيده.
لفّت ومشت بسرعه الين اختفت عن نظر عساف
اللي حزن لما تأكد من كلام نوران
مارضى انها تحبّ شخص مالها معاه نصيب
ومارضى يعلّقها فيه لإن مهما صار بينهم ماراح يجتمعون
وبكذا راح تنكسر دانه وتموت من فرط الحزن
لأن اساساً هي فاقده اهلها ولو فقدت الشخص اللي تحبّه
راح تصير مصيبه فـ من البدايه اختار عسَاف البعد
قبل لا تتعلق فيه.
دانه ابعدت عن مكانهم قدر الإمكان لإن العبره اللي فيها
لو بكتها ماراح توقف ، ماكانت تفهم وش اللي بقلبها له
لكن لما قال بيسافر بلا رجعه وتخيّلت انها خلاص ماعاد بتشوفه
باقي حياتها عزّ عليها فراقه وعرفت ان اللي بقلبها له حب
عمرها ماحبّت رغم كثر الإشخاص حوالينها .
ولمـا حبّت انحرمت بنفس الوقت وفراق ابدي
مو فراق شهور وسنين ، مسحت دمعتها
وهي تتذكر اول مره شافته بميلاد الهنوف
لما كان بهوشه مع عصابه وفزعت له هي والهنوف
وبنفس الوقت ساعدهم ، ولما جاب الورد للهنوف وطلعت له دانه
وهي تعبانه ، ولما كذب على الهنوف وقال لها انه متزوج
وتصرفت دانه وتظاهرت بالتعب واخذها للدكتور .
والهنوف لما اخذها الشجاع ولما عصبت دانه
على عساف وضربته بآلة العزف واشتكت عليه.
والقهوه والشاي والورد اللي تعازموا عليها كثير
والعزف والأغاني وصوته وإحساسه وهو يغنّي
والورده اللي اهداها لها لإنها ماتموت ولا تذبل
رفعت راسها ومسحت دموعها وهمست : كانت ايام قليله
ماتتجاوز الشهرين ، لكن كأنها عُمر. .
.
.
ماتمنيتك فراغ ولاتمنيتك عبث
ولا ابي منك نهايه ولا ادوّر لك بديل .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الهـنوف :
فتحت عيوُنها الذابله وظلت ثواني تناظر بالفراغ اللي قدامها
لين أستوعبت وجلست وهي تحسّ بإنشطار بظهرها
من نومة الأرض ، رفعت يدينها لراسها بذعر وهي تتمنى
ان اللي صار حلم مُفزع من ضمن احلامها اللي لازمتها سنين طويله
ولكن كـان واقع اللي حصل لها واقع
قامت بتعب وهي تلملم اشتاتها وتمسّح دموعها
اللي نزلت بدون رغبه منها لإن رغبتها هي أشد وألعن
من إنها تبكي على شخص بمدّه قليله قهرها عن عمرها كلّه
طـلعت من غرفة الجلوس واتجهت بدون تردّد لغرفة النوم
فتحتها بقوّه وناظرت يسارها ماشافته على السرير.
تقدمت خطوتين وشافته نايم على الأريكه ، ناظرت فيه بعيون حاقده
لو تقتله مايكفيها ، كـانت ملامحه تشرح معنى الإنهاك الحقيقي
والبراءه اللي فيها لو شافها احد مايصدّق
ان داخل هالشخص إجرام وتسلّط.
وقفت قدام المرايا وسرحت بشعرها اللي بعد ماكان يغطيها
صار مايغطّي عنقـها ، نزلت دموعها بشكل اقوى من القهر
وحرقة القلب وماترددت ولا ١٪؜ باللي بتسـوّيه .
اخذت اغراضها وجمّعتها في شنطه صغيره
وعلى الصوت صحى شجاع وعينه عليها ثواني
وجلس وهو يمسح على شعره وكان متأكد انها بتطلع من البيت .
الهـنوف كانت تتجاهل تناظر بشعرها المقصوص ومنتثر على الأرض
لإنها لو ناطرت فيه بتصيح قدامه وهي ابد ماتبيه يفرح بضعفها .
شجـاع وقف جنبها وقال بهدوء : بتطلعين ؟
ماردّت عليه ولا كأنه موجود وكمّل شجاع : طيب اذا طلعتي ، بترجعين ؟
الهنوف : انت اللي بتطلع ، وانت اللي مابترجع
عقد حاجبينه بتعجّب من كلامها قرب لها وقال بهدوء :
اطلعي واذا ارتحتي ارجعي .. في شي لازم تعرفينه
الهنوف : اوكي
شجـاع كان متأكد ان هدوئها مو لله وإنها ناويه على شيء كبـير
لكن تركها براحتها ، دخل لدورة المياه اعزّكم الله.
طـلعت الهنوف للحديقه ونزّلت شنطتها ورجعت للمطبخ
شافت الخدّامه واقفه وتطبخ وقالت بهدوء : أنيسه ، سيّارة شجاع طافيه بانزين ويقول لك اتصلي بأحد يجيب بانزين
انيسه أستغربت لكن ماتكلمت وطلعت جوّالها
واتصلت بشخص من المقربّين وقالت له يجيب بانزين .
وكل مامرّ الوقت كل ماتوترت الهنوف وتدعي انه مايطلع
الا لما تبدأ خطتها ، بعد ربع ساعه رنّ الجرس وطلعت
بأقصى سرعه وفتحته وشافت شخص ماسك قارورة بيده
وابتسم لها : من فضلك السيد شجاع
الهنوف سحبتها من يدّه وابتسمت : راح اعطيه ، شكراً لك
قفلّت الباب ودخلت بسرعه واتجهت للغرفه
وفتحت القاروره وبرمشة عين كبّت البانزين بأرجاء الغرفه
وطلّعت من جاكيتها الكبريت وبيدين راجفه شغّلت العود
وبعيون دامعه تأمّلته وغمضّت عيونها بقوه
وهمست : أنت غالي لكن الكرامه اغلى !
رمت العود ورجعت خطوتين لما شافت النار تمشي بالغرفه كلّها
وضوء الشمس تبدل بضوء النـار ، صعبت انفاسها
واستوعبت ان النيران هذي ماخلفها الا شجـاع
كانت دموعها تنزل مثل المطر والحراره محرقتها بدون لاتلمسـها
فكيف لو لمست شجاع واحرقته الف شعور اجتمع بصدرها
ومايمديها تتصرف الا انفتح باب الحمام وشافتـه
بدون وضوح والحاجز بينهم كانت نار
شجـاع لما شاف الدخان يدخل عليه حسّ بوجود كارثه
ولبس روبه وطلع وانـصدم صدمة حياته لما شاف النيران
ماكله الغرفه ومابينه وبينها الا كم شـبر .. كانت ردة فعله هاديه
وطاحت عينه بعينها من بعيد رغم ان النار حاجبه بينهم
لكن كـان فاهمها وفاهم تفكيرها ..
قال بصوت الجمـها وارعبها : طفّي النـار ، ياغبيـه تصرفي ، بســرعـه
لمسـت طرف يده ورجع بقوه وفتح المويا
على يدّه وهو يحس عظامه ذابت من الحراره وقال بذعر
لما شاف النار تقرب له : الهــنوف ، تصـرفي تـ.
خنقه الدخان وبدا يكح وفتح كل الحنفيّات اللي بالحمام أعزكم الله
وحاول يطفيّ ولكن النار كانت تزيد وكأنها واقفه مع الهنوف .
الهـنوف طلعت من الغرفه وطاحت وهي تكح وتصيح
بشكل يُرثى له وتنادي بإنكسـار : انيسه
اه يارب تحفظه من النار يارب
كنت اقصـد بس لايصير له شـي.
أنيسه لما شافت النار اخذت طفّاية الحريق
ودخلت بسـرعه طفّت الـنار وهي تبكي من الخـوف
لكن مقوّيه قلبها ولما شافت النار خمدت كلها والغرفه صارت رمـاد
طلعت وقالت بصوت باكي : لابأس سيدتي قمت بإخماد الحريق
الهنوف بهستيريا : وشـجاع وينه
انيسه بصدمه : ليس بالداخل !
دخلت الهـنوف بأقصى سرعه والريحه تخـنق وتموّت
ومستحيل اللي كان بهالمكان عايش فتحت باب الحمام
وانصعـقت لما شافته طايح وصـرخت وهي تجلس جنبه :
شجـاع ، شجـااااع
رفعت راسه وطبطبت على خده وهي منهاره ولا عارفه كيف تتصرف .. انيسه عينها عليهم وتمسح دموعها وهي تنتظر الإسعاف
رنّ الجرس وطلعــت اول مافتحت الباب صرخت : ارجوكـم بـ.
سكتت لما ماشافت المسعفين مثل ماتوّقعت وشافت عساف
اللي انصدم من شكلها وقال بصدمه : وش صاير ؟
انيسه : اندلع حريق في المنزل وأصيب السيد شجاع ، ارجوك ساعـ.
ماكمّلت لإنه دخـل قبلها بخطوات سريعه ومجرد ماسمع
صياح الهنوف انحاس ودخل للغرفه وشاف المنظر اللي شيّب راسه
دخل بسرعه ومسك الهنوف قوّمها وطلعها برا وطلب انيسه
تساعده بحمل شجاع وفعلاً قوّمه وطلعوه برا وبهاللحظه
سمعوا صوت الإسعاف وطلعت انيسه ودخلّتهم
وحملوا شجاع بسرعه واخذوه.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
دانـه جاها إتصال من الهنوف حـاسها وارعبها
كانت تبكي وتطلبها تمرّها بـسرعه
ومافهمت الا ان شجاع طايح بالمستشفى ، فزت مثل المجنونه
واخذت اقرب تاكسي وراحـت لبيتها ، وكانت الهنوف تنتظرها بالشارع .
دانه نزلت وهي تحس راسها بينفجر من الصدمه
الهـنوف قاصه شعرها وتبكي وشكلها غريب
وقفت قدامها وقالت بصدمه : شنو فيك
الهنوف : شجاع قص لي شعري وانقهرت واحرقت غرفته وهو فيها
دانه سكتت لين استوعبت وقالت بهدوء : متى صرتي مجرمه ؟
وليه هالتصرفات الصبيانيه ؟ للأسف كل مالك تطيحين من عيني
صحيح ان شجاع وقح ومايخاف ربه لكن تدمرين حياتك وتحرقينه ؟
صج غبيه وماكتشفت الا الحين
الهنوف بصوت مهزوز : لاتعاتبيني ، خذيني له يادانه
دانه بربكه : زين يالله لانتأخر
ركبىا التاكسي ووصفوا له المكان ودانه كانت خايفه يموت شجاع
وتروح الهنوف فيـها قالت بربكه : شنو صار طيب
الهنوف وهي تمسح دموعها : مااحترق بس مادري شصار له
دانه : ياويلي لايموت ، والله ان يذبحونك صج هالمره
الهنوف برجفه : بيموت ؟ لالا ماراح يموت اصلاً..
بلعت غصتها وقالت بضعف : اصلاً لو يموت بموت وراه والله
دانه : لا عز الله مو صاحيه !
يعني كنتي متوقعه النار ماتحرقه ولا تموته ؟
يعني كنتي متوّقعه النار تطفي بدون ماتلمسه ؟
الهنوف : خلاص دانه تكفين خلاص
دانه سكتت وهي متضايقه خلقه وماتدري تواسي نفسها
ولا تواسي الهنوف ووش بيصير عقب ماتواسيها
قررت تسكت لين يفرجها الله .
وصلوا للمستشفى ونزلت الهنوف بأقصى سرعتها
ودانه حاسبت السايق ونزلت وراها وهي تناديها ولاردّت.
الهنوف كانت تمشي وتسأل الموظفين بذعر
ولا احد فهم عليها ، دانه طلعت جوالها واتصلت على عـساف
وخلال ثواني ردّ عليها وقالت بسرعه : الو عساف ، وينكم بسرعه
عساف : بالطابق الثاني ، رقم الغرفه ٦٢٤
دانه : زين شخباره شجاع تكفى طمننا
مو قادرين نمشي من الخوف
عساف ببرود : بخير .
قفل منها واتجهت دانه للهنوف ومسكتها بقوّه
وقالت بحده : خلاص عرفت غرفته ، وترا مافيه شي
الهنوف ناظرت فيها ثواني قالت برجفه وعيون دامعه : احلفي
دانه : والله ، توي مكلمه عساف ، تعالي
مسكتها بيدها ودخلوا الأصنصير وصعدوا للدور الثاني
ودوّروا على الغرفه لين لقوها ووقفوا قدامها .
دانه بهمس : هدي حالك وخذي نفس لاتخافين انا وياك
الهنوف مسحت دموعها واستجّمعت نفسها
وطقت الباب ثواني وفتح لهم عساف وهو معصّب وواضح بملامحه.
الهنوف بربكه : شـ. شخباره
عساف : احترقت يده حروق من الدرجه الثانيه
حسّت براحه لكن تذكرت شكله وهو طايح
وكملت بضعف : طيب هو واعي
عساف : لا طبعاً مغمى عليه ، وماادري اذا بيعيش او لا !
شهقت الهنوف وقالت برجفه : ابعد بشوفه
تقدمت خطوتين ومدّ يده يمنعها من الدخول
وقال بحده : لك عين تشوفينه وانتي مخليته بين الحياه والموت ؟
الهنوف بقوه : اسمع ياعساف ! مستحيل اسمح لك
تتدخل بيننا اكثر من كذا !
عساف : لكن شجاع سامح لي ، وش هو رأيك عند راي الشجاع ؟
يالله دانه خوذيها وارجعوا
الهنوف تجاهلته وتعدّته ودخلت .
عساف تنهد وهو يناظر لدانه بقلّة حيله
وقالت بهدوء : مايخالف خلهم مع بعض
عساف طلع وسكّر الباب ورفع يدّه اليسرى
ولما شاف الساعه تنهّد بضيق : راحت علي الطياره
دانه حسّت نبض قلبها رغم انها حاولت تقنع نفسها انها ماتحبه
وخلاص وجوده وعدمه واحد لكن بكلمته رجف قلبها
وتجاهلت احساسها بسرعه وراحت جلست
ورفعت جوّالها وانشغلت فيه.
عساف جلس جنبها وسند ظهره ، دانه انقهرت
لأنها كل ماابعدت يقرب .
عـساف : صالحتي نوران ؟
دانه : ليه اصالحها ، مازعلت منها اصلاً
عساف : والكلام اللي دار بينكم ايش
دانه : نزاع خوات ، كانت قاهرتني بشغله وعدلتها لها
عساف : يعني ماتهاوشتوا علشان أحد ؟
دانه مافهمت قصده : مافي احد يستاهل نتفارق علشانه
بالنهايه مالنا غير بعض
عسّاف عقد حواجبه بتفكير بكلامها وعدّل جلسته
والتفت لها : دانه ، انتي ماحاولتي تتعرفين على اهلك اللي بقطر ؟
ناظرت فيه بربكه من سؤاله وقالت بغصه : مو شغلك
عساف : مو شغلي لكن انا ابي لك الخير ، مابيك تتضايقين
لكن بقول لك الواقع ، الهنوف بترجع للسعوديه اذا مو اليوم بكره
اذا مو بكره عقب شهر او عقب سنه ، المهم انها بترجع
وعائلة ابو علي صدق انهم طيبين معاك لكن
هم طلّابين رزق و ماتدرين بأي لحظه بيسافرون ويتركونك
دانه حسّت قلبها بينفجر من الضغط والضيق ولاردّت عليه
عسّاف كمل : مافي زي الأهل يادانه ، حاولي تعيشين معاهم
حتى لو ماقبلوا فيك ، هذول اهلك ولك حق عليهم
دانه بصوت مهزوز : حاولت ، قبل تسع سنين ، رجعت لقطر
ورحت لأبوي في بيته وأنكرني ، وأنكر انه كان متزوج فرنسيه
غير زوجته ، تدري وش قال لي ؟
مسحت دمعتها وكملت بضعف :
قال عطوها كم ريال تسد حلقها هالكذابه
طردوني وتهجموا علي يحسبوني اتبلّى عليهم
وعلى اسم عائلتهم ، رغم انه كان معي اثباتات
لكن مااعطوني فرصه اوريهم حتى
خلني هنا ، الغربه احسن من المذلّه .
عساف انكسر قلبه عليها ومعاناتها ماتوّقع انها تعيشها
وحس بحقد على ابوها واهلها .
قال بهدوء : ليش مارفعتي قضيّه
ليش مااسويتي تحاليل اي شي يثبت انك بنته !
دانه : قلتلك ماعطوني فرصه ، وحتى لو اثبتت له بالقانون
ماراح يهتم ولا راح يضفني !
شد قبضة يده بقوّه وقال بقهر : اخخ لو اقدر ادخل قطر بس
والله لادوس في بطنه هالظالم
دانه : لاتشغل بالك الموضوع بالنسبه لي
قديم ومفروغ منه ، انت مابترجع للسعوديه ؟
عساف : شوفة عينك فاتتني الطياره ، وبصراحه
اكتشفت اني ماقدر ارجع واترك شجاع والهنوف مع بعض
اذا وانا موجود عايشين بحرب كيف لو مشيت .
دانه حست بفرحه لكن قالت ببرود : بس وجودك وغيابك
ماراح يأثر على علاقتهم
عساف : لكن وجودي بيهوّن من المصاعب
لذلك قررت اني ماراح ارجع الا مع رجعة شجاع والهنوف
صدت عنه ورفعت جوالها وقلبها فرحان لكن
عقلها يقول لو يسافر الحين افضل
صعبه علي افقدكم مره وحده .
عسّاف : تجين نتمشى بالمطر
دانه : لا يامعود انا ماعندي مناعه بتعب
عساف : طيب ، انتبهي لهم لايحرقون بعض.
دانه : ماعليك .
طلع عساف وهو متمني انها تجي معاه
لكن ارتاح لما رفضت ، علشان ماتتعمق معاه
ويصير اللي مايبيه .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الهنوف :
دخلت للغرفه وهي ترجف من الخوف
لكن ارتاحت لإنه صاحي ، ناظرت ليده المحروقه
وحسَت قلبها بيطلع لولا ضلوعها ، صدت عنه واخذت نفس
وهي تتذكره لما قصّ شعرها بكل عنف وحقد ولا راعى مشاعرها
ارتاحت لإن اللي تبيه صار ، انه يتأذى بس ويشوف ان الهنوف
تقدر تدافع وتعتمد على نفسها وماهي ضعيفه مثل مايفكّر
رفع راسه لها وقال ببرود : نادي الدكتور بسرعه
الهنوف : لهجة الأمر هذي انا ماحبها !
شجاع ماكان فيه حيل للهواش والعصبيّه
قام وهو يشيل جهاز الأكسجين ، تقدم لها ومسك ذراعها
وسحبها معاه وطلعوا من الغرفه وهو ماسكها بقوّه لدرجة الألم.
نزل فيها لين طلع من المستشفى وداهمهم مطـر قويّ
بللهم بالكامل والهنوف تحاول تفلت من يدّه
قالت بحده : خلاص شجاع ، خـلاص قصيت شعري واحرقت يدك
لاتسوي لي شي اكبر علشان مااسوي لك شي اكبر منه
ترا انا مليت الى متى وانت تعاملني كني جاريه عندك ، اتركنـي!
شجاع كان هادي رغم ان داخله حـرايق بسببها
قال بهدوء : كل مابي انهي حياتك وارتاح تردني عن قتلك
دموع جدي وهو يتوسلني اسامحك وارجّعك له ، اه يالهنوف اه
قال كلمته الاخيره بدون شعور ودمه يغلي من القهر وقلّة الحيله
وقف قدامها وقال بصوت حاد : بس أفضل شيء انه
عطاني الضوء الأخضر ، قال عذبها ، سو اللي تبيه مير لا تقتلها !
وانا ماقهرني الا اني مااقدر اقتلك
الهنوف كل مالها تنصدم بلعت ريقها وصدت عنه
وهي ترجف من البرد ، ناظر فيها من فوق لتحت وحس كثير
اللي يصير له وكأنها دعوة مظلوم بليلة قدر عليه
طلعوا للشارع واخذ تاكسي ، وانصدمت الهنوف
من العنوان اللي عطاه للسايق .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نسيتي إنّا اهل واقراب واحباب
ياوردتي مالك غِنى عن رحيقي .

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الشجاع و الهنوفWhere stories live. Discover now