البارت السادس و العشرينّ

27.9K 393 115
                                    

قبال محل ابو غاده ، كانو فارشين فرشه وجالسين الجميع ويتوسطهم كل مالذ وطاب من الأكل ، والجميع كان يضحك ومبسوط بإستثناء نوران وأبوها ، مازال في قلوبهم ألم الفقد .
ظـافر : ياعلي خلصت علينا الأكل
علي : صار لي اسبوعين مو ماكل شي ، الطباخه تبعتنا تعبانه
نوران ابتسمت له بتعب : خلاص شو بدك تاكل اليوم
علي : اللي بتقدري عليه اطبخيه مابدي اغلبك
دانه كانت متجاهله عـساف ، رغم انها ملاحظه نظراته واسلوبه كيف حس انه غلطان ويحاول من اسبوعين إنه يعتذر لها ولكن دانه كانت بارده بكل المقاييس لإنها انصدمت منه.
شادن بهمس : شفيك الهنوف
الهنوف انتبهت لها : ها لا مافيني شيء
شادن : اكيد ؟
الهنوف سرحـت ثواني وهمست بضيق : شرايك باللي سويته ؟ عدل اني سافرت وخليت زوجي ؟
شادن : يوه انتي للحين تفكرين بالموضوع ، دامه راضي عنك ليه هالتوتر ؟
الهنوف : مادري شادن ، هو وافق علشان مايكسحني ويطيح كلمتي بين أهله ، احسّ انه يجازيني كثير وانا اصدّه ، بس مو بيدي ياشـادن !
شادن تأثرت من كلامها : طيب حبيبتي يمديك تعدلين الميل اللي بعلاقتكم ، الهنوف ترا قربكم لبعض فترة الحمل يشد العلاقه ، وبعدكم يرخيها ، صدق انتي معك حق تزعلين بعد ماعرفتي اللي كانوا مخبينه عنك ، لكن شجاع قبلك كان مجبور يتزوج، وبعدك كان مجبور يخبي زواجه عنك علشان مايخسرك ، يعني بكل الحالات الورقه الرابحه إنتي ، انتي سافرتي ودرستي وسويتي اللي براسك ورجعك وسامحك ، يعني الى متى بتسوين فجـوه بعلاقتكم ؟
الهنوف كانت عيونها تلمع وهي تسمع ، وكمّلت شادن وهي تربت على يدها : الهنوف معليش اذا ضايقتك بس انا صريحه
الهنوف : لا ، لا ماضايقتيني، فعلاً انا الغلطانه بالقصّه كلها ، يبين علي إني احبه ، ويبين علي اني اكابر ، لكن ماقلتها بحياتي صريحه ، أنا اللي ابكيه وانا اللي أضيع بدونـه ..
ما انتبهت إن الجو هدأ والكل شد تركيزه معاها ومستغرب من سرحانها ، لكن كلامها كان له صدمه على المستمعين كلهم من تركي الى عسـاف اللي ماتوّقع الهنوف تعترف بحبّه بغيابه وقدام الكلّ .
شادن شدّت على يدها وانتبهت الهنوف وحسّت وجهها يتآكل من الإحراج وبان عليها ، تركي حسّ بكتمه على صدره ورفع راسه سريع ولاشعورياً ضرب برجله ع الأرض وأنتبـهوا له البعض وقالت دانه وهي حاسّه بضيق : ياجماعه شنو هالهدوء ؟
ابو غاده وعينه على جيتار عسّاف : ياعساف انت جايب هالجيتار شكل وبس ؟ اطربنا
عسّاف وعينه على دانه قال بهدوء : شتحبون تسمعون ؟
دانه عـرفت انه يبيها تختـار أغنيه وتهديه او يهديها لكنّها ردت بعنـاد : انا مو جاي ع بالي أسمع شيء !

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

لحفني جفونك أنا ميت نعاسْ
نوّمني بـعينك ثلاث أربع سنين .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عسّاف كان يمشي ورا دانه ويترقّبها ، خطواتها المتردده بالرجعه والتقدم ، سرحانها ، رجفة ايدينها وربكتها الواضحه بملامحها ، تجاوز الخطوات اللي بينهم وتقدّم لها وأعدم المسافات ، حسّت فيه ولا ناظرت له ، لمح الدمع بعيونها وحسّ العذاب بـصدره وهمسّ لاشعورياً : ياليت العمر يتوقف على حالة هنا جنبك
ناظرت له بعيون مليانه دمع ورجعت صدّت عنه ، اوجعته نظرتها وهمس : وش فيك ياقلبي ؟
لا رد ولا تجاوب ، همس بضيق : لاتخليني مثل اللي طول عمره يركض ولا استراح ، وجاوبيني ، وش بلا خاطرك ؟
بلعت غصّتها واستجمعت قوتها وقالت بهمس : تحبني ؟ ولا عزومك تردّت؟
عقد حاحبينه : وش هالكلام !
دانه : جاوب ؟
صد عنّها وسرح بمكان بعـيد لحظات ، رجع ناظر لعبونها بثبات وحزم : ماني من الردايا ولاني من اللي يخلف بكلامه ووعوده ، تدرين أنّ الله ماخلقك الا لي ، ليه هالكلام ؟
دانه بغصّه : مادري القاها من شكك فيني وبعلاقتي بأخوي ، ولا من إهتمامك بنوران وخاطرها ،لا وتعرف وش تحب وش تكره بـ.
قاطعها : لحظه لحظه ، ماشككت بعلاقتك مع اخوك ، كنت بلحظة غضب وغـيره وطلع مني كلام مايصلح ، ومايصلح انك تاخذينه على محمل الجد ، اما نوران اشتغلت معي بالفرقه ثلاث شهور وشيء طبيعي بعرف مودها ، ادحري إبليس
انفكّت عقدت حاجبينها وطفت نار بصدرها وكأنها تنتظره يبرر بأي كلمه عشان ترتاح وينزاح همّ اثقل روحها ، زفرت انفاس الراحه ومالقت ردّة فعل الا انها تسند راسها على صدره ، لفت ايدينها عليه وشدت عليه بكلّ حيلها وقالت بهدوء : اسفه على تصرفاتي.. بس كنت مصدومه
لمّها بيدينه وطبع قُبله على رأسها وهمس : انا احبك ، واحبك ثاني مره لو خلص حبك !
رفعت عيونها له وتحس قلبها مو فيها من كثر إنشراحه وسعة صدرها همست بإبتسامه : ماودي عيني ترمش يوم تكون قبالي إنت .
عسّاف : حلال من باس عينك وسط هالناس ، مع انه مسموح مير حنا تمشينا عاداتنا وقيـمنا
دانه بهمس : وش بيضرّها العادات لو زوج باس زوجته ، شلون تتأثر القيم من بوسة حبيب لحبيبته ؟ ها يابو الأصول انت؟
ماقدر يردّ عساف من تأثير كـلامها ، وعجزت عيونه لاترفّ وكان ردّه ، بوسه بلا شعور على عينها ، وكل حركه منه وكل لمسه منه وكل كلمه منه تخلق الف شعور وشعور بقلبها من جد وجديد وكأنها مشاعر مؤقته تتغير كل دقيقه ولكنها مشاعر ثابته وتكبر كل دقـيقه..
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الشجاع و الهنوفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن