البارت التاسعّ عشر

26.3K 361 146
                                    


ابو علي تعب وجلس وفتح ازاريره من شدة الحزن اللي عاشه اليوم
لا من قصيدة شجاع ولا من اغنية عسّاف ..دانـه ماقدرت تتماسك اكثر ونزلت من يدّها صحن الكيك ومشت عنّهم ومجرد مالفّت
انهمرت دمعاتها واستوقفها صوت عسّاف اللي من شدة ضيقته
من فـراقها ماتردد ولا لحظه انه يختار الحلّ الوحيد لبقـائها معاه : لحظه دانه !
صعب عليها توقف ويشوفون دموعها لكنها استحت ووقفت
ولا ناظرت فيهم مسحت دموعها وظلت على وقفتها ماتحركت.
عساف وقف وراها وهمس لها : امسحي دموعك !
ماانخلق اللي يبكيك وانا حيّ ، وش يبكيك ؟ الفراق ؟
علي نذر انك ماتذوقينه
التفتت له وهي مـصـدومه من كـلامه
حسّت كل الناس اختفت من حولها
مسك كفها واخذها وتقدم فيها لهم ووقف قبال شجاع
اللي عرف وش يفكّر فيـه وابتسم له كـ تشجيع
وعساف اخذ نفس وقال بصوت جهوري : ياجماعه .
اللي مايعرف اني احبّ هالبنت بيعرف الحين
الرسول عليه الصلاة والسلام قال " لم نرَ للمتحابَّيْن مثل النكاح "
فـ انا اليوم طالب يدّها ، زوجه لي على سنّة اللـه
التفت لها وشد على يدها وهو يحسّ انها بتموت بين يدينه من التوتر والخجل وابتسم لها وكمل بصوت خافت : مااخذت راي احـد ، يكفيني رايك ، وش رايك ؟ تتزوجيني وتجين معاي ونحط الكل امام الأمر الواقع ؟
دانه ماسيطرت على رجفتها وناظرت للهنوف وابتسمت من قلبها لها ونوران اللي جالسه تبكي من الفرح والموقف اللي ماتوقعت تشوفه بغير الأفلام اشّرت لها توافق لإنه مابقى وقت اصلاً.
ناظرت بعيونه وهمست : الله يشهد علي ان فراقك اهون من اني أسبب لك مشاكل ، حبيبي انت خذ راي اهلك اوّل وانا بنتظرك عمري كله .
عساف : بس انا مااقدر انتظر ولا ساعه بعد ، ماعليك من اهلي
مصيرهم يرضون ، عليك مني ، وعليك بقلبي !
ارفقي به ، وتعالي نملك ، شوفي .
طلع من جيبه اوراقه وجوازه وتذاكر السفر
وقال بشبه إبتسامه : كل شيء جاهز بس باقي انتي .
دانه ابتسمت ومسحت دموعها وقالت بحبّ : اكيد اني موافقه
في احد يرفض القرب للشخص الوحيد اللي قربه حيـَاه !
عسّاف قبل لايكمل رفع راسه وشاف الكل سرحان فيهم
وكأنهم من جد يشوفون فلم ، استحت من نظراتهم .
سحب يدها ومشى فيها وقال بصوت جهوري : الحقونا للسفاره .. واحضروا مراسم تتِمّة محبتنا.
نوران وهي تاكل من الكيكه قالت بحسره : حتى مراسم الزواج غيّر معناها منشان دانه ، لك انا شو عملت بحياتي منشان مالاقي حدا بيحبني هيك
علي : موجود
نوران : وينه ؟
علي : موجود ، انتي بس بطلي تاكلي الأخضر واليابس وحتلاقيه ان شاءالله
نوران : الله لايوفقك .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الريـاض - مطار الملك خالد الدولي :
نـزلت الهنوف وأول ماوطت رجلها أرض الوطن حسّت برغبه فضيعه بالإنحناء وتقبيلها من شدّة الفرحه والراحـه اللي سرت فيها
رفرف قلبها مع رفرفة العـلم الأخضر اللي قدامها ، تقدّمت خطوه
وشبكت يدها بيدً شجاع اللي كان مركز بالأوراق واستغرب من حركتها
ناظر لعيونها وشافها تلمع وتتأمل كل جزء حولها ، همس لها : فيك شيء ؟
الهنوف بغصّه : لا ، بالعكس لو فيني شيء بيزول الحين مع زوال الغربه
ابتسم لها : زين تعالي نرتاح ، ورانا طيّاره ثانيه
الهنوف سكتت شوي تستوعب اللي قالـه وقالت بصدمه : طيّاره ثانيه ؟
ليش ؟ خلاص حنا بالرياض الحين
شجاع : لازم نروح لمكه ، انا محتاج اخذ عمره
وانتي بعد ، متى اخر مره اعتمرتي ؟
الهنوف رجف قلبها لما تذكرت اخر مره شافت مكه
والحرم ، والكعبه وراحة الدنيا اللي فيها .
همست بضيق : ايام وفاة ابوي
شجاع سكت وهو حرفياً يحس انه عاجـز ، اخذها بيدها
واتجهوا لصـالة الإنتظار ، صحيح انه مشتاق لأمه واهله
لكـن وده ان الهنوف ترتاح وتاخذ لها كم يوم بمكه تريّح نفسها وتفكيرها علشان تقدر تواجـه المشاكل اللي بتجيها منهم رغم انه
واقف بوجه المشاكل قبل بدايتها لكنّه متأكد انها بتوصلها.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الشجاع و الهنوفWhere stories live. Discover now