بنصف القلب

By R-yana_20

171K 11.6K 5K

.... ماهو شعور كلوديا، عندما تتفاجئ بعد مرور سنواتٍ على وفاة والدها برغبة عائلته؛ في التكفل برعايتها هي وشقيق... More

.الفصل الأول.
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن..
الفصل التاسع
الفصل العاشر
.. الفصل الحادي عشر..
الفصل الثاني عشر
. الفصل الثالث عشر.
.الفصل الرابع عشر.
.الفصل الخامس عشر.
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر.
..الفصل الثامن عشر..
.. الفصل التاسع عشر..
الفصل العشرون.
..الفصل الواحد والعشرون..
..الفصل الثاني والعشرون..
|الفصل الثالث والعشرون|
{الفصل الرابع والعشرون}
﴿الفصل الخامس والعشرون﴾
﴿الفصل السادس والعشرون﴾
{الفصل السابع والعشرون}
(الفصل الثامن والعشرون..)
|الفصل التاسع والعشرون|
|الفصل الثلاثون|
[الفصل الواحد والثلاثون]
«الفصل الثاني والثلاثون»
{الفصل الرابع والثلاثون}
✦الفصل الخامس والثلاثون✦
|الفصل السادس والثلاثون|
{الفصل السابع والثلاثون}
﴿الفصل الثامن والثلاثون﴾
{الفصل التاسع والثلاثون}
«الفصل الأربعون ما قبل الآخير»
الفصل الواحد والأربعون والآخير.
Note
احداث اضافية الفصل الأول.
احداث اضافية الفصل الثاني
احداث إضافية الفصل الثالث
احداث اضافية الفصل الرابع
﴿أحداث إضافية الفصل الآخير﴾

«الفصل الثالث والثلاثون»

3.1K 225 184
By R-yana_20

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.

استغفر الله العظيم وأتوب إليه.

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وسلم تسليمًا كثيرا

........

قراءة ممتعة، ولطفًا منكم لا تنسوا التصويت🤍🤍

.......

اقترب عيد الميلاد وبدأت المنازل والشوارع تتشح بزينته معلنةً ترحابها بقدومه.
كان بامكاني استنشاق رائحة الكعك الشهي القادمة من منازل الجيران، وأصوات موسيقى العيد كانت خفيفة للغاية على أذناي.
حتى أنني كنت أشعر بالاستغراب عندما تتوقف عن العزف.

ورغم جمال الأجواء هنا ولكنني لم اتوقف للحظة عن التفكير بايفان وبما حدث بيننا.
ردة فعله عندما اتصل السيد هيكتور بي كانت مريبة للغاية، وحتى لحظتي هذه لم أتمكن من فهمها.

فقد اكتفى بأنه انتشل الهاتف من بين يدي وتمعن النظر بشاشته.
أعاده لي بعد مدة مبتسمًا بسخرية ولم يحاسبنِ كما ظننت، وقضيت ما تبقى من وقتٍ لنا في التلفريك داخل صمتٍ مطبق.

تبًا كان يجدر بي حفظ رقم السيد هيكتور باسم فتاةً ما، لم أكن أريده أن يعلم بهذه الطريقة أنني لا أزال اتواصل معه.

وكأن اتصال المسكين بي قد غير شيئًا في مجرى الأحداث الماكرة التي يسيرها ايفان، فبالأمس صباحًا عاد للمدينة لحضور الجلسة الآخيرة في قضيته، وانتهت بعد تصويت لجنة الادارة والتقرير الطبي لحالة السيد هيكتور بمنح ايفان المسؤولية على والده وعلى ممتلكاته.
رفعت كوب الشاي إلى ثغري، وارتشفت منه ببطء، ولم ألبث؛ حتى قمت برمي الكوب بقوة على الحائط؛ لتتناثر أشلاءه في الغرفة وتتبعثر كمشاعري.

تخللت يدي شعري فأنا أشعر بالضياع الشديد بعد فعلتي الآخيرة هذه.
كنت مغتاظةً منه ومن تصرفاته معي ومع السيد هيكتور.
ولم أتردد صباحًا في الاتصال بالسيد هيكتور وإخباره بنوايا ايفان،  وبالحفل الذي سيقيمه على شرف سرقة ماله، وأخذت أحرضه على ضرورة التدخل وإيقاف هذا الحفل فأنا لن أسمح له بإعلان هذه الخطبة اللعينة.

لا أدرِ حقًا ما شأني به، لما أقحمت نفسي بخصوصياته منذ البداية؟..

وكأنه نهب هذا الاموال مني لا من والده.

اللعين الحقير أكرهه يكفي ما فعله بي، ولستُ نادمة على إخباري لوالده.

بدأت أفكر بشكلٍ جدي في أخد أخي والسفر بعيدًا عن الجميع وعن عقده اللعين هذا.

طرق باب غرفتي ودخل بيتر منه وهو ينظر لي باستغراب.
تظاهرت الهدوء وأنا ابتسم له فنظر هو للكوب المحطم في ركن الغرفة وقال بريبة: مع من تشاجرتِ اليوم؟..

ــــ لا أحد لقد وقع الفنجان اللعين من بين يدي وحسب.

تنهد بلا مبالاة وسارع يخبرني أنه يريد الخروج لشراء التسالي، وقد كانت فرصة جيدة للتنفيس عن غضبي والصراخ به وإخباره أنه معاقب ولن يتناولها لمدة شهر.
ولكنه كالعادة يتجاهل أوامري الصارمة وصرح بكل وقاحة أنه سيخرج مع جدي لشراءها وسيجعلني أرجوه ليمنحني البعض منها.

ربما يجدر بي السفر وتركه ففي بعض الأحيان يجعلني أرغب في التخلص منه باسرع فرصة

لطالما انتابني شعور الأمهات حينما تغضب من ابناءها وتردد أنها تتمنى الموت أو الهرب وترك المنزل لهم.

ولكنني على عكس بقية الامهات أنا لم أحسن تربية بيتر ولم أوفر له كافة مطالبه، ولا أدرِ لماذا أشعر أنه سيكرهني عندما يكبر وسيتخلى عني.

ترقرقت الدموع في عيناي من هذه الفكرة المرعبة؛ التي لن احتمل حدوثها حقًا، ما يبقيني مع ايفان ومكره هو خوفي من ضياع مستقبله.

قررت آخيرًا الخروج من غرفتي فلم أفكر اليوم في تركها أبدًا.
كان الجميع خارج المنزل على ما يبدو، ولسوء الحظ أن عمتي بيترا لم تخرج منه بعد.

فقد صادفني جلوس اوليفير في غرفة الجلوس وعلى حجره كومة من الكتب وبين يديه واحد.

وهي بالطبع لن تترك اوليفير بمفرده، صدقًا أنا أكره عمتي هذه.
كانت تمشط شعره شديد النعومة وتردد أنها تحبه وهو طويلٌ بعض الشيء هكذا.
كان هو يوالي اهتمامه لكتابه ولم يجبه، لذلك لفت بصرها فور دخولي إلى الغرفة.

منحتني ابتسامة باردة وجلست بالقرب من ابنها.
ألقيت أنا تحية المساء مدعيةً اللطف فرفع اوليفير بصره لي وردها بهدوء.
جلست أنا أيضًا فمن الحماقة حقًا الدخول والقاء التحية ثم الخروج بسرعة.

وجهت هي نظراتها المترفعة نحوي ثم دحرجت عيناها بعيدًا عني.

رفعت حاجبي باستهجان وصدقًا لو لم تكن عمتي لرحبت في الشجار معها.
أغلق اوليفير كتابه عندما لاحظ توتر الأجواء بيننا وبدأ في التحدث معي قليلًا

كان حديثه يتمحور حول الكتب المملة، وأخذ يقترح علي البعض الكتب بعد أن كذبت عليه هو الآخر وأخبرته انني أعشق القراءة.

لما لا أخبرهم بكل بساطة أنني أشعر بالغثيان في كل مرةٍ أرى فيها كتابـًا أمامي؟..

ــــ الحرب العالمية الأولى وأسباب اندلاعها، مذهل سيكون هذا الكتاب رفيقًا رائعًا لي في مساء الريف البارد.

قلت وأنا أنظر للكتاب الذي منحه لي بشمئزاز، فسارعت والدته تقول ببرود: اوليفير ألم يحن وقت ذهابكما بعد؟..

هل تطردني الآن أم ماذا؟..
طرق باب الغرفة بهدوء ولم احتاج لرفع بصري لمعرفة هوية الطارق.

فبالإضافة إلى أن رائحة عطره غزت المكان، ايفان الوحيد هنا الذي يطرق باب أي مكانٍ يدلف له.

استرقت نظرة خاطفة له، فتصادمت نظراتنا معًا.
أسرعت أشيح ببصري عنه وتظاهرت بالاهتمام بالكتاب.

تحولت نبرة عمتي بيترا إلى نبرة لطيفة وهي تخاطبه وكأنه طفلٌ في السادسة من عمره.

تبادل هو معها اطراف الحديث ببرود، وأسرعت بعد وهلة أنهض من مكاني فقد أصبح وجوده في الجوار لا يطاق حقًا.

رفع بصره لي فور نهوضي وسارع يقول بابتسامة: عزيزتي هل لي بفنجان قهوة قبل خروجي أنا واوليفير؟..

ــــ أتتحدث معي؟..

أومأ مدعيًا اللطف أمام والدته التي نظرت لي بترقب فهي حقًا ستقتلني إن رفضت طلبه.

ابتسمت بصعوبة فأعصاب وجهي تشنجت بالكامل من شدة الغيظ، وتمتمت بأنني سأفعل.
بالكاد كبحت نفسي عن صفع رأسه بحذائي هو ووالدته، عندما أخبرني أن أسرع في تحضيرها وأن أسكبها في كوبه الحراري، وأن استخدم البن الخاص به.

كنت أحضر القهوة له وإن كان يوجد سمٌ هنا فلم أكن لأتردد في سكبه له، تبًا له أنا لستُ خادمته، ووالدته المزعجة تلك لما لم تنهض لتعد القهوة لابنها؟.. أم أنها تجيد سرد مزاياه المعدومة وحسب؟.

حاربت رغبة البصق داخل الكوب ولولا ذرة الضمير الصغيرة التي امتلكها لقمت حقًا بالبصق به.

سحقًا أنا غاضبة منه كالجحيم، أرغب في التخلص منه باسرع طريقة ممكنة.

عدت للغرفة حيث العائلة التعيسة وقدمت كوب القهوة له، لم يكلف نفسه عناء شكري، واكتفى بأنه رفع حاجبيه لي وحسب.

فقط لو لم تكن والدته هنا.

أردت الخروج ولكن اوليفير وجه حديثه لي مبتسمًا: كلوديا سأذهب أنا وايفان إلى مكتبة قريبة من هنا، أتريدين مرافقتنا؟..

لا أرجوكم لا مزيد من المكتبات.

ابتسمت وأسرعت أقول: لا شكرًا استمتعا بوقتكما معًا لدي ما افعله حقًا.

بهت مبسم اوليفير الصغير، وأومأ بتفهم قائلًا لا بأس.
اوه حقًا، هل سيحزن مني الآن؟..
يبدو أنه ظن أنني أرفض الخروج معه لأنني أراه مملًا.
يا لي من وقحة، أنا لا اتوقف عن التسكع مع هانتر ولوك كلما طلبا مني ذلك، وعندما طلب هذا المسكين الصغير رفضت بكل وقاحة.

استدرت لأخرج فأنا حقًا أصبحت أعاني من رهاب المكتبة الذي لا وجود له حقًا ولن أذهب مجددًا لأي مكتبة لعينة في حياتي.

ــــ حسنًا أنا كنت أطوق حقًا للخروج برفقتك، وأظنها فرصة جيدة للاستمتاع معــًا اليوم.

سحقًا لي، ولايفان ولجميع المكتبات على هذا الكون.

رغم الاختناق الذي كنت أشعر به من فكرة الذهاب للمكتبة ولكن مبسم اوليفير المتحمس جعلني ابتسم أيضًا.

وتنحى مبسمي هذا عندما نظر الوغد لساعته وتمتم: جهزي نفسك إذن أنا لن انتظرك.

ربما سأركل وجهه ولتتعفن عمتي بيترا بعيدًا عني.

.......

اتمنى حقًا أن تنتهي هذه النزهة المملة، بسرعة فأنا أريد الذهاب لتفقد عائلة السيد جفاني قبل المغيب.

كنت أقف أمام سيارة ايفان أنتظر منه أن يفرغ هو وهانتر من وضع اوليفير في السيارة.

رؤية ايفان وهانتر الآن وهما يهتمان بشقيقهما تبدو مؤثرة للغاية.
كلاهما يهرع إلى الاهتمام به عندما يكون في الجوار، ويتعاونان على مساعدته دائمًا دون تذمر.

ورغم طبع ايفان الاناني وغير المبالي ولكنه يتصرف بطريقة مختلفة مع اوليفير ويحسن معاملته بصدق.
على عكس شجاراته الدائمة مع هانتر، فهاهو ذا يوبخه بانزعاج لأنه لم ينفض الثلج عن عجلات مقعد اوليفير ولوث صندوق السيارة.

ــــ لقد صمم هذا الصندوق من الأساس لوضع القمامة به.

هتف هانتر مبتعدًا عنه بحنق ثم تمتم بانزعاج عندما مر من جانبي: بل لوضعك أنت به أيها المهووس المستبد الوغد.

ابتسمت في وجهه باستمتاع فلطالما وبخبني عندما كنت انتقد شقيقه، وفضلت عدم مواساته فهو يستحق ما ناله منه الآن.

توقف بجانبي يسرد لي معاناته من معاملة ايفان وأنه سيفقد أعصابه في أحد الأيام ويبرحه ضربًا.

فتح ايفان باب السيارة مشيرًا لي بيده بالصعود، كنت بعيدة بعض الشيء عنه لذلك لم أمنع نفسي من شتمه وأنا أسير نحوه.

كنت سأندفع وأدخل للسيارة ولكنه أشار على حذائي قائلًا بتحذير: نظفيه قبل أن تصعدي.

ــــ أخبرني هل أنت أحمقٌ بالفطرة أم ضرب أحدهم رأسك بحجرٍ ما وأصبحت أحمقًا بسببه، كيف سأنظف حذائي وانا أنتعله؟..

كانت نظارته السوداء تحجب علي رؤية عيناه ولكنني أشعر أنه يرمقني بفتورٍ الآن: لا يهمنِ فقط نظفيه.

تحرك إلى الجهة الأخرى ليصعد بينما شعرت حقًا بمدى معاناة هانتر المسكين.
لا بأس اهدئي كلوديا سيأتي يومٌ وتحطمِ رأسه بكل سرور، لا داع للاستعجال والتهور الآن.
جلست على حافة الكرسي وطرقت قدماي ببعضهما ليسقط الثلج منها.

طوال الطريق تفاديت الحديث معه تمامًا، وكنت اتبادل اطراف الحديث مع اوليفير وأصمت عندما يتدخل هو.

لا أدرِ ما بي حقًا ولكنني أشعر مؤخرًا أنني لا أطيق رؤية وجهه.
ربما تضاعف الحقد بداخلي نحوه، أو ربما توقفت عن حبه لا أعلم.
حقًا لا أعلم، كل ما أعلمه أنني أشعر بغضبٍ عارمٍ نحوه بعد صدور حكم القضية لصالحه.

ما يؤسفني حقًا هو عدم علم السيد هيكتور بمستجدات القضية، يا الهي من المؤكد أنه سيحزن إن علم بصدور الحكم.

وصلنا آخيرًا إلى المكتبة، وعلى عكس ما توقعت كانت بسيطةً للغاية مقارنتًا بتلك التي أخذني ايفان لها.

جابت عيناي عليها بتأمل فور دخولنا، وشعرت بالاستجمام وأنا استنشق رائحة الإكليل القوية.
التفت على يساري حيث مدخل المكتبة، كان هنالك رجلٌ عجوز يجلس وراء مكتبٍ صغير ويطالع كتابًا بين يديه بتركيزٍ شديد.

أردت الاستفسار منه عن مصدر هذه الرائحة العطرة، ولكن اوليفير سارع يطلب مني مرافقته لأحد أركان المكتبة.

وكم كنت بارعة في الكذب والخداع على هذا المسكين؛ فكنت اتظاهر باستمتاعي بوقتي وأن المكان مبهرٌ للغاية، وسأسعد بالقدوم إلى هنا بشكلٍ دائم.
أما ايفان، فقد نسى أمرنا تمامًا وأنغمس في قراءة أحد الكتب التي من غلافها الأبيض تبدو مملة كحياته.

قدته إلى طاولة طويلة جلس عليها بعض الزبائن ليقرأ البعض مما اقتنى فقال بهدوء: كلوديا لقد تذكرت أريد رواية الإخوة كارامازوف لفيودور دوستويفسكي، ايمكنك جلبها لي؟.

أومأت مبتسمة له ورحبت بجلبها توجهت إلى الرجل المسن وقلت مبتسمة:

ــــ عذرًا سيدي، أيمكنني معرفة أين أجد رواية الإخوة كازانوف.

قطب الرجل بتعجب مبعدًا الكتاب ونظارة المطالعة عن عيناه وتمتم بأرجو المعذرة.

ــــ رواية الإخوة كازانوف.

رمقني المسن بانزعاج لبرهة من الوقت دون أن يتحدث حتى شعرت بالارتباك من نظراته، وقال آخيرًا: جيل هذا الأيام ساذجٌ بحق، الإخوة كارامازوف لا كازانوف.

قضمت شفتي وأنا ابستم بإحراج وبالكاد منعت نفسي من سكب كوب الشاي الذي أمامه على رأسه.

تحرك هو نحو كومة كتبٍ وضعت بقربه وبدأ في البحث بها وبعد وهلة وجده ومنحه لي بملامح مشمئزة مني.

ــــ عجبًا، أشعر بالوقاحة من إخبار رجلٍ مسن أنه بامكانه قول تفضل حينما يقدم الأشياء للآخرين.

سحبه من يدي قائلًا بامتعاض، وملامح الاتسهزاء بي لا تزال على وجهه المجعد: جيدٌ أنك تعلمين بكونك فتاةٌ وقحة، ولا حاجة لي بإخبارك بذلك، والآن من غير مطرود مكتبتي لا ترحب بك.

هل يمكنني شتم المسنين، أم أنني سأنتقل إلى مستوى أعلى من الحقارة إن فعلت ذلك.

اقتربت منه وسحبت الكتاب من يده فأفلت هو عيناه بدهشة وكأنني قمت بجرمٍ ما.

ــــ أنظر لن أقرأ الكتاب، وسأخرج من مكتبك المقرفة فأنا وتبًا للكتب أكره القراءة، كنت أريد مساعدة ذلك الفتى المقعد فهو من طلب مني جلبها له.

رمقني بكره وقال بانزعاج: امنحيها له، وإلى الخارج فأنا لا أرحب بالرعاع في مكتبتي.

انقبض فكي بغضب، وأسرعت ابتعد عنه قبل أن احاول قتله.
منحت الرواية لاوليفير وتوجهت إلى الباب وقبل أن أخرج قلت له بحقد: رائحة المكان مقرفة واضاءته مزعجة وكتبك سيئة كتعاملك مع الزبائن ف...

تحرك ينوي قذف مجلة ما نحوي، وهو يكشر بانزعاج فأسرعت أركض إلى الخارج قبل أن يصل لي.

تبًا لهذا العجوز الخرف.

توقفت لنصف ساعةٍ في البرد أراقب السيارات التي تمر أمامي، ورغم اختلائي بنفسي طوال اليوم، ولكنني كنت ممتنة لطرد العجوز لي، فقرب ايفان دائمًا ما يهزني ويبعثر كياني.

تبًا كم أكرهه، سيارته أمامي الآن لما لا أحاول خدشها بحجرٍ ما واشفي غليلي منه.

إقتربت قليلًا من سيارته أفكر في فعل ذلك بصدق، وما أن نزلت الدرجات المؤدية للمكتبة حتى لاحظت شخصًا كان يقف وراء شجرة اصطناعية وينظر لي من وراء اغصانها بترقب وبملامح حذرة.

تملكني الرعب ما أن لاحظته وتراجعت للوارء بسرعة، وقبل أن أصرخ طالبةً النجدة فوجئت به يركض بعيدًا عني.

اللعنة ما الذي يفعله هنا؟..

خارت قواي ولم اتمكن من الوقوف أكثر من ذلك.
لم أشعر يومًا بمثل هذا القدر من الخوف الذي جعلني عاجزة حتى عن الصراخ.
ضربات قلبي كانت تتضاعف بقوة وشعرت بانقطاع انفاسي ووهن عظامي.

تراجعت إلى الوراء واطلقت صرخة فزعة عندما ارتطم ظهري بصدر شخصٍ ما، سارع يمسك بكتفاي قبل أن أقع.

ــــ ما بك؟.. وما الذي تفعلينه بالخارج؟..

لأول مرةٍ في حياتي أشعر بالسعادة لرؤية ايفان.
كان قاطبًا حاجبيه بتعجب ويطالعني بتركيز.

أطلقت نفسًا عميقًا وبصعوبة تمكنت من التحدث وخرجت الكلمات مني بتلعثم: هل يمكننا العودة للمنزل؟..

أومأ بهدوء، وهو يضيق عيناه قليلًا بشك وقال بخفوت: هل من خطبٍ تريدين مناقشته معي؟.. أكل شيءٍ على ما يرام؟..

ــــ أنا بخير، أنا فقط أشعر بالدوار والعجوز الوغد طردني من المكتبة بحجة الوقاحة.

رفع حاجبيه مدعيًا تصديقي رغم ملامحه المستخفة بكلماتي، ثم تبتسم بهدوء: حسنـًا كما تريدين لن أضغط عليك طالما أنكِ لا تودين التحدث.

ابتسمت له بصعوبة وبالكاد منعت نفسي من اللحاق به حينما توجه ليجلب اوليفير.

ذلك اللعين الذي حاول قتلي ما الذي يفعله باللحاق بي إلى هنا؟..
ولماذا لم أخبر أحدًا بوجوده حولي؟..

فها أنا ذا في الثانية عشر ليلًا بعد خلود الجميع للنوم، أجلس أطالع باب غرفتي برعب خوفًا من ان يدخل منه.

كنت أنام برفقة بيتر، فقد خشيت النوم بمفردي الليلة وطلبت منه قضاء ليلته معي.

لا أدرِ لماذا فضلت عدم إخبار أحدٍ بمراقبة المتسول لي، بالأخص ايفان، فحديث دين عندما اخبرني أنه من حاول قتلي أخذ يلتهم عقلي.

وأيضًا دين عاد صباحًا للمدينة لتصفية بعض الأمور، لا استبعد أيضًا أنه سافر إلى هناك ليبعد تهمة محاولة قتلي بعيدًا عنه.

تضاربت الأفكار داخل عقلي وعندما يئست حقًا من التفكير؛ وتمكن الرعب مني، نهضت من مكاني لأطلب المساعدة والمشورة من عمي جورج فهو الوحيد الذي بامكانه مساعدتي الآن.

كانت غرفته هو ومارثا في نهاية الرواق، ومررت بغرف الجميع تقريبًا وتسمرت في مكاني قبيل غرفة دين وبريندا.

كان يقف ايفان أمامها بملامح هادئة ثم خرجا  هي من غرفتها مرتدية فستانًا سهرة قصير أحمر اللون وبين يديها معطفٌ من الفرو الأسود.

كان تبرجها يدل على أنهما سيسهران في مكانٍ ما، وملامحها اندهشت برعب وهي تتمسك بمرفق ايفان.

بللت شفتيها بعد وهلة وقالت بتلعثم وهي تفلت يده وتبتعد عنه بخوف: كلوديا ألم تنامِ بعد؟..

رمقني هو ببرود وإلتقط يدها قائلًا بهدوء: هيا سنتأخر.

لم أكن لأسمح لهما بتجاوزي بهذه البساطة وتركي اشاهد ابتعادهما عني بانكسار.

بصقت على الأرض بكره، ورمقتهما باشمئزاز: مقرفان.

إلتصقت هي بايفان برعب عندما مررت من جانبهما وضربت كتفي بكتفها.

لم أطلق العنان لدموعي ولم أسمح لنفسي بالحزن من أجل حقيرٍ مثله لا يستحقنِ، وبعد تأكدي من نزولهما، ركضت بسرعة إلى غرفتي وإلتقطت هاتفي وخرجت إلى الشرفة.

بأنامل ترتجف فتحت كاميرا هاتفي، وبدأت في تصوير مقطع فيديو.
كانت لا تزال تمسك بيده حينما قادها للسيارته وفتح الباب لها.

تبادل الاثنان الحديث لعدة لحظات كانت تبدو مرتبكة وهو يقوم بتهدئتها، وبعد وهلة قبّل رأسها بهدوء وأدخلها السيارة.
لم أنهي المقطع حتى ابتعدت سيارتهما بمسافة كافية، وحينها فقط أنهيته وأنا انتفض بالكامل.

لا بأس لن أحزن من أجله هو قذرٌ لعين كريه مليءٌ بالسواد من الداخل والخارج، فعلى أية حال أنا ممتنة لكونه أظهر خصاله الكريهة لي قبل أن أقع له أكثر.

قادتني قدماي إلى غرفة عمتي سكارليت وبصعوبة تمكنت من اقتحامها وسرقة رقم دين من هاتفها.

لن أنام اليوم قبل أن أشفي غليلي منهما، سأريهما كيف يستخفان بمشاعري أمام عيناي.

رغم محاولاتي الشديدة لعدم البكاء، ولكنني عجزت عن فعل ذلك وتحول ارتجافي ذاك الى انتفاض وأنا أبكي بقهرٍ مما رأته عيناي.

أرسلت المقطع المصور لدين مصحوبًا بتسجيلٍ صوتي، أخبره فيه أنني رأيته أمام غرفتها للتو وهما في طريقهما لعشاءٍ رومانسي من وراء ظهره.

.......

لم أنم ليلة الأمس فقد تراكمت الضغوطات علي من كافة الجهات، عادا الوغدان في الثالثة صباحًا إلى المنزل، ودخلا إلى غرفته ويبدو أنهما قضا ليلتهما هناك.
وفي التاسعة صباحًا حينما سمعت صوت مكابح سيارة قوي يصف أمام المنزل، تلاه صراخٌ أقوى لنبرة دين وهو يصرخ باسم زوجته.

ابتسمت براحة وعدلت وضعية الغطاء على بيتر، ونهضت من سريري وأنا أمشي بهدوءٍ نحو الباب.

فتحت باب غرفتي كما فعل الجميع تقريبًا، كان الكل يستفسر بارتباك عن سبب هذه الضجة.
بينما إتكأت أنا على الحائط أنتظر منه أن يخرجها من غرفة ايفان فهو لم يجدهَ في غرفتهما.

كم كنت أرغب في أن يكون ايفان برفقتها، ولكن وللآسف الشديد لقد خرج قبل ساعتين من الآن، وهاهو ذا دين يجر بريندا من غرفته بمفردها أمام الجميع.

كانت تبكي بحرقة وهو يهزها من كتفيها ويوجه شاشة هاتفه لها ويطالبها بتفسير.

تدخل جدي قائلًا بغضب: دين هل فقدت عقلك؟.. ما الذي تفعله في هذا الصباح أترك الفتاة وشأنها.

التفت دين له بغضب وصاح به: لا تتدخل، لا أحد يتدخل بي وبهذه الخائنة اللعينة التي قضت ليلتها مع ابن عمتي الفاضل ايفان كوينتين.

اقتربت عمتي بيترا قائلة بحزم: أنت راقب الفاظك أيها الدنيء وأنت تتحدث عن ابني، فهو ليس بغادرٍ مثلك كي ينتهز فرصة غيابك لكي يظفر بهذه الساقطة.

تعالت شهقات بكاء بريندا، وإتسع مبسمي هنا حينما اندفع دين نحو عمتي بيترا ووجه هاتفه لها: وهذا السافل الذي برفقتها من أليس ابنك؟.. تحدثي يا صاحبة الابناء النوابغ من اللعين هنا.

لم ينتبه دين لنفسه حينما أخذ يهز عمتي بقوة حتى دفعه زوجها عنها.

ورغم شحوب وجهها؛ بعد مشاهدتها للمقطع ولكنها سارعت تنفي: هذا ليس ابني لا تلصق عهر زوجتك به.

ــــ تبًا لكِ أنتِ وهو، فلو أحسنتي تربيته لما وصلنا إلى هنا.

صاح بها بغيظ واندفع هانتر نحوه والسيد فرانك راغبان في تلقينه درسًا ولكن كاسبر وجوش منعاهما من ذلك.

توجه دين إلى بريندا ساحبًا إياها من مرفقها: وأنتِ الآن هيا إلى الخارج لا أريد رؤية وجهك.

ظل يسحبها نحو الدرج وأخذت هي تردد من بين بكاءها: أرجوك دين، دعني أشرح لك، الأمر ليس كما تظن.

ــــ اخرسي أيتها العاهرة اللعينة سأريك أنتِ وهو كيف يكون العبث معي.

ــــ دين اتوسل إليك توقف.

ــــ قلت اطبقي فمك، أقسم أنني سأفضحكما.

تبعتهما أمشي بهدوء على عكس الجميع الذين أخذوا يحاولون تفريقه عن بريندا ويلحقون به بخطواتٍ مضطربة.
تلاقت ابصاري بخاصتها حينما كان يجرها إلى الخارج، فابتسمت بسعادة وأنا ألوح لها بيدي محركة شفتاي بكلمة وداعًا.

لم يعبئ دين بمحاولات الجميع لإيقافه حينما ألقى بها خارج المنزل،  وصفع بابه بقوة محذرًا أي أحدٍ من الاقتراب منها.

ولم أكترث أنا أيضًا بأحد، لا جدي الذي انخفض سكر دمه وإتضح الإرهاق عليه وقرر عمي جورج ولوك نقله للمشفى، ولا بعمتي سكارليت التي تبكي بحرقة وطلبت مني جلب ملابس ثقيلة لبريندا الملقية على الثلج.
ولا بعمتي بيترا التي فقدت وعيها ويحاول ابنها وزوجها ايقاظها.

فليحترق الجميع في الجحيم،  فلا أحد كان مهتمـًا بي وبمشاعري عندما كان ابنهم الوغد يستخف بي أمامهم ولم يفكر أحدهم في التدخل وإيقافه عند حده

أغلقت باب غرفتي بهدوء والآن فقط يمكنني النوم بسلام.

.......

كان الجميع مكتئب مساءً، بينما كلما كنت أفعله هو المرح مع بيتر.
كانت عائلة جدي جميعها تشعر بالاحراج مما حدث أمام عائلة السيد كاسبر.

وكان أكثر الأشخاص غضبًا هنا هو بيري، فقد قضت نهارها في غرفتها تبكي وتحطم كل شيءٍ يصادف عيناها، وكأنها هي التي تعرضت للخيانة لا أنا ودين.

لم يكترث أحدهم لمشاعري من هذا الموقف، وكأن هدوئي امامهم الآن لا بأس به.
كان من المفترض أن اثور وأحطم الاثاث كما تفعل بيري فوق،  ولكنني أشعر براحةٍ شديدة بعد الذي فعلته بهما، وكأنني أفرغت ما فعله بي في الفترة الماضية صباح هذا اليوم الجميل.

ــــ كلوديا أيمكننا التحدث؟..

تحدث جوش بعد أن دخل توًا لغرفة الجلوس، فابتسمت له وتركت القطار الذي أحاول تركيب سكته مع بيتر.

توجهت إليه وتجاهلت نظراته المتفحصة لي.
قادني هو للحديقة وكنت أعلم تقريبًا محور الحديث الذي سيدور بيننا.

توقف هو أمامي بملامح منزعجة وقال: ما حدث صباحًا كان من تدبيرك أليس كذلك؟..

ابتسمت مدعية الغباء: أجل لقد أعددت بعض الفطائر، اعتذر فأنت لم تتناول منها.

ــــ كلوديا أنا اتحدث بجدية.

ــــ وأنا جوش اتحدث كذلك، ايًا كان ما حدث اليوم فنعم هو من تدبيري ألديك مانع.

احتدت نظرته ورمقني بغضب: لدي مانع؟.. لقد فرقتِ زوجان بكل بساطة، وتسببتِ في فضيحة لثلاثة أفرادٍ اليوم وتسألين ألدي مانع، بحق الجحيم كلوديا أي ضميرٍ تمتلكين؟..

ضحكت بخفة ونثرت بعض الثلج بقدمي: ضميرًا من فضلات البهائم كحظي تمامــًا.

تحركت بعيدًا عنه فسارع يمسك بذراعي قائلًا بحدة: توقفي عن السخرية، صباحًا قام شقيقك بإهانة زوجته والإلقاء بها على الثلج بملابس فاضحة أمام الجميع بسببك وبسبب حماقتك، فلا أحد أجبرك على الارتباط بايفان لتفرغِ خطئك الآن في تلك المسكينة.

دفعت يده بقوة وصحت به: ليست مسكينة، ولا تحملنِ خطأ خيانتها له، فأنا لم أأخذها من يدها لتنام في غرفته ليلة الأمس، ولم أمنع كلاهما عندما خرجا بكل وقاحة أمامي ليستمتعا بوقتهما بينما أنا هنا احترق من الغيرة والذل.

تغيرت ملامحه من الغاضبة إلى المستنكرة بينما أعقبت والدموع تترقرق في عيناي: وأجل لم يجبرنِ أحدٌ على الارتباط به ولكنه خدعني، جعلني أظن أنه سيحميني وسيوفر الحياة التي كنت اتمناها لي ولأخي، أخبرني أنه يريد إكمال حياته معي وأنه سيحبني كما فعلت أنا كالحمقاء اللعينة وفي النهاية اكتشفت أنني أعيش لعبة من ألاعيبه وأنه لم يكن يرغب سوى في الوصول لبريندا من خلالي.

اضطربت ملامحه ورمقني ببعض الشفقة أسرعت أمسح دموعي وتقدمت منه قائلة بحقد: وخمن ماذا؟.. أنا لستُ نادمة على ما فعلت، ومنذ أن رأيت وجهه لم أشعر بهذا الكم من الراحة كما أشعر بها الآن.

ابتعدت خطوتان عنه ولكنني توقفت والتفت قائلة بسخرية: أردت فضحه وسلب كرامته قبل أن يفعل هو بي، فعاجلًا أم أجلًا كان سيتركني من أجلها وسأنكسر أنا أمام الجميع، وسيحظى هو بقربها وسأحظى أنا بنظرات الشفقة كالتي ترمقني بها للتو.

سارع يطرف بعيناه وتمتم بكلمة اعتذر، ومن ملامحه بدى لي أنه يريد قول المزيد ولكنني تراجعت أسلك الطريق المؤدي لمزرعة عائلة جفاني.

كنت أسير بخطواتٍ سريعة وغاضبة أعاقها الثلج كثيرًا وتعثرت عدة مرات بسببه.
وفي كل مرةٍ اسقط أو اتعثر كانت دموعي تزداد انهمارًا فأنا حقًا حانقة من نفسي ومن الوضع الذي اوصلني هذا الوغد له.

لم أكن يومًا فتاةً سيئة ترجو الشر والفساد للآخرين، وقد نجح ابن كوينتين في تحويلي إلى هذا النمودج البغيض من البشر.

مسحت دموعي بغيظ فقد سئمت البكاء من أجله، وتزامنًا مع فعلي لذلك شعرت بالسيارة تمشي ورائي وفي لحظاتٍ قصيرة صفت بجانبي.

تملكني الرعب وابتعدت عنها مسافة كافية، يا الهي ما الذي أفعله الآن بخروجي بمفردي وذلك الرجل لا يزال يراقبني.

تنحى البعض من ذلك الخوف عندما نزل ايفان من السيارة بملامح لا تبشر بخير مندفعًا نحوي.

لوهلة شعرت بالقلق منه ومن الغضب الذي يتطاير من عيناه، ولكنني اسرعت اتظاهر بالبرود واكملت سيري.

قبض هو على ذراعي بقوة وسحبني نحو سيارته.

ــــ ما الذي تفعله؟ أبعد يدك عني.

حاولت سحب يدي من قبضته وصرخت بألم حينما دفعني بقوة ليرتطم ظهري بسيارته وتوقف هو أمامي عاصرًا فكي بقبضته: اطبقي فمك واصعدي للسيارة، دون النبس بحرفٍ واحد.

فتح باب سيارته ودفعني بداخلها ولم يكن متاحًا أمامي سوى خيار الصمت فمراددته ستعود علي بالضغط.

لم امتلك فكرة عن المكان الذي سيأخذني له، وطوال الطريق كنت التصق بالباب بخوف فملامحه مرعبة حقًا.

يا الهي ما الذي سيفعله هذا المجنون بي؟.

بعد مدة توقفت سيارته أمام منزلٍ ما عندما اجبرني للنزول من السيارة، علمت أنه نفس المنزل الذي رأيت صورته على حاسوبه قبل أيام.

ــــ لماذا جلبتنِي إلى هنا؟..

تجاهل إجابتي وجذبني من ذراعي نحو المنزل، لم اجرؤ على إخباره أنه يؤلمني الآن لذلك فضلت الصمت عندما كان يبحث عن مفتاح المنزل في جيوب بنطاله.

غرس المفتاح في الباب وما أن فعل ذلك حتى إندفع الباب من تلقاء نفسه.
لاحظت بعض التعجب يظهر على ملامح وجهه الغاضبة، ولكنه سارع يتجاهل الأمر ويدفعني بقوة إلى الداخل.

كدت أن أقع لولا أنني تمسكت بحافة رفٍ رخامي على يساري.

التفت أنظر له بحنق بينما صفع هو الباب بقوة وبادلني النظر بشرر: تظنين أن عبثك بي سيمضي مرور الكرام؟  

قال كلماته بوعيد وهو يتقدم مني، فتراجعت بخوفٍ ظاهر رغم ادعائي عدم المبالاة: أنت من بدأ.

ــــ إلى متى سأظل اكرر أنكِ أمرٌ لا يعنينِ وأنني لم أهتم يومًا بافساد وجهك اللعين هذا.

أعقب وهو لا يزال يسير نحوي: بدءً من تسريب أخباري لكوينتين، انتهاءً بما فعلته لبريندا صباح اليوم، وصدقيني لم يغضبنِ منه سوى استغفالك لي واهانتها أمام الجميع.

صدم ظهري بالحائط وقبل أن اتحرك حاصر جسدي بوقوفه أمامي، تأوهت بألمٍ بينما قرب هو وجهه وأعقب: تنجحين في ابهاري دومًا بحماقتك كلوديا، فاليوم أنتِ اختصرتي علي سلك طريقٍ طويل للحصول على بريندا وأعدتها لي بكل بساطة.

صرخت بألم عندما اشتدت قبضته على يدي ودفع جسدي أكثر نحو الحائط وأكمل بحدة من بين اسنانه: ولكنني لستُ سعيدً بما فعلته بها أنتِ ولقيط والديك الوغد وأقسم حقًا أن تنا...

لم يكمل حديثه، فقد بصقت على وجهه بحقد وصحت به: وفر تهديداتك الفارغة لمواساة عشيقتك التي خرجت من غرفتك بملابس فاضحة أمام الجميع، وكم كنت سعيدة بسماع توسلاتها لدين وهو يركل جسدها خارج المنزل بتلك الهيئة المقرفة.

أغمض عيناه بانزعاج وأفلت شعري، حام قليلًا أمامي يحاول تمالك أعصابه خلع معطفه في حركة سريعة ومسح به أثار لعابي ثم سارع يلقيه ارضًا بقوة وهو يصيح بغضب.

تملكني الرعب الشديد من ثورانه هذا وأجفلت صارخة حينما ركل الحائط بقربي ركلاتٍ متتالية وهو يصرخ بغضبٍ دفين.

توقف عن الصراخ وهو يلهث تمامًا كما كنت أفعل، وكنت حقًا أريد الابتعاد والهرب منه حينما إقترب قابضًا على فكي بقوة: سأسجنك يا هذه، أقسم أن أفعل، سأجعلك ترجين العفو مني مقابل عدم تشرد حياتك أنتِ ولعينك الصغير.

هذا ما كنت خائفتًا منه، أن يستغل العقد الذي بيننا ويدمرني به.
ارتعشت شفتاي بقلقٍ واضحٍ له ورددت مدعية الثبات: لا يمكنك فعل ذلك، فأنا لم أكسر بنود العقد الذي بيننا.

ــــ عن أي عقدٍ تتحدثين؟.. لا يوجد بيننا عقدٌ يا هذه، ومالي الذي قمت باختلاسه أنتِ لا تمتلكين وثائق رسمية تثبت أنني منحتك إياه من أجل الارتباط بي.

شعرت بنبض قلبي يصبح بطيءٍ في هذه اللحظة، ورمقته بدهشة، كيف لي أن أغلف على أمرٍ كهذا؟..

بدأ يستعيد بروده شيئًا فشيئـًا وتبسم بسخرية وهو يهمس بخفوت: وإن أردت أن أكون رحيمًا بك، وأترك هذا المال لكِ فكل ما عليكِ فعله هو تنفيذ طلبٍ صغيرٍ لي.

تسربت الدموع من عيناي فسارع هو يسمحها بمبسمٍ مستمتعٍ على حالي وأكمل حديثه: تعلمين عرض هيكتور لم يكن بذلك السوء، والآن بعدما أصبحت مسؤولًا عن ممتلكاته سأكون سعيدًا حقًا بامتلاكي لنصفها...

ــــ مستحيل لن أفعل...

تحركت بعيدًا عنه ولكنه أمسك بي وأكمل بهدوء: هو لم يعلم بأمر ربحي للقضية بعد، وعلى خطيبتي الجميلة الآن أن تخبره أنني موافقٌ على عرضه، وتجلب لي تلك الوثيقة الصغيرة بتوقيعٍ منه.

صفعته بقوة وأنا أصيح بانهيار: شيطانٌ أنت أم ماذا؟.. ممن أنت مصنوعٌ أخبرني؟.. لن استغفل السيد هيكتور ايها الوغد حتى لو تطلب ذلك سجني.

يبهرني حقًا أنه كان منذ البداية يمهد لهذه الغاية، جلبه لي وادعاءه للغضب مما حصل لبريندا وتهديده بالسجن لكي انفذ له هذه الغاية الخبيثة.

وضع يده على مكان صفعتي وقهقه بخفة: أيتها اللعينة، إلى متى ستكررين نفس الأخطاء معي، أتظنين حقًا أنني سأعاملك بلطف الأيام الماضية وأنني لن انفذ تهديدي لك أم ماذا.

إندفع نحوي مجددًا وقبل أن أغرس أظافري في رقبته دنى صوت وقوع شيءٍ صلب على الأرض.

توقف كلانا عن الحركة ونظرنا لبعضنا باستغراب.

ــــ بهدوء لا يزالا هنا، لا تصدر ضجة وأنت تتحرك.

شهقت بخفة حينما سمعت أصواتًا خافتة مصدرها الطابق العلوي.

وضع ايفان يده على فمي وأشار لي بسبابته بالصمت.

يا الهي من الذي يتحدث هنا؟..

جرني وراءه وهو يتحرك بخفة نحو أحد الغرف التي بالقرب منا،
فتح بابها بهدوء دون أن يصدر صوتًا ودفعني داخلها هامسهًا بخفوت: وإياك والخروج من هنا، اتصلي بالشرطة بسرعة.

ــــ ايفان تمهل ماذا أفعل ايفان؟.. وأنت؟.. ماذا عنك؟..
قلت برعبٍ وأنا اتمسك به ولكنه سارع يدفعني ويغلق الباب بهدوءٍ تام.

تفحصت ملابسي بحثًا عن هاتفي بانامل ترتجف ولكنني لم أجده، تبًا لقد تركته في المنزل.
ترقرقت الدموع داخل عيناي بخوف، وتحركت خطوتان أنظر للباب بارتباك.

ما الذي سأفعله الآن كيف سأتصل بالشرطة.
حمت في الغرفة بتوتر بحثًا عن وسيلة ما تمكنني من الاتصال بالشرطة.

ولكنها كانت فارغة تمامًا ولم يكن بها سوى حقيبة صغيرة ملئت بمضارب القولف.

التقطت واحدًا وتحركت بسرعة نحو النافذة، فلعلي اتمكن من الهروب من هنا وطلب النجدة من الجيران.

ازحت الستارة عن النافذة وقبل أن أفتحها، تسمرت بدهشة وأنا أنظر للمتسول الذي حاول قتلي ينظر للمنزل بملامح مرتبكة.

أعدت الستارة مجددًا إلى مكانها وأنا أضغط على فمي بقوة خشية إصدار صوت فشهقات بكائي أخذت تزداد.

لا بأس سيكون كل شيءٍ على ما يرام، كل ما سأفعله هو الهدوء وحسب، سبق وقد تعرضت لموقفٍ مشابه وتمكنت من النجاة بمفردي والآن ايفان برفقتي ولن يحدث شيء.

حركت كتفاي فزعًا عندما سمعت صوت ارتطامٍ قويٍ بالأرض وصوت صراخ رجلٍ ما.

يا الهي ايفان.

تحركت بسرعة نحو الباب ودون أن أفكر قمت بفتحه وخرجت من الغرفة.

كان ايفان يصارع رجلًا ضخم الجثة يحمل بين يديه سكينًا يحاول إصابة ايفان به.
دفعه ايفان نحو الحائط، وظل يلكم جانب معدته بشكلٍ متتالي وهو يمسك بيده التي تحمل السكين عاليًا.

سارع الرجل يوجه لكماتٍ لوجه ايفان وهو يصرخ بغضب: يا ابن العاهرة أتظن أننا سنجعلك تنعم بمالنا بعد كل هذه السنوات؟..

حاول غرس السكين في وجهه، فصرخت بقوة محذرتًا إياه وقام هو بإمالة ذراعه وجعله يغرس السكين في الحائط.

دفعه ايفان من بعد ذلك وابتعد الاثنان عن بعضهما مسافةً كافية انتبه الرجل صاحب الوشم الكبير في ذراعه لوجودي.

ابتسم بسخرية وهو يوجه السكين نحو ايفان ويتوجه نحوي: هذه الجميلة خطيبتك أليس كذلك، سبق ورأيتها تزور عمي من قبل.

تمسكت بالمضرب بقوة وأنا أنظر لايفان الذي رمقني بغيظ، وبصق بعض الدماء من فمه.

ــــ لا علاقة لك بها، أتركها تذهب وسأمنحك ما تريد.

انتقلت عيناي بسرعة إلى الهاتف الخلوي الذي وضع على رخامة المطبخ التحضيري أمامي.
تحركت بهدوءٍ نحوه ولكن توقفت برعب وشهقت بفزع حينما رأيت رجلًا طويلًا ممتدًا على الأرض أمام الدرج واجزاء من علبة الشطرنج تناثرت حوله.

كما أن الوغد الذي أمامي سارع يقترب مني ويقول: حركة أخرى وأقسم أن أصوب هذا السكين على قلبك..

عاد ليمنح ايفان الذي يقبض على فكه بغضب اهتمامه وعلق ساخرًا: هنالك حقًا من ينتظر انتهائي منك ليدخل ويبطش بها، لذا خيار تركها تخرج ليس صائبًا يا ابن عمي العزيز.

ـــ أيها الأحمق اللعين أتظنني سأخشى منك وأنت قادمٌ لتهديدنا بسكين خضار.

قلت بهدف استفزازه وحسب،  ولم أكن أعلم أنني فعلت فقد رفع حاجبه بتهكم وقال: للآسف سرقة خطيبك المباغتة لنا لم توفر لي الوقت للحصول على مسدسٍ بترخيص، كنت سأسعد بتفجير مؤخرتكما به.

التفت لايفان من بعد ذلك وقال ببساطة: كما ترى أنا لست بمفردي هنا، وإن لم تمت أنت فستموت فتاتك المثيرة لذا وقع على تنازل وصايتك على عمي لي.

مسح ايفان الدماء التي تسيل من شفتيه وعلق ببرود: وإن لم أوقع ماذا ستفعل؟..

ــــ ببساطة اقتلها، واقتلك.

رفع الآخر حاجبيه وابتسم بخفوت: هل أخبرك أحدهم من قبل أنك فاشلٌ في التهديد والاقتحام وبكافة امور الكبار التي لا تليق بك؟..

قطب الآخر حاجبيه بغضب بينما توسلت ايفان أن يتوقف عن استفزازه بعيناي.

ــــ أنت حتى لا تمسك بالسكين بطريقة صحيحة وتريد قتلي به.

ــــ وقع أيها السافل قبل أن أجبرك على فعل ذلك بنفسي.

ــــ ايفان وقع ارجوك.

رمقني ايفان بحدة، وسارع يمنح بصره لابن عمه وقال: أنظر جيرمي، تبدو بائسًا، لا تمتلك فلسًا واحدًا في حسابك، ولا بأس لدي بمنحك بعض المال بغرض المساعدة، مقابل أن تغرب وجهك أنت والجرو الذي جلبته معك.

قهقه المدعو بجيرمي بريبة ونظر لي: ابن العاهرة يجيد القاء النكت، أيها السافل من أخبرك أنني انتظر صدقةً منك، وقع على الورقة الآن.

أنهى كلامه وهو يندفع مجددًا بغضبٍ نحو ايفان.
صرخت بقوة عندما ظل يلوح بالسكين أمامه يحاول إصابته بينما الآخر يتفادى بصعوبة مرور السكين على جسده
حتى ان ذراعيه ومكنبه الأيسر خُدشا من السكين.

حاول غرسه في كتفه، ولكن ايفان أمسك بذراعه يمنعه من ذلك وأنخفض وركل معدته بقوة جعلته يتراجع وقام ايفان بثني يده الممسكة بالسكين ليقع بجانب رأس الرجل المغشي عليه.

شعرت ببعض الاطمئنان عندما وقع السكين من يده، وبدأ الاثنان يتبادلان الضربات بالأيدي.

أسرعت نحو الهاتف وبمعجزة تمكنت من الاتصال بالطوارئ.
كنت ارتجف وأنا أرى الوغد جيرمي يعتلي ايفان ويلكمه بقوة.

تركت الهاتف من يدي، وركضت نحوه وبأقصى قوةٍ امتلكها ضربت وجهه بالمضرب الذي بين يداي.

وتراجعت بخوفٍ حين وقع على الأرض وتورم أنفه وعيناه على الفور.
أنحنيت بسرعة بالقرب من ايفان وساعدته على النهوض وأنا أقول بتوتر: إنهض لنهرب.

ــــ ألم أطلب منكِ البقاء في الغرفة.

قال بحدة من بين أسنانه وهو ينهض بصعوبة.
بصق الدماء من فمه وأجفل كلانا حينما تمسك الوغد بشعري وسحبني بقوة حتى وقعت أرضًا بقربه.

تحرك ايفان بسرعة نحوه، وركل رأسه بقوة حتى ظننت أنه قتله.
ولكنه لم يمت بعد فقد تأوه بألمٍ عندما داس ايفان على وجهه بقدمه حتى سمعت صوت أسنانه تتحطم وهو يقول بحقد: ضع عقلًا برأسك قبل أن تفكر مجددًا في القدوم للنيل مني.

نظرت للرجلان الطريحان أرضًا برعب وتحركت وراءه التصق به عندما قال: هل اتصلتي بالشرطة؟..

ــــ هاتفي ليس معي.

رمقني بغيظ ثم أمسك بيدي وجرني وراءه نحو باب المنزل.
كنت اراقبهما برعب عندما تكفل هو بالاتصال بالشرطة ومنحهما معلوماتٍ كاملة عن مكاننا.

أغلق الهاتف وقال: بسرعة لنخرج قبل أن يستيقظ أحدهما.

تحركت معه بخوف ولكنه سارع يتوقف ويتوجه نحوهما مجددًا: اللعنة كدت انسى أين ورقة التنازل التي كانت معه؟..

ــــ ايفان توقف ودعنا نخرج من هنا.

تجاهلني، وهو يبحث عنها بينهما وما كنت أخشى حدوثه قد وقع.
فقد سارع الشخص الذي كان مغشي الوعي عليه،  يستيقظ بشكلٍ مباغت ويغرس السكين في ساق ايفان.

صرخ ايفان بقوة كما فعلت أنا ومن فوره وقع أرضًا.

اعتلاه الرجل الآخر على الفور، ولم اتمكن من تصديق عيناي مما حدث للتو.

كانت ومضة عابرة توقفت لبرهة أحاول استيعاب وقع حدوثها، من المستحيل أن يكون ما شاهدته حقيقة.

وقعت أرضـًا وأنا أراه يسحب السكين من جانب صدره الأيمن ويهتف بحنق: هذه جزاتك على سرقتنا أيها الوغد السافل.

ــــ قتلته لقد قتلته..

صرخت وأنا أبكي بانيهار وأحاول الزحف نحوه.

كان قد توجه هو بسرعة نحو رفيقه وسارع يجره بعد أن قال: لن انشغل بك الآن فهناك من سيفعل.

لم أسمعه بشكلٍ جيد ولم يكن عقلي مهيئًا لسماعه من الأساس.

كلما فعلته هو الزحف حتى وصلت لايفان فلم تسعفني قدماي على الحركة.

رفعت رأسه إلى حجري وانفلتت شهقات البكاء بسرعة مني.

كان هنالك جزءٌ ضئيلٌ من الاطمئنان تملكني حينما رأيت أنه لا يزال على قيد الحياة يضغط على جرح صدره بقوة.

ــــ ايفان ايفان يا الهي ما الذي فعله لك.

تمكن بصعوبة من التحدث من بين انفاسه الثقيلة: بسرعة اركضي إلى الطابق الثاني وأغلقي على نفسك باب أي غرفةٍ تقابلك بسرعة..

ــــ لا لن اتركك ستموت إن فعلت.

حاول دفعي لأصعد ولكنني أسرعت أهتف ببكاء: تمهل تمهل سأسفعك شاهدت ذلك من قبل،سأسعفك بسرعة انت لن تموت وتتركني لن تفعل.

ــــ كلوديا اللعنة وفري الوقت واركضي إلى الأعلى.

صرخ بي بغضب رغم تشنج ملامحه بألمٍ وثقل انفاسه.

تضاعفت شهقات بكائي وأنا أحيط وجنتيه بيدي: لن أتركك ستموت إن تركتك، يا الهي ارجوك لا تفعل ذلك بي لا تتركنِ.

بدأ الشحوب يتمكن من وجهه وقد كان عاجزًا عن أخذ أنفاسه بسهولة فقد بدأت تصبح منعدمة تقريبًا.

كانت الدماء تندفع من صدره وقدمه لا أظنه سينجو إن لم يتوقف النزيف بسرعة، أسرعت أنزع معطفي ونزعت كنزتي إيضًا، وربطت بها قدمه بأقصى قوةٍ كان يمتلكها جسدي الواهن.

ــــ أنا أسفة كله بسببي أنا أسفة، ايفان أرجوك لا تتركنِ.

ــــ كلوديا سيأتي ليقتلك أيضًا اهربي أرجوكِ سأكون بخير لا تقلقِ.

تزامنًا مع انهاءه لحديثه احتل الشحوب وجهه بالكامل وإزرقت شفتيه واطراف أصابعه.

كان كاذبًا عندما أخبرني أنه سيكون بخير فهاهو ذا يغمض عيناه فاقدًا لوعيه أو ربما فاقدًا حياته لا أعلم.

فلم يسمح لي الظل الذي توقف أمامي بتفقده أو حتى اكمال مساعدته.

...

#يتبع...

اعتذر عن الأخطاء..

رأيكم بالبارت؟..

Continue Reading

You'll Also Like

2.8M 85.6K 59
قصة رومانسية بقلمي ملك إبراهيم
7.9M 166K 110
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" التي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...
23.1K 421 32
: فرح بنوته جميله ف ثالثه ثانوى تؤمن بالحب ولم تقابله حتى الان. احمد شاب وسيم مدرس انجلش تخرج من سنه لايؤمن بالحب لايحب دلع البنات .غاده زميله فرح وه...
128K 12.8K 19
-مكتملة- [ عقدت حاجبي بغيظ وزممت شفتي معًا حينما إلتقت عينانا بينما كان هو مبتسمًا بإتساع. إقترب مني وأنا لا أزال واقفة في أعلى عتبة لدرجات العربة،...