الفصل الثاني عشر

2.7K 191 67
                                    


التعبير الأبله الذي ارتسم على وجهي أظنه كان كفيلًا بجعله يغير رأيه هذا.

أطلت النظر إليه بينما كان هو شديد الهدوء، وكأن ما تفوه به قبل قليل حديثٌ عابر لا يعتمد على مستقبل حياته.

تخللت يدي غرتي بريبة ثم قلت: لا أظن أن المزاح وصنع المقالب من شيمك، فأنت تبدو أكثر جدية من عرضك المتهور هذا قبل قليل.

ابتسم بهدوء وقال: أين التهور في عرضي؟..

ظهرت تعابير الخوف على وجهي عندما قلت برعب: حقًا تطلب مني الزواج وأنت بالكاد تعرفني؟..

أخرج علبة الدخان من سترته الجلدية وقال بكل بساطة: فكرت كثيرًا قبل أن أقدم على هذا العرض الذي نعته بالتهور لتوك، وأعلم جيدًا عواقب هذا العرض ولا أنتظر إجابةً منك في الوقت الحالي فكري وخذي وقتك بالتفكير وإن رغبتِ في فترة تعارف مطولة قبل الإرتباط بشكلٍ رسمي فأنا لا أمانع.

تبادر في ذهني محاولات مارثا للفت انتباهي نحوه، والأمر غير المنطقي هنا، أنه لا يتصرف كما لو كان معجبًا بي، كيف يدعي الآن ذلك ويطلب الزواج مني؟..

نظفت حلقي بشيءٍ من التوتر وقلت بتلعثم: لا أدرِ لماذا لستُ بقادرة على تصديقك.

ارتفعت زاوية فمه في ابتسامة امتزجت مع مكر عيناه عندما حشر السيجارة بين شفتيه وقام بإشعالها وهو يقول: يخبرني البعض أنني كاذبٌ محترف في بعض الأحيان يؤسفني أنكِ لم تصدقينِ.

ـــ حقًا أكنت تسخر مني؟..

قلت بحقد فنفث هو الدخان وقال بضجر: شيءٌ من هذا القبيل، أو ربما فعلت عندما أخبرتك أنني معجبٌ بك، جديًا أنتِ لستِ فتاةً يمكنها أن تجعلني أفكر بها، وحاولت كثيرًا في الأيام السابقة التمثيل والتظاهر أنني معجبٌ بك ولكنك كنتِ تنجحين في إفشال محاولاتي هذه فتصرفاتك كانت مزعجة للغاية بالنسبة لي.

حسنًا أنا غاضبة، أنا حقًا غاضبة كاللهيب الآن، ولا أستبعد أن اقوم بقتله، ولكن محاولاتي لفعل ذلك ستجعله يظن أنني كنت افكر بتصرفاته اللطيفة كالحمقاء.
لذلك قلت متظاهرة بالكبرياء: اطمئن لم انتبه لتصرفاتك الغبية هذه من الأساس.

ـــ اوه حقًا !.. تعابير وجهك المغتاظة الآن تحكي قصة أخرى.

سخر وهو يزيح رماد سيجارته داخل علبة الصودا، فشتمته بحقد ليتسع مبسه ويقهقه بخفوت، ثم يقول: حسنًا حسنًا، أنا لستُ معجبًا بك، ولكن عرضي به شيءٌ من الجدية.

ـــ مزحة أخرى يا ثقيل الظل وأقسم أنني لن اتردد في تهشيم رأسك.

قلت بغضب ثم ارتشفت، ربع علبة الصودا، بينما لم يتنحَ المبسم المستمتع على ملامحي المغتاظة من وجهه وقال: حسنًا لن أمزح مجددًا رغم أن رؤية تعابيرك الغاضبة يبدو أمرًا ممتعًا بالنسبة لي، المهم الآن عرضي يتلخص في الأتي أن يرتبط كلانا لفترة قصيرة، تضمنين بها عدم تطرق دين للإنتقام منك ومن شقيقك.

بنصف القلبWhere stories live. Discover now