الفصل السابع عشر.

2.4K 177 54
                                    

ذكر..
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.
استغفر الله العظيم واتوب إليه.

......

لا أدرِ لماذا شعرت بألمٍ يقبض صدري في تلك اللحظة.
وكأنني خفت من أمرٍ ما رفضت الإعتراف به لنفسي قبل أن أسألها عنه.
وقفت أراقبها لعدة لحظات حتى مسحت دموعها وارادت التحرك للذهاب.

لاحظتني فور أن رفعت بصرها، فابتسمت بهدوءٍ لي وارادت إكمال طريقها، ولكنني أسرعت أقول: هل أنتِ بخير؟..
تنهدت باضطراب وبللت شفتيها وهي تحاول القول بابتسامة لطيفة: أنا بخير، جلبت فقط بعض القهوة إلى ايفان ولكنه هتف بي بغضب وطردني من مكتبه.

أطلقت نفسًا كنت قد كتمته وقلت وأنا اتصنع الدهشة: ايفان لما قد يطردك؟..

مسحت دمعة فرت من عينها اليسرى وقالت قاطبة بضيق: لا أدرِ يمكنكِ سؤاله بنفسك، ارجو المعذرة شكرًا على اهتمامك.

ثم تحركت بخطواتٍ سريعة.
نظرت إلى جسدها وهو يبتعد عني بقليلٍ من الشك.
ايفان ليس من النوع الذي يفقد أعصابه بسهولة، وعند خروجه من الشرفة لم يكن غاضبًا أيضًا.

التفت أنظر إلى الباب بريبة ودفعته لأدخل، أول شيءٍ لاحظته فور دخولي هو كوب القهوة الأزرق المسكوب والمتحطم على الأرض.

توجهت عيناي تدريجيًا نحو ايفان القابع خلف مكتبه، كان كعادته التي لاحظتها عندما يغضب يحاول بقدر الإمكان أن لا يظهر ذلك حتى مع نفسه.
عيناه كانتا تنظران إلى الفنجان بهدوء، وملامح وجهه محمرة بالكامل، كما أنني لاحظت ارتفاع وتيرة انفاسه.

لم يتحدث رغم علمي أن لاحظ وجودي فلذلك فعلت أنا قائلة بتوتر: جلبت لك القداحة.

وجه بصره نحوي ببطء ولم يتحدث، فتقدمت بهدوء ووضعتها أمامه.

أخذها فور أن وضعتها وأخرج سيجارة من العلبة البيضاء التي كانت أمامه وحشرها بين شفتيه وأعاد القداحة لي وهو يقول: أعيديها وأغلقِ الباب وراءك

إن لم يكن غاضب لحرقت مقدمة جبينه بها، لذلك حافظت على غيظي من تسلطه لنفسي وخرجت متجاهلة اغلاق الباب لوقاحته معي.

صفع الباب ورائي بعد أن خطوت خطوتان؛ بقوة قادتني للركض بسرعة، فقد ظننت بغباء أنه سيخرج ويقتلني على تجاهلي له.
راقبت الباب بعد برهة من الزمن بقلق، ثم حركت كتفاي بلا مبالاة وعدت إلى المطبخ.

قابلني فور دخولي الطباخ السمين الغاضب فرفعت يداي عاليًا باستسلام وقلت: عليك الغضب من ايفان لا مني هو من يجبرني على سرقتها.

بنصف القلبWhere stories live. Discover now