الفصل التاسع

2.7K 199 68
                                    

الزهور رغم جمالها وزكاوة عبيرها ولكنني لم أحبذها يومًا.

اتساءل حقًا كيف تسعد الفتيات عندما تهدى باقة ورود؟.. وفكرت كيف سأمثل السعادة أمام حبيبي المستقبلي أن قام بإهدائي واحدة.

كنت أجلس عند حوضٍ رخامي في الحديقة مليءٍ بالأزهار أمام المنزل وبين يدي رواية ما قامت عمتي سكارليت بإلإقتراح علي لقراءتها.

لستُ من محبين القراءة وقبلت الأخذ بإقتراحها لكي لا احرجها فوضعتها جانبًا وتأففت بملل.

منذ أن حدثني أيفان عن ذاك المدعو بدين وأنا بالكاد اتمكن من امساك نفسي عن الصراخ في وجه الجميع.

العديد من الشكوك بدأت تراودني أحدها أن عائلة أبي هذه تحاول المتاجرة بي وتنوي اجباري على الزواج من ذلك المدعو بدين.
حدسي يخبرني أنه رجل أعمالٍ في الخمسين من عمره عائلتي تدين له ببعض الأموال.
ومحادثة مارثا عن اقناعي بالتفكير بأيفان لم تكن سوى تشتيتٍ لي.

شحب وجهي برعب وأنا اتخيل أن هذه الظنون تصبح حقيقة، وأنهم سيقومون بإحتجازي إن اظهرت مقاومة ورفضٍ قاطع على هذا الزواج.

ـــ تبًا عليك التفكير في خطةٍ من للهرب من هنا، كيف صدقتهم منذ البداية وقبلت بالعيش معهم أنا وأخي الصغير؟..

شعرت أنني على وشك البكاء ثم ركلت الأرض بقدمي بحنق وشعرت حينها بحركة ورائي.
التفت فوجدت لوك كان يبدو أنه كان يود اخافتي ولكنه اخطئ عندما داس على غصنٍ ما كنت احاول العبث بالتربة به.

زفر بملل وقال وهو يتقدم ليجلس بجانبي: ماذا تحاولين النوم هنا أيضًا؟..

لم أجبه، واكتفيت بتقليده من غير صوتٍ بملل ونظرت أمامي بإنزعاج.

ــــ ما خطبك تبدين منزعجة من أمرٍ ما؟..

ـــ لستُ منزعجة أريد البقاء بمفردي وحسب.

تظاهر بالدهشة وقال: يا للوقاحة أتقومين بطردي الآن؟..

نظرت إلى زرقاوتيه وقلت بحنق: إن كنت لا تمانع أجل أقوم بطردك.

تبسم بهدوء ثم مال رأسه جانبًا اتجاهي وضرب جبيني بيده وقال: إن كنت لا أمانع !.. طردٌ بطريقة مهذبة لم يسبق لي أن رأيتها من قبل، مثيرٌ للإهتمام.

تأوهت بخفوت وأنا أحك جبيني بألم وشتمته بحده ليقهقه باستمتاع ثم يقطف وردة بيضاء ويناولها لي: حسنًا أعلم أن الفتيات تحب الورود لذا تفضلي هذه لربما تكون كفيلة بإسعادك.

ــــ أكره الورود، احتفظ بها لنفسك.

دفعتها بملل فقطب بريبة وقال: أنتِ منزعجة حتمًا، جديًا ما خطبك كلوديا؟..

تنفست أحاول تمالك أعصابي وقلت: لما لا تسأل نفسك وعائلتك عن خطبي؟..

ظهرت الجدية على ملامح وجهه وقال وهو ينهض من مكانه: ماذا تقصدين؟.. هل أزعجك أحدٌ ما؟.. يمك...

بنصف القلبWhere stories live. Discover now