بنصف القلب

By R-yana_20

144K 9.7K 4.3K

.... ماهو شعور كلوديا، عندما تتفاجئ بعد مرور سنواتٍ على وفاة والدها برغبة عائلته؛ في التكفل برعايتها هي وشقيق... More

.الفصل الأول.
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن..
الفصل التاسع
الفصل العاشر
.. الفصل الحادي عشر..
الفصل الثاني عشر
. الفصل الثالث عشر.
.الفصل الرابع عشر.
.الفصل الخامس عشر.
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر.
..الفصل الثامن عشر..
.. الفصل التاسع عشر..
الفصل العشرون.
..الفصل الواحد والعشرون..
..الفصل الثاني والعشرون..
|الفصل الثالث والعشرون|
{الفصل الرابع والعشرون}
﴿الفصل الخامس والعشرون﴾
{الفصل السابع والعشرون}
(الفصل الثامن والعشرون..)
|الفصل التاسع والعشرون|
|الفصل الثلاثون|
[الفصل الواحد والثلاثون]
«الفصل الثاني والثلاثون»
«الفصل الثالث والثلاثون»
{الفصل الرابع والثلاثون}
✦الفصل الخامس والثلاثون✦
|الفصل السادس والثلاثون|
{الفصل السابع والثلاثون}
﴿الفصل الثامن والثلاثون﴾
{الفصل التاسع والثلاثون}
«الفصل الأربعون ما قبل الآخير»
الفصل الواحد والأربعون والآخير.
Note
احداث اضافية الفصل الأول.
احداث اضافية الفصل الثاني
احداث إضافية الفصل الثالث
احداث اضافية الفصل الرابع
﴿أحداث إضافية الفصل الآخير﴾

﴿الفصل السادس والعشرون﴾

2.5K 197 158
By R-yana_20

سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.
سبحان الله،  والحمدلله، ولا إله إلا الله،  والله أكبر.

استغفر الله العظيم وأتوب إليه.

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. 🌿🌿🌿

.......................
قراءة  ممتعة ولطفًا منكم لا تنسوا التصويت.. 🤍🤍

التاسعة صباحـًا.
حيثما تجتمع العائلة حول الإفطار، وكل واحدٍ منهم يحمل افكارًا مختلفة عن الآخر ولكن جميعنا تشاركنا تعابير الملل.

باستثناء بيتر وجدي فهما الوحيدان اللذان يثرثران بحماس عن النشاطات العيد في منزل الجبل.

ـــــ لوك لا يمكنك النوم على طاولة الإفطار.

تذمرت عمتي سكارليت التي ينام لوك على كتفها وبفمه قطعة كرواسون لم يمضغها
رمقه دين بانزعاج: فقط أغلقي له فمه أريد تناول طعامي دون تقزز.

تحدث هانتر وهو ينظر له بامتعاض: توقف عن النظر له وسيحل الأمر.

ـــــ حقًا جميع اطفال هذه العائلة يحتاجون للتربية من جديد.

اغتاظ هانتر من حديث دين وسارع يقول لجدي: ارثر أنظر لحفيدك أنا أصمت هنا من أجلك وحسب.

تنهد جدي بقلة حيلة وتجاهل حديثهما بينما تمتم دين بكلمتي اطفال اليوم ورمق هانتر بمبسمٍ مستفز لم يتنحَ حتى طلبت منه بريندا التوقف عن ازعاجه.

طرق باب الغرفة بهدوء فانتفض قلبي لعلمي بصاحب هذه الطرقات.
كانت خطواته سريعة للغاية وألقى تحية الصباح بوجهٍ مقتضب وبنبرة حادة.

جلس بالقرب من هانتر متجاهلًا مقعده بقربي وسارع يطلب القهوة من الخدم من دون أن يلقي بنظرة خاطفة على أي أحدٍ منا.
ازدردت ريقي بتوتر فهو على هذا الحال، منذ اسبوعٌ تقريباً يتجنبني بالكامل وإن صادف وتلاقت أبصارنا يلقي علي بنظرة مشمئزة وحاقدة.

لم يفتنِ أيضًا في الأيام السابقة تبادله للنظرات مع بريندا، كما أنهما في تلك الليلة المشؤومة لم يعودا للمنزل وقالت بريندا أنها قضت ليلتها في منزل عائلتها وأصيبت هناك بسبب اصطدامها بحافة النافذة.

كنت بدوري اتجنب التعامل معهما ومع الجميع تقريبًا وكل ما كنت أفعله هو الذهاب للمدرسة ثم العودة والتنزه ببيتر في المدينة.

ــــ أنت تعلم أن الاستيقاظ مبكرًا بمزاجٍ عكر سيؤثر سلبًا على صحتك النفسية.

علق هانتر وهو يرتشف عصير البرتقال فترك الآخر قهوته مصدرة صوتًا قويًا على الطاولة وقال مبتسمًا: وأعلم أيضًا أن لكم وجه مزعجٍ ما في الصباح سيحسن من صحتي النفسية.

أومأ شقيقه له: رائع يوجد الكثير من المزعجين هنا، أبدأ بمن تحب.

شتمه بصوتٍ خافت وعاد ليتناول طعامه بغضب.
استرقت نظرة لبريندا كانت تنظر له ببعض القلق، ودين يمنحها تركزيه ويبدل بصره بينهما بنظرة باردة.

ربما دين غبيٌ آخر في قصتي والوغد هنا هو ايفان منذ البداية.
نظف جدي حلقه وقال: إذن هل جهزتم انفسكم للذهاب لمنزل الجبل؟..

نهض لوك من نومه بسرعة وبدأ في مضغ ما بفمه وهو يستفسر: ماذا سنسافر متى؟..

ضحكت عليه، هو وهانتر الذي ردد بحماس: يا الهي أنت الجد الأروع في الوجود، بالطبع لقد جهزت نفسي وإن  اردت الخروج الآن فأنا مستعد.

ــــ أبي لا يزال الوقت مبكرًا على الذهاب إل...

اعترض بيتر ولوك وهانتر في الآن نفسه مقاطعين حديث عمتي سكارليت.

تنهدت الأخرى بقلة حيلة وقالت: طالما أن بيتر يريد الذهاب فأنا مستعدة.

ابتسم أخي بحماس ونظر لجدي: متى سنذهب؟.

قهقه جدي بخفة وهو يشاكس شعره: غدًا، وإن واجهت عائلة عمتك بيترا إشكالًا في السفر غدًا فسنذهب بعد يومان.

ـــــ دعك منهم فلا داعِ لوجودهم سنذهب غدًا وانتهى الأمر.

قال هانتر بحماس وبخه جدي عليه، بينما ترددت قليلًا في الحديث.
لا يمكنن ترك المدرسة في منتصف الأسبوع.

ليس وكأن جون المسكين سيعارض، ولكنني أشعر بالخجل منه، يكفي أنني أجلت العمل لاسبوعان في وقت اصابتي.

عبثت قليلًا بصحن الرقائق وقلت بصوتٍ خافت: لا يمكننِ مرافقتكم، لدي عملٌ لا يمكننِ تركه.

أجابني لوك على الفور: حسنًا لا تفعلِ ولكن لا تفسدِ علينا الذهاب.

يا له من وقح.
دحرجت عيناي بعيدًا عنه ومنحتها لجدي الذي قال: متى يمكنك مرافقتنا؟..

ـــ العطلة ستبدأ مطلع الأسبوع القادم، لذا يمكنني الذهاب معكم في نهاية ال...

ــــ بحق السماء أنا لن انتظر حتى الجمعة المقبلة، لقد حسم الأمر أنتِ لن تذهبِ معنا.

تذمر هانتر بانزعاج، فقلت بملل: لا بأس لدي بعدم مرافقتكم يمكنني البقاء هنا حتى نهاية الأسبوع وحينها سأذهب لكم بمفردي.

اعترض جدي بشدة وأخذ يقول أنه لن يسمح لي بالبقاء بمفردي هنا فهو سيصرف الخدم أيضًا.

ــــ سأقتلك إن لم نذهب غدًا.

هدد هانتر وهو ينظر لي بغيظ، فضحكت بخفة على تفكيره، بيتر بذاته لم يتذمر واقترح بكل لطف بقاءه برفقتي حتى انتهي من عملي ولكن جدي اعترض على فكرة بقائنا بمفردنا هنا.

ــــ ولكن يا جدي لقد قضت حياتها بمفردها هي وشقيقها الصغير لن يحدث لها شيءٌ إن بقت لثلاثة أيامٍ هنا.

جاء دور لوك للتذمر فوبخه جدي وهو يقول: تريد مني تركها بمفردها بعدما حاول ذاك المجرم الملعون قتلها؟..

ـــ يمكنني تدبر أمري لا داعِ لتهويل الأمر.

تنهد وهو ينظر لايفان: وماذا عن جدولك يا ايفان؟..

أجابه دون أن يرفع عيناه عن طبقه: لدي عملٌ هناك، ولا بأس لدي بالذهاب غدًا.

تحدث جدي وهو يبدل بصره بيننا: عليك التصرف يا كلوديا فجميعنا موافقون على الذهاب غدًا.

ـــــ لن تغلق الطرق إن انتظرتموني لثلاثة أيام.

ــــ بلى ستفعل، أصمتي أنتِ ولا تؤثري على عقل جدي لقد اتفقنا أن نذهب غدًا وسأخرج الآن لشراء التسالي للرحلة.

قال لوك بحماس فطلب كلًا من عمتي سكارليت وهانتر مرافقته لشراء التسالي أيضًا.
هذا ليس عدلًا أريد الذهاب معهم.

ـــ هذه تسمى خيانة كيف تسافرون من دوني بحق السماء؟..

عاد كلٌ من لوك وهانتر لتوبيخي، ولا اظنهما قد يمانعان قتلي وإخفاء جثتي بعيدًا عن الجميع لكي لا أحول بينهم وبين هذا السفر.

تحدثت بريندا وهي تنحني للأمام ليتسنى لها رؤيتي: لما لا تأخذين إجازة؟..

ــــ لقد اتفقنا هي لن تذهب معنا.

قال لوك وهو يرمقها بانزعاج، وقد كنت ممتنةً له فأنا حقًا لا أريد التعامل معها، بينما هي لا تكف عن ازعاجي.

نهضت من مكاني وأنا أنظر لهانتر ولوك بغيظ فقد كان الاثنان يبتسمان في وجهي بخبث: لما تبدوان سعيدين بعدم ذهابي معكم؟..

ــــ لن نذهب من دونك عليكِ أخذ إجازة اليوم كما اقترحت بريندا وحسم الأمر.

سأشعر بالخجل حقًا من طلبها من جون، امتعض وجهي عندما علق دين ساخرًا وهو يرمقني باستخفاف: لا بأس لا داعِ للقلق من رفض مديرك فأنا واثقٌ أنه سيوافق على إجازتك.

تحركت بعيدًا متجاهلة سماع ما تبقى من حديثه، واكتفيت بالنظر له بحنقٍ وحسب، فقد تأخرت عن العمل وإن بدأت الشجار معه فأنا لن أتوقف حقًا..

........

وصلت إلى المدرسة وأنا أشعر ببعض الراحة فأنا حقًا بدأت أفضل العمل عن المنزل
كما أن اليوم سأعزف بعض مقطوعات عيد الميلاد للأطفال وأشعر بالحماس لتعليمهم إياها.

دخلت المدرسة وأنا أنفض الثلج عن معطفي، وقطبت باستغراب وأنا أرى سيدة ما توبخ جون ويبدو على المسكين التوتر.

ـــــ من فضلك يا سيد أعد لي القسط الذي دفعته من دون إطالة نقاش، فأنا لن أقبل أن يتعلم ابني الموسيقى على يد مجنونة ما.

انقبض قلبي من حديثها ومن النظرة المرتبكة التي وجهها جون لي.
ناولها هو مغلفًا صغيرًا بني واعتذر منها بهدوء فخرجت هي منفعلة من المدرسة وقد كنت شاكرة لأنها لم تلاحظ وجودي.

تضاعفت ضربات قلبي المضطربة، ورغم البرد القارس المحيط بي؛ ولكنني شعرت بحرارة مزعجة في جسدي الذي بدأ ينتفض من التوتر.

تقدم جون مني وعلى وجهه تعابيرٌ حزينة وقال: لقد ترك ثلاثة اطفالٍ المدرسة اليوم.

أومأت دون القدرة على التحدث، فأعقب هو: لا أعلم حقًا من وراء ذلك؛ ولكن كلوديا هل حقًا والداك كانا مجرمين؟..

ــــ ألهذا السبب يتم سحب ملفات الاطفال من هنا؟..

ــــ لا أدرِ حقًا كيف انتشرت شائعة كهذه بين أولياء الأمور، فجميعهم أخبروني أنكِ واعتذر حقًا عن ذلك تعانين من اضطراباتٍ نفسية بسبب ترعرعك مع مجرمان، أرجوكِ كلوديا إشرحي لي.

ليس الآن أنا حقًا لستُ بخير، لستُ بحاجة للمزيد من الضغوطات.
عادت نبرة دين الخبيثة تزور عقلي، كان يجب لي منذ البداية أن لا أستهين به.
زفرت بتوتر: لا أدرِ حقًا بماذا سأجيبك، فأنا لم اتصور يومًا أن خلافـًا عائلي سيصل إلى مكان عملي؛ لذلك لم أفكر في إخبارك.

قطب بقلق وقال: تقصدين أن هذه الإشاعات حقيقية؟..

ــــ لا ليست كذلك بالطبع، أنت لديك شهادتي الصحية وأجريت مقابلة معي ولا شيء يثبت أنني مضطربة عقليًا، هنالك شخصٌ من عائلتي يكن مشاعر البغض لي ولوالداي، ولهذا ينشر هذا الهراء وأنا حقًا اعتذر عن المشاكل التي سببتها لك.

أنهيت حديثي وأنا ابدأ في البكاء، فتوجه هو لي وأحاطني بيده وهو يقول بهدوء: لا بأس لا داعِ للبكاء، وأيضًا لستِ مضطرة لشرح شيء؛ أنا فقط أردت معرفة مصدر الشخص الذي يشوه سمعتك لا تصديق هذا الهراء.

ـــــ اعتذر حقًا، لم أقصد أن أقحمك بمشاكلي.

ضرب كتفي بخفة: لستِ من ينبغي عليه الاعتذار، اهدئي الآن، وسنجد حلًا معًا لهذه المعضلة.

ابتعدت عنه وأنا أشعر بالإحراج الشديد منه، وأكملت نهاري وأنا اعتذر له وأشرح مشكلتي مع دين منذ البداية.

ولأنني لا أريد ظلم جون معي، انتهى بي الأمر اقنعه أن اترك العمل لفترة من الزمن، شعرت أنه يريد مني تركه لكي لا يخسر المزيد من الطلبة ولكنه محرجٌ من إخباري.
يكفيني حقًا أنه احترم موقفي ولم يتهمنِ بخداعه، بل أن المسكين كاد أن يبكي عندما أوصلني إلى المنزل وأخذ يعتذر كثيرًا مني.

وها أنا ذا أصبحت عاطلة عن العمل من جديد، وأي مكانٍ سأذهب له سيقوم دين بفعلته النكراء مجددًا، كما أنه بشهادتي هذه من الصعب أن تقبل بي أي مدرسة أخرى.

كنت أمشي في الحديقة، ولا أرغب في فعل شيء سوى النوم.
فحتى البكاء شعرت أنني لا امتلك طاقةً له، ورغم السيناريوهات التي أعددتها لقتل دين ولكنني لا أود النظر له من الأساس.

ولأنني لا أرغب في لقاء أحد فتحركت بمللٍ نحو الإسطبل، لعلي احظى ببعض السكينة بمفردي هناك.

وللآسف فعندما اقتربت منه لاحظت أن الجميع يجلسون بشرفة الكوخ باستثناء ايفان.
حاولت الابتسام قبل أن أصل إليهم فأنا لن أسمح للوغد المسمى بدين أن ينال مني بنظراته وركضت ما تبقى من مسافة حتى وصلت إليهم مبتسمة بمرح.

ــــ ما جديدكم ألا زلتم على رأيكم السابق ستسافرون غدًا؟..

لاحظت أن عائلة عمتي بيترا هنا، القيت عليها التحية فابتسمت باختصار وهي تنظر لي بتفحص ازعجني.

ـــــ لا شأن لك، نحن من سيسافر لذا لا تتدخلِ في شؤوننا.

علق هانتر الذي يمسك بقطعة شكولاتة كبيرة ضرب كفي بقوة عندما سرقت منها.
لاحظت أن لوك وبيتر وعمتي سكارليت يقومون بإخراج مجموعة كبيرة من التسالي، ويضعونها في حقائب صغيرة، تبدو رائعة حقًا لمزاجي المكتئب.

تقدمت لأخذ علبة مشروبٍ غازي تسببت في انهيار أعصاب لوك الذي أراد قتلي بسببها وهو يردد أنها للسفر وأنني لن أحظى على واحدة غدًا.

ــــ من فضلكم اخفضوا الضجة قليلًا.

تحدث أوليفير الصغير الممسك بكتابٍ ما يطالعه في ركن الشرفة بمفرده، كانت تعابيره الجامدة تشبه تعابير ايفان تمامًا، وكلاهما يحملان النظرة الباردة في عيناهما الناعستان، يبدو شديد الحزم والجدية بل أنني أشعر بالحذر من الاقتراب منه، فهو يمتلك تلك الهالة من الترفع التي تحيط بايفان.

على عكس هانتر هنا الذي لا يزال يحاول استعادة شكولاتته وسحب ظفيرتي بغيظ عندما حشوتها داخل فمي.

نظرت عمتي بيترا لابنها اوليفير وقالت: لوك عزيزي ناول اولي بعض التسالي.

احتضن لوك الأغراض صائحًا بانزعاج: بحق السماء إنها للسفر توقفوا عن أكلها.

سحبت عمتي سكارليت منه كيسان من المقرمشات وناولت واحدًا لبيتر وآخر لاوليفير وهي تردد بملل: سأضربك إن لم تتوقف عن التذمر، يمكننا شراء ما نريد من الطريق.

ـــــ عليكم مراعاة مشاعري بحق الله أنا لم أسافر منذ الشتاء الماضي دعوني أخطط لهذه الرحلة كما أريد.

إذا هو لم يسافر من العام الماضي فأنا وبيتر سنفعل لأول مرة.
نظرت لهانتر الذي توجه ليجلس على حافة كرسي اوليفير وتظاهر بالإهتمام بكتابه بينما يده تتسحب لكيس المقرمشات.

ضحكت عليه فقد فكرت فعل المثل مع بيتر عندما اقترب مني وقال: ستذهبين معنا أليس كذلك؟..

أومأت مبتسمة وأنا اعبث بخصلات شعره: لم أكن لأتركك تذهب بمفردك.

ـــــ أنا أيضًا لم أرغب في الذهاب من دونك.

ــــ لقد أخذ يتذمر طوال تسوقنا أنه لن يذهب من دونك.

اتسع مبسمي من لطفه هذا؛ الذي تبدل إلى شجارٍ وحنقٍ فوري، عندما طالبته بمنحي بعض المقرمشات.

فوجئت بيدٍ تضع على كتفي فالتفت لصاحبها، كانت بريندا تبتسم بلطفٍ لي: هل سترافقيننا حقًا؟..

ــــ بالطبع ستفعل، فيبدو أن مديرها العزيز قبل من فوره على منحها الإجازة.

علق دين الجالس بالقرب من السيد فرانك وجدي، مبتسمًا بخبث، فبادلته المبسم وأنا ابتعد عن زوجته وقلت ناظرة لعمتي سكارليت: اوه جون رائعٌ حقًا ومراعٍ للغاية، ونحن صديقين جيدين لذلك تفهم موقفي وسمح لي بأخذ عطلة لفترة مؤقتة.

وجهت بصري من بعد ذلك لدين وأنا ابتسم ببساطة، اغتاظ قليلًا من موقفي البارد وأشاح ببصره عني.

بينما لاحظت نظرات عمتي سكارليت ولوك المتفحصة لي.

ــــ كلوديا هل فعل دين شيئًا ما لكِ؟..

همست بريندا وهي ترمقني بقلق فتنهدت بعمقٍ وقلت: كما تلاحظين أنا لا أرحب بحديثك معي لذا لا تقتربِ مني مجددًا.

ابتعدت عنها قبل أن تتحدث مجددًا وكم كنت ممتنة لعمتي بيترا التي نهضت من مكانها وطلبت مني الحديث على انفراد.

تبعنا هانتر وهو يرسم الفضول على ملامحه ولكن توبيخ عمتي له أعاده إلى مكانه بامتعاض.

مشيت برفقتها قليلًا وأنا أشعر بالاستغراب من طلبها هذا، فهي نادرًا ما تتحدث معي بل ربما لم تفعل أبدًا وتكتفي بالابتسام ورد التحية وحسب.

توقف كلانا عن المشي عندما تنهدت بعمق وقالت: كيف حالك أنتِ وايفان؟..

يبدو أن سؤالها هذا يدل على معرفتها بمشاحنتي معه.

ــــ بخير..

كتفت يديها وهي تنظر لي بضيق: ولكن ابني لا يبدو بخيرًا بالنسبة لي.

بماذا سأجيبها الآن؟..
تلاعبت بخصلات شعرها الأشقر وأعقبت: المهم الآن، أنا لستُ هنا للحكم على علاقتكما؛ فأنا أعلم جيدًا أن ابني عزيزي ليس بالشخص المتهور الذي قد يتخذ قرارًا سيئًا، ومن المؤكد أنه اختاركِ لسببٍ ما أنا أجهله.

رفعت حاجبي بصدمة من حديثها الذي يحمل إهانة مبطنة لي، حقًا هذا ما كان ينقصني لتكتمل اللعنة التي نزلت على رأسي اليوم.

ــــ عذرًا ما الذي تحاولين قوله بالتحديد؟..

ابتسمت بمجاملة وهي تمسك بظفيرتي وقالت: أريد منكِ الخروج معي للتسوق وشراء بعض الملابس الجميلة للسفر، فنحن نمتلك الكثير من الأصدقاء هناك وأود أن أظهر زوجة ابني في أفضل صورةٍ لها.

لن اشتمه، أنا لن أفعل علي التريث وتذكر أنها عمتي ولا يمكننِ التواقح معها.
اللعنة هي حقًا تشبه ابنها في الوقاحة

ــــ لا داعِ لذلك سبق وقد رافقت مارثا للتسوق وخزانتي ستنفجر من كم الملابس التي ابتاعتها لي.

ــــ جيد عزيزتي، إذن اجمعي كل ما ابتاعته مارثا لك واجلبيه معك، وأرجوكِ لا تنزعجِ مني، أنتِ تعتمدين نمط الملابس البسيطة وأنا لا أريد لأحدٍ أن ينتقد خطيبة ايفان، وأنا لستُ بحاجة لتذكريك من هو ايفان.

أومأت لها بابتسامة لطيفة تخفي غلًا ارجو أن لا يكون واضحـًا لها، ثرثرت مجددًا عن مدى روعة ابنها وكأنه الرجل الوحيد في هذا العالم، بينما نظراتها ونبرتها تخبرني أنها تعلن بكل وضوح رفضها من ارتباطه بي، وكأنها تشعر أن وغدها ذاك كثيرٌ علي.

بحق السماء فوزه في مسابقات الاطفال تلك لا يعنِ أنه الأروع في الوجود.
أردت إخبارها بذلك ولكنها تبدو حقًا مستعدة على قتلي إن انتقدته، وكدت أن أقبل هاتفي الذي أعلن عن اتصالٍ ما من شخصٍ غريب.

استئذنت هي وأسرعت أجيب على هاتفي بترقب: من معي؟..

ــــ كلوديا هانكس؟..

كانت نبرة خشنة تعود لرجلٍ ما لم يسبق لي سماع صوته.

ــــ أجل من المتحدث؟..

ــــ لا يمكننِ اخبارك على الهاتف،  احتاج لرؤيتك من دون أن يعلم ايفان بذلك.

قطبت باستغراب من طلب هذا الرجل الغريب.
وأول ما بدر في ذهني هو أنه من طرف الشخص الذي حاول قتلي، لذلك أجبته باعتراض.

ــــ يا للثقة، بالطبع لن أفعل.

ــــ أتفهم موقفك، ولكن الأمر هامٌ للغاية بالنسبة لي ولخطيبك، لذا إن أمكن حقًا أن تقبلِ برؤيتي دون إخباره وسأشرح لكِ كل شيء.

تمكن الفضول مني وسارع هذا الشخص المجهول يطمئنني أن المكان الذي يريد مني لقياه به مكانٌ أمن وكل ما يريده هو التحدث وحسب.

زفرت بريبة وأنا أنظر من حولي، وقلت له: حسنًا أرسل لي العنوان، وسأكون لديك بعد قليل.

أغلقت الهاتف وأنا أشعر بالغباء من نفسي، ألم أتعظ بعد أن حاول ذاك المتسول قتلي؟..
ولكنني أعلم جيدًا أنني سأنفجر من الفضول؛ إن لم أذهب لرؤية صاحب الصوت الأجش.
بالأخص وأن الأمر يتعلق بوغد عمتي بيترا المقرف.

أعلن هاتفي عن وصول إشعارٍ ما، فلما تفحصته كان رسالة بعنوان مشفى ما من الرقم نفسه الذي إتصل بي.

يا الهي هل أقوم بحظره واتجاهله وحسب؟.. سيقتلني جدي إن علم أنني ذهبت لمقابلة شخصٍ غريب.

ــــ ليس وكأنه سيقتلني أمام المشفى.

قلت ضاحكة على نفسي ومتجاهلة أن أحدهم حاول قتلي أمام مطعم.
نظرت من حولي بتوتر جيد لا أحد منتبهٌ لي سأتسحب بسرعة من المنزل وسأعود بسرعة أيضًا.

......

نزلت من سيارة الأجرة وأنا أنظر للمشفى الكبيرة التي تدل على فخامة ورقيٍ مبالغٍ به.
يبدو أنني سأقابل شخصًا مهمًا هنا.
رغم أنني كنت أشعر ببعض القلق من عدم اتصالي بمرافقي الخاص ولكنني شعرت بالطمأنينة الآن بعد رؤيتي للمشفى.

دخلت إليها وبحثت قليلًا عن الاستقبال وقد استوعبت توًا فقط أنني لا أعلم من هو الشخص الذي أراد رؤيتي، ولا أدرِ أين مكانه من الأساس في هذه المشفى الكبيرة.

توقف ظلٌ لرجلٍ ضخم ببدلة سوداء أمامي وقال بهدوء: آنسة هانكس تفضلي معي.

ــــ أنت من أراد رؤيتي؟..

تجاهل الرجل إجابتي وتحرك أمامي حيث المصاعد، فتبعته وأنا أنظر له بريبة.
حاولت الثرثرة معه قليلًا داخل المصعد؛ ولكنه التزم الصمت حتى وصلنا للطابق الحادي عشر.

خرجنا من المصعد وهو يتحرك أمامي ويقول: أنتِ لم تخبرِ السيد ايفان أليس كذلك؟..

ــــ لن أخبرك فأنت مستفزٌ للغاية، وتجاهلت إجابتي في المصعد.

توقف عن السير أمام غرفة ما وفتح بابها لي وهو يشير بيده للدخول.

رمقته بغيظ فدخلت وسارع هو يغلق الباب ورائي، أجفلت قليلًا من حركته هذه وتحركت في الغرفة متجاوزة ممر الدخول.

استغربت قليلًا عندما وجدت رجلًا بشعرٍ اسود تخلله الشيب في سالفيه. مستلقي على السرير ويطالع النافذة بإرهاق.

بدى مألوفًا لدرجة غريبة وكأنني رأيته من قبل، بشرته البيضاء الشاحبة وحدة عيناه وتموجات خصلاته الناعمة، كل شيءٍ به بدى مألوفًا.

وجه عيناه الزمردية لي واعتدل في جلسته بصعوبة وهو يتحدث: مرحبًا بكِ، تفضلي للجلوس.

كان صاحب الصوت الأجش وشعرت من ملامحه الحادة أنه شخصٌ شديد الصرامة.
ترددت قليلًا في الجلوس، فتبسم بهدوء وقال: لا بأس أنا لا اتغدى على البشر.

تقدمت لأجلس على المقعد الذي أمام سريره وقلت بتعجب: عذرًا ولكن هل سبق ورأيتك من قبل؟..

تنهد بأسى: اعتذر عن الطريقة التي جلبتك بها كنت أود أن نلتقي في ظل ظروفٍ أفضل من هذه، أنا هيكتور كوينتين سررت بلقاءك كلوديا.

شهقت بفزع بعد سماعي لاسمه وتراجعت في جلستي إلى الوراء حتى ان المقعد تحرك قليلًا.

يا الهي والد ايفان ما الذي يريده مني؟...

ـــ أنت تمزح بكل تأكيد.

قهقه بخفة فامتزج السعال مع ضحكته وقال: هل أبدو لكِ كشخصٍ يمتلك القدرة على صنع المقالب مع شخصٍ غريب؟..

أشار لأنبوب التغدية الموصل بيده فحاولت بقدر الإمكان ترك الحماقة جانبًا ونظرت له.
إن علم ايفان أنني هنا للقاء والده سيقتلني.

ــــ عذرًا لم أقصد الانفعال، أنا فقط استنكرت من السبب الذي سيجعلك ترغب في لقائي.

ابتسم بهدوء وقال ضاحكًا: الفضول قادني لجلبك إلى هنا، كما أنه أيضًا احتاج إلى مساعدتك واتمنى حقًا أن توافقي عليها.

نظفت حلقي بتوتر ونظرت له باستغراب، سيسبب هذا الكهل المصائب لي.
كان يحمل مسحة من الغرور والكبرياء رغم الإرهاق البادي على وجهه طريقة جلوسه ورفعه لرأسه بشموخ وكأنه ملكٌ ما.

بتُ أعلم الآن من أين جلب ايفان كل ذاك الصلف.

ــــ لو رأيتنِ قبل أشهر كنت أوسم بمراحل، متأكدٌ من أنكِ ستقعين في حبي بدلًا من ايفان البشع.

انهى حديثه وهو يقهقه بمرح، امتزج مع ضحكته بعض السعال، ولم اتمكن حقًا من عدم مشاركته الضحك ووجدت نفسي أقول بعد ذلك: في هذه أنت محق، تبدو أوسم من ايفان.

ظل المبسم المرح على ثغره وضيق عيناه بالقليل من الحزن، تنهد بعمقٍ وقال: كيف حاله؟..

ــــ بخير...

ــــ حاولت التواصل معه ولكنه وقحٌ للغاية، لقد رفض الإجابة على اتصالاتي وطرد كل شخصٍ يأتي له من طرفي، يجعلني أشعر أنني شخصٌ تافهٌ في نظره وأن لقائي به لا يتضمن قائمة اهتمامته.

بللت شفتاي ببعض الخجل فضحك هو مجددًا: سأحرص على قرص أذنه عندما التقي به، علي تذكيره أن هيكتور كوينتين ليس بالأحمق الذي سيقبل أن يسلبه ابنه كل شيء.

ابتسمت له وقلت بأسف: اعتذر نيابتًا عنه.

سعل قليلًا وهو يحاول الوصول إلى قارورة الماء فأسرعت أناولها له وبعد أن رطب حلقه تمتم بأسى: أخبرتك أنني لستُ الأحمق الذي سيقبل الهزيمة على يديّ ذاك الفتى.

أعقب ضاحكًا: أو ربما أنا كذلك، فقد جلبتك إلى هنا لأحاول التفاوض مع صغيري المدلل من خلالك.

التفاوض ومن خلالي مع ايفان؟.. يبدو أن هذا الرجل لا يعرف ما الذي سيفعله ايفان بي إن علم أنني أقحمت نفسي في شؤونه الخاصة.

طلب مني فتح الدرج الذي بجانبه وسحب الورقة التي بداخله.
كانت داخل مغلفٍ شفاف وحاولت بقدر الإمكان تجنب اختلاس النظر لها أمامه.

ناولتها له فنظر لها قليلًا وقال: ورقة تنازلي عن نصف ممتلكاتي لايفان، سأمنحها له بكل رضا إن كان المقابل هو التنازل عن دعوة الحجر التي رفعها ضدي.

منح لي الورقة لأقرأها، كورت فاهي بدهشة عندما قرأت قيمة الممتلكات التي تنازل عنها، وسيكون ايفان أحمق برأسٍ كبير إذ رفض هذا العرض.

ــــ هل سبق وأخبرته عن عرضك هذا؟..

ــــ لا قررته تنفيذه منذ أيام واخترتكِ أن تكونِ الوسيط بيني وبينه، فأنا أعلم أن أفراد كوينتين ضعفاء أمام الفتيات الجميلات.

نظرت له بأسف وقلت: سيدي، أظنك تعلم أي نوعٍ من الأشخاص ايفان، وعلاقتي به لم تصل إلى درجة أن يسمح لي بالتعمق في شؤونه الخاصة، صدقني إن علم أنني هنا اليوم فلن يكون سعيدًا بذلك.

قطب باستغراب وسارع يستفسر: ألا يحبك؟..

بماذا سأخبره الآن؟.. بخيبتي منه ! أم أكذب وابتكر سعادة مزيفة وأنا أحدثه عن حب ابنه لي.
تأملت التجاعيد التي ملأت وجهه وابتسمت بهدوء: حسنًا الحب ليس كل شيء.

لانت ملامحه إلى الحزن ونظر إلى يده اليسرى حيث الخاتم الفضي الذي يزين بنصره: بالنسبة لي هو كل شيء، فبسببه تخليت عن عائلتي وخطيبك الذي علمت منذ سنةٍ وأشهرٍ فقط أنه ابني.

استطرد وعيناه تترقرق بالدموع: ولستُ نادمًا على ما فعلته، وأقر أنه لو عاد الزمان بي؛ لكررت الخطأ نفسه مقابل تلك الحياة الرائعة التي منحتها سيدرا لي.

صمت قليلًا وهو ينظر للورقة ثم تنهد بحزن: اتساءل أحيانًا متى سيكون الموت بي رحيمًا ويأخذني إليها فقد بدأت أشعر بالإرهاق من شوقي لها، ولكن منذ أن علمت أنني امتلك فتًا أحمق يدعى ايفان وأنا أشعر أن الحياة تريد منحي تجربة الحياة من منظورٌ مختلف الأبوة شعورٌ لم أجربه من قبل، واتمنى أن أفعل قبل موتي.

نظرت له بحزنٍ وشفقة، سأسحب كلامي هذا الرجل لا يبدو مغرورًا كما ظننت.
أليس من الظلم أن يسعى ايفان لسلبه الشيء الوحيد الذي تبقى له.
من الواضح أنه وحيدٌ وحزين وهاهو ايفان يسعى لمضاعفة حزنه.

ــــ تعلمين، رغم أنني لم ألتقِ بايفان سوى مراتٍ قليلة تشاجرنا في أغلبها، ولكنني أشعر بتلك المشاعر الغريبة اتجاهه، قطعة من قلبي تتجسد في هيئة شابٍ مغرورٍ وأحمق ووقحٍ أمامي، رغم أنه يستفزني ويجعلني أرغب في صغع رأسه بشكلٍ دائم، ولكنني ولا أدرِ لماذا أحب ذلك المترفع ولو لم يسلك هو الطريقة الأكثر مكرًا في النيل مني لكنت سأسعد بأن أجرب معه لعبة الأب والابن وسأمنحه كل ما يريده.

رغم أنه يتألم ولكنه يجعل من ألمه هذا طرفة مضحكة، تعابير وجهه الساخرة: وضحكه بين الجملة والأخرى كل تلك امورٌ قادتني للضحك معه والاستمتاع للإنصات له.

ــــ هل أخبرته أنك تريد منه أن يصبح لك الابن الذي تتمناه؟..

تعابير وجهه المندهشة جعلتني أقوس حاجباي بتعجب، قهقه متظاهرًا الرعب وقال: مستحيل كرامتي لن تسمح لي، هو لا يرحب بوجودي في حياته بينما أنا كالغبي أعترف له بمشاعري التي ستقابل بالرفض وكأنني مراهقة منبوذة لا أحد يريد مواعدتها.

ضحكت بقوة هذه المرة، واضعة يدي على ثغري وقلت: اعذرني حقًا، ولكن طريقة تفكيرك غريبة للغاية.

ــــ أعلم ذلك، رغم أنني الآن كهلٌ لا يمتلك سوى المحاولة ولكنني خائفٌ منها.

أشار للورقة بين يداي وسعل قليلًا: لا بأس طالما أنه سيزعجك وسيؤثر طلبي على علاقتكما فلا داعِ لإخباره، يكفيني أنني التقيت بك واتمنى حقًا ألا يسيطر ايفان على عقلك ويجعلك لا تزورين جد اطفالك مستقبلًا.

شعرت بالسوء من أجله لأنني لستُ بقادرة على مساعدته.
كما أنه لطيفٌ حقًا ولا يبدو حازمـًا أو شرسًا كما توقعت.

ــــ في هذه لا تقلق، يمكنني زيارتك متى ما أردت دون أن يمنعني ايفان، وأيضًا سأحاول بقدر الإمكان مساعدتك، حتى لو تطلب الأمر ركل رأس ابنك المزعج، ولكنني لا أعدك بنتائج سريعة.

تأمل ملامحي وعلى ثغره مبسمٌ هادئ، اربكتني نظراته المتفحصة تلك وضحك بقوة حتى أغمض عيناه ودخل في نوبة سعالٍ لم تهدأ حتى ارتشف بعض الماء.

ــــ اتعلمين حاولت من قبل التواصل مع حبيبته السابقة، لا أذكر اسمها ولكنها كانت شقراء مزعجة ظلت تبكي بحرقة خوفًا عليه مني؛ وظنت أنني سأقتله إن لم يتنازل عن القضية، وأخذت تتوسل أن اتركه وشأنه متجاهلةً أنه من بدأ بالعبث معي أولًا، وهو الذي لا يرغب في تركي وشأني.

امتعضت لذكره هذه المعلومات وزفرت بانزعاج، يبدو ان حب بريندا له لا يساوي شيئًا أمام حبي السخيف هذا، ابتسمت وأنا أطرق رأسي بأسى واسترسل هو بتعجب: هل خُيل لي أنكِ تتخذين صفي ضده؟.. ألم تغضبِ من تركي له فيما مضى وعدم اعترافي به؟..

رفعت بصري له ولاحظت في نظراته الترقب الشديد، وكأن إجابتي ستشكل فارقًا معه، زفرت بعمق وقلت: تبدو كشخصٍ يمتلك اسبابًا قوية دفعته لذلك، والغضب منك في هذه الحالة ليس من شأني فايفان الوحيد الذي يمتلك حق ذلك.

تنهد باضطراب واضعًا يده على صدره: أتظنين حقًا أنني لستُ شخصًا سيئًا؟..

لوهلة بدى سؤاله وكأنه طفلٌ صغير ينتظر أن تخبره أمه عن حقيقة ما هو عليه، يبدو ضائعًا ومشتتًا للغاية، ورغبة النفي التي تجسدت في عيناه قادتني لتغيير اجابتي؛ رأفتًا به

ــــ أجل لا أظنك كذلك، وأظن أنك تستحق الفرصة لعيش تجارب مختلفة وجديدة في هذه الحياة، على سبيل المثال إعادة تربية ايفان ستسدي للبشرية جميلًا لن ينساه أحدٌ لك.

ضحك بقوة وتظاهر الرعب مجددًا: اخشى أن يقوم هو باعادة تربيتي فوقاحته الممزوجة بكلماته المؤدبة المختصرة تلك هي من تستفزني، كنت أفضل لو يستعمل كلمات الشارع السوقية سيكون ذلك ممتعًا حقًا.

أخذ من بعد ذلك يحدثني عن رغبته في أن يكون له ابنٌ يتشح بالملابس السوداء دائمًا ويركب دراجة نارية، ويثير الكثير من الشغب، قال أنه كان سيستمتع بمحاولة فك مشاكله، وأن ايفان شديد التحفظ والإحترام في تعامله مع الآخرين يثير حنقه.

قضيت ساعة من وقتي أضحك وأثرثر معه، ولا أنكر حقًا أن هذا السيد غير مزاجي تمامًا ولولا زيارتي له اليوم لكنت مكتئبة في غرفتي على ما حدث لي.
منحني علبة شكولاتة حمراء فاخرة، وحرص على أن لا أمنح ايفان قطعة منها ولم يتركنِ أرحل حتى وعدته بالعودة لزيارته بعد عيد الميلاد.

وبعد أن تجولت قليلًا في الشوارع، عدت مع غروب الشمس إلى المنزل وكم أكره الزوبعة التي تحدث في كل مرةٍ أخرج بها من دون أن أخبرهم.

كانت عمتي سكارليت كالمجنونة تصرخ بي بغضب وبالكاد تمنع نفسها عن ضربي، وعلي الآن أن أصيغ كذبةً ما فمن المؤكد أنها اتصلت بايفان واستفسرت عن مكاني منه.

جلست على الأريكة بالقرب من بيتر وقلت بملل: عمتي كل ما فعلته هو التجول قليلًا في الشوارع، اجواء عيد الميلاد جميلة هنا ورغبت في الاستمتاع بها قليلًا قبل السفر غدًا.

ــــ كلوديا أيتها الغبية كيف تخرجين من غيري؟..

ضرب بيتر كتفي بحنق فرددت له الضربة وكدنا أن نتشاجر لولا ان جدي وبخ كلانا.

تحدث لوك بسخرية: عليكِ الحذر في خروجك بمفردك فأنا لن اكون بالجوار دائمًا لأنقذك كل مرة.

ــــ من يراك تتحدث هكذا لن يصدق أنك تقيأت لثلاثة مرات بسبب فزعك في ذلك اليوم.

سخر جدي منه وهو يضحك بخفة فشاركه الجميع الضحك بالأخص أنا وهانتر.
دحرج لوك عيناه بملل وبدأ في التذمر من جدي وأخذ يطالبه بسحب كلامه وأنه تقيأ لمرة واحدة داخل سيارة ايفان.

ــــ أيجدر بي طلب اخفاض اصواتكم في كل مرةٍ أفتح كتابي بها؟..

تحدث اوليفير بانزعاج وهو يغلق كتابه بقوة، فنهضت والدته من فورها وقالت بغضب: حسنًا فليصمت الجميع الآن لقد ازعجتم اولفير.

ــــ نحن في غرفة الجلوس لما لا يذهب للقراءة في غرفة المطالعة؟..

رمقت عمتي بيترا لوك بانزعاج ثم زفرت بضيق: هيا بنا يا اوليفير لنعد إلى منزلنا فيبدو أن لا أحد يريدنا هنا.

دحرجت عمتي سكارليت عيناها بملل وضحك جدي وزوجها فرانك بينما راقبت أنا الوضع بارتباك.
نهض لوك من مكانه وقال: عمتي بحق السماء أنا لم أقصد ذلك.

ــــ بل تقصد ذلك، أنه منزل العائلة كيف تطرد ابني من غرفة الجلوس؟..

ــــ بيترا لوك لم يقل شيء كفي عن توبيخه.

قالت عمتي سكارليت بانزعاج فسارعت هي تقول بغضب: رائع حتى أنتِ يا سكارليت لا تريدين وجودي..

ــــ أمي لا تبالغِ لا أنا ولا هما قصدنا شيئًا.

قال اوليفير بهدوء، فمسحت هي وجهها وقالت بانزعاج: سأخرج قليلًا.

تبادل هانتر مع والده النظر بارتباك، ونظف اوليفير حلقه قليلًا: اعتذر نيابةً عن والدتي، هي فقط لا تزال منزعجة من ارتباط ايفان دون علمها لذلك هي حساسةٌ بعض الشيء اتمنى أن تستميحوا العذر لها.

عجبـًا هذا الفتى ذا الأربعة عشر عامـًا نسخة مصغرة من ايفان، نظرته الباردة وطريقة كلامه الجافة واللبقة وكأن ايفان يجلس أمامي.

تنهد فرانك وقال لجدي: أخبرتها أن ايفان لم يعد صغيرًا، وعليها احترام قراره ولكنها جعلت المنزل كالجحيم ولا تزال تبكي وتتذمر من إخفاءكم للأمر عنها.

أومأ جدي بخفة: لا بأس ستتقبل الأمر مستقبلًا.

ــــ يا رفاق لما هذا التوتر والانزعاج، نحن سنسافر غدًا لذا ابتسموا الحياة جميلة ينتظرنا الكثير من المرح.

علق لوك مبتسمًا بسعادة شاركه هانتر بها وقال: سأفجر العالم هناك، أشعر بكمٍ هائل من الطاقة السلبية سأحرص على إطلاقه في تلك الطبيعة الساحرة لا أصدق كم انتظرت هذه اللحظات.

ــــ لقد عدتم من السفر قبل اسابيع، هذا ظلم لا ينبغِ لكم مرافقتنا.

قالت عمتي سكارليت ضاحكة بينما نظر لوك باشمئزازٍ لهانتر الذي تذمر: وهل يجب علينا أن نجلس ونتذكر سفرتنا التي أصبحت من الماضي حتى نصبح سعداء؟.. أم أنكم مغتاظون لأنكم لم تكونوا برفقتنا؟..

قهقه السيد فرانك: أنا كهانتر على استعدادٍ تام أن اقضي حياتي في سفرٍ دائم دون كللٍ أو ملل.

أخذ الجميع من بعد ذلك يتحدثون عن السفر بينما كان عقلي مشغولًا بلقائي اليوم مع السيد هيكتور وبحقيبتي التي لم أجهزها بعد...

خرجت من الغرفة متوجهة إلى الطابق العلوي، وعند صعودي الدرج ارتطم كتفي بكتف دين الذي كان ينزل بسرعة وعلى وجهه حنقٌ شديد.

لم يبدو له أن منتبهٌ لي فخطواته كانت سريعة للغاية، ولم يلتفت ليمنحنِ نظرته الحادة تلك كما يفعل عادةً.

غريب ! لم أكن لأظن يومًا أنه هنالك أمرٌ آخر غيري سيقود ذاك البغيض للغضب.
ليس وكأنني أهتم، أنا حقًا سعيدة لكونه منزعج واتمنى أن ينفجر من الغضب، أحمقٌ لعين كان سببًا في خسارتي لعملي.

أكملت صعودي وأنا ابتسم بسعادة؛ تضاعفت عندما رأيت بريندا تأتي من ممر  مكتب ايفان باكية.

فلتنفجري أنتِ الأخرى من البكاء أيتها العاهرة المقرفة.
وقد تبدلت سعادتي تلك إلى حنق عندما مرت من جانبي ومسحت دموعها وقالت مبتسمة: كلوديا مساء الخير، أفتقدناكِ على الغداء.

رغم أن مساحيق التجميل لوثت وجهها بسبب البكاء ولكنها لا تزال جميلة، بل أشعر أن هذه المساحيق المبعثرة عليه زادتها فتنة.

ــــ كنت شاكرة لأنني لم أرَ وجهك.

كدت أن أكمل طريقي لغرفتي ولكنها أمسكت بيدي وقالت برجاء: كلوديا أرجوكِ أنا لا أريد عداوة بيني وبينك دعينا نعد صديقتين كما كن...

دفعت يدها بعنف: يبدو أنكِ ترغبين في صنع علامة أخرى على وجهك !..

شعرت بها توجست مني قليلًا وفضلت الانسحاب هذه المرة قبل أن أنفذ تهديدي فأنا حقًا جادةٌ به.

يا لها من وقحة، ألا يكفي أنها عادت برفقته في تلك الليلة متجاهلين وجودي تمامًا، بل أن الماكرة تعمدت استفزازي لتصل لتلك الغاية 

مهلًا لحظة ما الذي كانت تفعله هي في تلك الجهة من المنزل؟..
ولما أتت باكية منها بينما جناحها هي ودين في الجهة اليسرى من المنزل؟.. أيعقل أنها كانت مع ايفان؟..

ولكنه لا يتواجد عادةً هنا في مثل هذا الوقت.
حسنًا لما لا ألقِ نظرة خاطفة وأهدئ الغضب الذي اشتعل بداخلي.

قادتني قدماي إلى هناك ولحسن الحظ أن باب المكتب كان مفتوحًا ولن أضطر للإقتحامه.
كل ما سأفعله هو إدخال رأسي والهرب بسرعة.

أدخلت رأسي وأنا أعض على شفتاي بترقب، ولسوء الحظ أن الوغد كان يجلس وراء مكتبه والتقت ابصارنا ما أن دخلت.

أخرجت رأسي بسرعة، وتحركت راكضةً بعيدًا؛ ولأنني بطلة العالم في الحماقة تحركت السجادة التي أسفل قدماي بقوة وقادتني للتزحلق والوقوع أرضًا.

تجاهلت الألم فقد كان كل همي هو خوفي من أن يكون قد شهد وقعتي الغبية تلك، وإن لم يشهدها فلابد من أنه سمع ارتطام جسدي بالأرض.

نهضت وأنا التفت ورائي ولحسن الحظ انه لم يكن هنا.

فركت مرفقي بألم وأنا اتمتم: سجادة حمقاء، تبًا للعاهر الذي وضعها هنا.

ــــ أنا العاهر الذي طلب وضعها هنا، وما الذي تفعلينه في ممر مكتبي؟..

أفلت صرخة صغيرة مني عند سماعي لصوته والتفت أنظر له بدهشة.
لاحظت تورد وجنتيه وثقل انفاسه، قطبت باستغراب فهو يبدو ثملًا، فحتى حركته عندما أمسك بيدي وجرني وارءه كانت ثقيلة.

ادخلني إلى المكتب وهو يدفعني بقوة، ومن هذه الدفعة ونظرته الحادة التي رمقني بها علمت أنه ليس ثملًا بل هو بكامل وعيه.
أغلق الباب وراءه واستند عليه وهو يرمقني بكره: كيف كان لقاءك بكوينتين؟..

تبًا من أين علم بذلك؟..
ارتبكت كثيرًا من نظراته القاتلة وتلاعبت بظفيرتي: هل.. هل تتبعني؟..

ــــ بالطبع لا، أنتِ وأفعالك أتفه من أن أضع أحدًا ما ليراقبها لي، ولا شأن لكِ من أين علمت بتواجدك هناك لذا تحدثي فأنا حقًا على وشك فقدان إعصابي.

اغتظت كثيرًا من وقاحة هذا الوغد، تبًا له، لما ينجح دائمًا في جعلي أشعر أنني بلا قيمة؟..

ــــ حسنًا ذهبت له وما شأنك أنت؟..

رفع حاجبه بعدم إعجاب واحتدت نظرته فتضاعف ارتباكي منه وتراجعت قليلًا عندما تحرك اتجاهي: هل أنتِ واعية حقًا بالهراء الذي يخرج منك؟.. أتظنين حقًا أنني سأسمح لكِ باقتحام خصوصياتي بهذه البساطة؟..

ــــ أراد التواصل معك، ولكنك ترفض ذلك فأراد مني أن أخبرك بما يريده.

توقف أمامي مباشرتًا وعندما أردت التراجع؛ أمسك بذراعي وهتف بغضب: وبأي صفة تذهبين له بحق الجحيم؟.. من منحك الصلاحية لفعل ذلك؟..

حاولت دفعه وقلت بحدة: لم أكن أعلم أنه والدك ولم أكن لأذهب له إن أخبرني بذلك، فوجئت أنه كذلك عندما ذهبت له، ولعلمك فقط الرجل شديد اللطف وكل ما يريده هو التفاهم معك وعرض عليك نصف أملاكه مقابل التنازل عن قضية الحجر التي ترفعها ضده.

ظهرت السخرية على ملامحه رغم الغضب الذي قاد وجهه إلى الإحمرار وفكه للإنقباض: وما شأنك أنتِ؟.. من أخبركِ أنني كنت انتظر رأيكِ السخيف به لأحكم عليه، أو انتظر مبادرتك للتواصل معه وإخباري بعروضه التافهة هذه؟..

ترك ذراعي وهو يقهقه بسخرية وأخذ يحوم في الغرفة ويده تتخلل خصلاته بانزعاج: اللعنة عليك، أنتِ حقًا تمنحين نفسك أهمية لا تستحقينهَ؛ لا تخبرينِ أرجوكِ أنكِ ذهبتِ له بصفتك خطيبتي السافلة؟..

شهقت بدهشة من حديثه الوقح هذا، كيف له أن يخاطبني هكذا، من المؤكد أنه قد فقد عقله.

التزمت الصمت أنظر له بريبة، فقام هو بإلتقاط مطفئة الدخان الكريستالية من فوق مكتبه ورماه بقوة وهو يصرخ باحتدام: تبًا لكِ، أيتها الحمقاء اللعينة...

ــــ أنت إحذر ألفاظك س...

ــــ أطبقي فمك، فقد سئمت حقًا منكِ ومن تصرفاتك ومن كل شيءٍ متعلقٌ بك.

لا أفهم ما سبب جنونه هذه، لم يسبق له أن خاطبني هكذا من قبل ما به؟.. ولما ينظر لي بكل هذا الحقد وكأنني أنا من منع عنه المال.

حركت فاهي بغيظ بغية شتمه ولكنه سارع يسبقني وهو يحوم بغضب ويتوجه نحوي: ولعلمكِ فقط أنا لم أرتبط بك سوى لأنني أحب بريندا وأسعى لإستعادتها من شقيقك السافل الوغد، ولم أكن لأتزوج من فتاةٍ حقيرة المستوى مثلك ولستُ أسفًا على المشاعر الغبية التي بدأتِ تكنينها لي، اعتبريها ضريبة فعلة شقيق...

صفعته بأقصى قوةٍ امتلكها؛ حتى أنني شعرت بتخدر أصابعي من قوتها، كنت انتفض وحاول كبح دموعي في الآن نفسه، لم أتخيل يومًا أنني سأسمع كلماتٍ كهذه منه، كنت أعلم أنني لا أعنِ له شيئًا ولكنني لم اتصور أنني رخيصة إلى هذا الحد في نظره.

تظاهرت الثبات بأعجوبة وأنا أنظر لاثار أصابعي التي طبعت على وجنته: إلى هنا وكفاك هراءً أيها الوغد، فأنا أيضًا لم أوافق على الارتباط بك سوى من أجل المال، كلانا كان لديه مبتغى من هذه العلاقة السامة لذا نحن متعادلان الآن.

كل ما كنت أشعر به في هذه اللحظة هو الغباء، رغم علمي بحقيقة مشاعره وغايته من ارتباطه بي؛ ولكنني كنت آمل أن يغير هذه الغاية في أحد الأيام.

تسارعت انفاسه الثقيلة وتشتت نظرته الغاضبة وتحولت إلى ضياعٍ ممزوجٍ بيأس، وكردة فعله الغريبة هذه كانت نظرته كذلك أيضًا، لم يسبق لي أن شاهدت نظرة كهذه على ايفان، وقد تريثت قليلًا قبل الانسحاب والذهاب للنحيب على وضعي بعيدًا عنه.

أعقبت وأنا أعافر الدموع التي تحاول الترقرق في عيناي: وأنا حقًا شاكرة لأنك اظهرت معدنك القذر لي قبل أن انغمس في وحل كذبك وخداعك، يمكننا الآن العودة للإتفاق السابق بسلام.

قطبت باستغراب عندما لاحظت خطًا رفيعًا من الدماء يسيل من أنفه، وصحت بدهشة عندما فقد توازنه ووقع أمامي بشكلٍ مباغت فاقدًا لوعيه.

#يتبع....

اعتذر عن الأخطاء...

رأيكم بالبارت؟..

وتوقعاتكم للقادم؟..

Continue Reading

You'll Also Like

2.1K 231 46
مكتملة . من بين ثمانِ مليارِ قلبٍ نابض .. أحببتُ قلبًا لنْ يخفق لأجلي .. فقلبي و قلبُكَ عُميانْ . أنا لم أرى سواك أنتَ .. أما أنتَ رأيتَ الجميعَ عد...
164K 14.9K 19
- مكتملة- × بريطانيا العظمى تتآلق في حلة العصر الفيكتوري، بداخل أرجاء قصرٍ جميلٍ ومترامي الأطراف في ريف ويلفيرتون تدور روايتنا... كانت سارا ويلفيرتون...
2.5M 52K 74
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" التي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...
29.9K 3K 50
«في الواقع.. أنتَ هديةُ كلِ عامٍ! » قصة بفصول قصيرة. جميع الحقوق محفوظة لي ككاتبة© #2ديسمبر 🏅 1#december🥇 2#married🥈 الغُلاف مِن تصميمِ المبدعةِ:...