بنصف القلب

De R-yana_20

143K 9.7K 4.3K

.... ماهو شعور كلوديا، عندما تتفاجئ بعد مرور سنواتٍ على وفاة والدها برغبة عائلته؛ في التكفل برعايتها هي وشقيق... Mais

.الفصل الأول.
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل الثامن..
الفصل التاسع
الفصل العاشر
.. الفصل الحادي عشر..
الفصل الثاني عشر
. الفصل الثالث عشر.
.الفصل الرابع عشر.
.الفصل الخامس عشر.
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر.
..الفصل الثامن عشر..
.. الفصل التاسع عشر..
الفصل العشرون.
..الفصل الواحد والعشرون..
..الفصل الثاني والعشرون..
|الفصل الثالث والعشرون|
{الفصل الرابع والعشرون}
﴿الفصل الخامس والعشرون﴾
﴿الفصل السادس والعشرون﴾
{الفصل السابع والعشرون}
(الفصل الثامن والعشرون..)
|الفصل التاسع والعشرون|
|الفصل الثلاثون|
[الفصل الواحد والثلاثون]
«الفصل الثاني والثلاثون»
«الفصل الثالث والثلاثون»
{الفصل الرابع والثلاثون}
✦الفصل الخامس والثلاثون✦
|الفصل السادس والثلاثون|
{الفصل السابع والثلاثون}
﴿الفصل الثامن والثلاثون﴾
{الفصل التاسع والثلاثون}
«الفصل الأربعون ما قبل الآخير»
الفصل الواحد والأربعون والآخير.
Note
احداث اضافية الفصل الأول.
احداث اضافية الفصل الثاني
احداث إضافية الفصل الثالث
احداث اضافية الفصل الرابع
﴿أحداث إضافية الفصل الآخير﴾

الفصل السابع

3.2K 238 163
De R-yana_20

.....
أسبوعين مرا على تواجدنا هنا في منزل جدي.
وحتى الآن تبدو هذه الأيام من أفضل أيام حياتي.
جربت بها كافة الأمور المدهشة تسوقت وابتعت لي ولأخي الكثير من الأغراض الباهضة الثمن، خرجنا مع العائلة للعشاء في أماكن فاخرة، واخذني لوك لبعض المعالم الممتعة هنا في مدينتهم.

وهاهو ذا صباحٌ جديد يقودني للتساؤل أستكون كافة أيامنا بمثل هذه الروعة؟.. أم أن هذه السعادة التي أشعر بها ستزول مع الأيام.

كنت أجلس في غرفة المعيشة في الطابق السفلي بعد أن نصرف الجميع إلى اشغالهم، بيتر إلى المدرسة ولوك إلى الجامعة وعمي جورج إلى عمله.

أما بالنسبة لذاك المدعو بأيفان فأنا لم أره منذ يومان وقد شكل هذا راحةٍ لي في التعامل مع العائلة.

كنت أجلس بمفردي في الغرفة الكبيرة وبين يدي كوبٌ من الشاي وقطعة بسكوت وأراقب الحديقة من الحائط الزجاجي هنا الذي منح الغرفة اضاءة بدت مريحة لعيني.

لا أدرِ أين ذهب جدي وعمتي سكارليت ومارثا.

فقد ورد اتصالٌ لجدي من شخصٍ ما اربكه طوال مدة الافطار وشعرت به يتبادل النظرات بارتباك مع عمتي وعمي.

وقد جعلني هذا اؤجل رغبتي في سؤاله عن سبب ابتعاد والدي عنهم،  لهذا أنا هنا أشعر بالملل الشديد، فالفراغ أمرٌ لم اجربه في حياتي ولم أعتد عليه بعد.

رفعت كوب الشاي إلى ثغري تزامنًا مع زوجة عمي مارثا التي طرقت الباب ودخلت مبتسمة بلطف.

نظرت إلى فستانها الأبيض الآنيق رغم بساطته الذي يصل إلى ركبتيها وبادلتها المبسم عندما قالت: اوه كلوديا عزيزتي أنتِ هنا، ظننتك خرجتِ.

ــــ أود ذلك حقًا، ولكن لوك ليس هنا وإن خرجت بمفردي سأتوه لا محالة.

ابتسمت وجلست على الآريكة الرمادية أمامي وقالت: أنا ذاهبة للتسوق الآن ما رأيك في مرافقتي؟..

اومأت وقلت بحماس: إن كان كالمجمع التجاري السابق الذي ذهبنا له فأنا لا امانع.

نفت وقالت ضاحكة: لا ليس هو، سنذهب إلى حيٍ راقٍ يبيع أفخم تصماميم الفساتين، ولدي موعدٌ مع أحد المصممين هناك، في الأيام القادمة هناك مناسبةٌ مهمة بإنتظارنا وعلي التجهيز لها منذ الآن.

ثم قالت وهي تنظر لي بتمعن: وربما علي تجهيزك لها أيضًا، سنحجز لكِ فستانًا منذ الآن،  أتعلمين اللون الآخضر سيكون مذهلًا على بشرتك أربما الأزرق النيلي، أو لا لا، الأصفر لون هذا الخريف واظنه سيناسب لون عيناك،  على الرغم من أن بشرتك البيضاء يناسبها اللون الأحمر الفاقع.

ثم نهضت من مكانها قائلة بحماس:  هيا بسرعة لنذهب لا اطيق انتظارًا لرؤية جمالك في أحد هذه الفساتين.

ضحكت على حماسها ووضعت كوب الشاي على الطاولة وقلت وأنا أنهض: حسنًا حسنًا، هل لي بأن أعلم مسبقًا ما هذه المناسبة التي سنجهز انفسنا لها؟..

طرفت عيناها الرمادية بتوتر وفغرت فاهها قليلًا تنظر لي ببلاهة، شعرت بها ارتبكت لسؤالي هذا ثم زفرت بعض الهواء باضطراب ومن الواضح أنها كاذبة فاشلة عندما قالت: حفلٌ لأناسٍ نعرفهم.

ــــ أجل، ومن هم؟..

اغمضت عيناها ودفعتني نحو الباب وهي تقول: سأخبرك فيما بعد هيا قبل أن نتأخر.

فضلت عدم إحراجها بأسئلتي وخرجت من الغرفة وقلت: حسنًا انتظريني لأجلب هاتفي وحقيبتي وأخبر جدي بأمر خروجي.

ــــ حسنًا إذن سأنتظرك في مرأب السيارات.

التفت على يميني لأصعد الدرج وأنا أقطب بريبة على تصرفاتها الغريبة، رفعت كتفاي بلا مبالاة في نهاية المطاف واكملت صعودي بهدوء.

أردت التوجه إلى جناح جدي ولكنني لمحت باب مكتبه في نهاية الرواق على مصرعيه وانبعثت ضجة منه.

لابد أنه هناك برفقة عمتي سكارليت.
توجهت نحو المكتب وقبل أن أصل إليه بخطوتان التقطت اذني كلمة زفاف.

توقفت قليلًا قبل أن أدخل وسمعت جدي يقول: أشعر بعجزٍ لم يسبق لي أن شعرت به منذ أن ذهب برفقة تلك الملعونة تاركًا إيانا نواجه هذه العاصفة بمفردنا.

ـــ هون عليك يا والدي، سنجد حلًا لهذه المعضلة.

تحدثت عمتي سكارليت تحاول تهدئته بينما اجابها هو بوهن: كان يجب علي اخبارهما منذ أول ليلة اتيا بها إلى المنزل، ولكنني لم أرغب في كسر صورة هنري في نظر كلوديا، لا يمكننِ فعل ذلك بها.

ـــ أسنخفي عن ثلاثتهم الأمر لطوال العمر يا ابي؟.. في نهاية المطاف نحن عائلة تعيش تحت سقفٍ واحد، وسيأتي يومٌ يتقابل به الثلاثي معًا،  كما أنه لم يتبقَ على الزفاف سوى شهر وإن لم يعلما الآن فسيعلما عندما يقام الزفاف ويعود إلى هنا.

شعرت بالقلق عندما علمت أن حديثهما يخصني أنا وبيتر وطرفٌ ثالث مجهول وسرٌ اؤمن مئة بالمئة أنه يتعلق بأبي.

اضطربت انفاسي بتوتر، وازدردت ريقي وأنا أنظر للباب بتشتت.
لوهلة اردت الدخول والصراخ ومطالبتهما بتفسيرٍ واضح ولكنني توقفت عندما قال جدي بيأس: وماذا عن ايفان؟.. كيف سأخبره أن الأمر جديٌ وزفافهما سيقام في الفترة المقبلة.

سمعت عمتي سكارليت وهي تتنهد بحزنٍ وتقول: لستُ قلقة على ايفان فأنا أعلم أنه اقوى من أن تأثر به هذه المحنة، أنا قلقة من...

دنى صوت ضجة في المكان مصدرها صراخ شخصٍ ما لم يمكنِ من سماع بقية حديثها وعندما هدأت سمعتها تقول

ـــ اخشى من ردة فعله عندما يعود من السفر.

من هذا الذي تخشى من ردة فعله؟..أهو أحد أفراد عائلة عمتي بيترا؟..فحسب علمي أن افراد عائلتها هم فقط من سافروا في عطلة ما.

وما علاقة ايفان أيضًا بحديثهما المشفر هذا؟..
اكتفيت بالإنصات حتى هنا واخترت التزام الصمت وعدم اقتحام حديثهما، فأنا لستُ على ثقةٍ تامة بأنه يخصني أنا وبيتر بالكامل، وأنا لا أرغب في الظهور بصورة الفتاة المتنصتة أمامهما.

توجهت إلى غرفتي وأنا أعيد حديثهما في بالي ولا زالت الريبة متمكنة مني فكيف ل...

قطبت بانزعاج من صوت الضجة الذي بدى يصبح قريبًا، فوجدت نفسي اقترب منه لا تلقائيًا.

تجاوزت الممر الذي به غرفتي ودخلت لآخر لم أزره مسبقًا كانت الضجة نابعة من أحد غرفه.

اقتربت حتى توقفت أمام الغرفة الآتي منها الصراخ وقد بدى لي أنه صوت ايفان وهو يصرخ على خادمة ما هنا، ايفان؟..متى عاد إلى المنزل؟..

ـــ لا زلت واضحًا معك قصاصة حمراء دون بها عنوان شخصٍ ما كانت متواجدة كاللعنة على هذا المكتب أين هي؟..

هدئت نبرته وهو يحدث الخادمة التي قالت بصوتٍ يرتجف وقد رجحت أنها تبكي: لقد رتبت الغرفة بالأمس وكان هنالك الكثير من الأوراق على الأرض ولم ألحظ ورقة حمراء ولا أعلم إن كنت القتيها أم لا.

صرخ بقوة وحدة وهي يلقي بشيءٍ ما تحطم على الأرض وجعلني أجفل منه: ألم أنبه بعدم دخول مكتبي في غيابي؟...

ـــ سيدي أنا اعتذر أنا جديدة هنا وطلبت مني السيدة جورجيا ترتيب الغرف و...

ـــــ حسنًا توقفي عن الثرثرة واخرجي لي تلك الورقة من قعر الجحيم الآن.

امرها بنبرة متسلطة قادتني للغضب الشديد ووجدت نفسي اندفع للغرفة وأقول: ما كل هذه الضجة؟..

كان وجهه الأبيض أحمرًا من شدة الحنق وأشار لي بسبابته وهو ينظر لي بحدة: لم أسمح لكِ بالدخول لذا من فضلك الباب ينتظرك لتعبري منه.

لم ألقِ بالًا لطرده بقدر ما ألقيت اهتمامًا إلى السيدة الكبيرة في السن التي تقف على طرف المكتب وتكور فاهها وهي تبكي بصمت.

حقًا أكان يصرخ على امرأة طاعنة في السن؟...

رمقته بكرهٍ شديد واقتربت منها لأضع يدي على كتفها وأهتف بغضب: ما الذي فعلته لك لتصرخ بوجهها بكل هذه الوقاحة؟..

رغم غضبه الشديد وحركاته المتوترة إلا أن عيناه الزمردية رمقتني بغيظٍ واستخفافٍ شديد وكأنه غير مضطرٍ لإجابتي أو ربما شعر بسخافة حجمي أمامه ولم يجبنِ فقد فعلت المرأة المسكينة وقالت بخوف من بين بكائها: لقد عينت بالأمس هنا وطلبت مني السيدة جورجيا ترتيب...

صرخ بحدة اجفلت كلتانا:  بحق  الجحيم توقفي عن إهدار الوقت، وابحثي عن الورقة قبل أن افقد ما تبقى من اعصابي، وأنتِ اخرجي فورًا من مكتبي.

لوهلة بدى لي وكأنه شخصٌ مجنون عيناه شديدة الإحمرار ووجهه كذلك حركاته وهو يحوم في الغرفة ذهابًا وإيابًا ويده التي تخللت شعره الكرهماني لعدة مرات،أمورٌ جعلتني ارتاب منه.

ورغم ذلك امسكت يد المرأة بتحدٍ عندما ارادت التقدم للبحث عنها وقلت بإشمئزاز: رائع رؤيتك وأنت تصرخ في وجه امرأة، تفوق والدتك سنًا مبهرة أيها الشهم النبيل.

توقف عن الحركة وتقدم مني في خطواتٍ سريعة اخافتني وقال بنبرة غاضبة تماثل خطواته سرعة: ومن المفترض أن أشعر بالسوء من قولك هذا الآن؟..اخرجي قبل أن أرحب بركل جسدك خارج مكتبي، وتوقفي عن التدخل في شؤوني.

ثم التفت إلى المرأة وتمكنت حينها من أخذ نفسٍ كنت قد حبسته سابقًا، وحاولت منع نفسي من التدخل عندما وقف أمامها يكتف يديه ويغمض عيناه بنفاد صبر: لا زلت لطيفًا معك، أين الورقة؟..وإن أرسلك أحدٌ ما لسرقتها فأخبريني وأعدك أنني سأعفو عنك.

ـــــ أنت أيها الأرعن أتظن نفسك فردًا من عصابة ما ليفكر أحدهم في سرقة تلك القصاصة التافهة، كن أكثر واقعية وابحث عن ما أضعته بنفسك.

صرخت به بغضب فتوقف هو عن السير بتوتر وحدق بي رافعًا حاجبه بحدة، اقترب خطوتان فتراجعت ثلاثة بتردد بينما نبس هو باحتدام: كم مرةً سأكرر أنني لا أرحب بوجود الحثالات في مكتبي، لذا اخرجي يا هذه قبل أن أجبرك على الخروج بنفسي.
اتربكت المرأة أكثر وتمسكت لي بخوف، وكنت أنا لا زلت أحارب نفسي على عدم الخروج بينما قالت هي باكية: أقسم أنني رتبت المكتب وحسب ولم أسرق شيئًا م...

قطاعها مبتسمًا بريبة: رتبتي المكتب جيد عملٌ جيد، قومي بتوضيبه الآن أيضًا وسأطردك إن عدت إلى المنزل ووجدت به ذرة غبارٍ واحدة.

وبحركة سريعة قام بسحب كل محتويات المكتب أرضًا وبما فيها الحاسوب وحطم بعض التحف أيضًا وقد تراجعت بخوفٍ من جنونه هذا.

التقط هاتفه وسترته الجلدية التي كانت على الكنبة السوداء أمام المدفئة هنا ورمقني بحدة وهو يقول بسخرية غاضبة: طالما أنكِ تمتلكين قلبًا عطوفًا ينحدر من بيئة الخدم ساعديها في الترتيب.

ثم خرج من الغرفة تحت انظاري المستنكرة وقد تجاهل الحديث مع جدي وعمتي سكارليت اللذان اتيا لرؤية سبب جنونه هذا.

لم يعر جدي الذي أخذ يطالبه بالتوقف اهتمامًا واتمنى حقًا أن يكون ذهب إلى الجحيم.
وأنا التي كانت تظن أنها ستقفه عند حده، تبًا لقد ارعبني حقًا.
ركضت عمتي سكارليت نحوي وقالت بقلق وهي تضع كفها على وجنتي: يا الهي كلوديا هل تشاجرتي مع ايفان؟..

ـــــ كان يصرخ على المسكينة اردت المساعدة ولكنه طردني من مكتبه وتحدث معها بأسلوبٍ سيئ و...

لم أكن أعلم أنني اتحدث بتلعثم وارتباك حتى قالت هي بعدم فهم: مهلًا لم أفهم منكِ شيء.

وضحت لها ردة فعله المريبة وسبب صراخه على المرأة المسكينة، التي لا زالت تبكي بجانبي وتقسم أنها لم تسرق شيئًا من مكتبه.

دخل جدي إلى المكتب وجابت عيناه به بعدم رضا ثم توجه إلى المرأة بجانبي وقال لها: اعتذر نيابتًا عنه، هو فقط ليس بأفضل أحواله لم يقصد تفريغ غضبه بك، يمكنك العودة إلى منزلك وسأصرف لكِ تعويضًا عن تصرفه غير المهذب معك.

رمقته بخوف وقالت من بين شهقاتها: أهذا يعني أنني لن أعمل هنا بعد اليوم؟..

أسرعت أنفي بإندفاع: لا لن يحدث، بالطبع لا ستبقين هنا رغمًا عن انف ذلك المتغطرس، أليس كذلك يا جدي ستبقى هنا معنا؟..

أومأ جدي وقد لاحظت قلقه أو ضيقه الشديد وقال لها: لا أظنك قادرة على العمل لبقية اليوم لذلك اردت منك الراحة، وبالنسبة للعمل فلا تقلقِ مكانك موجود وإن ازعجك شخصٌ ما فقط اخبريني أو اخبري سكارليت.

رمقتني بإمتنان وشكرتني بصوتٍ خافت لعدة مراتٍ متتالية ثم خرجت من الغرفة ولا زالت دموعها لم تجف بعد.

تأففت عمتي سكارليت وهي تركل أشلاء مزهرية ما وقالت وهي تنظر إلى جدي بطريقة غريبة: بدأ الجميع يفقدونني اعصابي حقًا، عليك وضع حدٍ لتصرفاتهم.
وخرجت من الغرفة تمشي بغضب.

أحاط جدي كتفي بيده وقال: لم نرَ شيئًا بعد، المهم الآن هل ازعجك شخصيًا يا كلوديا؟.

ــــ كثيرًا، اعتذر عن هذا ولكنه كان وقحًا وللغاية معي.

تنهد بهدوءٍ وقال: علي التحدث معه وبشكلٍ سريع، هذا الفتى بات يقلقني كثيرًا في الآونة الآخيرة.

بدى وكأنه يتمتم مع نفسه وتحرك بي لنخرج من الغرفة، عندها لمحت زوجة عمي مارثا في نهاية الممر ويبدو أنها اتت لتبحث عني.

يا الهي نسيت امرها تمامًا.

ركضت نحو عمتي سكارليت وقالت بنبرة عالية تمكنت من سماعها: هيه ما خطب ايفان؟.. لما هو غاضبٌ إلى هذا الحد؟.. لقد علم بأمر الزواج أليس كذلك؟.. هل أخبره دين؟..

نظف جدي حلقه بصوتٍ عالي لينبههن بوجدنا.
حقًا الوضع بدأ مريبٌ لدرجة تثير استفزازي.

التفتت عمتي سكارليت نحونا ووضعت مارثا يدها على شفتيها واصدرت اوه صغيرة.

ـــ عن أي زواجٍ تتحدث؟..

تساءلت وأنا أنظر لجدي بشك، أخذ يطرف بعيناه الزرقاء بتوتر ثم فتح زر قميصه العلوي وقال بضيق: علي أخذ قسطٍ من الراحة.

راقبت خطواته الغاضبة تتجه نحو ممر غرفته، فغيرت مسار خضراوتاي نحو عمتي سكارليت لأطالبها بتفسيرٍ واضح ولكنها قالت بتوتر: يبدو أن أبي مريض علي التأكد من أخذه لدواءه.

ولحقت به في خطواتٍ سريعة اثارت ريبتي.
رمقت مارثا بتفحص وتقدمت منها وأنا أقول بإنزعاج: جديًا مارثا، ما خطب جدي وعمتي سكارليت اليوم، وهذا الزفاف الذي تحدثتي عنه لتوك أهو نفس المناسبة التي ستأخذيني لشراء فستانٍ لها؟..

عضت على شفتيها المصبوغة باللون الأحمر وقالت بعد وهلة من الزمن وهي تغمض عيناها الرمادية: أجل، الأمر وما فيه أنه زفافٌ لأحد اصدقاء العائلة المقربين وايفان على خلافٍ حاد بهذا الشخص، ويرفض أن نتواصل معه ثانيتًا، بينما هو مقربٌ وللغاية للجميع ولا يمكننَ أن لا نحضر زفافه.

لم أصدق حديثها مئة بالمئة ورمقتها ببعض الشك فأسرعت تمسك بيدي وتتحرك بي وتقول: لأكون عادلة أنا لا أريد حضور الزفاف ولستُ راضية على قرار جدك لحضوره فهذا سيؤذي ايفان بالمرتبة الأولى، فالشخص الذي سيقيم الزفاف اذى أيفان بشكلٍ بشعٍ للغاية.

بعد أن اثارت رغبتي في معرفة هذا الخلاف الذي بين ايفان والعريس المجهول قالت مندفعة: وماذا عنكِ ستحضرين الزفاف؟..

ـــ إن رغب جدي في ذهابي فلن امانع ذلك ولا شأن لي بخلاف ايفان ذاك.

قلت بحقدٍ من بين اسناني وسمعتها تزفر بعض الهواء براحة ثم قالت: حسنًا إذن دعي لي مهمة إيجاد فستانٍ جميلٍ لك.

...

مر بقية النهار برفقة مارثا المريبة، فهي لم تترك متجرًا في المدينة إلا واخذتني له، اشترت عشرات الأغراض ولم تبالِ بالأرقام الخيالية التي كانت تبدرها، واجبرتني على شراء الكثير أيضًا، غير أنني أصابني صداعٌ مزعج من ثرثرتها فهي لم تتوقف لثانية عن التحدث واخباري عن  كافة أمور حياة العائلة.

وها أنا ذا أجلس برفقتها في مطعمٍ ما لنتناول الغداء

مسحت هي حمرتها الحمراء استعدادًا لبدأ الطعام وتنهدت واضعة يدها على شعرها الأشقر وقالت: أشعر أنني نسيت شراء أمرٍ ما، سأصاب بالجنون إن لم اتذكر.

ـــ مارثا من فضلك أشعر بالتعب الشديد دعينا نتناول غداءنا ونعد للمنزل.

ـــ سنفعل عزيزتي بكل تأكيد، ولكن هناك بضعة متاجر أود إلقاء نظرة سريعة عليها.

يا الهي لم أكن أعلم أنها مهووسة بالتسوق إلى هذا الحد.
نظفت حلقها لتجذب انتباهي عندما كنت منشغلة بتقطيع شريحة لحم البط الشهية ورفعت عيناي نحوها لتبتسم في وجهي بهدوء وتقول: إذن ما رأيك بأيفان؟..

قطبت لهذا السؤال المريب ورفعت كأس الشراب لثغري وقلت: ما خطب ذاك المتغطرس؟..

وضعت بعض الصلصة على طعامها وقالت بنبرة لعوبة: الا يعجبك؟..

ـــ ما هذا السؤال مارثا؟...

نظرت يمينًا ويسارًا ثم اقتربت مني وهمست بخفوت: صدقًا صدقًا كلوديا ألا يعجبك؟..

اقتربت لا تلقائيًا وقلت: بحق الله لم يمضِ على وجودي بينكم سوى اسبوعان، لا زلت لم أكن مشاعر الحب والكره لأي شخصٍ منكم.

ــــ أيتها الغبية هذا ليس مقصدي، قصدت ايفان كشاب بالمجمل، ألا تجدينه مثيرًا للإهتمام؟.

قالت مثيرًا للإهتمام بصوتٍ خافت فأخفضت نبرة صوتي وقلت ساخرة: اوه غير أنه متغطرس واستفزني لعشرات المرات منذ أن أتيت، هو يثير غضبي وحسب.

تراجعت للوراء ودحرجت عيناها بملل وارتشفت من شرابها وقالت: ايفان كوينتين لا يبدو مثيرًا للإهتمام لكِ ! بحق السماء كلوديا.

كوينتين، نطقت اسمه التالي ببعض الاستغراب بينما أخذت مارثا تعبث بالتحفة الصغيرة التي وضع بها وردة حمراء: أعلم أنه لا يزال مبكرًا علي قول ذلك، ولكن حاولي الفور بذاك الشاب، فالحمقاء فقط من تكون لديها فرصة كفرصتك وترفضها يا كلوديا.

مضغت اللحم ببطء ثم أخذت بعض مقبلات البطاطا وغطستها في الصلصلة الحامضة وقلت: فرصة وفوز؟.. لما أشعر أن كلامك مبهمٌ بطريقة ما؟..

رفعت حاجبيها وقالت مبتسمة: ليس مبهمًا بل أنه واضح كوضوح هذه المياه يا كلوديا، اظفري بالزواج من ايفان فجدك في الفترة القليلة القادمة ينوي البحث عن عروسٍ ما له.

بغض النظر عن طريقة زواجه التقليدية هذه ولكنني شعرت أنني مهتمة لمعرفة تفاصيل زواج ايفان هذا واعتدلت في جلستي وأنا أقول: بهذه الطريقة؟..أعني الزواج عن طريق البحث عن عروسٍ ما، ظننته انقرض منذ القرن التاسع عشر.

أعقبت وأنا ابتسم بسخرية: ثم شخصٌ ما مثله، كثير الغضب، وشديد الإهتمام بنفسه، ولا يحبذ أن يتدخل أحدٌ في شؤونه، سيجعل شخصًا آخر يقرر له مصير حياته، مثيرٌ للضحك حقًا.

تنهدت هي ووضحت الأمر: حسنًا من الصعب أن أشرح لكِ كافة التفاصيل، كل ما ينبغي لي قول لك هو فكري بالأمر.

ـــ أفكر بماذا مارثا؟.. لا تضحكينِ بحق السماء.

راقبتني عيناها الرمادية بنظرة غريبة وبدت لي وكأنها تود اقناعي بكافة الطرق لأفكر بايفان بمنظورٍ آخر، حتى أنها توقفت عن الأكل وأخذت تنظر لي بتفكيرٍ وحسب.

رفعت حاجبي وقلت ضاحكة: ماذا؟.. ماخطب وجهي؟..

ابتسمت بهدوء ونظرت لي بتركيز وقالت: فكري معي، شابٌ وسيم بطلٌ في الفروسية لديه نادٍ خاصٌ به باسمه وفي المستقبل القريب بعد وفاة والده سيرث اموالًا طائلة، غير تلك التي سيرثها من جدك.

ـــ حقًا أتحاولين جعل لعابي يسيل للمال؟.. إن كنتِ تحاولين ذلك حقًا فقد نجحتي اخبريني عنه أكثر.

قلت ممازحةً إياها وبعد أن ابتسمت هي بشيءٍ من السعادة قلت: بغض النظر عن كون أنني امقت هذا الشاب وعن أنني انظممت حديثًا لعائلتكم ولكنني لا افكر في الإرتباط واخي بيتر لا يزال صغير السن، ورجاءً دعينا نتحدث عن أمرٍ آخر، فبعد موقف اليوم ذكر اسم ذاك المتملق بات يشعرني بالضيق.

تنهدت وهي تمط شفتيها المكتنزتين بإحباط وهمست لنفسها: لا أريد لتلك الماكرة أن تنال منه.

ـــ عفوًا.

نظرت لي بابتسامة مجاملة ونفت متمتمة بلا شيء وعادت لتتناول طعامها.

رمقتها ببعض الشك واعدت ظهري للوراء وتوقفت عن الأكل.
حقًا ما خطب العائلة اليوم؟..لما الجميع يتصرف بريبة؟..
بدايتًا بحديث جدي وعمتي الغريب، إلى جنون المدعو بأيفان والآن اسئلة مارثا المريبة. 

وقد شعرت ببعض القلق والانزعاج معًا لجهلي لما يخفونه.

.....

بعد العشاء وغضب جدي من عدم تواجد ايفان عليه، جلس الجميع هذه المرة في الشرفة حيثما وبخني ايفان للمرة الأولى، وجلب الخدم الشاي وبعض الحلويات.

اخذت بيتر لغرفته وحرصت على نومه وعدت مجددًا إلى الشرفة، قبل أن أدخل إليها تمكنت من سماع صوت عمي جورج الذي يقول لجدي كان عليك ايقافه عند حده منذ الوهلة الأولى بشيءٍ من الغضب، وراددته عمتي سكارليت وقالت أن هذا الأمر سيقف في وجه سعادة دين.

من هو دين؟..فقد سمعت اسمه يتردد هنا لمرتين في هذا اليوم؟..

خرجت إلى الشرفة فتوقف الجميع عن التحدث بشكلٍ مفاجئ، وأخذوا يتبادلون النظر فيما بينهم بتوتر، غير أن جدي كان يكشر بغضبٍ منذ الصباح، وعمي جورج ينظر لعمتي سكارليت بإنزعاج.

ترى ما الذي حدث معهم اليوم؟..ولماذا أشعر أن خطبًا حدث هنا له علاقةٌ بي أنا وبيتر؟..
خاصتًا وأنهم فضلوا عدم التحدث أمامي في هذا الأمر المربك لهم.

نظفت حلقي وجلست بالقرب من لوك الشخص الوحيد غير المكترث بما حوله وتظاهرت بالإهتمام بلعبة الحرب التي كان يلعبها على هاتفه المحمول.

ـــ أنت أيها الأحمق اللعين أود حقًا شتم والدتك ولكنني برفقة عائلتي الآن، هذه آخر مرةٍ أعلب بها معك أيها الفاشل السافل.

فغرت بدهشة لكمية الشتائم التي خرجت منه لصديقه، وأغلق هو هاتفه حينما بدأ جدي في الصراخ بغضب: جالسٌ في الشارع أنت أم ماذا؟.. ألا تضع احترامًا لوجودنا بتلفظك لهذه الألفاظ السوقية؟..

ارتبكت والدته وأخذت تنظر له بتأنيب، بينما اكتفى والده بنظرة حادة نارية شعرت أن توبيخًا حادًا ينتظره فيما بعد.

رمق الجميع بعدم تصديق ثم قال بغيظ: لقد تسببب في قتلي وانخفض مستوى ادائي ل...

قاطعته والدته وقالت من بين اسنانها متظاهرة بالضحك: لديك امتحانٌ بعد ثلاثة أيام اليس كذلك؟..ما رأيك أن تذهب وتبدأ في الدراسة له منذ الآن؟..

نهضت من مكاني ارمقهم بريبة لهذا الجو المشحون، فقد بدأت أشعر بالإختناق وقررت الخروج من الغرفة.

رغم أنني كنت جالسة في الهواء الطلق ولكنني كنت أشعر بالإختناق لذلك وجدت قدماي طريقها إلى الحديقة.
نزلت الدرج بملل وأنا أشعر بالضيق، كان هنالك خادمتان يتبادلن اطراف الحديث، وبدى لي أنهن انتهتا توًا من ترتيب غرفة الطعام.

لم ينتبهن لوجودي وقالت احداهن بإحباط: سيتزوجان في مطلع الشهر المقبل، لقد أخبر السيد دين السيد هانكس هذا الصباح، تخيلي معي كمية العمل المرهق الذي ينتظرنا.

تأففت الأخرى بملل وقالت: تبًا هم يتزوجون ويفرحون ونحن نعمل ليل نهار دون توقف، ظننت أنني سأصاب بحظ سندريلا عندما أعمل في منزل هانكس، ولكن أعلم أن لعنة عمتي المجنونة تلحقني ولن يحبني أحد احفاد هانكس.

لم أمنع نفسي من الضحك على حديثها ونزلت وتوجهت إليهن فشهقت الاثنتين برعب وانزلن بصرهن إلى الأرض.
توقفت أمامهن وقلت بمرح: سندريلا ومع احفاد هانكس ستبدو قصة مريعة حقًا.

رفعت صاحبة العينان العسلية بصرها نحوي وقالت برعب: آنسة كلوديا ماري تمزح وحسب لم تقصد ذلك صدقيني ل...

قاطعتها مبتسمة: لا بأس أعلم أنكما تمزحن ولكن مزاحكن اضحكني اعتذر عن تطفلي.

تنفستا الصعداء فتابعت بنفس الابتسامة: عن أي زفافٍ كنتن تتحدثن؟..

تبادلتا النظر بارتباك فسارعت المدعوة بماري تقول بتلعثم: نعتذر علينا تنظيف المطبخ قبل ان تغضب السيدة جورجيا. 

وامسكت بيد صديقتها التي رمقتها بذهول وركضتا نحو المطبخ.

وقفت أنظر لمكانهن باستغراب، وشعرت بالغضب بعد لحظات.

ـــ تبًا ما خطب الجميع اليوم؟..

تأففت وأكملت وجهتي نحو الحديقة، أفكر بهذا الزفاف الذي عكر مزاج كل من في المنزل اليوم، وبما فيهم أنا، ولم تسعفنِ قدماي المتورمة من التسوق في المشي كثيرًا لهذا جلست على النافورة وغمرت قدماي بها مستمعة بصوت تدفق الماء وبملمسه المنعش.

رفعت عيناي نحو السماء الصافية، أفكر في احداث اليوم من جديد، وحينها تذكرت صورة ايفان الغاضب، بقدر ما يثير حنقي، ولكنني أشعر برغبة عارمة في التعرف عليه، وبطريقة ما أشعر بالإحباط لأنه يتصرف وكأنني نكرة؛ لا وجود لها أمام عيناه.

ـــ الوغد المزعج، أين الروعة بحق الله في التعرف على شخصٍ يسيء معاملة الأكبر منه سنًا؟..

تذمرت وأنا أحرك قدماي بضجر في المياه ثم نفثت الهواء بملل، أريد حقًا أن أظهر له أنني لا أبالِ بوجوده، علي التفكير بأمرٍ يجعله يلاحظ عدم مبالاتي به.
كالتظاهر مثلًا بأنني امتلك حبيبًا، وأود ان أعرفه على جدي، أجل فكرة جيدة علي أن لا أبدو أمامه كالبطة السوداء التي لا يرغب أحدٌ في  مواعدتها.

ضحكت بخبثٍ وقد تحولت ضحكتي إلى صيحة تذمر عندما تذكرت أن كذبتي هذه ستنكشف عاجلًا أم أجلًا، فمن أين سأحصل على شابٍ وسيم، يلعب دور حبيبي المزيف.

نظرت إلى انعكاس وجهي في الماء وقلت بغيظ: بحق الله كلوديا ما هذه الأفكار المجنونة؟..لماذا أريد أن ابدو رائعة في نظر ذاك المتملق النرجسي؟..

زميت شفتاي بإحباط وتنهدت أرفع رأسي للسماء مجددًا،فلمحت ضوء سيارة قادم من بعيد.
يبدو أن أيفان عاد للمنزل، شعرت بالحماس، واعتدلت في جلستي وأخذت ارتب شعري بيدي مستعدة لخوض حرب كلماتٍ سأكون أنا الثرثارة الوحيدة بها.
كدت أن أخرج قدماي من النافورة؛ لولا أنني رأيت سيارته تسلك المنعطف المؤدي إلى اسطبل الخيول.

سحقًا له، كنت على استعدادٍ تام بمجادلته بكل احترافية، ولكن لا بأس سأنتظره حتى يدخل إلى المنزل فعلى أية حال لا يوجد شيءٌ ينتظرني غدًا ولا ضرر من التأخر عن موعد النوم.

سأجعله يندم على صراخه في وجه تلك المسكينة، وربما سأجعله يقع في حبي وأنا أريه كبريائي الرفيع الذي سيكسر هالة غروره هذه.

وانتظرت لما يقارب الساعة والنصف، حتى أن وركي تخدر من الجلوس، واعراض النعاس الغبية بدأت تتمكن مني.
تثأبت وأغمضت عيناي التي تلسعني  من شدة النعاس وكم رغبت في أن يحيطني غطاءٌ أحمر وورود سأذهب غدًا لمدرسة بيتر والعمل والزفاف سأخرج مع مارثا و...

لم أكن أعلم أنني نمت وأنا جالسة حتى فقدت توازني ووقعت داخل النافورة بكل قوة.
ارتطم رأسي بقاعدة تمثال البجعة وواجهت صعوبة في النهوض نظرًا للألم الفظيع والدوار الذي داهمني.

بدأ الماء يدخل إلى مجرى تنفسي وقبل أن أحاول الخروج شعرت بيدان قويتان تحيط بخصري وتسحبني بقوة خارج النافورة لتضعني أرضًا.
شهقت أخذة أكبر كمية اكسجين وعلى الفور بدأت في السعال بقوة.
تمكنت من الهدوء قليلًا ونظرت إلى أيفان الذي كان شاحب الوجه وينظر لي بعدم تصديق.
تبًا لهذا الإحراج المؤلم.

تأوهت وأنا أضع يدي على جبيني بألم، بينما قال هو بذهول: أتحاولين الإنتحار أم ماذا؟..

ـــ اوه اللعنة تبًا هذا مؤلم، ولا شأن لك بي أغرب وجهك عني لم أطلب مساعدتك.

قلت بإحراج وأنا أنظر إلى يدي التي لوثتها دماء جبيني فشهقت برعبٍ وقلت: يا الهي سأموت بسبب غبائي، تبًا لكِ كلوديا أيتها الحمقاء البشعة الغبية، اوه أشعر بالدوار لا أريد الموت لا زلت صغيرةً على ذلك.

نظف هو حلقه بجانبي فانتبهت لوجوده فقال وهو مثبتتًا عيناه على جبيني: هل أنتِ بخير؟..

صحت به بغضب فكل ما مررت به توًا بسببه: بحق الجحيم، رأسي ينزف الدماء ونصف مياه هذه النافورة الغبية دخلت إلى صدري وتسأل هل أنا بخير؟.. اذهب بسرعة وأطلب الإسعاف قبل أن أموت بسببك.

تنهد بهدوء ونهض يثني اكمام قميصه المبلل وقال بفتور: تموتين بسببي؟..ألم تلاحظِ أنني أنقذت حياتك منذ قليل؟..

بدأت في البكاء فألم رأسي في غاية الفظاعة وقالت صارخة بحقد: لو لم تصرخ في وجه تلك المسكينة اليوم لما انتظرتك ورغبت في التحدث معك أيها ال...

وبدأ فمي يتفوه بسيلٍ من الشتائم لا أظنه سمع بها يومًا فقد راقبتني عينان الزمردية بإزدراءٍ شديد ثم رفع حاجبه الأيسر قائلًا بتهكم: هل أنتِ حمقاء؟...

من نعت بالحمقاء لتوه؟..

طرفت بذهول وقلت من بين اسناني وأنا اضع يدي على جبيني حتى لا تنزف كل دمائي وأموت: أنا حمقاء؟..أنا هنا على وشك لفظ انفاسي الآخيرة من البرد والألم والنزيف وتنعتني بالحمقاء؟..

ـــ تبدين بخير طابت ليلتك كاثرين.

ارتعشت شفتاي بغضبٍ أكبر بعد جملته الباردة وراقبت جسده وهو يبتعد بخطواتٍ هادئة ليدخل فصحت بحدة وكرهٍ من وراءه: أنه كلوديا أيها اللعين.

وبعد أن ابتعد بمسافةٍ كافيةٍ عني امتلئت عيناي بالدموع وبدأت في البكاء بقوة من الألم والإحراج الذي تسببت به لنفسي أمامه.

تبًا كان يجب علي التظاهر بالإغماء عوضًا عن شتمه بصبيانية
#يتبع

Continue lendo

Você também vai gostar

8K 966 15
مُستمرة °×°×°×° رُوث، وإخوتها الستة وضيف جديد أُقحِم في حياتهم. اعتادت رُوث على تحمل مسؤولية بيتهم واخوتها الستة، فوالدها دائم السفر ووالدتها بعيدة ف...
19K 1.8K 35
لو كان باستطاعتي أن أنقذ نفسي بتغيير شيءٍ واحد فحسب، فسأختار أن أعود مُجددًا و مُجددًا إلى ذلك اليوم الذي التقيتُ فيه بـ چون بلاك - ذلك الرسام الذي ا...
665K 52.7K 27
" أيمكنني تقبيلُك؟.." همس وفي اللحظة التالية حصل الإنفجارُ العظيم. - في عام ٢٠٢٠ وبعد فترة طويلة من معرفة العالم سر المتحولين وكونهم مخلوقات حقيقية...
462K 35.7K 61
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...