الفارس و السمراء (رواية مغربية🇲🇦 مكتملة)

الثامن عشر

بقلمي: اسماء مكتفي

🍁
🍁
🍁
🍁
🍁
🍁
🍁
🍁
🍁

في جهة أخرى ،كانت مريم تقوم بعملها كالمعتاد .. دخل ذلك الشاب المحل وحده هذه المرة .. يمثل انه يختار بعض الملابس كالعادة ..

يوسف، شاب في الثالت و الثلاثين من عمره.. وسيم.. يمتلك ملامح رجولية جذابة.. استاد في جامعة العلوم الاقتصادية .. خلوق و جدي لا يحب العلاقات الغرامية العابرة..

توجهت اليه مريم بابتسامة : مرحبا فاش نقدر نعاونك ؟

يوسف بتوتر فهو لا يعلم كيف يتحدث الى الفتيات: ااا. اا بغيت نشري شي حاجة لديك البنت لي كتجي معايا.. انا كليان عندكم هنا الى عقلتي عليا..

مريم : هه اه اه عاقلة عليك.. فين بنتك مجبتيهاش معاك
يوسف بضحك: هههه لا هديك ماشي بنتي ..انا ممزوجش .. هاديك بنت ختي..
مريم: اه سحابلي بنتك.. اكملت برسمية: واخا كفاش نقدر نعاونك ؟

احس يوسف بالاختناق فلم يعد يتحمل السكوت اكثر من هذا ..

يوسف بجدية: شوفي ابنت الناس. انا غنجيك نيشان.. الصراحة انا كندير غير السبة باش نجي و نشوفك .. كتعجبيني و ناوي معاك المعقول ..

مريم بدهشة.: و من امتا هادشي؟

احس يوسف بالارتياح عند افراغ ما كان يكتمه منذ مدة طويلة.. اعجب بها حين ارتطمت به ذات يوم.. اخدت قلبه من اللحظة الاولى التي رآها فيها.. فهي ايقونة من الجمال تمشي فوق الارض..

سار خلفها ذلك اليوم يتبعها حتى حفظ عنوان عملها.. و اصبح يتردد عليه طوال تلك المدة مصطحبا معه نور ابنة اخته ليراها بعض الوقت..

يوسف بتودد: من شحاااال هادي.. فين ما كنبغي نصارحك مكنلقاش الوقت المناسب.. كيدخل شي كليان آخر ولا كتكوني مشغولة و اليوم قررت نجي نقول ليك لي فقلبي و لي ليها ليها.. انا باغيك للزواج الى قبلتي عليا معمرك غتندمي ..

صدمت مريم من ما سمعته منه.. ارادت ان تصرخ في وجهه اين كنت من مدة طويلة.. لماذا لم تأت قبل ان افقد براءتي.. قبل ان اسير في ذلك الدرب الفاسد و اخسر نفسي و كرامتي.. لماذا اتيت تغرس في خناجر الندم اكثر و اكثر ..

اجابته مريم متصنعة عدم الاهتمام: اا.. طلبك مرفوض.. الله يخليك هادي بلاصت الخدمة
يوسف: كتجاوبي دابا!! عل اقل خودي شوية الوقت و فكري ..
مريم: معندي فاش نفكر انا عارفة شنو كنقول..
يوسف: مزال مكملت حتا هدرتي و رفضتي مزال حتا معرفتينيش ..
مريم بتوتر: و انت كتعرفني لي دغيا بغيتي تزوج بيا ان...
قاطعها يوسف بترجي: الله يخليك متصرعيش.. فكري مزيان و خلينا نتعرفو على بيعضياتنا كثر.. و ديك الساع الى مبدلتيش رأيك انا غنحتارم القرار ديالك.

اومأت له بدون وعي.. اخد رقمها و تركها سابحة في صدمتها.. اختلطت عليها مشاعرها.. تتردد كلماته داخل رأسها..

سالت دموعها على خدها : شنو هادشي وقع دابا.. لللا ميمكنش انا منصلاحش للزواج.

قاطع شرودها دخول زبونة الى المحل.. نفضت رأسها من تلك الافكار عازمة عدم تغيير رأيها..إذا اتصل بها سترفضه فورا و انتهى الموضوع .

*************************

على الناحية الأخرى مساءا .. فتحت هبه عينيها ببطئ .. تشعر بتحسن عن اليوم الذي سبق .. تحس بشيء ثقيل حول خصرها .. ادارت وجهها لتراه نائم و هو يحتضنها من الخلف يتوسد شعرها بكل اريحية ..

احتقن وجهها تدفعه ليبتعد عنها .. و قفت و هي تصرخ في ارجاء الغرفة .. تفحص نفسها و ملابسها .. تخاف ان يكون قد تمادى بافعاله هذه المرة .. استيقظ فور سماعه صرخاتها ..

اسامة بكسل: مالك اش واقع ؟

هبه بصراخ: وااااش انت مكتفهمش .. واااا بعد مني اسيدي متبقاش تقرب مني ..

اسامة و هو ينهض من السرير بهدوء : مالك عاوتاني علاش كتغوتي ؟..

استفزها هدوءه .. ألقت تجاه وجهه مزهرية كانت بجانبها .. تجنبها اسامة بحركة سريعة لترتطم  بالحائط وراءه .. دخلت هبه في نوبة غضب تلعنه و تسبه .. تفرغ كل شحنات غضبها عليه .. تتمنى ان تمسك بتلابيبه تخنقه حتى الموت ..

هبه بصراخ و بكاء و غضب: قلللت ليك متبقاش تقرب ليا .. شنو بغيتي مني .. بعد مني حرام عليك خليني نمشي بحالي .. باركة هادشي لي درتي فيا بعد منييي ..

كان ينظر لها بألم يعتصر قلبه .. انا من اوصلتها الى هذا الجنون .. و لماذا ؟ .. لا شيء يبرر افعاله .. كانت مضطرة للبقاء معه في قصره لتحمي نفسها و عائلتها منه مجبورة على البقاء ليكف اذاه عنهم متحملة قسوته و اهاناته، ضربه و شتمه لها .. توجه نحوها يريد تهدأتها فهي لازالت ضعيفة .. حتما ستنهار اذا ما استمرت في الصراخ و البكاء ..

اسامة : تهدني .. غير تهدني انا غنبعد منك ..

علت صرخاتها ترجع الى الوراء : بعد مننييييي قلت ليك بعد منييييييي ..

احست بدوار ؛ كادت ان ترتطم بالارض ، اسرع نحوها ممسكا بها ..
احتنضها بقوة و هو يمسح على شعرها: ششش تهدني صافي ميكون غير خاطرك ..

كانت هبة تهتز داخل حضنه بعنف .. دخلت في نوبة بكاء مرير تحاول ان تخلص نفسها من بين يديه ..

تشهق و تبكي .. ضل يدفنها داخل صدره يحاول تهدأتها و هو يربت على رأسها حتى سكنت داخل احضانه .. تشهق و الدموع تجري على وجنتيها .. لم تعد عينيها تتحمل البكاء .. وجهها الاحمر و الدابل يعتليه الحزن .. تململت داخل حضنه ليحررها من بين يديه .. تنظر الى وجهه بضعف و ألم كأنها تشتكيه لنفسه .. تريد ان تخبره بما يفعله بها..

اما هو فقد كان ينظر اليها بحنان و حب و ألم هو الاخر ..  ينظر الى تعابير وجهها .. تبدو كطفلة مكسورة بوجهها الباكي .. حاولت النهوض لكن الدوار تمكن منها مرة اخرى ..

ساعدها على الوقوف موجها نظره اليها بحنان : خاصك تاكلي .. الطبيب قالك بلي ضروري خاصك تاكلي شيحاجة .. علاش بقيتي سادة عليك هاد المدة كاملة .. كون مجيتش كنتي غتقتلي راسك بالجوع؟ ..

هبه بعدم فهم : طبيب؟!

اسامة: اه كنتي سادة عليك هادي ثلت يام ..الخدامة مكنوش عارفين بلي كاينة حتا جيت .. كنتي سخفانة و جبنا ليك طبيب علق ليك السيروم و قال بلي خاصك تاكلي ملي تفيقي باش تولي لاباس ..

لاحظت هبه مكان إبرة المحلول على يدها تنزف بالدماء اثر نزعها منها بعنف عندما رأته بجانبها..

اجلسها اسامة على السرير.. توجه الى الحمام ليعود اليها و في يده علبة الاسعافات الأولية ..

امسك يدها وهو يضمد جرحها سائلا اياها : علاش بقييتي سادة على راسك؟ ..

نظرت اليه هبة بدون فهم : كيفاش علاش ..؟

اسامة : جاوبيني ..

اجابته هبة بحنق تنظر الى عينيه : ياك انت لي قلتي منشوفكش قدامي ولا نسمع حسك .. انا درت غير داكشي لي قلتي ليا ..

اسامة بسخرية: هه .. هي الا قلت ليك تقتلي راسك تقتليه ؟ ..

هبة بغضب : و شنو بغيتي نخليك ت..

اغمضت عينيها عندما تذكرت ما كاد يفعله ذلك الصباح ...

اسامة بهدوء .. لا يريد ان تعود الى نوبة غضبها فهي لازالت لم تستعد عافيتها بعد : صافي تهدني دابا متعصبيش .. انا مغنبقاش نقرب ليك..

هبه بصراخ : متعاوش تقيصني مرة اخرى ولا دير هادشي لي درتي اليوم .. انا ماشي مراتك باش تقرب حدايا ..

اسامة : ديري خدمتك فحال ديما و سمعي الهدرة و مغيكون حتا شي مشكل بيناتنا ..

كادت تجيبه لولا ان قاطعتهما دادة رقية بطرقاتها على الباب ..

اسامة: دخلي..

دادة رقية موجهة كلامها لهبة : كيف بقيتي ا بنتي شوية؟ ..

اومأت لها هبه بحزن..

دادة رقية: العشا واجد ا سيدي..

اسامة : واخا ..سيري احنا هابطين ..

هبة بعد ذهاب دادة رقية ببرود: مبغيتش نتعشا سير بوحدك ..

اسامة يحاول كبح غضبه: زيدي قدامي خاصك تاكلي باش تبراي ..

هبة بصراخ :قلت ليك مبغييييتش و ماشي شغلك فياااا .. انا كنتسنا غير امتا تسالي هاد العامين باش نمشي بحالي ..فهاد المدة انت متدخلش فيا ..

فقد اعصابه اثر كلماتها .. كيف تفكر في الذهاب بعد ان تعلق قلبه بها ..

امسك بذراعها بعنف كالعادة : راك كتحلمي .. عتابري داك الاتفاق اللي بيناتنا تلغى .. انت مغتبقايش هنا غير عامين .. انت غتبقاي هنا عمرك كامل ..

اتسعت عينا هبة لا تستوعب ما يقول : كفاش.. انت واااعدتيييني بلي غتخليني نمشي ملي تسالي عامين.. مستحيل نبقى معاك حياتي كاملة واش حماقيتي ..

مسح اسامة على رأسه بعنف .. فلا جدوى من الحديث معها لا تعرف سوى العناد و الصراخ .. هو قرر و رفضها لا يعني له شيئا ..

اسامة يحاول تمالك اعصابه : يلاه نتعشاو و نهدرو فهادشي من بعد ..

هبه بصراخ : مبغيييتش مااابغيتش واش مكتفهمش؟

امسك اسامة بيدها و جذبها وراءه نازلا السلالم نحو مائدة العشاء .. تحاول تخليص يدها لكنه اقوى منها .. اجلسها فوق كرسي المائدة .. تنظر اليه بغضب ..

جلس بجانبها يشير الى الطعام : كولي ..

هبه بتحد : ماااابغي...

قاطع كلماتها بلقمة وضعها بعنف في فمها ..

اسامة بنظرة خبيثة: غتاكلي ولا نوكلك بيدي..

هبة بحنق و عيناها تتلألأ بالدموع و فمها ممتلأ بالطعام: صاااافي غناكل غنااااااااكل ..

بدأت تأكل طعامها بغضب طفولي تحت مراقبة اسامة و هو يكتم ضحكاته..

ماهذه البوكاهونتس العنيدة .. كانت تتمتم بكلمات غير مسموعة و هي تأكل .. فهم انها تشتمه في سرها .. لم يعقب على فعلها ذلك .. فهي مريضة الآن .. سيعاقبها في وقت لاحق..

فجأة وقفت ليسقط الكرسي وراءها : ساليت ..

توجهت نحو غرفتها تضرب الارض برجليها بغضب .. لينفجر اسامة بضحكاته التي كان يكتمها .. لم يضحك هكذا منذ زمن طويل .. تضحكه حركاتها الطفولية .. يتعلق قلبه بها اكثر فأكثر .. كان يفكر كيف ستتقبل قراره الجديد في الصباح .. و كيف ستكون ردة فعلها ..

اكمل عشاءه ثم صعد الى الطابق العلوي .. نحو غرفته .. تمنى لو كانت ساكنة بين احضانه الآن يدفن رأسه بين خصلات شعرها الطويل .. اغمض عينيه بابتسامة .. يتمنى ان يتسامران داخل حلم من احلامه..

اما هي فقد كانت تجوب الغرفة ذهابا و ايابا .. تفكر في إلغاءه اتفاقهما .. ذلك الوسيم اللعين ..

قررت ان تترك القصر : غنمشي بحالي و لي ليها ليها.. اللهم الحبس و لا هاد جهنم لي معيشني فيها ..

جلست على سريرها.. تذكرت نظراته لها و اهتمامه.. بها : هادا مالو طاح على راسو؟ .. يعلم الله لاياش كيخطط .. هادا باينة فيه مريض فراسو و الى بقيت معاه شي نهار غيلوحني من شي زابوق..

اكملت بابتسامة شاردة: بففف شحال بوكوص هاد المصيبة ..خسارة فيه داك زين كامل ميستاهلوش الحمار لاخر..

انتبهت لما قالته بفزع .. نفضت هذه الافكار من عقلها .. جهزت حقيبتها و نامت و هي تفكر كيف ستخرج غدا من هذا الجحيم ..

استيقظ بعد منتصف الليل .. يتوجه الى غرفتها على اطراف اصابعه كالعادة .. حاول فتح الباب بهدوء لكنه كان مغلقا بالمفتاح  ..  ااخ من تلك اللعينة .. رجع الى سريره بغيظ .. غدا سيهشم قفل ذاك الباب الذي يقف بينه و بين حوريته.

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

متنساوش تفوتيو و تعطيوني آراءكم

⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️