قناعتك (6)

120 18 20
                                    


بينما كان ثلاثتهم يهمون بالرحيل استوقفتهم كلمات بيدرو المفاجئة:
«ما المهم في الأمر؟» قال مطرقًا رأسه وتغلفه هالة من السوداوية.

_«أي أمر؟» سألت بياتريس وهي تعود لمقعدها.

_«الفتيات، النساء، اللاتي قتلتهن. ما المهم؟ لم تستجوبونني بهذا التفصيل؟ أمن أجل بضعة طفيليات تزعجون فنانًا مثلي؟»

نظرت له المحققة نظرة يشوبها الكره والقرف.

لم يتردد فابيو ووجه له لكمة أسالت جانب فمه، ليبصق بيدرو الدم ويضحك بسخرية فيظهر صف أسنانه المصطبغ بالحمرة.

_«هذه ليست قبضة صحفي»

_« أصبحت يدي أقوى من كثرة الكتابة»

نظر له بيدرو لبرهة، ليقول مبتسمًا:
«لكن هذه يدك اليسار»

ليقترب منه فابيو قائلًا بإبتسامة:
«إنني أعسر» ثم عاد ليجلس على كرسيه بجانب بياتريس التي سألت:
«ماذا تعني بطفيليات؟»

ليضع بيدرو قدمًا على قدم ويميل رأسه للخلف ويتحدث:
«أظهرت لي جرائمي منحنياتٍ كثيرة من شخصيتي، فكما تقومين أنتِ بمساعدة المرضى لتكتشفي ذاتكِ أنا كذلك، أعتبر جرائمي تلك جزئًا من رحلة بحثي عن الذات»

كانت بياتريس تستمع بإهتمام بينما شغلت جهاز تسجيلها سرًا لتهمس:
«الجلسة رقم ٢» ثم رفعت صوتها سائلة:
_«وما الذي كشفته جريمتك الأولى»

_«حقيقتي، كما أخبرتكِ سابقًا» قال بيدرو لتصدر بياتريس آهة تذكر.

_«وهذه؟»

_«أظهرت لي قناعاتي الشخصية التي لا تحتمل الجدال»

_«أيمكنك اخبارنا عنها؟»

_«ليس قبل أن تجيبي عن اسئلتي... كما اتفقنا» قال لتصمت الطبيبة.

«اتفاق؟» سألت نيكول.

«أي اتفاق؟» وكذلك فابيو.

«سوف يقوم بيدرو بالإجابة عن كل اسئلتي مقابل أخذ رأيي في بعض الأمور» قالت بياتريس.

نظرت لها نيكول بملل لتقول:
«يبدو أنكما على وفاق»

_«ما رأيكِ في هذا العالم؟» سأل بيدرو مسكتًا ثلاثتهم.

_«ماذا؟» قالت بياتريس بإضطراب لكنها سرعان ما لاحظت نظرات جميع من في الغرفة التي اتجهت نحوها، إبتلعت ريقها وشدت قناع البرود على وجهها وأجابت بآليه، كأنها قد حفظت الإجابة وتدربت عليها مرارًا:
«أرى أنه مكانٌ جيد للكادحين الحالمين وجحيمٌ للمتكاسلين المتواكلين»

_«جيد، وما رأيكِ في لوينا؟ من أي نوعٍ هي؟»

_«أرى أنها من الكادحين» أجابت ثم حكت أنفها.

نظر لها بيدرو مطولًا قبل أن يلتفت لنيكول مشيرًا لها:
«وأنتِ، أريد رأيكِ بصراحة»

لتدحرج نيكول عينيها وتقول بملل:
«أرى أنها من التعساء أصحاب الأحلام الحمقاء والآمال الحقيرة؛ فكل ما كانت تقوم به هذه الفتاة هو العمل صباحًا كنادلة والإحتفال بمجون ليلًا، لا مكانة، لا جامعة، لا مستقبل»

جواربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن