السادس (10)

77 14 25
                                    


تنقلت باعوضتنا برفقة أحد الحراس عبر ممرات السجن، وتوقفت عندما رأت عروقًا تنضح بدماء طازجة وكانت تلك عروق الزوار الذين يأتون كل أسبوع لزيارة نزلاء السجن.

طافت بينهم حتى حطت على إحدى الجدران لتستمع لصوت نيكول المندهش.

«ماذا تعني بأن لديه زائر؟»
تسائلت نيكول مقطبة.

«هذه الحقيقة أيتها المفتشة، أحدهم يريد رؤيته واليوم يوم الزيارة لذا لا يوجد مانع»
قال أحد الضباط.

«لكن بيدرو ليس نزيلًا»

«لكنه سيكون قربيًا وبحقيقة وجوده هنا تجعله نزيلًا» قالت بياتريس ثم نظرت لنيكول وهي تطرق رأسها تفكر في الموضوع.

«لم لا تتركيه يتحدث معه في وجودنا وبذلك سنستطيع معرفة حقائق ستفيدنا» تحدثت بياتريس مجددًا لكن نيكول تجاهلتها وتوجهت لزنزانة بيدرو لتجده نائمًا فصرخت:
«استيقظ! هيا لديك زائر»

تجعد وجهه ثم انفرد مجددًا، همهم بيدرو لنفسه بإستهجان ومسح وجهه قبل أن يفتح عينيه لتقابلا الحراس الذين إقتادوه عبر الممرات وباعوضتنا تتبعهم.

وعندما وصلو لغرفة الزيارات تجاوزها وأخذوا منعطفًا لغرفة أخرى يوجد بها كرسيان وطاولة يبدو أنهم  قد وضعا خصيصًا له ولزائره، أجلسه الحراس ثم أتوا بزائره الذي عندما رأه بيدرو فغر فاه وفتح عينيه بتفاجؤ ثم بدل ملامحه وحول فاهه الفاغر لإبتسامه جانبية.

لقد عرف هوية الزائر.

تقدم الزائر الذي يبدو عليه التعب فوجهه أبيضٌ باهت قد حددت عينيه هالات سوداء حولهما وأنفه الدقيق محمر متسع الاوداج وفمه المعقوف جاف الشفاه كما يفترس شعره الاشعث قطيع زاحف من الصلع و الشيب لكن ملابسه المهندمة عكس وجهه توحي بأنه ذو جاه فبذلته التي يتسربلها سوداء رسمية ذات ربطة عنق زرقاء وقميص ابيض.
إذا دقق أحدهم في ملامحه المبعثرة سيري بقايا رجلٍ وسيم في نهاية الثلاثين لكن حزنه وتعبه جعلا شكله وكأنه رجلٌ خمسيني.

جلس هذا الرجل مقابل بيدرو ويغلب عليه التشتت، لاحظت بياتريس ذلك فأعطته كوب ماء فأخذه منها شاكرًا بيدٍ مرتعشة.

رفع نظره لبيدرو الذي لم تزل من وجهه ملامح السخرية وقال:
_«اتذكرني ؟»

_«وكيف انساك يا مارتن» قال بيدرو.

_«إذًا انت تذكرهما»

_«أجل، أقدم لك أحر تعازيي»
قال بيدرو بصورة رسمية وقد إكتسى وجهه بالجدية.

إحمر وجه مارتن بشدة وزادت شدة قبضته المرتعشة على كوب الماء لكن وضعه على الطاولة ثم قرب يديه من بعضهما وطفق يضغط على كل يد بالاخرى.

_«أريد فقط معرفة السبب»

_«الجميع يريدون معرفة السبب» رد بيدرو مرجعًا جسده للوراء وفاردًا يديه بصورة إستعراضية.

جواربWhere stories live. Discover now