ضعفك (خيبات) (15)

44 8 3
                                    

لقد أعجب بيدرو برايما فايم منذ لقائهما الاول.

كانت تمشي بروية في فستانٍ أزرق هادئ، بلا تبرج عدا عن حمرة شفاه وشعرها ينساب خلفها بلا ترتيب معين، وزوجها يخاصرها بفخر بينما لسان حاله يقول: أنظروا لهذه الفاتنة التي برفقتي.

لكنه كان يرنوها من بعيد.

يتفحصها بدقة متناهية.

بشعرها الاحمر الملوث ببعض السواد وعيناها الزرقاوان، كانت بساطتها اليوم تصيبه في مقتل، فهو يحب المرأة بلا أي اضافات.

لقد ابصرها كثيرًا على شاشة التلفاز لكن على الواقع...

بدت شيئًا آخر. بدت له فتاة مناسبة الموت معها أو في سبيلها.

وقفت بجانب المشرب بينما زوجها يشعل سيجارة ويتحدث مع أحدهم بجدية، ثم نظر لها وطلع قبلة مليئة بالنيكوتين على بشرتها العاجية وذهب مع من يتحدث إليه.

وفي اللحظة التي غادرها زوجها، شد بيدرو خطاه نحوها ليرحب بها.

«أهلًا بك الي معرضي آنسة...» قاطعته قبل قول اسمها:
«لا داعي للأسماء سيد بيدرو فإذا عرفت اسمي ستتفاجأ من هول شخصيتي مقارنة بشكلي»

قالت ليبتسم، لقد اعجبته ثقتها بنفسها.

«لكنني بالفعل أعلم أنك الممثلة الكبيرة آنسة...»
قاطعته مجددًا قائلة:
«أنا لست آنسة، أنا سيدة»

تابع إبتسامه وعقله يشجعه على البوح بما يدور به:
«الألقاب على قدر الجمال. فجمالك صبياني، بريء وشاب فهو جمال آنسات، أما جمال تلك المرأة مثلًا فهو جمال رزين متحفظ، جمال سيدة تعلمت كيف تلجم عفوية جمالها»

قال ذلك مشيرًا الي إحدي السيدات بجانب المشرب.

إبتسمت، لكن سرعان ما خبت ابتسامتها.
تابع متحدثًا:
«قلت لي هول شخصيتكِ لا يقارن بشكلك؟ أجل هو كذلك، فهيئتكِ متواضعة بشدة يا آنسة.»

صمت عن إسمها فقد علم علم اليقين أنها لا تريد سماعه.

ابتسمت بدورها لفعلته هذه وإحمرت وجنتاها من الاحراج مباشرةً وتداركت أنها قد قصرت تلك الليلة في هيئتها فلم تظهر جميلة كعادتها في مهرجانات عروض افلامها الأولى.

تصنعت إبتسامة جديدة وأردفت:
«إن الناس يبالغون في تكبير اسم أحدهم لدرجة أنه قد ينسى أن يتجمل...يظن ان اسمه يكفيه جمالًا»

وقبل أن يحصل على فرصة للرد، ناداها زوجها ليقدها لأحدهم.

«تشرفنا سيد بيدرو» قالت مودعة.

اكتفى بيدرو بأن رفع يدها وقربها من فمه وطبع قبلة طويلة وعيناه لا تفارق عيناها.

حاولت بلا أمل جذب يدها خجلًا لكنه لم يرد أن يعيدها لها.

جواربWhere stories live. Discover now