غيرة

الجزء الخامس: ناغيسا يشعر بالحزن

عاد ناغيسا من التجمع متعبا، رمى بنفسه على سريره دون ان يخلع حذائه حتى ثم نام وسط دموعه.

استيقظ على منبهه الذي يصرخ به طالبا منه ان يتجهز لدوامه، يرفع نفسه بثقل من على السرير وهو يغلق المنبه، يفرك اعينه المحمرة من طول البكاء ويتوجه الى الحمام ليغتسل.

تحت الماء الحار تنساب دموعه مرة اخرى، لا يدرك ما خطبه، انه ليست المرة الاولى التي يدخل فيها كارما علاقة مع احدهم، لكنها المرة الاولى التي تبدو فيها العلاقة جدية، لطالما كان كارما يدخل علاقات مكونة من ليلة واحدة او اسبوع، لم يكن الامر له اكثر من تفريغ جنسي، عرف كارما الكثير من الفتيات في حياته وخلال اسفاره لكنها كانت علاقات جنسية بالمجمل.

اما علاقته مع ريو كانت تبدو مختلف، شهق ناغيسا خلال بكائه عندما تذكر كيف كان ينظر كارما لريو وكيف داعب شعرها، لماذا لم يخبره كارما عن علاقتهم من قبل وما مدى قوتها.

يستحيل لعلاقة كارما و ريو ان تكون علاقة مؤقتة، كارما لن يلعب بمشاعر صديقة وزميلة قديمة لهما، الوجع تعاظم في صدره وصوت شهقاته تعالى حتى اخذ يسمع صوت صدى بكائه.

كان دائما يعتقد انه يكفيه ان يكون بجانب كارما كصديق، كان يعرف انه من المستحيل ان يكون اكثر من ذلك بالنسبة لصديقه واعتقد انه لا بأس بذلك.

علاقات كارما المتعددة كانت تحزنه ولكنها كانت تنتهي بسرعة، اما هذه المرة فهو يمكنه تخيل كارما يحيط خصر ريو في زفافهما.

خرج من الحمام وهو يشعر ان كل هذا البكاء لم يخفف عنه بل على العكس اصابه بالتعب اكثر، بانهاك يفتح خزانته ويسحب قميصا قماشيا مخططا بشكل عرضي ويرتدي معه بنطال اسود من الجينز.

يفتح احد ادراجه ويسحب منه مجفف الشعر الكهربائي، يضغط زر التشغيل فلا يعمل، يتأكد من انه وصله بقابس الكهرباء لكن يأبى المجفف ان يعمل، وفي لحظة غضب يرميه على الارض بقوة فيكسر.

يتأفف بانزاعج وهو ينظر للساعة لم يبقى لديه وقت، سيخرج من المنزل بشعره المبتل.

كان الجو خارجا باردا قليلا، كانت نسمات الهواء تضرب وجهه في طريقه الى موقف الحافلات، شعور الهواء الذي يداعب شعره المبتل كان مزعجا، كما ان قميصه القماشي لم يكن ثقيلا كفاية.

كانت الحافلة ممتلئة كالعادة، واضطر ناغيسا ان يترك مقعده احتراما لرجل عجوز ويقف ممسكا بالقضيب الحديدي، يقف امامه طالبي ثانوية يتغازلان، تحمر الفتاة وهي تلعب باطراف تنورتها القصيرة من اقتراب حبيبها الشاب وهماساته لها.