الجزء الاول: ناغيسا الثمل

3.7K 184 34
                                    


كان كارما يجهز المائدة بعد أن اعد العشاء لشخصين،  لم يكن عشاءا متكلفا او رومنسيا بأي طريقة فقد اعد كارما بضع قطع من الهامبرجر واشترى بعض البيرة، قد كانت خطة الاثنان لعطلة الاسبوع ان يثملا.

لم يكن انتهى تماما من نقل جميع الاغراض الى المائدة عندما رن جرس الباب،فتح كارما الباب دون ان يسأل عن هوية من خلفه وتركه مفتوحا بينما عاد لتجهيز الطاولة.

اقفل ناغيسا الباب خلفه ولحق بكارما، خلع معطفه وعلقه ثم جلس على طاولة الطعام.

:اذن كيف كان يومك؟

ابتدأ كارما بالحديث وقد انتهى اخيرا من تجهيز الطاولة.

:سيئًا.
واتبع كلمته بفتح عبوة البيرة المعدنية،بالنسبة لكارما لم يكن هناك داع للاستعجال سيثمل قريبا ويخبره بكل شيء.

كارما يحب هذه الليال كثيرا، لا يطول الأمر كثير قبل ان يبدأ ناغيسا بالإفراط بالشرب،وعندما يثمل يصبح ظريفا جدا كما انها فرصته ليعرف كل مايريده.

هناك شيئان يعرفهما جيدا عن ناغيسا المخمور

الاول انه لا يكذب ابدا
والاخير انه لا يتذكر اي شيء قاله في صباح اليوم التالي.

وكارما كان يستغل ذلك بأفضل طريقة ممكنة، اذا اراد معرفة شيء لم يكن ناغيسا يريد اخباره به كل ما عليه ان يشتري دستة من علب البيرة، كذلك ان كان كارما متخما بالمشاعر ويشعر برغبة في اخراج كل ما في صدره فلا يوجد افضل من ناغيسا الذي  سينسى كل كلمة قلتها في الصباح.

كان ناغيسا يبدو منزعجا وقلقا وقد كان ايضا انهى لتوه عبوة البيرة الاولى، وقبل ان يفتح الثانية اخذها كارما من بين يديه.
: لنتناول الطعام اولا ثم بإمكانك شرب ما تريد.

تناول ناغيسا قضمة كبيرة من شطيرة الهامبرجر التي امامه ، وبدأ محادثات عشوائية مع صديقه القديم ، معظمها يتحدث فيها كارما عن اعباء العمل المتزايدة مؤخرا عمله كبيوقراطي اصبح متعبا حقا.

بدأ كارما يدرك ان ناغيسا اصبح ثملا عندما احمر خديه كما ان عينيه قد اصبحت نصف مغلقة، علب البيرة المعدنية الفارغة او شبه الفارغة كثرت على الطاولة، وبالرغم ان كارما كان شرب اكثر مما شربه ناغيسا الا ان قدرته على تحمل الكحول كانت اكبر.

نظر ناغيسا مطولا الى صديقه صاحب الشعر الأحمر قبل ان يتنهد بعمق،كان العبوس يحتل وجهه،كان كارما مدركا ان شيئا حدث له اليوم، لم يقل شيئا ولكنه كان ينتظر.

: احد طلابي اليوم كان يتصرف بغرابة منذ الصباح.

قال ناغيسا ثم صمت وكأن الاحداث غير مرتبة في رأسه ولكنه اتبع بعد عدة ثوان

غيرة Where stories live. Discover now