أخذت دلوَ الماء و المِمسَحة التي هيَ عبارة عن قطعة قماش يَمسحونَ بها الأرض بعدَ غسلِها الصعوبة تواجهها في كُلِ خطوة تَخطيها لا تُجيدَ العَمل فهيَ قَد عاشت في الشارع و مِن ناحية أخرى الخادمات تَحجرت قلوبهنَ يَسخرنَ مِن عَيناها الضريرة

و عدم الأهتمام بنَفسِها "رائحتكِ لا تُطاق ألم تَغسلي ثَوبكِ و مَظهركِ بَشع يا اللهي" تَسخر منها إحدى الخادمات و سول تَكتَفي تُدخل الكلام مِن إذن و تُخرجه مِنَ الأخرى التَنمر قَد إعتادت عَليه مِن قُساة القَلب الضَعيف لديهم مَحط للسُخرية

تَنقل الماء بالدلو تَغسل بهِ المَطبخ تُنظف بعشوائية لكن أصرت على التَعلم مِن أول عَمل و يَجب على عَملها أن يَكون عندَ حُسن ظَن رَئيسة المَطبخ جَزأت المَطبخ إلى أقسام و قامت بأتباع تلكَ الأقسام و قد أحسَنت تَنظيفه مِما أثارَ فضول الخادمات

كيفَ إنها أجادت عَملها رُغمَ عَيناها أهلكَها التَعب لازالت لم تَعتاد طَلبت مِنَ الخادمات أن يُدلنها على مَوقع الماء في المَطبخ "ذلكَ الصنبور في يساركِ على بُعدَ أربع خطوات" أخذت سولا خطواتِها حَيثُ أدلتها أخذت كوباً ملأته مِنَ الصنبور

ثمَ شَربته ضَحكت الخادمة دَقتها الأخرى على ذراعِها "لِماذا فَعلتِ ذَلك" ضَحكت الخادمة بخفة فهيَ قَد جَعلت سول تَشرب مِن صنبور غيرَ صالح للشُرب "الأمرَ مُمتع أليسَ كذلك" يَتهامسنَ فيما بَينهنَ أخذت إحداهنَ الحَليب و سَكبته على الأرض

في هَذهِ الأثناء دَخلت الرَئيسة انحَنينَ أمامها كذلكَ سول الأبتسامة تَرتَسم على وجهِها تُريد مِنَ الرَئيسة أن تُثني على عَملها الجاد حَيث تَعبت بتَنظيفه "سَيدتي لقد أنهيتُ عَملي هل أحسَنت" نَبست سول تسأل الرَئيسة عَن عَملها

حَدقت الرَئيسة حَولها كانَ كُلَ شَيء نَظيف لكن تَوقفت حُدقيَتيها عندَ الحَليب الذي يَسيل على الأرض قَد أفسدَ نظافة عَملها "أتَمزحينَ مَعي أم إنكِ غَبية لا تَستوعبين ما هَذهِ القذارة على الأرض" صاحت بها بِغَضب أفزعها

لم تَعلم عَن أيّ قَذارة تَتحدث فهي قَد تأكدت مِن غَسلهِ و تَنظيفه لمرات عَديدة "قفي عندَ الحائط و استَديري" أمرتها و نَفذت سول أمرها فنبرتِها كافية لتُخيفها وقفت عندَ الحائط و الرَئيسة تَقف خَلفها ضَربتها بالعصا على ظهرها لخمسِ مرات

لكن قوة الضَربة تُعادل خمسونَ ضَربة تَألمت سول تَتمسك بثوبِها لكن لم تَبكي أو تُبدي رَدة فعل فكانت أقوى مِن أن تَترك عَيناها يُغلقان إلى الأبد تَوقفت الرَئيسة عَن ضربها أمرتها أن تَستَدير نَحوها فَفعلت و الأمر الذي أدهشهنَ و أدهشَ الرئيسة

// ثلاثونَ خطوة \\Where stories live. Discover now