الفصل الواحد والعشرون.

2.9K 126 4
                                    

#الفصل_الواحد_والعشرون.
#مملكة_الشياطين.

"بسم اللّٰه الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم."🧡

تصاعد الغضب فى جسده، وتململ فى مقعده وعيناه تطلق أسهم نارية من شدة غضبه، ما عرفه الآن يكاد يقتله يفتفت قلبه، منذ حادثة السرقة وهو يبحث عن من فعل ذلك، ولسوء الحظ كاميرات مكتبه كان بها عطب فلم يتعرف على من سرق الورق من مكتبه، شدد بقبضته على حافة مكتبه بعنف جلي يسحق أسنانه قهرًا عندما تذكر دخول الموظفة إليه منذ قليل تخبره أن أخر من دخل مكتبه كانت حبيبته سيلا!
احمرت عيناه ونفرت عروقه، فهي خدعته تقربت منه كي تساعد والدها!
كانت تجمعهما خيوط رفيعة واهنة والآن تقطعت بضراوة ليحطم قلبه، ولكنه لن يستسلم لألمه، حيث برقت عيناه بقسوة عازمًا قطع كل الخيوط الباقية التي تجمعمهما حتى لا يظل ولا أثر واحد لها.
دخل آسر الأخر محطمًا أشلاء، نادين عادت لأفعالها السابقة تتجاهله بقسوة وكلما حاول الإقتراب منها تجد طريقًا مدمرًا لقلبه لتبتعد.
جلس أمامه عابسًا ليسأل جاسر:
_ عرفت مين اللي سرق الورق؟
هز جاسر رأسه وعيناه تزداد قسوة وتحجرًا ليقول بتنهيد:
_ عرفت هي اللي عملت كدا.
طرف إليه بعدم فهم ليضيف جاسر: سيلا، خدعتني ووقعتني بحبها عشان تدمرني.
خفق قلب آسر لحالة أخيه، هو لن يظهر ضعفه أو وجعه ولكن ما سيظهره بقوة غضبه وقساوته، نظر لعدستي أخيه يبحث فيهما عن أي خيط يكذب ما عرفه ليقول:
_ ممكن تكون مسرقتهمش يا جاسر وأنت فاهم الموضوع غلط.
هز جاسر رأسه بقوة ينفض هذه الفكرة من عقله ويصر على تأكيد ما عرفه:
_ كل الأدلة مثبتة عليها.
وأضاف بصوت هامس لم يصل لآسر:
_ للأسف.
تنهد قبل أن ينهض على قدميه مردفًا:
_ يلا عندنا إجتماع.
______
اختض قلبها بشدة عندما إستمعت لأزيز هاتفها بينما هي تستذكر دروسها، برقت عيناها بجذل وسعادة لتنهض من فراشها وأوصدت باب غرفتها بإحكام وعادت لتفتح هاتفها قائلة بلهفة شغوفة:
_ دكتور مالك أزيك.
جائها صوته العابث يخجلها:
_ وحشتيني يا رضوى.
فقد قلبها نبضاته من نبرته الولهة هذه لتقول بتلعثم مغيرة دفة الحديث:
_ هو في حاجة ولا أيه؟
ظهر صوته الحانق بشدة:
_ لا يا رضوى مفيش حاجة، روحي ذاكري.
ضحكت على نبرته العابسة هذه ليزداد غيظه منها، لتقول ببسمة تتراقص على شفتيها:
_ خلاص بقا ما تتقمصش، وبعدين شعورنا متبادل، اللي أنت بتحس بيه أنا كمان بحس بيه.
تشنجت عضلات وجهه لتسرب كلماتها إحساس أخر بقلبه، أغلق الهاتف معها على عجل لينفرد بماهية هذا الشعور الذي يداهمه.
أيمكن أن يكون وقع بغرامها بخجلها، بروحها الطاهرة التي دنسها بضراوة وهي غافلة لا تعلم ما هو مقدم عليه بكل جهل منها؟!
نفض عن عقله تلك الأفكار التي تعارض ما قرره، فهي أول فتاة تستعصي عليه وتنفر منه وهو جميع الفتيات تبسط قلبها تحت طاعته!
إنساق وراء غروره وعنجهيته ليقسم أن تأتيه طواعية وها هي فعلت بكل طيب خاطر منها.
دق هاتفه ليأتيه صوتها الباكي وشهقاتها المتعالية:
_ مالك أنا محتاجاك.
________
_ وه يا منصور رايح تتعارك ويا المطاريد عاد! أنت خابر كيف هم واعرين جوي يا ولدي.
قالها صادق بخوف جلل على ولده ومن ما فعله، ليرد منصور بقوة وتمرد مستنكرًا:
_ يعني كنت عايزني أعمل أيه يا أبوي أهمله ياخد أرض الحاج محروس غصبانية ووضع يد؟ لاه يا حاج معسكتلهمش واصل.
تدخلت أمه فى الحديث تسأله:
_ وأنت عرفت كيف يا منصور عاد؟
إستدار لها مجيبًا:
_ جاني ولده أصغير يستنجد بيا، وخبرني إن مطاريد الجبل عايزين ياخدوا أرضه بمحصولها، إتحدت وياهم بالحسنى لكنهم رفضوا وتعاركنا وضربتهم.
صكت أمه صدرها شاهقة تقول:
_ يا مري يا ولدي، ضربتهم! دول معيسكتوش واصل، ولازمن هياخدوا بحقهم.
زجرها الحاج صادق:
_ وه فال اللّٰه ولا فالك يا مخبولة أنتِ.
كانت ورد تستمع لحديثهم بينما تعد مائدة العشاء، لا تعلم ربما شعرت بالقلق عليه، فهي على علم ببطش "مطاريد الجبل" وأنهم لا يرحمون أحد يقف أمامهم أبدًا، دعت اللّٰه سرًا أن يصلح الأمور حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه.
___________
يحيط بها بذراعه بينما شهقاتها تتعالى بقوة، ضائعة هي مشتتة، ومالك يهدئها بحنان يربت على ظهرها، ليقول برفق متسائلًا:
_ مالك يا سيلا؟ أيه اللي حصل؟
ارتمت على صدره بنشيج حار تقول بتلعثم من قوة شهقاتها:
_ أنا خسرته... خسرته يا مالك بجهلي.. آااه، موجوعة مالك، موجوعة عليه.
لثم مقدمة رأسها بحنان مردفًا:
_ اششش، أهدي يا سيلا كل حاجة هتتحل.
انتفضت من تحت ذراعه لتبتعد عنه قليلًا بعبرات تتسابق على وجنتيها:
_ كل حاجة باظت يا مالك.. هو كرامته مش هتسمحله حتى يسمعني ويصدق أني كنت مظلومة.
صمتت تزيل دموعها المستكينة على خديها ثم هتفت بضياع:
_ عارف يا مالك أنا صدقت بابا.. صدقته وكذبت الشخص الوحيد اللي حبيته وحبني، أكتشف النهاردة أني عايشة فـ كذبة كبيرة مع بابا.. فهمني أن جاسر طمعان فيا وفـ فلوسنا، وأن جاسر اتهمه بأنه سرق الورق عشان.. عشان بابا أكتشف خطته هو وأبوه...
قطعها مالك بهدوء يسألها متخبطًا مما تقول:
_ أهدي يا سيلا وفهميني أيه اللي حصل.
حكت له بداية حبها لـجاسر وعلاقتها به إلى تلك المشكلة التي فرقت بينهما، وأخيرًا حقيقة والدها.
سألها مالك مرة أخرى:
_ عرفتي أزاي أنه هو اللي سرق الورق؟
أجابته قائلةً:
_ مرات عم جاسر هي اللي متفقة مع بابا وهي اللي قدرت تسرق الورق دا، بس شكله بابا كان وعدها بشيء وبعدها خلف وعده فـ جت الفيلا واتخانقت هي وبابا ووقتها سمعت اللي بينهم وخطتهم الحقيرة بأن بابا ينافسهم ولا كمان يكون أحسن منهم ع حسابهم وحسابي.
جز مالك على أسنانه بعنف من أعمال والده، فهو دمر حياته سابقًا وها هو ذا يفعلها مرة أخرى مع شقيقته سيلا!..
طرفت إليه سيلا بعتاب ينطق به عيناها قبل شفتيها:
_ كدا يا مالك تبعد عني بالشكل دا؟ حتى متسألش فيا ولا حتى تعرف أخباري، حتى خطوبتي متعرفش بيها!
اخفض نظره بحرج فهو أهمل شقيقته كثيرًا وهي محقة فى عتابها له.
تنهد بعمق قائلًا:
_ ما أنتِ عارفة يا سيلا وضعي، من وقت ما أبوكِ طردني من الفيلا وأنا بعيد عن كل حاجة، يلا اللّٰه يسامحه ع اللي عمله فيا، سامحيني يا سيلا من النهاردة مش هبعد عنك تاني، وهحل كل الأمور دي متخافيش.
عانقته بقوة تستمد منه طاقتها التالفة من فراقهما والأصعب صدمتها بوالدها!.
همس لها بصوت متحشرج:
_ سيلا أنتِ بتحبي جاسر للدرجة دي؟!
هزت رأسها بقوة وقالت:
_ أوي يا مالك، بحبه أوي.. هو الوحيد اللي لقيت الأمان معاه وهو الوحيد اللي بيفهمني، لكن قلبي اتكسر لما سابني... كنت بتمنى أنه يحاول يكلمني أو حتى يفهمني وجهة نظره، لكنه بعد بشكل مؤذي أوي لقلبي.. الكسرة وحشة أوي يا مالك.
ترددت كلماتها مرارًا فى عقله حتى ألمه من كثرة التفكير به، فما يفعله بـرضوى سيؤذيها لا محالة ولا يعرف لما إنتابه شعور بالخسة من نفسه، ما تعانيه أخته الآن ستعانيه رضوى عندما تكتشف أن حبه لها ما هو إلا لعبة محيكة من طرفه لإنتقام أهوج لا يعلم لما يتمسك به لهذه الدرجة!
____________
_ يووووه يا حازم، أنت مش هتبعد عني بقا زهقت.
قالتها بضجر وتأفف، ليرد عليها وعيناه تنطقان بالشر:
_ أيه يا سندريلا، دا أنا حتى لسه ع الهادي يا زبادي، يعني لسه بسخن.
إقترب منها بخبث ودنا من وجهها يهمس بفحيح مقيت:
_ هخليكِ تندمي يا نادين الهلالي ع كل مرة رفضتيني فيها وقللتي مني، بالرغم من أني أنا الوحيد اللي كنت واقف جنبك.
ابتعدت بوجهها بعيدًا عنه، فرائحة الشر تفوح من ثنايا كلماته لتسير قشعريرة مشمئزة من قربه المقيت لقلبها هذا.
هتفت بإمتعاض وكره:
_ أنا بكرهك يا حازم، بكرهك، وهوريك هعمل فيك أيه.
قهقه كاشفًا عن أنيابه التي وقعت تحت رحمتها ليذيقها العذاب والخوف، ليقول بصوت ساخر:
_ لا يا حبيبي كدا بتخوفيني، أزعل منك أنا.
قالها وهو يتلمس وجنتها الحمراء من كثرة الغضب، إنبلج الإشمئزاز على وجهها لتبعد يده بعنف عن بشرتها تصرخ به مهددة:
_ أنت عارف لما آسر يعرف مش هيرحمك.
ضحك بلا مرح قائلًا بإستفزاز وتهديد مبطن:
_ أو مش هيرحمك أنتِ.
___________
تجوب الغرفة فى قهر تعض على أناملها من كثرة الغيظ، تتأفف بصوت عالي، بينما ولدها سيف ينفث دخان سيجارته وعيناه تلاحقها بتوتر جلي ليقول بنفاد صبر:
_ خلاص بقا يا صافي أهدي.
توقفت أمامه فجأة تزفر بغضب قائلةً: سيف أبعد عن وشي السعادي، أنا مش طايقة حد.
نهض ليقف مقابلها ووضع كفيه على كتفيها يقول:
_ أهدي يا ماما خلينا نخطط ونتكتك ع روقان، وأنا أقسملك باللّٰه ما هسيبهم.
ابتعدت عنه وجلست على الأريكة تنوح بقهر:
_ أنا كامل الأسيوطي يضحك عليا وبعد ما جبتله الورق وساعدته بعد الحب دا كله يخدعني... يخدعني أنا ويغدر بيا!  حاضر يا كامل مبقاش اسمي صفاء الدرديري لو سكتلك.
أخذت تتوعده وتنوح غيظًا وقهرًا وتعض على أناملها ندمًا، ولكن هل سيستمر قسمها مجرد قسم أو ستفعل ما أقسمت به؟ وربما سيأخذها بموجة أخرى من الحب المزيف لتتعلق بأكاذيبه مرة أخرى وتسير خانعة له!
________
"الرحمة والمودة هما الميثاق الغليظ الذي يربط بين أي زوجين، وبغيرهما تقع العلاقات من بين الأنامل سهوة وتتحطم أشلاء"
وهو هنا اليوم من أجل هذا الميثاق الذي يقيدهما، تنظر له بلوم وعتاب، إستطاع أن يتعايش بدونها!
تقدم إبراهيم زوج سميحة من محمود يطلب منه بتهذيب:
_ أنا كنت عايز أرجع مراتي سميحة معايا.
هز محمود رأسه يقول:
_ لو سميحة عايزة ترجع فأنا معنديش مشكلة، المهم رأيها هي.
هزت سميحة رأسها رافضة ومازال اللوم والعتاب يحتل عيناها.
إبتسم محمود على تدلل شقيقته فتقدم منها وربت على رأسها هامسًا:
_ جوزك جاي يصالحك يا سميحة ويرجعك معاه، فطواعيه وروحي.
طرفت إليه قائلةً بهمس:
_ طب ولو رجع زعلني تاني.
_ هقرصلك ودانه متخافيش.
قالها محمود بمرح لتضحك سميحة فأضاف محمود قائلًا بعبث ومزاح:
_ يلا بقا فارقينا خليني أخد راحتي، دا أنا بخاف أدخل القصر ألاقيكِ عامله رباطية عليا أنتِ وليلى ومقوياها عليا.
ضحكت سميحة لتغيظه قائلةً:
_ كنت همشي بس مش متحركة وقاعدة ع قلبك.
رفع كفها لفمه يقبله قائلًا:
_ لا باللّٰه عليكِ العضمة نشفت وتعبت من النوم ع الكنبة، أنتِ عارفة أنا نمت كام مرة ع الكنبة من ساعة ما جيتي القصر؟ حرام عليكِ قويتي الولية عليا.
تعالت ضحكات سميحة، لتنبلج الغيرة بزوجان من العيون تراقب ما يحدث بقلب يصرخ غيرةً.
هتف إبراهيم بصوت عالي حتى يخرجهما من حديثهما الجانبي الذي يأكل قلبه غيرةً، فهو يحب سميحة بل يعشقها ويغار عليها بشدة:
_ أيه يا سميحة مش هتنوري بيتك ولا أيه؟
تقدمت منه ورفعت ذقنها بتعالي تقول:
_ أنا هرجع بس مش عشانك، عشان بيتي بس.
سلمت له حقيبة ثيابها ببرود وتقدمته تمشي بخيلاء مفتعل تغيظه أكثر حتى تعزز من نفسها أمامه كي لا يتهاون مرة أخرى معها ويتجاهلها.
أحس محمود ببعض الراحة تتسرب لقلبه ولكنها لم تدم طويلًا عندما رأى ولده بكره وسنده الحزن يتملكه لهذا الحد، نادى عليه حتى يلفت إنتباهه قائلًا:
_ جاسر تعالى ع المكتب عايزك.
____
_ بابا أنت بتقول أيه؟
قالها جاسر لوالده بحيرة وتشتت، ليرد عليه محمود بقوة وهو يعلم بقرارة نفسه أن هذا هو الحل الوحيد أمامه:
_ أنا مش بقول طلاسم، أنا بقولك تتجوز.
شد جاسر خصيلات شعره بشدة محاولًا الهدوء قائلًا:
_ يا بابا أنت بتقول أيه؟! أزاي أتجوز نور؟ نور دي أختي الصغيرة!....

بااااااااس.
آسفة ع تأخيري إلتمسولي العذر، الأسبوع اللي فات كنت مضغوطة وأول أسبوع ليا فـ الكلية.
المهم رأيكم وتوقعاتكم.
يا ترى جاسر هيوافق أبوه ويتجوز نور، أو نور هتوافق بدا؟!
وأيه السر اللي بين نادين وحازم وليه بيهددها كدا؟
يلا دمتم بخير سُكراتي. ❤️🙈

#مملكة_الشياطين.
#قلوب_مكبلة_بوثاق_الحب.
#مُنى_عيد.
#يتبع....

مملكة الشياطين.   "قلوب مكبلة بوثاق الحب"   _ منى عيد محمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن