الفصل الثــالث عشر.

3.4K 168 4
                                    

#الفصل_الثالث_عشر.
#مملكة_الشياطين.

"سبحان اللّه والحمد للّٰه ولا إله إلا اللّٰه واللّٰه أكبر ولا حول ولا قوة إلا باللّٰه العلي العظيم." 💛

وجدت ورد نفسها تحلق في الهواء واصتدمت بشيء وثير تحتها صارخة بقوة مغمضة عيناها، فتحت جفونها ببطء تتحسس ما تحتها، زفرت براحة وأخذت نفسًا عاليًا عندما وجدت نفسها على فراشها ولم تمت بعد، كان مازال يطل عليها من الأعلى، اعتدلت ودفعته بقبضتيها فى صدره لتبعده هادرة: أنت اتجنيت عاد، رايد تجتلني يا بن صادق الهواري.
تقدم منها مرة أخرى، فوضعت كفيها على وجهها بهلع، فصاح بها: عجول أيه يا بت الناس بعدي عن وشي أحسنلك وبلاش تلعبي إمعاي، أنتِ حرمة مجلعة وأصغيرة وأني مناقصش لعب عيال.
اغتاظت من نعته لها بـ "أصغيرة" فصاحت بغضب: أني مش مجلعة ولا إصغيرة..
نظر لها بغضب فصمتت تنظر له بذعر فهو يبدو مخيف الآن فقال بهدوء حاول رسمه ببراعة على وجهه: دلوج أنتِ عتنامي فـ الشق ديه، وأني عنام فـ الشق اللي هناك.
قالها وهو يشير على الجانب الآخر من الفراش، ومعايزشي أسمع نفس واصل لأجل مارمكيش من فوق.
هزت رأسها موافقة وتمددت على الفراش سريعًا ودثرت جسدها باللحاف جيدًا، ولكنها كانت قلقة فهذه هي المرة الأولى التي ينام بجانبها، نام منصور على الجانب الأخر من الفراش لاعنًا حظه الذي ألقى به مع هذه الطفلة المدللة كما يقول عنها.
_____
وجدته يجلس فى حديقة القصر شاردًا، كانت تتابعه من شرفة غرفتها، يبدو منهك من التفكير بشيء ما، وضعت حجابها على شعرها، ونزلت له بعدما أحضرت له ولها كوبين من القهوة، هتفت برقة: مساء الخير.
طرف إليها بفرحة لوجودها وظل يحدق بها بتيه كأنه يحلم، تحمحمت بحرج وقالت: احم آسر ممكن أقعد.
تدارك نفسه سريعًا وفصل عناق عينيه لعيناها الهادئة مثلها، تزحزح قليلًا على المقعد لتجلس بجانبه فقال: يعني منمتيش لحد دلوقت؟
هزت كتفها علامة الحيرة، وقالت: مش عارفة، مجانيش نوم.
نظر لكوبين القهوة بيديها وقال: أيه مش هتديني القهوة ولا أيه؟!
ضحكت بإحراج وناولته الكوبين من شدة إرتباكها فقال بعبث: حرام عليك حد قالك مش عايز أنام، هتشربيني فنجانين قهوة يا نادين يا مفترية.
ضحكت على مرحه وأخذت منه أحدهما وسألته: ممكن أعرف مالك بقا؟
سعد لسؤالها وإهتمامها به فقال: عادي شوية قلق فـ الشغل.
أراد إثنائها عن مشاكله فقال: كلمتي ورد اطمنتي عليها؟
نفت قائلة: اتحرجت أكلمها، أنا زعلانة عليها أوي يا آسر وكنت مقررة أهربها بس كلامك طمني شوية، هي هتكون بخير صح؟
_ صح متخافيش، وبعدين متستهونيش بقوة الصعيدي، مستحيل يفكروا يؤذوها لأنهم بيخافوا منه.
= أنا كمان خفت منه أوي، ربنا يكون فـ عون وداد واللّٰه.
ضحك آسر وقال: منتصر طيب جدًا ع فكرة، بس هو قوي، وبعدين متخافيش ع وداد لأن اللي بيحب مبيأذيش.
_ حتى لو غلط؟
باغتته بسؤالها لكنه أردف: ع حسب الغلط دا، في حاجات ممكن تعدي حاجات لا، لازم ليها عقاب.
_ أيه ممكن يكون أسوء عقاب؟
رد بتلقائية: البعد، البعد أسوء عقاب خاصة لو الشخص اللي غلط عزيز علينا، كسرة القلب منه بتشبه فراق الروح للجسد.
_ طب أيه اللي ممكن يشفعله؟
= حنية قلبه ومقدار حبه.
هتفت وهي تنهض: أنت قلبك حنين أوي يا آسر، ممكن تفضل ديمًا كدا.
قبل أن يتفوه بأي حرف تركته مستأذنة للخلود للنوم قائلةً: تصبح على خير يا آسر.
هز رأسه بعدما غادرته، حديثها جعل الريبة تستعمر قلبه، ولكنه الآن جديًا سعيد لحديثها معه، فتساقط حروفها من بين شفتيها كورورد بعبير خلاب نشر أريجه فى محيطه الذي كان يحفها منذ قليل.
بينما هما يتحدثان ويقطفان من العالم لحظات مبهجة لهما، كانت تقف هي فى شرفتها تناظرهما بغيظ وغضب عازمة على تفريقهما وهدم كوخ حبهما الذي يحاولان بنائه مرة بعد مرة.
______
مع تغريد العصافير وتسرب الهواء العليل من شرفتها، نهضت بكسل لا تعلم لمَ، ولكن أحست بأن هناك تراكمات من الهموم فوق قلبها، هناك أحزان لم تعطها حقها حتى الآن، فهي تؤمن بأن لكل شيء وقته الكافي تعطيه له حتى تتمكن لاحقًا من التعافي منه، لتحصر ما مر مرٌ على قلبها تلك الفترة، أولًا: إتهام نادين لها بأنها السبب لمشكلاتها، ثانيًا: حديث سيف عنها وكرهه غير المبرر لها، ثالثًا: خطبة جاسر الذي أدى إلى كسر قلبها، رابعًا: حديث السيدتين عن والدتها وهي بالأساس لا تعلم ما حدث بالكامل.
أخذت نفسًا عميقًا تختزل الهواء النسيم بداخل رئتيها، وزفرته شاهقة ببكاء، سارت عبراتها على وجنتيها سريعًا كأنها تعرف مسارها، تبكي جملة على ما حدث لها، فهي لها قلب مثلهم وتتألم ولا أحد يعلم بما يجول بعقلها وما يدمي قلبها، إزداد بكائها عندما وجدت أنها وحيدة الآن لا أحد معها، حتى والدتها التي من المفترض أن تكون معها الآن تعانقها لتزيل آلام قلبها بكفيها الحنونين، ولكن أين هي الآن؟! تعطي حنانها ومحبتها لشخص أخر!
سمعت أزيز هاتفها، أزالت دموعها برفق، إذا لم يكن أحد بجانبها فهي هنا ترفق بذاتها، أجابت دون أن ترى هوية المتصل: ألو.
_ وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته.
زينت مقلتيها الدامعة بسمة صغيرة ساحرة كالوردة التي تنبت وسط الصحراء عندما أرهفت أذنها لصوته فقالت بمرح: السلام عليكم يا عمدة، أخبارك؟ يعني عدى يومين من غير ما نشوفك.
تنهد بتعب وقال بنبرة يعتريها التعب بوضوح: مشغول فـ المستشفى يا نورسين، لسه طالع من عملية حالًا وعشية كان عندي عملية برضيك.
_ هتيجي النهاردة؟
= مهقدرش واصل، لازمن أتابع الحالة اللي تحت يدي.
صمت لثانيتين، وظهر صوته مترددًا: أنتِ زينة يا نورسين؟
تقوست شفتيها ببسمة حزينة وعادت عبراتها للهطول وهزت رأسها بنعم كأنه يراها وهمست: زينة يا ياسين، أنا بخير.
أغلقت الهاتف ووضعته على الفراش ونهضت لتستحم وتأدي صلاة الضحى لتريح قلبها بها قبل أن يفوتها الموعد.
___________
كانت تخرج من غرفتها لتنزل للأسفل فأوقفتها يد والدتها صائحة: استني هنا يا نادين.
ابتسمت نادين فى وجهها وقالت: صباح الخير يا ماما.
تجاهلت صفاء جملتها وهتفت: كنتي فين إمبارح بالليل؟
إرتبكت نادين وقالت بتلعثم: كـ كنت فـ أوضتي يا ماما يعني هكون فين.
لوت صفاء ذراع نادين الممسكة به وقالت بحدة: مكنتيش فـ أوضتك، كنتي مع آسر بتعملي أيه؟ انطقي.
شهقت نادين بألم وقالت: آه يا ماما دراعي، كنا بنتكلم مع بعض شوية عادي.
احتدت نبرتها أكثر وضغطت على ذراع نادين بقسوة: أنتِ بتستغفليني يا بت، يعني أنا مش فاهمة أن عينه منك وأنتِ كمان هتموتي عليه، نادين أبعدي عن آسر أحسن ليكِ.
تحلت بالشجاعة قليلًا وجذبت ذراعها من قبضة والدتها، وهدرت بعنف: لا يا ماما مش هبعد ومش هعمل اللي أنتِ عايزاه، فاهمة، والنهاردة هروح أعترف لآسر بحبي ليه، وهعمل اللي أنا عايزاه، أنا زهقت من تحكمك فينا، أنا مش سيف عشان أمشي على هواكِ.
رن هاتفها أمسكته ونظرت لوالدتها قائلة: معلش يا ماما أنا هعمل اللي شايفاه صح.
تركت والدتها تحدق بالفراغ بصدمة، لا لا بل صعقة فابنتها تقف بوجهها بتلك القوة، هذا أمر غريب فهي لم تعهدها قوية هكذا من قبل…!
"أنه الحب يا ولية" 😹🙈
_______
جاء موعد مقابلة يوسف وتلك التي أحضرها له والده ليتزوج بها، ذهب حيث الكافيه المتفق عليه من قبل والده ووالد هذه الفتاة، تأخر عمدًا عليها، دخل الكافيه ليجدها تنتظره، سار بخيلاء وبطء، يتمنى أن تطول المسافة أكثر وأكثر، تمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها بداخلها حتى لا يلتقي بها، وقف أمامها، فنهضت حينما رأته مبتسمة برقة ومدت كفها لمصافحته، قال بعدم إكتراث وهو يجلس أمامها تاركًا يديها معلقة فى الهواء: آسف أنا متوضي.
سحبت كفها بحرج وجلست أمامه مستفسرة: أحنا قربنا ندخل ع الظهر متوضي ليه؟
تشدق: هصلي العشا، أنتِ بتسألي أسئلة غير منطقية ع فكرة.
لوت شفتيها بغيظ وهتفت: أنت يوسف صح.
_ لا عتريس، أنتِ غبية يا بت، جاية ومش عارفة هتقابلي مين!
هتفت بمكر: طب أنت تعرف اسمي؟
تردد كثيرًا وابتلع ريقه وأجاب بثقة وجدية: أنا محترم يا آنسة، مش بحب أركز فـ بنات الناس واستفسر عن أسمائهم، أنا راجل ماشي بالحلال.
تشدق فى سره: تعالي شوفيني يا نور وأنا بتكلم جد، دا أنتِ ممكن يغمي عليكِ من المفاجأة.
تمعن بها بنظرة جانبية حتى لا تراه، لا يوجد بها شيء مميز إطلاقًا، لا تستهويه هو الفتيات ذات المكياج الصارخ ولا الثياب القصيرة، وهي تتفنن فى وضع مستحضرات التجميل على وجهها، ثيابها تكشف أكثر ما تستر. فهتف بعفوية: أنتِ معجبة بفستانك دا.
ابتسمت بسعادة وغرور عندما طرح عليها سؤاله وأجابت بحماس وهي تضبط شعرها ومقدمة فستانها: حلو صح، أنا كنت متأكدة أنه هيعجب أي حد يشوفني ويقولوا عليا حلوة، أكيد أنت كمان حبيته صح، عارف لما نتجوز هجيب أحسن الفساتين وهخلي كل صحابك يغيروا منك، قولي حبيته صح.
رد ببساطة: إطلاقًا.
نظر لها نظرة تقيمية وقال: أنت شايفة نفسك حلوة دا من حقك، وأنا أشوفك وحشة دا من حقي ومن حق أي حد يشوفك زي ما هو عايز، حابب ألفت نظرك لحاجة مهمة، أنتِ لو طلعتي معايا بالمنظر دا هتكسف أقول أنك مراتي وهتبرا منك، دا أنا مكسوف واللّٰه يا شيخة وأنا قاعد معاكِ وأنتِ بالمنظر دا، عمرك ما هتكوني حلوة وأنتِ لابسة قصير ومغرقة وشك ميك أب، هتكوني حلوة بأسلوبك وأخلاقك بلبسك المحترم.
تشدقت بسخرية: هه جاهل، أنت متعرفش مين حنان المنياوي أنت أزاي تقولي أني مش حلوة، وبعدين أنا مش جاية هنا عشان حضرتك تهزقني يا يوسف بيه، أحنا هنا عشان نتعرف على بعض ونتجوز.
سأم الحديث معها، لن تفهم وجهة نظره أو ما يقصده، ولكن ما يفهمه هو جيدًا أن هذه الفتاة ليست مناسبة له أبدًا، وأنه يجب عليه أن يهرب منها الآن فاررًا من بين أنياب تكبرها وتصلفها.
_ بعد إذنك يا حنان هانم، هروح الحمام.
ردت بتعجرف: اسمه تواليت يا حضرة.
ابتسم لها بسخرية وتوجه للخروج مباشرة حيث الهرب من جحيمها وتفكيرها العقيم.
رجع القصر فاستقبلته نور هاتفة بمرح: قول سبع ولا ضبع؟
_ عفريت.
= بسم اللّٰه الرحمن الرحيم، عملت أيه، وطلع اسمها أيه؟
تدخلت تسنيم: ماما قالت أنها اسمها حنان.
رد يوسف بسخط: دي زفتان قطران مش حنان.
آسر: المهم عملت أيه؟
أردف ببساطة _ هربت.
هتفت رضوى بعدم تصديق: بجد؟
_ أيوة واللّٰه، دي لبسها استغفر اللّٰه ووشها ربنا يعفينا، وبتقولي هتفتخر بيا قدام صحابك.
نظر له ياسيـــن بإستحسان الذي حضر منذ قليل واستمع لحديثه: زين ما عملت واللّٰه يا يوسف، لازم تكون راضي عن اللي عتتجوزها.
_ يلا ربك يسهل وألاقي بنت الحلال اللي تقع فـ قلبي، يلا بعد أذنكم يا جماعة بعد الخضة دي محتاج أنام يومين تلاتة أستعيد طاقتي.
تشدقت تسنيم: خليه أسبوع ولا اتنين يكون أبوك نسي المصيبة دي.
ضحك يوسف بقوة: مش مهم المهم أني أنام.
تقدمت نور من ياسين وسألته: مش هو أنت يا عمدة قلت لما سألتك هتيجي أو لا...
قلدت لكنته قائلة: مهقدرش واصل، لازمن أتابع الحالة اللي تحت يدي.
قهقه ياسين بقوة عليها كاشفًا عن وسامته وقسمات وجهه الصعيدية بحق وسمار بشرته التي تشبه القهوة وقال بحيرة من أمره وتفكيره: مش عارف، اطمنت ع المريض ولقيت نفسي هنا.
_ طيب يلا تعالى هعملك مكرونة هتاكل صوابعك وراها، شكلك مكلتش من إمبارح.
= فعلًا واللّٰه جعان جوي.
_________
كانت نظراتها تغلفها بالمقت وهي تحدق به، بينما هو يخلع عنه عباءته المسدولة على كتفيه، نظر لها نظرة جانبية ملاحظًا تأففها وتململها فى فراشها، تحدت الصمت المخيم على غرفتهما قائلة بجمود وقسوة وهي تعتدل فى جلستها: هنخلصوا من حياتنا دي ميتى يا ولد الصعيدي؟
خلع عنه جلبابه الصعيدي بعد أن أزال عمته عن رأسه: حياة أيه ديه اللي رايده تخلصي منيها يا وداد عاد هو كل يمين "يومين" الحديت الماسخ ديه هنفتحوه!
نهضت عن فراشها ووقفت أمامه بتحدي سافر عازمة على أخذ ولو جزء بسيط من كرامتها المهدورة بسببه: حياتي اللي بجت جحيم وياك يا صعيدي، أني منستشي أنك جتلت خطيبي واصل..
ابتلعت الباقي من حديثها عندما جذبها بقوة له من خصرها بعد أن ألقى جلبابه أرضًا صارخًا بها بقوة وغيرة تمكنت من قلبه لتظهر لها حقيقته الشيطانية: أنتِ ع ذمتي يا وداد وأني جوزك ومسمحلكيش تجولي إكدة واصل، ولو ناصر عايش عجتله تاني وتالت كومان.
شدد على خصرها بقوة مع أخر حروفه المغلفة بتهديد صريح مخيف فهي استفزت رجولته بكلماتها الممزقة لكبريائه، فنطقها أنها كانت لرجل أخر غيره أججت النار بقلبه.
تلوت فى أحضانه حتى تبتعد عنه ولكنه كـالحجر الصوان فى قوته وصلابته.
رفعت عيناها له لتصدم بالجحيم المستعر فى عينيه.
فاحتلت الرجفة جسدها من نظراته المخيفة وما زادها رعبًا ضربات قلبه الصارخة بغيرته.
لم يكفها ما قالته فأرادت أن تجعله يتجرع كأس العذاب مثلها فهتفت بصعوبة من بين أنفاسها المهدورة: من ميتى وأني معتبراك جوزي يا صعيدي دا أنت واخدني غصبانية ولا نسيت، أني كنت هتجوز ناصر خلاص لكن أنت جتلته..
تكفي كل تلك الأثقال المتراكمة بقلبه بحديثها هذا أشعلت الوميض الذي طالما أخفاه عنها،
جذبها بقوة وبلمح البصر قربها منه ليسكتها بطريقته العاشقة كرد فعل لما ألقته من جمر على قلبه من حديثها المضير بقلبه حد الجحيم.
فعلها لينسيها ماضيها، لينسيها أي رجل أخر مر بحياتها.
ما قالته ليس بهين على روحه ولكنه لا يستطيع أذيتها يكفي ما حدث لها من جراء عشقه لها.
ابتعد عنها أخيرًا تأخذ أنفاسها المهدورة، أحكمت ذاتها ورفعت رأسها بقوة ودفعته عنها صارخة وهي تمسك السكين بكفها بعدما إلتقطته من طبق الفاكهة الموضوع على المنضدة بجوارهما: لو جربت مني تاني يا صعيدي، وجتها عتحفر قبري بيدك.
صدحت حروفها الهوجاء بأذنيه فتشنج جسده من مجرد الحديث فقط، فماذا إن فعلتها!
تراجع للخلف وهو يقول برفق وخوف أيضًا من جنون عقلها: هدي يا وداد، أهه بعدت عنيكِ، هملي السكينة من يدك، معقربش منيكِ واصل.
لا يخفى عليها صدق عيناه وترقرق العبرات بها، ألهذا الحد يعشقها، دائمًا ما تترنم الناس بعشق منتصر بتلك الفتاة التي القوة عنوان لها، بتلك التي تسكن دار الهوارية ابنتهم التي ظلت قوية وستظل دائمًا يستوطنها القوة والشجاعة.
صاحت به وهي شبه منهارة، تشعر بالدوار يلفحهها: هملني لحالي دلوج، هملني لحالي عاااااد.
صرخت بأخر حروفها، فانتفض الصعيدي إثر صراخها فقال بقلق يأكل سويداء قلبه: عهملك يا وداد، لكن أوعديني أنك معتأذيش روحك واصل.
هزت رأسها بثبات، فخرج تاركًا إياها حطام، تاركها جروح لم تلتئم، شظايا مفرقة لا تصلح.
هوت على الأرضية تبكي حالها، تنتحب على ما مرت به فى حياتها.
أما هو فحاله لا يقل عن حالها فهو ضغط عليها لتنفجر به اليوم بهذه الطريقة الصافعة لقلبه بقسوة، لن يسامح نفسه على ما وصلت إليه، حبيبته، سارقة قلبه.

فصل كبير أهو ومليان أحداث.
فوق ٦ ألاف كلمة.
محتاجة تشجيع وتفاعل.
يلا قراءة ممتعة.
رأيكم وتوقعاتكم بتفرحني.

#مملكة_الشياطين.
#قلوب_مكبلة_بوثاق_الحب.
#مُنى_عيد.
#يتبع....



مملكة الشياطين.   "قلوب مكبلة بوثاق الحب"   _ منى عيد محمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن