الفصل السادس عشر.

3.2K 125 6
                                    

#الفصل_السادس_عشر.
#مملكة_الشياطين.

"رضيت باللّٰه ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى اللّٰه عليه وسلم نبيًا ورسولًا."🧡

كانت ممددة على سرير فى عيادة الجامعة، تتألم ببكاء صامت، تشعر بتنميل بذراعها الأيسر، بينما يقف مالك بجوارها يتآكله القلق عليها، قال الطبيب بعملية: متقلقش يا دكتور مالك، آنسة رضوى بخير، هو كسر بسيط بس فـ دراعها الشمال.
شكره مالك ونظر لـرضوى وقد أنبه ضميره وقال بنبرة حاول أن يخفي فيها قلقه عليها: في حاجة بتوجعك؟
هزت رأسها بصمت ونظرت للجهة الأخرى، فعاد يسألها: أيه اللي حصل، وقعتي أزاي؟
تجمعت العبرات بأهدابها وتذكرت ما حدث لها بعدما خرجت من مكتبه، من شدة خوفها انزلقت قدمها فوقعت على الدرج ولم تعِ غير ومالك يحملها بين ذراعيه ويصرخ بها أن تفتح عيناها.
أرادت التحدث ولكن ظهر صوتها خفيضًا مبحوحًا: فين موبايلي أكلم حد من أهلي؟
دنا منها ليستمع لما تقول وبحركة تلقائية منها ابتعدت عنه بقوة فكادت أن تتدحرج من الجانب الأخر للسرير، فشدها من معصمها بقوة تحاشيًا وقوعها، ليقول بحدة: متخافيش مش هقرب منك، بس قوليلي عايزة أيه؟
استجمعت حروفها على شفتيها لتقول: موبايلي، أكلم أهلي.
هز رأسه رافضًا: أنا هوصلك.
ردت مندفعة بإنفعال: وأنا مش عايزة حضرتك توصلني.
حدق بها بحدة واقترب منها بخطر، فعادت خطوتين للخلف بعدما نهضت من شدة إنفعالها، لتصدر أنين خافت.
هتف ببرود غير مبالي بوجعها: هوصلك بالذوق ولا أشيلك أحسن؟ أختاري.
سارت معه بطواعية بعدما قرأت إصراره في عيناه الحادة.
عندما رأتها ليلى بحالتها الواهنة هذه والجبس بذراعها، صكت صدرها بقوة وشهقت بعنف لتركض لها بخوف صارخة: رضوى، أيه اللي حصل يا حبيبتي؟
أخذت تتفحصها وتابعت: أنتِ كويسة يا بنتي، في حاجة تاني وجعاكِ!
شق تفحصها وثرثرتها الواجمة على ابنتها هتاف مالك: هي بخير يا مدام، وقعت بس من ع السلم فـ الكلية، ممكن بس تقعديها حضرتك عشان ترتاح.
رددت بقلق: يقطعني يا بنتي، تعالي إرتاحي.
جلست رضوى بصمت تام، ونظرت ليلى لـمالك بإمتنان شاكرة إياه: شكرًا يا بني.
_ لا شكر ع واجب يا مدام، عن أذنك والحمد للّٰه ع سلامة الآنسة.
اجتمع الجميع حولها ليطمئنوا على حالتها، فهتف جاسر بقلق بعدما علم من والدته ما حدث لها: رضوى حبيبتي أيه اللي حصلك؟
ردت بوهن: وقعت ع السلم.
أحاطها بذراعه لاثمًا مقدمة رأسها، وجلس آسر من الجانب الأخر ليقول: سلامتك يا رورو.
قدمت نور إليها بقلق وأخذت تتفحص ذراعها: سلامتك يا قلبي.
صاح بها يوسف: يخربيتك يا نور براحة ع دراع البت.
ردت عليه بإستفزاز: ملكش دعوة يا بارد، يا رب كنت أنت يا يوسف اللي وقعت ورضوى العسل دي لا.
_ وليه مش أنتِ يا ست نور، حتى ع الأقل هنرتاح من دوشتك.
ضحكت رضوى على معركتهما الحتمية القريبة، ليصرخ بهما جاسر: بااااس، مش عايز نفس ويلا كل واحد ع أوضته.
حمل رضوى وصعد بها لغرفتها ووضعها على فراشها برقة ولثم جبينها وقال: هبعتلك ماما تساعدك عشان تنامي شوية.
هزت رأسها مبتسمة له.
_____
فى اليوم التالي.
فتح باب الشرفة ليدخل الهواء العليل لغرفتهما وتتسلل خيوط الشمس الذهبية للغرفة، رفعت جفونها لإصتدام أشعة الشمس بوجهها الجميل لتقابل وجهه الرجولي المبتسم لها بعشق خالص، لتنفرج شفتاه بحروف أصبحت بلسم لجراحها: أنتِ زينة يا وداد.
وكعادتها هزت رأسها بجمود، وتأهبت لتستند على قدميها لتترنح فى وقفتها فسارع منتصر ليسندها بذراعه مقربًا إياها لصدره لتشعر بذبذبات تستبيح جسدها ليجفل من قربها منه، فهتف بصوت أجش: أني عساعدك.
سارت بين أحضانه بطواعية ليدخلها الحمام وانتظرها خارجه، لتخرج بعد فترة قصيرة، فرش لها سجادة الصلاة لتؤدي فرضها، وذهب هو ليحضر لها طعامه، متأملًا أن تحبه ولو قدر قليل، أو تستقبل وجوده بحياتها.
______
أرادت اللعب معه وإستدراجه بطريقتها الخاصة، فهي ملت فراقه لها، ففراقه عنها يقطع قلبها بلا رحمة، أخرجت حلته الرسمية من خزانته ووضعتها على الفراش وجهزت حذائه ووضعته بجوار الفراش وقنينة العطر أيضًا وضعتها بجوار بذلته، وعندما خرج تصنعت الإنشغال بتنظيم الغرفة.
ارتدى حلته وبين لحظة والأخرى كان ينظر لها بتوق يتفاقم بداخله، تشتعل نيران الإشتياق بجسده ولن تخمد إلا بوصالها والقرب من نعيم مقلتيها التي يجد بهما عالمه المبهج، فهتف بنبرة خافضة متحشرجة: ليلى.
رسمت بسمة متأملة على شفتيها تزيل تجاعيد الحزن والقهر من بعده عنها واستدارت له بوله وبسمة متسعة: أيوة.
_ المنديل.
= هااا!
قلب عيناه بملل مفتعل: المنديل فين؟ نسيتي تجبيه.
حدجته بحنق وهتفت بقهر: المنديل! أهو يا محمود المنديل أهو.
وضعته بكف يده بعد أن جذبته، وغادرته تغمغم بنزق وضيق من تجاهله لها فى حين أنه ابتسم على أفعالها التي باتت محفوظة بالنسبة له.
ذهب لغرفة ابنته ليطمئن عليها، فعندما علم كاد أن يفقد عقله ووجعه قلبه عليها، ابنته مدللته حبيبة قلبه، صاح مبتسمًا بعد أن دق بابها وسمحت له بالدخول: حبيبة بابا أخبارها أيه؟
اعتدلت فى جلستها لتردف: بخير يا بابا.
_ حاسة بأي وجع.
هزت رأسها بنفي، فابتسم براحة وقبل رأسها مغادرًا: خلي بالك من نفسك يا رضوى.
ردت رضوى: حاضر يا بابا.
كاد أن يغادر الغرفة لولا هتافها: بابا مش هتصالح ماما بقا.
ابتسم متذكرًا محاولات والدتها المستميتة لإرضائه، أومأ لها وهو مازال مبتسمًا لصغيرته والتي تشبه أمها كثيرًا.
استمعت لأزيز هاتفها برقم مجهول فأجابت بعد المرة الثالثة فهذه عادتها لا تجيب على أحد لا تعرفه، أتاها صوت رجولي سائلًا للإطمئنان: آنسة رضوى، أنتِ بخير النهاردة.
عقدت حاجبيها وسألته لتتأكد من ظنها: مين حضرتك؟
_ أنا دكتور مالك يا رضوى، أنتِ بخير.
ردت بقوة: وحضرتك جبت رقمي منين؟!
زفر بضيق وقال: غبية! مش وقته جبت رقمك أزاي، المهم ردي عليا أنتِ كويسة؟
هزت رأسها بنعم ولكنها تذكرت أنه لم يراها، فقالت بصوت خافت: أيوة.
أخذت أنفاسها لتستطرد بسرعة: يلا بعد أذنك سلام، ومتتصلش حضرتك بيا تاني.
أخذت نبضات قلبها في التعالي بعدما أغلقت الهاتف، ينجح هذا المالك البغيض دومًا بتعرية خوفها!
______
استأذنت نورسين من عمها محمود لتذهب لوالدتها بعدما هاتفتها صباحًا تشكو عدم زيارتها لها وأنها تشتاقها كثيرًا.
أقلها آسر لمنزل والدتها، دلفت المنزل وركضت أميرة تجاهها تحتضنها ببكاء: نور وحشاني يا حبيبتي، كدا متسأليش عن ماما.
عاتبتها أميرة على إهمالها لها، لتقول نور: معلش يا ماما كنت مشغولة الأيام اللي فاتت.
نظرت نور لوالدتها مطولًا وسط تخبط أفكارها وتشابكها، فحان الآن معرفة تلك الوصمة التي تلاحقها أينما ذهبت، تحمل ذنب ليس بذنبها!
أردفت: ماما، هو أنا ممكن أعرف حضرتك أزاي انفصلتوا أنتِ وبابا؟
زاغت عينين أميرة وابتلعت ريقها واشاحت وجهها الجهة الأخرى مستطردة: أنتِ ليه بتسألي يا نور؟ دا ماضي وخلص.
ردت نور بعنف وإنفعال لتحمر حدقتي مقلتيها: لا يا ماما دا مش ماضي، لو كان ماضي مكنش حد هيضايقني بيه، أو أنشغل بيه عشان أعرف الحقيقة...
بترت أميرة الباقي من حديثها: حقيقة أيه! مفيش حقيقة، متوفقناش مع بعض.
احتجزت الدموع بمقلتيها: بس أنتِ كنتي بتحبي بابا أوي، أيه اللي حصل خلاكوا تنفصلوا، أيه اللي عملتيه يا ماما عشان الناس تتكلم عليكِ؟ ماما أنا سمعت كذا حد بيقول أني هطلع زيك وبيعايروني بيكِ! أنا بتحمل ذنب مش ذنبي.
ربتت أميرة على رأسها: مش ذنبك يا نور.
نهضت نور بعنف تستدير حول نفسها: أمال ذنب مين؟ مين السبب؟
نهضت أميرة مقابلها لتهتف بقوة: ذنب عمك، عمك محمود السبب، أنتِ بعيدة عني بسببه.
صدمت نور من ما صرحت به والدتها وصاحت بها: مستحيل! عمو محمود مستحيل يعمل كدا دا بيحبنا يا ماما.
ضحكت أميرة من غير مرح: أنتِ بريئة أوي يا نور، دوري كويس واركني طيبتك وأنتِ تشوفي الحقيقة قدامك.
هزت نور رأسها بعنف، لا لا، هراء، ما تقوله لا يصدقه عقل، فعمها محمود يحبها ويحب الجميع، هو من يجمعهم دائمًا تحت كنفه، فكيف له بتفريق والديها!
خرجت مسرعة على حافة الإنهيار من منزل والدتها لتركض خلفها تصيح بها، فاصتدمت بوليد أمامها سألها ماذا حدث، لتخبره أن يلحق بنور ويوصلها للقصر.
وقف أمامها بسيارته وترجل منها ليقف أمامها: اركبي يا نور أوصلك.
صعدت معه سيارته غافلة عن مخططه الدنيء تجاهها، والشر الذي يستوطن عيناه.
كانت تنتحب بشدة وتتقافز ظنونها مشتتة عقلها، أتصدق والدتها، أم تصدق قلبها الذي يتلو عليها حب عمها لها!
______
هوى لمقعده بإنهاك مجهد، خلع جاكيته وجلس بأريحية وسرعان ما قفزت هيئتها لقلبه قبل عقله، هيئتها المذعورة بالرغم من أنها إستطاعت رسم البسمة ببراعة على وجهها ولكنه كان يعلم بتلك الندبات التي تستعمر روحها، يعلم خوفها ووجع قلبها، تخبط بين أن يحادثها ليطمئن عليها، أو ينتظر حتى يعود للقصر.
دق الباب فسمح بالدخول، دخلت فتاة تسير بخيلاء وغنج لتهتف: دكتور ياسين.
أشاح بوجهه عنها غاضضًا بصره ليردف: خير يا آنسة إيمان.
ممرضة إيمان هتفت: مالك يا دكتور ياسين شكلك تعبان؟
رد بقسوة: ملكيش صالح يا آنسة واتفضلي قولي اللي عايزة تقوليه.
أردفت بتلكؤ وغنج: لا أنا بس كنت بفكرك يا دكتور ياسين بأن العملية كمان نص ساعة.
هز رأسه وتعمد الإنشغال بتنظيم المكتب أمامه وقال بجمود: عارف، شكرًا يا آنسة إيمان واتفضلي.
ضغطت على شفتيها بحنق، ولكنها لن تيأس أبدًا بيوم ما سيقع فى غرامها.
_____
وقف بها فى مكان لا تعلم أين هو، نظرت له بإستغراب لتقول: أحنا فين يا وليد؟
انفرجت شفتيه عن إبتسامة تظهر شره الذي يكنه لها، ترجل من السيارة وتقدم بإتجاه بابها وفتحه جاذبًا إياها من معصمها ليقول: تعالي.
نزلت معه قاضبة حاجبيها، نزعت معصمها من قبضته لتصيح به: أروح معاك فين؟ أنت عايز مني أيه يا وليد!
تلونت نبرته بالهدوء المخادع ليستطرد: شايفك منهارة تعالي معايا عندي فيلا صغيرة هنا، ارتاحي شوية وبعدها نمشي.
دفعته بقوة فى كتفيه صارخة به: أرتاح أيه وزفت أيه، رجعني دلوقت يا وليد.
ضحك بلا مرح وحدق بها بشر أدى لطرب قلبها بجزع وتقهقرت للخلف مذعورة، فقال:  أنتِ فاكرة أنك لم تصرخي هخاف يعني وأسيبك؟ صوتي من هنا للصبح،
محدش هيسمعك وأنتِ شايفة المكان قدامك فاضي إزاي، نور تعالي معايا بالذوق أحسن ما....
وترك باقي جملته معلقة لتخمن هي ما قد يفعله بها.
هدرت به بقوة وشراسة أنثى على وشك أن تخسر أهم ما تملك: أنت مجنون يا زفت أنت، روحني بقولك.
كان يتقدم منها ببطء مبتسمًا بسخاء ومقلتيه أظلمت بشكل أصابها بالوجل.
رأت أن الطريق الوحيد أمامها الركض منه، ولكنه انتبه لما تعزم عليها ليمسكها بقوة حاشرًا إياها بينه وبين السيارة، دنا من وجهها ببطء مخيف ليسرب قشعريرة مشمئزة من قربه هذا، حاولت دفعه والصراخ لينقذها أحد فقيد كفيها بقبضة واحدة وحاول نزع حجابها، عند هذه النقطة الفاصلة تذكرت ياسين وحديثه عن حجابها وأهميته، كأن ذكرته فقط أودعت القوة فى جسدها وقلبها، لتنزع كفيها من قبضته تزامنًا مع ضربها له فى معدته بقوة، ابتعد عنها متألمًا بضراوة، فانتهزت الفرصة وأخرجت هاتفها من حقيبتها ولحسن حظها تغلب قلب ياسين عليه ليهاتفها، فتحت هاتفها بأيدي مرتعشة وصوت مبحوح خائف أجابت: يـ. ياااسين، الحقني....
قطعت المكالمة مما أدى إلى تفاقم الخوف لدى ياسين فعزم على تخليصها.
ركض سريعًا لسيارته، واستقلها سريعًا متتبعًا جهاز الترقب.
هجم وليد عليها مرة أخرى وهو يسبها بأفظع السباب، وهي تحاول الفرار منه مستخدمة كل طاقتها.
   وصل أخيرًا لمكانها بعد صعوبة ودعوات وآيات قرآنية يتلوها القلب وقد تعالى رجيف قلبه، تألبت عليه الأوجاع دفعة واحدة بلا رحمة، وهو الآن أمامها وصل إليها بمساعدة جهاز الترقب الذي وضعه في هاتفها عندما تعرضت للمطاردة تلك المرة..
فكان حالها تقطع له أنياط القلب، نظر إلى وليد نظرات تشع بالشراسة والشر، وأصبحت عيناه كـالشفق الأحمر من الغضب، وتشنجت عضلات جسده بقوة وارتعشت شفتاه بقسوة
وهو يراها تتلوى تحت يدي ذلك الحقير وهو يحاول الإعتداء عليها بقسوة وإجرام وهي تصرخ مستغيثة بعنف وبح صوتها من كثرة صراخها. وهنا ظهر شيطانه الذي طالما حرس على أن يبقيه داخل سردابه الأسود الوحشي.
تقدم منه بعنف وسرعة فهد وأمسكه من تلابيبه يهزه بعنف قبل أن يطيح به أرضًا إثر لكمته القوية الموجهة لـوليد الأحمق الذي ظن
أنها وحيدة وضعيفة وأستساغ أكلها ولم يعلم أن هناك من تستحوذ على قلبه وتفكيره دائمًا!
لكمه مرة أخرى بعنف أقوى بعد أن بعدت نور
عنه مصدومة مما حدث كـأنها بحلم بل كابوس
مخيف مرعب زرع الورع فى أوصالها
صاح بعنف وهو يلكمه فى فكه بقوة:
أنت خابر زين يا وسـ.... أنت عتجرب لـمين
أني معتكفنيش رجبتك قصاد ضافر منيها يا كلب أني عوريك زين كيف تجرب منيها يابن المركوب.
ضربه بقسوة وعنف وأخذ يسبه ويلعنه بعنف
هدر به بقوة وهو يوقفه أمامه بعد أن قضى على خلجات وجه وليد وغمر وجهه فى بحر من الدماء: أني منهيتش حديتي وياك والضرب ديه ما هو إلا سلام بس فدلوجيتي أهرب يا وليد وهمل البلد بحالها لأني بوعدك
أني موتك عيكون عـ يدي..
صمت قليلًا يستجمع أنفاسه الهادرة وأكمل بتحذير وتهديد صريح لا يقبل النقاش بأنفاس متهدجة ونبرة متقطعة:
أبعد وروح لأبعد بلد عنديك لكن أفتكر حاجة
أني معهملكش واصل يا و.... وعتقع تحت يدي.. غـــــور.
صاح بأخر كلمة بعنف وهو يوجه له ضربة فى ذراعه أدت إلى كسره.
إستدار إليها وجدها تنكمش على نفسها بخوف وترتعش من الخوف ورجيف قلبها يتعالى
طوقها بنظرة حنون وما إن هم أن يتقدم منها
باغتته هي بضمه.. فرجع خطوتين للخلف من قوة أصتدامها به وصدمته من فعلتها ألجمته
بقوة فبقى صامتًا مسدل يديه بجانبه، متخبطًا فى مشاعره، تائه لا يجد ملاذه.
أحتضنته بقوة ولفت يديها حول خصره فى محاولة منها أن يخبئها فى أحضانه فما عانته منذ قليل استنزف روحها وأدمى قلبها بشدة، لأول مرة تخوض شعور الخوف المقيت هذا،
شدت على خصره بتملك سافر، كأنها غريق وحضنه نجاتها الوحيدة!
أما هو فـشُلت أطرافه من عناقها الكاسح هذا
لم يدرك ما عليه فعله، أيبعدها! هي بحاجة إلى أحضانه وربما هو أيضًا بحاجة إليها؛ جراء خوفه المميت عليها
كتم أنفاسه حتى لا تصل رائحتها المغوية لأنفه، فضلًا على إحتضانها إياه!
وقف هو متجمد الأوصال شُل عقله عن التفكير..
كانا ذراعيه يحاربانه لضمها بقوة لـصدره وبث
الأمان لها.
ولكن تذكر أن هذا لا يصح وحرام أيضًا، ولكنها فى غير وعيها فـلمَ لا يحتضنها حتى حضن واحد يبث لها الثقة والأمان فيها، عناق يخبرها أنه هنا بجانبها قلبه الذي يدوي هذا متألم لها، نبضاته التي تتقافز بداخله تصرخ من أجلها.
عند هذا الحد نهر نفسه بقوة وردعها بعنف
أخذ يحدثها بهدوء أن تبتعد عنه وهي بعالم أخر..
فـما كان منه إلا أن أمسك بطرفي فستانها من
عند خصرها يبعدها عنه بقوة ومن غير أن
يلمسها.. فـكل ثباته أصبح واهي، فهو على مشارف الضعف والإنصهار داخل أحضانها.
همهمت بإعتراض عندما حاول دفعها بعيدًا عنه وهو يحاول بصعوبة أن يده لا تلمس جسدها، ولكنها مغيبة عن الواقع تمامًا تتمتم بهذيان وجسدها يرتجف بشدة،
فهي تعاني من رهاب، من صدمة كادت أن تؤدي بها، عقلها وقف تمامًا ولا يعلم شيء غير أنها هنا فى موضعها الصحيح هنا ملاذها، هنا تخفيفًا لوجعها.
حرام عليكِ يا نورسيـــن عاد أني معقدرش أتحمل كل ديه بعدي عني يا بت الناس أني مش رايد ربنا يغضب عني فيكِ يا ضي جلبي،
خفي عذابك ليا عاد.
كان يحدث نفسه ويأنب عقله على تفكيره
ونجح أخيرًا فى أبعادها عنه بشق الأنفس.
وما صدمه أنها فقدت الوعي...!
________________________
هو لو نزلت  إقتباس من غير أسماء تقدروا تخمنوا مين دول؟ انتظروا الإقتباس بكرة بإذن اللّٰه.
يلا قراءة ممتعة.
دمتم بخير سُكراتي.

#مملكة_الشياطين.
#قلوب_مكبلة_بوثاق_الحب.
#مُنى_عيد.
#يتبع....

مملكة الشياطين.   "قلوب مكبلة بوثاق الحب"   _ منى عيد محمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن