الفصل الثامـن عشر.

3.1K 138 4
                                    

#الفصل_الثامن_عشر.
#مملكة_الشياطين.

"لا إله إلا اللّٰه وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير." 🧡

الحرب لم تخمد عندها، شعورها أنها تعيش معه مجبرة يزهق روحها، ودائمًا تنشب الحرب بينهما؛ لأنها بذلك تظن أنها تنتقم لنفسها من ما أقحموه بها، لا تطيق له حرف ولا حتى لأهله.
تقف بالمطبخ تعد طعام الغذاء، منهكة في أعمال المطبخ، تفعل تلك الأعمال بإمتعاض شديد وسخط، فهي كانت مدللة سرايا الصعيدي،
وما زاد الطين بلة حديث أم زوجها سعدية تقول: وه يا بتي جربتي تكملي ٣ شهور ولساتك محبلتيش عاد!
نظرت ورد لها بدهشة وضيق لتلك المرأة المخبولة من وجهة نظرها لتقول: جدري يا خالة سعدية هنعترضوا ولا أيه؟
لوت سعدية شفتيها لتقول: شكلك حرمة أرضها بور ومعتخلفيش.
انفرجت شفتي ورد بصدمة، تنعتها بتلك الكلمة اللاذعة "أرض بور"! عند هذا الحد رسمت مقلتيها بالغضب لتهب بها: مين أرض بور يا حرمة خرفانة، أني ورد الصعيدي تجولي عني أرض بور!
جن جنون سعدية لطريقة ورد معها وخاصة إرتفاع صوتها عليها لتهب الأخرى مثلها: أنتِ قليلة الحيا والرباية، كيف عترفعي صوتك عليا!
_ أني مش قليلة الحيا واصل، أني متربية زين وإلا غير إكدة كنت رديت عليكِ صوح.
رفعت سعدية كفها لتصفعها على وجهها، لتباغتها ورد بإمساك كفها صارخة بها: يدك متتمدش عليا واصل.
تركت المطبخ لها وذهبت لغرفتها.
وما هي إلا سويعات قليلة حتى أتى منصور وقد أفكت رياحه الهوجاء بشدة، إرتعدت أوصالها عندما فتح باب الغرفة بعنف وجسد متشنج ناهيك عن نظرات عيناه التي تطلق شرارًا متقد بنيران الغضب، وبلمح البصر كان كتلة شعرها بين قبضته يزمجر بعنف: وه نسيتي حالك إياك يا بت الصعيدي، عتعيطي ع أماي وتتعاركي وياها.
زاد من ضغطه على شعرها بينما تأن هي بوجع تضغط على شفتيها حتى لا تصرخ، تابع حديثه بهسيس: يدك لو لمست أماي تاني نهايتك عتكون ع يدي يا بت الصعيدي.
خلصت خصلات شعرها الملتفة حول أصابعه لتصرخ به: أمك هي اللي غلطت إمعاي مش أني، عتقولي أرض بور، لو ضايقتني بالحديت تاني معسكتش واصل.
هوت صفعة مدوية على وجنتها الحريرية الناعمة لتتسرب الحمرة إليها وتنظر له بغضب ودهشة من ما إرتكبه بحقها، هتف بقسوة: إوعاكِ يا ورد تعلي صوتك عليا تاني.
ابتعدت خطوتين للخلف تترنح وقوتها تتقهقر رويدًا رويدًا، لتهتف حتى لا يلاحظ ضعفها وتلاشي قوتها: لاه يا ولد الهواري، أني عهمل الدار كلياته، معاودة للسرايا، ومنتصر لمن يعرف معيسكتش ليك واصل.
إلتقطت عباءة سوداء لها ولفت حجابها ووضعت فوقه وشاحها الأسود لتغادر تحت أنظاره التي مازال الغضب يتعلق بها.
طالعت سعدية طيفها ببسمة إنتصار وشماتة، فهي تعتز بحالها وعائلتها ولا تضع أي إعتبار لأحد وهذا ما يؤرق سعدية ولا يهدي لها بالًا.
______
بعدما علمت بما حدث لابنتها قررت الإطمئنان عليها وهي الآن أمام القصر، مترددة من الولوج ولكنها إستعادت جأشها لتدخل، صدمت ليلى وكذلك سميحة فهي من بعد إنفصالها هي وأحمد زوجها لم تخطو قدمها القصر مطلقًا، رحبت بها ليلى ببسمة مجاملة بينما سمحية ألقت حروفها اللاذعة لها: جاية تعملي أيه يا أميرة؟ توك أفكترتي أن ليكِ بت جاية تدوري عليها!
حدقت بها أميرة بقوة لتقول: مفيش أم بتنسى بنتها يا سميحة، أنا مش جاية بيتك أنا جاية أطمن ع بتي، أمال نور فين يا ليلى؟
نزلت نور من الأعلى لتفاجئ بوجود أمها، احتضنتها لتقول أميرة: أزيك يا بنتي عاملة أيه، حصلك حاجة؟
ضحكت سميحة بسخرية لتتشدق: لسه هتسأل، دا ابن جوزك اللّٰه ياخده مطرح ما راح هو السبب، وجاية عامله فيها خايفة ع بتك!
_ سميحة!
هتفت بها ليلى بإعتراض عاتب، وجهت حديثها لـنور:
_ طلعي أمك أوضتك يا نور، عشان تاخدوا راحتكم.
_ حاضر يا ماما.
قالتها نور لتنظر لها أميرة بضيق ولـليلى بحقد، تقول لها "ماما"!
وصلت غرفتها ووالدتها تمسك بكفها، عانقتها أميرة وجلستا على الفراش لتقول أميرة: غصب عني يا حبيبتي، أنتِ عارفة يا نور أنك بنتي الوحيدة يا روحي.
صمتت لتأخذ أنفاسها لتستأنف: قولي لعمك محمود يسيب وليد.
حدجتها نور بنظرات زائغة، لا تعلم عن ما تتحدث لتردف: مالوا عمو محمود يا ماما؟!
_ وليد مرجعش من يوم اللي حصلك، أكيد عمك خطفه.
هزت نور رأسها بعد فهم، وأيضًا تستغرب رد أمها، وليد هذا هو من حاول الإعتداء عليها وهي..!
أردفت بمرارة في حلقها:
_ عمو محمود مخطفش حد، وليد هرب، وبعدين أزاي بتسألي عنه وأنا كنت هضيع بسببه!
_ ما أنا قلتلك يا نور غصب عني يا حبيبتي، صالح حلف ليطلقني لو مرجعش، اللّٰه يخليكِ يا نور، أنا حياتي ممكن تتدمر لو طلقني، قولي لعمك يسيبه.
هاجت نور لتقول بضجر: عمو مخطفش حد، أنتِ ليه مصرة على أنه اللي خطفه؟
وقفت أميرة تصيح: لأن عمك هو السبب فكل المشاكل اللي بتحصلي، وهو كمان سبب كل مشاكلك يا نور، وهيفضل سبب كل مشاكلنا.
صاحت نور وهي تصرخ باكية: بااااااس خلاص، خلاص أنتِ لحد أمتى هتتهميه بأنه سبب لكل مشاكلنا، هو اللي قالك حبي حد تاني غير بابا وخونيه، هو اللي طلقكك يعني!
صدمت أميرة وسار حديث نور كالسم فى جسد أميرة، فـنور علمت بالحقيقة ولكنها الحقيقة المشوهة، كادت أن تتحدث لتعاجلها نور:
_ مش أنتِ عايزة وليد يرجع؟ خلاص أوك هيرجع يا ماما، بس تبعدي عني وبطلي تتهمي عمي محمود زور، ويلا بقا بعد أذنك عشان أنا تعبانة، لأني يا حرام لو تعرفي كنت هتعرض للإغتصاب من واحد حقير.
غادرت أميرة بصمت قلبها يتألم لتألم ابنتها ولكن ما بيديها حيلة، فهذه هي الحياة لا تسير على الأهواء.
تعلم نور أنها قست عليها فى حديثها وحروفها كانت نافرة من موقف أمها، ولكن حالتها وضعتها فى ذلك المأزق!
____&__
رن هاتفها لتزحزح جسدها قليلًا لتلتقطه من على الطاولة بجانب السرير، رقم مجهول ولكنها رأته سابقًا ولكنها لم تتذكر من صاحبه لتجيب قائلة:
_ السلام عليكم.
جائها الرد: وعليكم السلام، أزيك يا آنسة رضوى، أخبارك.
قلبت عينيها بملل وبوجه عابس أجابت: الحمد للّٰه بخير، خير حضرتك، أنا قلت لحضرتك قبل كدا ممكن متتصلـــ...
قطع حديثها بصياح مهتاج: اسكتي شوية أيه! أنا غلطان كنت بقولك هبعتلك المحاضرات..
ضغطت على شفتيها بضيق من تسرعها لتقول بحدة: شكرًا لحضرتك يا دكتور مالك، بس صحبتي سلمى هتبعتهملي..
ضحك وتشدق بسخرية: أهااا سلمى صحبتك اللي بتنام فـ المحاضرات تقريبًا!
لعنت صديقتها وإستهارها، لتقول بخجل: بس أنا مش عايزة أتعب حضرتك.
ابتسم بإنتصار فأخيرًا ستقع تحت أنياب حبه الذي سيرسمه عليها بحرافية، أردف بلطف:
_ مفيش تعب ولا حاجة يا رضوى، أنتِ طالبة مجتهدة جدًا عشان كدا حابب أساعدك، هبعتلك المحاضرات ع الواتس، ولو حاجة وقفت قصادك أنا مستعد أشرحهالك.
ارتعشت شفتيها ببسمة لتقول بإمتنان: شكرًا لحضرتك يا دكتور مالك.
ربما هذه بداية الشرارة بينهما لتتوالى أحاديثهما بعد ذلك، ويزداد إشتعال الشرارة بينهما لتتحول لحب، وربما حب من طرف واحد!
______
فترة، فترة قليلة تعلم ولكنها من أجمل الفترات التي مرت بحياتها، فهي شاهدت حنيته التي إن رأيتها تجعلك تأيقن أن القسوة لا تعرف له طريق، شاهدت عشقه لها الذي ينافي قوة رجل مثله يلقب بالجبروت، يلهو ويعبث معها بتصابي يعكس عنف هذا الرجل الذي يخشاه الجميع، ولكنها إلى الآن لم تتقبله كزوج لها.
_ على فين يا وداد عاد؟
قالها منتصر عاقدًا حاجبيه، لتجيبه وداد برقة تتحلى بها منذ ذلك الحادث:
_ عتدلى تحت أجعد هبابة ويا الحاجة كريمة.
تقدم منها بنظرات تتلفظ حبه لها:
_ لاه ريحي دلوج، رجلك لساتها عتوجعك.
نفت برأسها تقول: بكفياني رقدة عاد، جسمي وجعني، ممولفاش ع الراحة واصل.
ضحك على حديثها وتقدم منها لتتلاشى المسافة بينهما حيث أنفاسه الثائرة تمتزج بأنفاسها التي ثقلت بفعل قربه منها، دنا من وجهها بشدة لترمش بأهدابها بتوتر، وضع قبلة صغيرة بجانب شفتيها، ورفع أنظاره لها ليجدها تغمض مقلتيها وترتعش جفونها، ابتسم لعدم نفورها منه ككل مرة، لفظت شفتيها اسمه بهمس معترض عندما مال بوجهه أكثر لتلفح أريجه أنفها لتشقى مشاعرها وتطرب لهذه التغريدة الرائعة التي تحومها في قربه: منتصر!
ألم يكفيه عدم نفورها لتزيده بهمسها لاسمه بحروف خرجت من شفتيها رائعة كصاحبتها، جذب جسدها له برقة لتعرف قدميه طريقها لفراشهما، ليحييان وقت طيب تمتزج فيه أرواحهما وتتعانق فى مشاعر جمة.
__
فاقا الاثنين على صوت نحيب يزداد مرة بعد مرة، ابتعد عن نعيمها مرغمًا، تحاشا النظر لها حتى لا يصدم برفضها مما حدث أو أن يقرأ الندم بنظراتها، ولكنها حطمت ظنونه عندما سألته برقة وهي تلتقط مأزرها تلف به جسدها لتواريه عن أنظاره التي تلتهمها بعدما انتبه لحديثها: في حاجة يا منتصر ولا أيه؟
هز رأسه بقلق يقول: مخابرش، هغسل وأنزل أشوف في أيه؟
_____
كانت تجلس فى أحضان والدتها تبكي بشدة وكريمة تحاول تهدئتها بشتى الطرق، نزل الصعيدي بهيبته متحليًا بقوته ليقول بدهشة من حالة شقيقته المذرية: ورد! مالك يا ورد، أيه اللي حوصل يا خيتي؟ عتبكي ليه؟!
تركت أحضان والدتها لتعانقه ببكاء يتزايد تتقطع فى حديثها: مننـ منصور ولد الهواري.. ضربني يا أخوي..
صدع صوته مجلجلًا: كيف إكدة، ابن المركوب كيف يتجرأ ويمد يده عليكِ اتجنن عاد!
لمحت وداد تنزل من الدرج، فانسحبت ورد من أحضان أخيها لتهب بوداد تتهمها: ولد عمك ضربني ومد يده عليا، تلاقيكِ متفقه إمعاه ع إكدة، تنتقمي من أخوي فيا أني، صوح؟
هزت وداد رأسها مفاجئة من إتهامها بهذه القسوة: لاه يا ورد وأني هعمل إكدة ليه عاد!
صرخت بها ورد: أني معسكتش واصل وكيف ما ولد عمك ضربني وزعطني من داره أنتِ كمانت ملكيش مطرح إهنه.
ردت وداد بهدوء حاولت رسمه؛ لأنها تعلم حالتها والقهر والغضب الذي يتملكها:
_ هدي يا ورد، أكيد منصور ميقصدش يأذيكِ واصل.
تتطاير الغضب من عيناي ورد ليعانق السماء: أكيد لازمن تدافعي عنيه، مش ولد عمك.
زفرت وداد بضيق:
_ منصور عاقل وراجل صوح، شكلك ضايقتيه.
تقدمت ورد منها وهي لازالت على غضبها، كادت أن تتشاجر معها إلا إن صدوح صوت منتصر أوقفها:
_ وداد اطلعي ع أوضتك.
تجاهلت حديثه ليزمجر بها: جولت ع أوضتك يا وداد.
ركضت من أمامه، ليتقدم من ورد ولفها ناحيته بعنف:
_ حديتك مع وداد ميصحش يا ورد، لولا أني معضربش حريم كنت...
ترك باقي حديثه معلقًا لتخمن ما قد يفعله بها، لتهب به: دافع عنيها يا أخوي، أنتِ تدافع عنيها ومنصور عيحبها، وأني هملتوني لحالي.
جذبها لأحضانه بحنو وربت على ظهرها وهي تبكي بعنف، المشاجرة معها فى حالتها هذه لن يفيد بشيء، فأسلم حل أن يتغدقها بحنانه أولًا، يثبت لها أنه مازال أمانها ومازالت شقيقته حبيبته المدللة.
أخرجها من أحضانه عندما هدئ بكائها قليلًا، ليقول:
_ مالك يا ورد حصل أيه؟
مسحت دموعها العالقة بأهدابها تجيبه: تعاركت أني وخالة سعدية عتقولي أرض بور، وقالت لمنصور وهو ضربني يا أخوي.
ابتسم منتصر وهي يقرص وجنتها قائلًا: وست ورد أكيد مسكتتش واصل.
هزت رأسها ببراءة تقول: اضايقت منيها فرديت عليها.
رفع منتصر منكبيه بيأس يقول بتعقل: منصور أني هحاسبه على ضربه ليكِ، لكن يا خيتي أمور دارك تحليها براحة ولازمن الكبير له إحترامه يا ورد، فهماني.
هزت رأسها تعترف بخطأها فهي لا تستطيع الكذب أمام أخيها: أني بصراحة إكدة عليت صوتي عليها وتعاركت مع منصور واستفزيته، أني آسفة يا أخوي.
نظر منتصر لـكريمة التي تستمع بصمت قائلًا:
_ عقلي بتك يا أماي، متخليهاش تخرب بيتها بيدها.
استلمتها كريمة باللوم والعتاب، وافهمتها كيفية التعامل مع حماتها وزوجها حتى لا تغضب ربها أبدًا.
________
صباحًا، أحضرت كوبًا من الشاي وذهبت للحديقة حيث ياسين الذي يمسك كتاب يتصفحه بتركيز، تقدمت منه لتقول: صباح الخير يا عمدة.
نظر لها متناولًا كوب الشاي ببسمة تتمرد دائمًا وتظهر على شفتيه فى حضرتها:
_ صباح النور، تسلم يدك يا نورسين.
قالت بمرح: اتزحزح كدا شوية أقعد جنبك.
تزحزح قليلًا لتجلس بجانبه ليباغتها بسؤاله: كيفك دلوج؟
ابتسمت قائلة بلكنة صعيدية: زينة يا عمدة.
ضحك عليها ليقول: مطرحك فـ الصعيد أحسن.
_ ياسين هو وليد فين؟
صدم من سؤالها وشرق وهي يرتشف الشاي، ليقول بحدة: عتسألي عنيه ليه؟
_ أصل ماما بتقول أنه اختفى من وقت وقتـ..
لم تستطع تكملتها لتتخطى هذه الكلمة لتتابع بعدها:
_ هو عمو محمود خطفه فعلًا؟
نهض بعنف: ملكيش صالح بيه يا نورسين عاد.
نهضت مقابله تحاول النظر لعيناه حتى تدرك ما يخفيه خلف تلك النظرة المظلمة، لتهتف بإستدراك: ياسين أوعى تكون أنت اللي خطفته!
أشاح بوجهه عنها يقول بإقتضاب:
_ وإذا.
إستدارت حوله لتقف أمامه ليزفر بضيق، أردفت: ياسين باللّٰه عليك سيبه.
زمجر بها بعنف، لولا أنه لا يمس النساء لكان الآن كسر عنقها وحطم فمها الذي مازال ينطق اسم ذلك الحقير:
_ لساني مخدتش حقي منيه، وبعدين أنتِ خايفة عليه إكدة ليه؟
تلفظ أخر كلماته بغيرة تعانق قلبه لتزيد من غضبه، أجابته بعبرات تهدد بالهبوط:
_ ماما جاتني واترجتني، كانت فاكرة أن عمي اللي خطفه، جوزها هددها أنه هيطلقها لو وليد ما رجعش.
هدر بها بعنف: بس بكفاياكِ تقولي اسمه، وبعدين فيها أيه لما أمك تتطلق دا بدل ما تقف جنبك...
أدرك ما تفوه به، نظر لها ليجد سيول من الدموع تستحل وجنتيها وتصك علامات جرح قلبها، ود لو يحتضنها أن يكن له الحق في أن يزيل عبراتها بكفه يتلمس بشرتها الناعمة، تمنى لو كان له الحق بأخذها الآن بين أحضانه يخفف ألم قلبها.
إستعاد ثباته ليقول بهدوء: خلاص يا نورسين بطلي بكا، وليد هيرجع.
ابتسمت من بين شهقاتها، لتقول شاكرة إياه: شكرًا يا ياسين، كدا ماما مش هتتطلق وهتكون مبسوطة.
غمغم بضيق: غبية.
دارت عدستيها بعيناها قائلة:
_ قلت أيه؟!
هز رأسه: لا ولا حاجة، تعالي نفطر.
____
عاد من عمله بعدما اطمئن على الزرع والعاملين بحرفة الزراعة، وجد والدته كريمة تجلس وبجوارها ورد شاردة وملامحها عابسة، أما هند فتمسك بكتابها تذاكر بإتقان.
_ السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته.
رفعن الثلاثة أنظارهن له، ورددن السلام، تقدم من هند وأخرج من جيبه قطعة جلاب لها، وأردف: عفارم عليكِ يا هند، ليكِ عندي مكافأة زينة لو جبتي مجموع كبير.
ضحكت هند بسعادة هاتفة: صوح يا أخوي؟
_ صوح يا جلب أخوكِ.
تقدم من كريمة ولثم جبينها: كيفك يا ست الناس.
رسمت بسمة مرتعشة على شفتيها لتواري خوفها: زينة يا ولدي.
أخرج قطعة أخرى من الجلاب وقدمها لـورد قائلًا: خابر زين أنك عتحبيها.
ابتسمت له دون حرف، لم يلاحظ الخوف البادئ على وجوههن فشوقه لحبيبته أعماه.
صعد لغرفته وفتح بابها يبحث عن وداد ولم يجدها، بحث بكل ركن بالغرفة بلا فائدة، تفاقم الغضب والخوف والقلق، عدة مشاعر تراكمت بقلبه، نظر للغرفة بضياع، فكرة الفراق التي تراوده كذئاب مفترسة تأكل أحشائه!
........
سوري ع النكد اللي فـ الأخر دا.
يلا بقا قراءة ممتعة.
دمتم بخير سُكراتي. ❤️

#مملكة_الشياطين.
#قلوب_مكبلة_بوثاق_الحب.
#مُنى_عيد.
#يتبع...

مملكة الشياطين.   "قلوب مكبلة بوثاق الحب"   _ منى عيد محمد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن