سادية

6.5K 37 3
                                    

اغرورقت عيناها بالدموع وهى تقول " يعنى يا سيدى انت هتتخلى عن الحاجه اللى انا عارفة ومتأكدة انك بتعشقها عشان تعيش معايا ، وانا هعترض ،،، باسم ... انت دنيتى اللى عجبانى وراضية بيها ومش عايزه حاجه غيرها ، الدنيا دى فيها كل اللى انا عايزاه واكتر ... فيها انت ،،، ومن غيرك مفيش دنيا ... فهمتنى !!
انهت كلامتها وهى تعود الى ذراعيه من جديد وقد تلاقا كأوراق شجر انكمشت على نفسها لتحتمى من رياح عاتيه قادمة ...
كفرس جامح لا زمام له ، انطلقت علا تصب انتقامها على كل من يقع تحت يديها ، فعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعى صنعت شخصية وهمية عن المسيطرة الجبارة التى تحترف إخضاع انصاف الرجال وتهوى التلاعب بعقول المغمورين فى هذا العالم ،، تحولت علا فى هذه الشخصية لشيطانه تتواصل شهرتها يوما بعد يوم ، لكن العجيب ان لا أحد ممن اقترب من هذه الشيطانه قد عاد ليروى عن تجربته معها ،،،
جميعهم اختفوا تماما من هذا العالم وكأنها تمتص ارواحهم وتنفثها فى فراغ الجحيم ليزداد اشتعالا ...
فى البداية كان الندم يساورها قليلا مع كل جريمة جديدة ترتكبها ، ندم نابع من أن هؤلاء لا ذنب لهم فيما حدث لها ، لكن هذا الندم بدأ ينحسر شيئا فشيئا مع قناعتها ان ايا من هؤلاء كان ليفعل ما فعله هذا الوحش الذى دمر حياتها بالكامل ...
كانت كل تجربة تخوضها تزيدها قوة ووحشية ، كأنها ادمنت الايذاء ،، واعتبرت كل جولة تخوضها بمثابة تدريب متواصل لمعركتها الكبرى ...
بقدرة غريبة فى تلك المرة أقعلت علا عن المخدرات تماما ، وبدأت فى تناول مخدرها الجديد الذى يروى جسدها من الالام الأخرين ،،،
وأخيرا وبعد معاناة طويلة وانتظار طويل ، وقع الشيطان الهاوى الذى اخرج هذا المارد  فى شباكها ، وجدته يهيم هنا وهناك يبحث عن صيدا جديدا وقد اتخذ اسما مستعارا جديدا ، لكن مع بداية تعارفهما اكتشفت انه هو ، نفس طريقة الحديث ، صحيح انه كان حذرا جدا فى البداية لكنها استعانت بصبر نادرا ما تتحلى به انثى لتمنحه الثقة شيئا فشيئا ..
واليوم وبعد شهور .... ها هى تنتظر قدومه الى منزلها الذى اتخذته خصيصا واعدته لانتقامها الذى أقسمت ان يكون اسطوريا .... وبعده سيحين دور خالد ...
بين شد وجذب مرت الأسابيع والشهور ، ومع مرورها كان يقين حسناء يتأكد انها العلاقة التى تربط بين باسم وهنا لا يمكن ان تنتهى إلا بإتمام الزواج ، رغم كل الأفكار المتناقضة التى مرت بعقلها ، الا ان بريق عينى ابنتها الوحيدة التى يهفو قلبها لمجرد ذكر أسم باسم ، كان دافعا لها لتحييد كل أراءها المعارضة لإتمام الزواج ، كانت تأمل ان ينهى الزواج ميوله الغريبة من وجهة نظرها وان يجد فى علاقته بزوجته الجميلة ما يلهيه عن تلك الممارسات التى لا تنتقدها الأن بقدر ما تخشى أن يصيب أبنتها مكروها من وراءها ..
وفى ليلة ازدانت فيها السماء بأضواء قمر كامل ونجوما تلمع احتفالا ، تم زفاف العروسين الذين خطفا القلوب والعقول بإطلالة بدت ملكية فى حفل كبير لم يلفتا النظر بملابس العروسين المميزة وانما بلمعان عيون وجدت نصفها الأخر ، ورغم ان تلك العيون كانت تتجول هنا وهناك لتوزع الابتسامات وتتلقى التهانى من المدعوين ، الا انهما بدى كأنهما يجذبهما مغناطيس قوى ، فلا تمر دقيقة الا وتلاقت تلك العيون من جديد وكأن كلا منهما يطمأن ان نصفه الأخر الى جواره ولن يفارقه إلى الأبد ...
لم ينافس فرحتهم فى تلك الليلة سوى فرحة حسناء التى حاولت قدر الإمكان الا يظهر على وجهها علامات القلق الذى تشعر به داخلها ، ومثلها كان خالد الذى بدا مبتسما تتأبط بسمة ذراعه فى كل خطواته ، وان استقر بداخله قلق عميق على ما أل له حال " علا " الان ، اما البراءة والفرحة الغامرة التى لا تشوبها شائبة فكانت من نصيب بسمة التى كانت تشعر ان اليوم هو يوم زفافها هى خاصة وانها تعرف انه لم يتبقى لها سوى اسابيع قليلة وتلحق برفيقة دربها هنا ، ويجمعها بحبيبها بيت هادئ اوشكوا على الانتهاء من كل تفاصيله ، فقد نجح خالد طوال تلك الفترة فى كسب ثقتها واقتحم قلبها وعقلها بطريقته المتزنة احيانا والجنونية احيانا اخرى ، كان يدرك جيدا متى وكيف تتبدل سماته معها ، وكأنه يرى ما تتوقعه فى خيالها ويسير على نهجه باحترافية تثير الإعجاب ..
وبرقصة بدت مثالا للرومانسية فى زمن افسدته التكنولوجيا وتحولت فيه التعبيرات الى مجرد ايموشنز ، والمواساة عبارة عن كلمات نتشاركها على مواقع التواصل والفرح تعبر عنه صورا ضاحكة ... انهى العروسان الجزء الأول من أبهى أيام حياتهم ، ووقفا يودعان المدعوين وجميعهم يتمنون لهم خالص السعادة والهناء ، وبصحبة أقرب الاصدقاء والأهل توجه الزوجين الجديدين الى عشهما الذى نعرفه جيدا ولا يمكننا ان نصفه بالهادئ ،،
وأمام المنزل توقفا يوزعان الابتسامات وهما يخفيان توترا عميقا خاصة هنا التى بدت فى هذه اللحظة على وشك ان يتوقف قلبها من كثرة ما رقص بهجة وسرورا ..
والى جوارهما كان خالد وبسمة يتأملونهما فى فرح وقد اقتربت لحظة مثل تلك تجمعهم الى الأبد برباط مقدس ..
انتهت كل المراسم لتبدأ مراسم اخرى لن يعلمها سوى العروسين المبهرين وهما يعبران الى منزلهما الذى شهد بداية علاقة باسم وكاجيرته هنا ،،، والأن يستعد ليبدأ فصلا جديدا بين زوجين تجمعهم كل المشاعر المختلطه ، الحب والميول والشغف والعشق ...
وبينما استقرت بسمة فى سيارة خالد ليعيدها الى منزلها ، دق هاتفه وهو يستعد للقيادة ، لتنقلب ابتسامته للمحة غضب وهو يرد ليستمع الى صوت علا من جديد وهى تقول " أنا روحت فى داهية يا خالد الحقنى ارجوووووووووك "

قصه سادية Where stories live. Discover now