سادية

14.7K 57 0
                                    

طوال تلك الدقائق لم تغادر صورة باسم عينى حنين وهى تحدق فيه اثناء عقابه لبسمة ، من كان يتوقع ان تكون تلك هى خاتمة اليوم ، صديقتها نفسها التى طالما استنكرت وسائل العقاب التقليدية القديمة ها هى مقيدة القدمين ورأسها على الارض تتلقى ضربات مؤلمة على قدميها كأنها طالبة فى احدى القرى النائية تتلقى عقابها من مدرسها على اهمالها .
اما صرخات بسمة فلم تتوقف طوال الضربات وانما كانت تعلو وتهبط على حسب قوة الضربة ، قبل ان تستجمع قوتها لتنطق وتقول " انا اسفة حضرتك مش هاعمل كده تانى ، مش هكددددددددددب " ، حينها توقف باسم عن ضرباته
توقعت ان الامر قد انتهى وانها قد نالت ما تستحق وان عقابها قد انتهى ، لكنها اكتشفت انها واهمة ، فقد اعاد باسم العصا الى مكانها على الحائط وهو يلتقط عصا اخرى اطول قليلا اشبه بخرزانه لكنها اكثر سمكا قليلا وقد احاطها بشريط جلدى كساها بالكامل ،، فصرخت بسمة " لا ارجوك مش قاااااااااادرة ، رجلى خلاص مش حاسة بيها " ، فيما عدل باسم الكرسى لتجلس من جديد بشكل معتدل وهو يقول " ومين قال انك هتضربى على رجلك تانى ، بسمة " هاااااااا" ،، قبل ان تستوعب او تفهم كان يميل بالكرسى مرة أخرى ولكن الى الامام فى تلك المرة فأصبحت تستند بوجهها وصدرها على الارض بعد ان استغل باسم لحظات جملته فى تثبيت شريط جلدى احاط بأكتافها حتى يمنعها من السقوط
وبدلا من ان يحمل الكرسى بسمة ، اصبحت هى من تحمله وقد استندت باكتافها وصدرها وركبتيها على الارض ، بينما باسم قد امتدت يديه الى قاعدة الكرسى وقد ازاح قفل خاص بها ، لتخرج تلك القاعدة بين يديه ويصبح الكرسى مفرغ كاشفا عن مؤخرة بسمة ، وهنا ادركت اين سيكون عقابها القادم ، فى نفس اللحظة الذى بدأت فيه ضربات باسم تتوالى على مؤخرتها التى برزت بعد ان ازاح هو قاعدة الكرسى ، ضربات متتالية ومعها صرخات مكتومة من بسمة التى لا تملك سوى صرخاتها ، بينما حنين قد انكمشت فى مكانها وهى تضم ساقيها فى قوة وينتفض جسدها مع توالى الضربات كأنها هى من تتلقاها ..
وبعد 50 ضربة كاملة وصرخات واعتذارات من بسمة توقف باسم اخيرا ، وامسك بالكرسى يعيده الى وضعه الطبيعى وقبل ان يحل قيود بسمة رفع رأسها وهو ينظر الى عينيها الدامعتين قائلا " ده الدرس الأول ، المرة الجاية العقاب اقوى ، مفهوم " ... لم تجيب بسمة سوى بإيمائة من رأسها فاعاد باسم كلمته الأخيرة " مفهوم " ، بأنفاس متهدجة اجابت بسمة " مفهوم حضرتك " .
فبدأ يحل قيودها الواحد تلو الاخر وهو يلتقط يدها يساعدها على النهوض ، وهى تتألم فور ان لامست قدميها الارض ، تركها باسم وهو يتجه لركن الغرفة البعيد حيث يوجد ستار داكن اللون ففتحه كاشفا عن مقعد وثير اشبه بشيزلونج الطبيب النفسى وهو يشير لبسمة ان تأتى الى هنا ، فتحركت بصعوبة حتى وصلت اليه فأشار لها لتعلو الكرسى الوثير الذى استقرت عليه من المنتصف وسادة صغيرة عندما لمستها بسمة اكتشفت انها وسادة مائية يحيطها غلاف جلدى سميك وقد احاطها باسم بغلاف من القطن جعلها تبدو كالوسادة ، وقال باسم " اقعدى عليها وافردى رجليكى ، وخلال دقايق كتير من الوجع هيروح ، المرة دى بدلعك عشان اول مرة ، انما ما تتعوديش على كده ، ابتسمت هى لأول مرة فى الدقائق الأخيرة وهى تقول " اه هو في اكتر من كده دلع " ..
ابتسم وهو يتحرك تجاه حنين التى بدت من بعيد كتمثال فارقته الحياة ، فانتزعها قربه من خيالها الذى اتجه بعيدا كالعادة وهو يقول " فى ايه مالك " ، اما حنين فقد احنت رأسها وهى تستجمع شجاعتها بصعوبة وهى تقول " انا كاجيرتك "
رفع باسم رأسها ليواجه عينيها وهو يقول " كاجيرتى ، انتى فاهمه انتى بتقولى ايه " ، لم تستطع ان تواجه عينيه وهى تعيد كلمتها فى صوت خافت " انا كاجيرتك " وتابعت " انا كنت بحلم بيك ، شوفت الاوضة دى فى الف حلم ، شوفت طريقتك واسلوبك وقسوتك وحنانك فى كل احلامى اللى كنت باشوفها وانا صاحية "
قبل ان تنطق كلمة لم تتخيل ان تنطقها من قبل " سيدى " ، فرد باسم " نعم " ، فتابعت " انا مش عايزة امشى من هنا ، مش طالبة منك الا حاجه واحده بس " ، باسم " قولى " ، حنين " خلى بالك منى ارجوك " ، باسم " اوعدك ، بس موضوع كاجيرتى ده محتاج كلام كتير وتدريب طويل " ، حنين " وانا جاهزة يا سيدى "
وكأن القدر قد اراد ان تتحقق أمنية حنين اسرع مما تتوقع فقد رن هاتفها فجأة كاسرا الصمت المطبق فى الغرفة ، وكانت قد اصطحبت شنطتها وهى تخبئ بها السيلف ديفينس الخاص ببسمة احتياطا لأى أمور تخرج عن السيطرة ، فانتفضت وهى تلتقط الهاتف لتجد والدتها على الخط ، فاخذت نفسا عميقا وهى تجيب " ازيك يا ماما " ، اتاها صوت والدتها متوترا وهى تقول " حبيبتى انا فى المطار ومضطرة اسافر يومين بس ضرورى جدا ، خلى بالك من نفسك ، في اكل فى البيت وانا سيبتلك فلوس احتياطى لأى طوارئ على الكومدينو اللى فى اوضتك " ، حنين " تروحى وترجعى بالسلامة يا ماما "
اتاها صوت والدتها وهى تقول " انا عاملة رومينج ، هاكلمك لما اوصل ، ارجوكى ما تخلينيش ابقى قلقانه عليكى ، انا عندى شغل مهم اوى هاخلصه فى اسرع وقت وارجع " ، اجابت حنين وهى تبتسم " ما تقلقيش يا ماما خالص " .
انتهت المكالمة وقد اكتست ملامح حنين بفرحة غامرة ، واندفعت تجاه بسمة وهى تقول لباسم " بعد اذنك يا سيدى ثوانى " ، اقتربت من بسمة وهى تقول " ماما مسافرة يومين ، انا خلاص قررت ، هو ده سيدى اللى كنت بحلم بيه ، انا مبسوطة اوى ، اقدر اشوفه بكره وبعده وبراحتى "
بسمة " بينى وبينك هو يطمن ما يقلقش ، صحيح لما بيقلب بيخوف ، انما مش عارفه انا واثقة فيه "
واعتدلت بسمة لتنهض وقد شعرت بالألم ينسحب رويدا من جسدها تاركا اثرا مقبولا لم يشكل لها عبئا ، وامسكت بيد حنين وهى تواجه باسم قائلة " انا مش عارفه اشكرك ولا اتخانق معاك ، بس بصراحه ميرسى بجد انك عملت ده ، انا حاسة انى هتردد الف مرة قبل ما اكدب تانى " ابتسم هو قائلا " لا ده تأثير السيشن بس بكره هتكدبى تانى وتالت ، لسه قدامنا وقت على ما نقضى على العيب ده "
بسمة " هتقضى على العيب ولا هتقضى عليا ، اعترف .. اعترف "
اجاب " ايهما اقرب ، يا يخلص العيب يا هتخلصى انتى ، اختارى "  ، بسمة " وعلى ايه الطيب احسن "
وتابعت " احنا هنمشى بقى " ، لم يفت باسم تلك النظرة الحزينة التى بدت على حنين حينما نطقت بسمة بجملتها ، فقال " تمشوا ، ليه بتتكلمى بصيغة الجمع "
بسمة " نعم !! " ، فرد باسم " انتى عايزة تمشى اوكى ، انما هى لا "
بسمة وقد بدأت تتوتر " يعنى ايه هى لا " ، اجاب " هى كاجيرتى ، ولسه قدامها حاجات كتير عشان تدرب عليها وتتعلمها ، وبما انى فهمت ان ماماتها مسافرة ولسه مش هترجع قبل يومين فدى فرصة كويسة اوى ، وبكره الجمعه وبعده السبت وانا أجازة ، يعنى فاضيلها خالص ، تقدرى تيجى تطمنى عليها فى اى وقت "
بسمة " نعم انت ايه خطفتها يعنى ولا ايه " ،،، فرد باسم " هى من النهاردة أسيرتى وملكى وتقدرى تسأليها "
التفتت بسمة الى حنين وهى تقول " انتى سامعة الكلام ده وساكته " ، طأطات حنين رأسها الى أسفل وهى تقول " سيدى وما اقدرش اعلق على كلامه خصوصا وان كله صح "
بسمة " انتو مجانين انتوا الاتنين واتلميتوا على بعض ، طيب براحتكم بقى ، انا عن نفسى همشى بس اياكى تليفونك ده يتقفل " ، قاطعها باسم باشارة من يده " بسمة ، ما تديهاش اوامر ، انا قولتلك تقدرى تتطمنى عليها فى اى وقت ، من تليفونها من تليفونى ، تقدرى تيجى كمان فى اى وقت اهلا وسهلا طبعا ، انما ما تديهاش اوامر ، مفهووووم "
ارتعدت بسمة وقد اصابها اندهاش لما يحدث حولها " احقا ما يقولون ، احقا اصبحت صديقتها اسيرته يفعل بها ما يشاء ، وكيف وافقت هى وكيف لها ان تتركها برفقته "  ، لم تجد اجابات ، لكنها قالت " طب هستأذنك فى كلمتين معاها ممكن "
اجاب باسم " اتفضلوا " ، اتبع كلمته بأن خرج من الغرفة تاركا بابها مفتوحا وهو يتوجه الى الخارج ، بينما دار نقاش حاد بين الفتاتين ، انتهى الى اصرار حنين ان تخوض التجربة بينما اصرت بسمة ان تحتفظ حنين بأسلحة الدفاع الشخصى علها تكون فى حاجة اليها على وعد منها ان تتصل بها كل ساعة لتطمأنها عليها وعلى ما يدور .
خرجت الفتاتين من الحجرة ، وبسمة تحاول ان تبتسم وهى تقول " طيب انا همشى ، واقتربت من باسم قائلة بصوت هامس " ارجوك خلى بالك منها " ، ابتسم وهو يقول " مش محتاجة توصينى ، ده انا ما صدقت لقيتها "
وقبل ان تخرج بسمة مودعة الجميع فاجأها باسم قائلا " انا هاجى اوصلك اسبقينى على تحت دقيقة وجى "
وفور خروجها التفت مواجها حنين قائلا " انا هغيب 10 دقايق بالكتير ، ارجع الاقيكى فى الاوضة اللى مش هتسيبيها اليومين الجايين ، اكتشفى براحتك ، هتلاقى حمام صغير وهتلاقى مكان تعلقى عليه هدومك "
ردت حنين " هدومى ، طب وهلبس ايه " ،،،،، ابتسم باسم فى خبث قائلا " مش هتلبسى الا هدومك الداخلية بس"
وتركها وخرج خلف بسمة واغلق الباب من خلفه
اما هى فقد وقعت عليها كلماته كالصاعقة ، تخلع ملابسها ، وتبقى فى ملابسها الداخلية فقط
يانهاااااااار ، لقد تخلصت من " الاندروير " فى المول ، فكيف لها ان تطيع اول اوامره
وما الذى سيفعله بها ، لقد تورطت اكثر مما ينبغى ، قررت حينها ان تفر
فانتظرت لدقائق واتجهت صوب الباب ، لكن لصدمتها وجدته مغلقا من الخارج
لقد وقعت كالغر الساذج فى شبكة الصياد ، ويال ما ستعانيه

قصه سادية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن