سادية

6.3K 30 6
                                    

لن تنسى هنا تلك الكلمات التى حفرها باسم بداخلها ، فبعد طقوس معتادة فى تقاليدنا الشرقية من دعوات ومجاملات وعادات يتم اتباعها فور دخول العروسين الى بيتهما ، وبعد استقرار المقام بهم داخل عشهم الدافئ أمسك باسم بيد عروسه وهو يقودها عبر جنبات المنزل كأنها تراه لأول مرة ، وقف فى المنتصف ما بين غرفة النوم وبين غرفته السرية التى تعرفها جيدا وهو يشير تجاهها قائلا " فى تلك الغرفة وحدها أنتى مليكتى وستبقين هكذا للأبد ، لن يتغير شيئا سوى اننى الان أملكك ملكية تامة تشهد عليها السماء وشهد عليها الجميع ، لن يكون هناك مجالا لتأنيب من ضمير او لوم من مبادئ ، سترين فى تلك الحجرة ما لم ترينه من قبل ، سترين ما احتفظت به لمن أملكها علنا ، أملكها أمام الجميع ، املكها باتفاق شرعى لا اتفاق شفوى بينى وبينها فقط "
ورغم ابتسامتها التى كست وجهها الجميل الا ان التوتر قد تسلل الى ملامحها وهى تدرك ان كلماته لا توحى بأن ما ينتظرها هو خير ،بل هو شر مستطير ، الان هى مملوكته التى لا يمكنها الهرب من يديه ابدا .
لكن كل هذا التوتر والقلق تبخر وهى تطير لتصل لعنان السماء وتتخذ مقامها فوق السحاب ، فما فعله باسم فاق كل حدود الإبهار .
فبعد كلماته امسك بيدها من جديد وهويقودها الى غرفة نومهم وعندها اقدم على أخر ما تخيلت ان تراه من باسم ..

أمام الباب أوقفها فى مواجهته ، وامامها انحنى .... لا بل اكمل انحنائته ليركع امامها ممسكا بيديها الاثنتين وهو يقول " اما هنا فأنتى ملكتى المتوجه ، هنا أنتى أميرة أيامى وسلطانة دنياي ، هنا لا رغبة لي الا فى اسعادك ، ابتسامتك وحدها تمنح الحياة طعما حلوا ، ودموعك لن تنهمر أبدا ها هنا ، هنا يا أميرتى أنتى كونى الذى سأدور فى فلكه ، هنا انتى شموسى وأقمارى جميعا ، أعلم قدر ما يحمله كلامى من تناقض ، لكنك سترين كم سأسعى لتحقيق ما أقول ....
فهل تسمحين لى يا سلطانتى أن أكون أمير بلاطك الملكى ؟
ورغم ان هنا كانت طوال حياتها تسخر مما تسمع عنه من مصطلح دموع الفرح ، لكنها وجدت دموعها تنهمر بينا يبتسم محياها ويشرق وجهها ، فكلماته استقرت فى قلبها لتمنحها ما لم تشعر به من قبل ، ولم تتخيل ابدا ان تحصل عليه فى يوم من الأيام ، لم تنطق بكلمة ، فقد احتبس صوتها وفاق ما بداخلها من كلمات ان ينطقه لسانها ، لكنها اندفعت تحتضن هذا الفارس الذى أتى بغتة يحملها لعالم أروع من أشد أحلامها تفاؤلا ...
وبينما هى بين ذراعيه تخفى جسدها الصغير حملها بين يديه فى رفق بالغ وهو يفتح أمامها باب جنتها التى صنعها على يديه ليبدأ عزف أنشودته الاولى على جسدها البكر ..
فى تلك اللحظات كان قلب بسمة يرقص فرحا ، فقد رأت اليوم نموذجا واضحا لفرحتها يوم زفافها الذى اقترب كثيرا ، رأت نفسها فى وجه هنا الذى فاضت منه السعادة حتى ملأت جنبات المكان ، كانت تتأمل خالد وهو يقود السيارة وهى بجواره وتتخيل صورته يوم الزفاف ، كم سيبدو وسيما انيقا بهى الطلعة خاصة مع لحيته النامية التى تضيف لمظهره وقارا وهيبة لا تخطأها العين ، لكن افكارها توقفت وهى تنظر لخالد لتراه يجز على اسنانه فى عنف وهو يحمل توترا كبيرا بدا واضحا على طريقة قيادته التى تكون فى المعتاد متزنة ..
لامست كتفه بيدها فى رفق وهى تقول " مالك يا حبيبى " ، ازداد قلقها وهو يدير وجهه ناحيتها وعلى وجهه ارتسمت كل علامات القلق ، لكن ما فعله بعد ذلك كان امرا أخر .. أمرا لم تتوقعه ابدا
كانت علا تواجه فى هذا الوقت اسوأ كوابيسها ، فما فعلته فاق كل توقعاتها ، نعم نجحت فى استدراج هذا الذئب الذى انتهك جسدها ، استقبلته بقناع اخفى ملامحها حتى اطمأن واستقر به المقام ، لم يدرى انها قد دست له المخدر فى قدح الشاى الذى تجرعه منذ قليل ، وبين يدي فريسته السابقة تحول الى دمية لا تملك الحراك
لم يغب عن الوعى كثيرا ، لكنه كان وقتا كافيا لأن تحكم علا تقييده كما أرادت ، فلم تشأ ان تبدأ انتقامها الا وهو فى كامل وعيه حتى يتجرع كأس الألم الذى ستذيقه إياه نقطة نقطة .
لم تدرى حقيقة خلال ساعة كاملة كم ما فعلته به ، ولم يوقفها الا احساسها بالتعب الشديد كأنها كانت تجرى بأقصى سرعتها ، ارتخت عضلاتها فجأة وانهار جسدها تماما من فرط المجهود الذى بذلته ، لكن ما جعلها تقرر الاسترخاء قليلا هو انها رأت جسده بعد ما فعلته به ، جسدا لا يشبه الاجساد البشرية فى شئ ، لا شكلا ولا موضوعا ..
علامات تراصت فى غير انتظام على كل انحاء جسده ، قطرات من الدماء تسيل من جرح هنا وهناك ولكن اقوى جروحه كان فى موطن ذكورته التى أعدت لها عذابا خاصا ، سالت معها دموع الالم من عينيه بعد ان كممت فمه لتكتم صرخاته التى لم تتوقف طوال ساعة كاملة ، عادت بعد قليل من التقاط الأنفاس لتبدأ جولة جديدة مع هذا الذئب الذى افترسها من قبل ، وفى تلك المرة لم يعد يملك مزيدا من الصرخات أو الدموع وابرها المعدنية تنغرس فى انحاء جسده ، حتى تحول على يديها لقنفذ بشرى ، اتبعت هذا بحزامها الذى ارتدته وقد رأت انه قد حان دوره والذى ما ان رأه حتى أغمض عينيه فى مراره وهو يحاول ان يستعطفها بإشارات ضعيفة من رأسه ولكن دون جدوى ، اما هى فقد ابتسمت فى وحشية وهى تقول " الان جاءت ليلتك ، سأفعل بك مثلما فعلت بى ، سأغزو جسدك وامزق احشائك ، فأنت اليوم عاهرتى التى جلبتها لمتعتى وحدى " اتبعت كلماتها وهى تغرس عضوا صناعيا مثبت فى حزام ارتدته حول وسطها داخل مؤخرته ، واستمرت تخاطبه بمصطلحات سوقية بالغة القذارة اعدتها خصيصا لتلك اللحظة
تابعت ما تفعله غير مبالية بألامه ولا بالدماء التى سالت على ساقيه ، قبل ان تلتقط كرباجا قصيرا انهالت به على جسده المعلق بإحكام ، لكنها فوجئت ان جسده لا يتحرك لا ينتفض تحت وقع ضرباتها ، رأته فى غيبوبة تامة وضعت اصابعها على رقبته تتحسس نبضات عروقه فهالها ما شعرت به من ضعف وكأنه يلفظ انفاسه الأخيرة ...
هنا القت الكرباج بعيدا وقد تشنجت عضلاتها واستحال وجهها يضافى اصفرار الليمون وهى تلتقط هاتفها لتتصل بمن تلجأ له دوما .. اتصلت بخالد وفى رأسها الاف الافكار ، ما بين ان تستنجد به لإنقاذها مما تورطت فيه ، وبين رغبة الانتقام التى ملأت كيانها ، فلم تنسى ان خالد الذى تعلق به قلبها وكان وسيلتها الأمنة للخروج من مستنقع أسن لم يبادلها حبا بحب بل رفضه بوضوح ولم يترك بابا لها يمكنها الولوج منه ، وعندما تذكرت تلك الأحداث اشتعلت بداخلها نيران الانتقام وو دق هاتفها معلنا عن اتصالا من خالد الذى سمعته يقول " انا وصلت .. انتى كويسة " ، حاولت ان تستعيد رباطة جأشها وهى تقول " كويسة طالما انت وصلت " واغلقت الهاتف وقامت لتفتح الباب ..
استقبله وجهها الشاحب بينما تسمر هو امامها قليلا قبل ان يربت على كتفها ويقودها للداخل متساءلا " مالك في ايه ، انهى مصيبة وقعتى فيها نفسك المرة دى "
لم تنبس ببنت شفة وانما قادته فى خطى متوترة الى غرفتها ليرى ما فعلته بالشيطان الذى انتهك جسدها من قبل ، ورغم بشاعة المنظر لم يتردد خالد لثانية واحده وهو يندفع الى الفتى المقيد بإحكام من كل الاتجاهات والذى اختفى لون بشرته الحقيقى تحت سيل الدماء الذى يعظى جسده بالكامل مع تلك الكدمات والسحجات المنتشرة فى كل مكان ، كان شغله الشاغل ان يتأكد انه لا يزال على قيد الحياة ، وحينها تنفس الصعداء وان كانت مهمته لا تزال ثقيلة فالشاب فى غيبوبة تامة يعانى هبوطا حادا فى الدورة الدموية وخاصة بعد ما فقده من دماء، يحتاج الى اسعاف عاجل وطبيب محنك
تركها خالد دون ان يلقى عليها نظرة واحده وهو يندفع خارجا من الباب قائلا " دقايق وجى " ، واندفع الى سيارته لأقرب صيدلية جمع منها كل ما يحتاجه لإنقاذ هذا الشاب وانقاذ علا من مصير أسود ينتظرها لو اصابه مكروه
عاد بعدها ليبدأ مهمته الصعبة بتركيز شديد وعلا ترمقه بنظرات متوترة وهى تخشى ان تسأله عن مدى سوء الأوضاع ، لكنها هدأت قليلا عندما بدأ الشاب يصدر همهات غير مفهومه لكنها كانت تعنى انه لا يزال حيا

قصه سادية Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt