الأول (1)

540 40 60
                                    


عناوين الصحف في ذلك اليوم:
«وقوع القاتل المتسلسل بيدرو أندريد في قبضة العدالة»

«مقابلة حصرية مع البطلة، المحققة: نيكول ادولفو»

«نيكول ادولفو تصرّح: لقد تم القبض على السفاح وعاد الأمان لشوارع البرازيل مرةً أخرى»

«سفاح الجنس الناعم نزيل سجن مونتي كريستو الإصلاحي في ولاية رويرما»

«الرأي العام يطالب بإنزال أقسى العقوبات على بيدرو أندريد»

«نيكول ادولفو تصرّح حصريًا: سيكشف الاستجواب منحنيات وحقائق جديدة في القضية»

يخرجونه من عربة مصفحة سوداء اللون بين امواج المصورين ويدخلونه بسرعة داخل السجن.

ولج خافضًا رأسه في ذلّ، يتأبط الحراس ذراعيه و يجرونه جرًا عبر الممرات.
تكاد تقتلهم الأنفة؛ فلم يظن أحدٌ أنهم سيقبضون عليه.

شق طريقه في الممر الضيق، حيث وضع مقتنياته على مكتب الاستقبال ثم جلس، ليتم شرح حكمه الذي سيحصل عليه لا محالة؛ فهذه المرة كان المدعي العام متأكدًا من أنه سيحصل على الحكم الذي يتوق له الشعب، فجميع الأدلة تقود لبيدرو.

ثم ذهب بعد ذلك للأخصائي الإجتماعي وبقى معه لفترة من الزمن لم تطل؛ حيث لم يلبث أن خرج وهو يشتم ويصرخ بينما بيدرو يضحك في الداخل.

كان الأخصائي الإجتماعي، وأسمه باولو قد تشتت وفقد رباطة جأشه؛ فبدلًا من أن يقوم بتقييم بيدرو، قام بيدرو بتقييمه.
كان آخر ما سمعه الحراس قبل استقالته ذلك اليوم هو صراخه قائلًا: «إنه يقرأ عقلي! كيف عرف كل هذا؟»

وبعد أن أكمل إجرائاته، صحبه الحراس عبر عددٍ من الزنزانات، داخل كل زنزانة وجه لمجرم، وعلى كل وجه نظرة فضول تكاد تشق أجفانهم.
يمكنهم أن يقتلو بعضهم بعضًا حرفيًا لمعرفة هويه السجين الجديد.
ما الذي اقترفه؟
من هذا الوحش المحاط بجيشٍ من الشرطة؟
لم يحوم حوله كل هذا التهديد؟

توقف اثناء تحركهم فجأة، فأشهروا مسدساتهم في وجهه فزعًا، ابتسم من نجاح محاولته لإجفالهم وهمس:
«عليكم واحدة!» ثم رفع رأسه وتابع سيره بلا مبالاة.

أصبح الحراس وكذلك المساجين ينظرون لبعضهم البعض في حيرة.

أدخله الحراس بعد ذلك لإحدى زنزانات الحبس الانفرادي، ليجد امرأتان تنتظرانه.

_«مرحبًا بك، أنا المحققة نيكول ادولفو، وأنا المسؤولة عن استجوابك» قالت إحداهن مادة يدها.
_«لا أستطيع مصافحتكِ فكما ترين، يداي مكبلتان» ثم رفع يداه المحاطتان بالأصفاد.
_«لكنه ليس سببًا مقنعًا» قالت وقربت يدها اليمنى من يده وهزتها: «أترى؟ لك مطلق الحركة» قالت مبتسمة.

رد لها الابتسامة قائلًا بهدوء: «إذا لا أريد مصافحتكِ، أهذا سببٌ مقنع أكثر؟» ثم دقق نظره في وجهها الذي بدأت ملامحه بالتغير بفعل الغيظ.

جواربWhere stories live. Discover now