دائِمَاً ما كان هُناك تسَاؤلات بِشأن الغَابات والأدغال، دائِمَاً ما تجذِب الغابَات تفكِيرنا نحو الأشيَاء الغامِضة والظواهِر الغريبة، نحن بالتَأكيد إكتشَفنا الكثِير من سَطح الأرض، ولكِن هُناك دائِمَاً أمَل فِي أن هُناك شيئَاً رائِعاً بشكِل لا يوصَف يكمن هُنَاك بِين أدغال الأرض، فِي إنتِظارنا فقط أن نتعثَر فِيه، وأن نعثِر عليه، ونحن هُنا لا نتحدَث عن قواعِد كائِنات فضائِية، أو مكَان تختبِئ فِيه الجماجِم البلورية، ولكِن نتحدَث اليوم عن مخلوقَات ذات مهارَات غرِيبة،تتجاوَز ما يمكِن للبشَر أن يعرِفوه،نتحدَث عن عِلاجات عجِيبة كالمُعجِزة، وعَن مدن ضائِعة، وهياكِل غامضة ..وحتَى مخابِئ نازية كُلَها هناك وسَط أشجار الغابَات. إكتشَف عُلَماء الآثار والمُستكشِفون بالفِعل أطناناً من الأشيَاء الرائِعة فِي الغابَات، وعِند رؤيتهَا للمرَة الأولى كان مِن الصَعب التصدِيق بوجودها، ولكِنها إكتِشافات حقِيقية حدثَت فِي أعمَاق الأدغَال النائية.
___________________________
١- النبَات الذِي قد يقتِلك..وقَد يعالِجك:
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
عِندما بدأ الغزَاة الإسبانبغزو أمريكَا الجنوبِية وإستِكشافها، وجدوا أنهم فِي مواجَهة مع السهام السامَة. وِفقاً للسيد لي، أستَاذ فخري فِي علم الأدوِية السريري والعِلاج فِي جامعة إدنبرة- فإن المُستكشِفون الذِين عادوا إلى أوروبَا في القَرن السادِس عشر تحدَثوا عن أسهم أطلقَتها القبائِل المحلِية عليهم والتِي سبَبت الشلل لِمن أصابتَهم قبل أن تقتِلهم. استغرَق الأمرَ حوالِي ٢٠٠ عام قَبل أن يكتشِف الغزاه الأوروبِيون أن الشُعوب الأصلِية كانت تَعِد مَعجوناً نباتِياً وتضَعه على سِهامهم , ولكِن حَتى ذلِك الحين ، لم يكَن المُستكشِفون الأوروبِيون قادرِين على تحدِيد نوع النبَات المُستخَدم حتى القرن التاسِع عشر. وفِي القرن العشرِين ، جَاء المُستكشِف ريتشارد سي جيل فِي عام ١٩٣٨ ، وبَدأ هو وأخصائِي الأعصَاب في النظَر الى الغابَات المطِيرة من أجل ايجَاد عِلاج لحَالة عصبِية ، ومن بِين الأسرَار التي شَاركها السُكان الأصلِيون مع ريتشارد الوَصفات المِختلِفة التي استخدَموها لإعدَاد سمالكورار curare- وهو مُركَب كِيميائِي طبِيعي يُستخرَج من بَعض النبَاتات المتسلِقة التي تَستوطِن الأمازون وقد ادرَك اثنَان مِن أطبَاء التخدِير الكندِيين أنه يُمكن استخدَام سُم هذا النَبات في عملِيات التخدِير كمُرخي للعضَلات، ففِي ذلِك الوَقت وحتَى عام ١٩٤٢ كان التخدِير العام لا يَزال موضعِي فقَط ، ولكِن اكتشَاف سُم هذا النَبات غيّر طرِيقة إجرَاء العملِيات الجراحِية ، فعلَى الرُغم من استِغراق الأمر ٤٠٠ عاماً - لكِن الكورار انتقَل من القاتِل إلى المنقذ.
