22- الكراكِن أسطورَة أم حقِيقة؟.

34 4 2
                                    

قَد يَكون الكراكِن أكبَر وَحش يُمكِن أن يَتخيله البَشر، ذَلِك الكائِن القَادِم مِن الأساطِير الإسكندنافية القدِيمة، والتِي تَزعم أن مَخلوقَات ضَخمة لدِيها ثَمان أذرع طوِيلة تُطارِد البَحارة مِن النروِيج عَبر أيسلندا وعَلى طولِ الطرِيق إلى غرينلاند، وتَبتلِع بأذرعها السُفن فِي لَمح البَصر،وتغوص بِها إلى الأعمَاق البعِيدة.

فَكان لِلكراكِن بَراعةً فِي مُضَايقة السُفن، حِيث زَخرت حِكايات البَحارة بِما فِي ذَلِك التقارِير البحرِية الرسمِية- أن تِلك المَخلوقَات تُهاجِم السُفن بأذرعهَا القوِية، وإذا مَا فَشلت تِلك الإستِراتِيجية فإن هَذا الوَحش يبدَأ بالسِباحَة على شكِل دوائِر حول السفِينة،مِمَا يخلق دوَامة عنِيفة تَسحب السفِينة إلى أسفل، كمَا يُمكِن للوَش إلتِهام طاقِم السفِينة بأكمَله فِي وَقت واحِد، ولكِن على الرُغم مِن سُمعتِه المُخِيفَة، كَان للكراكِن فوائِد أيضاً..فَوِفقاً للأساطِير كَان الكراكِن يَسبح فِي المَاء مصحوباً بِمجموعات ضَخمة مِن الأسمَاك التِي تَتدحرج مِن أسفَل ظهرِه عِند خروجِه على سطح المَاء،وبالتالِي كَان بإمكان الصيادِين الشُجعان أن يُخاطِروا بالإقتِراب مِن الوَحش للحصول عَلى الأسمَاك الوفِيرة.

ولكِن السَؤال الذِي يَدور بِعقولِنا هَل الكراكِن كائِن حقِيقي؟

إن تارِيخ أسطورَة الكراكِن تعود إلى عَام ١٨٨٠ فِي النروِيج، وكمَا هو الحَال مع العدِيد مِن الأساطِير إعتمَدت مُشاهدَات الكراكِن على مُشاهدَات حيوان حقِيقي، وهو الحبَار العِملاق.
فَبَالنِسبة لِلملاحِين القُدامَى كَان البَحر مكاناً غادراً وَخطِراً، وَيُخبِئ فِي أعماقِه الكَثِير مِن الوُحوشِ التِي لايُمكِن تصورها أو تَخِيلها، ومِن المرجِح أن أي لِقاء مَع حيوَان غِير معروف سوف يكتسِب مِيزة أسطورِية مِن قِصص البحارة، وبَعد كُل هذَا سوف تتطوَر القِصص تدرِيجياً لتصِل إلينا بِهذا الشَكل الخيالِي.

ولكِن كانت أسطورَة الكراكِن قوِية بِما يكفي لِضَمها فِي أول إستطلاعات علمِية حدِيثة فِي أوروبا عن العالَم الطبِيعي فِي القرن الثامِن عشر، حِيث قام "كارل لاينايوس"-والِد التصنِيف البيولوجِي الحدِيث- بِضَم الكراكِن إلى شُعبَة الرخوِيات مِن طائِفة رأسيات الأرجل، وذلِك فِي الطَبعَة الأولى مِن System nature 1735.
ولكِن عِندمَا تَم العثُور على حيوَان عِملاق مِن الرخوِيات تقطَعت بِه السُّبل على شاطِئ دانماركِي عَام ١٨٥٣، قَام عالِم الطبِيعة النروِيجي "جابيتوس ستينستروب" بِدراسته ووَصفه بأنه "حبَار عِملاق" مِن نوع Architeuthes dux (السبيدج العِملاق)، وهكَذا أصبَحت أسطورَة الكراكِن حقِيقة فِي عالَم الكائِنات الحَية، وأصبَح الحبَار العِملاق هو الصورة الحقِيقية للكراكِن الذِي نشَأ مِن الخُرَافات.

وبَعد مِائة وخمسُون عَاماً مِن البَحث عن الحبَار العِملاق الذِي يعِيش فِي جمِيع مُحِيطات العالَم، لا يزَال هُنَاك جدَل كبِير حول ما إذا كَان هُنَاك نوعاً واحِداً مِنه أو هُنَاك ما يصِل إلى ٢٠ نوعاً، وبَلغ أكبر طول للحبَار Architeuthes dux الذِي تَم العثور علِيه حوالِي ١٨ مِتراً، بِما فِي ذَلِك الأزوَاج الطوِيلة جِداً مِن المجسات، ولكِن الغالبِية العُظمَى مِن هذا النوع التِي تَم العثُور علِيها كانت أصغَر بكثِير.

المَصدر: عَالم المعرِفة.

_______________________________________

-إذاً..ما رأيكُم بِشأن الكراكِن؟.

- مَازِلت أعتقِد بأنه أسطورَة.- ماذا عَنكم؟-.

قَلبٌ مُزرَّق|A.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن