** ما بعد الفراق ** 12

16.6K 533 16
                                    

رواية ** بنت الحارة **
الجزء  الثاني ** ما بعد الفراق **
(الفصل الثاني عشر )
** صعقت خديجة عند رؤية جاسر يقف خلف الباب ... كانت خائفه أن يكون سمع الحوار. ... و خائفه من المواجهة و ما سيحدث **
خديجة : انت هنا من أمتي. ...
جاسر : انا لسه جاي ... لقيتك اتاخرتي. ...
خديجة : سوري ... كنت بخلص حاجات قديمه ...
** نظر جاسر الي عاصم و هو يعقد حاجبيه.... أما عاصم رمقه نظره احتقار و مليئه بالغضب **
جاسر : مش تعرفيني بالاستاذ .
خديجة : (بتوتر ) اها طبعا ... ده يبقي عاصم بيه شريكي في الشغل ...
عاصم : شريكك بس ...
** نظرت إليه خديجة بغضب **
خديجة : لا و طليقي. ... كان جاي يباركلي. ..
جاسر : اها اهلا وسهلا يا عاصم بيه ...
** مد جاسر يده ليصافح عاصم فنظر إليه عاصم و بادله المصافحه ولكنه أضاف شيئا **
عاصم : عايز افهمك حاجة. .. لو فاهم انك هتتجوز خديجة تبقي غلطان خديجة لسه ملكي لو لبستها 100 خاتم بردو هتكون ليا انت فاهم ...
خديجة : مينفعش اللي انت بتقوله ..... اتفضل من هنا ..
عاصم : انا حذرتك و حذرته خليكي فاكره كلامي ده كويس ... سلام .
** كان جاسر ينظر إليه و هو يبتسم ... أما عاصم كان في قمه غضبه **
جاسر : بس زي ما انت شايف خديجة مش عايزاك هي اختاريتني انا مش انت و كمان انت اخدت فرصتك و كنت متجوزها و سبتها سيبها بقا تكمل حياتها مع الشخص اللي بيحبها و بيقدرها. زي ما انت عايش حياتك...
** انقض عليه عاصم بكل غضب مثل الأسد الجائع عندما ينقض علي فريسته و أمسكه من ياقه ملابسه و دفعه ناحيه الجدار **
عاصم : ميهمنيش كل ده انت فاهم .... لو مبعدتش عنها هخليك تندم علي اليوم اللي حبتها فيه ...
** قامت خديجة بإبعاد عاصم عن جاسر ووقفت أمامه و وجهها صار احمر من كثرة الغضب و التعب **
خديجة : انت اتجننت .... امشي من هنا مش عايزه اشوف وشك ...
عاصم : ماشي يا خديجة همشي بس بردو مش هتتجوزي حد غيري. ...
خديجة : قولتلك أخرج. ...
** خرج عاصم و هو يشتعل من الغضب .... توجهت خديجة الي جاسر لتطمئن عليه **
خديجة : انت كويس ....
جاسر : ايوه ....
خديجة : انا اسفه والله اسفه معرفش انه هيعمل كده. ..
جاسر : احنا لازم نتكلم ....
خديجة : حاضر ... طب نمشي من هنا الأول. ..
جاسر : حاضر ....اتفضلي. ....
** استقل عاصم سيارته ... كانت حياة بجواره كانت الفرحه تملئ وجهها **
حياة : قالتلك ايه ...
عاصم : هي مين ....
حياة : الشيف خديجة. ... رفضتك طبعا ....
عاصم : انتي ماااااالك ...
حياة : اه ده انت هتعزقلي عشان رفضتك. ...
عاصم : كلمه تانيه هقلب العربية بينا عشان مش ناقصك ومش عايز اسمع صوتك .....
حياة : ماشي يا عاصم هسكت انا مش هضيع نفسي بسبب حد ميستاهلش ....
** كانت خديجة مع جاسر في السياره... كان جاسر صامتا .... كان ينظر امامه و كانت خديجة تعلم أنه غاضبا منها**
خديجة : ساكت ليه. ..
جاسر : عايزاني اقول ايه. ..المفروض انتي اللي تتكلمي و تفهميني اللي حصل ....
خديجة : ده عاصم طليقي .... كان موجود عشان شركتي اندمجت مع شركته .... كان جاي يباركلي عشان المطعم و معاه مراته ...
جاسر : ايه مراته ؟؟؟؟... هو متجوز ..
خديجة : ايوه بعد ما انفصلنا ب اسبوع اتجوز. .. كان يعرفها قبل ما يتجوزني...وكان بيحبها
جاسر : وايه اللي قاله جوه ده .... ده معناه انه بيحبك ...
خديجة : جاسر ... لو سمحت انا عايزه انهي الموضوع ده ... ممكن ..
جاسر : يا ريت عشان اعرف وضعي ايه في الموقف ده.
خديجة : وضعك ايه .... انت فاهم اني بحبه و هرجعله. .. عمري ما هرجعله يا جاسر انا أتمني الموت ولا اني ارجعله. ..انت متعرفش هو عمل معايا ايه ... بهدلني اووي في الفترة القليلة اللي اتجوزني فيها ... ضربني في يوم الفرح. .. انت متخيل. .. خلي مراته تجيلي الشقه عشان تهيني اتجوزني مصلحه عشان الفلوس ... كان بيهني قدام الناس و بيستعر عشان اتربيت في الشارع .... و بتقولي انا لسه بحبه و عايزه ارجعله ...
** كانت خديجة تبكي بحرقه عندما تذكرت تلك الأيام المؤلمه. .. نظر إليها جاسر بكل حنيه و حب لم يتخيل المعاناه التي كانت بها عندما تزوجت عاصم.... قام بالاقتراب منها و قبل جبهتها و وضع جبهته علي جبهتها**
جاسر : انا اسف ... مكنتش اقصد ... انا افتكرت انك بتحبيه. .. خلاص بقا انا مستحملش اشوف دموعك ....
خديجة : انا بحبك انت ...
جاسر : قوليها تاني كده ...
خديجة : بحبك انت و بس. ..
جاسر : تصدقي اول مره اسمع كلمة بالحلاوه  دي ...
خديجة : انا اسفه ..
جاسر : تتاسفي علي ايه .. حقك عليا انا ... خلاص بقا ..
خديجة : حاضر ...
جاسر : يالا عشان اوصلك البيت الوقت اتأخر.
خديجة : ماشي ...
** كان عاصم في غرفته ينظر الي الشرفة و بيده السيجارة مشتعلة. .. و كانت حياة في الحمام ... كان يفكر في طريقه ليتخلص من جاسر ... عندما خرجت حياة نادت عليه ... فقام باطفاء السيجارة في يده من شده الغضب ولم يشعر بالالم  **
حياة : عاصم ... يا عاصم. ..
عاصم : عايزه ايه ...
حياة : مش هتنام. ..
عاصم : انا حر انام وقت ما انا عايز ..
** اقتربت منه حياة و احتضنته من الخلف **
حياة : مالك ...
عاصم : مافيش انا رايح اشوف الشغل ...
** تضايقت حياة من رده ... فهمت بالنوم و تركته ... كان جالسا في مكتبه شاردا. .. يستمع إلى الأغاني علي الاذاعه ... ثم سمع اغنيه هزت كيانه عندما سمعها كان يتمعن في الكلام فهي توصف حالته **
&&أي نار أي جمر اكتوي بعد الفراق
غصت في بحر المآسي ❤ من دموع في المآقي
كيف لا تبكي عيوني ❤ من حنين الاشتياق
كلما هبت رياح هزني ذاك العناق
كيف أنساك حياتي  ❤ ذاك والله محال
ان قلبي تعتريه لوعة تأبي الفصال
لوعة ابقت فؤادي ❤ في اشتعال واحتلال
لوعة منها عيوني لا يوافيها ملام
مرح أنت الأماني ❤ سكنت بين الضلوع
أنت بحرا من حنان ❤ ارتوت منه الربوع
كنت كالبدر ضياءا ❤ بين عتمات السجون
كنت لي أنس الليالي ❤ وحديث بلا شجون
كنت كالطود ثباتا وشموخا كالسحاب
لم تبالي بالأعادي ❤ رغم ويلات الصعاب
لم ينالوا منك شيئا ❤ رغم آهات الصراخ
لم يزد القيد إلا عنفونا وكفاح
ان بعدنا او قربنا ❤ نحن روحا وفؤاد
قد دعوت الله ربي في البعاد
نحن في الله إلتقينا ❤ واقتربنا في حماه
ستعودين إلينا انه وعد الإله&&
** ظل عاصم يستمع إليها طوال الليل. ... كانت الكلمات تحرك احساسه و قلبه لقد اشتاق الي تلك المجنونه التي خطفت قلبه و عقله و رحلت لم يستوعب حتي الآن انها ستصير ملك لغيره. .. لم يشعر بنفسه وهو يحطم كل شي يقع أمامه حتي صارت الغرفه في فوضي عارمة. .. ثم هدا قليلا ووضع يده علي المكتب و عينيه مليئه بالشر و الغضب **
عاصم : مهما حصل مش هتتجوزيه. .. و هخلص منك يا جاسر. ...
** وصلت خديجة الي المنزل بصحبة جاسر **
جاسر : انتي عايزه تقولي حاجه و مترددة مش كدا.
خديجة : بصراحه ايوه. ... كنت عايزه اقولك حاجه بس محرجه. ..
جاسر : قولي انا سامعك....و بعدين محرجة من ايه احنا دلوقتي بقينا واحد ....ولا ايه .
خديجة : صح ..
جاسر : قولي ...
خديجة : انا و عاصم متجوزناش. ..
جاسر : نعم ازاي يعني ... امال طليقك ازاي انا مش فاهم ...
خديجة : اقصد يعني كنا عايشين مع بعض كده ... من الاخر كده ... عاصم ملمسنيش. .
جاسر :  انتي بتتكلمي جد ...
خديجة : اها ...
جاسر : يعني لما نتجوز انا هكون اول واحد. .
خديجة : ايوه ... سلام بقا ..
جاسر : لا سلام فين استني ....
خديجة : عايز ايه ...
جاسر : انتي بتتكلمي جد ...
خديجة : ايوه. .. فيها حاجه دي ...
جاسر : انا اسعد واحد في العالم دلوقتي.... انتي مش متخيله فرحتي دلوقتي. .
خديجة : يا سلام يعني لما مكنتش تعرف   ... كنت ايه  ...
جاسر : لا مش كده انا مكنش عندي مشكله في ده  بس دلوقتي انتي صدمتيني من كلامك دلوقتي انا مش عارف أوصلك احساسي. ..
خديجة : انا فاهمه اللي عايز تقوله .... ممكن امشي بقا ..
جاسر : لا ... استني ... انتي مقولتيش ليه انك بتعرفي تغني انا حاسس اني معرفكيش خالص ..
خديجة : عادي يعني مكنش في مناسبه بس النهارده كان يوم مميز بالنسبه ليا كان لازم اغني. ..
جاسر : طب غنيلي. ..
خديجه : بعدين ... انا لازم انام دلوقتي عشان عندي شغل كتير بكره و عندي مذاكره الامتحانات كمان يومين ...
جاسر : انا دكتور الماده اللي عندك اول يوم و ذاكري بقا ماشي عشان معنديش واسطه ...
خديجة : هههه يعني قبل كده مكنش في واسطه انا عارفه انك كنت بتنجحني. .
جاسر : ماهو لولا اني بحبك من وقت ما شوفتك في الجامعه مكنتيش نجحتي. ..
خديجة : ايه ده بقا ان شاء الله انت هتعايرني. .
جاسر : هههه بصراحة اها ... بذمتك دي درجات تجبيها وانتي طالبه جامعيه .
خديجة : هههه اعمل ايه مبعرفش اذاكر.
جاسر : خلاص هساعدك من بكره قولتي ايه ....
خديجة : اوك موافقه. .... تصبح على خير. .
جاسر : وانتي من اهل الخير ...
** عاد كلا منهم إلي منزله وهو في قمة السعاده و بالاخص جاسر ... لا يعلم ماسبب سعادته ... لكن ماقالته خديجه له جعلت قلبه يطير من السعاده .... **
** في اليوم التالي كانت خديجة في الشركه تنهي العمل سريعا حتي تعود للمنزل باكرا لتجهز لمقابلة جاسر و عائلته **
** كان عاصم منهمك في  عمله يريد أن يشغل تفكيره في اي شي **
معتز : ايه مالك براحه شويه انت كده هتتعب. ..
عاصم : عايز اشغل بالي بأي حاجة ...
معتز : ليه في ايه ...
عاصم : خطوبة خديجة كانت امبارح ...
معتز : بجد .... انت روحت ولا ايه. ..
عاصم : كنت رايح عشان احضر افتتاح المطعم و اتفاجئت هناك ...
معتز : مينفعش تفكر فيها ده غلط لازم تتقبل انها هتتجوز واحد تاني ...
عاصم : سبني يا معتز دلوقتي. .. عايز اكمل شغل ...
معتز : حاضر يا عاصم هسيبك بس فكر في كلامي ...
** كانت خديجة في مكتبها تجهز للذهاب للمنزل ... قاطعها دخول السكرتيره **
السكرتيره : في واحد بره مصمم يقابل حضرتك. ..
خديجة : طب دخليه ولو في حاجة تانيه الغيها. ..
السكرتيره : حاضر .... اتفضل يا فندم ...
.... : مساء الخير ...
خديجة : زين ؟؟؟؟؟!!!
&& يتبع ....

بنت الحارة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن