الفصل السابع والعشرون: أواخر المفاجآت

394 76 8
                                    

نظرت إليه وهي متعجبة من سؤاله عن قصتها في ذلك الوقت، ولكنها سرعان ما تذكرت أنه أخبرها في الأمس أنه سيستمع إلى بقية قصتها لاحقا، فتغاضت عما تذكرت وأجابته متسائلة في دهشة:

حكايتي؟

فأجابها قائلا في خفوت:

أيوة ده لو حابة تكمليها.

فقالت له في هدوء:

لا عادي هأكملها.

وأخذت تقص عليه بإيجاز ما تبقى منها:

قبل فرحنا بيوم أو يومين تقريبا لاقيت تليفوني بيرن وكان المتصل هو، لكني لما رديت لاقيت حد تاني بيقول لي أنه لاقى صاحب التليفون ده عامل حادثة فخده على المستشفى لكن هو مات، دي كانت صدمة كبيرة أوي بالنسبة لي، فكرة أن إللي كان هيبقى جوزي يموت قبل فرحنا بيومين كانت صعبة أوي بجد، افتكرت وقتها الراجل إللي هدده بأنه هيدفعه تمن ضربه ليه، وقلت أنه أكيد قتله وفضلنا فاهمين كدة لفترة طويلة كانت تقريبا سنتين، زي ما قلت لك كانت صدمة كبيرة وأنا اتخطيتها بصعوبة وبعد عذاب، وفعلا تخطيتها لكن ما قدرتش أنساه، ومع كدة حاولت أكون طبيعية وإللي ساعدني على ده شغلي، لحد ما في يوم حصلت حاجة غيرت لي كل حاجة في حياتي.

وبعد ذلك صمتت ولم تكمل، حيث أن الحزن قد سيطر بشدة على محياها، فلاحظ سامر ذلك وقال لها في حذر:

حلا أنت كويسة؟ لو مش حابة تكملي عادي ما فيش مشكلة.

فقالت له بسرعة وهي تحاول أن تخفي حزنها:

لا لا ما فيش مشكلة أنا هأكمل عادي.

وعادت من جديد لسرد ما حدث بعد مرور العامين:

لحد ما من فترة وتحديدا في اليوم إللي ساندي اتصلت بيك فيه وقالت لك أنها هتتأخر شوية، كنا أنا وهي وحازم مع ريم في المستشفى علشان.....

قاطعها سامر قائلا بسرعة:

أنا عارف إللي حصل في اليوم ده، ساندي حكت لي كل حاجة.

فقالت حلا في هدوء:

تمام، لما كنا في المستشفى كان موجود وهو إللي طمننا على ريم، أنا ما بصيت لهوش كويس بس حسيت أني عارفاه، وده كان مجرد إحساس مش أكتر، ما فكرتش في الموضوع ده تاني لحد ما في مرة كنت راجعة البيت فلاقيته وقف وبيكلمني، ما كنتش عايزة أتكلم معاه بصراحة بس لاقيته بيقول لي بصي لي كويس، فلاقيتني بأبص له وعرفت أنه هو، ومن الصدمة فقدت الوعي، وفقت لاقيتني في البيت وقالوا لي أن حازم هو إللي جابني، قلت لهم عن أحمد ما حدش فيهم صدقني، بعدها بقى بييجي وهو حاطط قناع وبقى يطاردني في كل وقت، ومن يومين دخلت أوضتي فلاقيته ماسك ورقة وبيكتب، وبعدين جاب سكينة وحطها في إيدي وضرب بيها إيدي التانية.

كان سامر في أشد حالات الصدمة وهو ينصت لما تقول، فكيف لأحد أن يكون بكل هذا الجبروت والشر؟ كيف لأحد أن يقتل بهذه السهولة؟ حتى لو لم يفلح ولكن كيف هذا؟ حسنا يكفي إلى هنا، فأنت تعيش في واقع مؤلم يسوده الشر يا سامر فلماذا تتظاهر بالصدمة؟ نعم تتظاهر، فأنت تعرف جيدا أن هناك أناس يجري الشر في عروقهم جريان الدماء، ولكنك لم تكن تتوقع أن يحدث هذا مع شخص تعرفه، شخص رآك ورأيته، شخص تتحدث معه في تلك اللحظة.

لم يحن الوقت بعدWhere stories live. Discover now