الفصل الحادي والعشرون: حمزة

411 100 16
                                    

أخذت حلا تقص عليه كل ما حدث لها قبل عامين:

كنت في بداية السنة الرابعة من الكلية لما شوفت أحمد وتعرفت عليه وبمرور الوقت بقينا أصدقاء وحبينا بعض، وبعد فترة مش طويلة اقترح عليا أنه ييجي ويخطبني، ففرحت جدا وقلت له أني موافقة، فوعدني أنه هييجي بكرة، وفعلا جه وأهلي وافقوا عليه، واتخطبنا بعد شهر واتفقنا على الجواز بعد امتحاناتي، كانت كل حاجة ماشية بشكل طبيعي لحد ما في يوم كنا خارجين سوا، وفجأة جه شاب وفضل يضايقني وبسبب كدة أحمد اتعصب وقعد يضربه، حاولت أمنعه كتير لكن ما فيش فايدة وفضل يضربه لحد ما الشاب ده قدر يفلت منه وقال له بكل الشر إللي عنده: والله العظيم لا هأدفعك تمن ضربك ليا ده غالي أوي، عدا الموقف لكن بقيت خايفة من تهديد الشاب ده، بس حاولت أتجاهل الموضوع، لحد ما كان باقي على الفرح يومين تقريبا، فلاقيت موبيلي بيرن وكان هو إللي بيتصل، لكن لما فتحت الخط مش هو إللي رد.

ثم صمتت قليلا وتحولت تعبيرات وجهها من الجمود إلى الحزن، فلاحظ سامر ذلك وقال لها في ارتباك:

حلا أنت كويسة؟ لو مش هتقدري تكملي خلاص.

فقالت حلا وكانت الدموع قد بدأت بالانحدار من عينيها:

لا لو سمحت أنا هأكمل ويمكن تصدقني لأن بجد أنا تعبت بسبب أن ما فيش حد عايز يسمعني وبجد حاسة أني خلاص مش قادرة أكمل حياتي بشكل طبيعي بسبب الضغط النفسي إللي أنا فيه، حاسة أني خلاص هأموت، عارف صح أن مش أنا إللي حاولت أنتحر بس كنت بأتمنى لو مت علشان أرتاح.

لم تعد تقوى على الكلام بسبب بكائها المستمر، أما هو فتعجب كثيرا مما قالته وأخذ يتساءل: ما الذي تقصده بهذا الكلام؟ أيعقل أنها حاولت الانتحار ولكن كيف؟

قطع شروده ذاك ساندي التي أتت مسرعة وهي تحمل لوجي التي لم تكف عن البكاء وهي تقول:

سامر أنا.....

قطعت كلامها عندما رأت حلا تبكي فاقتربت منها وسألتها في لهفة:

حلا أنت كويسة؟ ريم قالت لي أنك كنت تعبانة.

جففت حلا دموعها وقالت في نبرة حزينة:

أيوة أنا كويسة الحمد لله.

فنظرت ساندي إلى سامر وقالت:

طيب في حد عايزك برة وهو بيقول أنه صاحبك وهو اسمه المقدم حمزة.

فقال سامر في دهشة:

حمزة؟ طيب أنا جاي.

ثم نظر إلى حلا وقال:

بعدين هنكمل كلامنا ماشي؟

فأومأت حلا موافقة وذهب سامر مع ساندي ليرى صديق طفولته.

مر باقي اليوم بدون حدوث أي شيء جديد حتى استأذن كل من حمزة وسامر وساندي ورحلوا عائدين إلى منازلهم.

لم يحن الوقت بعدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن